الشيخ هداه الله ومن اتبعه
لم يقرأ البيان كاملا، ولم يطلع على قول الإمام في الشفاعة كاملا
لذلك فهو لا يعلم تفسير الإمام للآيات المتشابهات في الشفاعة، وكأن الإمام لا يعلم بها
والعجيب أنه قرر أمرا مرارا وتكرارا وهو أن الشفاعة لمن يدخل الجنة!!! فهل الآيات المحكمات النافية للشفاعة تتحدث عن أهل الجنة؟!
وهل من آية بينة صريحة تبين أن الشفاعة لأهل الجنة؟
وقد زعم العلماء أن المقام المحمود هو الشفاعة، ونقل الشيخ الديلمي الاجماع على ذلك، مع أني لا أجد الأمة قد أجمعت على هذا، وهذا اقتباس من أحد كتب التفسير:
وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } قال ( بعضهم ) 5 : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } تحمد عاقبته بالتهجد ، أي يبعثك ربك مقاما تحمد أنت ( تلك ) العاقبة جزاء تهجدك في الدنيا . وقال بعضهم : { مقاما محمودا } ما يحمده كل الخلائق الأولون والآخرون . وقال بعضهم : { مقاما محمودا } هو مقام الشفاعة ، والله أعلم ، أي تشفع لأمتك وأهل العصيان منهم .
وجائز أن يكون هو صلة ما تقدم من قوله : { فتقعد مذموما مخذولا } ( الإسراء : 22 ) وقوله : { فتقعد ملوما محسورا }( الإسراء : 29 ) وقوله : { فتلقى في جهنم ملوما مدحورا }( الإسراء : 39 ) وما سمع من المواعيد ؛ لما سمع هذا ؛ وقرع سمعه ذلك ، أخافه ، وأفزعه ، فنزل قوله : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } إن عبدت الله ، وأطعته في جميع أموره ونواهيه ، وأقمت الصلاة والصيام .
الماتريدي - 333هـ
وأعود إلى المقام المحمود، وأقول هل تعلمون في أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أكثر منه؟! حتى فسرتم المقام المحمود من ذات أنفسكم؟! وزعمتم أنها الشفاعة؟!
ولكن انظروا ماذا أمر الله رسوله أن يقوله لقومه:
{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِين}[الأحقاف:9]
عجبا للأمة وعلمائها! كيف يعلمون في أمر رسولهم وهو ذاته لا يعلم ما يفعل به ولا بقومه. يا سبحان الله
وأقل ما يرد على من يزعم بشفاعة العبيد بين يدي الرب سبحانه أن يقال له:
هل تتبع الرسول؟ الجواب نعم، هل الرسول ينتظر شفاعة أحد؟ الجواب: لا
إذا لماذا لا تتبعه في هذه ولا تنتظر شفاعة أحد من العبيد ليشفع لك؟! فتنافس الصالحين وتسابق في الخيرات طمعا في نيل رضوان الرب؟
اللهم اهد الناس أجميع إلى صراطك المستقيم.