الموضوع: قرع الحجة بالحجة

النتائج 61 إلى 70 من 118
  1. افتراضي إنّ دعاءَ العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود دعاءٌ في ضلالٍ مبينٍ، فاحذروا وفرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - رمضان - 1433 هـ
    10 - 08 - 2012 مـ
    08:07 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــ



    إنّ دعاءَ العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود دعاءٌ في ضلالٍ مبينٍ، فاحذروا وفرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وجميع المسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وجميع الباحثين عن الحقّ في العالمين، وخواتيمٌ مباركة علينا وعليكم وجميع المسلمين، وتقبل الله صيامنا وصالح أعمالنا، ومرحباً بضيفنا العمري في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور، وأكرر الترحيب كثيراً بمن يأتي ليقرع الحجّة بالحجّة الحقّ من عند الله، فنحن لها بإذن الله.

    ونقطة اختلافنا هي في كيفية تحقيق الشفاعة في نفس الربّ للعبيد كون الشفاعة هي لله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شيئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الزمر:43-44].

    بمعنى أنّها تشفع رحمة الله في نفسه من عذابه فيرضى، فإذا تحقق رضوان نفس الربّ تحققت الشفاعة من الله، فمن يأذن لهم بالخطاب سوف يقولون قولاً صواباً ويطلبون من ربهم تحقيق النعيم الأعظم من نعيم الجنة.

    ولربّما يودّ العمري أن يقول: "وما هو النعيم الأعظم من الجنة؟". ومن ثم نفتيه بالحقّ: إنّ النعيم الأعظم هو رضوان الله على عباده، فهو نعيم أكبر من نعيم الجنة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].

    ويا حبيبي في الله العمري، فبما أنّ رضوان الله على عباده هو النعيم الأعظم من نعيم جنته حسب فتوى الله في محكم كتابه، ويعلم بذلك من قَدَرَ ربَّه حقّ قدره وهو لا يزال في الحياة الدنيا فيجد الإصرار الشديد في نفسه أنّه لن يرضى بملكوت الجنة جميعاً ما لم يتحقق رضوان الله على عباده جميعاً ما عدى شياطين الجنّ من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ حتى يذوقوا وبال أمرهم إلى ما شاء الله.
    إذاً يا أخي الكريم، إن الذين أَذِنَ الله لهم بالخطاب لم يسألوا ربهم الشفاعة فذلك ليس القول الصواب فهم ليسوا بأرحم من الله بعبيده حتى يشفعوا لعباده سبحانه، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؛ بل الذين أذِن لهم بالخطاب لكي يطالبوا ربَّهم تحقيق النعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].

    إذاً تحقيق الشفاعة مقترنٌ برضوان نفس الربّ سبحانه، فانظر لقول الله تعالى:
    {وَيَرْضَى} صدق الله العظيم، بمعنى أن تحقيق الشفاعة هي بتحقق رضوان الله في نفسه، ولن يرضى الله بقول من يطلب الشفاعة لأحدٍ عباده بل من يأذن الله له بعلمٍ من الله كون قوله في الطلب يرضي الله، فتجدون الذين يريدون تحقيق الشفاعة في نفس الله يطالبوا ربّهم تحقيق النعيم الأعظم من جنته {وَيَرْضَى}، فإذا رضي تحققت الشفاعة في نفس الله فتشفع لهم رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [الزمر:44]، أي تشفع لهم رحمته من عذابه فيرضى، فإذا رضي عن عباده الضالين تحققت الشفاعة، وإنما الذين جعلهم الله سببَ تحقيق الشفاعة إنما يطلبون من ربهم تحقيق النعيم الأعظم فيرضى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26].

    ولربّما يودّ أن يقول العمري: "يا ناصر محمد اليماني، تعال لأعلمك كيفية تَحقُق الشفاعة، وسوف آتيك بحديث عن النّبيّ كمال يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [أُتى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلحم، فَدُفِعَ إليه مِنْهَا الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ منها نهسة، ثُمَّ قَالَ: أنا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وهل تدرون مِمَّ ذاك؟ يَجْمَعُ اللهُ الأولينَ والآخرينَ في صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَسْمَعُهُم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ النَّاس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض النَّاس لبعض: ألا ترون إِلَى ما أنتم فيه: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إِلَى ربكم؟
    فَيَقُولُ بعض النَّاس لبعض: أبوكم آدم.
    فَيَأْتُونَ آدم، فَيَقُولُونَ: يا آدمُ أَنْتَ أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا إِلَى ربك، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فيقول آدم: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصينه، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذَهبُوا إِلَى نُوحٍ.
    فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَقُولُونَ: يا نُوح أَنْتَ أولُّ الرسل إِلَى أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، فاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فَيَقُولُ نوح: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنه كانت لي دعوة دعوت بها عَلَى قومي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذَهبُوا إِلَى إبْرَاهِيْمَ.
    فيأتون إبْرَاهِيْمَ، فَيَقُولُونَ: يا إبْرَاهِيْمُ، أَنْتَ نبي الله وخليله مِنْ أَهْلِ الأرض أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فَيَقُولُ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وذَكَرَ كذباته، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذهَبُوا إِلَى غَيْرِى، اذَهبُوا إِلَى مُوسَى.
    فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يا مُوسَى، أَنْتَ رَسُول الله اصطفاك الله برسالاته وبتكليمه عَلَى الناس، اشفع لنا إِلَى ربك، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فَيَقُولُ لهم موسى: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإني قتلت نفساً لم أومر بقتلها، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذَهبُوا إِلَى عِيسَى.
    فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يا عِيسَى أَنْتَ رَسُول الله وكلمته ألقاها إِلَى مريم وروح منه قَالَ: هكذا هو، وكلمت النَّاس في المهد، فاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّك، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فَيَقُولُ لهم عِيسَى: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبَاً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبا، اذهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذَهبُوا إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يا مُحَمَّد أَنْتَ رَسُول الله وخاتم الأنبياء، غَفَرَ اللهُ لكَ مَا تَقدمَ من ذَنْبِكَ وما تَأخر، فاشفع لنا إِلَى ربك، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيْهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟
    فأَقُومُ فآتي تحت العَرْشِ فَأَقَعُ ساجداً لربي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يفتح الله علي ويُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسنِ الثناءِ عليه ما لم يفتحه عَلَى أحد قبلي، فيُقَالُ: يا محمد، ارفع رأسك، سَلْ تُعْطَه، اشْفَعْ تُشفَّعْ، فَأَقُولُ: يا ربّ أُمتي أُمتي، يا ربّ أمتي أمتي، يا ربّ أمتي أمتي، فيُقَالُ: أَدْخِلْ من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء النَّاس فيما سواه من الأبواب، ثُمَّ قَالَ: والذي نفسي بيده، لما بين مصراعين من مَصَارِيعَ الجنَّة كما بين مَكَّةَ وهَجَرَ أو كما بين مَكَّةَ وبُصْرَى} أخرجاه في الصحيحين بمعناه، واللفظ للإمام أَحْمَد].
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردُّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أن هذا الحديث لم يقلُه محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما ينبغي له أن يقول ما ليس له بحقٍ، بل ورد هذا الحديث كله جميعاً من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن اتّباع الذكر، وعلّمكم الشيطان بطريق الضلال كون هذا الدعاء في ضلال وليس الطريقة الحقّ، كون معتقدكم أنّ الناس يطلبون من الأنبياء والرسل أن يدعوا الله أن يخفف عنهم ما هم فيه من عذاب الله؛ ولكن هذا الدعاء في ضلالٍ وليس الطريقة الحقّ.
    ونأتيك بالبرهان المبين من محكم الكتاب عن فتوى دعاء العبيد إلى العبيد ليطلبوا لهم التخفيف من الربّ المعبود. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالبيّنات قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فكذلك عقيدة المشركين بالله عبادِه المقربين كمثل أصحاب النار يطلبون من ملائكة الله المقربين خزنة جهنم أن يدعوا لهم الله أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، ومن ثم تنظرون إلى فتوى ملائكة الرحمن لخزنة جهنم:
    {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، أي فادعوا الله هو أرحم بكم من ملائكته المقربين، وما دعاء الكافرين لعبيده من دونه أن يشفعوا لهم عند ربهم إلا في ضلالٍ.

    ولكن للأسف يا عمري إنكم تعتقدوا بنفس عقيدة أصحاب النار أنّه يتمّ طلب الشفاعة من العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند ربّهم، ولكن هذا الدعاء في ضلالٍ؛ كون الطريقة الحقّ لطلب الشفاعة هو الدعاء المباشر من العبيد إلى الربّ المعبود أن يرحمهم، ويحاجّون ربهم بصفة الرحمة في نفسه إنّه هو أرحم الراحمين، فإذا لم يرحمهم هو فمن ذا الذي هو أرحم من الله بعباده؟ سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً! فقد جئناك بالبرهان المبين من محكم الكتاب:
    إنّ طلب الشفاعة من العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود إنّ ذلك الدعاء في ضلال مبين كونه مخالف لفتوى الله في محكم كتابه:
    {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    وأما دعاء العبيد إلى العبيد ليشفع لهم عند الربّ المعبود فذلك دعاء شركيّ في ضلالٍ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالبيّنات قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر]، أي وما دعاء الكافرين لعبيده من دونه إلا في ضلالٍ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=8146



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. Smile

    { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا }
    صدق الله العظيم [الزمر:44]

    احبك يا امامنا زادك الله من علمه
    وقذف في قلوب اعدائك الرعب

    امامنا الامام المهدي ناصر محمد اليماني
    سيف الله البتار والحق احق ان يتبع

    صلى الله على جدك وعليك وعلى الهم الابرار
    وعلى جميع الانصار في الاولين وفي الاخرين

    امنت بنعيم رضوان الله النعيم الاعظم

  3. افتراضي


    يا رب يا ارحم الراحمين الهم الضالين من العالمين ان يسئلوك رحمتك التي كتبت على نفسك امنن عليهم كما مننت عن ال100000 و علينا كما مننت عن ( او يزيدون) حتى تجعل الناس امة واحدة باذنك حتى يكون ذلك اليوم من خير ايام الدنيا و من خير ايامنا فيها و اجعل الهم خير ايامنا يوم لقائك يوم عظيم رضوان نفسك.
    و لا رضا قبلها الا عليك ربا و باسلام دينا و بمحمد عبدك و رسولك و الامام المهدي ناصر محمد اليماني عبدك و خليفتك.
    فما هي الوسيلة لترضى و تفرح يا ربي سبحانك؟

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابو محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وسلام علي المرسلين

    اخي العمري لماذا التهرب من الاجابة المباشرة علي السوال و سئلت? سوال واضح وصريح و ?ررت السوال علي? مرارا و ت?رارا ول?ن? تتهرب من الاجابة لان الاية مح?مة و واضحة ?وضوح الشمس في وسط النهار

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ
    صدق الله العظيم

    فلاتوجد شفاعة والخطاب موجه للمسلمين والمومنين وليس عبدة الاصنام او المشر?ين و هذا اقتباس من قول?

    واقول لك مرة اخرى الشفاعة هى الدعاء للرب على لسان محمد رسول ليزول غضب الله فى نفسه وتحل رحمته اهل الموقف ببدء الحساب
    انتهي

    فاذا ?انت الشفاعة هي الدعاء فلماذا تختصرها علي محمد عليه الصلاة والسلام وانت تعلم ان الدعاء هو مرخوص لجميع العباد

    وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

    ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))



    صدق الله العظيم
    انتهى الاقتباس من ابو محمد

    لا فض فوك أخي أبو محمد وإجابه ملجمة لمن يجادل بغير الحق ولا علم ولا كتاب مني ...ونزيد علي إجابتك
    ونق ل لو كان صحيح أن الشفاعة هي الدعاء من رسول الله إلي الله ليرحم العباد ....فنقول علي هذا الكلام الذي لا يدخل العقل فمعني هذا أن رس ل الله أحوج الناس بهذة الشفاع كونها الدعاء ...لأن الله أمرنا أن نصلي علي رسوله ونسلم تسليما كثيرا ...ومعروف أن الصلاة علي رسول الله ...هي الدعاء له ...ههو أحق بالشفاعة من غيرة هذا لو قلنا بكلامك أن الشفاعه من رسول الله هي الدعاااء للعباد بالرحمة ...فكيف يشفع لهم بهذا الدعااء وهو أولي الناس بها كون الله أم نا بالدعاء له .
    فمالكم كيف تحكمون .؟
    اللهم إني أعوذ بك أن أرضى بشيىء حتى ترضى.


    {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ }
    الأعراف89

  5. Exclamation توضيحا للالتباس والخلط الناتج عن الرؤية القاصرة لكتاب الله يفصل بعضه بعضا

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    إنّ دعاءَ العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود دعاءٌ في ضلالٍ مبين، فاحذروا وفرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ ..
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
    نعم نتناقش بالحجج ونقرع بها فى حوار متحضر لا ريب ولله الامر
    حينما يتقدم رسول الله صلوات الله عليه وسلامه ساجدا تحت عرش ربه يفتح الله عليه بقولا يرضيه يلهمه اياه لم يفتح به على احد سواه يدعو به قولا يرضيه سبحانه فيزول غضب نفسه
    وتغلب رحمته غضبه وذالك اول ما نجد فى حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وتلك شفاعته ومن ثم تشفع رحمة الله فى نفسه حتى يحل رضوانه بأهلها ومن يستحقها
    مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
    وفى حديث لمحمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بأنه يستأذن على ربه فيؤذن له
    لأنه سيقول صوابا والله هو الذى الهمه الصواب
    إذ انه من يرضى الله له قولا بقول يرضيه سبحانه
    وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى
    وهو اول من يشفع عند ربه اى يدعوه بما يرضى نفسه ليزول ما فى نفس الرب من غضب وتحل رحمته ورضوانه من يستحقها
    اذا فإن الشفاعة اثبتت فى كتاب الله ولكنها لأهلها اذ بينت لكم من قبل انه لا شفاعة فى كافر او مشرك
    ولا مؤمن قد تعدى حدود الله أو منافق فالكل يعمل فلن يغنى احد عن احد فى تجاوز حد الله وله الامر من سبحانه ان شاء عفا وان شاء عذب سبحانه الى اجل مسمى
    وارى ذكرك لقول الله تعالى تنفى به وسيلة الدعاء
    وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ

    فذالك ليس لأنهم سألوا الملائكة ان يشفعو فيهم تخفيف العذاب يوما ولكن لأن ليس لهناك احد يشفع فى كافر او مشرك

    وتجد ذالك فى قول الله
    وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِينِ * حَتْى أتَانَا اليَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُم شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
    وقد رد عليهم الملائكة بأن ليس لهم شفاعة التى يطلبونها اذ انها لا تحق فى مشرك ولاكافر فدعائهم فى ضلال لا يستجاب
    وقد اثبتت الاية ان هناك شفاعة للشافعين الذين يدعون الله برحمته برضاه فى انفس قد كسبت ذنوبا فيعفوا لهم حتى يرضى ويدخلهم نعيمه وهم ممن لم يشركوا بالله شيئا اوتعدوا حدود الله
    ولو كان ظنك يا نصار انهم لو دعو الله مباشرة كما تنوه لأستجاب لهم فإليك
    رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ
    قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ
    أوليس هنا يدعون ربهم كما تريد ان تقول فتنفعهم وقد استجاروا برحمته
    فرد الله عليهم فلا تكلمون انتهى فكفرهم سيظل عليهم غمة وقد ابدو الندامة والحسرة والاعتذار يرتجون رحمته
    ولكن الله قضى بينهم بوعده الحق بأن ليس لهم نصير ولا شفيع يدعو لهم الله
    ويا ناصر انى ارى التباس حق فى بيانك ياراجا ذا انك تجعل اسلوب طلب الدعاء من عبد صالح يرجى دعاءه عند ربه شرك
    فإليك البيان الحق
    ولما وقع عليهم الرجز قالوا ياموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ( 134 ) فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون
    الا تجد ان موسى قد استجاب لهم بما عهد الله عنده من شفاعة واستجابة وكان ذالك من كشف عذاب كامل وليس يوم فقط ويكمل العذاب
    أقال لهم موسى ادعوا انتم فذالك شرك طلب دعاء منى الى الله ام ان موسى الموحد بالله أعانهم على الشرك او على الاقل كان رد دعائهم !!!!!!!!!!!!
    فلا يا ناصر طلب الدعاء من عبد صالح يرتجى ولكن لما كشف عنهم هنا وكان السبب موسى عليه السلام
    ذالك لأنها دار دنيا يرتجى اسباب النجاة من طلب دعاء للكافرين بإيمانهم لكن يوم القيامة لا ينفعهم
    فكان قال لهم موسى رسول الله اذن افعلو كقوم يونس منكم الى الله مباشرة فذالك شرك
    وقد تبين ان طلب دعائهم من موسى كليم الله ليس شرك اذا ان مقصودهم هو رب موسى
    هو الذى يستطيع بمفرده الكشف او احلال العذاب
    لكن الاخرة لا تنفعهم شفاعة احد اذ ان مكانهم جهنم وليس لهم شافع ينصرهم اذ انهم لا ينفعهم ايمانهم بعد رؤية الحق يوم القيامة
    يا ناصر انما هو الرؤية بشمولية فى كتاب الله وليس قص الايات بعضها عن بعض فان كتاب الله يفصل بعضه بعضا

    واريد ايضا ان ابين لكم عدم اقتسام الشفاعة واليك ناصر
    قل لا يعلم من في السمواتِ والأرض الغيب إلاّ الله
    فإذا تجد نفى علم الغيب جميعا ان يعلمه احد
    وحين تتلو بعد ذالك قول الله
    عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً *إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ
    تجد انه يطلع من غيبه لمن ارتضى من رسول
    والكل يعلم الغيب لله جميعا وما يعنى ذالك انه ليس احد يعلم الغيب غير الله وهو يأذن فقط لبعض رسله من ان يطلعو على ما يشاء منه
    فليست بمقسومه اذ انه هو عالم الغيب جميعا واذنه بعلم احد من عباده ليس مقاسمة ااستبان لكم المقصد
    ومثل اخر فاحياء الموتى لله جميعا اى يملك امر ذالك ولكنك تجد ان المسيح عيسى بن مريم يحى الموتى لكن تجد الجواب انه بعد اذن الله وذالك ما غفل عنه النصارى واعتقدو فيه انه مستقل بذالك دون اذن الله اى قدرة مستقلة تعادل قدرة الله
    فهنا تقول قد قاسمو احياء الموتى بين الله ورسوله لأنهم يرونها بغير اذن الله فعبدوه وزعموا فى نبى الله ما زعموا
    لكن ان كانت بإذنه اتدعونها مقاسمة ايضا مالكم كيف تحكمــــــــــــــــــــون !!!!!!!!
    وكذالك الشفاعة
    من ذا الذى يشفع عنده الا بإذنه
    اذ انها ملكه يعطيها من يشاء ويمنعها عن من يشاء
    كأذنه لعيسى ابن مريم بإحياء الموتى اذ ان الله هو المالك
    ابعد اذنه تدعونها مقاسمة حاشا لله يا عبيد انما ينقصكم والله البصيرة

    ولله الامر من قبل ومن بعد

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني





    إنّ دعاءَ العبيد إلى العبيد ليشفعوا لهم عند الربّ المعبود دعاءٌ في ضلالٍ مبين، فاحذروا وفرّوا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبينٌ ..



    أي وما دعاء الكافرين لعبيده من دونه إلا في ضلالٍ. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ


    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم ونحن نشهد بان عبدك وخليفتك ومن اصطفيتة ليُبلغ قد بلغ وادى الامانة ونصح الامة وجاهد فيك وهذا حولة وقوتة والحول والقوة لك وهذا جُهدنا فلا تؤاخذنا يا الله باعراض هذة الامة وهاؤلا العباد فلا حول ولا قوة لنا إلا بك .

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    .
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عمرى
    نعم نتناقش بالحجج ونقرع بها فى حوار متحضر لا ريب ولله الامر
    انتهى الاقتباس من عمرى
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ايها الضيف

    بورك فيك

    لقد اقررت بان الشفاعة لا تكون للمشركين

    ايمانا منك بقول الله تعالى ( وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِينِ * حَتْى أتَانَا اليَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُم شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )

    ولكنك عدة اثبتها للمؤمنين مخالفا لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ )

    كذلك لبس عليك في المعنى في قوله تعالى ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ () قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ )

    نعم هم طلبوا الله سبحانه وتعالى ان يخرجهم ليعودوا للدنيا وانهم لن يكونوا ظالمين

    فلذلك قال لهم تعالى ( اخسؤوا فيها ولا تكلمون )

    وهي مصداقا لقوله عز من قائل ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾)

    و مصداقا لقوله عز وجل ( { وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾ }صدق الله العظيم [غافر] )

    واني انصحك اخي الكريم قبل الرد على الإمام والجدال والمناقشة ان تطلع على البيانات كلها في الموضوع الذي تريد ان تناقش فيه

    وهو الشفاعة والوسيلة

    وتجدها في الموسوعة وهنالك فهرسة لها على الرابط

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=7415

    واني اشهد الله عز وجل ان الإمام بلغ وبين ووضح من كتاب الله

    اللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه واره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه

    وسلاما على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)صدق الله العظيم

    اخي الزائر اي فتح هذا الذي لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون
    اعلم انه يتبادر إلى ذهنك فتح مكة . . فهل لا ايمان بعد فتح مكة !!!!!

    ((وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً )

    يقول الإمام ناصر محمد اليماني عليه السلام : -
    وأنا الإمام المهدي المنتظر أُصدر الأمر إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور بعدم تحديد مواعيد العذاب، فذلك مخالفةٌ لأمر الله إلى رسوله ولمن اتّبعه أنَّ من سُئل عن موعد العذاب أن يلتزم بالأمر الذي تَنَزَّلَ جواباً للسائلين في قول الله تعالى:

    { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ }
    صدق الله العظيم [الملك:25-26]

    فلا تفتنوا أنفسكم ولا تفتنوا أمّتكم، اللهم قد بلغت الله فاشهد.


  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم الطيبين الطاهرين وعلى من إتبعهم إلى يوم الدين

    سلام الله عليك يا عمري
    اقتباس المشاركة :
    نعم نتناقش بالحجج ونقرع بها فى حوار متحضر لا ريب ولله الامر
    حينما يتقدم رسول الله صلوات الله عليه وسلامه ساجدا تحت عرش ربه يفتح الله عليه بقولا يرضيه يلهمه اياه لم يفتح به على احد سواه يدعو به قولا يرضيه سبحانه فيزول غضب نفسه
    وتغلب رحمته غضبه وذالك اول ما نجد فى حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وتلك شفاعته ومن ثم تشفع رحمة الله فى نفسه حتى يحل رضوانه بأهلها ومن يستحقها
    مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
    وفى حديث لمحمد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بأنه يستأذن على ربه فيؤذن له
    لأنه سيقول صوابا والله هو الذى الهمه الصواب
    إذ انه من يرضى الله له قولا بقول يرضيه سبحانه
    وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى
    وهو اول من يشفع عند ربه اى يدعوه بما يرضى نفسه ليزول ما فى نفس الرب من غضب وتحل رحمته ورضوانه من يستحقها
    اذا فإن الشفاعة اثبتت فى كتاب الله ولكنها لأهلها اذ بينت لكم من قبل انه لا شفاعة فى كافر او مشرك
    ولا مؤمن قد تعدى حدود الله أو منافق فالكل يعمل فلن يغنى احد عن احد فى تجاوز حد الله وله الامر من سبحانه ان شاء عفا وان شاء عذب سبحانه الى اجل مسمى
    انتهى الاقتباس
    سؤال الأول من أين لك هذه القصة التي لونتها لك باللون الأحمر
    والسؤال الثاني والأهم ما القول الذي سيلهمه الله للرسول عليه الصلاة والسلام الذي سيرضيه اذا أجبت على هذا السؤال بالذات وأقنعتني به أقسم لك انني تارك الامام ناصر

    والسؤال الأخير لماذا الله جل وعلا إختار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأن يفتح عليه بهذا القول الذي سيلهمه إياه ولم يختار نبي الله عيسى مثلاً
    (( آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) صدق الله العظيم

  9. افتراضي


    اقتباس المشاركة 7469 من موضوع بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    24 - رمضان - 1431 هـ
    03 - 09 - 2010 مـ
    10:صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )


    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=7467

    ____________



    بيان سرّ الشفاعة إلى الشيعة والسُّنّة والجماعة، وليست الشفاعة كما تزعمون، سبحان الله العظيم!

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله إلى الإنس والجنّ من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله إلى النّاس كافة صلّى الله عليهم وآلهم الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..

    أيا معشر البشر إنّي أنا المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهّار نذيراً للبشر بأنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى وأكثرهم معرضون عن اتّباع الذكر القرآن العظيم رسالة الله إلى الإنس والجنّ أجمعين فآمن به نفرٌ من الجنّ فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الجنّ].

    ويا معشر الإنس والجنّ، إنّي الإمام المهديّ خليفة الله في الكتاب؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن؛ فلا يُحاجُّني إنسٌ ولا جانٌّ إلا هيّمنتُ عليه بالعلم والسلطان من محكم القرآن، وأفتاني ربّي بأنّني المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم، ولم يصطفِني خليفة الله عليكم جبريل ولا ملائكةُ الرحمن المقرّبين، ولم يصطفِني عليكم الشيطانُ ولا الجنُّ ولا الإنس أجمعين، وما ينبغي لكافة خلق الله في السماوات والأرض أن يختاروا خليفة الله من دونه سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، تصديقاً لفتوى الله إلى الإنس والجان في محكم القرآن إنّ اختيار خليفة الرحمن في الأرض يختصّ به الله وحده لا إله غيره ولا معبودَ سواه، وما كان لكم أن تختاروا خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وذلك لأنّكم لستم بأعلم من ربّكم سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! وأخطأ ملائكة الرحمن المقرّبون في حقّ ربّهم بغير قصدٍ منهم حين سمعوا قول ربّهم والأمر الموجّه إليهم، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    والبيان الحقّ لقول الله في ردّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى لستُم بأعلمَ من ربّكم، وبما أنّ ملائكة الرحمن أخطأوا في حقّ ربّهم فأسرّها الرحمن في نفسه فلم يُبدِها لهم حتى إذا أنشأ آدم وذريّته معه في ظهره أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ} صدق الله العظيم [النجم:32]. ومن ثمّ أخذ الله الميثاق من آدم وذريته أجمعين، وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ومن ثمّ اصطفى الله خلفاءه في الأرض من أئمة الكتاب من الأنبياء والمرسَلين والأئمّة الصالحين، ثمّ علّم آدم أسماءهم كلهم أجمعين، ثمّ عرضهم على الملائكة الذين أخطأوا في حقّ ربّهم بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم. ولذلك عرض الله خلفاءه المصطَفَين من ذريّة آدم من الذين أنطقهم، ثمّ علّم آدم أسماء خلفاء الله الذين اختارهم من ذريته، ثمّ عرضهم على الملائكة ثمّ أقام الله الحجّة على ملائكته المقرّبين ليذكّرهم أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. ومن ثمّ عَلِمَ ملائكة الرحمن المقربون أنّهم تجاوزوا حدودهم غير المسموح بها فأخطأوا في حقّ ربّهم فتابوا وأنابوا ونزّهوا ربّهم عن القصور في العلم فسبّحوه معترفين أن لا علم لهم إلا بما علّمهم الله الذي أحاط بكل شيء علماً: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ أمر الله إلى خليفته آدم الذي اختاره الله خليفته عليهم وزاده بسطةً في العلم على ملائكة الرحمن المُقرّبين فأمر من اصطفاه الله خليفته عليهم أن يُثبت بالبرهان أنّ الله قد زاده بسطةً في العلم عليهم ليجعل الله برهان الإمامة والخلافة هو بسطة العلم على جميع من استخلفهم عليهم، ولذلك لم يأمر الله ملائكته أن يسجدوا لآدم من قبل أن يقيم الحجّة عليهم بسلطان العلم؛ بل أمر آدم أن يثبت بالبرهان أنّ الذي اصطفاه زاده بسطةً في العلم عليهم جميعاً، وقال الله تعالى: {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثمّ تستنبطون من القصة الأحكام الحقّ كما يلي: تبيّن لكم أنّ اختيار خليفة الله يختصّ به الله وحده من دون الملائكة والجنّ والإنس أجمعين وما كان لهم الخيرة في اختيار خليفة الله من دونه، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فمن أين لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر من دون الله؟ سبحانه وتعالى عمّا يشركون!

    ويا معشر الجنّ والإنس، إنّني أنا الإمام المهديّ المنتظَر، أقسم بمن خلق الإنسان من ترابٍ وأنزل الكتاب الله العزيز الوهّاب أنّه لن يتّبع الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم إلا أولو الألباب من الإنس والجنّ، وهم خير الدّواب الذين يتفكّرون بعقولهم ولا يحكمون من قبل أن يستمعوا سلطان العلم للداعي إلى الله فيتفكّروا؛ فهل تقبل سلطان علمه عقولُهم؟ ثمّ يتّبعون أحسنه إن تبيّن لهم أنّ علم الداعية يقبله العقل والمنطق، أولئك الذين هداهم الله من الجنّ والإنس في كلِّ زمانٍ ومكانٍ في عصر بعث الأنبياء وعصر بعث المهديّ المنتظَر، ولن يستجيب إلى داعي الحقّ إلا أولو الألباب وهم من خير الدّواب، وأمّا أَشرّ الدّواب من الجنّ والإنس فهم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاً في التفكّر في سلطان العلم من ربّهم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولقد علم أصحاب النار أنّ سبب عدم اتّباع الحقّ من ربّهم هو الاتّباع الأعمى لمن كان قبلهم وعدم استخدام عقولهم للتفكّر في سلطان علم داعيَ الله المبعوث إليهم ليهديهم إلى الصراط المستقيم، وقال الله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وعليه فلا ولن يتّبع داعي الله إلى الصراط المستقيم على علمٍ من ربّه إلا الذين يعقلون وهم الذين لا يحكمون على الداعي إلى الله أنّه على الحقّ ولا على الباطل حتى يستمعوا إلى منطق علمه الذي يحاجِج الناس به لكون الداعي حتى ولو كان يدعو إلى الله فلا بُدّ له أن يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فأمّا الذين لم يحكموا على الداعي إلى الله من قبل أن يستمعوا بل يتفكّروا أولاً في منطق بصيرة علمه هل هي الحقّ من الله؟ فحتماً ستتقبّلها عقولهم إن كان يقبل سلطان ذلك العلم العقل والمنطق الفكري كونها لا تعمى الأبصار إذا تفكّرت ولكن تعمى القلوب المقفلة التي لا تسمح للعقل أن يتفكّر، وليس للعقل سلطانٌ على القلب وما عليه إلا أن يميّز بين الحقّ والباطل إذا استخدمه صاحبه للتفكير، فانظروا إلى منطق العقول لدى قوم إبراهيم سرعان ما حكمت بين قوم نبيّ الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه وكان الحكم بينهم هو كما يلي: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وذلك حين أراد نبيّ الله إبراهيم أن يلجأوا إلى أنفسهم ليتفكّروا بعقولهم فسرعان ما جاء الحكم بينهم وكان الحَكَمُ هم عقول قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وإنّما رجعوا إلى أنفسهم فكلّ واحدٍ تفكّر مع عقله في سرّ عبادة الأصنام التي صنعوها بأيديهم ثمّ كانوا لها عابدين، فهل يقبل هذا العقل؟ فكان الحكم إلى كلّ منهم ردّ العقل بالحكم الحقّ بينهم وبين نبيّ الله إبراهيم: {فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك الإمام المهديّ يقول: يا قوم، فبما أنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ في الكتاب فقد جعل الله الحَكَم بيني وبينكم هو الألباب وهي عقولكم، فوالله الذي لا إله غيره لا ينبغي لها أن تخطئ فتظلم المهديّ المنتظَر؛ بل سوف تحكم بالحكم فتقول إنّكم أنتم الظالمون لكونه يدعوكم ناصر محمد اليماني إلى أن تتّبعوا آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ويأمركم بعدم اتّباع ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ولم يكفر بسنّة البيان النبويّة، غير أنّه أثبت بالقرآن المبين أنّ سنّة البيان ليست محفوظةً من تحريف شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]. ومن ثمّ تعلمون أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا ينطق عن الهوى حتى في أحاديث السنّة النبويّة غير إنّها ليست محفوظة من التحريف والتزييف عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك جعل الله كتابه القرآن العظيم هو المرجع لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، وعلّمكم الله بالحقّ أنّ الحديث المكذوب عن النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا كان من عند الشيطان فسوف تجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً لكون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وما يريد منكم الإمام المهديّ غير ذلك إن كنتم تعقلون، فمَن ترَون الظالمين منّا؟ فهل هم الذين يؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويكفرون بما خالف لمحكم كتاب الله في السنّة النبويّة لكون الحديث الذي يروى أنّه عن النبيّ غير أنّه يأتي مخالفاً لكلام الله في محكم آياته فهو حديث من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان وأوليائه، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    ولكن للأسف فإنّكم قد أطعتموهم حتى أشركتم بالله يا معشر المسلمين وردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بمحكم كتاب الله، ولذلك ابتعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فأقذِفُ بالحقّ في آيات الكتاب المحكمات على الباطل المُفترى فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل مما تصفون، ولسوف أثبت بالبرهان المبين أنّ كذلك المُسلمين قد أشركوا بالله فاتّبعوا ملّة المشركين من أهل الكتاب الذين يبالغون في أنبياء الله ورسله فيعظِّمونهم بغير الحقّ كما يعظّم النّصارى عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ولربّما يودُّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني اتّقِ الله، فكيف تفتي في عقيدة المسلمين وعلمائهم أنّهم قد أشركوا بالله كمثل أهل الكتاب؟ ولكنّنا لا نعتقد أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ابن الله سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ المبعوث ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز وأقول: يا علماء المسلمين وأمّتهم فهل تعتقدون أنّه يحقّ لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حبّ الله وقربه؟ ومعلومٌ جوابكم فسوف تقولون: "احذر أيّها المدعو ناصر محمد اليماني، أفلا تعلم أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو حبيب الله فهو أكرم من إبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام، فكيف تريدنا أن نعتقد أنّه يحقّ لنا أن ننافس محمداً رسول الله في حبّ الله وقربّه وهو حبيب الله المصطفى بل هو أكرم عبدٍ عند الله". ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ويقول: ولكنّي لا أجد في محكم الكتاب أنّ النتيجة قد أُعلِنت لعبيد الله أيّهم أكرم عند الله فلا يزال العبد الأكرم مجهولاً، وهو الأحبّ والأقربّ إلى الله، ولذلك لا يزالون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقربّ، وكل عبدٍ ممن هداهم الله يتمنّى أن يكون هو ذلك العبد الأحبّ والأقربّ إلى الربّ، ولكنّ بدل أن تقتدوا بهداهم فإنّكم تعرضون فتتّبعون الشرك فتُبالغون فيهم بغير الحقّ فترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكنّ الله أفتاكم بأنّه لا يعلم أنّه يحقّ لعبدٍ أن يتقدّم للشفاعة بين يدي الربّ المعبود، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. ولربّما يودُّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء الأمّة فيقول: "إنّما يقصد الذين يعبدون الأصنام". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: أفلا تعلم سرّ عبادة الأصنام كيف كانت بادئ الأمر؟ إنّما هي تماثيل لعِباد الله المكرمين فتَصْنَعُ له الأممُ الأولى صنماً بعد موته فيدعونه من دون الله لكونه عبدٌ مكرّمٌ عند ربّه، ومن الأمّة الأولى الذين صوّروا التمثال طبق صورة نبيّ الله المكرَّم أو صورة أحد أولياء الله المكرّمين ممّن عرفوا بالكرامات فهم يعرفون صورهم في الحياة الدنيا، وإنّما يظل سرّ عبادة الأصنام جيلاً بعد جيلٍ ولكن الذين جعلوا الصنم كمثل صورة رجل من أولياء الله الصالحين حتى إذا حشرهم الله ومن صنعوا لصورهم تماثيل ليعبدوهم من دون الله ولذلك يعرفونهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وذلك لأنّهم يعلمون أنّهم أمروهم بعبادة الله وحده لا شريك له ولم يأمروهم أن يعظّموهم من دون الله ولم يأمروهم أن يتركوا التنافس إلى الله حصرياً لهم من دونهم، ولذلك ألقى الله بالسؤال إلى أنبياء الله ورسله وأوليائه المكرّمين وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ولربّما يودُّ أحد فطاحلة علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "وكيف يحشر الله رسله وأنبياءه مع المشركين في نار جهنّم؟ ألم يقل الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أولئك قوم آخرون يعبدون الشياطين من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون، وتقول لهم الشياطين نحن من عباد الله المقرّبين، فيأمرونهم أن يعبدوهم زُلفةً إلى ربّهم ليقربوهم من ربّهم ويشفعوا لهم بين يدي الله، وما ينبغي لملائكة الرحمن المقرّبين أن يقولوا لأحدٍ أن يعبدهم قربةً إلى الله حتى إذا سألهم الله عمَّا كانوا يعبدون من دون الله قالوا كُنّا نعبد عبادك المُكرّمين من ملائكة الرحمن قربة إليك ربّنا وكانوا يأمروننا بذلك، ومن ثمّ سأل الله ملائكته وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك قال الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    ويقصد الشياطين فانظروا لردّ الملائكة: {أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم.

    ويختلف الذين أشركوا بربّهم، فمنهم من عَبَدَ عباد الله المكرّمين وهؤلاء يدخلون النّار لأنّهم بالغوا فيهم بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله، وأمّا الذين أشركوهم بالله فلا ذنب لهم كونهم يبالغون فيهم من بعد موتهم ولم يأمروهم بذلك وكانوا شهداء عليهم ما داموا فيهم، وأمّا من بعد موتهم فقالوا كفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا كنّا عن عبادتكم لغافلين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ الذين كانوا ينتظرون الشفاعة بين يدي الله من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو غيره من الأنبياء والأولياء المكرّمين فسوف يكفرون بعقيدتهم، فمحمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سوف يكفر بعقيدتهم بأنّه سيشفع لهم بين يدي ربّهم فيتبرأ منهم وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما الآن يودُّ أحد خُطباء المنابر أن يُقاطع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه فيقول: "قف عند حدك يا ناصر محمد اليماني فلنرجع سويّاً إلى برهانك الجديد آنفاً الذي ذكرته في قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فكيف يقول الله لأنبيائه ورسله أنّهم لا يعقلون؟ ألم تنظر إلى قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربّي فما خطبكم لا تودّون إلا أن تتّبعوا كلمات التشابه في القرآن العظيم؟! وأشهدُ لله لربّ العالمين أنّ الله يقصد أنبياءه ورسله بقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.

    ولربّما يستشيط كافة علماء الأمّة غضباً من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيقولون: "وكيف تفتي بهذا البهتان على أنبياء الله ورسله أنّهم المقصودون في قول الله تعالى: {أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم؟". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: إنّما هذه الآية فيها من التشابه الذي لا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون. فتعالوا لكي أُبيّن لكم موضع التشابه بالضبط وهو في كلمة: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، وسنجعل كلمة التشابه بالحجم الأكبر، وقال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم، فهو سبحانه لم يصِف أنبياءه ورُسله وعباده المكرّمين الذين زعمتم شفاعتهم بين يديّ الله أنّهم لا يعقلون؛ بل يقصد أنّهم لا يعقلون سرّ الشفاعة بين يدي الله، أيْ: لم يُحِطهم الله بسرّ الشفاعة بين يديه كون الشفاعة هي لله جميعاً فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه، وإنّما أذِن الله للعبد الذي عقل سرّ الشفاعة أن يُخاطب ربّه كونه لن يسأل من الله الشفاعة لأحدٍ، وما ينبغي له، ولو تشفّع بين يدي الله لأحدٍ من عبيده لألقى به الله أوّل النّاس في نار جهنّم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ وذلك لأنّي أعلمُ أنّ الله هو أرحم الراحمين فكيف يشفع بين يدي الله لعباده! فهل هو أرحم الراحمين؟ سبحان الله العلي العظيم! بل الله هو أرحم الراحمين ولذلك فهو مُتحسّر على عباده الذين كذّبوا برسل ربّهم فدعوا الله فأهلكهم وكان حقاً على الله نصر رسله والمؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [غافر:51].

    ولكنّكم لا تعلمون عظيم التحسّر في نفس الله أرحم الراحمين، إذ يبدأ في نفسه من فور هلاكهم تصديقاً لوعد رسله والذين آمنوا لنصرتهم، فانظروا كيف انتصر الله لعبده الذي دعا قومه إلى اتّباع الرسل وأعلن إيمانه بالله بين يدي قومه وقال لهم قولاً بليغاً:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    وتجدون الأنبياء والمرسَلين والذين آمنوا فاتّبعوهم يفرحون بنصر الله لهم إذ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم فيفرحون بنصر الله حين يرونه أهلك الكافرين برغم أنّهم من الرحماء، ولكنّهم لم يتحسّروا عليهم شيئاً؛ بل فرحون أنْ أهلك عدوّهم وأورثهم الأرض من بعدهم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل كذلك الله فرحٌ مسرورٌ بهذا النّصر أنْ يهلك عباده المكذّبين برسله؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    ألا والله الذي لا إله غيره وكأنّي أرى أعين القوم الذين يحبّهم ويحبّونه حين وصلوا عند هذه النقطة فاضت أعينهم من الدمع فيقولون: "يا حسرتنا على النّعيم الأعظم، فلِمَ خلقتنا يا أرحم الراحمين؟ وكيف نكون سعداء وحبيبنا الله أرحم الراحمين يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم؟ ويا سبحان الله العظيم فكيف نتخذ رضوان الله فقط وسيلةً ليدخلنا جنّته فهل لذلك خلقنا؟ أمِنْ أجل نعيم الجنّة والحور العين ولحمِ طيرٍ ممّا يشتهون؟ أفلا نسأل ربّنا ونقول له: يا حبيبنا يا الله كيف حالك في نفسك فهل أنت فرحٌ مسرورٌ في نفسك أنّك نصرتنا فأهلكت الكافرين برسلك فأورثتنا الأرض من بعدهم؟ فأجبنا يا أرحم الراحمين فهل أنت فرح مسرور مثلنا؟ ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب عن الذين يسألون عن حال ربّهم الرحمن الرحيم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. ومن ثمّ يبكون ويقولون: "لِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ فلم نرَ أنّه قد تحقّق الهدف من الخلق حتى يكون رضوان نفسك غاية وليس وسيلة، وذلك لأنّنا إذا اكتفينا فقط برضوانك علينا فهذا يعني إنّما نتّخذ رضوانك وسيلة لكي تدخلنا في جنّتك فترضينا بها، هيهات هيهات .. فبعزّتك وجلالك لا ولن نرضى حتى تُحقّق لنا النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فيا أسفاه على ما فات من الدّهر وربّنا في حزنٍ عميقٍ وتحسّرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فيقول فور هلاكهم: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم".

    ولربّما يودُّ أحد الذين لم يحيطوا بحقيقة اسم الله الأعظم أن يقاطعني فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد اليماني لا تزال تكرّر هذه الآية في كثيرٍ من بياناتك؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: مهلاً مهلاً حبيبي في الله فهل أنت من أشدِّ النّاس حُبّاً لله؟ فإذا كنت كذلك فوالله الذي لا آله غيره لن يرضيك الله بملكوت الدنيا والآخرة حتى يكون من هو أحبّ إليك من ملكوت الدنيا والآخرة قد رضي في نفسه ولم يعد متحسّراً ولا حزيناً، وهذا إن كنت اتّخذت رضوان ربّك غاية وليس وسيلة. ولربّما يودُّ آخر أن يقول: "وكيف لي أن أعلم هل أنا اتّخذت رضوان الله غاية أم وسيلة؟". ومن ثمّ يفتيه الإمام المهديّ ويقول: فانظر إلى نفسك واصدق الله يصدقك فإن كنت تجد في نفسك أنّ الله لو يتوفّاك فيدخلك جنّته فور موتك فتجد أنّك سوف ترضى فتكون فرحاً مسروراً كمثل الذين قال الله تعالى عنهم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فإن كنت ترى أنّك سوف ترضى بذلك فور موتك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله وسيلةً لكي يدخلك جنّته كمثل هؤلاء المُكرمين تجدهم: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾} صدق الله العظيم.

    وبما أنّه تحقّق هدفهم ومنتهى أملهم أن يدخلهم الله جنّته ويقيهم من ناره ولذلك تجدهم فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. ولكنّ إذا كان حُبّك لله هو أعظم من جنّة الملكوت وحورها ونعيمها فوالله الذي لا إله غيره لن ترضى حتى يكون من أحببتَ راضياً في نفسه لا متحسّراً ولا حزيناً، فإذا كنت كذلك فاعلم أنّك اتّخذت رضوان الله غاية وليس وسيلة لكي يدخلك جنّته، ولذلك لن ترضى حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولذلك خلقكم لتعبدوا نعيم رضوانه على عباده.

    ونعود الآن لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. وكما أفتيناكم من قبل بكلمة التشابه في هذه الآية لا يعلمُ تأويلها إلا الله والراسخون في علم الكتاب، وبما أنّ الإمام المهديّ هو منهم فلا بُدّ أن يعلّمه الله فيزيده بعلم بيان المُتشابه في القرآن العظيم، وإنّما التشابه هو في كلمةٍ واحدةٍ وهي قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. فانظروا بالضبط لكلمة التشابه: {وَلَا يَعْقِلُونَ} فما يقصد بذلك؟ والجواب حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، فإنّه يقصد بقوله ولا يعقلون أي:
    إنّهم لا يعلمون عن سرّ الشفاعة، وذلك لأنّ الشفاعة لله جميعاً، وإنّما يعلم بسرّ الشفاعة هو الذي يُعلّم النّاس بحقيقة اسم الله الأعظم، ولذلك يأذن الله له بالخطاب إلى الربّ كونه يعلم بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فيحاجّ ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه لكي يحقّق له النّعيم الأعظم، وكيف يرضى الله في نفسه؟ وذلك حتى يدخل عباده في رحمته، وذلك هو سرّ الخطاب في الشفاعة، ليس أنّه سيشفع بل سوف يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته، وبما أنّ عبده يخاطب ربّه في الخطاب بالقول الصواب وهو أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته ثمّ يرضى الله، فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة من الله إلى الله فشفعت لهم رحمته من غضبه، إذاً العبد الذي يأذن الله له بالخطاب فقال صواباً إنّما يحاجّ ربّه أن يحقّق له النّعيم الأعظم من جنّته فيرضى، ولذلك لا تُغني عنهم شفاعة جميع ملائكة الله المقرّبين كونهم لا يعلمون بسرّ الشفاعة إلا بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فهنا يتبيّن للنّاس أجمعين حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك خلقهم. ولذلك قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم.

    وتجدون أنّ كلمة {وَلَا يَعْقِلُونَ} تأتي في مواضع يقصد بها الفهم والعلم. وقال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:75].

    وقال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    إذاً تبيّن لكم الآن المقصود من قول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم. وأنّه حقاً يقصد بقوله تعالى: {وَلَا يَعْقِلُونَ}، أي: ولا يعقلون سرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً فتشفع لعبيده رحمتُه من غضبه حين يحاجّه عبده أن يحقّق له النّعيم الأعظم، وذلك لأنّه علِم أنّ الله أرحم الراحمين مُتحسّرٌ في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وسبب حسرته عليهم في نفسه إنّما هو لأنّه أرحم الراحمين فلا يوجد من هو أرحم بعباده منه سبحانه! بل وعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. وإنّما يحاجّ الذي علِم بسرّ الشفاعة في تحقيق اسم الله الأعظم وهو أن يرضى في نفسه فإذا رضي في نفسه تحقّقت الشفاعة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
    أخو بني آدم في الدم من حواء وآدم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم
    والصلاه والسلام علي الانبياء والمرسلين وعلي ال بيتهم الطاهرين
    وعلي الامام المهدي ناصر محمد اليماني خليفة رب العالمين


    لم اكن انوي الرد بعد رد الامام الملجم لمعتقدي بشفاعه العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود حيث ان رد الامام حفظه الله ملجما لاي من يعتقد بالشفاعه بايات بينات واضحات لايزيغ عنها انا من كان في قلبه زيغ لكن لفت نظري ان الحديث الذي ذكره يقول ان الرسول فقط من سيشفع
    واريد ان اقول للاخ عمري بالنسبة للحديث الذي ذكره ان الرسول صلي الله عليه وسلم فقط من سيشفع أليس هذا مناقضا لأحادث الشفاعة الاخري التي تقول ان الشهيد سيشفع لسبعين من اهله وايضا الطفل وغيرها من احاديث الشيطان الرجيم بلسان اولياؤه من شياطين الانس المنافقين؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
    راجعوا هذه الفتوي في موقع اسلام ويب يفتي ان االشفعاء كثيرون يوم القيامه وليس فقط لرسول الله
    http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=102141
    قمه التناقض في وضع الاحاديث المنكره ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    والله ماقدرتم الله حق قدره فكيف تعتقدون بشفاعه العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود ومن ثم تقولون ان الله تعالي ارحم من الوالده علي ولدها
    الحمدلله الذي بعث الينا المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب الذي اخرجنا الله تعالي بفضله من ظلمات الشرك الي نور التوحيد

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-12-2019, 11:56 AM
  2. غدا السبت 11/08/2018 هو غرة ذي الحجة
    بواسطة meguellati zaidi في المنتدى أدركت الشمس القمر وسبقته
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-08-2018, 09:04 PM
  3. ردود الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على الدكتور عدنان إبراهيم بالحجة والبرهان المبين من محكم القرآن العظيم
    بواسطة عبدالله سفينة النجاة في المنتدى قسم خاص لحوار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني مع الدكتور عدنان ابراهيم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2015, 07:52 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •