الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 08 - 1433 هـ
22 - 06 - 2012 مـ
05:53 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
ولربّما يودّ أن يقاطعني الإدريسي فيقول: وها أنا الطالب الإدريسي غلبتك بالأحمر والأخضر..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار والباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
ويا أيها (الطالب الإدريسي)، إنّ لكل دعوى برهان وإني أراك قلت في بيانك ما يلي:بمعنى أنّك منكرٌ على الإمام ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر ولذلك تريد أن تُفنّد حجتنا بالبرهان الساطع الأشدّ وضوحاً من بيان ناصر محمد اليماني حتى تثبت أنّ ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر. ومن ثمّ يردُّ عليك ناصر محمد اليماني وأقول: أبشِّرك أنّك تستطيع أن تُفنّدَ حجّة ناصر محمد اليماني لو أنك جئت بالبرهان المبين لعالِم الأمّة وعامة المسلمين فتفصّل البيان الحقّ للقرآن العظيم تفصيلاً من ذات القرآن بشرط أن يكون البرهان من آيات الكتاب المحكمات البيّنات حتى تستطيع إقامة الحجّة بسلطان العلم المبين، وخذ أيَّ آيةٍ من الآيات التي بيّنها ناصر محمد اليماني ومن ثمّ تأتي بالبيان الأفضل لتلك الآية والأحق والأهدى سبيلاً إن استطعت؛ ولن تستطيع. ولئن استطعت فقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وأنقذت المسلمين من أن يضلهم ناصر محمد اليماني وهو ليس الإمام المهديّ المنتظَر؛ لو تستطيع فقط في آيةٍ واحدةٍ فقط، ولكنك لن تستطيع نظراً لفتوى جدّي محمدٍ رسول الله في الرؤيا الحق: [وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك عالِم من القرآن إلا غلبتَه]. اِنتهى.
ولكن يا إدريسي إني أفتيك بالحقّ أنّ رؤيا ناصر محمد اليماني للنبي أنّه المهديّ المنتظَر وأنّه لا يجادله عالِمٌ من القرآن إلا غلبه ناصر محمد، ولكني أشهد الله يا إدريسي إنّ هذه الرؤيا لا تسمن ولا تغني من جوعٍ ومردودةٌ على الإمام ناصر محمد اليماني ما لم يصدقه الله الرؤيا بالحقّ فيجد المسلمون أنّه حقاً لا يُجادل ناصر محمد اليماني عالِمٌ من القرآن إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ الأصدق قيلاً والأهدى سبيلاً.
وربما يودّ أن يقاطعني الإدريسي فيقول: "وها أنا الطالب الإدريسي غلبتك بالأحمر والأخضر ولم تبيّنه لنا من محكم الذكر". ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: لئن سألت عن آيةٍ في الكتاب ولم آتِك ببيانها فلست الإمام المهديّ وحتى ولو كان في بيانها خطراً على الأنصار الجدد فسوف أبيّنها مهما كانت خطورة بيانها، وهذا شيء كرّمنا به الإدريسي الذي لطالما يحاججنا بالتهويت والكلام الغامض ليزعم للآخرين أنّ هذا وراءه أسرار الكتاب وما وراء الأبواب وأنّه يعلم الأكثر والكثير وأنّه محيط العلم والقلم حتى إذا جاء ببيانٍ لشيء من القرآن فإذا هو لا يزيد القرآن إلا تعقيداً على الباحثين عن الحقّ، أولئك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم ولا يخفون علينا وتاهوا وراء خيالات شيطانيّة وخزعبلاتٍ وأضغاث شيطانيّةٍ، وربما تقابلوا مع الشياطين وقالوا لهم: "نحن من ملائكة الرحمن المقربين فاسجدوا لنا قربةً إلى الله" فخروا لهم ساجدين ويحسبون أنّهم مهتدون! ويجعلونهم يزعمون أنّهم أنبياء كمثل عقيدة الأحمديين، وكأنك منهم!
ويا رجل، إنّ أمر دعوة المهديّ المنتظَر ليس فيها لفٌ ولا دوران؛ دعوةً واضحةً جليّةً ليلها كنهارها لا يزيغ عن الحقّ فيها إلا هالكٌ أعمى لا يبصر الحقّ شيئاً أو شيطانٌ مريدٌ من الذين كرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم ولعنهم لعناً كبيراً.
ويا رجل، إن دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ليست إعجازاً بالألغاز والكلام غير المفهوم ولفاً ودوراناً وتهويتاً، وأعوذ بالله أن أتبع تهويتكم ومبالغتكم في الإمام المهديّ أنّه يعلم ما كان وما سوف يكون إلى يوم الدين! ويا رجل، سبحان الله! وهل كنت إلا بشراً علَّمه الله البيان الحقّ للكتاب وأفصّله تفصّيلاً، ولا نحيط بأسراركم ولا بأخباركم والله أعلم بما في قلوبكم.
وما تقصد بالأحمر والأخضر؟ أفلا تكون صريحاً فصيح اللسان قوي البيان بالحجّة والبرهان؟ فلو أنّك أخذت آيةً من الآيات التي علّمكم بيانها ناصر محمد اليماني وقلت: "اتقِ الله يا ناصر محمد فلا تقُل على الله ما لا تعلم ولسوف آتيك بالبيان الحقّ لتلك الآية وأفصّلها خيراً منك تفصيلاً وأحسن تأويلاً يا ناصر محمد"، ومن ثمّ تثبت تحدّيك بالحقّ على الواقع بالعلم والسلطان، فإن فعلت فقد هزمت ناصر محمد اليماني في عقر داره في موقعه، ولئن حذف ناصر محمد اليماني برهانك وبيانك للقرآن بعد أن أقمت على ناصر محمد اليماني الحجّة في طاولة حواره فسوف يخسر أنصاره، وهيهات هيهات.
وتالله إنني أعرفكم في لحن القول يا إدريسي، وإنما لا نريد أن نبيِّن أمركم من قبل أن نقيم عليكم الحجّة والبرهان المبين، ولربّما يودّ الإدريسي أن يقول: "وكيف تعرفنا يا ناصر من لحن القول؟". ومن ثمّ أقول: كونكم لا تزيدون كتاب الله على المتدبرين إلا تعقيداً وعمًى وظمأً، وعِلْمكم ليس فصيحاً وصريحاً وكلامكم يأتي فيه التهويت لتوهموا الناس إنّكم بحرٌ محيط من العلم، ولكنه سرعان ما يتبين للباحثين عن الحقّ أن بحركم المحيط ليس إلا مجرد سرابٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وهكذا أنتم ومن كان على شاكلتكم.
ويا إدريسي، وتالله إنّ المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد لهو الأذكى من إبليس الشيطان الرجيم، ولكنّي أستخدم ذكائي في السعي لتحقيق نعيم رضوان ربي فأسعى لنجعل الناس أمّةً واحدةً على الشكر، وأمّا الشياطين فيستخدمون ذكاءهم في تحقيق ما يغضب الله وفي السعي ليجعلوا الناس أمّةً واحدةً على الكفر، وتالله لولا خشية فتنة الأنصار الذين لم يصلوا إلى اليقين بحقيقة اسم الله الأعظم لأفتيت في شأنكم من أول بيانٍ تلقون به فأعرف من خلاله ما ترمون إليه وما تريدون، ولكن ليس كلكم شياطين بل منكم من يُضلُّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون، ومنكم من كان من شياطين البشر ممن يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر للصدّ عن الذكر.
ولربّما يغضب الطالب الإدريسي من بياني هذا فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد من لم يتبع منهجك فهو شيطانٌ مريدٌ في نظرك؟". ومن ثمّ يردُّ عليكم ناصر محمد اليماني وأقول: هيا اِئْتُوني بالبيان الأحقّ من بيان ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم ولو آية واحدة تختارونها فتقيمون على ناصر محمد اليماني الحجة فيها بأنّ لديكم بيانها الأحقّ والأهدى سبيلاً وأحسن تأويلاً، فليس لدينا أسراراً نُخفيها عن الناس، ويا سبحان ربي! وهل ابتعث الله أئمة الكتاب ليزيدوا الكتاب تعقيداً أم ليبيّنوه للناس ويفصّلوه تفصيلاً؟ ولكن بيانكم للكتاب سيجده الناس العكس للبيان والتفصيل للتنزيل؛ بل تجعلون الآية صعبة الفهم ومعقدة العلم وذلك حتى لا يفهم الناس كتاب الله المنزل إليهم.
ويا معشر الأنصار بما فيهم أحمد السوداني فلا تغضب من بياني هذا ولا تكن عوناً للذين يصدون الحقّ من ربهم، ويا رجل فليس من الحقّ أن تلقيَ باللوم على الأنصار أنّهم وأنّهم بل الأحرى أن تقول للإدريسي ومن كان على شاكلته ما أمركم الله أن تقولوا للمعرضين: " {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]، فقد اطّلعنا على برهان ناصر محمد اليماني فما الذي أنكرتم عليه في بيان القرآن ومن ثمّ تأتون بالبرهان الأصدق قيلاً والأقوم سبيلاً ".
فلا تقل إنّ الأنصار يتبجحون بعبادة النعيم الأعظم باتخاذ رضوان الربّ غايةً وليس وسيلة، ولكن يا أحمد السوداني إنهم ليعلمون ما لا تعلم. وأشهد الله بالحقّ أنّ أحمد السوداني لم يرتقِ بعد إلى مستوى حقيقة النعيم الأعظم كون النعيم الأعظم يعلم به أهله الآن، وأقول الآن يا أحمد في عصر الحوار من قبل الظهور ولذلك لن يرضيهم ربهم بملكوته أجمعين حتى يرضى كونهم يعبدون رضوان الله غايةً وليس وسيلةً، أولئك سوف يعلمون علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ولسوف يَثْبُتون مع الإمام المهديّ إلى آخر رمقٍ في حياتهم، فتذكروا فتوى محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه لن يثبت مع الإمام المهديّ إلا الذين علموا بحقيقة اسم الله الأعظم.
ولربّما يودّ أحمد السوداني أن يقول: "وهل ترى يا إمام ناصر محمد أنّ أحمد السوداني ليس منهم؟". ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لم تَصُرْ منهم بعد يا أحمد ولم نفتِ أنك لن تكون منهم؛ بل قلنا لم تَصُرْ منهم بعد يا أحمد السوداني، فلا تسعَ في التشكيك في دعوة ناصر محمد اليماني وأنت من الأنصار السابقين الأخيار صفتك تحت اسمك.
وربما يودّ أحمد السوداني أن يقول: "ومتى رأيت أحمد السوداني يسعى للتشكيك في دعوتك يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك لتسعى في التشكيك في كوكب العذاب، وتسعى في التشكيك في الأرض المجوفة ذات المشرقين، وتسعى للتشكيك في أصحاب الكهف والرقيم.
ويا رجل فما دمت أنكرت الأرض ذات المشرقين فقد أنكرت أشياءً كثيرة سواء الفتوى في حقيقة جنة الله من تحت الثرى التي كان فيها آدم وحواء عليهم الصلاة والسلام، وكذلك أنكرت أنّ الشيطان هو المسيح الكذاب الذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم؛ وبما أنّه ليس هو ولذلك يسمى بالمسيح الكذاب، وكذلك أنكرت حقيقة يأجوج ومأجوج وكذلك حقيقة سدّ ذي القرنيين.
ويا أحمد السوداني إن لم تزل باحثاً عن الحقّ فارجع من ضمن الباحثين عن الحقّ وتنازل عن صفتك تحت اسمك ومن ثمّ تجادل ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم جدالاً كبيراً حتى يقيم عليك الحجّة بالحقّ من الكتاب، ولن آخذك إلى أصحاب الكهف ولن آخذك إلى أرض المشرقين لكي تصدق فليست تلك مهمتي؛ بل البيان الحقّ للكتاب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن أصدق من الله قيلاً؟ ألا وإن في النفق الأرضي آياتٌ لحقائق هذا القرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].
ويقصد آية من الجنتين سواء جنة لله من تحت الثرى بالنفق الأرضي أو الجنة التي في السماء إذا كان يظن أنّهم سوف يؤمنون لو يأتيهم بآية من حقائق هذا الكتاب حتى يصدّقون، وعلّمه الله أنّ الهدى هدى الله وليس الهدى بأيديهم كما يزعمون لو يأتيهم بآيةٍ لصدقوه واتّبعوا الحقّ من ربِّهم. ولا داعي لتكرار البرهان يا أحمد وسبق تفصيل البيان الحقّ لأرض المشرقين من ذات القرآن ولا نزال نظنّ في أحمد السوداني خيراً كثيراً، ولكن لا يكن معيناً للذين يسعون معاجزين في آيات ربهم، وليس لدينا تكميمَ أفواهٍ يا أحمد؛ بل ننطق بالحقّ ونهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ونعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، فكن من الشاكرين يا قرة عين إمامك حتى لا يزيغ الله قلبك ثم يصرفك لتدعو إلى محاربة دعوة ناصر محمد اليماني بعد أن كنت تدعو إلى الحقّ من ربِّك ثم لا تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً. ولم نحكم في شأن أحمد السوداني بعد ولا يزال ذا مقامٍ كريمٍ لدينا بإذن الله حتى يبيّن لنا أمرَه المطلعُ بسرّه، ولا نزال نتخذ أحمد السوداني خليلاً وإنما أردنا تأديبه قليلاً ونحسن تأديبه وتهذيبه فلا يتلفظ على الأنصار الحقّ بغير الحق، وليكن من الشاكرين فلا يشمت بنا الأعداء.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ