الموضوع: رَدُّ الإمامُ المهديّ إلى (المُوَحِّد) مَن يَزعُم أنّه مُجاهد ..

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. رَدُّ الإمامُ المهديّ إلى (المُوَحِّد) مَن يَزعُم أنّه مُجاهد ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - ربيع الأول - 1431 هـ
    22 - 02 - 2010 مـ
    02:25 صباحًا
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=274
    ــــــــــــــــــــ



    رَدُّ الإمامُ المهديّ إلى (المُوَحِّد) مَن يَزعُم أنّه مُجاهد ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وأوليائه مِن آل بيته والمُسلمين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله رَبِّ العالَمين..

    ويا أيُّها المُوَحِّد، ما خَطبك تُحاجّني بآياتٍ لا تَزال بحاجةٍ للتفصيل وتَذَر الآيات المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؟! فانظر لدليلك على قَتْل الكُفار والبراءة منهم فتأتي بقول الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الممتحنة].

    وهل تدري ما سَبب العداوة والبغضاء؟ وذلك لأنّ قوم إبراهيم قد أعلنوا الحرب على رسول الله إبراهيم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - نُصرَةً لآلهتهم، وقال الله تعالى: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    فانظر لقول الله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم، ولذلك أعلن إبراهيم العداوة والبغضاء بينه وبين قومه من بعد أن استكبروا وأرادوا به كَيدًا، فأيَّده الله بآيةٍ وأمَر النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، وما زادهم ذلك إلا كُفرًا وقالوا: "إنَّ هذا لساحرٌ كبيرٌ، فكيف لم تحرقه النَّار؟" وزادهم ذلك كُفرًا، ولذلك أعلن العداوة والبغضاء هو ومَن آمَن معه على قومهم الذين أعلنوا عداوتهم لرسول الله إبراهيم ويريدون أن ينصروا آلهتهم.

    فاتّقِ الله يا رجل، فما بعث الله محمدًا رسول الله لقتل الناس بل لدعوتهم، ولم يأمره الله إلا بقتال مَن قاتل المسلمين ومَنَع دعوتهم أو فَتَن المؤمنين، والفِتنة أشَدّ مِن القَتل، أمّا الذين لم يعتدوا عليكم فادعوهم في كُلّ مكانٍ بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلوهم بالتي هي أحسن، وليس بالرصاص والانفجارات والعمليات الانتحاريّة؛ بل أنتم حَطَب جهنم إن لم تتوبوا إلى الله الواحد القهَّار، فلا بُدّ أن تعلموا كيف تكون أُسس الجهاد في سبيل الله، وقد جعلها الله واضحة وجليَّة في الكتاب في قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿١٩١﴾ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٩٢﴾ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٩٣﴾} صدق الله العظيم، [سورة البقرة].

    فانظر لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٩٣﴾} صدق الله العظيم، فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم؟ أي: فإن انتهوا عن قتالكم لفتنة المؤمنين فلا عدوان إلَّا على الظالمين، أي: لا تُقاتِلوا إلَّا مَن يُقاتلكم في الدِّين ويفتِن المُؤمنين، وذلك لأنّ الله لم يأمر بالاعتداء على الكافرين الذين لم يحاربونا في ديننا ولم يمنعوا دعوتنا إلى سبيل الله؛ فلا عدوان إلَّا على الظالمين المعتدين علينا؛ بل أمرنا الله أن نبرّ الكافرين ونُقسط إليهم، إنّ الله يحب المقسطين، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الممتحنة].

    فلماذا تُعرِضون عن الآيات المُحكمات إن كنتم تريدون الحقّ يا أيّها المُوحَّد؟! يا مَن شَوَّهتم بدين الإسلام فجعلتمونا قتلةً مُجرمين في نظر العالَمين فزدتم الدين تشويهًا كما يُشَوِّهه اليهود في نظر العالَمين ويقولون لهم: "إنّ المسلمين قتلةٌ مُجرمون سفّاكون لدماء النَّاس". ومن ثم جاء أسامة ومَن معه مُصَدِّقًا لافتراء اليهود، وتقومون بقتل الكفار بحُجَّة كفرهم حتى صدّق النَّاس ما افتراه اليهود على المُسلمين؛ بل أنتم أضْرَرْتُم الدين ولم تنفعوه وضلَلْتم عن الصراط المستقيم، فتوبوا إلى الله واعلموا أنّ الله غفور.

    ويا أيّها المُوحِّد، كيف تُعرِض عن قول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وقال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الكهف].

    وقال الله تعالى: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سورة ق].

    وقال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة المزمل]؟

    فلماذا تُعرٍضون عن الآيات المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؟! ولم أجدك تذكر شيئًا منها بل تُحاجّ بآياتٍ لا تزال بحاجة للتفصيل كمثل إعلان إبراهيم ومَن معه البراءة لقومهم والعداوة والبغضاء، وإنّما ذلك بعد أن أعلنوا العداوة لإبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام ومَن آمن معه؛ بل ألقوه في النَّار؛ بل أرادوا به كيدًا، فكيف لا يُعلِن العداوة عليهم؟ ولكنّكم نسيتُم قول خليل الله إبراهيم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم].

    فاتّقوا الله يا رجل، فأين حلمكم وأين رحمتكم بالعالَمين؟ فهل بعث الله نبيّه إلا رحمةً للعالَمين؟! وهل قط وجدتم محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - اعتدى على قومٍ لم يحاربوه في الدين؟! بل كان يقاتل الذين يقاتلونه في الدين ويفتنون المؤمنين الذين اتَّبعوه، فاتّقوا الله، ولم ننهَكم عن القوم الذين يقاتلونكم في دينكم، ولكن لا تَزِر وازرةٌ وِزر أخرى فتقومون بقتل أمريكيّ لم يقاتلكم في دينكم بحجّة أنّه أمريكيّ فتقولون: "وأمريكا تحارب الدين والمُسلمين"! ولكنّ الله لم يأمركم بقتل أمريكيّ لم يقاتلكم في دينكم، فهل أحَلّ الله لكم قتل ابن القاتل إذا لم تستطيعوا الوصول إلى أبيه الذي هو القاتل ومن ثم تقومون بقتل ابنه؟ فهل أحلّ الله لكم ذلك؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! فلا تزر وازرةٌ وِزر أخرى، فاتّقوا الله أيّها المُوحد واعلموا أنّ الله لم يأمركم بقتال مَن لم يقاتلكم في دينكم، ومَن قتل كافرًا بِحُجّة كُفره فكأنّما قتل النَّاس جميعًا؛ وزر ذلك في مُحكم الذِّكْر في قول الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    وقال الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    فانظروا لقول الله تعالى: {النَّفْسَ} سواء يكون مُسلِمًا أم كافرًا؛ فلم يحلّ الله قَتْل النَّفس التي حَرَّم الله إلَّا بالحقّ، وفَصَّل الله لكم آياته تفصيلًا.

    ويا أيّها الموحّد، أبلِغ أُسامة بن لادن من الإمام المهديّ السَّلام، وأنّي أدعوه ليكون ضَيفًا علينا مُكرمًا في طاولة الحوار العالميّة، فإنّ للجهاد في سبيل الله أُسُسًا لا تحيطون بها علمًا، وأضلّكم بعض المُتشابه وبعض الآيات التي لا تزال بحاجة للبيان من ذات القرآن، فاتّقوا الله واتّبعوني أهدِكم صراطًا سويًّا.

    ولكنّي الإمام المهديّ لا أقاتل النَّاس حتى يكونوا مؤمنين، غير أنّي سوف آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكَر فيما يخصّ ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، أما فيما يخصّ الرَّحمن فإنَّهم لم يظلموا الله؛ بل ظلموا أنفسهم وحسابهم على رَبِّهم، وما علينا إلَّا دعوتهم إلى سبيل الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [سورة الرعد:40].

    فما خطبكم لا تنهجون نهج محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟! ولكنّي الإمام المهديّ لا أكفر ببعض الكتاب مثلكم، وذلك لأنّي أراكم تُعرِضون عن الآيات المُحكَمات البَيِّنات وتحاجّني بآيات لا تزال بحاجةٍ للتفصيل من ذات الكتاب!

    اللهم قد بَلَّغت، اللهم فاشهَد..

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    15 - ربيع الأول - 1431 هـ
    01 - 03 - 2010 مـ
    10:34 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=275
    ـــــــــــــــــــ



    ردُّ الإمامِ العَابدِ لِرَبِّ العِبادِ إلى المُوَحِّد ..


    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآلِه الطيِّبين الطَّاهِرين والتَّابعين للحَقِّ إلى يوم الدِّين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالَمين..

    وما يلي اقتباسٌ من بيانِ الضيفِ المُوحد بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فسؤال موجه للزعيم الذي ابتدع واغتر وغير ومد ونص وعكر وفكر وقدر فأولى لك و أولى وما الله بغافل عما يصنعه الظالمون أم لكم شركاء في العبادة لغير الله أم لكم عزة بغير عزة الله أم عرفتم الله غير الذي جاء به رسول الله السيد النّبيّ الهاشمي محمد بن عبد الله وبمخافته تجعلون أنفسكم مسلمين..
    إن أنتم إلا في بعد عن ما أراد الله به أن يوصل وتقطعونه وأنتم تعلمون كم من آية فسرتموها على حسب هواكم وكم من حديث لنبي الله بدلتموه وكم من أقوال وسنن وأحكام غيرتموها وأخذتكم العزة بالإثم إذ قيل لكم اتقوا الله لا تتقون إن أنتم إلا في مرية من أمركم وما أنتم بموقنين بما أتيناكم قل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون. .. إذ لما تحذفون ذلك البيان ثم لما لم يرد عليها صاحب الأمر ؟
    ولم يرد علي هو فكلما كتبت موضوعاً تأتوني بعلوم ما أنزل الله بها من سلطان وما جاء بها رسول الله وما سمعنا بها من قبل من نبي الله محمد بن عبد الله إن هذه إلا علامات ظهور الساعة وإني وبهذه الفتنة الكبيرة التي فيها البدعة التي ما أنزل الله بها ولا رسوله من سلطان إن هي إلا علوم استنبطها من تلقاء ذات نفسه ففسر بها الآيات حسب زعمه أنه صاحب علم الكتاب برغم من أن هناك كثيراً من التفسير ما يخالف الحقّ ويظهر أنه يوافق وهو مخالف في واقعه إنا لله وإن إليه راجعون، وبالله التوفيق.
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ويقول: فهل ترى ناصر محمد اليماني كونه يدعو المسلمين وأهل الكتاب والنَّاس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا (أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له) ولذلك ترى ناصر محمد اليمانيّ من الظالمين الضالّين؟! ولكنّك جعلت اسمك في موقعنا (المُوَحِّد)، فلماذا تخالف اسمك وترى ناصر محمد اليمانيّ من الظالمين؟ أم إنّ ناصر محمد اليمانيّ لا يدعو إلى كلمة التوحيد سواء بين العالَمين والنَّاس أجمعين وغير مُطبقٍ الدَّعوة الحَقّ التي جاء بها جميع المُرسَلين من ربِّ العالَمين تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء]؟ فلماذا حكمت على ناصر محمد اليمانيّ أنّه لمن الظالمين؟ سامحك الله أخي الكريم وغفر الله لي ولك ولجميع المؤمنين.

    وكذلك تفتي أنّ ناصر محمد اليمانيّ يُفَسِّر القرآن على هواه، ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: إنّ المتّهم بريءٌ حتى تثبت إدانته بالبرهان المُبين، ولذلك فالمطلوب منك أن تأتينا بالبرهان المُبين لإثبات هذا الافتراء على الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي يأتيكم بالبيان للقُرآن مِن ذات القرآن وليس مجرد تفسيرٍ بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئَا. فاسمع لِما سوف أقوله لك أيّها المُوحّد: أقسمُ بربّي الله الذي لا إله غيره ولا معبودًا سواه لو اجتمع كافة علماء المُسلِمين والنَّصارى واليهود في طاولة الحوار هذه ليحاوروا ناصر محمد اليمانيّ من القرآن إلا هيمن عليهم الإمام ناصر محمد اليمانيّ بسلطان العِلم من مُحكَم القرآن العظيم بإذن الرَّحمن الذي يعلمني البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من الربّ إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّي آتيكم بالبُرهان من ذات القرآن وليس من رأسي من ذات نفسي من غير علمٍ من الرَّحمن؛ فتلك هي وسوسة الشيطان عديمة العِلْم والسُّلطان فلا تَكُن من الجاهلين.

    ولسوف أُفتيك وجميع المُسلِمين في الجِهاد في سبيل الله رَبّ العالَمين، وإنَّا لصادِقون بِما يلي:

    1 - الجهادُ في سبيل الله بالدَّعوة إلى الله، ولم يأمرنا الله أن نُجبِر الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل علينا الدَّعوة والبلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    2 - الجهادُ في سبيل الله بتطبيق حدود ما أنزل الله في مُحكَم كتابه، ولم يجعل الله لهم الخيرة في ذلك، ومَن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه؛ بل يتمّ تطبيق حدود الله على المُسلِم والكافِر على حدٍّ سواء لكي يمنع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وينتهي ظُلم العباد للعباد، وهذا النوع من الجهاد في سبيل الله لا يلومكم الله عليه إلَّا إذا مَكَّنكم في الأرض. تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج]. ولكن للأسف نظرًا لجِهَل المُسلمين عَن أُسُس الجهاد في سبيل الله شَوَّهوا دينهم في نظر العالَمين إضافة إلى تشويه اليهود للإسلام في نظر العالَمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.

    ويا أيّها المُوَحِّد، هل تريد الإمام المهديّ أن يُعلِن الحرب على الكافرين الذين لم يحاربونا في ديننا؟ وأعوذُ بالله أن أكون مِن الجاهلين، فكيف أطيعك وأعصي أمر الله في مُحكَم كتابه: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الممتحنة]؟!

    ويا أخي الكريم المُوَحِّد، هَداك الله وغَفَر الله لك وللإمام المهديّ ولجميع المسلمين، إنَّما الجهاد في سبيل الله نوعان اثنان كما أفتينا في أعلى هذا البيان بالحَقّ بما يلي:

    1 - الجهادُ في سبيل الله بالدَّعوة إلى الله على بصيرةٍ من الله (القرآن العظيم)، فنجاهد النَّاس بالقرآن العظيم جهادًا كبيرًا ليلًا ونهارًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].

    وذلك عَلَّهم يهتدون، وليس علينا إلَّا البلاغ به فنُبَيِّن لهم ما أنزل الله إليهم لعلهم يتَّقون. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [سورة النحل:44].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير].

    وهذا النوع من الجِهاد لا ينبغي له أن يكون بِحَدِّ السيف؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ﴿١٢٦﴾ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴿١٢٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة النحل].

    وهل تدرون لماذا لم يأمرنا الله أن نُكره النَّاس جبريًّا حتى يكونوا مُؤمنين بِحَدّ السَّيف؟ وذلك لأنّه لن يتقبّل منهم الإيمان حتى يكونوا مخلصين لربّهم من قلوبهم فيقيموا الصَّلاة لوجه الله، وليس إيمانهم وصلاتهم خشيةً من أحدٍ أبدًا؛ بل خشية من ربّ العالمين. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة]، وذلك لأنّهم إذا كان إيمانهم وصلاتهم خشيةً من المسلمين فلن يتقبَّل الله منهم إيمانهم ولا صلاتهم ولا زكاتهم لأنّهم بالله كافرون باطن الأمر؛ فأصبح مثلهم كمثل المنافقين لن يتقبَّل الله منهم لأنّهم يظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، وقال الله تعالى: {قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    إذًا لا ينفع أن نُكرِهَ النَّاس على الإيمان بالرَّحمن، لأنهم لو آمنوا خشيةً مِن المسلمين وأقاموا الصَّلاة فَلَن يقبل الله عبادتهم، ولذلك لم يأمر الله المُجاهدين في سبيل الله أن يُكرِهوا النَّاس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل أمرنا الله أن نُقنِع قلوبهم بدين الله الحَقّ بالدّعوة إلى الله بالحِكمة والمُوعظة الحَسنة ونُبيّن لهم هذا الدين الذي جاء رحمةً للعالمين، ولم يأمرنا بسفك دمائهم ولا ظلمهم ولا نهب أموالهم وقتلهم وسبي نسائهم وأولادهم إلَّا من يحاربوننا في ديننا ويخرجوننا من ديارنا؛ أولئك أمرنا الله بقتالهم وقتلهم ووعدنا بالنصر عليهم ثم أحلّ الله لنا أموالهم وأولادهم ونساءهم غنيمةً لنا، وذلك لأنّهم اعتدوا علينا وقاتلونا في ديننا فهنا نستجيب لأمر الله في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وهذا الجهاد واجبٌ حتى من قَبْل التَّمكين إذا قاتلكم الكافرون وأرادوا أن ينهوا دعوتكم إلى الله، أمَّا ما بعد التَّمكين في الأرض فهنا فرض الله عليكم أن تُطبِّقوا حدود الله بين العالَمين فتقتلون مَن قتل نفسًا بغير حقٍّ سواء يكون القاتل مُسلمًا أم كافرًا؛ فحدود الله لا فرق فيها بين المسلم والكافر؛ بل يتمّ تطبيقها على المسلم والكافر على حدّ سواء.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: لو أنّ مسلمًا قتل كافرًا بغير الحقّ فهل يجب تطبيق حَدّ الله على المُسلِم بالقتل؟ والجواب من مُحكَم الكتاب؛ قال الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    بل سوف يَحكُم الإمام المهديّ بحُكم الله بالحقّ بقتل المسلم الذي قتل الكافر بغير نفس ولم يعتدِ عليه؛ بل يزعم أنّه قتله بحُجّة كفره، فَمَن فعل ذلك فَوِزره في الكتاب (فكأنَّما قتل النَّاس جميعًا مُسلِمهم والكافر)، وكذلك لو أنّ كافرًا قتل مسلمًا فسوف نطبق على الكافر حدّ الله بالحقّ فنحكُم بقتله عظةً وعبرةً للمفسدين في الأرض، ونقيم حدود الله على المُفسدين في الأرض في مُحكَم كتابه على المُسلم والكافر على حدّ سواء من غير تفريقٍ، وذلك لكي نمنع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان، وإنّما له الحُريَّة في الإيمان بالرَّحمن، ولم يأمرنا الله أن نُكرِه النَّاس حتى يكونوا مؤمنين تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكن هل معنى ذلك أنّنا نترك المُفسِدين في الأرض الذين يعتدون على النَّاس أن يفعلوا ما يشاءون من بعد التَّمكين؟ هيهات هيهات، وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٢٧﴾ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ اللَّـهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿٣١﴾ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ويا معشر المجاهدين، لم يحلّ الله لَكُم قَتل نفسٍ بغير نفسٍ بحُجَّة كفرها بالله، ومَن فعل ذلك فكأنَّما قتل النَّاس جميعًا (مُسلمهم وكافرهم)، فاتّقوا الله واتّبعوا خليفة الله الإمام المهديّ، فلم يجعلني الله مُفسدًا في الأرض ولا أسفك الدماء إلا بالحقّ، وعلّمني ربّي أُسُس الجهاد في سبيل الله، ولكنّكم لا تُفَرِّقون بين الجهاد في سبيل الله بالدعوة إليه وبين الجهاد في سبيل الله بتطبيق حُدود الله؛ بل تخلطون بين الاِثنين، ولكن في أحدهما لم يأمركم الله أن تجبروا النَّاس على الإيمان بالرَّحمن؛ بل عليكم البلاغ وعلى الله الحِساب.

    2 - وأما الجهاد في سبيل الله لِمَنع الفساد في الأرض فهو بالقوة ويكون مفروضًا عليكم من بعد التَّمكين في الأرض؛ أمركم الله أن تأمروا بالمعروف وتنهون عن المنكر لكي تمنعوا ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان تصديقًا لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].

    فهل فهمتم الخَبَر ودعوة المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني؟

    يا أيّها المُوحد اتّقِ الله، فإنَّك تقول أنّه تأخذنا العزّة بالإثم وتصفنا بالبُهتان المُبين، ولكنّي الإمام المهديّ أقول لك: لو أنّك هيمنت على ناصر محمد اليمانيّ في نقطةٍ ما فأخذتني العزّة بالإثم ولم أعترف بها فعند ذلك صَدَقت، ولكنّك تتّهمنا بغير الحقّ وتقول عني زُورًا وبُهتانًا عظيمًا.

    ويا أخي الكريم، بل أنت اتّقِ الله وتدبَّر دعوة ناصر محمد اليمانيّ جميعًا في كافة البيانات حتى تعلم هل ناصر محمد اليمانيّ يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ على بصيرةٍ من ربّه، ومن ثمّ احكم علينا من بعد أن تسمع القول في البيان المُبين، وكُن من أولي الألباب الذين قال الله عنهم في مُحكَم الكتاب: {قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فلم يأمرنا الله أخي الكريم أن نُجبِر النَّاس أن يعبدوا ربّهم؛ بل علينا البلاغ وعلى الله الحساب، فتذَكَّر قول الله تعالى: {قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فما خطبكم لا تفقهون دعوة الإمام المهديّ الحقّ من ربكم بالرغم أنّي أُفَصِّل لكم القرآن تفصيلًا فآتيكم بالسلطان من مُحكَم القرآن؟! ومن ثمّ تتّهمني أنّي أقول البيان بالظنّ وتصفني أيّها الموحد أنّي أُفَسِّر القرآن على هواي! وأعوذُ بالله مما وصفتني به، وأعوذُ بالله أن أقول على الله ما لم أعلم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    وأما بالنسبة للدعوة إلى تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده، فرضوان الله عليك جزءٌ مِن رضوان الله في نفسه، ولن يكون الله راضيًا في نفسه حتى يُدخِل عباده في رحمته، ولَكِنَّك تُفَرِّق بين رضوان الله عليك ورضوان الله في نفسه سُبحانه، ومن ثم أقول لك: أليس رضوان الله عليك يعني أنّ الله راضٍ في نفسه على المُوَحِّد؟ فما خطبك تحاجّني في تحقيق رضوان الله على عباده أيُّها المُوحّد؟ فهل تجهل حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله حقيقة لرضوان نفسه على عباده فيجدونه نعيمًا أكبر من نعيم الجنة تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة]؟

    ويا أخي الكريم، فهل تعلم أنّ الحِكمة مِن خلق العبيد إلَّا ليعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات]؟

    الدَّاعي إلى الصراط المُستَقيم على بصيرةٍ من ربّه المُوَحِّد الحَقّ؛ الإمام المَهديّ ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ___________________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  3. إنَّما الجهادُ هو ضِدّ الكافرين الذين يُحاربون الإسلام والمُسلِمين وليس ضِدّ سُيَّاحٍ أبرياء ..

    - 3 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    17 - ربيع الأول - 1431 هـ
    03 - 03 - 2010 مـ
    02:28 صباحًا
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=276
    ـــــــــــــــــــــ


    إنَّما الجهادُ هو ضِدّ الكافرين الذين يُحاربون الإسلام والمُسلِمين وليس ضِدّ سُيَّاحٍ أبرياء ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين..

    وما يلي اقتباسٌ من بيان المُوَحِّد بِما يَلي:
    اقتباس المشاركة :
    نعم لم يأمرنا الله تعالى بقتل الكافر وهو لم يؤذينا في ديننا ولكن الذين يتربصون بنا والذين يقاتلوننا في كل مكان
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    ومِن ثمّ يقول لَكُم الإمام المَهديّ: يا معشر تَنظيم القاعدة، فَلِمَ قتلتم سُيَّاحًا أبرياء بمحافظة مأرب؟ فيما يلي تقرير وزارة الداخلية اليمنية:
    اقتباس المشاركة :
    رجحت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية أن يكون تنظيم القاعدة وراء الهجوم الذي أودى بحياة تسعة أشخاص بينهم سبعة سياح إسبان في محافظة مأرب شرقي البلاد.
    وذكرت المصادر أن "الهجوم الإرهابي" جاء بعد أن أصدرت الجماعة بياناً يطالب بالإفراج عن سجناء في اليمن وحذر من إجراءات غير محددة إذا لم يستجب لطلبها.
    وذكر المصدر ذاته أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم قد يكون ناجماً عن سيارة مفخخة يقودها انتحاري ضربت قافلة تضم 13 سائحاً.
    وأشار مراسل الجزيرة في صنعاء إلى أن تسعة أشخاص قتلوا في الهجوم بينهم سبعة إسبان ويمنيان وجرح سبعة سياح إسبان آخرين.
    وذكر شهود أنهم رأوا سيارة تدخل مسرعة عبر بوابة إلى الموقع المعروف بمعبد بلقيس قبل أن تنفجر في القافلة التي كانت تتبعها سيارة للنجدة.
    وأشار المراسل إلى أن الشظايا والأشلاء تطايرت على مسافة مائتي متر وأن بعض الجثث تفحمت تماماً.
    تأكيد إسباني
    وفي مدريد أكد مصدر رسمي إسباني في مدريد "أن ستة سياح إسبان قتلوا وأصيب سبعة إسبان آخرين بجروح في انفجار وقع الاثنين في موقع تاريخي في منطقة مأرب شمال شرقي اليمن".
    انتهى الاقتباس
    فما هو ذنب أولئك الذين قتلتموهم؟! فهل حاربوكم في دينكم أو أخرجوكم من دياركم أو ظاهروا على إخراجكم؟ أفلا تتَّقون الله أخي الكريم؟! ولسوف أُوَجِّه إليكم يا معشر تنظيم القاعدة هذا السؤال وأريد الإجابة عليه بالحَقّ وهو: إذا كنتم حقًّا مجاهدين في سبيل الله فأين كنتم في أيام الحرب على غزة؛ يوم كان يهود تل أبيب يمطرون بالقنابل الفوسفورية المُحرِقة إخوانكم كالمطر فأحرقوا المسلمين في الأرض المُبارَكة وأنتم تشهدون؟ وعند ذلك اختفيتم ولم نسمع عنكم شيئًا ولا حتى تهديدًا أو وعيدًا لليهود كعادتكم بالقول فقط ولا نرى من الفعل شيئًا. فما أشَدّ بأسكم على إخوانكم المسلمين باليمن وبالمملكة العربيّة السعوديّة، ولئن قلتم أنّ الملك عبد الله آل سعود وكذلك الرئيس علي عبد الله أنَّهم يوالون أمريكا فأقول لكم: والله لا أعلم أنَّهُم أولياءٌ لأمريكا، ولكنّي أعلم أنّهم جُبناء يخشون أمريكا وهم لها كارهون، وإنّما يتَّقون شرها، وقال الله تعالى: {لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    و يا رجل، اِتّقوا الله في إخوانكم المُسلمين المُستضعَفين فهم والله جميعًا يكرهون اليهود ومَن والاهم على حرب المؤمنين، ولكن قادة العرب جُبناء؛ بل هم أجبَن قادة في تاريخ ذُريَّة إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام، والدليل على جُبنهم وجُبن تنظيم القاعدة: يوم أعلَن يهود تل أبيب العدوان على غزة فلسطين ولم تُعلن الحرب الدول العربيّة على إسرائيل ولا تنظيم القاعدة، ولكنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ دعا إلى الجهاد المُسلمين جميعًا خفافًا وثقالًا، ولكن للأسف لم أجد من يُلَبّي دعوتي من قادة المسلمين أو تنظيم القاعدة، فانظر إلى بياني بتاريخه التّقنيّ في الإنترنت العالميّة في أيام العدوان على غزة فلسطين، وهو كما يلي:

    اقتباس المشاركة 4233 من موضوع نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلَى كافَّة المُسلِمين للبَيعْة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    08 - مُحرَّم - 1430 هـ
    05 - 01 - 2009 مـ
    01:46 صباحًا
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1433
    ــــــــــــــــــــ


    نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلَى كافَّة المُسلِمين للبَيعْة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..


    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم..

    يا معشر المُسلمين، أُقسم بالله الواحد القهّار الذي يُدرِك الأبصار ولا تُدركه الأبصار؛ الذي خَلَق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلَق الإنسان من صلصالٍ كالفخار، الذي خلق الجَنَّة فوعد بها الأبرار وخلق النَّار فوعد بها الكفار، إنّي أنا المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهر خليفة الله على البشَر، ولم يجعل حُجَّتي عليكم في القَسَم ولا في الاسم ولا في الرُّؤيا في المَنام بل في البيان الحَقّ للذِّكر، فأُعلِّمُكم ما لم تكونوا تعلمون، وأحكُم بين علمائِكم في جميع ما كنتُم فيه تختلفون، فأوَحِّد صفّكم وأجمع شملكم من بعد أن خالفتُم أمر ربّكم وتفرقتم في الدين إلى شيعٍ وأحزابٍ ففشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن، وأنا أعدُكم بإذن الله بأن أحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون يا معشر علماء المسلمين وعدًا غير مكذوب، وإن لم أستطِع فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، فسوف أترك الحُكم لكم، فإن علمتم أنّ ناصر محمد اليمانيّ استطاع أن يحكُم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فقد تبيَّن لكم أنّي الإمام المهدي الحقّ من ربّكم وعلمتم بسِرّ الحِكمة من تواطؤ اسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسمي في اسم أبي
    (ناصر محمد) وذلك لكي يَحمِل الاسم الخَبَر وراية الأمر (ناصر محمد)، وذلك لأنّ الله لم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا؛ بل الإمام الناصر لِما جاءكم به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبذلك تنقضي الحكمة من التواطؤ في اسمي للاسم (محمد)، وجعل الله موضع التوافق في اسمي للاسم (محمد) في اسم أبي، وذلك لكي يحمل اسمي خبري وعنوان أمري (ناصر محمد).

    ولم يجعلني الله مُبتدعًا؛ بل مُتَّبعًا لكتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وناصرًا لِما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأشهد أنّ القرآن من عند الله، وأشهدُ أنّ السُّنّة من عند الله، وأشهدُ أنّ القرآن محفوظٌ من التحريف، وأشهدُ أنّ السُّنّة ليست محفوظةً من التحريف، وأشهدُ أنّ مُحكم القرآن هو الحكم والمَرجِع لِما اختلفتم فيه من أحاديث السنّة النّبويّة، ولو كان الحديث السُّني جاءكم من عند غير الله فسوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا، وبتطبيق هذه القاعدة يستطيع الإمام ناصر محمد اليمانيّ أن يُغَربل الأحاديث النّبويّة فيحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون، وذلك لأنّ محمدًا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم قد أخبركم أنّ القرآن هو المرجع لِما اختلف فيه علماء الحديث، وأنّ ما تشابه مع القرآن فإنّه منه عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بمعنى أنّ الشرط أن لا يُخالف لمُحكَم القرآن العظيم، وليس شرطًا أن يوافق الحديث النّبويّ للقرآن العظيم؛ بل الشرط أن لا يُخالفه في شيء، وعلَّمكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ السُنّة النّبويّة الحقّ من عند الله كما القرآن من عند الله، وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام.

    إذًا يا معشر عُلماء الأمَّة، إنّ السُّنَّة النَّبويَّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، وعليه فإنّي الإمام الحقّ من ربّكم آمركم بالتمسُّك بكتاب الله وسُنَّة نبيّه الحقّ، فإنّهما لا يفترقان فيختلفان في شيء، وما خالف لمُحكَم القرآن من السُّنة فاعتصموا بالقرآن حَبْل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به فلا تتفرَّقوا؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:103].

    ألا وإنَّ الاعتصام بِحَبْل الله القرآن العظيم هو حَبل النَّجاة، ومن زاغ عنه واتَّبَع ما خالف لمُحُكَمه غوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فتخطفه الطَّير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ،
    وأُحذِّركم تحذيرًا كبيرًا بأنّه إذا جاء حديثٌ نبويٌّ في السُّنّة مُخالِفًا لمُحكَم القرآن العظيم أن تعتصموا به وتنبذوا كتاب الله وراء ظهوركم، إذًا فقد استمسكتم بِحَبل الشيطان (خَيْط العنكبوت)، وإنّ أوهن البيوت لَبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون، وليس معنى ذلك أنّي أستمسك بالقرآن وحده تاركًا سُنَّة محمدٍ رسول الله وراء ظهري جميعًا، إذًا فلن تُغنوا عنّي من الله شيئًا، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، وإنّما اعتصمتُ بحبل الله القرآن العظيم فإذا جاء حديثٌ نبويٌّ يُخالف لمُحكَم القرآن العظيم ففي هذا الموضع مَن اعتصم بالقرآن فقد اعتصم بحبل الله ونجا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {
    يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ‎﴿١٧٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    وأنا الإمام الحقّ من ربّكم أدعوكم للاعتصام بكتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وأن لا تتفرَّقوا، فإن جاءكم حديثٌ نبويٌّ مُخالفٌ لمُحكَم القُرآن العظيم فلا تتفرَّقوا فتأخذ طائفةٌ منكم بهذا الحديث المُخالِف لِمُحكَم القرآن العظيم فتهلَك، كلَّا؛ بل اعتصموا جميعًا بالقرآن العظيم وانبذوا ما خالفه وراء ظهوركم لأنّ الحديث النّبويّ الذي يأتي مُخالفًا لمُحكَم القرآن العظيم فإنَّ ذلك الحديث النّبويّ جاءكم من عند غير الله وتبيَّن لَكُم أنّه حديث مُفترًى، وذلك لأنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - علّمكم أنّ السُّنَّة من عند الله كما القرآن من عند الله، وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا وإنِّي أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام.

    ولكن القرآن محفوظٌ من التحريف، وأمَّا الأحاديث النّبويّة ليست محفوظة من التحريف، ولذلك جعل الله القرآن هو المَرجِع لِما اختلف فيه علماء الحديث وعلَّمكم أنّ هذا الحديث النَّبويّ إذا كان مِن عند غير الله فإنَّكم حتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِى تَقُولُ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ‎﴿٨١﴾‏ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    وبَيان قوله تعالى:
    فَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا ‎﴿٨٢﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء]؛ يقصد التَدَبُّر في مُحكَم القرآن لكشف الحديث المدسوس: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [سورة النساء:81].

    وعلّمكم أنّ هذا الحديث النّبويّ في السُّنَّة إذا كان من عند غير الله فإنَّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا.

    وعلى كُلّ حالٍ، لقد أضعتم الوقت يا معشر علماء الأمّة على مدار أربع سنوات وأنا أدعوكم إلى طاولة الحوار العالمية
    (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، ولا أستطيع الصبر والانتظار حتى اكتمال الحوار واقتناعكم بشأني؛ بل إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّي أدعوكم يا معشر كافة الأُمَّة الإسلاميّة خِفافًا وثِقالًا إلى القتال في سبيل الله لتحرير المَسجِد الأقصى وإنقاذ إخوانكم المُسلمين في فلسطين من اليهود المُعتَدين الذين يُتَبِّرون ما علَوا تتبيرًا بطيرانهم الحربيّ في سماء شعبٍ أعزلٍ من السلاح، ألا لعنة الله على المجرمين؛ وظهوري يكون في المسجد الحرام إذا اعترفتم أنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولَكِنَّكم لم تعترفوا بعد، وأنا مجبرٌ على الظهور في أيّ مكانٍ أشاء بإذن الله إذا أجبتم الدعوة للقتال في سبيل الله لإنقاذ إخوانكم الرُّكَّع والأطفال الرُّضَّع حَول المسجد الأقصى فإنّهم يستغيثون بِكُم فَلَم تغيثوهم! فهل استجبنتم كجبن قاداتكم وجُبن الجُبناء من علمائكم إلا من رحِم رَبّي؟ والله إنّ اليهود سوف يُبيدون شَعبًا بأسره فلا يرقبوا في مؤمنٍ إلًّا ولا ذِمَّة كما علّمكم الله بذلك في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا۟ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا۟ فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} صدق الله العظيم [سورة التوبة:8].

    وإني أُشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّي أدعو أُمَّة الإسلام إلى النَّفير للقتال في سبيل الله خِفافًا وثِقالًا، وقد بعثني الله (لأقودكم للقتال في سبيل الله وزادني بسطةً في العِلم عليكم) خليفةً عدلًا وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهَزل.

    ويا أُمَّة الإسلام استجيبوا لِما يُحييكم، فإنِّي أدعوكم للقتال في سبيل الله إنْ كُنتم تؤمنون بالله واليوم الآخِر، فبايعوني على القتال، وتوَجَّهوا إلى موقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ بالإنترنت العالمية وادخلوا قسم البيعة بالحقّ للمبايعة، ولا يجوز لَكُم الكذب علينا؛ فلا يُبايعنا إلَّا من باع نفسه لله ربّ العالمين؛ فقد اشتراكم الله وعَرَض لَكُم الثَّمَن، ومَن أراد الثَّمَن جنَّة النّعيم ورضوان الله فله ذلك، ومَن أراد الثّمن حُبّ الله وقربه ورضوان نفسه فذلك هو النَّعيم الأعظم ولذلك خَلَقَكُم؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    وأمَّا الجَنَّة فهل خلقها الله إلَّا من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى؟ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    ويا أمّة الإسلام، إنّي أنا الإمام الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى القتال في سبيل الله، وأُقسم بالله العليّ العظيم أن تَخَلُّفكم في دياركم فلا تذهبون للقتال في سبيل الله أنَّ ذلك لا يؤَخِّر من أعماركم شيئًا، وأنّه لو كُتِب على أحدكم القَتْل في سبيل الله ثم تخلَّف في داره بأنه سوف يموت على فراشه في نفس اللحظة بالسَّاعة والدقيقة والثانية؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:154].

    إذاً يا أُمَّة الإسلام أيّهما خيرُ ميتَةٍ؛ في سبيل الله أم في نفس اللحظة تموت على فراشك في دارك؟! بل الحياة هي الموت في سبيل الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ لِإِخْوَٰنِهِمْ وَقَعَدُوا۟ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا۟ قُلْ فَٱدْرَءُوا۟ عَنْ أَنفُسِكُمُ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿١٦٨﴾‏ وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتَۢا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    أولئك يجعلهم الله ملائكةً من البشر من المُقُرَّبين فيُزوِّجهم بحورٍ عِين ويُدخلهم في جنات النَّعيم. فَمَن باع نفسه لله فليُبايع الإمام ناصر محمد اليمانيّ على القتال في سبيل الله لتحرير المسجد الأقصى وتحرير المظلومين مِن حوله من إخوانكم المُسلمين وأنتم على ما يفعلون بهم شهود، أفلا تتَّقون؟! فانفِروا في سبيل الله ولا تقولوا ما لا تفعلون ليس إلَّا بالاستنكار فيمقتكم الله أن لا تنهوا عن المُنكَر بالفِعْل بالقتال في سبيل الله؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    كَبُرَ مَقْتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُوا۟ مَا لَا تَفْعَلُونَ ‎﴿٣﴾‏ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَٰنٌ مَّرْصُوصٌ ‎﴿٤﴾‏}
    صدق الله العظيم [سورة الصف].

    فهَيَّا بايعوني يا أُمَّة الإسلام على موقعي في قِسْم البَيعة:
    https://nasser-alyamani.org/forumdisplay.php?f=20

    والذي لا يعرف الكتابة فليصطحب معه شخصًا آخر يكتب له بيعته في قسم البيعة، ولا يجوز لَكُم مُخادعة إمامكم، فلا يكتبوا بيعة جنديٍّ واحدٍ بيعة غير حقيقية، وذلك حتى أعلم كَم قَدْر الجنود للنَّفير في سبيل الله وقدر استعدادهم للقتال في سبيل الله، ومن ثم يتمّ إبلاغهم للحضور إلى منطقة الظهور التي سوف أُحَدّدها لَهُم في الوقت المعلوم والمكان المَرقوم وقدره المَحتوم.

    وعليكم يا معشَر الأنصار السابقين الأخيار أن تُبَلِّغوا هذا البيان إلى أُمَّة الإسلام ليعلموا أنّي أدعو المسلمين إلى القتال في سبيل الله فيكون الإمام ناصر محمد اليمانيّ في النسق الأول للمعركة وليس في قصرٍ مَشيد والله على ما أقول وكيلٌ وشهيدٌ وأذَكِّر بالقرآن مَن يخاف وَعيد.

    فإلى البَيعْة على القِتال في سبيل الله إن كُنتم مُؤمنين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْد لله رَبّ العالَمين..
    الدَّاعي إلى الصِّراط المُستَقيم وإلى الجهاد في سَبيل العَزيز الحَكيم؛ الإمام ناصِر مُحَمَّد اليَمانيّ.
    ______

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ومن ثمّ أتبعناه ببيانٍ آخر وهو كما يلي :

    اقتباس المشاركة 4234 من موضوع نِداءُ الإمامِ المَهديّ إلَى كافَّة المُسلِمين للبَيعْة للقِتالِ خِفَافًا وثِقَالًا ..

    - 2 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    09 - مُحرَّم - 1430 هـ
    05 - 01 - 2009 مـ
    09:55 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1434
    ــــــــــــــــــ


    إن لم تَفعلوا ما تُؤمَرون - بالقتال في سَبيل الله - فاعلَموا أنَّكم لَستُم مِن أحبَابِ الله وأوليائهِ المُخلصين ..


    أعوذُ بالله السَّميع العَليم مِن الشيطان الرَّجيم بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم:
    {وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ‎﴿٦٠﴾} [سورة الأنفال].

    {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلْـَٔاخِرَةِ فَمَا مَتَٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ‎﴿٣٨﴾‏ إِلَّا تَنفِرُوا۟ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْـًٔا وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿٣٩﴾} [سورة التوبة].

    {فَلْيُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلْـَٔاخِرَةِ وَمَن يُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿٧٤﴾‏} [سورة النساء].

    {ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓا۟ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا ‎﴿٧٦﴾‏}
    [سورة النساء].

    {وَقَٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ فَإِنِ ٱنتَهَوْا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‎﴿٣٩﴾}
    صدق الله العظيم [سورة الأنفال].


    من الإمام المَهديّ إلى قادة العَرب وعلمائهم، ما خطبكم لا تستجيبون لدعوة الله في مُحكَم كتابه إلى قتال أعدائكم الذين يُدَمِّرون ديار إخوانكم فوق رؤوسهم تدميرًا وأنتم تنظرون؟! وهنا أصبح القِتال في سبيل الله فرضًا جبريًّا على كُلّ قادرٍ من المُسلمين على حَمل السلاح وأمرًا مُحكَمًا من رَبّ العالمين على المؤمنين، وإن لم تفعلوا ما تؤمرون - بالقتال في سبيل الله - فاعلموا أنَّكم لستُم من أحباب الله وأوليائه المُخلصين، فإن قُلتم: "بل نحن أحباب الله وأولياؤه". فمن ثمّ أردّ عليكم بقوله تعالى:
    {فَتَمَنَّوُا۟ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ ‎﴿٩٤﴾‏ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿٩٥﴾‏ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوا۟ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِۦ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعْمَلُونَ ‎﴿٩٦﴾‏}‏ صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    فما هي حُجَّتكم بعدم النَّفير في سبيل الله وقِتال اليهود؟ فإن قُلتم: "إننا لا نخشى اليهود ولكنَّنا نخشى أمريكا أُمّ اليهود وأباهم". ومن ثم أردّ عليكم بالحقّ وأقول لكم: إن كنتم ترون أنَّهم أشد بأسًا من الله فَلَكُم الحقّ أن تخشوهم، وقال الله تعالى:
    {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِى وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِى عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ‎﴿١٥٠﴾‏ كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا۟ تَعْلَمُونَ ‎﴿١٥١﴾‏ فَٱذْكُرُونِىٓ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لِى وَلَا تَكْفُرُونِ ‎﴿١٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    وأُذَكِّركم بالسلف الصالح من قبلكم في عصر التنزيل، كانت اليهود تخشاهم أشَدّ مِن خشيتهم مِن الله، ذلك بأنّهم قوم لا يفقهون؛ تصديقًا لقوله تعالى:
    {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِى صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ‎﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الحشر].

    ولكنّي أرى عُلماء المُسلمين وقاداتهم اليوم أنّ اليهود أشَدّ رهبةً في صُدورهم مِن الله! ذلك لأنّهم قومٌ لا يفقهون؛ إلَّا مَن رِحم ربّي واستجاب لدعوة الإمام المهديّ إلى قتال اليهود المُعتدين، وإن قُلتم: "أين المهدي؟". لقُلت لكم: اعترفوا بالحقّ فأظهَر لَكُم في عشيةٍ أو ضحاها،
    واعلموا أنّه بعد الظهور لن أؤَخِّر النَّفير أكثر مِن ثمانية وأربعين ساعة، فليس قلبي ميتًا؛ إنّه حيٌّ، و قلبُ الإمام الحيّ يتألَّم، وما لجُرح الميت آلام، ولن أرجو من اليهود السَّلام حتى يخرجوا من ديار إخواني ويعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، ونحن الأعلون وفوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالَمين، فاتَّبعوا الناصر لِما جاء به مُحَمَّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (الإمام ناصر محمد اليماني)، ولا يتَّبِعني إلَّا مَن يتمَنَّى الموت؛ لأن الموت تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلْيُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلْـَٔاخِرَةِ وَمَن يُقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ‎﴿٧٤﴾‏} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ذلك لأن الموت هو الحياة؛ تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتَۢا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ‎﴿١٦٩﴾‏}
    صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ومَن يرى أنّه يُحِبّ الحياة الدُّنيا ويكره الموت في سبيل الله فليعلم أنّ الله كرِه لقاءه وصَرف قلبه بما قدّمت يداه فيؤتيه مِن الدُّنيا ما يشاء ليزداد إثمًا، ولن يُزحزحه من العذاب لو تعمَّر ألف سنةٍ ولا يزداد فيها إلَّا إثمًا وليس له في الآخرة إلَّا النار وبِئْس القرار.

    ويا معشر علماء الأمّة وقاداتهم، إنّي أدعوكم للقتال في سبيل الله والاعتراف بشأني لِأظهَر لَكُم فأقودكم كما أمر الله وأُقاتل في سبيل الله كما أمَر الله، ولا أُقاتل الذين لا يقاتلوني مِن الكافرين؛ بل أحسن إليهم وأُقسط بالعَدل فلا إكراه في الدِّين، فلم يأمرني الله أن أُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين، وإن قام أحَد المؤمنين بقتل أحد الكافرين لأنّهُ كافرٌ فسوف أقطع عُنقه حتى ولو كان أخي ابن أُمي وأبي، فإن لم أفعل فلن تغنوا عنّي من الله شيئًا؛ إلَّا أن يعفوا أولياء القَتيل، وقد جعل الله لَهُم سلطانًا، ومَن أخذ بالثأر من غير القاتل تصديقًا للمثل اليمني الشيطاني: (إن لفيت الغريم ولا ابن عمه) فسوف أقطع عنقه وعُنق القاتل إلَّا أن يعفوا أولياؤهم عن بعضهم بعض، فقد استهنتم بِقتل النَّفس وهي أعظم حُرمة عند الله من حُرمة المسجد الحرام.

    ويا معشر قادة العَرب والمُسلمين وعلمائِهم وكافة المُسلمين، إنّي أُشهد الله أنّي أدعوكم للقتال في سبيل الله والاعتراف بقيادتي عليكم لأقودكم في سبيل الله، وبُرهان اصطفائي - من ربّي - قائدًا لَكُم هو أنّكم سوف تجدون أنّ الله حقًّا قد زادني عليكم بسطةً في العِلم بالبيان الحقّ للقرآن، وإن لَم تجدوا هذا البرهان فلا حُجَّة لي عليكم لئن لم أُخرِس ألسنتكم بعلمٍ هو أهدى من علمكم وأقوم قِيلًا وأحسَن تأويلًا. فاتّخذوني خليلًا، ولا تتَّخذوا الشيطان؛ إن الشيطان كان للإنسان خذولًا، فإن تولَّيتم؛ فتوكَّلت على الله وكفى بالله وكيلًا، ولن تجدوا لَكُم من بأس الله صَرفًا ولا تحويلًا لئن قلتم: "اذهب أنت وربك فقاتلا فإنّ فيها قومًا جبَّارين". فسوف تعلمون ما يصنعُ بهم الله وبكم، واتَّقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً واعلموا أنّ الله شديدُ العقاب، وأُحَذِّركم كوكب العذاب سِجّيل والذي أهلك الله بحجارةٍ منه أصحاب الفيل عن طريق طيرٍ أبابيل، فأين تذهبون؟ فلا خِيار لَكُم! إمَّا أن تستجيبوا فتعترفوا بالحقّ ولا تخشون أحدًا إلَّا الله، فإنَّا فوقهم قاهرون بإذن الله رَبّ العالَمين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربّ العالمين..
    الدَّاعي إلى الجهاد؛ الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    وتجد هذه البيانات على هذا الرَّابط :
    (
    نِداء الإمام المَهديّ إلى كافَّة المُسلِمين للبيعة للقِتال خِفافًا وثِقالًا ..)
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1189

    ويا معشر تنظيم القاعدة، هَيا أرونا عملياتٍ في الذين يحاربوننا في ديننا وليس في سُيَّاحٍ أبرياءَ أو في المُسلمين المُستضعفين، ما لَكُم كيف تحكمون؟ فأيّ جهادٍ ضدّ المسلمين؟! أفلا تعقلون؟! بل جاهِدوا أعداء الدين والمُسلمين إن كنتم صادقين، فلم نرَ أنّكم تحاربونهم، فهل أنتم أولياؤهم؟! فما خطبكم وماذا دهاكم تقاتلون إخوانكم المسلمين؟! ولكن الجهاد هو ضدّ الكافرين الذين يحاربون الإسلام والمُسلمين، ما لَكُم كيف تحكمون؟! فاتّقوا الله.

    ولا نزال ندعو زعيمكم الشيخ أسامة بن لادن للحوار في موقع المهديّ المنتظَر الحرّ (الإمام ناصر محمد اليمانيّ) حتى أُقنعه فيتّبعني أو يُقنعني فأتّبعه، وسُلطان العِلْم هو الحكم من رَبّ العالَمين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم في الدين الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________________




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  4. المَزيدُ مِن التّفصيلِ في ناموسِ الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ إلى المُوَحِّد ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    18 - ربيع الأول - 1431 هـ
    04 - 03 - 2010 مـ
    08:45 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=277
    ــــــــــــــــــــ


    المَزيدُ مِن التّفصيلِ في ناموسِ الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ إلى المُوَحِّد ..


    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين جدّي محمدٍ رسول الله وآله الطاهرين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين..

    ويا أيّها المُوَحِّد اتَّقِ الله ولا تأخذك العِزَّة بالإثم، ولا تُغالط بالانتقال إلى موضوعٍ آخرٍ مِن قَبْل أن نخرج بنتيجةٍ في ناموس الجهاد في سبيل الله، فهو مِن أهَم المواضيع للحوار بين المهديّ المنتظَر وجماعات الجهاد في العالَمين، وسبقت فتوانا آياتٌ مُحكماتٌ بَيِّناتٌ لعالِمكم وجاهلكم أنّ الجهاد ينقسم إلى قسمين اثنين:

    جهاد بالدّعوة إلى الله : وهذا النّوع من الجهاد في سبيل الله بالدعوة إليه لا إكراه فيه، تصديقًا لفتوى الله في مُحكَم كتابه: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولم يأمرنا الله أن نستخدم السَّيف فنضعه على رقاب النَّاس حتى يكونوا مؤمنين، لأنّه لن يتقبَّل منهم عبادتهم لو عبدوا الله وهم كارهون، فلن يقبل الله صلاتهم ولا زكاتهم ولا صومهم ولا حَجّهم لو أكرهناهم أن يؤمنوا بالله ويُصَلّوا لله وهم صاغرون ويصوموا لله وهم صاغرون ويحجّوا لله وهم صاغرون؛ فلن يتقبّل الله منهم عبادتهم لربّهم كرهًا، أفلا تتَّقون؟! بل أمرنا الله أن نجاهد في سبيل الله بالدّعوة إلى الله بمنطق الإقناع ونجاهدهم بالقرآن جهادًا كبيرًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    وندعو الكافرين إلى الله على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].

    فانظروا يا أتباع محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الفتوى الحقّ: {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} صدق الله العظيم. فإن كنتم يا معشَر تنظيم القاعدة من أتباع محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فَلِمَ لم تدعوا النَّاس إلى الله على بصيرةٍ من ربّكم وتجاهدون العالَمين بمُحكَم القرآن العظيم جهادًا كبيرًا بإسلوب الإقناع بالعلم والمنطق وبالحكمة والموعظة الحسنة تنفيذًا لأمر الله في مُحكَم كتابه: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} صدق الله العظيم [سورة النحل:125]؟ فهل ترون الانتحار في أسواق البشر وسفك دمائهم هي الدّعوة إلى الله بالتي هي أحسن؟! ما لَكُم كيف تحكمون؟

    ولربّما يودّ أن يقاطعني المُوحّد فيقول: "إنّنا لا نُفجِّر في أسواق الكفر الذين لم يحاربوا تنظيم القاعدة، وإنّما نفجّر في أسواق الدول التي تحارب المُسلمين"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليمانيّ وأقول: وهل تفجيركم قط قتَلَ مسؤولًا من صُنّاع القرار الذين يحاربون الإسلام والمُسلمين أو في كتائب جيوشهم الذين يُحاربونكم؟ بل تقومون بقتل مواطنين أبرياء في تلك الدول وليسوا من صُنَّاع القرار ولا دخل لهم بسياسات حكوماتهم، أفلا تتَّقون؟! وإن قلتم: "بل إنّهم ينتمون إلى تلك الدول"، ومن ثم أقول لكم: وهل ترون أنّ الله أحَلّ لكم أن تقتلوا ابن القاتل بسبب أنّ أباه قام بقتل أحدكم، أو تقوموا بقتل أبِ القاتل بسبب أنّ ولده قتل أحدكم؟! سبحان ربّي الذي حرَّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده مُحَرَّمًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:164].

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:33].

    بل حرَّم الله قَتْل النَّفس إلَّا بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:33].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني المُوَحِّد فيقول: "ولكنّنا أُجبِرنا على أن يكون هُناك ضحايا أبرياء مِن أجل تنفيذ الهدف المَقصود"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: إن كنتم تحسبون قتل نفسٍ واحدةٍ بغير الحقّ هَيِّنًا عليكم ولكنّهُ عند الله عظيم، ولذلك ضاعَف الله وِزر مَن قتل نفسًا بغير الحقّ في مُحكَم كتابه (وكأنّما قتل الناس جميعًا) تصديقًا لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    أفلا تعلمون يا معشر تنظيم القاعدة ناموس الحِساب للسَّيئات في الكتاب: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    ولكن الله استثنى سيئةً واحدةً وحسنةً واحدةً فجعلهُنّ سواءً في الميزان في الوِزر أو الأجر، وذلك لِمَن قتل نفسًا بغير نفسٍ وقتل غير القاتل أو قَتَل فسادًا في الأرض؛ فَحُكمها في مُحكم كتاب الله في الوِزر:
    {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    وكذلك من أحياها بالعفو عن القاتل فأجرَها في الكتاب:
    {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة المائدة:32].

    فاتَّقوا الله واعلموا أنَّما بَعَث الله مُحَمَّدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رحمةً للعالَمين، ولو جعله الله فَظًّا غليظَ القلب لانفضُّوا مِن حوله ولَما صدَّقه أحدٌ من النَّاس أجمعين، فكيف تريدون أن تهدوا النَّاس بالقَتل وسفك دمائهم؟ ولا ننهاكم عن حَرْب أمريكا ومَن والاها حتى يَكفُّوا عن حرب المُسلمين، ولَكِنّ الله لم يأذن لَكُم أن تقتلوا مواطنًا أمريكيًا لم يُقاتلكم وليس من صُنَّاع القرار في الحَرْب على الإسلام وليس جُنديًّا من جنود الجيش الأمريكي الذين يقاتلونكم؛ فلم يحِل الله لَكُم قَتل مَن لم يُقاتلكم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكنّكم تقتلون أُناسًا أبرياء فأصبحتم من المُعتَدين، ولذلك فإنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أُحَذِّر تنظيم القاعدة وزعيمهم أُسامة بن لادن من عذابٍ شديدٍ، ونهاهم الله عن طريقة جهادهم، فطريقتهم الجهاديّة بالانتحار والتَّفجير على الكفار الأبرياء قد ضرَّت الدين ضررًا عظيمًا وخَدَمت أعداء الدين والمسلمين فيقولون: "أفلا ترون أنّ المسلمين إرهابيِّون؟" ومن ثم يُصَدِّق الذين لا يعلمون أنّ المُسلمين إرهابيّون يقتلون البشر بغير الحقّ فأصبح ما تفعلون هو برهانًا لسعي اليهود الذين يُشَهِّرون بالإسلام في نظر العالَمين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، أفلا تعترفون أنَّكم أضرَرْتم الدين أكثر من نفعه؟ ولكنّ الله لم يأمرنا أن نُرهب الكفار؛ بل أمرنا الله أن نُرهِب أعداء الدين والمُسلمين الذين يحاربوننا في ديننا ويريدون أن يطفِئوا نور الله ويتربَّصون بِنا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    أم ترون أنّ الله قال (تُرهِبون به الكفار من الناس)؟ بل (عدو الله) من الكافرين الذين يحاربونكم في دينكم؛ قال الله تعالى: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّنا نحن المُسلمون لم يأمرنا الله أن نُعلن العداوة والبغضاء إلَّا على مَن يشاقِق الله ورسوله ويُحارِب الإسلام والمُسلمين فسوف يجدنا أشدَّ بأسًا وأشدَّ تنكيلاً نحنُ وملائكة الرَّحمن أولياؤنا؛ تصديقًا لقول الله في كلّ زمانٍ ومكانٍ: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴿١٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١٣﴾ ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴿١٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ﴿١٥﴾ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٦﴾ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٧﴾ ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴿١٨﴾ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٩﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    ويا أخي الكريم المُوَحِّد، لا ينبغي لَكُم أن تأخذكم العِزَّة بالإثم إن تَبَيَّن لكُم أنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، واتَّقوا الله، وأقسمُ لَكُم وللعالَمين بربّ العالَمين أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وأنّي لم أصطفِ نفسي بنفسي؛ بل الله من اصطفاني وزادني بسطةً في العلم على كافة علماء المُسلمين والنَّصارى واليهود، وأدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّي وهي ذاتها بصيرة جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك واطأ الاسم الخبر (ناصر محمد)، واعلموا أنّكم إذا أعرضتم عن دعوتي فإنّ الله مُظهر خليفته في ليلةٍ عليكم وعلى العالَمين أجمعين بآية العذاب الأليم، وإنّي لمرتقبٌ لئن كذّبتم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الدخان].

    وتلك آيةُ التَّصديق بالعذاب تغشَى قُرى النَّاس جميعًّا (مُسلمهم والكافر) المُعرِضين عن كتاب الله القرآن؛ الذين رفضوا أن يبتغوا إلى ربّهم الوسيلة أيُّهم أقرب، فلا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهُم مُشركون به الطاغوت أو عباده المُقَرَّبين فيذرون الله حصريًّا لهم مِن دون الصالحين؛ فيعتقدون أنّه لا يحقّ لهم منافستهم إلى ربّهم كما يعتقد المسلمون أنّه لا يحقّ لهم منافسة الأنبياء إلى الله أيُّهم أقرَب، ولذلك أُبَشِّرهم والكافرين بعذابٍ أليمٍ، وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    اللهم قد بَلَّغت، اللهم فاشهَد..

    فَبَلِّغوا عني يا معشر الأنصار السابقين الأخيار الليل والنهار فلا تهِنوا ولا تستكينوا، وكونوا رَبانيّين مُخلصين لله ربّ العالمين لا تشركون به شيئاً، وقد جاء وعد الله للمُخلصين لربّهم بالحقّ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النور].

    وجاءت الخلافة العالميّة الراشدة فأمرني الله أن أعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى وكأنّكم في عصر مُحَّمّدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن اتّبعتم الدَّاعي إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواء تنظيم القاعدة، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواء السُّنَّة والجماعة، وما كان للحقّ أن يَتَّبِع أهواء الشيعة، وما كان للحقّ أن يَتَّبِع أهواء قومٍ فَرَّقوا دينهم شِيعًا كَما فعل أهل الكتاب من قبلهم، فلستُ منكم جميعًا في شيءٍ حتى تقيموا هذا القرآن العظيم الذي بين أيديكم (المحفوظ من التَّحريف)؛ حُجَّة الله على النَّاس أجمعين إلى يوم الدين، فإن لم تطيعوا فأين تذهبون من عذاب الله الشَّديد للمُعرِضين عن ذِكر ربّهم المحفوظ من التَّحريف؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير].

    ويا أيّها المُوحّد، فهل تستطيع أن تطعَن ولو في سلطانٍ واحدٍ من البيان المُبيِن بالحقّ فتقول أنّ ناصر محمد اليمانيّ فسَّره على هواه؟ فإنّك لن تستطيع، وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّني لست كمثلكم يا علماء المسلمين أُفسِّر القرآن بالرأي والاجتهاد والقياس وأعوذُ بالله أن أحرِّف كلام الله عن مواضعه المقصودة؛ بل آتيكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن، فنجعل السُّلطان آياتٍ مُحكماتٍ بَيِّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لعالمكم وجاهلكم؛ قُرآنًا عربيًّا مُبينًا لعلكم تعقلون، فلا أُحاجّكم في شيءٍ بكلامي ورأيي اجتهادًا منّي؛ بل بآياتٍ بيّناتٍ إلَّا إذا كنت لا تَرَاهُنّ ببَيِّناتٍ فأتِ بالبيان الأحَقّ من بيان ناصر محمد اليمانيّ و أصدق قيلًا وأهدى سبيلًا إن كنت من الصادقين، فإن لم تفعل ولن تفعل فاتَّق الله، وأبلغ زعيمكم أسامة بن لادن أنّنا ننتظره للحوار فإنّه لنبأٌ عظيمٌ أنتم عنه مُعرِضون يا معشر المُسلمين فاتَّقوا الله، وأنذركم بالفرار مِن الله إلى الله إنّي لكم منه نَذيرٌ مُبينٌ من بأس الله من كوكب العذاب في هذه الأُمَّة ولعنة الله على الكاذبين، ومن أظلمُ مِمَّن افترى على الله كذبًا؟

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  5. إنّي لَقادِرٌ على أن آتيك بالبيانِ لِكُلِّ آيةٍ تُحاجِّني بها ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=279
    ____________



    إنّي لَقادِرٌ على أن آتيك بالبيانِ لِكُلِّ آيةٍ تُحاجِّني بها ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    فاسمع يا هذا، وهل ما كان قصدك إلَّا: "تنسخ من القرآن وأنت لا تفقه من البيان شيئًا"؟ وإنّي لقادرٌ على أن آتيك بالبيان لِكُلِّ آيةٍ تُحاجّني بها، ولَكِنَّها في مواضيع أخرى وأنا لا أريد أن نخرج عن موضوع الحوار الذي نحن بصدده، ونريد منك أن تأتينا بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    وإنَّما أضرب لك مثلًا في تحسّرك على أبويك وأولادك لو رأيتهم يصطرخون في نار جهنَّم، ومن ثمّ أفتيتُك أنّه لا يحقّ لك أن تتجرّأ لتشفع لهم بين يدي ربّك لأنّك لست بأرحم بهم من الله أرحم الراحمين، ومن ثم عَلَّمتك أن تقول: "يا رب، فإذا كانت هذه حسرتي على أولادي فكيف بحسرة مَن هو أرحم بهم من أبيهم؛ الله أرحم الراحمين؟" ومن ثم تسعى لهدف هُدى الأُمَّة فتصبر على أذاهم حتى يهديهم الله فيجعل النَّاس أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ بإذن الله رَبّ العالمين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة يونس:99]، ومن ثم يتحقق النّعيم الأعظم، وما ذلك على الله بعزيز.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالَمين ..
    الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  6. - 6 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - ربيع الأول - 1431 هـ
    18 - 02 - 2010 مـ
    10:45 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=375
    ـــــــــــــــــــ


    رَدُّ الإمامِ المَهديِّ إلى المُوَحِّدِ ..


    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جَدّي مُحَمَّد رسول الله وآله الأطهار والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وسلام الله على كُلِّ مُوَحِّدٍ لا يُشرك بالله شيئًا، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالَمين..

    ويا أيّها المُوحّد، وحِّدْ ربّك ولا تُحَرِّف كلامه عَن مواضعه المَقصودة في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿١٠٨﴾ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    وفي هذه الآيات يتكَلَّم الله عن المَسجد النَّبويّ ومَسجد ضرار الذي بَناه المُنافِقون كَما بيَّن الله حكمتهم الخبيثة من ذلك المسجد في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿١٠٨﴾ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم.

    فانظُر لقول الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم، فهو يتكلم عن مَسجد الرَّسول الذي أسَّس بنيانه على التقوى، فهل هو خير أم مسجد ضرار؟ ولذلك قال الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم.

    والذي غرّكم هو قول الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٩﴾}، وكافة علماء الأُمَّة يعلمون ما هو المقصود بقوله تعالى: {أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} فما هو الجُرف؟ فهل هو شارع كما تزعمون؟ فإذا كان شارعًا، فما هو الشفا الذي أُسِّس البنيان عليه إن كنتم صادقين؟ فلمَ تُحرِّفون الكَلِم عن مواضعه؟! وأنتم تعلمون أنّه يقصد بالجُرف: وهو تجويف يأتي في الجبال ليُكَوِّن أكنانًا من المطر، والجرف دائمًا يأتي هشًّا وغير صلبٍ ولن يتحمل أيّ بنيانٍ على شفاه، فتصوّروا لو أنّ أحدكم يقيم له بنيانًا على شفا جرفٍ هارٍ فحتمًا ينهار الجرف فينهار البنيان نظرًا لأنّ بنيانه ليس له أساسًا قويًّا صَلبًا؛ بل أساسه شفا جرفٍ هارٍ فحتمًا ينهار، فلماذا تحرِّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة ليوافق هواكم؟ أفلا تتَّقون؟!

    وأمّا أسامة بن لادن، فأنا أعلم أنّه لم يَمُت ولن يموت حتى يبايع الإمام المهديّ إلا أن يشاء ربّي شيئًا، ولسوف يعلم أنّ راية الإمام ناصر محمد اليمانيّ هي حقًّا أهدى الرايات إلَّا أن يشاء ربّي شيئًا.

    وأمّا الجهاد في سبيل الله، فإنّي أراك وكأنّك تفتي بقتل الكافر بحُجّة كفره! فتصوَّر يا رجل لو أنّك أجبرته على الإيمان بالصَّلاة فهل سوف يتقبَّل الله صلاته وهو كارهٌ ما لم يكن من الخاشعين لله في صلاتهم فلا يراؤون فيها أحدًا ولا يدعون مع الله أحدًا؟ ومن ثم يتقبّل الله صلاتهم إذا كانت من خالص قلوبهم؛ إذًا لا إكراه في دين الله ربّ العالَمين.

    وأما الجهاد في سبيل الله، فقد أذِن الله به للدفاع عن أنفسنا وإخواننا ولم ينهَ الإمام المهديّ عن الجهاد ضدّ أي مُحتلٍ لأرض وديار المؤمنين، وإنّما ننهى عن الاعتداء على الكافرين الذين لم يعتدوا عليكم؛ أن تتَّقوا الله وتبرّوهم وتقسطوا إليهم فتعاملونهم معاملة الدين ليعلموا كيف أخلاق المسلمين ودينهم، وأنّه يوصي بالرحمة بالكافر والمؤمنين والعدل بينهم والقسط؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الممتحنة].

    فمَن أمركم بقتل كافرٍ بحجَّة كفره؟! أفلا تتّقون؟ بل قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ عند الله وكأنّما قتل النَّاس جميعًا، أفلا تعقلون؟! فنحن نريد أن نبيّن للكافرين دين الإسلام أنّه دين الرَّحمة للعالَمين وندعو النَّاس بالحكمة والموعظة الحسنة - كما أمرنا الله - إلَّا مَن اعتدى علينا وأراد أن يمنع دعوتنا للعالَمين فسوف يجدنا أشَدّ بأسًا وأشدّ تنكيلًا ولن يجد فينا اللّيونة؛ بل سوف يجد قلوبنا غلاظًا شِدادًا لا نعصي الله ما أمرنا بقتال مَن يُقاتِلنا في ديننا أو يخرجنا أو إخواننا من أرضهم وديارهم فكان حقًّا علينا الدفاع عن ديننا وأرضنا وعرضنا وأموالنا حقًّا مفروضًا، وإنّما نهانا الله أن نعتدي على النَّاس بِحُجَّة كفرهم؛ فلا إكراه في الدين تصديقًا لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولَكن الجهاد له أسسٌ في الكتاب لم تفقهوها فاستغَلّ أعداء الله جهلكم عن أُسس الجهاد ليشوّهوا بدين الله في العالَمين بأنّه يأمُر المسلم بقتل الكافر بحجَّة كفره حتى كَرِه الكُفار الذين لا يعلمون حقيقة هذا الدين الذي بعث الله به محمدًا - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رحمةً للعالَمين وليس ليسفك دماءهم أو يؤمنون كرهًا، فاتّقوا الله في أنفسكم وفي أمّتكم وكونوا خير أُمَّةٍ للعالَمين، واعملوا على رَفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان سواء يكون مُسلمًا أم كافرًا، أم تظنون أنّ المهديّ المنتظَر لن يأمر بمعروفٍ وينهى عن المُنكَر من بعد التَّمكين؟ هيهات هيهات! بل إذا مكّنني الله في الأرض فسوف آمر بالمعروف وأنهى عن المُنكَر وأقيم حدود الله بإذن الله وهي التي تمنع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ولكنّي لا أُكرِه النَّاس أن يكونوا مؤمنين، فما خطبكم لا تفقهون حديثًا؟!

    ويا أُسامة بن لادن ومَن معه، إنّي المهديّ المنتظَر أدعوكم جميعًا إلى السَّلام العالميّ بين شعوب البشر إلَّا على مَن اعتدى عليكم أو على إخوانكم فلا سلام بيننا وبين مَن يعتدي علينا أو على ديننا أو على إخواننا، ولن نقتل كافرًا أبدًا بحُجَّة كفره لو تؤتونَنا ملكوت كلّ شيءٍ - لو تستطيعون - لَما فتنَنا ذلك شيئًا عن الأمر الحقّ من ربّ العالمين ونسأل الله التثبيت لقلوبنا، فاتّبعوني أهدِكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى طريق العزيز الحميد الحقّ وما ينبغي للحقّ من ربّكم أن يتّبع أهواءكم يا أسامة بن لادن وطائفته، وما ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواء الشيعة ولا السُّنة ولا أيّ من الفرق الإسلاميّة؛ بل جعلني الله حكَمًا بينَكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون فنُوحِّد صفَّكم ونجمع شملَكم لصدِّ الفتنة الكبرى للمسيح الكذاب وأُعَلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، اتّقوا الله، ألستم على كلمةٍ واحدةٍ (لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا معبود سواه في خلقه)؟ فلماذا تفرِّقون دينَكم شِيعًا يا أمّة الإسلام؟! إنّما بعث الله الإمام المهديّ ليهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، وأما ما يتَّهمَني به صاحب السعادة أنّي أجيب بإجابةٍ مُطَوَّلةٍ لكي نضيع السؤال! فليتّقِ الله ربّ العالمين؛ بل لو تدبّر في البيان لوجدني أجبت عن السؤال بكلّ تفصيلٍ وزدناكم بما لم تكونوا تعلمون، وكذلك أرى صاحب السعادة يظنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ من طائفة الشيعة الاثني عشر! فكم هو من الخاطئين وأعوذُ بالله أن أكون من الشيعة الاثني عشر الذين اصطفوا المهديّ المنتظَر قبل قدره المَقدور في الكتاب المَسطور، ومنهم مَن يدعو آل بيت رسول الله من دون الله ويحسبون أنّهم مهتدون، واتخذوا هذا القرآن مهجورًا بحجَّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله وأئمة آل البيت! وإنّما يقصد الآيات المتشابهات، وأما المُحكَمات فهن بنسبة تسعين في المائة من آيات الكتاب يُدرِكها عالِمُكم وجاهلكم لِمَن يتدبّر ويتفكّر في آيات الكتاب تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

    وكذلك أعوذُ بالله أن أنتمي إلى طائفة أهل السُّنة الذين ينتظرون لشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، والله أرحم بعبيده من عباده، وكذلك اتّخذوا هذا القرآن مهجورًا بحجَّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله ورسوله وصحابته، ولذلك يأخذون بالسُّنة فقط ومِن القرآن ما وافق لِما في السُّنة فيستشهدون به ويجادلون به جدالًا كبيرًا، ولكن حين تأتي آيةٌ مُحكَمةٌ مُخالِفةٌ لحديثٍ لديهم فَيُعرِضون عنها ويقولون لا يعلم تأويله إلا الله!

    وكذلك أعوذُ بالله أن أنتمي إلى أيٍّ من فرق المُسلمين الذين تفرّقوا وفرّقوا دينهم شيعًا وكل حِزبٍ بما لديهم فرحون؛ فلستُ مِنهم في شيءٍ جميعاً بل حنيفًا مُسلمًا وما أنا من المُشركين أدعو الناس إلى: (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأنا من المسلمين.

    فكيف تريدون أن تقنعوا الناس بدينكم وأنتم فيه مُختَلِفون ويلعن بعضكم بعضًا ويكفّر بعضكم بعضًا؟ أفلا تعقلون؟! فأين أنتم من قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل‌ عمران]؟

    ولكنّكم أعرضتم عن أمر الله في مُحكَم كتابه وكأنّه لا يعنيكم أنتم فاختلفتم وتفرّقتم إلى شيعٍ وأحزابٍ في الدين وذهبت ريحُكم كما هو حالكم اليوم، وفشلتم وذهبت ريحكم ولذلك أدعوكم سُنّةً وشيعةً وكافة الفرق الإسلاميّة إلى الإخوّة في الدِّين ووحدة صَف المسلمين لتقوى شوكتكم ويعود عزّكم وتكون كلمة الله هي العُليا في العالَمين، فما خطبكم ترونا مُبطلين؟ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الروم].

    فأيّ دعوة هي أهدَى من دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة:111]؟ وهل تدرون لماذا أهدى دعوة في العالَمين هي دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؟ وذلك لأنّي مُعتَصِمٌ بِحَبْل الله القرآن العظيم ولن تجدونني أُخالف فيه أمرًا واحدًا فهو من رَبّ العالَمين، أما أنتم يا معشر السُّنّة والشيعة فتخالفون أوامر الربّ في مُحكَم الكتاب وتحسبون أنّكم مُهتدون، فكيف يهتدي مَن يُخالِف أمر الله في مُحكَم كتابه؟! وتعالوا لننظر هل صدق ناصر محمد اليمانيّ أم أنّه افترى عليكم كما يفتري بعضٌ منكم علينا، ولسوف آتيكم ببعض أوامر الله المُحكَمة في مُحكَم كتابه ولن أُبَيِّن منها شيئًا، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّها آياتٌ مُحكماتٌ بيّناتٌ لعالِمكم وجاهلكم من أوامر الله إليكم في مُحكَم كتابه ما يلي:
    قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [سورة آل‌ عمران:103].

    وقال الله تعالى: {
    وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [سورة الروم:31-32].

    وقال الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:13].

    وقال الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل‌ عمران].

    فمَن الذين أطاعوا أمر الله في مُحكَم كتابه؟ فهل هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ أم المُعرضون عن دعوة الإمام المهديّ إلى عدم التفَرُّق في الدين ولَمّ شَمْل المُسلِمين وتوحيد صفّهم لتقوى شوكتهم فيصبحون في الأرض ظاهرين وكلمة الله هي العُليا في العالَمين؟ فما خطبكم ترونني على ضلالٍ مبينٍ وأنا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم رحمةً مِن الله لَكُم؟ أفلا تكونوا مِن الشاكرين أن جعل الإمام المهديّ في هذه الأمّة التي أنتم فيها وجاء قدره في جيلكم؟ أفلا تكونوا من الشاكرين؟! أم ترونني كذّابًا أشِرًا ولست المهديّ المنتظَر؟! فما هي جريمتي التي لا تُغتفر في نظركم؟ فهل لأنّي أقول ربّي الله مُعتصمًا بكتاب الله أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّي وهي ذاتها بصيرة جدي - صلّى الله عليه وآله وسلّم - القرآن العظيم؟ فلماذا لا تُجيبون داعي الله إن كنتم مؤمنين بهذا القرآن العظيم فتستجيبون لداعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المَرجع الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون في السُّنَّة النّبويّة والمَرجِع الحقّ لأهل التوراة والإنجيل فيما كانوا فيه يختلفون؟! فالحُكْم لله وهو خير الفاصلين.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحَمْدُ لله ربِّ العالَمين..
    الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    _______________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  7. لا يَنفعُ المَديحُ ولا القَولُ القَبيحُ؛ بل العِلمُ بالقَولِ الصَّريحِ ..

    - 7 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    04 - ربيع الأول - 1431 هـ
    18 - 02 - 2010 مـ
    11:42 مساءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=374
    ________



    لا يَنفعُ المَديحُ ولا القَولُ القَبيحُ؛ بل العِلمُ بالقَولِ الصَّريحِ ..



    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أيُّها المُوَحِّد، فهل أسامة في نظرك إمامٌ مصطفى من رَبّ العالَمين قد اصطفاه الله علينا وزاده بسطةً في العِلم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة:111]، وذلك لأنّ الله حين اصطفى طالوت مَلِكًا وقائدًا وإمامًا لبني إسرائيل زاده الله بسطةً في العِلْم عليهم، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يدعو أسامة بن لادن للحضور إلى طاولة الحوار العالمية (موقع ناصر محمد اليماني) فإن وجدنا أنّ الله زاده بسطةً في العِلْم فسوف يُعلِن الإمام ناصر محمد اليمانيّ أنّ أسامة بن لادن هو الإمام المهديّ فأكون مِن أوَّل التَّابعين، وإن وجدنا أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المُهيمن بالعِلْم والسُّلطان من مُحكَم القرآن فَلِكُلِّ دعوى بُرهان، فلسنا مثلكم نقول على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا.

    فأبلغه أيّها الموحد أنّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ أفتى أنّ جهاد أسامة بن لادن مثله كمثل الخَمْر فيه نَفعٌ وفيه ضررٌ، وضرره أكبر من نفعه. وعليه الحضور إلى موقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ الحُرّ ليقرع الحُجَّة بالحجَّة بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ.

    وأما الصَّلاح، فلو رأيته ينفق في اليوم جَبَلًا من ذهب ويصوم النَّهار ويقوم اللَّيل لَما اتَّخذته إمامًا للمسلمين ما لم يُزِدهُ الله علينا بسطةً في العِلْم ومن ثم نعلم أنّ الله اصطفى لنا أسامة إمامًا كريمًا يدعو إلى الله على بصيرةٍ من رَبِّه. فأبلغه يُعَجِّل بالحضور إلى طاولة الحوار العَالميِّة (موقع ناصر محمد اليمانيّ)، فلا تُحاجّني من غير علمٍ يا رجل، فاتّقِ الله إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ بالحقّ.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحَمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    ______________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  8. {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم ..

    - 8 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    22 - ربيع الأول - 1431 هـ
    08 - 03 - 2010 مـ
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1457


    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيـــم ..


    بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدّي خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيّبين الطاهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلام الله عليكم معشر الأنصار السَّابقين الأخيار، وسلام الله على المُوَحِّد وكافة الوافدين إلى طاولة الحوار الباحثين عن الحقّ وكُل مَن يريد الحقّ ولا غير الحقّ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أيّها المُوَحِّد فما يلي اقتباس من بيانك بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    أما من ناحية عبادتي في رضوان الله في نفسه فإني خالفتك والحقّ بل أعبد الله وحده لا شريك له ولا أعبد رضوان الله في نفسه وبريء كل البراءة من الكفر وإن هذا إلا بهتان عليه وما خلقنا الله لنعبد تحقيق رضوانه في نفسه ولكن نعبد الذي خلقنا ونحقق رضوانه بعد ما نحقق طاعته
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالحقّ وأقول لك: يا أيُّها المُوَحِّد، إنّ تحقيق رضوان الله عليك إذا تحقَّق فهذا يعني أنَّ الله راضٍ عليك ولكن لم يتحقق رضوان الله في نفسه، وذلك لأنّه لن يتحقق رضوان الله في نفسه حتى يجعل عباده أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ وليس ذلك على الله بعزيز؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [سورة هود: 118-119].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل خلقهم الله للاختلاف؟ والجواب في الحكمة من خلقهم تجدونه في محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الذاريات].

    إذًا فما الذي يعنيه رَبّ العالمين من قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [سورة هود: 118-119]؟

    فأولًا نأتي بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وتجدون بيان ذلك الاختلاف في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]، وهذا يعني أنّه لم يتحقق الهدف مِن خلقهم جميعًا؛ بل لا يزالون مُختَلِفين؛ بل تحقق شطرٌ منه وهم الفريق الذي هدى الله في عصور بعث المُرسَلين ليهدوا النَّاس إلى صراط العزيز الحَميد.

    ومن ثم نأتي إلى قول الله تعالى: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، وذلك هو العَبْد الذي رحمه الله فحَقَّق الهَدَف مِن خلقهم وأذهب اختلافهم في رَبّهم وجعل النَّاس بإذن الله أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يُشرِكون به شيئًا ولذلك خلقهم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم.

    ويا أيُّها المُوَحِّد بارك الله فيك، فإنّكم لا تحيطون بشأن المهديّ المنتظَر الذي بَشَّرَ ببعثِه محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: [أبشركم بالمهدي، يبعث في أمّتي على اختلاف من النّاس فيملأ الأرض قسطًاً وعدلًا كما مُلِئت ظُلمًا وجورًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يُقَسِّم المال صفاحًا] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام.

    وهذه فتوى من محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن شأن المهديّ المنتظر الذي تجهلون قَدره ولا تحيطون بسرّه؛ يجعل الأُمَم أُمَّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فَيُحَقِّق الهدف مِن خلقهم بإذن الله، فيرضى عنه ساكن السماء والأرض ولكنّ أكثركم تجهلون.

    ويا أخي المُوحّد هلمَّ إلى تحقيق رضوان الله في نفسه، فإن قُلت: "كَلَّا بل لا يهمني إلا أن يرضى الله عنّي لكي يدخلني جنّته ويبعدني عن ناره وحسبي ذلك"، فمن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: فَلَك ذلك بإذن الله إنَّ الله لا يُخلِف الميعاد، ولكن للإمام المهديّ سؤال إلى أخيه المُوحّد وأقول: فهل تُحِبّ الله حُبًّا شديدًا؟ فإذا كان جواب الموحّد: "اللهم نعم إنّي أحبّ ربّي أكثر من كُلِّ شيءٍ في خلقه جميعًا". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: أيُّها المُوَحِّد فلنفرض أنَّ الله أدخلك الجنَّة ولم تجد فيها أبويك أو أولادك أو إخوتك ومن ثم اطّلعت على نار جهنّم ومن ثم رأيتهم فيها يصطرخون في سواء الجحيم - ولا قدّر الله ذلك - فتخيَّل كَم عظيم حسرتك على أبويك وأولادك وإخوتك ومن ثم تجده في نفسك عظيمًا، فإن قال الموحد: "بل سوف أدعو ربّي أن يغفر لهم ويرحمهم فيلحقهم بعبده وأشكو إلى ربّي عظيم حزني وحسرتي على أبوَيّ وأولادي وإخوتي علّه يرحمني فيخرجهم من ناره فيدخلهم جنته". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنّه لا يحقّ لك ذلك ولا ينبغي لك وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّك لم تعرف ربّك الذي هو أرحم بأبويك وأولادك وإخوتك من المُوحّد، ولكن الحقّ هو أن تقول: "يا رب لقد شَعَر عبدك بحسرةٍ عظيمةٍ أليمةٍ في نفسي على أبوَيّ وأولادي وإخوتي لو رأيتهم يصطرخون في نار الجحيم، فإذا كانت هذه هي حسرتي عليهم فكيف بحسرة من هو أرحم بعباده من عبده (الله أرحم الراحمين)!".

    ويا أيّها المُوحّد، عليك أن تعلم أنّ الله يتحسَّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم أعظَم من حسرتك على أولادك وأبويك وإخوتك لو أهلكهم الله بسبب ظُلمهم - ولا قَدَّر الله ذلك - ولك الحقّ أن تقول: "يا ناصر محمد اليماني هل عندك سلطان بهذا أم إنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟". ومن ثم يأتيك الإمام المهدي بالبرهان المُبيِن، فتدبّر بنفسك هذه الآيات البَيِّنات المُحكَمات، وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    ومن بعد التدبُّر والتفكّر سوف تجد الرجل الذي آمَن برسل ربّه جهرةً بين يدي قومه وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾}، ومن ثمّ قام قومه بقتله فور ذلك: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، وهنا تجد الرجل فرحًا مسرورًا بتكريم الله له وبما آتاه الله من فضله ولذلك قال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، ومثله كمثل الشهداء فَرِحين بما آتاهم الله من فضله فأدخلهم جنته ووقاهم من ناره، وقال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة التي أدخلَ الرجلَ قتيلَ قومِه جنّتَه؟ فإذا أنت تجد الرجل فرحًا مسرورًا وقال: {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم.

    وأكرر السؤال فهل ربّي فرحٌ مسرورٌ في نفس اللحظة؟ والجواب للأسف لم أجد ربّي فرحًا مسرورًا في نفس اللحظة التي كان الرجل فيها فرحًا مسرورًا، وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    وفي هذا الموضع يبكي أحباب الله من بعد البيان الحقّ فيجأرون إلى ربّهم ويقولون: "يا أرحم الراحمين، لقد علمنا بعظيم تحسّرك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم برغم أنّك لم تظلمهم شيئًا، ولكن تحسّرك على عبادك هو بسبب صفة رحمتك في نفسك لأنّك أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يكون أحد عبيدك هو أرحم بعبادك منك لأنّك أنت الله أرحم الراحمين، ولكن عبادك ما قدروك حقّ قدرك وما عرفوك حق معرفتك". ومَن كان حبّه لله أشدّ من حبّه لجنّة النّعيم والحور العين فسوف يقول: "يا إلَه العالَمين، إنّي أحبّك أعظم من كل شيءٍ في خلقك مهما كان ومهما يكون، فكيف أكون سعيدًا في جنّة النّعيم وأستمتع بالحور العين وربّي حبيبي ليس بسعيدٍ في نفسه؛ بل ومتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟".

    ويا أحباب الله يا مَن يُحبّون الله حبًا شديدًا أكثر من جنّة النّعيم والحور العين سألتكم بالله العظيم: فهل بعد أن بَيَّن لكم عبد النَّعيم الأعظم البيان الحقّ عن أعظم أسرار الكتاب فكيف تستطيعون أن تعيشوا من أجل تحقيق الهدف بالفوز بالحور العين وجنّات النّعيم وما هي إلا مُلكٌ ماديٌّ؟! فكيف تستطيعون أن تستمتعوا بالنّعيم والحور العين وقد علمتم بتحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم إن كنتم تحبون الله أعظم من جنّته والحور العين؟ فكيف تستطيعون أن تسعدوا بذلك وتفرحوا وحبيبكم الله ليس بسعيدٍ بل غضبانٌ ومتحسّرٌ على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً؟! فما هو الحلّ يا أحباب الله؟ وتعالوا لأعلمكم بالحَلّ، وتجدون الحَلّ في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [سورة يونس:99]، وليس ذلك على الله بعزيز.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحباب الله فيقول: "ولكن تحسُّر الله على الأُمَم الذين أهلكهم وكانوا ظالمين بسبب تكذيبهم لرسل ربّهم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    ولذلك سوف يبعث الله في عصر بعث المهديّ المنتظَر جميع الأُمَم الذين كَذَّبوا برسل ربّهم فأهلكهم الله وكانوا ظالمين حتى يجعل الله النَّاس أُمَّةً واحدةً يعبدون الله وحده لا شريك له؛ وليسوا خصمَين مُختَلفين في ربّهم كما في عصر بعث المُرسَلين من أوّلهم إلى خاتمهم، فلا يزالون مُختلفين (فريقًا هدى الله وفريقًا حقّ عليه الضلالة) إلَّا في عصر بعث المهديّ المنتظَر الذي سوف يجعل النَّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيرضى عنه ساكن السماء والأرض، وذلك هو شأن خليفة الله المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه؛ يهدي به الله الأُمَم الأحياء منهم والأموات في بعثهم الأول، وينقذهم من فتنة الأحياء والأموات (المسيح الكذاب) الذي يريد أن يستغل البعث الأول فيخرج على النَّاس ويقول إنّهُ المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله ربّ العالَمين، ويقول للناس إنّ هذا هو يوم القيامة، ويقول إنّه الله رَبّ العالمين وأنّ لديه جَنَّة ونار، ومن ثم لن يستطيع أن يُكَذِّبه المُسلمون وذلك لأنّهم شاهدوا الأموات يخرجون من قبورهم إخراجًا وجاءهم على قدَر بعثهم الأول، وذلك لأنّ قدَر بعثهم مربوطٌ سرّه بهدم سدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج ومَلِكهم المَسيح الكذاب (الشَّيطان الرجيم)، وقال الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    وقال الله تعالى على لسان ذي القرنين: {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [سورة الكهف].

    وإنَّما جهنَّم سوف تُعرَض عليكم لأنّها سوف تَمُرّ بجانب أرضكم في يوم هدم سَدّ ذي القرنين وخروج يأجوج ومأجوج والبعث الأول - أشراطٌ تترى واحدةٌ تتلو الأُخرى - وخروج المسيح الكذاب مَلِك يأجوج ومأجوج، وهذا الرَّجُل سيقول إنّه المسيح عيسى، ويقول إنّه الله ربّ العالَمين ومن ثم لا يجد المُسلمون إلا أن يَتَّبعوا عقيدة النّصارى فيعترفوا أنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم، فيفتنهم المسيح الكذاب أجمعين إلَّا قليلًا، ولكنه المَسيح الكذاب ولن يقول أنّه المَسيح الكذَّاب؛ بل سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وهو ليس المسيح عيسى ابن مريم، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍّ بل هو كذابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم، بل هو الشيطان الرَّجيم انتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمَّى المسيح الكذاب؛ بل هو الشيطان الرجيم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر ليُنقِذ المسلمين والنَّاس أجمعين مِن فتنة المسيح الكذاب الكُبرى؛ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببَعث المهديّ المنتظَر (الإنسان الذي علمه الله البيان الشَّامِل للقرآن ليستنبط لَكُم السلطان من مُحكَم القرآن) إذًا لاتّبعتم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    ويا عُلَماء أُمَّة الإسلام وأتباعهم، والله الذي لا إله غيره لا أستطيع إنقاذكم من فتنة المسيح الكذاب حتى تُصَدِّقوا كلام الله رَبّ العالَمين المحفوظ من التحريف في القرآن العظيم وتُكَذِّبوا بما خالف لمُحكَم كلام الله رَبّ العالَمين، ولم يبعثني الله بكتابٍ جديدٍ بل أدعوكم إلى كتاب الله القرآن العظيم ومن ثم أُعَلِّمكم بِحُكْم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فأستنبط لكم حُكْم الله من مُحكَم القرآن العظيم، وإني أشهدُ لله شهادة الحَقّ اليقين أنَّكم لن تهتدوا أبدًا حتى تعتصموا بحَبْل الله القُرآن العظيم وتكفروا بما خالف لمُحكَم كتاب الله في السُّنة النَّبويّة، وذلك لأنّ الله أفتاكم أنّما أحاديث السُّنة النّبوية هي البيان الحَقّ لآيات في القرآن وعَلَّمَكم الله أنَّ القُرآن والبيان من عند الله، غير أنّ الله لم يعِدكم بحفظ البيان في السُّنة النَّبويَّة من التَّحريف والتزييف، وأفتاكم الله أنَّه تُوجَد طائفةٌ من المُؤمنين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكُفْر والمَكْر ويقولون طاعةٌ لله ولرسوله ويحضرون مَجالِس البيان للسُّنَّة النّبويَّة ومن ثم يُبَيِّتون أحاديث غير التي يقولها عليه الصَّلاة والسَّلام، ولذلك أمركم الله أن تعرضوا أحاديث البيان على مُحكَم القرآن، وأفتاكم الله بالنَّاموس لكشف الأحاديث المكذوبة أو الإدراج الزائد وأنَّكم سوف تجدون بينها وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، بل العكس تمامًا وذلك لأنَّها أحاديث مِن مَكر الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفْر والمَكْر ليصدّوا عن اتّباع القرآن بأحاديث تُخالف آيات أُمّ الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؛ هنّ أمّ الكتاب ولذلك إذا عرضتموها على القرآن حتمًا تجدون بينها وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا وبل العكس تمامًا وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، ولذلك قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    وتعالَوا لِنُطَبِّق أحَد الأحاديث الحقّ التي أُضيف فيها إدراج وسوف تجدون كلمات الحَقّ منها لا تُخالِف الكتاب وأمَّا الباطل المُدرَج فحتمًا تجدونه يتناقض مع آيات بَيِّنات في مُحكَم القُرآن، وتعالوا لنطبق أشهر الأحاديث النَّبوية وسوف نجعل الكلمات المُدرَجة باللون الأحمر: [سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة].

    فتعالوا لنعرض الحديث على مُحكَم كتاب الله وسوف نجد أنّ الله لم يأمر رسوله أن يأمر المؤمنين أن يذروا الوسيلة للأنبياء من دون الصالحين، وذلك لأنّ الوسيلة هي تنافس العبيد إلى الربّ المَعبود، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ونجد موضع الإدراج في حرفين في أول الحديث وهو (لي)، ولكنّ مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما كان له أن يأمرهم بغير ما أمره الله؛ بل قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] انتهى الحديث الحقّ ونسفنا الإدراج بالحقّ نَسفًا.

    صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام. وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثم نأتي للإدراج المفترى في آخر الحديث وهو قولهم بما يلي: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة]، وبما أنّ هذا باطلٌ مُفترًى مدرجٌ ولذلك حتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا؛ بل يُناقِضه تمامًا؛ بل أمر الله رسوله أن ينذرهم فيقول لهم: قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    فكيف يقول: [فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة] فيخالف أمر الله أن ينذرهم أن ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيعٌ لعلهم يتَّقون؟ أفلا تعقلون؟!

    وتبيَّن لَكُم أنّ الإدراج الزائد على الحقّ قد جاء مناقضًا لأمر الله إليكم في مُحكَم كتابه فأصبحتم من المُشركين وتركتم التنافس إلى الله رَبّ العالَمين، ولم تكونوا يا معشر المسلمين من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود كما يفعل جميع عبيد الله الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس، فجميع المهتدين من عبيد الله في السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس يتنافسون إلى الربّ المعبود فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب، نظرًا لأنّ الله قد جعل صاحب تلك الدرجة عَبدًا مَجهولًا، وكُلّ عبدٍ يرجو أن يكون هو ذلك العبد، فلا ينبغي للعبيد أن يُفَضِّلوا بعضهم بعضًا في التنافس إلى الربّ المعبود، وتلك هي عبادة كافة الأنبياء والمُرسَلين ومَن تبِعهم ونهج نهجهم من الجِنّ والإنس، كما عرّف الله لكم كيفية عبادتهم لربّهم في مُحكَم كتاب الله في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:57].

    ولكن بسبب الافتراء على مُحَمدٍ رسول الله من قِبَل شياطين البشر فقد أضَلّوا أُمَّته عن الصراط المُستقيم واتَّبعوا غير الذي قاله الله لهم ورسوله وذلك لأنّ أمر الله المُحكَم يعلمه عالِم الأُمَّة وجاهلها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العَبد] صدق عليه الصَّلاة والسَّلام، وعلّمكم أنّ صاحبها مجهولٌ، ولم يُعلم به اللهُ رسلَه ولا جميع عبيده في سماواته وأرضه، والحكمة من ذلك لكي يتمّ تنافس جميع العبيد في السموات والأرض إلى الربّ المعبود فمن ثم لن تجدوا مُشرِكًا بالله لو تنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب، ولكن بسبب الافتراء والتعظيم والمبالغة بغير الحقّ في أنبياء الله أشركوا بالله وضلّوا ضلالًا بعيدًا، أفلا تتفكّرون لماذا جعل الله صاحب الدرجة مجهولًا وهي أقرب درجة إلى الرَّحمن؟!

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحَد علماء الأُمَّة ويقول: "ولكن يا ناصر محمد اليمانيّ هل ممكن أن يفوز بها أحد عُلماء الأُمَّة أو أتباعهم من المُسلمين؟". ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: يا أخي الكريم، عليك أن تعلم أن ليس للإنسان إلَّا ما سعى في هذه الحياة وكُلّ امرئٍ بما كسب رهين، فإذا لم تَفُز بها فكذلك فزت فوزًا عظيمًا، وذلك لأنّكم تجاوزتم عن الإشراك بالله بسبب التنافس إلى الله وعدم تعظيم عباده من دونه فزحزحكم من ناره وأدخلكم جنّته، وتلك هي الثمرة من وراء هذه الحكمة العظيمة من رَبّ العالَمين أن جعل صاحب الدَّرجة العالية عَبدًا مجهولًا وذلك لكي يتمّ تنافس كافة العبيد في السماوات والأرض إلى الربّ المعبود، وليس مستحيلًا أن تفوز بها أيّها المُسلم فقد كان صحابة محمدٍ رسول الله ينافسون مُحمدًا رسول الله إلى ربّهم صلّى الله عليه وعليهم وسلّم تسليمًا.

    ولذلك قال الله تعالى لنبيّه الكريم أن يَصبِر نفسه مَعهم، وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الكهف]، أولئك هم صحابة محمدٍ رسول الله الربَّانيّون - صلَّى الله عليه وعليهم وسلّم تسليمًا - الذين يتنافسون مع نبيّهم إلى ربّهم.

    ويا أُمَّة الإسلام، لقد سَكت الإمام المهديّ عن الباطل كثيرًا حتى ضاق بالحقّ صدري، وإنّما سكوتي خشية فتنة بعض أنصاري من الذين لم يستخلصهم الله لنفسه فَيُطَهِّرهم تطهيرًا وقلت أرفق بهم شيئًا فشيئًا حتى يدخل اليقين إلى قلوبهم، ولكنّي تلقيت من ربّي عِتابًا شديدًا بالرُّؤيا الحقّ: وقال مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا أيها المهديّ المنتظر اتَّقِ الله ودافع عن سُنتي الحقّ بمحكم كتاب الله وتالله ما أمرهم محمد رسول الله بغير أمر الله إليهم في مُحكَم كتابه القرآن العظيم وكفى بالله شهيدًا بيني وبينهم والإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى كتاب الله ليحكم بينهم بحُكم الله {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}].
    ______

    انتهت الرؤيا الحقّ.

    ولكنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيدًا أنّ الله لم يجعل برهان التّصديق رؤيا جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنّما الشيطان لا يتمثَّل بمحمدٍ رسول الله في الرؤيا الصالحة، وكذلك فما يدريكم لعَلّ ناصر محمد اليمانيّ من المهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين؟ وما يدريكم لعل ناصر محمد اليمانيّ من الكاذبين؟ فإيّاكم ثم إيّاكم من الثقة في النَّاس في أمر دين الله مهما كانت ثقتكم فيهم! فلا تُصَدِّقوهم حتى تجدوا أنّ الله أصدقه فزاده بسطةً في العِلم عليكم أجمعين فلا يُحاجّه أحدٌ من كتاب الله إلَّا هيمن عليكم بسلطان العِلم المُحكَم من ربّ العالَمين، فلا تتّبعوا ما ليس لكم به علمٌ من ربّ العالَمين إنّي لكم منه نذيرٌ مُبِيْنٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم.

    ويا معشر طُلاب العِلم، لقد أمركم الله أن تستخدموا عقولكم في التفَكُّر في سلطان عِلم العالِم من قبل الاتّباع فتتفكَّروا في سلطان عِلمه؛ هل هو الحقّ من ربّ العالمين ويقبله العقل والمنطق؟ فإذا كان من عند غير الله فلن يقبله العقل والمنطق لو كنتم تعقلون، وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    وهل سبب ضلالكم عن الصراط المستقيم إلَّا الاتّباع الأعمى من غير تفكّرٍ ولا تدبّرٍ؟ بل تَتَّبِعون أحاديث تُخالف لمُحكَم كتاب الله وتزعمون أنّها عن أناسٍ ثقاتٍ! فهل ثقتكم فيهم أشدّ وأعظم من ثقتكم في حديث الله في مُحكَم كتابه المحفوظ من التحريف؟! غير أنّي لا أطعن في ثقة أيٍّ من صحابة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لأنّ شياطين البشر الذين افتروا عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لقادرون أن يسندوا الحديث المفترى للصحابيّ الجليل كما افتروه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك فلن أطعن في راوي الحديث بل أطعن في الحديث المفترى فأقذف عليه آيةً مُحكَمةً من كتاب الله فإذا هو زاهقٌ فيتبيَّن لَكُم أنّه حديثٌ مفترًى غير الذي يقوله محمدٌ رسول الله وصحابته المُكرمون صلّى الله عليهم وسلّم تسليمًا، ولذلك فإنّي الإمام المهديّ أحَُرِّم على أنصاري الطعن في راوي أيّ حديث نثبت أنّه مفترى عن النبيّ؛ بل افتراه شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر عن رسول الله وصحابته (صلّى الله على جدّي وصحابته المُكرمين الذين معه قلبًا وقالبًا وسلّم تسليمًا)، وأمّا الشياطين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفْر فإنّ الله كان بهم عليمًا ولا يعلمهم كثيرٌ من صحابة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

    وأما المقصودون في قول الله تعالى: {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ} صدق الله العظيم، أولئك هم المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر لتحسبوهم منكم وما هم منكم؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    مِن الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    مِن الذين قال الله عنهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المنافقون].

    وعَلَّمكم الله كيفية صَدّهم عن سبيل الله: وذلك بصدّهم عن اتِّباع القرآن العظيم فيحضرون مجالس البيان بالأحاديث النَّبوية ليُحَرِّفوا القرآن المحفوظ من التحريف عن طريق البيان في السُّنة النّبوية، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]، وذلك لأنّ بيانه لا ينبغي أن يُخالِف لِمُحكَم قرآنه لو كنتم تَعقلون.

    ويا معشر علماء أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنَّما أُحاجّكم بما سوف يسألكم الله عليه لأنّه الحُجّة عليكم بالحقّ (القرآن العظيم). تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الزخرف]، وذلك لأنّه محفوظٌ من التحريف تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الحجر].

    ولا ولن يَتَّبِع الذِّكر إلا الذين يخشون ربّهم بالغيب فأبشّرهم بمغفرةٍ من ربّهم و أجرٍ كريمٍ؛ تصديقًا لقول تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

    ويا أُمَّة الإسلام يا حجاج بيت الله الحرام، إنّ خلاصة دعوة المهديّ المنتظر هي خلاصة دعوة رُسل الله أجمعين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].

    فكيف يكون على ضلالٍ مَن يدعو العبيد من الجِنّ والإنس إلى التنافس إلى الربّ المعبود سبحانه عَمَّا يشركون وتعالى عُلوًّا كبيرًا؟! فلا تُبالغوا في الأنبياء والمهديّ المنتظر فإنَّما نحن عبيدٌ لله أمثالكم ولَكُم في ربّكم من الحقّ ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فمن أراد أن يكون من المُكرمين فَليَكُن مِن المُتَّقين لرَبِّ العالَمين لا يشرك بالله شيئًا ويقول: "اللهم إنّي عبدك خلقتني لعبادتك، فإنّي أُشهِدك أنّي أنضمّ إلى التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود حتى تكون عبادتي لك رَبّي كمثل عبادة أوليائك الذين أفتيتنا عن عبادتهم في مُحكَم كتابك في قولك الحقّ: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:57]، فكيف لا أكون منهم؟! فإذا لم أكُن منهم، فما بعد الحقّ إلَّا الضلال والشِّرك بالله؟ والعياذُ بالله من الشِّرك إنَّ الشرك لَظلمٌ عَظيم".

    اللهم قد بَلَّغتُ اللهم فاشهَد.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    الدَّاعي إلى الصِّراط المُستَقيم خليفة الله في الأرض عبد النَّعيم الأعظم؛ الإمام ناصِر مُحَمَّد اليمانيّ.
    ________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  9. {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [ سورة يوسف]..

    - 9 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1458
    _______________



    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [ سورة يوسف]..


    اقتباس المشاركة :
    يا أيها الأخ الكريم هل سوف تنافس رسول الله الذي ختم به الله تعالى الأنبياء والمرسلين؟ أفلا تتفكر؟ أو أمرت أن تتبعه وتهتدى به؟ ولا تقل لي تتبعه في تنافسه لربه لتبلغ المقام العالي الذي ناله باصطفاء الله عليه، وإن كنت تبحث عن محبة الله إليك والقرب إليه فاتبعه وآمن به ثم أطِع رسول الله بما جاء به من الحق بدون أن تعرض عنه ولو بشق مثقال خردل من أقواله إن استطعت، قال تعالي:
    { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30) قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) }
    صدق الله العظيم، [آل عمران]
    ثم هل تريدنا أن نطيعك ونذر طاعة رسول الله؟ وهل تعلم بطاعة رسول الله تطيع الله وبعدم طاعته فقد عصيت الله؟ تصديقاً لقوله تعالى:
    { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }
    صدق الله العظيم، [النساء:80]
    أتنافس من اصطفاه الله واصطفاه لنفسه وجعله معدناً ليتبعه الناس والأمم؟
    { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }
    صدق الله العظيم، [سبأ:28]
    { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }
    صدق الله العظيم، [البقرة:119]
    وقال تعالى :
    { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79) مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) }
    صدق الله العظيم، [النساء]
    فبالله عليك، من ستنافس؟ هل تنافس من أمرت أن تتبعه وتطيعه؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم تشابهت عليكم الأفكار؟ هداك الله للحق.
    يا ناصر، هل سوف تنافس من هو أرسل رحمة للعاليمن؟
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، قال الله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾ وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٨٠﴾ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨١﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٨٢﴾ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾ وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:79-91].

    والسؤال الذي يطرح نفسهُ هو في قول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم. فهل الاقتداء بهم هو اتِّباعهم وفِعْل ما يفعلون فيُنافسهم في حبّ الله وقربه؟ أم إنّ الاقتداء بهداهم هو أن يجعل التنافس إلى الله حصريًّا لهم فلا يُنافسهم إلى ربّهم تعظيمًا للأنبياء؟ ولكنّكم سوف تجدون محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو يريد أن يكون هو العَبْد الأحَب والأقرَب إلى الله، برغم أنّه مأمورٌ أن يَقتدي بهداهم.

    إذًا الاقتداء هو: اتِّباع الهُدى الحَقّ؛ فيَعبُد الله كما ينبغي أن يُعبَد، فينافسهم في حُبِّ الله وقُربه، ولذلك تجدونهم مُتنافسين إلى رَبِّهم أيُّهم أحَبّ وأقرَب تصديقًا لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [سورة الإسراء:57].

    ولكن يا رَجُل، قد ترَكتَ اللهَ لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسبب تعظيمك لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأصبحت مِن المُشركين وألبَسْت إيمانك بظلمٍ عظيمٍ، فاتَّقِ الله أخي الكريم، وها أنا الإمام المهديّ الحَقّ من رَبِّك أقول لك: إذا صَدَّقتني ولم تُنافسني في حُبّ رَبّي وقُربه كونك ترى أنّي المهديّ المنتظَر؛ فكيف تنافس المهديّ المنتظر؟! ثم أقول لك: إذًا عَظَّمت المهديّ المنتظَر وما قدرت الله حَقّ قَدره وهو الأحَقّ بالتعظيم، فمن يُنجيك من عذاب يومٍ عقيمٍ؟!

    وسلامٌ على المُرسَلين والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ___________________



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. أُسس الجهاد في سبيل الله : رد الإمام المهدي إلى الموحد من يزعم أنهُ مجاهد
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 17-10-2023, 05:44 PM
  2. باحثٌ يزعم أنّه أقام الحجّة على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-03-2015, 10:19 AM
  3. رد الإمام المهدي إلى الموحد من يزعم أنهُ مجاهد
    بواسطة ابو محمد الكعبي في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-11-2012, 09:03 AM
  4. رَدُّ الإمامُ المهديّ إلى (المُوَحِّد) مَن يَزعُم أنّه مُجاهد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-04-2010, 02:32 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •