{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين، وبعد..
إن سبب النصر هو بحت عقائدي تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } صدق الله العظيم [محمد:7]
المؤمن الحق الذي صدّق إيمانه بالعمل الصالح وحتى يتقبل الله منه عمله وينصره في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد لا بدّ له أن يكون عمله خالصاً لوجه الله في كافة أركان الإسلام وذُروة سنامه الجهاد لا بُدّ له أن يُجاهد لتكون كلمة الله هي العُليا وليس وطنية منه أو إنسانية وتلك عقائد المُلحدين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولذلك هم مُخلصون لوطنهم ويسمون وطنيين أولئك يجعل الله عملهم الصالح يوم القيامة هباءاً منثوراً كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدروا أن يستفيدوا منه شيئاً لأن الله لم يتقبله منهم إلا للدين الخالص ولو كان إصلاح وطنهم وإخلاصهم في أعمالهم لوجه الله فقد فازوا فوزاً عظيماً أما إذا كان إخلاصه لغير الله سواء لوطنه أو لأهله فلن يتقبل الله منه عمله ولن يستفيد منه شيئاً. والشرط الآخر لنصر الله هو عدم التعدي على الكُفار الذين لم يُحاربوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولن يظاهروا عليكم فيدعموا عدوّكم على إخراج إخوانكم من ديارهم أولئك أمركم الله أن تبروهم وتقسطوا إليهم تصديقاً لقول الله تعالى: { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } صدق الله العظيم [الممتحنة:8]
ولكن الله ينهاكم عن الذين يحاربونكم في الدين ويخرجون إخوانكم من ديارهم أو آخرين يُظاهرون على إخراجهم فيساندونهم بالسلاح أو بالمال أو حتى بالرأي فيرون إخراجكم رأياً سديداً أولئك نهاكم الله عنهم وحذركم من ولايتهم ومن والاهم منكم فإنه منهم وقد أثبت حُسني مُبارك جنسيته أنهُ منهم إن لم يكن من أصل يهودي وأقسم بالله العظيم أنه ضد أي قرار عسكري ضد اليهود ولن يترك العرب والمُسلمين أن يتخذوا قراراً عسكرياً ضد اليهود المُعتدين وقد أفتاكم الله بأن من والاهم فإنه منهم وليس من المؤمنين في شيء، وقال الله تعالى: { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } صدق الله العظيم [المجادلة:22]
ويا معشر قادات العرب والمُسلمين أُقسم بالله رب العالمين لا تكونوا مؤمنين حتى تُعلنوا الحرب على اليهود المُعتدين على إخوانكم المُسلمين وعلى من والاهم أو ساندهم وإن لم تفعلوا فلستم من أولياء الله وغضب الله عليكم فيعذبكم معهم عذاباً عظيماً. ويا معشر المُسلمين كُل من لديه تلفاز إني أنصحكم أن تفتحوا قناة الجزيرة ما دامت حرب اليهود مُشتعلة ضد إخوانكم المسلمين وأن لا تتبعوا أمر الشيطان فإنه سوف ينصحكم أن لا تفتحوها إنما تتأذوا مما تُشاهدوا كيف يصنع أعداءكم بإخوانكم فتقولوا لأنفسكم لا داعي لفتحها إنه يمرضني مايحدث بإخواني فيؤذيني ذلك والأفضل أن لا أفتحها حتى لا يمرضني ذلك وإنكم لخاطؤون بل إني أرى في مُتابعة الأحداث النصر وهي تغيير ما بأنفسكم فتتمنون الجهاد في سبيل الله حتى إذا تمنيتم ذلك جميعاً فاعلموا أن الإمام المهدي في جيلكم بلا شك أو ريب جاء بقدر مقدور حين تمنيتم الجهاد في سبيل الله فانظروا حين تمنى بنو إسرائيل الجهاد، وقال الله تعالى: { إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله } صدق الله العظيم [البقرة:264]. فعندما تمنوا الجهاد فإذا بطالوت قد أوجده الله بينهم واصطفاه عليهم ملكاً قائداً لهم للجهاد في سبيل الله حين أخرجهم أعداءهم من ديارهم وكذلك أنتم يا معشر المُسلمين الذين لم يُمكنهم الله في الأرض حين تريدون الجهاد في سبيل الله فإن الله سوف يؤيدكم بروحٍ منه فيحييكم وإن أبيتم صرف الله قلوبكم وعذبكم معهم عذابا نكراً، وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:24]
ويا معشر الشعوب الإسلامية تابعوا القمة العربية القادمة وأي قائد ترونه ضد الحرب على اليهود وتعلموه من خلال رأيه إنه يرى أنه لا داعي للرد العسكري بل اللجوء إلى مجلس الأمم المُتحدة وهم يعلمون أن مجلس الأمم مفتاح بيد الإمبراطورية الأمريكية فلا يفعل إلا ما تشاء هي ألا لعنة الله على الظالمين، ومن رأيتموه يخذل القرار العربي الإستراتيجي فليقُم عليه شعبه بثورة ويطيح بملكه وإن الله على نصرهم لقدير، وقد تبين لكم شأن حُسني مبارك منذ زمن يوم قال أحد القادة العرب لو أن معه حدود مع إسرائيل لأعلن عليهم الحرب فغضب منه حُسني مُبارك وقال: (إن الحرب متحلش مشكلة أنا أعطيك حتت أرض تعال ورينا شطرتك)، فتبين لكم أن حُسني مُبارك ضد من يعلن الحرب على اليهود منذ زمن بعيد وإذا اجتمعتم في القاهرة يا معشر القادة العرب فكأنما اجتمعتم في تل أبيب، فهل ترون لو أنكم اجتمعتم في تل أبيب أنكم سوف تتخذون قراراً عسكرياً إستراتيجياً ضد اليهود؟ وها هو لا يزال مُصراً على عدم فتح معبر رفح وذلك لأنه يُريد أن تنهي اليهود حركة حماس فتقرضهم من على وجه الأرض قرضه هو وأولياؤه واجتثهم من على وجه الأرض كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
ويا معشر الشعوب الإسلامية أقسم بالله إن الكفار الذين لا يُحاربونكم في الدين إن غيرتهم على ما يحدث في فلسطين لأشد غيرة من كثير من قادات المُسلمين وذلك بدافع الإنسانية منهم وليس الدينَ كثيرٌ من المسلمين، فلا دين ولا إنسانية، فكيف يتفرجون على ما يصنع اليهود وهم يملكون قوة أكبر وأعظم من قوة إسرائيل؟ ولكنهم أعدوها لحماية عروشهم، ولسوف يعلمون من الملك بيده هل بيد الله الواحد القهار فيؤتيه المهدي المُنتظر أم بيد بوش الأصغر والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين. وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الداعي إلى الجهاد في سبيل الله والإعتراف بالحق الإمام ناصر محمد اليماني
ــــــــــــ
[ رابط البيان في الموسوعة ]