السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
انا لدى سؤال
وهو الفتره بين مبعث النبى عيسى ومبعث النبى محمد حوالى 600 عام تقريبا
ونعلم بان النبى محمدهو خاتم الانبياء والرسل وبعث قبل حوالى 1400 عام
وفى عصرنا الحالى نرى كثيرا من الكفار مثل الهندوس والسيخ والبوذيون وملل كثيره على شاكلتهم ماحكم هؤلاء من دعوه النبى محمد
سواء ان علمو بها او الطلعو عليها او لم يطلعو عليها
امامى الغالى هؤلاء الى اى فصيل ينتمو برغم ماقلت ان النبى محمد بعث فى جزيره العرب وقبل 1400 سنه هل لهم هؤلاء الكفار حجه على الله سبحانه وتعالى
—
انتهى الاقتباس من الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الاعظم برضوان نفسه من جنات النعيم ..
اختي الكوثر المكرمة هذه الفئات إن كانوا على علم بايات الله اللتي تتلى عليهم فقد اقيمت الحجة عليهم بالكتاب المحفوظ من التحريف .
والقول الفصل وماهو بالهزل للإمام العليم بالكتاب المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
صلى الله عليه واله اتم الصلاة والسلام والتسليم
.
أهدى الرّايات رايتك وأعظم الغايات غايتك يا إمامنا الغالي المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلّى الله عليك وآلك وأنصارك و سلم
السّلام عليكم ورحمة الله و بركاته ونعيم رضوانه الأعظم
دعوت ربّي فجر اليوم أن أجد في القرآن العظيم آية تزيد من قوّة الحجّة على عدم تعذيب القوم دون بعث نذير من ربّ العالمين و الحمد لله آيات بيّنات من سورة طه صلّى الله عليه وآله وسلم :
بسم الله الرّحمن الرّحيم قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (48) قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) } صدق الله العظيم الآية المقصودة {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (48)} صدق الله العظيم عذاب الدّنيا والآخرة على من كذّب الرّسول والنّبيّ الحاضر معهم و تولّى أي صدّ عن ذكر الله والآية الأخرى {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ} صدق الله العظيم ففرعون مع أنّه متجبّر لكنّه سأل بحكمة و دهاء و جوابه من الرّسول الكريم موسى عليه الصلاة والسلام كان أعمق وبحكمة أكثر وهو موضوعنا { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) }صدق الله العظيم هنا العلم عند الله يحضرك معها مشيئته تعالى فإن شاء عذّب و إن شاء رحم و غفر و رحمته أوسع وهو أرحم الرّاحمين
ثمّ يأتي البيان الواضح في الآية : {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ (80) كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ (82) وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (86) } صدق الله العظيم و الآية التّي توضّح عدم عذاب القوم قبل إنذارهم أو لطول عهد الرّسالة والنّبؤة هي :{فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ.. } صدق الله العظيم فغضب الله يحلل على من طغى و تجبّر بعلم و جحود و لكنّ من طال عليهم بعث المنذرين من الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام كانت لهم الحجّة على ربّهم وهو تعالى أرحم بهم من أنفسهم.
وبعد هذا يأتي البرهان الحقّ في :{وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ (133) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) } صدق الله العظيم
أليست برهانا ساطعا يرحمكم الله ؟! فكيف تكون ولو ذرّة شكّ في هذا يا أحباب الله .
قال الله تعالى:
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
صدق الله العظيم [التوبة:72]
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه نعم أختي الغالية فاطمة الزهراء بارك الله فيك فبالفعل نجد البرهان في الآية الأخيرة التي ذكرتها وقد سبق وأن أشرت إليها هي وجموعة من الآيات القرآنية الأخرى في مشاركة سابقة أعيد إقتباسها أسفله
(وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا ) هل العذاب هنا يعني هلاك القري تصديق لقوله (ذلك ان لم يكن يهلك ربك القري بظلم ) ام يقصد به عذاب الاخره في النار ؟ممكن توضح لنا بالايات هذه النقطه يا امامي الحبيب
—
انتهى الاقتباس من نعيم رضوانك غايتي
قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )[القصص:59] صدق الله العظيم
وقال الله تعالى: { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ } صدق الله العظيم [الجاثية:31] وقال الله تعالى: { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣﴾ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [المؤمنون] وقال الله تعالى:{ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:33] وقال الله تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) } صدق الله العظيم [السجدة]
وقال الله تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) } صدق الله العظيم [الكهف] وقال الله تعالى:{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}صدق الله العظيم
وقال الله تعالى:{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقرآن فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا من المُنذرين}صدق الله العظيم [النمل:92]
وقال الله تعالى:{يَا أيّها النّاس قَدْ جَاءَكُم برهان مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}صدق الله العظيم [النساء:175]
كونهم حسب فتوى الله في محكم كتابه من الكافرين الغافلين لأنّ الله توفاهم من قبل أن يبعث إليهم نذيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [السجدة:3].
—
انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
امامي الكريم... لا اعلم ان كان ابوي محمد صلى الله عليه وسلم مؤمنين او كافرين وليس لدي برهان واضح من القرآن بالفتوى في ابوي الرسول كما لدينا برهان في ابو ابراهيم آزر ولا طاقة لي بمبارزة الامام المهدي بالعلم كوني مؤمن بأن الله لم يؤتيني علم الكتاب او نصف علم الكتاب الا انني موقن بأن القرآن ذكرى للعالمين لمن يشاء من العباد الى يستقيم الى ربه وكل ما اردته هو ان اوضح لابو محمد اننا كنا مستفيدين بحوار الامام مع قول الحق فنزداد كيل بيان ذلك كيل يسير ولكن ربنا شاء ان ينتهي الحوار بتلك الطريقة
واذا سمحت يا امامنا الكريم ان تزيدنا بيانات مما علمك الله على كل الايات التي مرينا عليها وخاصة التي ترى انه التبس علينا الامر في تفسيرها وأجرك على رب العالمين
لماذا حق القول على اكثرهم؟ ومن هم القله الذين لم يحق القول عليهم ولماذا جعل الله في اعناقهم اغلال وعلى اعينهم سدود رغم ان الرسول ما زال في بداية الدعوة
وبما ان الله ارسل رسوله نذير لقوم ما اتاهم نذير من قبل فلماذا يقول الله وسواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ويقول الله انما تنذر من اتبع الذكر؟ كيف يعرف القرشيين ان هذا ذكر من ربهم كونهم لم يروا ذكر من قبل ولم يعرفوا ما يأتيهم في الذكر
وغيرها الكثير الكثير من الاسئلة التي نرى كل اجابتها متعلق بعلم الاخرة
وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
اقتباس المشاركة : ابن مسعود
اللهم علمه ووفقه وفقهه في الدين
اللهم اره الحق حقا وارزقه اتباعه واره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه
اللهم وفقه للخير واقدر له الخير ونجه من الكرب
اللهم لاتفتنه وانت الرحمن الرحيم ولا تجعل فتنته في علمه وانت العالم الحفيظ
اللهم ارفع درجته في المهديين واغفر له ولوالديه
ونور بصيرته وبصره وسدد فهمه والهمه رشده وتوله فيمن توليت
بارك الله فيك
—
انتهى الاقتباس من ابن مسعود
آمـــــــــــين يارب العالمــــــــــــــين
اللهم اني اسألك بحق لا اله الا انت القادر على كل شيئ ان ترضى عن اخي ابن مسعود
وانت تعطيه كل ما دعا لي به
ولا تبخل علي يا اخي الكبير في النصيحة اذا ما رأيتني بدأت في الاعوجاج
اضافة ملاحظة : لقد كررت الدعاء لاخي ابن مسعود ثلاث مرات الا ان الادراة حذفت اثنتين وأسال الله العظيم ان يرسل للادارة نذير ان لا يعدلوا مشاركات احد الا ما كان دمج
وماذا عن الذين سفهوا انفسهم وفرطوا في ملة ابيهم ابراهيم
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾
برهان انه لن يدخل الجنه الا مسلم سواء كان متبع لابراهيم او عيسى او موسى او محمد عليهم السلام
وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾
برهان انه لن يدخل الجنه من لم يكن مسلم
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾
برهان انه لن يعرف احد ان محمد رسول مبعوث الا من كان مسلم
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾
برهان انه لن يتبع الرسول ويفقه قوله الا من كان مسلم
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - شوال - 1435 هـ
18 - 08 - 2014 مـ
06:06 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم لمن أراد أن يتذكَّر أو أراد شكوراً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
وإني أرى فتواك تطابق فتوى الذين لا يعلمون أنّ أصحاب الأعراف هم المسلمون الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم وهذا نفي التوبة إلى الله، بمعنى أنّ المسلم يرتكب السوء ويفعل الحسنات ولا تلزمه التوبة لكونها توزن أعماله وأيّهم رجح على الآخر فقد فاز به، ويا سبحان الله! فما بالك بمن عمل السوء سبعين سنة وقبل أن يموت بأسبوع تاب إلى الله متاباً فماذا تساوي حسناتُ أسبوعٍ واحدٍ مقابل سيئات سبعين سنة!!
ويا رجل، والله لو عملت بعمل أهل الجنّة مليون عاماً وقبيل أن تموت بيومٍ واحدٍ انقلبت على عقبيك فعملت بعمل أهل النار وسبق عليك كتاب الموت وأنت تعمل بعمل أهل النار لدخلت النار من بعد موتك، وكذلك لو عملت بعمل أهل النار مليون سنة وقبل أن تموت بيومٍ واحدٍ فقط تُبتَ إلى ربِّك متاباً وأنت لا تعلم أنّك ستموت بذلك اليوم فمن ثم عملتَ بعمل أهل الجنة وسبق عليك الكتاب وأنت تعمل بعمل أهل الجنة لدخلت الجنة، فكن من الشاكرين ولا تكن من الكافرين.
ويا رجل، إن خلط الأعمال الحسن والسوء منها يلزم من يفعل السوء أنْ يتوب عنه ويعترف بذنبه تائباً إلى ربّه ليغفر له، ثمّ يغفر الله له ويتقبل حسناته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [التوبة:102].
ونعدك أن نلجمك بالحقّ إلجاماً لكونك تنفي التوبة الى الله بفتواك هذه: "أنّ أهل الأعراف تساوت حسناتهم وسيئاتهم"؛ بل التوبة تَجُبُّ كافة الذنوب، فكن من الشاكرين ولا تكن من الكافرين.
وبالنسبة لأصحاب الأعراف فما ظنّك بالذين ماتوا من قبل أن يبعث الله الرسل إلى قُراهم كمثل أبي محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وعلى أبيه وأسلّم تسليماً، فهل هو في النار أم في الجنة؟ وسوف نحتكم لمحكم القرآن العظيم في هذه المسألة، وقال لله تعالى: {يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [يس].
فانظر لفتوى الله تعالى بعدم إنذار قومه من قبل بعث النبي؛ قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل آباؤهم من قبل بعث محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومنهم أبيه عبد الله بن عبد المطلب من الذين ماتوا قبل بعث محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فهل هم من المعذبين؟ والجواب نتركه من الربّ عليك مباشرة. قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
فما داموا ليسوا من المُعذّبين فأين سيكون موقعهم بعد انقضاء الحساب ما بين المؤمنين برسل ربّهم والكافرين المعرضين عن اتِّباع رسل ربِّهم؟ فأين القوم الذين لم تُقَّم عليهم الحجّة ببعث الرّسُل؟ فحتماً أولئِك أصحاب الأعراف، ولكنّك تُجادل في آيات الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ حتى يمقتَك الأنصار، ومقتُ الله أكبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
____________
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ويا محمود سوف نقتبس من بيانك قول الله تعالى ما يلي: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
وترون أنّ محمود يحاج ناصر محمد اليماني بهذه الآية فيستدِلّ بها أنّ الله لم يُجـِب دعاءهم فيخرجهم من النار برغم أنّهم دعوا ربّهم وقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ومن ثمّ يردّ الإمام ناصر محمد اليماني على محمود بالحقّ وأقول أولم تتدبر قولهم في دعائهم فقالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
فتدبّر بالضبط الوعد الذي قطعوه لربهم بقولهم: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، ومن ثم يتبيّن لك أنّهم يريدون من ربِّهم أن يُخرجهم من النار فيُرجعهم إلى الدُنيا ولذلك قالوا: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}؛ أي إنهم يريدون أن يُرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذين كانوا يعملون وذلك هو السبب الذي منع الإجابة لدعائهم من ربِّهم هو طلبهم أن يُعيدهم إلى الحياة الدُنيا وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)} صدق الله العظيم [فاطر].
وحَصْحصَ الحقّ وتبيّن لك يا محمود البيان الحقّ للآية التي تحاجّني بها في قول الله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون]؛ أنّهم فعلاً كان طلبهم في الدعاء من ربهم أن يخرجهم فيعيدهم للدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكن ليس في ذلك الدُعاء حجّة لهم على ربِّهم بل أقام الله عليهم الحجّة وذكّرهم أنّه عمّرهم في الحياة الدُنيا وأرسل إليهم الرّسل حتى لا تكون لهم الحجّة على ربهم وقال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم.
فانظر كيف أنّ الله أقام عليهم الحجّة وقال لهم: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].
فهم يرجون من ربِّهم أن يُرجعَهم إلى الدُنيا ويسأل الله ذلك من بعد موته مباشرةً جميع الذين ماتوا وهم كافرون، ولا تزال تلك دعوتهم. وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
فانظر لقولهم: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}؛ ويقصدون لو أن الله هداهم في الحياة الدُنيا {لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، ومن ثم تمنّوا الرّجعة إلى الحياة الدُنيا ليس حباً فيها وإنّما لكي يكونوا من المحسنين فيعملوا غير الذي كانوا يعملون فيها من قبل، ولذلك قال الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم.
ولكن الحجّة لهم على ربِّهم لو أنّهم يسألون الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر لهم فيقولوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، فمن ثم يُجيب الله دعاءهم لو يسألوا الله رحمته ولا يطلبوا منه أن يعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون، ورحمة الله هي حجّة عباده على ربِّهم حين يسألونه رحمتَه مُعترفين بظلمهم لأنفسهم، وتلك الكلمات الحق هي التي تلقّاها آدم وزوجته من ربهم فكلمهم الله بوحي التفهيم إلى قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم. [البقرة:37].
فما هي هذه الكلمات؟ وهي قولهم بالدعاء إلى ربهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].
ويا محمود، إنّما الإمام المهديّ يريد أن يُعلِّم عباد الله بشكل عام مُسلمَهم وكافرَهم كيف ينقذون أنفسهم من عذاب ربِّهم في الدُنيا وفي الآخرة لأنّ الإمام المهديّ يريد أن يساعدَهم من أجل تحقيق هدفه النعيم الأعظم، وأما أنت فتزيدهم إحباطاً ويأساً من رحمة الله، هداك الله. أفلا تعلم عن سبب بقائهم في عذاب جهنم؟ فذلك بسبب يأسهم من رحمة الله وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [العنكبوت:23].
فاليأس من رحمة الله في حدّ ذاته مزيدٌ من ظلمهم لأنفسهم. وقال الله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].
فكن من الشاكرين أن ابتعث الله الإمام المهديّ في أمّتك التي تعيش فيها ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
______________
فتاوى وبيانٌ وردٌ على السائلين بالحقّ المبين، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني 04 - 02 - 1436 هـ 26 - 11 - 2014 مـ 07:05 صباحاً ـــــــــــــــــــــ
فتاوى وبيانٌ وردٌ على السائلين بالحقّ المبين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
. ويا أخي الكريم السائل عن بيان قول الله تعالى: {لتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
وموضع السؤال هو عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم. أي حقّ العذاب على أكثر الأقوام الذين ابتعث الله إليهم رسله فلم يؤمنوا بهم ولا اتّبعوهم إلا قليلٌ من أقوامهم، وأكثر أقوامهم أعرضوا وكفروا بدعوة رسل الله فحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم في النار بسبب عدم إيمانهم بما أنزل الله عليهم على لسان رسله من آياته البيّنات حتى إذا أهلكهم الله بسبب كفرهم بآيات ربّهم، فمن ثمّ يقول الله تعالى:
{قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
صدق الله العظيم [الأعراف].
والمحاجّة بين أمّتين وهي الأمّة التي أهلكها الله وأمّة من قبلهم من الأمم وهي الأمّة الأولى من بعد الرسول مباشرةً كونهم السبب في ضلالهم فهم أوّل من ابتدع المبالغة في عباد الله المكرمين زلفةً إلى ربّهم وصنعوا لهم تماثيل لصورهم ودعوهم من دون الله وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقد تبيّن للمهلَكين أنّ السبب في ضلالهم هي الأمّة الأولى المبالِغة في عباد الله المكرّمين، واكتشفوا أنّها أول من ابتدع أصناماً تماثيل لعباد الله المقربين. ولذلك قال الله تعالى: {كلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم.
وبيّن الله لكم أنّ المعذَّبين هم الذين أقيمت عليهم الحجّة بتنزيل آيات الكتاب على لسان رسله ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40)} صدق الله العظيم [الأعراف].
. وأمّا سؤالك عن البيان الحقّ: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ}، فتجده في قول الله تعالى: {وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:103]. فما صدّق بآيات الله واتّبع الرسل من أقوامهم إلا قليلٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} صدق الله العظيم [سبأ:13].
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [يس]. ويقصد الذين أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ؛ بل السبب من عند أنفسهم لكونهم زاغوا في القرار وهو التكذيب وعدم الاتّباع فمن ثمّ أزاغ الله قلوبهم فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].
فبعد أن أزاغ الله قلوبهم من غير ظلمٍ بل السبب من عند أنفسهم فهنا ومهما حرص على هداهم فلن يؤمنوا إذاً أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم [الكهف]. فأصبح الأمر {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾} ليس أنّ الله أزاغ قلوبهم ظلماً لهم؛ سبحانه ولا يظلم ربك أحداً! بل تبيّن لكم السبب هو جدلهم لأنبياء الله بالباطل وتكبرهم وعدم السماح لعقولهم بالتفكر في منطق أنبياء الله الذين جاءُوا بالحقّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)} صدق الله العظيم.
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. وذلك من بعد رسول الله إليهم ليدعوهم إلى دين الإسلام ولم يقبلوا إلا دين آبائهم فهم على آثارهم مقتدون ورفضوا الدين الحقّ من ربّهم. . وأما سؤالك عن بيان قول الله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص]. فيقصد طائفةً من أهل الكتاب من النصارى من الذين استمعوا إلى القرآن ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوا من الحقّ. وقال الله تعالى:
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة].
ولذلك قالوا إنّا كنا من قبله مسلمين في قول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الحقّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
. وأما سؤالك عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النمل]. فتلك فتوى من ربّ العالمين أنّه لن يسمع آيات الله إلا من أسلم لله واتّبع آياته واعتصم بها وكفر بما يخالفها فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ لكونه اتّبع البرهان المبين من ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿174﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿175﴾} صدق الله العظيم [النساء]. . وأما سؤالك عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ﴿٥٠﴾ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ۖ وَمَن يَلْعَنِ اللَّـهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿٥٢﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿٥٣﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فتجد أنّ الله لا يعذب من أشرك به إلا من بعد إقامة الحجّة عليه بآيات ربّه المحكمات في محكم كتابه، ومن أصرّ على شركه وكفر ببرهان ربّه واتّبع من لا برهان له فإنما حسابه عند ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وهم الكافرون بالله وآياته.
ويا حبيبي في الله، إنّني لا أجد في الكتاب أنّ الله يعذب المشركين إلا من أعرض عن آيات ربّه برهان العبودية للربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولا أجد في الكتاب أنّ الله يجازي إلا الكفار بالله وآياته ورسله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم [سبأ]. فانظر لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17)} صدق الله العظيم، أي وهل نجازي إلا من كفر بربه فأعرض عن آياته؟ ألا وإنّ برهان الله على المعرضين من الإنس والجنّ هو القرآن العظيم فمن أعرض عنه واعتصم بما يخالفه فليس من المسلمين المستسلمين لاتّباع ما أنزل إليهم من ربّهم.
ويا حبيبي في الله الباحث عن الحقّ، إن لآيات القرآن مواضعاً فكلّ آيةٍ تخصّ موضوعاً ما، وأراك تجعل الآية تشمل كل المواضيع والأحكام وتبني على ذلك الحكم، وهنا حتماً سوف تخطئ في بيانك لها فتقول على الله ما لا تعلم، وذلك من أمر الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:169]. ولكنّ الله حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].
فكن من الشاكرين يا قرة العين، فتفسيرك هذا سوف تقف أمامه عقباتٌ كثيرةٌ في آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فتجعلُك الآياتُ المحكمات أمام خيارين اثنين؛ أن تؤمن ببعضٍ الكتاب فتكفر ببعضٍ، وعلى سبيل المثال تتّبع آياتٍ تحتاج للتفسير والبيان فتأتي بتفسيرها حسب هواك من عند نفسك فتجعلها برهاناً مبيناً من عند نفسك بالتفسير بغير الحقّ المقصود، وكذلك الطّامة الكبرى الإعراض عن الآيات المحكمات البيّنات التي سوف تقف لتفسيرك بالمرصاد، مثال قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام]. وهذه من آيات أمّ الكتاب المحكمات أنّ الله لم يعذب في الآخرة إلا من أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل الذين يتلون عليهم آيات ربّهم، فتجد الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أقرّوا واعترفوا بأنّ ربّهم بعث إليهم رسله بآياته، ولذلك كان ردّهم على ربّهم بالاعتراف في قول الله تعالى: {يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم.
والسؤال الموجّه لربّ العالمين مباشرةً: يا إله العالمين، وما حكمك على الكافرين الذين ماتوا من أقوامهم من قبل بعث رسل الله إليهم؟ والجواب من الربّ في محكم الكتاب مباشرةً: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]. والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)} صدق الله العظيم [يس].
وربّما يودّ الباحث عن الحقّ أن يقول: "ولماذا يا إمامي قلت والأمّة الوسط لم يبعث الله فيهم نذيراً في أممهم الوسطى، فما تقصد بقولك هذا؟". فمن ثمّ نردُّ على السائلين ونقول: كون الله لا يقصد أنّه ما آتاهم من نذيرٍ في آبائهم الأولين في الأمم الأولى؛ بل يقصد آباءهم في الأمم الأقرب إلى أمّتهم لكون الله بعث في آبائهم الأولين في الأمم الأولى نذيراً. ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (81) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ويا حبيبي في الله، إنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تأسس على تفصيل البيان للقرآن بالقرآن ولذلك فلن تجد فيه تناقضاً شيئاً؛ بل تجد بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأما بيانك فهو كمثل تفاسير المفسرين من عند أنفسهم وحتماً تجعلون كتاب الله متناقضاً في نظر العالمين! والسبب ليس من عند الله وما جعله الله متناقضاً؛ بل السبب من عند أنفسكم وهي تفاسيركم لآيات القرآن وأنتم لستم من الراسخين في علم الكتاب. فلو أنّكم أخذتم المحكم وتركتم تفسير الباقي لأهله لنجوتُم ولكنّكم اتّبعتم ظاهر المتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتفصيل والبيان وأعرضتم عن آيات محكم القرآن، وأولئك زاغوا عن الحقّ من ربّهم وأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، وبسبب قولهم على الله ما لا يعلمون تفرّقوا إلى شيعٍ وأحزابٍ وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.
وبعث الله لبيان حقيقة اسم الله الأعظم الإمامَ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني برحمة الله التي وسعت كل شيءٍ إلا من أبَى رحمة ربّه وأنكر أنّ الله أرحم الراحمين ويريد شفعاءً له بين يدي من هو أرحم به من عباده؛ وأولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً ويصلون سعيراً حتى يعلموا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين ويعلموا أنّهم ظلموا أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربّهم وبحثوا عن الرحمة عند سواه ليشفع لهم عند الله أرحم الراحمين، ولذلك قالوا لخزنة جهنم: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالبيّنات قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)} صدق الله العظيم [غافر].
وأما البرهان أنّهم يائسون مُبلسون من رحمة الله تماماً، فبعد أن استَيْأَسوا من شفاعة الملائكة من طلب التخفيف فمن ثمّ طلبوا من مالك خازن النار أن يدعو ربّه ليقضي عليهم بالموت الخالد. وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُم بالحقّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)} صدق الله العظيم [الزخرف].
وها هو الإمام المهديّ الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرِّه يدعوكم إلى الاحتكام إلى الله في كافة ما كنتم فيه تختلفون، ووعدٌ علينا غير مكذوبٍ أن يهيمن المهديّ المنتظَر بالبيان الحقّ للذكر على كافة علماء الأمصار في جميع الأقطار فلا يجادلنا عالمٌ من القرآن إلا غلبناه بسلطان العلم الملجم وهيمنّا عليه بحكم الله المهيمن على الكلّ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون!
ويا مسلمين اتقوا الله، فوالله ثمّ والله إنّ الإمام المهديّ ليتحدّى بالبيان الحقّ عقولكم إن كنتم تعقلون! ولكن الطّامة الكبرى أنّ كثيراً ممن علموا بدعوة ناصر محمد اليماني لم يُعطوا لعقولهم فرصةً للتفكّر والتدبّر في البيان الحقّ للذكر ووقعوا في مكر الشياطين بالصدّ عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم كون الشياطين وسْوَسوا لكثيرٍ من الذين تتخبطهم مسوس الشياطين ليدّعي أنّه المهديّ المنتظَر، والحكمة الخبيثة من ذلك حتى إذا بعث الله إليكم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فأوّل ما تقولون: "إنْ هو إلا كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر بين الحين والآخر"؛ فيعرضوا من قبل أن يستمعوا، ولم يسمحوا لعقولهم بالتفكر والتدبر في البيان الحقّ للذكر فلعلّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وليس من الممسوسين، فلا يجوز لهم أن يحكموا على ناصر محمد اليماني بأنّه كمثل غيره ممن يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر حتى يتدبّروا ويتفكّروا في منطق سلطان علمه؛ هل ينطق بالحقّ أم يفسِّر القرآن على هواه من عند نفسه، وما خطب ناصر محمد اليماني وماذا دهاه حتى يدعي شخصيّة المهديّ المنتظَر؟ حتى إذا تنازل عن كبرهم وغرورهم علماءُ الأمّة فتدبروا وتفكّروا في بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وحتى إذا رضخت له عقولهم فأفتى كلَّ إنسانٍ عقلُه أنّ ناصر محمد اليماني لينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط ٍمستقيمٍ فهو يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه القرآن العظيم فمن ثمّ توسوس له نفسه بالباطل ضدّ قرار العقل! فتقول له نفسه: "أتريد أن تتّبعه؟ فتذكر لو لم يكن ناصر هو المهديّ المنتظَر أفلا يعني ذلك أنك ضللت عن الصراط المستقيم؟". فمنهم من يتّبع هوى نفسه وخسر خسراناً مبيناً، ومنهم من اتّبع عقله وردّ على نفسه وقال:
"وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضللتُ عن الصراط المستقيم ما دمتُ اتّبعت ذكر ربّي في محكم القرآن العظيم وعبدت ربّي وحده لا شريك له ورجوت رحمته واستغنيت برحمته عن عقيدة الشفعاء بين يدي الله أرحم الراحمين، فكيف يضلّ عن الصراط المستقيم من اعتصم بالله؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)} صدق الله العظيم [الحج]، وناصر محمد اليماني تأسّست دعوتُه على الاعتصام بالله والاستغناء برحمته التي تشفع من غضبه وعذابه".
ثم يقول أولو الألباب: "فنحن لا نعبد المهديّ المنتظَر، وحتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فما ضلّ من اتّبعه لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد القهار على بصيرة القرآن العظيم ويفصّل القرآن بالقرآن، فلم يجعل لنا ناصر محمد اليماني الحجّة للإعراض عنه؛ بل الحجّة بالحقّ هي مع الإمام ناصر محمد اليماني سواء يكون هو المهديّ المنتظَر أو مجدداً للدين فقد أقام الحجّة علينا، وما دام يفتي أنّه المهديّ المنتظَر ووجدنا الله قد أيّده بسلطان علم البيان فصدقناه فإن يكن كاذباً فعليه كذبه. وأهم شيء أننا اتّبعناه على بصيرةٍ من الله لكونه هيمن علينا بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، وما جادله عالِمٌ إلا غلبه فأصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لفتوى جدّه إليه في منامه بإذن الله أنّه هو المهديّ المنتظَر؛ [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]، وقد أصبحت رؤياه حجةً علينا من بعد أن رأينا أنّ الله قد أصدقه الرؤيا بالحقّ على مدار حوار عشر سنواتٍ حاور ناصر كثيراً من العلماء والباحثين عن الحقّ، فتدبّرنا الحوار على مدار عشر سنوات مضت فوجدنا أنّ ناصر محمد هو المهيمن بسلطان علم البيان الحقّ للقرآن، فما وجدناه قرآنياً يفسّر القرآن على هواه، وما وجدناه شيعيّاً يقول على الله ما لا يعلم ويبالغ في حبّ آل البيت لدرجة الشرك بالله فيدعونهم من دون الله، وما وجدناه سنيّاً معتصماً بالسُّنة وترك القرآن وراء ظهره، وما وجدنا ناصر محمد اليماني يَتَمَذْهبُ مع أيّ مذهبٍ ولا يتعصَّب مع أي فرقة؛ بل وجدناه يعلن الكفر بالتعدديّة المذهبيّة والحزبيّة في دين الله، ويدعو إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، ويدعو علماء المسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له، وقال ناصر: فما على ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله مما تنزّل على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- إن كنتم مؤمنين بما أُنزل على محمدٍ رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليه وآله وسلم".
فذلكم منطق أولي الألباب منكم خير الدواب، وأما أشرهم فسوف نجدهم صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لا يعقلون ولا يسمحون لأنفسهم أن يتفكروا في البيان الحقّ للقرآن ويصدّون عن اتّباع ناصر محمد اليماني صدوداً شديداً، أولئك سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يصدّون الناس عن اتّباع آيات الله وليس عن اتّباع ناصر محمد اليماني فما جاءهم ناصر محمد بكتابٍ جديدٍ وإنّما يبيّن للناس هذا القرآن العظيم، فما ظنّكم بمن علم بالحقّ فكتمه وأبَى الاعتراف بالحقّ وصدّ عنه صدوداً؟ فما موقفه عند ربّه؟ فليتذكر قول الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولسوف يأتي يومٌ يلعن بعضهم بعضاً، أي يلعنُ العلماءَ التابعون لهم لكونهم أضلّوهم حسب فتواهم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، ولن يغني عنهم علماؤهم من الله شيئاً. وما أشبه الليلة بالبارحة فما حدث في عصر بعث الأنبياء كذلك يحدث في عصر بعث المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم! فليتذكروا قول الله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (36) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}
صدق الله العظيم [سبأ].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
___________ [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
البيعة لله
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)
كفيييييت ووفييييييت يامن عندك علم الكتاب
ماشاءالله لاإله إلا الله وسبحان الله كثييييييرا ماااااااعظم بيانك هذا ياايها الامام المهدي لقد اندهشت عقولنا بعجائب بيانك اليوم فما بعد هذا البيان بيان تسلم له الالباب تسليما فلا يعرض عنه الا اصم واعمى ..!!
سبحااااان من علمك باستنباط البرهان من القرءان ببصيرة لاتخطر على قلب بشر !!!!!
هنيئا لك ايها الامام المهدي على هذا الوحي العظيم بوحي التفهيم وهنيئا لنا بك يامعلمنا الفذ المدهش بروائع البيان الحق للقرءان من نفس القراءن وهنيئا للعالمين على اصطفاء الله لك بأن تكون لهم إماما كريما ومعلما فذا حكيما ..
ماشاءالله تبارك الله والحمدلله والله اكبر