الموضوع: منهم أصحاب الأعــــــــراف

النتائج 181 إلى 190 من 290
  1. افتراضي


    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 01 - 1436 هـ
    22 - 11 - 2014 مـ
    04:35 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    لا حرج على الأنصار أن يسألوا عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم حتى يدركوا الحكمة من خلقهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة رسل الله من الجنّ والإنس والملائكة أجمعين وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار ولسوف أنبّئكم بما علمته من خلال ردّ حبيبي في الله الأنصاري (قول الحق)، فإنّي أراه بدأ يقدّر ربّه حقّ قدره فيعرفه حقّ معرفته من خلال تدبّر حقيقة حسرة ربّه وحزنه على الضالين من عباده المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولكن لا تزال تجول في خاطره آياتٌ تعيق تمام اليقين بحقيقة النّعيم الأعظم ويودّ أن يسأل عنها ولكنه يخشى مقت الأنصار له بغير الحقّ إن استمر في الأسئلة.

    فمن ثم نقول: يا معشر الأنصار، تذكّروا أنّكم كذلك كنتم يا معشر الأنصار لا تعلمون حقيقة النّعيم الأعظم فمنّ الله عليكم، وكان الصالحون منكم يتّخذون رضوان الله النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق نعيم الجنة الأصغر فمنّ الله عليكم ببعث الإمام المهديّ إلى النّعيم الأعظم فأصبحتم تمقتون فرح الشهداء والصالحين بجنات النّعيم، فتقولون: "يا للعجب فكيف يفرحون بالحور العين وجنات النّعيم وربّهم لا يزال متحسراً وحزيناً في نفسه على عباده الضالّين المعذّبين المتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم؟". فنقول: فكذلك كنتم مثلهم لا تعلمون بعظيم حسرة الله وحزنه في نفسه على عباده المعذَّبين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فمنّ الله ببعث الإمام المهدي لحقيقة اسم الله الأعظم فأصبحتم من الموقنين، وعليه فلا حرج على كافة الأنصار من الذين لم ترتقِ عبادتهم لربِّهم كما ينبغي أن يُعْبَدَ فلا حرج عليهم أن يسألوا ما يشاءون عن الآيات التي تعيق يقينهم بتحقيق رضوان نفس ربّهم النّعيم الأعظم من نعيم جنته حتى يدركوا الحكمة من خلقهم أنّه لم يخلق الله عباده لكي يعذّبهم بناره ولا ليدخلهم جنته، فمن ثم يعلمون البيان الحقّ عن الحكمة من خلقهم حسب فتوى الله لعباده في محكم كتابه أنّه لم يخلقهم ليعذبهم بناره ولا ليدخلهم جنته؛ بل بيّن الله لعباده عن الحكمة من خلقهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]؛ أي ليعبدوا رضوان ربّهم فيتّخذوه منتهى غايتهم وكلّ هدفهم فيسعوا إلى تحقيق رضوان الله على أنفسهم وعلى أمّتهم فيصبح هدفهم هو الهدف المعاكس لهدف شياطين الجنّ والإنس، كون شياطين الجنّ والإنس غضب الله عليهم فيئسوا من رحمة ربّهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور، ولذلك اتّبَع الشياطين ما يسخط الله ويغضب نفسه ولم يكتفوا بغضب الله عليهم؛ بل يناضلوا الليل والنهار للسعي إلى عدم تحقيق رضوان الله على الجنّ والإنس ليكونوا معهم سواء في نار الجحيم، كون شياطين الإنس والجنّ يئسوا من رحمة الله لهم في الآخرة كما يئس الكفار من بعث أصحاب القبور. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13].

    ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس ضدّ دعوة الأنبياء والمهديّ المنتظَر فيصدّون الإنسَ والجنَّ عن اتّباع دعوة الأنبياء والمهدي المنتظَر، وذلك حتى لا يكون عباد الله شاكرين فيتحقق رضوان الله على عباده وحتى يكونوا معهم سواء في نار الجحيم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} صدق الله العظيم [النساء:89].

    كون الشيطان يدعو عباد الله ليكونوا من أصحاب الجحيم. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} صدق الله العظيم [فاطر].

    وبما أنّ شياطين الجنّ والإنس علموا أنّه لن يتحقّق هدفهم حتى يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده ولذلك يسعوا الليل والنهار ليُضلّوا عباد الله عن الصراط المستقيم صراط الله العزيز الحميد حتى لا يكونوا عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك يسعى شياطين الجنّ والإنس إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده، وبما أنّ الشيطان وحزبه علموا أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر ولذلك قال الشيطان الرجيم رداً على الرحمن الرحيم في محكم القرآن العظيم: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} [الأعراف].

    ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه يسعون الليل والنهار إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس ربّهم، وبما أنّ الشياطين لم يكتفوا بغضب نفس الله عليهم بل كذلك يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان الله على عباده وبما أنّ الإمام المهديّ وأنصاره من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشياطين في نفس الله لكون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره لم يكتفوا فقط بتحقيق رضوان الله عليهم؛ بل كذلك يسعون الليل والنهار وهم لا يسأمون من أجل تحقيق رضوان الله على عباده بتحقيق هدى الضالين من الناس أجمعين ليكونوا شاكرين لربِّهم ليتحقق رضوان الله على عباده، فالسؤال الذي يطرح نفسه لكافة علماء المسلمين وأمّتهم: فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وهم يجاهدون بالدعوة إلى سبيل ربّهم على بصيرةٍ من ربّهم الليل والنهار ليكون عباد الله شاكرين، وهم لا يسأمون في دعوتهم من أجل تحقيق رضوان الله على عباده؟ فكيف يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ وقد علمتم أنّ ناصر محمد اليماني ومن معه من قومٍ يحبّهم الله ويحبونه يسعون إلى تحقيق الهدف المعاكس لهدف الشيطان وحزبه؟ أفلا تعقلون! فإذا كنتم ترون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ بحجّة أنّهم اتّبعوا محكم القرآن العظيم ويناضلون لتحقيق الهدف المضاد تماماً لهدف الشياطين وحزبه فكيف إذاً يكون ناصر محمد اليماني وأنصاره على ضلالٍ مبينٍ؟ فهل أنتم من حزب الرحمن أم من حزب الشيطان! ما لكم كيف تحكمون علينا بالباطل فهل عندكم كتابٌ منزّلٌ من عند الله هو أهدى من هذا فنتّبعه؟ فأتوا به إن كنتم صادقين.

    ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، فاعلموا أنّ ناصر محمد اليماني ما كان مبتدعَ الدعوة إلى تحقيق رضوان الرحمن؛ بل متّبعَ البيان الحقّ للقرآن كما أمر اللهُ الإمامَ المهدي وجميع المسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين أن يتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وأتحدى كافة علماء المسلمين أن يأتوني بشيء ابتدعتُه وهو لا يوجد بمحكم القرآن العظيم. وإنّما أمر الله محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتّبع القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿106﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي

    صدقت وبالحق نطقت ياامامنا الكريم ايدك الله بالنصر والتمكين والفتح المبين
    --- دمج ---
    الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
    صدقت وبالحق نطقت يا امنامنا
    --- دمج ---
    صدقت وبالحق نطقت يا أمامنا الكريم
    نصرك الله ياامامي ناصر محمد وايدك بالفتح المبين
    قال تعالى
    {قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}
    [النمل : 72] صدق الله العظيم

  3. rose

    السلام عليكم امامي و قرة عيني
    لكم تعطينا شحنا بكلامك عن النعيم الاعظم

    [I]والله ثم و الله فانك نقشتها في قلوبنا و زخرفتها
    و لا و لن يمحوها لا الزمن و لا شياطين البشر
    اه ما اعظم النعيم الاعظم
    اللهم ثبتنا اللهم ثبتنا
    ربنا لا تزغ قلوبنا بعد ان هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب[/I]

  4. افتراضي




    سر النعيم الأعظم والسابقون السابقون
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1974

    فتوى الإمام ناصر محمد اليماني الحق إلى جميع عبيد النعيم الأعظم
    [https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=4538

    التعريف من محمد رسول الله والإمام المهدي المنتظر الحق لقومٍ يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=9023

    الموضوع: البيان المُبكي لأعين أحباب الله ورسوله والمهدي المنتظر
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=382

    مزيدٌ من البيان لحقيقة النّعيم الأعظم من نعيم جنّة النّعيم وردٌّ على السّائلين ..
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?13394

    تذكير بالنعيم الأعظم من الإمام المهدي ناصر محمد إلى عموم المسلمين..
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=19382-

    عبيد النّعيم الأعظم هم أعظم نفقةً في الكتاب هي نفقتهم كونهم لن يرضوا بملكوت ربّهم في الآخرة حتى يرضى فكأنهم أنفقوا ملكوت ربّهم أجمعين..
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?19379-

    فتوى الإمام المهدي إلى الشيخ أحمد عمرو في حقيقة قوم يحبّهم الله ويحبّونه لمن أراد أن يكون منهم فيفوز بالفوز الأعظم في الكتاب..
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=11330


    ألا والله لولا عبيد النعيم الأعظم ما أخرج الله من ناره أحداً
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?3543-%

    النفس المطمئنة ودرجات العلم بين الأنبياء والرسل والأئمة
    http://alhidaih.blogspot.com/2013/10/blog-post_18.html

    من الإمام المهدي إلى كافة المهديين أحباب الله رب العالمين
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=2427

    بيان هدف الشيطان في نفس الرحمن من محكم القرآن، وبيان هدف الإمام المهدي في نفس الرحمن، هدفان متناقضان تماماً..
    http://https://nasser-alyamani.org/showthread.php?10402




    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. Lightbulb معنى عبادة النعيم الأعظم أنه: [[ تكون منتهى غايتنا وكل هدفنا أن يتحقَّق رضوان الله علينا وعلى جميع عباده ]]..

    اقتباس المشاركة : الإمام ناصر محمد اليماني
    ...بيّن الله لعباده عن الحكمة من خلقهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

    أي ليعبدوا
    رضوان ربّهم فيتخذوه منتهى غايتهم وكلّ هدفهم فيسعوا إلى تحقيق رضوان الله على أنفسهم وعلى أمّتهم فيصبح هدفهم هو الهدف المعاكس لهدف شياطين الجنّ والإنس...
    انتهى الاقتباس من الإمام ناصر محمد اليماني


    كثيراً ما ينفر مَنْ ندعوهم إلى تدبر بيانات الإمام المهدي بحجتِّهم مُستغربين الإسم الثاني للإمام أو أحد أنصاره(عبد النعيم الأعظم) بقولهم: [
    كيف تعبدون النعيم ولا تعبدون الله؟]! وكنت أقول لهم ما أوضحه إمامنا المهدي لتقريب معنى عبادة النعيم الأعظم أنه: [[ تكون منتهى غايتنا وكل هدفنا أن يتحقَّق رضوان الله علينا وعلى جميع عباده ]]، وبهذا تنعم أرواحنا (بتحقّق رضوان نفس الله )- بعد أن كان متحسِّراً على عباده الذين ضلوا وماتوا قبل توبتهم فأدخلهم النار فندموا وتحسّروا على تكذيبهم لرسل ربِّهم وبعد ندمِهم تحسّر عليه ربّهم حزناً)، إذن: العبادة هي الهدف ومنتهى الغاية، وبما أنّ نعيم رضوان الله أكبر من نعيم الجنّة بدليل قوله تعالى{ورضوان من الله أكبر}، إذن فالغاية أي(العبادة) هي لنعيم رضوان الله وليس لنعيم الجنّة، من حيث أنّ نعيم الجنّة مادياً (على الأجساد)، ونعيم رضوان الله معنوياً (على الأرواح) وهو أكبر وأعظم لأنه يحقِّق هدف الله من خلقنا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي يكون غايتهم وهدفهم النعيم قبل أن يأتي يوم ونُسأل عنه كما قال تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (التكاثر: ٨﴾ وهو رضوان الله فنعيمه أكبر من نعيم الجنّة{ ورضوانٌ من الله أكبر}..

    فالحمد لله الذي جعلنا من المهتدين للغاية من خلقنا؛ للنعيم الأكبر والأعظم من نعيم الجنّة وذلك بفضل الله ورحمته(الإمام المهدي)، ونسأل الله أن يهدي جميع الإنس والجن لما هدانا الله إليه، ونسأله ثبات قلوبنا على دينه، ربّنا لا تّزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب، ربّنا أتمِم لنا نورنا واغفر لنا إنّك على كلِّ شيءٍ قدير،ربّنا أحق الحق من عندك بكلماتك التامات فإنك به عليم يا أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.
    ~~~~~~~~
    {
    يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا }﴿الفتح: ٢٩﴾.
    {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا }
    ﴿المائدة: ٢﴾.
    {
    إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ } ﴿الحديد: ٢٧﴾.
    {
    وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ } ﴿الحديد: ٢٠﴾.
    {
    وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ } ﴿آل‌عمران: ١٥﴾.
    {
    وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }﴿التوبة: ٧٢﴾.
    {
    يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا }﴿الحشر: ٨﴾.
    { يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
    ﴿المائدة: ١٦﴾.
    {
    فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }﴿آل‌عمران: ١٧٤﴾.
    {
    أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }﴿آل‌عمران: ١٦٢﴾.
    {
    يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ } ﴿التوبة: ٢١﴾.
    {
    ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }﴿محمد: ٢٨﴾
    نعيمي الأكبر ليس في جنّتكَ، فما لهذا عبدتُكَ يا غفور يا ودود، فنعيمي الأكبر برضوانكَ في ذاتكَ [يا حبيبي يا الله]..
    ~~~~~~~~~~~~
    ألا والله الذي لا إلهَ غيره لن أرضى حتى ترضى يا إله العالمين وأنت على عهدي هذا من الشاهدين، وكفى بالله شهيدًا.


  6. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    امامي الكريم رضي الله عنك كونك قدرت وعرفت موقفي انني مازلت احمل استفسارات في موضوع اصحاب الاعراف والنعيم الاعظم واني قد وعدت الانصار بان يكون اخر سؤال وانما قلت ذلك خشيت مقتهم لي بغير الحق
    فاشكرك يا امامي على سعت صدرك نحوي
    ويا امامي ما ان احاول ان اقتنع بأن اصحاب الاعراف هم الذين قبل مبعث الرسل حتى ارى تلو الايات تخالف ذلك القول وهذه الايات بعضا منها
    الاولى قول الله تعالى :

    وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾

    وايضا :
    وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَا ضَرًّ‌ا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ‌ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾

    فسوف يحشر الله الضالين والمضلين وما كانوا يعبدون ثم يأتي بالملائكة المقربين ويسألهم اذا ما كانوا قد امروا الناس بعبادتهم ثم توضح الملائكة للضالين والمضلين انما كانوا يعبدون بنات ابليس وبعد ان يعرفوا ماذا كانوا يعملون يدخلهم الله جميعا عذاب الخلد

    الثانية : ان من يعبد من دون الله اي شيى حتى ولو لم يأتيهم كتاب من ربهم فليس لهم حجة عند ربهم انه لم يكن لهم كتاب بل حجة الله عليهم انهم لم يكن لديهم برهان بما عبدوا من دون الله كما قال الله تعالى :

    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْ‌جَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَ‌بُّ الْعَرْ‌شِ الْكَرِ‌يمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ لَا بُرْ‌هَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَ‌بِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿١١٧﴾

    الثالثة : ان العرب كان لديهم بينات بما في صحف ابراهيم وموسى وقد وصلتهم علوم الاخرة والبعث وان الانسان يجب عليه ان لايتبع ابائه فان كل نفس لا تزر من وزر نفس اخرى شيئا كما قال الله تعالى :

    إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَىٰ ﴿٢٧﴾ وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٢٨﴾ فَأَعْرِ‌ضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِ‌نَا وَلَمْ يُرِ‌دْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٢٩﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ ﴿٣٠﴾ وَلِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْ‌ضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴿٣١﴾ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ‌ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَ‌بَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَ‌ةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْ‌ضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿٣٢﴾ أَفَرَ‌أَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿٣٣﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿٣٤﴾ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَ‌ىٰ ﴿٣٥﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَإِبْرَ‌اهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾ أَلَّا تَزِرُ‌ وَازِرَ‌ةٌ وِزْرَ‌ أُخْرَ‌ىٰ ﴿٣٨﴾ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾

    الرابعة : قصة افتراضية .. نفترض ان الذين سموا الملائكة تسمية الانثى هم بالاسماء مفتري1 و مفتري2 ومفتري 3 وهم كانوا السبب في ضلالة العرب عن ملة ابائهم ابراهيم واسماعيل
    والان نفترض اننا في يوم القيامة وان من اصحاب النار الوليد بن المغيرة وابي لهب .... وجاء اصحاب الاعراف ومن ضمنهم المفترين الثلاثة (مفتري1 و مفتري2 ومفتري 3)
    وبعد ذلك يؤذن الموذن (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَ‌ةِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٤٥﴾) ثم يلتفت ابو لهب ويقول للوليد الا ترى من بجانب المؤذن انها جدنا (مفتري) الذي اضل اجدادنا وقال لهم يعبدوا بنات الله اللات والعزى ثم يقول الوليد بن المغيرة ماذا قالوا لعنة الله علينا لاننا ضالمين لاننا كنا نصد عن سبيل الله ونبغيها عوجا وكنا غير مؤمنين بالاخرة ولكنني كنت اسمع محمد يقول في القرآن ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ أُولَـٰئِكَ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَ‌ةِ هُمْ كَافِرُ‌ونَ ﴿١٩﴾)
    فمن ثم يرد ابو لهب على ابائه الاولين من اصحاب الاعراف ويقول لهم بل انتم لعنة الله عليكم مئة وعشرين لعنة فانا كنت احارب ابن اخي محمد بسبب خوفي على التجارة كوني كنت رجل مال ولم افتري على الله كذبا وانما متبع لكم ايها المفترون فكيف تلعنوننا رغما اننا مشتركين معكم في اننا واياكم من (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَ‌ةِ هُمْ كَافِرُ‌ونَ ) ثم يلتفت الوليد بن المغيرة الى السماء ويقول يا رب الم تقل وقولك الحق (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا) فيارب كيف تجعل المفترين الذين اتبعناهم في الاعراف بينما نحن المتبعون الاتباع الاعمى تجعلنا في الجحيم بسبب اننا حافظنا على تراث ابائنا الاولين المبطلين فمن ثم يرد (مفتري 2) على الوليد بن المغيرة ويقول انت ملعون لانك من الذين (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ‌ بِآيَاتِ رَ‌بِّهِ فَأَعْرَ‌ضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ ) وبعد ذلك يرد ابو لهب ويقول وانتم يا ابائنا اصحاب الاعراف من الذين قال الله عنهم (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ۚ)



    وبعد هذة القصة الافتراضية نجد ان اصحاب الاعراف ليسوا الذين كانوا من قبل مبعث الرسل وعبدوا من دون الله الها اخر لا برهان لهم به

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : قول الحق
    وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾ فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلَاضَرًّ‌ا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ‌ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿٤٢﴾
    فسوف يحشر الله الضالين والمضلين وما كانوا يعبدون ثم يأتي بالملائكة المقربين ويسألهم اذا ما كانوا قد امروا الناس بعبادتهم ثم توضح الملائكة للضالين والمضلين انما كانوا يعبدون بنات ابليس وبعد ان يعرفوا ماذا كانوا يعملون يدخلهم الله جميعا عذاب الخلد
    انتهى الاقتباس من قول الحق

    اقتباس المشاركة 110816 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 33 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    05 - جمادي الآخرة - 1428 هـ
    20 - 06 - 2007 مـ
    12:17 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=138
    ــــــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. منَ الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصّراط المستقيم..

    يا معشر المسلمين، لا تدعوا مع الله أحدًا، وإني لآمركم بالكفر بالتّوسل بعباد الله المقرّبين فذلك شركٌ بالله، فلا تدعوهم ليشفعوا لكُم عِند ربّكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المكرّمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئًا أم إنّهم سوف يتبرّأون ممَّن دعاهم من دون الله؟ وكما بيَّنا لكم من قبل بأنّ سبب عبادة الأصنام هي المبالغة في عباد الله المُقَرَّبين والغلوّ فيهم بغير الحقّ، حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرفوا بالكرامات والدعاء المُستجاب بالغَ فيهم الذين من بعدِهم؛ وبالغوا فيهم بغير الحقّ فيصنعون لكُلٍّ منهم صَنَمًا تمثالًا لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرّم قد مات ولو لم يزل موجودًا لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمّوا لننظر إلى حوار المشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين، وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا سرّ عبادتها إلّا أنّهم وجدوا آباءهم كابِرًا عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وإليكم التأويل بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظنّ فالظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا، والتأويل الحقّ لقوله: {‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾}، ويقصد الله أين عبادي المُقَرَّبين الذين كنتم تدعونهم من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: " ربنا هؤلاء أغوينا. " ويقصدون آباءهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهَرَعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون السرّ في عبادتها. ثمّ ننظر إلى ردِّ آبائهم الأولين فقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقَرَّبين ليقرّبوهم إلى الله زُلفًا ومن ثمّ زيّل الله بينهم وبين عباده المقربين فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُّنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم، وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضًا فأراهم إيّاهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾}، وذلك هو التزييل المقصود في الآية، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثمّ قال عباد الله المقربون: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]، وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر المسلمين، قد كفر عبادُ الله المقرّبين بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضدًا، تصديقًا لقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المُقَرَّبين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنّما هم عبادٌ لله أمثالكم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذا بالنسبة للمؤمنين المشركين بالله عبادَه المقربين، ولكنّه يوجد هناك أقوامٌ يعبدون الشياطين من دون الله؛ بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المقربين فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فقالوا: الملائكةَ المقرّبين. ومن ثمّ سأل ملائكتَه المقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، وكُلّ هذه الفرق ضالّة عن الطريق الحقّ ويحسبون بأنّهم مهتدون، ويُطلَق عليهم الضالين عن الطريق الحقّ وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يُحسنون صُنعًا.

    وأما فرقةٌ أخرى فليسوا ضالّين عن الطريق وبصَرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا لأنّهم يعلمون بأنّه سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلًا وهم يعلمون بأنّه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر، أولئك ليسوا الضالين؛ بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتّخذونه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلًا؟! كيف وهم يعرفون بأنّ محمدًا رسول الله حقٌّ كما يعرفون أبناءهم ثمّ يصدّون عن دعوة الحقّ صدودًا؟! أولئك هم أشدُّ على الرحمن عتيًّا، أولئك هم أولى بنار جهنم صليًّا، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيدًا عظيمًا، ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدّو مَن والاه لذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغَيَّروا خلق الله، ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا مِن ذُريّات بني البشر عالَم الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك لا يدخلون النّار بالحساب؛ بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مباشرةً من بعد موتهم، أولئك شياطين البشر في كلّ زمانٍ ومكانٍ يدخلون النّار من بعد موتهم مباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقَرَّبون لا يدخلون الجنة بحسابٍ؛ بمعنى أنهم لا يُؤخَّرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويَمكُثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكُثون في النّار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيُؤخَّر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب؛ بمعنى أنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يُؤخَّر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزَقُّوم بغير حساب؛ طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحَميم. ومعنى القول بحساب أي: يُحاسَبون حتى يتبيّن لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئًا بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدنيا بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخيَّة والأخرى يوم يقوم الناس لله ربّ العالمين.

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفَرْقُ بين أصحاب اليمين والمُقَرَّبين، والفارق هو بين الدرجات، وأن الفرق هو بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرُّبًا إلى الله، فإنَّ الفَرق بينهما ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبَّة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه؛ بمعنى أنّه ليس غاضِبًا عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم، ولكنّهم لم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعًا وليس فرضًا؛ بل إن شاءوا أن يتقرّبوا بها إلى ربّهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكنّ الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظُر الفَرق: فأما المُقَرَّبون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثمّ عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله وقربةً إليه تثبيتًا مِن أنفسهم ولم يكن عليهم فرضُ أمرٍ جبريٍّ كفرض الزكاة بل من أنفسهم، وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة، وأحبَّهم وقرَّبهم. وقال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160].

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبريّ، ولا تُقْبَل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبريّ ومن ثمّ الأعمال الطوعيّة، وذكر الله الفرق بينهما بنصّ القرآن العظيم بأنّ الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربةً إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبَيَّن الفرق بينهما أنّه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه.

    ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواءً في الميزان في الأجر أو الوزر وهي قتل نفسٍ بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنّما أحيا الناس جميعًا.

    فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولينظر أحدُكم هل هو مِن المُقَرَّبين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم؟ فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيّته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أدّيتُم ما أمركم الله به أم لا؟ وإذا أدَّيتُموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى ( رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم )؟ فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربّكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقَرَّبين أم مِن أصحاب اليمين أم مِن أصحاب الشِّمال، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    أخو المسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهَّر؛ اليماني المُنتَظَر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾
    صدق الله العظيم
    السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه الأعظم يا الأنصاري المكرم قول الحق هذه مشاركة لي محتشمة لأصحاب الأعراف مما استقّر في قلبي دون اقتباس
    هذه الآية الكريمة التّي استشهدت بها ظنّا منك أنّها تخصّ المُضلّين الأوّلين بل أجدها تخصّ المعاصرين للدّعوة الكريمة فحينما بعث الله خاتم الأنبياء و المرسلين عليه الصّلاة والسّلام كان القوم على ما وجدوا عليه آباءهم فلذلك كان الخطاب لهم بذمّ ما كان يعبد الآباء و تبعهم الأبناء اتّباعا أعمى دونما علم أو كتاب منير فهنا العذاب يقع على الذي علِّم و أنكر دون بينة أو جحد مع معرفته الحق كاليهود يعرفون المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما يعرفون أبناءهم و هم له جاحدون هنا حقّ عليهم عذاب ربّ العالمين أمّا الآباء حتى وإن ذموا فلا حجة لله عليهم كونهم لم يأتهم نذير من بعد فترة طويلة عكس ما كان عليه اليهود و لم تكن أنبياءهم للنّاس كافة بل لقومهم فقط لذلك تجد قولهم في سورة البقرة :
    {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(135) } صدق الله العظيم بزعمهم أنّ اليهود والنصارى فضلهم ربّهم لقرابةٍ سبحانه وتعالى عماّ يشركون و كان ردّ الله عزّ وجلّ بل ملّة ابراهيم عليه الصّلاة والسّلام حنيفا عابدا موحدا لا يهودي ولا نصراني { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67)}صدق الله العظيم آل عمران عليهم السلام
    و أمر الله رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام وكلّ المسلمين ممّن تبعه بقوله:{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) }صدق الله العظيم سورة البقرة نؤمن بالكتاب كلّه لماذا هذا الجمع لله و كتبه و رسله و أنبيائه ؟ لأنّ المصطفى عليه الصّلاة والسّلام هو خاتم رسائل السّماء و نعود لقول أصحاب الأعراف من العرب الغير منذرين فأين منذرهم قبل النبيّ العربيّ القرشيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟ دهرا من الزمن و نقول ما قال الله تعالى:
    { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) }صدق الله العظيم سورة البقرة
    أهم ما نفهمه و قد يسّره الله لقلوبنا هو رحمة الله الغير محدودة والواسعة فوق خيال عباد الله المتّقين الرّحماء فوق....
    ّإنّه الله الذّي ليس كمثله شيء
    فكيف نتصّور من لا تنفعه طاعة عبد تقيّ طاهر و لا تضره معصية عبد شيطان مارد سبحانه وتعالى ما قدّرنا ربّنا حقّ قدره فمن رحمته الواسعة بعث فينا ناصر الإسلام دين الله الواحد عبر الأزمان والأحقاب و الخبير بحال الرّحمن خصّه بها و سأله الحبيب عليهم الصّلاة والسّلام بعد دهر نراه قرونا وهوعند الله قريب في رؤيا صادقة صدق الدعوة المباركة فاخبره صاحب علم الكتاب بحال الرحمن المتحسّر في نفسه على خلق خلقهم لعبادته فعبدوا غيره ومن كبريائه لم يبدها إلا لمن رحم ربه سبحان الله اللهم عهدا أن لن نرض حتى ترضى في نفسك على عبادك غير حزين و لامتحسّر ولا غضبان الحمد لله و الحمد لله والشكرلله زنة النعيم الأعظم من نعيم جنات النعيم رضوان الله الحبيب القريب.

    قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
    وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

    صدق الله العظيم [التوبة:72]

  9. rose السلام عليكم و رحمة الله

    اقتباس المشاركة :
    إذا فإن كانت هناك فترة وكان هناك من هم على الأعراف في أمة القرآن فسيكونون في فترة الألف عام من بعد ضرب الذكر ببيان القرآن حتى عودته ببعث الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه وآله الصلاة والسلام وقال تعالى:
    انتهى الاقتباس
    اخي علاء الدين من وجهت نظري وتنافسا مع اخوتي اجتهادا في طلب العلم وتحايلا على امامنا في اعطائنا مزيدا من البيانات ,
    اقول ان اصحاب الاعراف انتها عصرهم كانو من جنس البشر او من جنس الجان ودالك مند ان اتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رسالته
    قال الله تعالى
    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
    **********************
    وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15 )
    صدق الله العظيم


    وبما ان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والمرسلين فلا رسول بعده ادن انتهى زمن اصحاب الاعراف
    وبما انه ارسله الله رسولا للعالمين فان العالمين اجمعين يعلمون ان محمد رسول الله
    وليس من بعد دالك حجة للعبيد على الله

    وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85 آل عمران)
    صدق الله العظيم

  10. افتراضي مزيدٌ من سلطان العلم لتفصيل الأحكام من محكم القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 02 - 1436 هـ
    23 - 11 - 2014 مـ
    09:52 صباحاً
    ــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من سلطان العلم لتفصيل الأحكام من محكم القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله، ويا قرة العين، لسوف نأخذ برهانك الأول الذي تستشهد فيه بقول الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الحج]. فذلك الخطاب بالتهديد والوعيد من بعد أن نزل سلطان العلم الحقّ من الله عليهم فأصرّوا على الاستمرار في عبادة ما لم ينزّل الله به من سلطانٍ، وما للظالمين من نصيرٍ من بعد إقامة الحجّة عليهم بسلطان العلم الحقّ من ربِّهم، ولا يقصد الذين لم يبعث إليهم رسولاً لكون ليس لديهم سلطان العلم الحقّ من ربِّهم وإنما اتّبعوا أمماً من قبلهم وهم لا يعلمون السرّ في عبادة الأصنام، وبعد نزول سلطان العلم من ربِّهم بتحريم عبادة الأصنام فمن ثمّ يجادلون الأنبياء بما لم ينزّل الله به سلطاناً. وقال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿56﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيات ربّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا} صدق الله العظيم [الكهف:56-57].. ولذلك قال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ‌ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم.

    ونأتي لبرهانك بقول الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْ‌جَعُونَ ﴿١١٥﴾ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الحقّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَ‌بُّ الْعَرْ‌شِ الْكَرِ‌يمِ ﴿١١٦﴾ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ لَا بُرْ‌هَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَ‌بِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فمن ثمّ نردّ عليك بالحقِّ ونقول: إنّما يقصد الله الكافرين من بعد نزول البرهان الحقّ من ربِّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥} صدق الله العظيم [النساء].

    وأما الآيات الأخر التي تحاجِجني بها فسوف أفتيك بالحقِّ، وهو يقصد المؤمنين المبالغين في عباد الله المقربين فيدعونهم من دون الله؛ وأولئك حصب جهنم هم لها واردون، لكونهم كانوا السبب في ضلال الأمم من بعدهم، وأولئك لا تزال الحجّة عليهم قائمةً كونهم على فترةٍ قريبةٍ من رسول ربّهم الذي أرسله الله من قبل إلى أمّتهم، ولكنّهم يبالغون في عبادٍ لله مكرَّمين كانت لهم كراماتٍ، ثمّ تبالغ فيهم أمّتهم من بعد موتهم وهم يعرفونهم ثم يدعونهم من دون الله من بعد موتهم.

    والبرهان على معرفتهم لعبادٍ لله مكرّمين فبالغوا فيهم من بعد موتهم تجده في قول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)} صدق الله العظيم [النحل].

    وإنّ المشركين يعرفون عباد الله المكرّمين وبالصورة وبالغوا فيهم من بعد موتهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَ‌كُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَ‌كَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُ‌دُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الحقّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُ‌ونَ (30)} صدق الله العظيم [يونس].

    فانظر لردّ عباد الله المكرمين؛ قالوا: {وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29)} صدق الله العظيم. فهم غافلون عن عبادتهم لهم من دون الله كون الله قد توفّاهم وإنّما بالغوا فيهم من بعد موتهم، ولو لم يزالوا فيهم لنَهَوْهم عن المبالغة فيهم بغير الحقّ؛ بل كفروا لكونهم كانوا يدعونهم أن يشفعوا لهم عند الله يوم البعث لأنّ أولئك المشركين يعلمون بمجيء يوم البعث. وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]، فهم يعلمون بيوم البعث.

    فمن ثمّ أذِن الله لهم أن يدعوا شركاءهم ليشفعوا لهم إن كانوا صادقين؛ فدعوهم فلم يستجيبوا لهم. وقال الله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:64]. لكونهم نحتوا تماثيل صورٍ لعباد الله المكرّمين وجعلوها كمثل صورهم فيدعونهم من بعد موتهم، ولكنّ عباد الله المكرمين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله وكانوا عليهم ضداً بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً (82)} صدق الله العظيم [مريم].

    ويا قرّة عيني، إنّه يتبيّن لك أنّ هذه الآيات يخاطب الله بها قوماً يؤمنون بالبعث وإنّما يعتقدون بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود بأنهم سوف يشفعون لهم عند الله، ونستنبط عقيدتهم في البعث من خلال قولهم: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18]. فانظر؛ إنّهم يؤمنون بالبعث ولذلك قالوا: {هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}، وإنّما يعبدونهم ليقربوهم زلفةً إلى ربّهم. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلياءَ مَا نَعْبُدُهمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللّهِ زُلْفَى إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    فأولئك على مقربةٍ من بعث رسول ربّهم إلى أمّةٍ قبلهم، ولا يزالون يعتقدون بالبعث بين يدي الله، ويعلمون أنّ الله من سوف يبعثهم، ويرجون شفاعة عباد الله المقربين لهم بين يدي الله كما هو حال المسلمين اليوم على فترةٍ من خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    ويا رجل، إنّ أصحاب الأعراف أممٌ أخرى ضلّت عنهم الحقائق برمّتها، فهم لا يعلمون بالبعث وإنّما سمعوا من قصص الأمم الغابرة بأنّه يوجد هناك بعثٌ وظنّوا أنّ هذه التي سمعوا بها أساطيرٌ عن طريق قصص الأولين، فظنّوا البعث من ضمن الأساطير لكونهم ليس لديهم كتابٌ ولا رسولٌ فالحجّتين غائبتين الكتابَ والرسولَ فلا وجود لهما في أمّتهم، ولذلك فهم منكرون عقائد البعث كونهم سمعوا من قصص الأمم الأولى بالبعث وظنّوا أنّ البعث من العقائد الأسطوريّة، ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52].

    وإنّما يبعث الله الرسل حين تضلّ الحقائق عن الأمم تماماً خصوصاً حين يضلّ سرّ عبادة الأصنام وتضمحل عقيدة بعث من في القبور، ولذلك تجد في كلّ أمّةٍ يجادلها أقوامها في بعث من في القبور. فانظر لكفار قريش كيف يجادلون النّبيّ في بعث من في القبور. وقال الله تعالى: {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولكن سرّ عبادة الأصنام يضمحل شيئاً فشيئاً مع الزمن حتى يختفي سرّ عبادة الأصنام لدى أممٍ أخرى، حتى إذا بعث الله إليهم رسولاً فيسألهم عن سرّ عبادتهم لهذه الأصنام فيجدهم لا يعلمون السرّ وما كان ردهم إلا أن قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون. وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)} صدق الله العظيم [الشعراء]، فهؤلاء ضلّ السرّ لديهم في عبادة الأصنام.

    ويا قرّة عين إمامك، إنّ من الآيات ما تخاطب قوماً مؤمنين يعبدون الله ولكنّهم مشركون بالله عبادَه المكرمين. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)} صدق الله العظيم [يوسف]. وهنا تجد أكثر المؤمنين بالله مشركين به عبادَه المقربين، وكلّ ذلك بسبب عقيدة الشفاعة بالباطل بين يدي الله لكونهم لم يعلموا بسرّ الشفاعة أنّها لله جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}صدق الله العظيم [الزمر:44].. كونها تشفع لعباده رحمتُه من عذابه. ولكنْ لا بدّ من السبب من باب التكريم أن يأتي من العبيد من قومٍ أبَوْا نعيمَ جنّات النّعيم حتى يحقق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيرضى فإذا تحقّق رضوان الله نفسَ الله هنا تحققت شفاعة الربّ في نفسه فشفعت لهم رحمته من عذابه لكون السرّ وكلّ السرّ في تحقيق رضوان الله نفسَ الله، فلن تتحقق الشفاعة حتى يرضى في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم [النجم:26]، فانظروا متى تحقيق الشفاعة في نفس الله، وهو إذا تحقق رضوان نفس الله. ولذلك قال الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.

    وأذِن الله لأصحاب القول الصواب، فمن ثمّ تحقق رضوان الربّ لكونه لن يُدخل عباده في رحمته حتى ترضى نفسه سبحانه، فإذا رضي الله في نفسه أدخل عباده المعذبين في رحمته، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذَّبين حين سمعوا ربهّم قال لهم لقد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي، وهنا المفاجأة الكبرى لدى الضالّين المعذبين والصالحين لكونهم إذ لم يسمعوا الوفد المكرمين طلبوا من ربِّهم الشفاعة لأحدٍ من عبيد الله وما ينبغي لهم، وإنّما طلبوا من ربِّهم أن يحقق لهم النّعيم الأعظم من جنته {وَيَرْضَى}؛ فإذا رضي الله في نفسه فقد شفعت لعباده رحمتُه من أجل الذين قدروا ربّهم حقّ قدره وعرفوه حقّ معرفته وعلموا علم اليقين أنّ ربّهم هو الأرحم بعباده، وبسبب عظيم رحمته في نفسه هو متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الظالمين لأنفسهم الذين أصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم.

    وعلى كل حالً نعود لموقف تحقيق شفاعة الله أرحم الراحمين، فحين رضي في نفسه وشفعت رحمته للمعذبين وقال لهم قد غفرت لكم برحمتي فادخلوا جنّتي فهنا المفاجأة الكبرى! فقالوا للوفد المكرمين: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحقّ وهو العلي الكبير. وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الحقّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23)} صدق الله العظيم [سبأ].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل طلبوا من ربِّهم أن يُشَفِّعَهُم في عباده الضالّين المعذَّبين أم طلبوا من ربِّهم تحقيق النّعيم الأعظم من نعيم جنته ويرضى في نفسه؟ والجواب وفصل الخطاب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى} صدق الله العظيم.

    وتبيّن لكم أنّ الذي أذِن له أن يخاطب ربّه في تحقيق الشفاعة أنّه حقاً قد خاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنته (وهو نعيم رضوانه) ويرضى سبحانه فتتحقّق شفاعة رحمته في نفسه للمُعذبين من عباده الضالّين. ولكن عدم إيضاح سرّ تحقيق الشفاعة كان سببَ إشراك كثيرٍ من الأمم.

    وعلى كل حال يا حبيبي في الله السائل الأنصاري (قول الحقّ)، إنّ تفسيرك للآيات بدون رسوخٍ في علم الكتاب حتماً سوف يُضلّكَ عن الحقائق فتختلط عليك الأمور ما لم تكن من الراسخين في علم الكتاب، ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً. قال الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم [الأنبياء]. فهل يقصد هؤلاء في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]؟

    فلو تأخذ حكم هذه الآية بشكلٍ عامٍ لحكمت على فريقٍ من عباد الله المقربين بنار الجحيم. والسؤال الذي يطرح نفسه فمن يقصد بقوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم؟ والجواب تجده في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجنّ أَكْثَرُ‌هُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، فتبيّن لك أنّه يقصد فريقاً يعبدون شياطين الجنّ ويستعيذون بهم من الشرّ فزادوهم رهقاً، فأولئك يُلقى بهم في نار جهنم كليهما العابدَ والمعبود. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، انتبه فلا تتّبع المتشابه من آيات القرآن فتضلّ عن الصراط المستقيم، واعلم أنّ أحكام القرآن منها أحكامُ التخصيص؛ وأراك تأخذ الآية فتجعلها حكماً شاملاً على الكافرين وهي ذاتُ حكمٍ مخصصٍ لطائفةٍ من الكافرين كما ضربنا لك على ذلك مثلاً بين آيتين متشابهتين في الحكم فتجد أنّ الله يُلقي بالعابد والمعبود في نار جهنم في قول الله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} صدق الله العظيم، ولكنّنا أثبتنا لك حكمها أنّه من الأحكام المخصصة كون الحكم مخصصٌ لطائفتين من الكافرين وهم المشركون الذين اتّخذوا آلهةً من الشياطين فيُلقى بهم هم وما يعبدون من دون الله في نار جهنم. فهنا الحكم يخصّ العابد والمعبود؛ يُلقى بهم في نار جهنم العابد والمعبود من دون الله. ولكن يوجد هناك قومٌ مشركون بالله يدعون عباد الله المقربين فيرجون منهم أن يشفعوا لهم عند ربّهم، كمثل الذين ينادون "يا حسين اشفع لنا" أو "يا أبا الحسن اشفع لنا"، أو من كان على شاكلتهم ممن يدعون عباد الله المقربين من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم برغم أنّ الأنبياء والأئمة والأولياء لم يفتوهم بذلك وما ينبغي لهم. وقد وجّه الله السؤال إلى الأنبياء وأئمة الكتاب والأولياء من الذين يعبدونهم من دون الله فقال لهم: أأنتم أضللتم عبادي وأفتيتم بالباطل أنكم شفعاؤهم بين يدي الله؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُ‌هُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ‌ وَكَانُوا قَوْمًا بُورً‌ا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا أيها الأنصاري (قول الحقّ)، نحن نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله من تفسيرك للقرآن من عند نفسك لكون الإمام المهديّ ما ينبغي له أن يقول على الله ما لا يعلم أنّه الحقّ لا شك ولا ريب، فلا ينبغي للإمام المهديّ أن يتّبع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. وقد آتيناك بآياتٍ بيناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب يفتيك الله بالحقِّ أنّه لن يعذب إلا من أقيمت عليهم الحجّة فهو أعلم بعباده ممن أقيمت عليهم الحجّة فأعرضوا عن الحقّ من ربِّهم. وآتيناك بالبرهان المبين بخطاب الربّ إلى كافة أصحاب النار من الجنّ والإنس، فقال لهم:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:108].

    فبالله عليك فلو أنّك كنت في منزلك وابنك في المزرعة حتى إذا آوى إليك ابنك ثم قمت بضرب ولدك ضرباً مبرحاً، فقلت له: لماذا لم تُطعنِ فتفعل كذا وكذا في المزرعة؟ وأنت لم ترسل إليه أحداً إلى المزرعة يخبره أن يفعل شيئاً ما! فماذا سوف يكون جواب ابنك؟ سوف يقيم الحجّة عليك ويقول: فهل أمرتني أبتي أو بعثت إلي أحداً ليخبرني بأمرك أن أفعل كذا وكذا ومن ثمّ عصيتُ أمرك؟ فقال الأب: لم أبعث إليك أحداَ. ثم يقول الابن: إذاً فأنت ظالمٌ أبتي؛ فقد ظلمتني في ضربك لي بغير الحقّ. فكذلك لو يعذب الله عباده الذين لم يأتِهم نذيرٌ من ربِّهم ولا كتابٌ من الله يتدارسونه فهل يحقّ لله أن يُلقي بهم في نار جهنم؟ ولكنّ ربي ليس ظالماً سبحانه!

    فانظر فمع وجود التوراة والإنجيل المحرّفة في عصر كفار قريش فلم يَلُمْهم الله على اتّباعها بسبب تحريفها، وبما أنّ التوراة والإنجيل أنزلت إلى طائفتين وهم اليهود والنصارى وهم عن دراستهم غافلون وعلم الله أنّهم سوف يحتجون بذلك. وقال الله تعالى: {أن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وإنّما يعذب الله المكذبين بآيات ربّهم المنزّلة إليهم فأولئك لا يدخلون الجنة حتى يذوقوا وبال أمرهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف:40].

    وإنّما المفترون هم الذين وضعوا اللبنة الأساسيّة لإضلال الأمم وأولئك من حصب جهنم، وكذلك الكفار الذين كفروا بالحقِّ من ربِّهم كذلك في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنّما الوزر على الذين يكفرون بما أُنزل إليهم من ربِّهم في الكتاب. وقال الله تعالى: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 ) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا ( 101 )} صدق الله العظيم [طه]. ونستنبط أنّه لا وزر إلا على من كفر به من الكافرين أو أعرض عنه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا ( 99 ) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ( 100 )} صدق الله العظيم [طه]. وكل ذلك تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} صدق الله العظيم.

    فكن من الشاكرين يا قرّة عين إمامك، ويا حبيبي في الله الأنصاري إنّ لآيات القرآن مواضعاً فعليك أن تضع كلَّ آيةٍ في موضعها الحقّ، ولا حرج عليك في استمرار الحوار وسوف نأتيك بإذن الله بالحقِّ وأحسن تفسيراً من تفسيرك بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ___________


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




المواضيع المتشابهه
  1. أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 31-10-2019, 06:05 PM
  2. أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون
    بواسطة بيان في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-07-2012, 08:04 PM
  3. وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-05-2011, 02:05 AM
  4. وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 21-12-2010, 12:21 AM
  5. ((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعباً))
    بواسطة Hisham Hussein في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-08-2010, 11:30 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •