بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وتقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم، ويا علاء الدين نور الدين وياسين، ولولا أنّ الشّمس سوف تدرك القمر لا شك ولا ريب في هلال شهر شوال لكان توقعكم في محلِّه ولكان عيد الفطر المبارك هو يوم الأحد، ولو لم يكن هناك إدراكٌ في هلال شهر ذي الحجّة لكان توقعكم في محلِّه بالنسبة لغرَّة شهر رمضان يا علاء الدين نور الدين وياسين، ولكنّ إدراك شهر ذي الحجّة ضبطَ توازن الحساب فتنةً لأصحاب الغرور من علماء الفلك.
وربّما يودُّ أحد علماء الفلك أن يقول: "يا ناصر محمد، نحن علماء الفلك أعلم بجريان الشمس والقمر من عامة النّاس الذين لا يعلمون، أفلا تقيم الحجَّة علينا بآيةٍ بيّنةٍ في السماء لنعلم من خلالها أنّ الشّمس أدركت القمر؟". ومن ثمّ يقيم الإمام المهدي الحجَّة عليهم بالحقِّ وأقول: حين تجدون أنّ القمر في حساباتكم يغرب قبل الشمس رغم أنّكم تعلمون أنّ هلال الشهر قد ولِد منذ عدّة ساعاتٍ فهنا آية الإدراك الظاهرة والباهرة! ولن تستطيعوا أنْ تأتوا بتفسيرٍ علميٍّ حقٍّ مقنعٍ لماذا يغرب القمر قبل غروب الشمس! وهو مثلاً قد ولد في الظهر فكيف يتراجع للوراء حتى يغرب قبل الشمس وأنتم تعلمون أنه ينفصل عن الشمس شرقاً وليس غرباً؟ ولكن أهلّة المستحيل القادمة لكم لبالمرصاد بإذن الله، وسوف تفاجأون بما لم تكونوا تحتسبوا حتى تسلِّموا للحقِّ تسليماً أو يعذبكم الله عذاباً أليماً يا معشر المعرضين من علماء الفلك.
ويا معشر الأنصار، حقيقة أقولها بأنّ الأنصار لم يفقهوا جميعَ آيات الإدراك كما ينبغي، ولكن يكفيهم الشرف العظيم أنّهم فقهوا حقيقة النّعيم الأعظم، وكذلك حقيقة أقولها أنّ من علم بحقيقة النّعيم الأعظم فذلك هو الأساس وهو أعظم ما تنزَّل في الكتاب وتكمن فيه الحكمة من خلق العبيد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ــــــــــــــــــــ
ملاحظة: لا يتم نقل هذا البيان إلى الموسوعة وشكراً.