بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
أخي وحبيبي طاهر أبو إبراهيم ما أجمل الرجل منا والمرأة حين يرى الحق فينصاع له فلا تأخذه العزة بالإثم وأجمل منهما عدم المجازفة بالتفسير ولم أكذب بحديث رسول الله ولم أصدر الفتوى بتحليل الذهب للرجال ولكنني وضعت ما استنتجته لأعرضه عليكم عسى أن يزيدنا خليفة الله علما.
وأما القول عن الزينة فنعم يا حبيبي في الله فهي عامة ولم أقل إطلاقا بأن الزينة تخص الذهب وكل شيء في الحياة زينة والمال زينة والأولاد زينة والذهب نوع من الزينة.
وكذلك أخي أبو إبراهيم ليس لبس الذهب للرجال كمثل النساء رغم أن عقلي لا يقبل أن يتحلى الرجل بالذهب فالعقل يرفض هذا المنطق ولكن ما أجبرني على وضع مشاركاتي هي (جملة أفرد الثنايا) فسألني البعض لما الإمام له ثنايا ذهبية أليس الذهب محرم على الرجال فأجبت أن الضرورة أحيانا تستدعي أن يضع أحدنا سنا ذهبيا بحسب طبيعة الفم (والجنس) بفتح الجيم والنون(أي اللثة) كون بعض أنواع السنون كالخزف وغيره لا تكون ملائمة أو تتعب الجنس فيتآكل ويسبب التآكل للأسنان المجاورة ثم قلت كذلك لم يفتينا الإمام بعد بتحريم لبس الذهب على الرجال رغم أن الله لم يحرم زينته على عباده والزينة لفظ عام يطلق على كل شيء كما فصلته أخي أبو إبراهيم.
وأما الحديث الذي أتيت به يا أخي الحبيب طاهر فأشهد لله أنه لا علم لي حتى بوجوده وإنما أعلم أن العلماء يقولون الذهب محرما على الرجال ولكني عمري ما سمعت بالحديث الذي أتيت به لذلك كنت بين الشك واليقين بين تحريم الذهب على الرجال وبين قبوله وفق آية عدم تحريم زينة الله على عباده رغم أن العقل والمنطق لا يقبل أن يرتدي الرجل ذهبا حتى لو لم يكن محرما فأعتبره أنا بأنه خيلاء وهذا إحساس يخصني لذلك أنزلت مشاركتي أبحث فيها عن القول الفصل.
وسأسئل أخي أبو إبراهيم فأقول كيف نجمع بين الحديث وبين قوله تعالى:
{قل من حرم زينة الله التي أحل لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} [الأعراف:٣٢].
وكما تعلم فالزينة أمر عام يخص كل شيء وضع للزينة وكذلك كلمة (المؤمنين) أمرا عام يخص جميع المؤمنين وكذلك أحلت الزينة للكافرين ولكنها خاصلة للمؤمنين يوم القيامة من غير الكافرين.
وسأترقب القول الفصل في الأمر عسى أن يأذن الله للإمام بالبيان الحق لذلك وحاشا لله أن نعرض عن حديث محمد رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ولسنا ممن يفرق بين الله ورسوله وسأكتفي بالصمت في هذه المسألة وإتباع فتوى عقلي وأن الذهب إنما يمكن إستخدامه للضرورة فلا حرج في ذلك حتى يأتينا القول الفصل كون المعلومة التي أتى بها أخي طاهر عن تسبب الذهب ببعض الأمراض للرجال لذلك حرم عليهم لبس الذهب فهذه النظرة العلمية قوية وما ينقصنا إلا البيان الحق من القرآن بالقول الفصل وأنا تارك المسألة لفتوى العقل مع عدم التحدث بها لأحد حتى أجد البرهان فيأتينا القول الفصل من صاحب علم الكتاب صلوات ربي عليه وعلى آل بيته وأسلم تسليما كثيرا.
ومع ذلك لي أمرا أخيرا أعرضه هو قول محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسراقة ابن مالك حين وجده وأبا بكر الصديق في رحلة الهجرة فكان كلما لحقهم ساخت قدمي فرسه في الرمال ومن ثم قال له محمد رسول الله:
[إرجع وأعدك بسواري كسرى].
أليست سواري كسرى كان يرتديها على معصميه ووعد محمد رسول الله بها سراقة وقد يرتديها سراقة وقد يبيعها فالأمر عاما.
وأرجوا من أخي الحبيب أبو إبراهيم أن لا يقسوا مع إخوته فكما عهدناك ناصحا أمينا وجميع الأنصار على نفس الشاكلة ولكن لا يستوي بعضنا ببعض وفوق كل ذي علم عليم وأعلمنا بكتاب الله معلمنا لذلك قد يدرك بعض الأنصار أشياء لا يدركها الآخرون كل بحسب منزلته وكل بحسب ما هو به عليم ولنبينه لقوم يعلمون فوالله ربي لسنا من الذين يعرضون عن الحق إطلاقا بل نحن عطاشا للعلم كون خليفة الله فتح ببيان القرآن عقولنا التي شتتها ضلال الأمة منذ زمن فأصابها مرض جهل العلماء بقولهم إنتبه لا تتفكر في الأمر وتوقف عند هذا القول الذي ستسمعه ولا تفسره وما ذلك إلا كي لا يأتي من ينسف حديثهم الباطل ثم يهرعون هم للتفكر ويا ليتهم فكروا فنجحوا بل فكروا فدبروا فأخطأوا فضلوا وأضلوا ومع ذلك نحن حذرين حذرا شديدا وأشهد لله أنني لا أتجراء للقول بشيء خارج هذا الموقع إطلاقا بل أقول بما بين أدينا من بيان وألتزم به وأنهي من أسمعه يقول بغير ما بين أيدينا من البيان.
فعرضت حديثي هذا لوجود بعض المتناقضات في عقلي حول المسألة وربما لم يحين وقت البيان لذلك سنلتزم الصمت من بعد هذا ما دام الله لم يشاء لنا بالمزيد.
ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العاليمن.