الموضوع: سؤال استخلصته من أحسن القصص

النتائج 631 إلى 640 من 969
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مجتهد للحق
    أخي الباحث،،
    سفينة النجاه لا يقتبس جزئية الموضوع الذي نتناقش حوله بل يقتبس بيان به حوار طويل وكلام به مواضيع مختلفه ولهذا كنت اطلب منه احترام مبادئ النقاش فإما ان يقتبس الجزء الذي يناقش موضوعنا او يرد علينا من كتاب الله
    وكلى الردود يجب ان تكون محكمه من كتاب الله وهو اصل المرجع.....

    .. من جديد اشكرك اخي على اسلوب الرد المركز في صلب السؤال...واتمنى ان يقتدي بك اخوانك وزملائك
    انتهى الاقتباس من مجتهد للحق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا حبيبي في الله ويا اخانا الكريم (مجتهد للحق) كل البيانات التي نضعها لك سابقا ردا على اسئلتك فيها الاجابة بالحق إنما في بعض الأحيان تكون الاجابة في الوسط او في الاخير وليس في البداية كما في الجواب على سؤالك في شأن استغفار يعقوب لابنائه حيث أن أختنا الكريمة الغالية الانصارية المباركة (أمنت بنعيم رضوان الله) اقتبست لك البيان كاملا وليس جزءا منه إلا أن الفرق هو ان الجواب على سؤالك كان في بداية البيان واعلم ان طريقة الإقتباس من بيانات الامام لا تيح إقتباس جزء من البيان فقط بارك الله فيك كما اننا لا نريد ان نجزء البيان حتى لا يذهب مضمونه وتفصيله لان البيان مترابط وكل واحد وأغلب الذين يصدون عن الحق في الانترنيت العالمية وينشرون الاكاذيب والافترءات عن الامام المهدي ودعوته يركزون ويعتمدون على اقتباس بعض الجمل من بيانات الامام ويتهموه فيها بالكذب وغير ذلك حتى إذا قرأ الباحثون عن الحق والقراء الاقتباسات لم يكتمل عندهم الفهم بسبب أن البيان تم تقطيعه وتجزئيه ..

    فأنصح كل أحبتي الأنصارالسابقين الأخيار عند الإجابة عن أي سؤال أن يضعوا بين الإمام المهدي كاملا بارك الله فيكم وإن أراد مجتهد للحق الإجابة عن سؤاله فليقرأ البيان كاملا وهذه فرصته أن يبحث عن الثغرات كعادته ولن يجد مهما بحث ولسنا هنا بصدد إستعراض العضلات بل هذا نبأ عظيم ونحن هنا لنبين للناس الحق من الباطل والصدق من الكذب ونزيد الباحثين عن الحق مزيدا من العلم والتفصيل لمحكم القرآن الكريم الذي جاء عصر وقدر بيناه الشامل والمفصل بقدر مقدور في الكتاب المسطور ببعث خليفة الله وعبده الذي علمه البيان واتاه علم الكتاب الامام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني.. فلا تنزلوا عند رغبة مجتهد للحق فتضعوا أجزاء من البيانات فقط بل ضعوا البيان كاملا ومن أراد من الانصار الاقتباس فليضع الاقتباس الشاهد في البداية ومن تم يكتب أسفله وهذا البيان كاملا ويضع البيان كاملا عن طريق الطريقة الجديدة للاقتباس عن طريق رقم المشاركة .. لعله يهتدي بها قوم آخرون من زوار الموقع والباحثين عن الحق ومن أراد الحق وجاهد في سبيل الوصول إليه وأناب الى الله فحق على الله أن يهديه إلى الحق وأن يرزقه إتباعه والوصول اليه.. ويا مجتهد للحق أرى أن أسئلتك لن تنتهي أبدا فمجتهد للحق لم يأتي باحثا عن الحق على ما يبدو إنما جاء للجدال فالباحثون عن الحق وأغلب الانصار السابقين الاخيار إنما وصلوا الى الحق والهدى بعد أن انكبوا على قراءة البيانات والتدبر فيها واحدا واحدا ويجدون فيها الاجابات الشافية على كل اسئلتهم وقليل منهم من يضع بعض الاسئلة من حين لاخر ان أشكل عليه أمر أو بعد ان أن لا يجد الاجابة عليها ومن تم يتم الرد عليه بالجواب الحق من البيانات القديمة ان وجد فيها الجواب او ببيان جديد للإمام المهدي ..

    أما من جائكم ليجادل في أعظم آية أيد الله بها المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني وأساس دعوته وصدقه (النعيم الأعظم) وينكره وينكر بكل ما اوتي من قوة وبكل حيلة ووسيلة تحسر الله وحزنه وآسفه على الضالين من عباده النادمين المتحسرين على ما فرطوا في جنب ربهم فظاهر وبين سبب قدومه إليكم ولا يغرنكم لحن القول وكثرة الاسئلة التي تبدو أنها منطقية لكن في طياتها الكثير من الباطل ليدحض به الحق..
    وإن غدا لناظره لقريب والله متم نوره ومظهر دينه وناصر عبده ومظهر ما تكتمون وما تكن صدوركم اجمعين يا من جاء ليجاهدنا بالباطل جهادا كبيرا وليلهينا عن أمرنا وغايتنا السامية العظيمة ...

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  2. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر

    السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:

    ويا مجتهد أأغضبك أنني قلت أن الجاهلين من علماء المسلمين والذين نحسبك منهم لا يؤمنون بأن الله أرحم الراحمين ولا يؤمنون بالآخرة وتشمأز قلوبهم إذا ذكر الله وحده وإذا ذكر محمد رسول الله إذا هم يستبشرون ثم تسبني وتشتمني وتصفني ببذائة اللسان وأنا من الصادقين ولعنة الله على من افترى على الله كذبا فتعال لنتحكم إلى محكم القرآن العظيم ثم نثبت بآيات الكتاب البينات هل ما وصفتني به هو الحق أم أنه أخذتك العزة بالإثم على الباطل الذي أضللتم البلاد والعباد فيه منذ ألف عام وتخشون أن تعترفوا بالحق حتى لا تقولوا أنكم كنتم تضلون الناس من على منابركم لعشرات السنين ونسيتم رحمة الله وغفرانه أنها أوسع لكم وللعباد أجمعين لو أتوه تائبين فاستبدلتم خشيتكم على أنفسكم برحمة الله وغفرانه فبئس العلماء أنتم يا من تفعلون ذلك ,ولئن لم أفعل فأأتيك بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم على صدق قولي وحقيقة جهلك وبطلان قولك فقد أصبحتُ كما وصفتني فتعال لنحتكم لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ومن ثم نرى هل الشفاعة هي مقام لمحمد رسول الله كما تزعمون أم أن الشفاعة لله جميعا وقال تعالى:
    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ}

    [البقرة:٤٨].
    وها قد علمنا الله بما بعث به رسوله أنه لن تشفع نفس لنفس ولكنكم إذا حاججناكم بذلك أعرضتم وإن سمعتم وقرأتم من غيرنا بأن الشفاعة مقام لمحمد رسول الله فإذا أنتم تستبشرون ثم علمناكم مما علمنا خليفة الله وعبده أن تحقيق الشفاعة في نفس الله ستكون للذين اتخذوا عند الرحمن عهدا أن لا يرضوا حتى يرضى كونهم علموا مما علمهم إمامهم أن الشفاعة هي أن يرضى الله في نفسه فتعم رحمته غضبه فتتحقق الشفاعة ويدخل الله جميع عباده في رحمته ،وجميع الأنبياء والمرسلين لم يحيطهم الله بسرّ الشفاعة بين يديه كون الشفاعة هي لله جميعاً فتشفع لعباده رحمته من غضبه، وإنّما أذن الله للعبد الذي عقل سرّ الشفاعة أن يُخاطب ربّه كونه لن يسأل من الله الشفاعة لأحدٍ، وما ينبغي له، ولو تشفع بين يديّ الله لأحدٍ من عبيده لألقى به الله أوّل النّاس في نار جهنّم وذلك لأنّه يعلمُ أنّ الله هو أرحم الراحمين فكيف يشفع بين يديّ الله لعباده! فهل هو أرحم الراحمين؟ وسنجد فتوى الله من محكم كتابه عن أنبيائه ورسله أنهم لا يعلمون ما هي الشفاعة وقال تعالى:

    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ}

    [الزمر:43].

    أما حال الذين ضلوا فاتخذوا من دون الله شفعاء ومن ثم يبعث الله فيهم رجلا منهم يعلمهم بيان القرآن بالقرآن بعلم وسلطان بالحق وأحسن تفسيرا ليعيدهم إلى ما كان عليه محمد رسول الله وصحابته ،ثم يعلن الكفر بشفاعة العباد بين يدي الرب المعبود والإيمان بشفاعة الله وحده فتشفع رحمته للناس من غضبه كون الله أرحم الراحمين فذلك سنجد حالهم كما وصفهم الله فقال:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾}

    [الزمر].
    ولكن الذين يقولون هؤلاء شفعاؤنا بين يدي ربهم وأن الشفاعة مقام أعطاها لأحد عباده فأولئك صاروا بربهم مشركون تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}

    [يونس:يونس].
    ومن هنا نعلم أن أكثر المؤمنين بربهم صاروا به مشركين ونأتي بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم على صدق ذلك الحديث فقال أرحم الراحمين:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ}

    [يوسف:106]
    صدق الله العظيم.

    فهل رأيت يا مجتهد يا من تصفنا ببذائة اللسان وتشتمنا كعادتك التي بها بدأت وما نراك إلا ستنتهي بذلك وصبر جميل يا مجتهد صبر جميل فلم نراك تبحث عن الحق على الإطلاق بل تصد عنه صدوداً كبيرا ولا نحسب تصديقك لبيان الإستغفار بأنك عقلته بينما لم تعقل ما سواه بل عقلت كل بيانات الإمام ولكنك عن الحق من المعرضين فاعترفت نسبيا ببيان الإستغفار تريد أن توحي للباحثين أنك لا تكذب حديثنا كله وإنما ما كان منه حقا فستقبله ولذلك اعترفت على مضض ومن ثم قلت بأنك ستبحث عن صدقه كونك لم تشاء الإعتراف بالحق إلا لتوحي للباحثين أنك أتيت للبحث عن الحق أينما وجدته أخذته ،وأنت من الكاذبين ولو كنت صادقا لما ترددت في قبول الحق كله كونك تعلم بأنه الحق بشهادة عقلك ومنطقك شاهدك الأمين الذي لا يخون فعقلك لن يغيب عن الحق أبدا بل تعمى قلوبكم عنه فتأخذكم العزة بالإثم ،لذلك فما أتيتنا باحثا عن الحق بل أتيتنا لتصد عن الحق صدودا كبيرا وقد أثبتنا وأبطلنا جميع أقوالك وحججك الباطلة التي لا تحمل أي برهان بل تحمل لهو الحديث ،وأشهد لله أنه قد ضاقت أنفسنا وصدورنا منكم يا علماء المسلمين ونكاد ندعوا الله عليكم ليلاً ونهارا حتى يهلككم الله مع أشد أعدائه إلا أن غايتنا عظيمة ولذلك نجاهد أنفسنا بالصبر ونقول اللهم اغفر لقومنا وإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون اللهم ربنا احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  3. افتراضي

    اعذروني يا اخواني سوف اعتزل المنتدى حتى نصون السنتنا وسوء نياتنا في بعضنا البعض..فمن اخطأت في حقه اعتذر منه امام الملأ وارجوا ان يغفر لي زلتي..وسامحني وسامحكم الله واسأل الله العظيم ان يظهر الحق اين ما كان وكيف ما كان
    ابومحمد ،علاء ،البليغ،سفينة النجاه،الباحث ،الاداره وكل من تم بيني وبينه حوار ارجوا منكم العفوا ان اخطأت في حقكم..والاخ ناصر تم الاعتذار منه على الخاص
    واسأل الله ان يظهر حالكم ان كنتم على حق ويهديكم ان كنتم على باطل....

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مجتهد للحق
    اعذروني يا اخواني سوف اعتزل المنتدى حتى نصون السنتنا وسوء نياتنا في بعضنا البعض..فمن اخطأت في حقه اعتذر منه امام الملأ وارجوا ان يغفر لي زلتي..وسامحني وسامحكم الله واسأل الله العظيم ان يظهر الحق اين ما كان وكيف ما كان
    ابومحمد ،علاء ،البليغ،سفينة النجاه،الباحث ،الاداره وكل من تم بيني وبينه حوار ارجوا منكم العفوا ان اخطأت في حقكم..والاخ ناصر تم الاعتذار منه على الخاص
    واسأل الله ان يظهر حالكم ان كنتم على حق ويهديكم ان كنتم على باطل....
    انتهى الاقتباس من مجتهد للحق



    غفر الله لنا ولك يا أخي الحبيب (مجتهد للحق) ونشهد الله أننا قد عفونا وصفحنا وغفرنا لكل من ظلمنا أو سبنا أو شتمنا أو آذانا أو سخر واستهزأ منا .. قربة لله عز وجل في علاه وحبا له وتحقيقا لنعيم رضوانه فس نفسه ..
    ونعتذر منك إن ظلمناك أو رأيت منا سوءا فاعفوا واصفح عنا يا أخي الكريم (مجتهد للحق) ونسأل الله أن يهديك الى الحق المبين والصرط المستقيم وأن ينير بصيرتك الى الحق وأن يرزقك من نعيم رضوانه في نفسه ويجعل لك نورا وفرقانا تمشي به في الناس وتخرجهم به من الظلمات الى النور فأنب إلى الله ياأخانا الفاضل وتوكل عليه واستخره ليهدي قلبك الى الحق فحق على الله ان يهدي الى الحق من احب الهدى وجاهد في سبيل الوصول إليه والحمد لله رب العالمين نحن على الحق لا شك ولا ريب والله مظهر وناصر الحق لا محالة..


    فكيف يكون على ضلال من يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له!!!


    اقتباس المشاركة 6617 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.



    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 07 - 1431 هـ
    02 - 07 - 2010 مـ
    01:31 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ




    { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ }
    صدق الله العظيــــم ..



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم على أحب الناس إلى نفسي من بعد ربي صلواتك ربي عليه وآله والأنصار السابقين الأخيار وعلى جميع المُسلمين وسلم تسليماً برحمتك يا أرحم الراحمين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وإنما كُنت أريد أن أختبر ذكاءك يا أبا حمزة فقلت لك ما يلي بالأحمر:
    اقتباس المشاركة :
    ويا أبو حمزة عليك أن تعلم أن جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنا لصادقون ولكن إيمانهم بالحقّ من ربهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم.
    انتهى الاقتباس

    حتى أنظر ردك علينا ومن ثم أقيس مدى ذكائك، وكان ردك علينا بما يلي ونجعله باللون الأسود:
    اقتباس المشاركة :
    كل من أهلكهم الله لا يشركون بالله !!... كيف هذا وقد أهلك الله قوم نوح (على سبيل المثال لا الحصر) وكانوا مشركين.. يقول جل وعلا حكاية عما دعاه به عبده ونبيه نوح عليه السلام كما فى سورة نوح ((قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً (25) وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26))).. لاحظ أنهم قالوا لا تذرن آلهتكم أي أنهم كانوا مشركين بالله... ولاحظ أن نبيّ الله نوح سماهم الظالمين... فالظلم هو ظلم للنفس بالكفر بالله والإشراك به وضمنياً تكذيب الرسل.. لأنهم إن كذبوا الرسل (الذين يدعون إلى التوحيد) فإنهم يكذبون بدعوة التوحيد إذن هم يريدون الشرك بالله... وإن صدقوا الرسل (الذين يدعون إلى توحيد الله والإيمان به) إذن هم يصدقون دعوة التوحيد ويكفرون بكل ما أشركوا به.. فكيف تقول أنهم مؤمنون لا يشركون بالله وفى نفس الوقت يكذبون الرسل ورغم توحيدهم (الغامض غير المبني على دعوة رسول) تقول أنه أهلكهم ؟!.. يقول جل وعلا ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)) الأنعام:19... فتصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعنى التصديق والإيمان بالتوحيد وتكذيب النبي يعنى الكفر بالتوحيد والإشراك بالله.. هما حلقتان متصلتان... أما الآية التى ذكرتها.. يقول جل وعلا ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15))).. سورة الأنبياء. فالقصم هو الهلاك.. فالآية تقول كم قصمنا من قرية كانت ظالمة أي الله أهلك قرية كان بها أقوام ظالمون كافرون ليسوا مؤمنين ((وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) البقرة:254... وأنشأنا بعدها أي القرية التى أهكلها الله قوماً آخرين غير الذين أهلكهم الله... فلما يحسُّ هؤلاء القوم أن عذاب الله قادم (هو لم يأت بعد) يركضون منه ويخافون ثم يتبع الله قوله لا تركضوا وارجعوا إلى مساكنكم دليلاً على شدة رحمة الله بالناس حتى وإن كانوا كافرين وإمهاله إياهم فاعترفوا أنهم ظالمين وهذا لا يعنى أنهم آمنوا.. فهذا كما قال قوم نبيّ الله إبراهيم ((فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ)) الأنبياء:64.. ولكن اعترافهم لم يمنعهم من التمسك بشركهم وإقامة الحد على نبيّ الله إبراهيم... فالقوم قالوا أنهم ظالمون فمازالت تلك دعواهم أي اعترافهم دون إيمان حتى ماتوا أو أهلكهم الله... الآية لم تقل أنهم آمنوا بالله.. بل هم بنفسهم اعترفوا بكفرهم وظلمهم... يقول جلَّ وعلا ((إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ)).. يونس:96.
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم أقول لك يا أبا حمزة: أما الآن فآن للإمام المهديّ أن يمدّ رجليه، فكيف تفكر أنّي أقصد أنهم لم يكونوا كافرين مُشركين بالله، وإنّما أفتيتك بالحقّ أنهم حين يحسّون بأس الله قادماً إليهم يؤمنون بالله ويكفرون بما كانوا به يشركون من دون الله ثم يهلكهم الله وهم قد صاروا مؤمنين لا يشركون بالله شيئاً لأنه لم ينفعهم إيمانهم بالله وعدم الإشراك به من بعد وقوع العذاب وتلك سنّة الله في الكتاب فيهلكهم الله وقد صاروا مؤمنين بالله كافرين بالشرك بالله ولكنه لم ينفعهم بعد أن شاهدوا عذاب الله آتياً إليهم. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولكن فهمك بطيءٌ أخي الكريم أبو حمزة، فكيف أنّك فهمت أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني يفتي أنّ الكفار الذين أهلكهم الله لم يكونوا مشركين كافرين بربهم؟ فوالله لا أريد أن أتعالى عليك بالعلم وإنّما وددتُ أن أختبر مدى ذكائك برغم أنّه ليس لغزاً بل بياني واضح وضوح الشمس وإنّما أردت أن أعلم فهل سوف تجادلني في ذلك فإن لم تُجادلني في قولي لك بما يلي:
    ويا أبو حمزة عليك أن تعلم أن جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنا لصادقون ولكن إيمانهم بالحقّ من ربهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم.

    فإن جادلتني في ذلك وقلت: وكيف يهلكهم الله وكانوا مؤمنين؟ ومن ثم تأتي بالآيات الدالة على أنّهم كانوا كافرين، ومن ثم أعلم أنّ بيانات الإمام المهديّ عليك عمى برغم أنّ البيان واضحٌ وضوح الشمس وليس به أي لغز، ولكنّ الذين هو عليهم عمًى لم يفهموا منه إلا قليلاً وقد يفهموه بالمقلوب برغم أنّه يفهم بيان ناصر محمد اليماني كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ نظراً لشدة وضوحه وتفصيله وقوة بُرهانه من آيات الكتاب البينات.

    وكذلك فهمك لبيان الصديق بالحقّ الجديد ذي البصر الحديد الذي عقل البيان الحقّ للقرآن المجيدّ، وإنّما يقصد أنّ الذي جعله ينصت عن مُجادلة ناصر محمد اليماني برغم استعجابه لتجرّأ ناصر محمد اليماني على تغيير عقائد في الدين ومسائل فقهيّة غير التي كان عليها الصديق بالحقّ والذي جعله ينصت ولم يجادل ناصر محمد اليماني فيها هذا الصديق المكرم هو قوة البرهان المبين الذي يأتي به الإمام ناصر محمد اليماني من مُحكم القرآن العظيم، فكيف يحاجّ ربه؟ لأنّه إذا حاجّ في حُجة ناصر محمد اليماني فقد حاجّ الله لأنّ حُجّة ناصر محمد اليماني هو كلام الله آتيكم به من محكم كتاب الله آيات بيّنات وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وبما أنّ الصديق ليس منهم لذلك تجده مُنصتاً يتدبر ويتفكّر ومُلتزماً بالإنصات، وكذلك كثيرٌ من علماء الأمّة لا يزالون كما العالِم الصديق مُنصتين بسبب قوة البُرهان الذي يأتي به ناصر محمد اليماني حتى زلزل عقائدهم في عقيدتهم في الإمام المهديّ محمد بن عبد الله وفي الإمام المهديّ محمد الحسن العسكري ويقولون في أنفسهم: "ليس ناصر محمد اليماني مجنوناً ولو كان مجنوناً لتبيّن لنا جنونه من خلال منطقه، وليس الإمام ناصر محمد اليماني مدسوساً من قبل اليهود والنصارى". ولكنّهم وجدوا دعوة ناصر محمد اليماني تطهرت من الشرك بالله تطهيراً ثم نظروا إلى حجّة ناصر محمد اليماني فإذا هو يأتي بالبرهان من محكم القرآن، ومن ثم نظروا إلى الآيات التي يحاجّ بها ناصر محمد اليماني فهل هي من المُتشابهات فإذا هي آياتٌ بيّنات لا يكفر بها إلا الفاسقون؟ وعلى سبيل المثال لقد اختارت الشيعة الاثنا عشر المهديّ المنتظَر قبل أكثر من ألف عام وقالوا أنه محمد بن الحسن العسكري برغم أنّ الصبي لم يقل لهم أنّه الإمام المهديّ ويثبت عليهم بالحجّة والبرهان المبين من الكتاب بل اختاروه من ذات أنفسهم بغير علمٍ من الله، وكذلك أهل السُّنة والجماعة يعتقدون أنّ الإمام المهديّ لن يقول أنّه الإمام المهديّ؛ بل هم من يصطفون المهديّ المنتظَر من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فيقولون له إنّك أنت المهديّ المنتظَر شرط أن ينكر أنّه المهديّ المنتظَر ثم يجبروه على البيعة وهو صاغر! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر مُباشرةً بفتوى الله في شأن خليفته أنّه هو من يصطفي خليفته ويختاره من بين البشر سُبحانه ولا ينبغي لهم أن يصطفوا خليفة الله من دونه ولا يشرك في حُكمه أحداً سُبحانه عمّا يشركون وتعالى علوِّاً كبيراً. وقال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

    ومن ثم تجد الصديق وكثيراً من علماء الأمّة لم يستطيعوا أن يحاجّوا ناصر محمد اليماني فيدافعوا عن معتقداتهم كون البرهان المُهيمن بالحقّ هو مع ناصر محمد اليماني، وأمّا سبب إنصاتهم هو أنهم لم يوقنوا بعد أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وللأسف لا يزالون في ريبهم يتردّدون هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجددٌ للدين أم ما شأن هذا الرجل في العالمين، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها الصديق بالحقّ لِمَ لم تكن من الموقنين؟ فهل بسبب أنّك تخشى أن تتّبع ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر؟ فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المنتظَر وأنت اتَّبعت ناصر محمد اليماني فعبدت الله وحده لا شريك له ونافست عباد الله في حبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفس ربك ومن ثم تبيّن لك في عصرٍ آخر أن ليس المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني فهل ترى أنّ ناصر محمد اليماني قد أضلّك عن سواء السبيل لأنّه هداك بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد فجعلك تعبد الله وحده لا شريك له وتنافس أنبياءه والصالحين من عباده في حُب ربك وقربه؟ فكن من أولي الألباب أيها الصديق بالحقّ فهل بعد الحق إلا الضلال. وقال الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    حتى ولو لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فاتّبعتم ناصر محمد اليماني فكيف يكون على ضلالٍ من يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يعبد على بصيرة من ربه وهي ذاتها بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن العظيم ويحث الناس إلى التنافس إلى ربّهم أيُّهم أحب وأقرب؟ فكيف يضلّ من اتبع ناصر محمد اليماني حتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر؟ ويا أيها الصديق أرجو من الله أن يؤتيك حكمة مؤمن آل فرعون الذي قال:
    {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28].

    وكذلك ناصر محمد اليماني يحاجّكم بآيات بينات من ربكم وهي حُجة الله عليكم وأما كونه يقول أنه المهديّ المنتظَر، فقل:
    {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم.

    فلا يفتنكم الشيطان يا أيّها الصديق فتعرضوا عن الحقّ خشية أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر ولكنّكم لا تنتظرون بعث المهديّ المنتظَر لتعبدوه من دون الله يا رجل، أفلا تتفكرون؟ فكن من الشاكرين حبيبي في الله أن قدّر الله خلقك في أمّة المهديّ المنتظَر ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وكن من الشاكرين أن قدّر الله عثورك على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الفتح المبين ولم يكونوا من الأنصار السابقين الأخيار؛ بل أعظم من ندم رجل كان في سفر ومرّ بصخرة كبرى صفراء تزن ألف طنٍ فنظر إليها فوجدها لون الذهب، ومن ثم قال: "إنّما هي نحاس"، وتركها. ومن ثم جاء رجلٌ من بعده وقال: "إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فلن أقول إنّها نحاس وأتركها فلعلها تكون ذهباً، فلا بدّ لي أن أتيقّن منها حتى لا أندم إن ذهبت مني إلى آخر". ومن ثم أخذ عينةً منها جُزيئاتٍ بسيطةٍ وقام بفحصها بحمض النيتريك الذي يذيب النحاس فإذا وكأنه يسكب عليها ماء فلم تفُر في الحمض تلك الحُبيبات الصفراء فيحوّلها إلى سائل أخضر، ونظراً لأنّ الحبيبات من الصخرة لم تتأثر بحمض النيتريك ومن ثم يتيقن أنّها حقاً ذهبٌ خالصٌ عيار 24، ومن ثم علم ذلك الرجل الفقير الذي مرّ عليها من قبل فظنّ أنّ الصخرة نحاسٌ وتركها وتبيّن له أنّها كانت ذهباً فتأسّف عليها أسفاً عظيماً، وسبب أنّه خسرها بعد أن أعثره الله عليها هو الحُكم على الصخرة أنّها نحاسٌ بالظنّ من غير أن يتبيّن بالعلم الفيزيائي هل هي حقاً نحاس كما يظنها أم إنّها ذهب؟ ولكن الآخر الذي فاز بها لم يتّبع الظنّ بل استخدم العلم وسأل كيف يستطيع أهل محلات المجوهرات للذهب أن يميّزوا بين الذهب والنحاس ومن ثم يقولون له إنّهم يفحصونه بنطفة من حمض النيتريك فإذا فارت عليه فتأثر فهذا يعني أنه نحاس وإذا لم يتأثر فهذا يعني أنه ذهب، ومن ثم ذهب الرجل وأخذ سائل حمض النيتريك أو الكبريتيك وذهب إلى الصخرة ليفحصها وتبيّن له أنها ذهب خالص عيار 24، ثم أغناه الله بها وتصدق في سبيل الله وأنفق وفاز بالدُنيا والآخرة وكان من الشاكرين، وكذلك الصخرة الإمام المهديّ فإنّ كثيراً من الذين أعثرهم الله على دعوته في الإنترنت العالميّة في عصر الحوار من قبل الظهور يظنون أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثل المهديين المُفترين بين الحين والآخر يظهر مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ، ولكن الذين اتبعوا ناصر محمد اليماني قالوا: "إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فلعله هو المهديّ المنتظَر، فما يضيرنا أن نتدبّر بياناته؟ وسوف يتبيّن لنا الأمر من خلال بيانه وسلطان علمه". ومن ثم تدبروا وتفكروا في بيانات ناصر محمد اليماني فاقشعرّت جلودهم فلانت ومن ثم خشعت قلوبهم ودمعت أعينهم مما عرفوا من الحقّ وعلموا أنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ ومن ثم اتّبعوه ونصروه وشدّوا أزره فأشركهم الله في أمره وجعلهم من وزرائه على العالمين من بعد الظهور وفازوا بالدُنيا والآخرة برغم أنّهم لم يكونوا يرجون جزاءً ولا شكوراً، وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  5. افتراضي



    اقتباس المشاركة 6613 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 07 - 1431 هـ
    24 - 06 - 2010 مـ
    10:51 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    صبرٌ جميلٌ يا الحسين بن عمر ولن يضركم كيدهم شيئاً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    سلامُ الله عليك وآل بيتك أيها الليث الغضنفر (الحسين بن عُمر) وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر، إنما ابتعثنا الله رحمةً للأمّة ووعدنا الله أنّنا سوف نجد أذًى كثيراً واستوصانا بالصبر ولن يضرّنا كيدهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:120].


    وبالنسبة لمحمود المصري فلن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يحكم عليه الآن أنّهُ من شياطين البشر حتى أجده يعرض عن الذِّكر بعد دحض حُجته بالحقّ، فإن اهتدى وأراد الهدى زاده الله هُدًى إلى هُداه، وإن زاده البيان الحقّ للقُرآن رجساً إلى رجسه فعند ذلك يتبيّن لنا حقيقة محمود المصري ويتبيّن للباحثين عن الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ.

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر إنّ إمامَك هو المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر يحكم عدلاً ويقول فصلاً يدركه من كان له عقلٌ يتفكّر ويتدّبر البيان الحقّ للذِّكر الذي يحاج به المهديّ المنتظَر ضيوف طاولة الحوار، فوجب علينا التحمل والصبر على الأذى من أجل الله، فما أجمل الصبر من أجل الله! فصبرٌ جميلٌ أيّها الحسين بن عُمر ولا تدعو على هذا الرجل الذي أرى قلبك قد أصابه منه غُلباً عظيماً ولكنّ حُبك لله هو أعظم، أفلا يستحق الله أن نعفو عن عباده من أجله حتى يتحقق الهدف من خلق عباده ويتمّ الله بعبده نوره فيهدي به الأمّة أجمعين حتى يتحقق الهدف من خلقهم فيرضى الله في نفسه فيتحقق لنا النعيم الأعظم من نعيم الملكوت أجمعين؟

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر أفرأيت لو أنّ الله أجاب دُعاءك على هذا الرجل فقبض على قلبه حتى يرى العذاب الأليم فيدخله الله ناره الموقدة ويدخل الحسين بن عُمر جنات النعيم، فهل سوف تستمتع بالنعيم والحور العين وربّك حزينٌ في نفسه ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟

    ويا حبيبي الحسين بن عُمر سألتك بالله العظيم لو أنّ ولدك فلذة كبدك كان يعصيك في الدُنيا ولا يطيع لك أمراً وينهرك ولا قدَّر الله ذلك، ومن ثم يلقي به الله في نار جهنم أمام عينيك فتسمع صُراخ ولدك ولا قدَّر الله في عذاب الحريق، فتصور! فهل أنت سوف تكون فرحاً مسروراً برغم أنّه كان عاقاً لك؟ بل سوف تجد في نفسك حسرة كُبرى لو يحدث ذلك، فما بالك بحسرة ربك الذي هو أرحم منك الله أرحم الراحمين؟

    ويا أحباب الله؛ الحسين بن عمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار، يا من يحبهم الله ويحبونه، فماذا تريدون من نعيم الجنة وحورها إذا كان ربكم الذي أحببتموه بالحُبّ الأعظم ليس سعيداً في نفسه ومُتحسراً على عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً بل ظلموا أنفسهم ولكن صفة الرحمة في نفس الله كانت سبب تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فهو لا يزال مُتحسِّراً على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا أنبياء الله على أقوامهم فأجابهم الله، ولن يخلف وعده لرسله لا في الدُنيا ولا في الآخرة، ولكن للأسف لم تكن الإجابة سارّة لربّ العالمين بل يزداد حزناً وتحسراً على عباده، وقد آتيناكم بالبُرهان المُبين لكُل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبين وضربنا لكم مثلاً بالحقّ في ذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يستجيبوا لدعوة رسل ربهم وأعلن إيمانه بالله بين أيديهم وما كان منهم إلا أن قاموا بقتله ومن ثم أمر الله أن يدخل جنته ومن ثم تجدون الرجل فرحاً مسروراً بتكريم الله له. وقال:
    {قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فبينما الرجل صار سعيداً فرحاً مسروراً بتكريم الله له فأدخله جنته فهل يا ترى ربه الذي أدخله جنته وأهلك قومه من بعده وأدخلهم ناره فهل هو كذلك فرح مسرور؟ والجواب يجده أولو الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب يجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
    { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أمّة الإسلام، إنّ ربّي ليس مُتحسِّراً فقط على قوم ذلك الرجل بل على جميع عباده الذين كذّبوا برسل ربِّهم وظلموا أنفسهم في جميع الأمم الذين أهلكهم الله بسبب تكذيب رسل ربهم ومن ثم يهلكهم وينصر رسله وأولياءه. وقال الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فما نبغي بجنة النعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده المُكذبين بالحقّ من ربهم من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنّهم مهتدون؟ فذلك هو ملف القضية لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يسعى إلى جعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيتحقّق الهدف من خلقهم وليس رحمة مني بعباد الله فلستُ أرحم بهم من ربهم حتى أُذهب نفسي عليهم حسراتٍ؛ بل لأني علمت علم اليقين أنّ ربي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وعلمت أنّ ربّي ليس سعيداً في نفسه بل مُتحسِّرٌ على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله وظلموا أنفسهم؟ فإذا كان الإمام المهديّ يعبد رضوان ربه كغاية لي وكوسيلة فكيف يتحقق رضوان الله في نفسه ما لم يُدخل عباده في رحمته جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً لا يختلفون في ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له ويستمتعون بنعيم رضوان نفسه عليهم؟ ولذلك خلقهم.. ألا والله الذي لا إله غيره أنّ البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ الذي يهدي به الأمّة جميعاً تجدونها في قول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

    فأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} فسوف تجدونه في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وأما البيان لقول الله تعالى:
    {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وذلك في عصر بعث الأنبياء والمرسلين وتجدون البيان لذلك في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، فذلك هو عبد الله الإمام المهديّ الذي رحمه الله فهدى عباده من أجله فجعلهم أمّةً واحدةً فحقّق الهدف من خلقهم فتحقق لعبده النعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفسه على عباده ومن باء بسخطه فقد باء بجهنم وساءت مصيراً.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين لا يعلمون ويقول: "إنّما يقصد الله تعالى بقوله:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؛ أي أنّه خلقهم ليختلفوا في ربِّهم فيدخل فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير". ومن ثمّ يجد الردّ عليه من الحي القيوم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]. فقد بيَّن الله لكم الحكمة من خلق عباده ولم يخلقهم لكي يحرقهم في نار جهنم، فاتقوا الله يا من تقولون على الله ما لا تعلمون.

    ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره الواحد القهار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار أنّي الإمام المهديّ المنتظَر أُمرت أن أُحاجّكم بالبيان الحقّ للذكر فأهديكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وما ينبغي لي أن أتّبع أهواءكم فتضلوني عن صراط العزيز الحميد بعد إذ هداني الله:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿13﴾ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿14﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿15﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴿18﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني محمود المصري فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد تخاطبنا وكأننا لا نعبد الله وحده لا شريك له؟ بل نحن كذلك نعبد الله وحده لا شريك له". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: "فهل يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه ولو لم تفز بذلك؟ فإذا كان جواب محمود: "كيف ينبغي لنا نحن المُسلمون أن نبتغي الوسيلة إلى الله التي نرجوها أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبما أنّ الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة إلى عرش الرحمن بأعلى الجنة فلا ينبغي أن تكون إلا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إنّكم أنتم من تقسمون رحمة الله؟ ومعروف جواب محمود وسيقول: "بل قال عليه الصلاة والسلام أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ من عبيد الله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل يا محمود أنت عبدٌ من عبيد الله؟ فإن كان الجواب: "اللهم نعم"، ثم أقول: ولماذا تحرمون الوسيلة إلى ربكم على أنفسكم ما دُمتم من تعبدون الله؟ أليست الوسيلة هي إلى الله لكافة عبيده، أم إنها إلى رسوله أو إلى المهديّ المنتظَر؟ بل قال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    فتدبروا وتفكروا في قول الله تعالى:
    {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم، فما دامت الوسيلة هي إلى الله فهل تركتم الله لمحمدٍ رسول الله يعبده وحده عليه الصلاة والسلام؟ ألم تجدوا الذين هداهم الله لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون إلى ربهم أيهم أقرب؟ أولئك الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في حقيقة عبادتهم في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وبما أنّ محمداً رسول الله اقتدى بهديهم تنفيذاً لأمر الله إليه في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90]، ولذلك تجدونه ينافسهم إلى ربهم ويريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله، فلماذا لم تقتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام فتعبدوا الله كما يعبده رسوله فتُنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه كما كان يفعل الذين اتَّبعوه في عصر بعثه قلباً وقالباً حتى استوصى الله رسوله أن يصبر نفسه معهم برغم أنه نبيّهم؟ ولكنهم لم يعظموا نبيّهم بغير الحقّ إلى ربهم بل استجابوا لدعوته وشمَّروا لعبادة ربهم ونافسوا نبيّهم إلى ربهم حتى استوصى الله نبيّه أن يصبر نفسه معهم. وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28]، وذلك لأنهم أطاعوا أمر ربّهم إليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35]. وأما أنتم فأطعتم أمر الشيطان فحصرتم الوسيلة لرسوله من دون المُسلمين وترجون أن يشفع لكم يوم الدين! فكيف تظنّون أنّكم لا تزالون مهتدين؟ وتالله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحقّ لما ابتعث الله الإمام المهديّ إليكم ليهديكم ببصيرة القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكر بالقرآن من يخافُ وعيد.

    ويا محمود سبق وأن اخترنا هذا الموضوع للحوار بيني وبينك وذلك لأنّ هذا الموضوع هو مضمون دعوة الإمام المهديّ ومضمون دعوة كافة الأنبياء والمُرسلين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

    {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ(65)} صدق الله العظيم [الزمر].

    غير أنّ الإمام المهديّ لم يأمركم أن تُحبّوه أكثر من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل عليه الصلاة والسلام هو أولى بكم من الإمام المهديّ وذلك لأنّه هو الذي صبر على أذى الكفار حتى تمّ تنزيل هذا القرآن العظيم وبلَّغه للعالمين وجميعنا مقتدون بهديه عليه الصلاة والسلام، وإنما ابتعث الله الإمام المهديّ ليعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنكم تعظِّمون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله فتحصرون له الوسيلة وحده إلى الله وكأنه ولد الله سُبحانه برغم أن ليس له من الحقّ في ذات الله إلا ما لكم، ولا فرق بين عبيد الله أجمعين، وليس للإنسان إلا ما سعى إلى ربه بحسب درجاته إلى ربه في الحياة الدُنيا من غير تفريقٍ ولا مُجاملةٍ لعبدٍ بين يدي الله، ولو كان الله مجاملاً لنبيّه كونه خاتم الأنبياء والمرسلين إذاً لما أمره بقوله تعالى:
    {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    فاتّقوا الله يا أولي الألباب، فإلى متى ونحن ندعوكم لتخرجوا من الظُلمات إلى النور فتكونوا ربانيين من العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود؟ وما ينبغي للإمام المهديّ أن يأمر أنصاره بتعظيمه بغير الحقّ ولا ينبغي لي أن أحصر لي الوسيلة إلى الله من دونهم ولا ينبغي لجميع الذين آتاهم الله علم الكتاب من الأنبياء والمرسلين أن يأمروا أتباعهم بحصر الوسيلة لهم إلى ربهم من دونهم سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً. وقال الله تعالى:
    {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:79].

    ولذلك تجدونهم ينافسون نبيهم إلى ربِّهم حتى استوصى الله نبيّهم أن يثبت معهم في عبادة ربهم والتنافس في حبه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

    فصبرٌ جميلٌ معشر الأنصار مع المهديّ المنتظَر لهدى البشر، ولن يضيع الله أجر صبركم على الناس، وما صبركم إلا بالله ولله ومن أجل الله، واكظموا غيظكم من أجل الله تفوزوا بالمزيد من حبّ الله وقربه إن ذلك لمن عزم الأمور.

    ولا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور واشتدّ الحر بسبب اقتراب الكوكب العاشر، فأين المفر يا معشر البشر المُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى اتّباع الذكر ولا تزالون عن النور مُعرضين؟ فمن يُجيركم ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور؟ ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ. فاعبدوا الله ربّي وربكم وإليه النشور، ولا تملّوا كثرة تكرار بيان التوحيد والإخلاص للربّ المعبود؛ بل هو من أشدّ البيانات وطأةً على القلوب لمن أراد أن يتوب، واعلموا أنّ الله ليغفر جميع الذنوب، واعلموا أنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المُتطهّرين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 6614 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    13 - 07 - 1431 هـ
    25 - 06 - 2010 مـ
    08:42 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }
    صدق الله العظيــــم ..


    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:59].

    {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

    فكن منهم حبيبي في الله الحسين بن عُمر، ولا يتسبّب الشياطين في فتنتك عن أمري! فقد أمرنا بفتح الموضوع لطلب الحوار الثنائي لهذا الرجل سواء يكون وليّاً للشيطان أو وليّاً للرحمن، فلسنا خاسرين شيئاً بإذن الله بل إن يكن وليّاً للشيطان فحتماً لن يمكر إلا بنفسه ويجعل الله مكره نُصرة لي ولكم ونزيدكم علماً وتثبيتاً على الحقّ بإذن الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:123].

    وإن كان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ فسوف يهديه الله إلى الحقّ لأنه الحقّ سبحانه وما دونه باطل ومن بحث عن الحقّ قلباً وقالباً هداه الحقّ إليه. تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ___________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : مجتهد للحق
    اعذروني يا اخواني سوف اعتزل المنتدى حتى نصون السنتنا وسوء نياتنا في بعضنا البعض..فمن اخطأت في حقه اعتذر منه امام الملأ وارجوا ان يغفر لي زلتي..وسامحني وسامحكم الله واسأل الله العظيم ان يظهر الحق اين ما كان وكيف ما كان
    ابومحمد ،علاء ،البليغ،سفينة النجاه،الباحث ،الاداره وكل من تم بيني وبينه حوار ارجوا منكم العفوا ان اخطأت في حقكم..والاخ ناصر تم الاعتذار منه على الخاص
    واسأل الله ان يظهر حالكم ان كنتم على حق ويهديكم ان كنتم على باطل....
    انتهى الاقتباس من مجتهد للحق
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ايها المجتهد للحق إعلم ان اي بيان مزخرف في الإنشائيات او الاشعار وكل ذلك زخرف القول غرورا. فإن بيانات الإمام خليفة الله المهدي ناصر محمد اليماني(عليه السلام) تهيمن لإنها ليست منه إجتهادا بل من وحي التفهيم من رب العالمين سبحانه، ولا تحمل الخطأ بينما الآخرين الذين يجتهدون بالظن والظن لايغني من الحق شيئا نجد فيها التعارض والتناقض..
    ليحزننا الذين يسارعون لإضلال انفسهم والآخرين هداهم الله وجميع خلقه ليكون الله راضٍ في نفسه وهذا سعينا وفقنا الله وإياكم ويبثنا على عهدنا ان الا نرضى حتى يرضى حبيبنا الرحمن. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  7. افتراضي


    اقتباس المشاركة 6615 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 07 - 1431 هـ
    27 - 06 - 2010 مـ
    12:08 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
    صدق الله العظيــــم ..



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

    والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    ويا أبو حمزة، بالنسبة للإمام المهديّ فليس له غير شرطٍ واحدٍ فقط عليك وعلى جميع المُسلمين والنصارى واليهود وهو أن تستجيبوا لداعي الاحتكام إلى الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبطه لكم من مُحكم كتاب الله المُفصل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نبيّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فإذا أعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهذا يعني أنّهم أعرضوا ورفضوا أن يكون الله ربّ العالمين حكماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لأنّ ليس على ناصر محمد اليماني إلا أن يأتيهم بحكم الله الحقّ الذي لا يحتمل النسبية ولا الشك من مُحكم كتاب الله أستنبطه من آيات بينات لعالمكم وجاهلكم. وعلى سبيل المثال اختيارك لأول نقطة تكون في الحوار وهي: هل ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر؟ ومن ثمّ أردّ عليك بالحكم الحقّ من محكم كتاب الله الفتوى في قول الله تعالى:
    {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

    وأعلم أنّ ذلك في شأن نبيّ الله موسى، ولكن هذا ناموس التصديق في محكم كتاب الله أنّ ذلك يعود على البيّنة التي يحاج بها الداعية وأفتاكم الله كذلك في شأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ولو كان مفتري هذا القرآن وصدَّقه المُسلمون ظناً منهم أنّه رسول من ربّ العالمين فلن يُحاسب الله الذين صدَّقوه واتّبعوه من المُسلمين كونهم صدَّقوه نظراً لأِنّهم وجدوه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويجادلهم بآيات الكتاب البيَّنات ويقول أنّها من عند الله ولذلك صدَّقوه ولو كان مفترياً على الله وهو ليس رسولاً من ربّ العالمين فعليه إجرامه يُحاسب عليه هو فقط وحده من دون المُسلمين الذين اتبعوه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} صدق الله العظيم [هود:35].

    وكذلك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فإن كان مفترياً على الله وليس المهديّ المنتظَر فعليه كذبه وإجرامه ولن يُحاسب الله الذين اتَّبعوه كونهم إنّما صدَّقوا بالآيات البيَّنات من محكم كتاب الله التي يحاجّهم بها الإمام ناصر محمد اليماني، ونظروا إلى دعوته فإذا هي ذات دعوة الأنبياء والمرسلين إلى كلمةٍ واحدةٍ بين المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين:
    {إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:64].

    ولن يقبل الله حُجّتكم بين يديه حين يسألكم: لماذا لم تصدِّقوا وتتّبعوا عبدي خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم تقولون: "إننا لم نصدّقه فنتبعه خشية ألا يكون هو الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين". ومن ثم يسألكم الله فإلامَ كان يدعوكم إليه عبدي ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم يكون جوابكم: "كان يدعونا إلى عبادة الله وحده لا شريك له". ومن ثم يسألكم: وهل كان يدعوكم إلى سبيل ربه على بصيرة من ربه؟ ومن ثم تقولون: "كان يُحاجّنا بآيات الكتاب في القُرآن المبين". ومن ثم يقول لكم: وهل كنتم بكتاب الله القرآن العظيم كافرين؟ فيقول المسلمون: "بل نحن به مؤمنون". ومن ثم يقول لكم: وهل كان يخاطبكم بلسان أعجمي ولذلك لم تفهموا منطقه؟ ومن ثم تقولون: "بل كان يحاجٌّنا بقرآنٍ عربيٍّ مبينٍ من آيات أمّ الكتاب البيَّنات لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبين".
    ومن ثم يشهد المُعرضون عن داعي الحقّ أنّهم كانوا كافرين بالحقّ من ربهم ويحسبون أنّهم مهتدون. وأما الذين صدقوا ناصر محمد اليماني فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ المنتظَر فمثله كمثل الأنبياء والمُرسلين:
    {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

    فيا أبو حمزة، لا تكن من الجاهلين وكُن من أولي الألباب ولا تكن من شرِّ الدواب الذين لا يعقلون وهم الذين لا يتفكرون. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

    ويا أخي الكريم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لم يختر أن تكون أول نقطة في الحوار هي في شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو المهديّ المنتظَر كما اخترت أنت؛ لأنّ ذلك يعود إلى دعوة الإمام ناصر محمد اليماني على بصيرةٍ من ربه، ولذلك اختار ناصر محمد اليماني أن تكون أول نقطةٍ للحوار هي في الكلمة التي جاء بها كافة الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25]. ومن ثم أعلمكم كيفية عبادة الله وحدة لا شريك له فنأمركم بما أمركم الله به ورُسله أجمعين وأُخاطبكم مُباشرةً بأمر الله تعالى إلى المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    ونأمركم بالانضمام إلى طريقة العبيد الذين هدى الله من عباده وأفتاكم الله عن هُداهم. وقال الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    وقال الله تعالى:
    {ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿88﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿89﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿90﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فكيف تخشون أن يكون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ وهو يدعوكم إلى الله ربكم الحقّ، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:6].

    {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [غافر:62].

    {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:102].

    {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:13].

    {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [لقمان:30].

    {فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النور:25].

    فلِمَ الريبة يا قوم في دعوة الحقّ من ربكم؟ وبما تريدون أن يحاجّكم به الإمام المهديّ إذا ابتعثه الله في قدرة المقدور في الكتاب المسطور؟ فهل تريدونه أن يحاجّ العالمين بكتاب بحار الأنوار أو كتاب البخاري ومُسلم؟ ولكني مأمور أن أُحاجّكم بحُجّة الله عليكم وعلى الناس أجمعين؛ ذِكركم وذِكر الإنس والجن رسالة الله الشاملة إليهم أجمعين القرآن العظيم فآمنوا الذين استمعوا إليه من الجن:
    {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿1﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ولذلك تجدونني أُحاجُّكم بآيات الله من محكم كتابه لأنّي أعلم أنّ حُجّة الله على الإنس والجن آياته في محكم كتابه، ولذلك يقيم الله على الإنس والجنّ الحجّة يوم القيامة بأنّه أنزل عليهم آياته في الكتاب ليهديهم بها إلى صراط العزيز الحميد فاستحبّوا العمى على الهدى واتّبعوا ما خالف لآيات كتابه العزيز. وقال الله تعالى: {
    يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    ولن يسألكم الله عن كتاب بحار الأنوار ولا كتاب البخاري ومُسلم؛ بل عن كتاب الله القرآن العظيم الذي أمركم باتباعه وبالكفر بما خالف لمحكمه. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44].

    وأرى أبو حمزة يقول: "ولكنّنا مؤمنون بربّ العالمين لا إله غيره ولا معبودَ سواه ولا نعبد إلا إيّاه سبحانه فلن نختلف معك في هذه المسألة يا ناصر محمد اليماني حتى نتحاجَج فيها"، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: كيف تقول إنّكم لا تزالون على الهدى؟ إذاً لَمَا ابتعث الله الإمام المهديّ ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ بل لقد أشركتم بالله ربّ العالمين يا أبو حمزة وتحسبون أنكم مهتدون! وسبب شرككم بالله هو أنّكم عظَّمتم رُسله وأنبياءه فحصرتم الوسيلة إلى الله لهم من دون المُسلمين، ولذلك تدعون عند كل صلاة أن يأتي الله الوسيلة لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    وإنّما أمركم الله ورسوله بالصلاة عليه ولم يأمركم الله أن تسألوا له الوسيلة؛ بل أمركم الله أنتم أن تبتغوا إلى الله الوسيلة فتكونوا ضمن العبيد الذين هدى الله المُتنافسين إلى الربّ المعبود أيهم أقرب من غير تعظيمٍ لعبدٍ إلى الربّ المعبود لأن الحقّ في الله سواء لكافة العبيد لأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً حتى يكون لأحدٍ من عباده الحقّ في ذات الله أكثر من الآخرين؛ بل نحن جميعاً عبيد لله وإمائه من أزواجنا وأمهاتنا خلقهم الله من أنفسنا، والأكرمين عند الله من عباده المتقين الذين يعبدون الله وحده لا شريك له ولم يلبسوا إيمانهم بظلم؛ أولئك لهم البشرى من ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

    فأين أنتم من الحقّ يا أبا حمزة؟ وأنتم على شرككم لشاهدون أنّكم تعتقدون أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه ولذلك تسألون له الوسيلة من دونكم، فلن تستطيعوا أن تنكروا ذلك وأنتم على ذلك لمن الشاهدين، فأين أنتم من الصراط المستقيم؟ فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه بين أيديكم تتلون لفظه ولا يتجاوز حناجركم إلى قلوبكم، فتدبروا آياته؛ بل كل اهتمامكم في الغنّة والقلقلة ومخارج الحروف! ولا بأس من ذلك ولكن الأساس عند الله هو أن تتدبّروا آيات الكتاب ولذلك أنزله الله إليكم. وقال الله تعالى:
    {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    ولذلك ندعوكم إلى تدبّر آيات الكتاب ولن يتذكر إلا أولو الألباب الذين تدبَّروا في بيانات ناصر محمد اليماني فوجدوه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ بآيات بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم فاستيقنتها أنفسهم وخشعت لها قلوبهم فترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر ليخرجهم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحمياً.

    ويا معشر الأنصار ذروا أبا حمزة للإمام ناصر محمد اليماني لكي أهديه إلى الحقّ أو يهديني إلى الحقّ، فلسنا في مباريات كرة قدم يغلبني أو أغلبه بل إنّ الأمر لعظيم، وضلال عالِم يكون سبب ضلال عالَم بأسره ويتحمل وزرهم إلى وزره إذا أضلّهم بغير علمٍ مُنزَّل من الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].

    إذاً يا قوم، ليس أمر فضيلة العالم شأناً بسيطاً بل يتوقف على ذلك هدى أو ضلال أُمم بأسرها في نعيم أو في جحيم، فمن أخذه أخذه بحظٍ وافرٍ راسخٍ في علم الكتاب متدبر آياته بشكل عام حتى لا يقول على الله ما لم يعلم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. أم إنكم لا تعلمون ما هو الظنّ؟ وهو أنّك تظن أنّك تقول على الله الحقّ ولكنّك غير موقن هل هو الحقّ من ربك؟ فذلك هو الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

    وبما أنّ ناصر محمد اليماني يعلم علم اليقين أنه لا يقول على الله إلا الحقّ ولذلك تجدونه يعلن لكم نتيجة الحوار من قبل الحوار أنه لو يحضر إلى طاولة الحوار كافة علماء المُسلمين والنصارى واليهود لوجدتم أنّ ناصر محمد اليماني قد هيّمن عليهم أجمعين بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، وإذا وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني مغرورٌ ولم يبرّ الله وعده لأنصاره بالحقّ فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، وذلك لأنكم لا تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً ليهديكم والناس أجمعين إلى صراط العزيز الحميد؛ بل تنتظرون رجلاً إنساناً من الصالحين يزيده الله عليكم بسطةً في البيان الحقّ للقُرآن فيهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فهل لو يفتري ناصر محمد اليماني ويقول تتلمذتُ على يد الملائكة بوحيٍ جديدٍ فهل تراكم سوف تصدقوه؟ إذاً فأنتم جاهلون! وذلك لأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو جدّي محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

    فهل تريدون مهديّاً منتظراً كذاباً مُفترياً على الله؟ أفلا تتقون؟ غير أني أقسمُ بالله العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم أنّي خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو حمزة فيقول: "ألم تقل أنّه لا يوحى إليك فكيف علمت أنك الإمام المهدي؟". ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ وأقول: قال لي محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا بإذن الله أنّي الإمام المهديّ المنتظَر وأنه لا يحاجّني أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ، ولكن أعلم أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة فقط فإن كانت هذه الرؤيا الصالحة هي حقاً من الله فحتماً لا يحاجّني أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ، وذلك لأنه كان حقاً على الله أن يصدقني الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي، وإذا لم يفعل الله فقد أصبح الذي أفتى ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر هو الشيطان وليس محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كانت الرؤيا يُبنى عليها أحكام شرعية للأمّة بغير علم من الله على الواقع الحقيقي إذاً لأضلتكم الشياطين عن طريق الرؤيا وبدلوا دينكم تبديلاً.

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد. وأفتيكم بالحقّ أنّ الله لن يحاسبكم بسبب كفركم برؤيا ناصر محمد اليماني حتى ولو قال لكم أنّه أراه الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عداد أحرف القرآن لما جعل الله الرؤيا الحجّة عليكم؛ بل حُجة الله عليكم وخليفته هو الذِّكر الحكيم؛ ذلك القرآن العظيم الذي تجدون أنّي أجاهد الكفار به جهاداً كبيراً وأدعو المسلمين إلى الاحتكام إلى الله فنستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم فأنطق لكم بالحقّ منه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما جعلني الله عليكم وكيلاً بل أعلمكم بالبيان الحقّ للقرآن وليس مجرد تفسير كمثل الذين يقولون على الله ما لا يعلمون منكم؛ بل بيان ناصر محمد اليماني هو قرآن مجيد يأتيكم به من آيات الكتاب المُحكمات البيَّنات هُنّ أمّ الكتاب فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلَّ فعليها مُتبعاً وليس مُبتدعاً؛ بل أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربي وهي ذاتها بصيرة جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حنيفاً مسلماً وما أنا من المُشركين. تصديقاً لأمر الله تعالى في محكم كتابه:
    {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿91﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿92﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿93﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر. قال الله تعالى:
    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿34﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    حبيب المؤمنين خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 6616 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 07 - 1431 هـ
    01 - 07 - 2010 مـ
    01:31 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
    صدق الله العظيــــم ..



    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا أبا حمزة اُصدق الله يصدقك، ويا أبا حمزة كُن مع الله يكُن معك، ويا أبا حمزة اذكر الله يذكرك، ويا أبا حمزة اِتّق الله فلا تقل على الله ما لم تعلم ومن ثم يُعلمك الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:231].

    ولا أدري لماذا قلبي يحدثني أنّك أنثى ولست رجلاً ولكنّي أعتبر هذا مُجرد ظنّ والظن لا يُغني من الحق شيئاً، ولا مُشكلة لدينا سواءً تكون ذكراً أم اُنثى بل الأهم أن تستجيب لداعي الهُدى فتتذكر وتخشى ولا تكن أعمى عن الحقّ هداك الله إليه.
    وأقسمُ بالله العظيم ربّي وربّك وربّ كُل شيء ومليكه ما رفع الإمام المهديّ الحُجب عنك خشية من مكرك بموقعنا كلا وربّ العالمين، وذلك لأنّي مُتوكلٌ على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه؛ أليس الله بكافٍ عبده؟ بل حين رفعتُ الحجب عنك لم أكن أعلم أنّك حقاً من دخل بمعرفي وبمعرفات الأنصار ولا أريد أن نعود لذلك الحوار بل نريد الدخول مُباشرةً إلى البيان الحقّ للذِّكر وبالنسبة لاعتماد المُشاركة لأبي حمزة فأنا أصلاً ما قط أتيتُ إلا ومشاركاتك موجودة، وإنما يتأخّر عرضها حتى تطّلع عليها الإدارة بل يطلعون عليها من قبل أن يحضر الإمام ناصر محمد اليماني، ولذلك أجدها منشورة فما يضير ذلك، أم تريد أن تكتب مشاركةً تتلو المُشاركة للإرباك؟ كلا بل عليك أن تصبر حتى يأتيك الرد على مُشاركتك.

    وأمّا بالنسبة لطلب الحوار الثنائي فلا مُشكلة وأرجو من الأنصار الانتظار عن الرد حتى أقيم عليك الحجّة بالحقّ أو تقيمها على الإمام ناصر محمد اليماني، ولكني أشكّ في أمرك يا أبا حمزة أنك لن تهتدي ولن تبحث عن الحقّ وهل تدري لماذا هذا الشك؟ فليس ظُلماً مني عليك ولكن يا أبا حمزة إذا لم يحدث لك ذكراً جميع ما قد كتبناه من البيانات الحق للذِّكر طيلة ست سنوات إذاً فلن تهتدي أبداً ولكنّي لا أريد أن أقطع عليك رحمة الله لو أراد أن يهديك فهو ربك الأعلم بك والأرحم بك من الإمام ناصر محمد اليماني.

    ويا أبو حمزة، عليك أن تعلم أنّ جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنّا لصادقون، ولكن إيمانهم بالحقّ من ربِّهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم. وقال الله تعالى:
    {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿11﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿12﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿13﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فهل تدري ما هو البيان الحقّ لقولهم: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} صدق الله العظيم؟ أي ظالمين بالتكذيب برسل ربّ العالمين ولكن إيمانهم بالله وبما تنزّل على رسل ربهم لم يكُ ينفعهم حين وقوع العذاب سُنة الله في الكتاب. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ولم أجد في الكتاب أنّه استثنى إلا قوم يونس وأمّة المهديّ المنتظَر في آخر الدهر. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس: 98].

    وكذلك أُمّة المهديّ المنتظَر كذلك يكشف عنهم العذاب الأليم من بعد أن صدّقَ بالحقّ الناسُ أجمعون بآية الدُخان المبين. وقال الله تعالى:
    {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    فهل تدري يا أبا حمزة عن السبب أنّ الله أجاب دُعاء قوم يونس وأُمّة المهديّ المنتظَر؟ وذلك لأنّهم دعوا ربّهم مُخلصين لهُ الدين حين شاهدوا العذاب الأليم، وأما الأمم الأولى الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين لم يكونوا يدعون ربّهم بل كانوا يعترفون بذنبهم وبظلمهم لأنفسهم بسبب التكذيب برسل ربهم وما زالت تلك دعواهم وهي اعترافهم بظلمهم لأنفسهم ولم ينيبوا إلى ربهم فيدعونه مُخلصين له الدين؛ إذاً لأجابهم. تصديقاً لوعد الله المُطلق لعبادة في مُحكم كتابه:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ولكن للأسف إن الأمم الأولى الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين لم يكونوا يتضرعون إلى ربهم فيدعونه مُنيبين إليه مُخلصين له الدين؛ بل قال الله تعالى:
    {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    بمعنى أنّهم لم يدعوا ربهم بل كانوا يعترفون بظلمهم لأنفسهم فقط:
    {يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. بمعنى أنّهم لم ينيبوا إلى ربّهم ليكشف عنهم العذاب كما سوف تفعل أمّة المهديّ المنتظَر الذين علمهم كيف يستطيعوا أن يكشفوا عذاب الله إذا حلَّ بهم وهو أن ينيبوا إلى ربهم فيدعونه حين وقوع العذاب، فيقولون: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12]، ومن ثم تأتي الإجابة من الله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    وفي هذا البيان رحمة للمؤمنين وللكافرين أن علمناهم كيف ينقذوا أنفسهم من عذاب الله إذا استمر إعراضهم عن الحقّ حتى يروا العذاب الأليم، ولكن يا أبا حمزة وإن كشف عنكم العذاب فقد ابيّض الشعر لدى كثير من المُعرضين عن البيان الحقّ للذِّكر وبلغت القلوب الحناجر، ومن ثم تظل أعناقكم من هول الآية لخليفة الله خاضعين مُطيعين، فما أعظم عذابك يا أبا حمزة لو يأتي الحدث وأنت لا تزال من المُمترين، ألا والله لا يعمى البيان الحقّ للقرآن العظيم إلا عن الذين أعمى الله قلوبهم عن الحقّ وتركهم في ظُلمات لا يبصرون.

    آهٍ لو تعلم كم بيانات الإمام المهديّ واضحة للعالم والجاهل الباحثين عن الحق! آهٍ لو تعلم كيف يبصرون فيها الحقّ جليّاً واضحاً كوضوح الشمس عند الشروق لدرجة أنهم يستغربون كيف لا يبصر علماء الأمّة ممن أظهرهم الله على شأن ناصر محمد اليماني كيف لا يبصرون أنّ بيان ناصر محمد اليماني جليٌّ مبين يهدي إلى الحقّ لا شك ولا ريب، فيستغربُ الذين يبصّرهم الله بالحق؛ لماذا الذين أظهرهم الله على هذا الأمر لا يبصرون قوة البُرهان المبين الذي يحاجّهم به ناصر محمد اليماني! فتجدهم في دهشةٍ شديدةٍ لماذا لا يبصرون أنّه الحق كما يبصر الأنصار السابقون الأخيار! ومن ثم أفتي أحباب قلبي بالحقّ بقول الله تعالى:
    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}؛ بمعنى أنّهم لا يُبصرون الحقّ فيه كما بصركم الله بالحقّ فيه، فهل يستوي الأعمى والبصير؟ فأغمضوا أعينكم. فهل ترون شيئاً حولكم؟ والجواب كلا لن تروا شيئاً، وكذلك الأعمى عن الحقّ الذي لا يبصر الحقّ فهو في ظُلمات شديدة، وكيف يبصر من كان في ظلامٍ شديدٍ فهذا يستحيل. وقال الله تعالى:
    {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} صدق الله العظيم [النور:40].

    ويا حبيبي في الله أبا حمزة إن كُنت تريد أن يهدي الله قلبك إلى الحق فتضرّع إلى ربك وأنِب إليه أن يهب لك من لدنه نوراً تبصر به الحقّ فتفرق به بين الحقّ والباطل شرط أن تتّقِ الله فتتمنى لو تعلم الحقّ فتتبعه ولا تريد غير الحقّ، وهُنا يأتي وعد الله بالهدى فيهديك الى طريق الحقّ لتتخذه سبيلاً. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بالحقّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴿68﴾ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    أفلا يكفكم يا أبا حمزة أنّ الإمام المهديّ يحاجّكم بكتاب الله القرآن العظيم ويقيم عليكم بالحجّة الداحضة من محكم كتاب الله الذي أنزل على رسوله لا شك ولا ريب ومن أصدق من الله قيلاً. وقال الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿51﴾ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿52﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    ويا أبا حمزة! إنه برغم أنك من أشدّ الناس بحثاً في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني، ولكن سبحان ربي لم يبصّرك الله بالحقّ فيها! وذلك لأنّك إنّما تبحث في بيانات ناصر محمد اليماني علك تجد ثغرة هُنا أو هُناك لتصل إلى التشكيك في شأن ناصر محمد اليماني، وما كان إصرارك على الحوار مع ناصر محمد اليماني بحثاً عن الحقّ لتتّبعه، كلا وربي.. لا أعلم إلا أنّك حريص على التشكيك في أمر ناصر محمد اليماني بكُل ما أوتيت من حيلةٍ ووسيلةٍ، ولكنّي سوف أثبت لك ولكافة من كان على شاكلتك أنّه بسبب مكركم وإصراركم على إطفاء نور الله سوف تكونون سبباً لمزيد من البيان للقرآن العظيم ومزيد من هُدى الناس لأنّه تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم.
    وأما أنصاري فيزيدهم الله هُدًى إلى هداهم بسبب المزيد من البيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب.

    فليكن الحوار ثُنائياً بين المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أبو حمزة ليتبيّن للعالمين الذين يتابعون هذا النبأ العظيم أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم، ويتبيّن للمُسلمين أنّه حقاً لا يحاجّ أحد ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم إلا غلبه بالحقّ، وإذا لم أفعل بإذن الله ربّ العالمين فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر فكونوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار لمن الشاهدين.

    ويا أيها الحسين بن عمر؛ رئيس مجلس طاقم إدارة موقع المهديّ المنتظَر، إنّي أصدر إليكم هذا الأمر جميعاً أن تُظهِروا مُشاركات أبي حمزة المصري فور كتابتها مُباشرةً، وأفتيكم بالحقّ مقدماً أنّه لن يؤمن أبداً، وأفتيكم بالحقّ أنّه إنما جاء لفتنتكم جميعاً، وأفتيكم أنّه مكرٌ قد تدبّر وتمّ إحضار من يخترق الموقع في حالة حظرهم عن الموقع ولكن اختراقه كان محدوداً ولو استطاع لجعل المشاركات التابعة له مقروءة فور إرسالها، ولكن المهديّ المنتظَر قد سهل لهم الأمر تسهيلاً ويسرناه لهم وأمرنا أن تُنشر مُشاركاتهم فور إرسالها وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني أعلمُ علم اليقين أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وأعلمُ أنّ الذي يعلمني البيان للقرآن أنّه الرحمن فكيف أخشى مكرهم؟ كلا وربي لا أخشى مكرهم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿32﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴿33﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقال الله عزَّ وجل:
    {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿8﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [الصف].

    وإلى الاحتكام إلى الله فنأتي بأحكامه من القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين كتاب الله إلى الإنس والجن أجمعين، فلا غير الله أبتغي حكماً بيني وبينكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  8. افتراضي


    اقتباس المشاركة 6618 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 07 - 1431 هـ
    04 - 07 - 2010 مـ
    03:07 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    الرد من الله مُباشرةً من محكم كتابه إلى أبي حمزة ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وهذه الآية من الآيات المُحكمات البيَّنات من آيات أمّ الكتاب البيَّنات للعالم والجاهل لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبين لا تحتاج إلى تفسيرٍ ولا إلى تأويلٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وهل تعلم لماذا جعل الله هذه الآية من أشدّ آيات الكتاب وضوحاً؟ وذلك لكي لا يؤخِّروا إيمانهم بدعوة الحقّ من ربهم حتى يروا العذاب الأليم فيزعمون أنّه سينفعهم إيمانهم ومن ثم يؤمنوا بالحقّ، ولذلك بيَّن الله لهم أنّه لن ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب عليهم من ربّهم، وبيّن الله إنّ تلك سُنة الله التي قد خلت في عباده الكافرين أنّه لا ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب. وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ويا أبا حمزة، لقد تبيّن لي أنّه مهما غلبتك في شيءٍ فسوف تأخذك العزّة بالإثم وتحاول طمس البيان الحقّ بالباطل! ويا رجل، فهل تريد الحقّ كما تقول؟ ألا والله لو كنت تريد الحقّ لقلت أضعف الإيمان: "أما في هذه المسألة فقد غلبتني بالحقّ يا ناصر محمد اليماني وأثبتَّ بالبرهان المُبين أنّ الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم برسل ربهم وكانوا كافرين أنّهم فعلاً لا يؤمنون حتى يروا العذاب، ولكن لم ينفعهم إيمانهم واعترافهم بظلمهم لأنفسهم حين نزول العذاب؛ بل ينفعهم الدعاء والتضرع إلى ربّهم أن يكشف عنهم العذاب". ولكنّك حاولت التملّص بحُجّةٍ واهيةٍ! فوالله لا تزيد المؤمنين إلا عمًى يا أبا حمزة ولا يُستفاد من علمك شيء ولا خير في علمك لأنك تقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فهل كنت حاضراً بين قوم نوح أنّهم لم يؤمنوا وتحاول أن تصنع لك حجّة من عدم؟ وحُجتك واهية يا أبا حمزة وحُجّة ناصر محمد اليماني هي الأقوى والمُهيمنة بالحقّ الواضح والبين، فما دمت بهذه الحال فوالله أنّه سوف يقيّض الله لك شيطاناً رجيماً بسبب إعراضك عن مُحكم ذكر ربك وأخذتك العزّة بالإثم. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿36﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿37﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿38﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وأولئك هم الذين إن تبيَّن لهم الحقّ من ربّهم أخذتهم العزّة بالإثم كمثل أبي حمزة آتيته بآيةٍ بيّنةٍ محكمةٍ أنّ الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم آمنوا حين وقوع العذاب عليهم فلم يكُ ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب سُنة الله في الكتاب في الذين كفروا بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [غافر:56].

    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} صدق الله العظيم [غافر:35].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  9. افتراضي


    اقتباس المشاركة 6619 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 07 - 1431 هـ
    05 - 07 - 2010 مـ
    12:32 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
    صدق الله العظيـــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    وما يلي اقتباس من بيان أبي حمزة بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    الأستاذ اليمانى وحضرتك تتفقون أن الدعاء هو الذى أنجاهم.. فأخبرينى أين الدعاء الذى دعوه فى هذه الآية؟ هل ذكر الله دعاءهم أم إيمانهم؟
    وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}
    صدق الله العظيم.
    حضرتك تقول أنهم رأوا عذاب الله.. هم لو رأوا عذاب الله ونزل بهم وقضى الله أمره فكيف سيرحمهم؟
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من بيان محمود المصري المُكنى أبو حمزة.

    ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربي! يا محمود ومن يكشف العذاب المُحقّق في الكتاب غير الربّ العزيز التوّاب الذي من دعاه استجاب؛ ربّ الوجود، حتى لو يكون عذاب الساعة تأتيهم ثم يدعون الله من تقوم عليهم الساعة وهم من أشرّ الناس ثم يدعون ربّهم لأجابهم الله وكشف عنهم الساعة حتى حين، إنّ الله على كل شيءٍ قدير، وسبب الإجابة وذلك لأنّ الله قد وعد عباده وعداً مُطلقاً في محكم كتابه، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ويا محمود، إن سؤالك هو: كيف علمت يا ناصر محمد اليماني أنّ الله كشف العذاب عن قوم يونس بسبب أنّهم دعوا ربّهم فكشف العذاب عنهم ومتعهم إلى حين؟ ومن ثمّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى:
    {مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فتدبّر وتفكر في قول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم، ومن ثم يتبيّن لكم سبب كشف عذاب الخزي عن قوم يونس آمنوا بربهم وتضرّعوا بالدعاء إلى ربِّهم فاستجاب لهم، ولذلك قال الله تعالى: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

    لأنّكم بالدعاء تستطيعون أن تكشفوا عن أنفسكم حتى الساعة التي هي أدهى وأمر، وقال الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم.

    فانظر لقول الله تعالى:
    {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك قوم يونس بسبب الدعاء: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

    فما خطبك يا رجل! (تبعسس وترفس) وتحاول أن تخلق الالتباس بأيّ شكل؟ ولكنّ الحقّ ليس عليه غبار، فوالله أنّي قد كتبت لك بياناً عظيماً وفصّلت فيه كثيراً من العلوم التي لم يسبق تنزيلها في هذا الموقع وقلت أجعله تكريماً لك عسى أن يُحدِث لك ذكراً، ولكنّي أقسم بربّ العالمين أنّه طار من بين يديّ فلم يُرِد اللهُ أن نكرمك به لأنّ الله يعلم أنّك لا تستحق ذلك فهو بعباده خبيرٌ بصيرٌ، وعلى كل حال نعود نذكرك عن سبب كشف الله للعذاب في محكم الكتاب أنه بسبب الدُعاء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أم تظنّ قوم يونس دعوا غير الله فكشف عنهم العذاب؟ فوالله لا يجادل في هذه النقطة إلا من كان أعمى البصيرة بالمرّة وعلى قلبه كنانٌ ضخمٌ وحجابٌ مستورٌ عن فهم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:25].

    فسُبحان ربي، كيف أنّ كلّ بيانٍ جديدٍ لا يزيدك إلا عمًى؟ ولكنّه يزيد الأنصار نوراً وبصيرةً من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} صدق الله العظيم. [التوبة].

    فكيف يا محمود يكشف الله عنهم عذاب الخزي ما لم يكونوا دعوا ربهم وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنّا مؤمنون، ومن ثم كشف الله عنهم عذاب الخزي ومتعهم إلى حين؟

    ويا رجل، إنّما الإمام ناصر محمد اليماني يبيّن القرآن بالقرآن، فحين أفتيتُكم أنّ الله كشف عنهم عذاب الخزي وذلك لأنّي أعلم أنّ الله يكشف العذاب عن عباده إذا دعوا ربّهم، ولذلك نُنبئكم بخبركم أنتم أنّكم كذلك سوف تدعون ربكم فيكشف عنكم العذاب كما كشفه عن قوم يونس. تصديقاً لقول الله تعالى في علم الغيب في الكتاب:
    {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم يجيبكم الله فيكشف عنكم العذاب. وقال تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولكنّك تريد الآية تأتي تحمل خبرها مفصّلاً فيها جميعاً تفصيلاً! بل فصَّل الله كتابه تفصيلاً في آيات متفرِّقات فإنْ لم تجد معلومةً في موضوع في آية فحتماً يُفتيك الله بذلك في موضعٍ آخر في قلب وذات الموضوع كما تجد ناصر محمد اليماني يُفصّل لكم الكتاب من ذات الكتاب، فكن من الشاكرين يا محمود، وسوف نتجاوز هذه النقطة ونترك للباحثين عن الحقّ أن يَحكموا فيُحكِّموا عقولَهم أيُّنا ينطُق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم وأيّنا يتّبع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 6620 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 07 - 1431 هـ
    05 - 07 - 2010 م
    09:44 مساءًا
    ـــــــــــــــــــــ




    { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }

    صدق الله العظيـــــــم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    ويا محمود سوف نقتبس من بيانك قول الله تعالى ما يلي:
    {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وترون أنّ محمود يحاج ناصر محمد اليماني بهذه الآية فيستدِلّ بها أنّ الله لم يُجـِب دعاءهم فيخرجهم من النار برغم أنّهم دعوا ربّهم وقالوا:
    {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ومن ثمّ يردّ الإمام ناصر محمد اليماني على محمود بالحقّ وأقول أولم تتدبر قولهم في دعائهم فقالوا:
    {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فتدبّر بالضبط الوعد الذي قطعوه لربهم بقولهم:
    {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، ومن ثم يتبيّن لك أنّهم يريدون من ربِّهم أن يُخرجهم من النار فيُرجعهم إلى الدُنيا ولذلك قالوا: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}؛ أي إنهم يريدون أن يُرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذين كانوا يعملون وذلك هو السبب الذي منع الإجابة لدعائهم من ربِّهم هو طلبهم أن يُعيدهم إلى الحياة الدُنيا وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)} صدق الله العظيم [فاطر].

    وحَصْحصَ الحقّ وتبيّن لك يا محمود البيان الحقّ للآية التي تحاجّني بها في قول الله تعالى:
    {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون]؛ أنّهم فعلاً كان طلبهم في الدعاء من ربهم أن يخرجهم فيعيدهم للدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكن ليس في ذلك الدُعاء حجّة لهم على ربِّهم بل أقام الله عليهم الحجّة وذكّرهم أنّه عمّرهم في الحياة الدُنيا وأرسل إليهم الرّسل حتى لا تكون لهم الحجّة على ربهم وقال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم.

    فانظر كيف أنّ الله أقام عليهم الحجّة وقال لهم:
    {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    فهم يرجون من ربِّهم أن يُرجعَهم إلى الدُنيا ويسأل الله ذلك من بعد موته مباشرةً جميع الذين ماتوا وهم كافرون، ولا تزال تلك دعوتهم. وقال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فتلك الكرة إلى الدُنيا يتمنونها الكافرون ولذلك قال الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظر لقولهم:
    {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}؛ ويقصدون لو أن الله هداهم في الحياة الدُنيا {لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، ومن ثم تمنّوا الرّجعة إلى الحياة الدُنيا ليس حباً فيها وإنّما لكي يكونوا من المحسنين فيعملوا غير الذي كانوا يعملون فيها من قبل، ولذلك قال الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم.

    ولكن الحجّة لهم على ربِّهم لو أنّهم يسألون الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر لهم فيقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، فمن ثم يُجيب الله دعاءهم لو يسألوا الله رحمته ولا يطلبوا منه أن يعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون، ورحمة الله هي حجّة عباده على ربِّهم حين يسألونه رحمتَه مُعترفين بظلمهم لأنفسهم، وتلك الكلمات الحق هي التي تلقّاها آدم وزوجته من ربهم فكلمهم الله بوحي التفهيم إلى قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم. [البقرة:37].

    فما هي هذه الكلمات؟ وهي قولهم بالدعاء إلى ربهم:
    {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

    ويا محمود، إنّما الإمام المهديّ يريد أن يُعلِّم عباد الله بشكل عام مُسلمَهم وكافرَهم كيف ينقذون أنفسهم من عذاب ربِّهم في الدُنيا وفي الآخرة لأنّ الإمام المهديّ يريد أن يساعدَهم من أجل تحقيق هدفه النعيم الأعظم، وأما أنت فتزيدهم إحباطاً ويأساً من رحمة الله، هداك الله. أفلا تعلم عن سبب بقائهم في عذاب جهنم؟ فذلك بسبب يأسهم من رحمة الله وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [العنكبوت:23].

    فاليأس من رحمة الله في حدّ ذاته مزيدٌ من ظلمهم لأنفسهم. وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

    فكن من الشاكرين أن ابتعث الله الإمام المهديّ في أمّتك التي تعيش فيها ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي


    اقتباس المشاركة 6621 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 10 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 07 - 1431 هـ
    06 - 07 - 2010 مـ
    10:13 مساءًا
    ـــــــــــــــــــــ



    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ }
    صدق الله العظيـــــم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13]، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، بمعنى أنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم في الآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور، ولذلك اتخذوا الشيطان وليّاً من دون الله لأنهم يعلمون أنه الشيطان عدوّ الله ربّ العالمين، ولكنهم يريدون أن يساعدوه في إضلال البشر حتى يكونَ جميعُ البشر معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} صدق الله العظيم [النساء:89].

    فيا رجل لا تكن منهم فتجعل الناس يَيْأسُوا من رحمة الله، ويا رجل ما خطبك لم تفقه البيان الحقّ؟ فقد بينّا لك السبب بالحقّ عن عدم إجابتهم لأنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم فيخرجهم من ناره فيدخلهم برحمته جنّته ولذلك يريدون من ربِّهم أن يُعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون؛ بمعنى أنّهم لم يسألوا الله رحمته فيقولوا:
    {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 23].

    وعلى كُلٍّ ليس لديّ فرصة الآن للرّد فانتظر منّي ردّاً مُفصّلاً تفصيلاً من محكم كتاب الله في هذه النقطة كونها من أهم نقاط الحوار بين المهديّ المنتظَر والذين لم يقدروا ربّهم حقَّ قدره، ونريد أن نهدي ببياني الآتي حتى الشياطين الذين يَئِسوا من رحمة الله كما يَئِسَ الكفارُ من أصحاب القبور علّهم يهتدون أو يزيدهم رِجْساً إلى رجسِهم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 6622 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 11 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 07 - 1431 هـ
    11 - 07 - 2010 مـ
    01:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }
    صدق الله العظيـــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الخاتم الأمي الأمين وآله الطيبين الطاهرين..
    السلامُ عليكم إخواني المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    ويا أيها السائل أبو حمزة، إنّ سؤالك هو بالضبط: فهل باب رحمة الله مقفولٌ على الكافرين أثناء حدث العذاب أو من بعد الحياة الدُنيا أم لا يزال مفتوحاً؟ ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالفتوى من الله من محكم كتابه:
    {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    ومن ثم نعلم أنّ الله لم يقفل باب الرحمة في الكتاب لا في الدُنيا ولا في الآخرة، ولكن المُشكلة لدى الذين ضلوا عن صراط العزيز الحميد أنهم يائسون من رحمة ربهم وذلك هو الضلال البعيد. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

    ولكن مُشكلتهم أنهم حين يأتيهم العذاب يبلسون من رحمة الله بعد أن تبيّن لهم أن رسل ربهم جاؤوهم بالحقّ وتبيّن لهم أنهم هم الظالمون لأنفسهم، وسبب عدم كشف العذاب عنهم نظراً لأنهم لم يتضرعوا إلى ربهم من بعد الإيمان أن يكشف عنهم العذاب وسبب عدم تضرعهم بالدُعاء إلى ربهم هو لأنهم مُبلسون من رحمة الله كما يئس إبليس من رحمة ربه، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {مُبلسون}؟ والجواب تجده في قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)} صدق الله العظيم [الروم]. ومن ثم يتبيّن لنا المقصود بالضبط البيان من قوله تعالى: {لَمُبْلِسِينَ} صدق الله العظيم؛ وأنه حقاً يقصد يائسين، وكذلك الكُفار المُعذبون مُشكلتهم هي أنّهم مُبلسون من رحمة الله، ولذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    وبرغم أنّهم حين يرون العذاب جميع الأمم الذين كذّبوا برسل ربهم، يؤمنون بالله وحده ويؤمنون أنّ رسل ربهم جاءتهم بالحقّ من ربهم ويعترفون أنّهم ظلموا أنفسهم وما زالت تلك دعواهم فلم ينفعهم الإيمان بالله والاعتراف بظلمهم لأنفسهم لأنّه لم يرافق الإيمان التضرع إلى الله فيسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه، ولكن الذين أهلكهم الله لم تجدهم تضرّعوا إلى ربهم ليكشف عنهم عذابه، وسبب عدم تضرعهم هو لأنهم مُبلِسون من رحمة الله ولذلك يُسمى إبليس بالاسم إبليس لأنهُ مُبلس من رحمة الله وهذه هي مُشكلة شياطين الجن والإنس برغم أنّهم بربهم مؤمنون ويعلمون أنّ الله هو الحقّ المُبين، ويعلمون أنّهم على ضلالٍ مُبين ويعلمون أنّ البعث حقّ والنار حقّ والجنة حقّ ولكنّهم من رحمة الله مُبلِسون كما يئِس إبليس من رحمة ربه برغم أنّه يعلم الصراط المُستقيم لكنّه مع ذلك يريد أن يصدَّ عباد الله عن صراط العزيز الحميد صدوداً شديداً حتى يكونوا معه جميعاً في نار جهنم، فانظر إلى قول إبليس لما قُضي الأمر. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [ابراهيم:22].

    وهنا يتساءل السائلون: "لماذا إبليس يستمر في الضلال وهو يعلم الحقّ من الباطل؟". ومن ثم نفتيكم بالحقّ أنّ سبب استمراره في الصد عن الصراط المُستقيم هو لأنه يائسٌ من رحمة الله. وسؤال الإمام المهديّ إلى إبليس وكافة شياطين الجن والإنس هو: ألستُم من عبيد الله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)} صدق الله العظيم [مريم].

    فإذا كان جوابكم: "نعم نحن معشر شياطين الجن والإنس نعلم أنّنا من ضمن عبيد الله خلقنا الله لعبادته وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]".

    ومن ثم يلقي الإمام المهديّ إلى عبيد الله من شياطين الجن والإنس سؤالاً آخر وهو: فلماذا تصدون أنتم ووليّكم الشيطان عن الصراط المُستقيم وتريدون جميعاً أن تبرّوا قسم الشيطان برغم أنّهُ أقسم بالحقّ بعزة الله؟ ولكن بئِس برّ القسم أن يبرّه بالباطل وتريدون جميعاً أن تصدّوا عبيد الله عن الصراط المستقيم من الجن والإنس، فإن كانت حجّتكم كما حجّة الشيطان الرجيم أنه بسبب أن الله أغواه، وقال:
    {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} صدق الله العظيم [الأعراف:16].

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: ولكن الله قال في محكم كتابه:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    برغم أنّي الإمام المهديّ لا أنكر أنّ الله أغوى قلبك عن السجود لخليفته الذي أمرك الله أن تسجد له ولكن سبب أنّ الله أغوى قلبك يا إبليس هو بسبب الكبر والغرور بنفسك، وقد تمّت الفتوى عن سبب إغوائك وصرف قلبك من ربك الذي يحول بينك وبين قلبك، وحتى نعلم عن سبب صرف قلبك ولذلك ألقى الله إلى إبليس بالسؤال عن سبب عدم السجود لآدم. وقال الله تعالى:
    {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12].

    إذاً سبب أنّ الله أغوى قلبك هو تكبّرك على خليفة ربك لأنّك ترى أنّ الله كَرَّمَهُ عليك وترى أنّك خير منه وأولى أن تكون خليفة الله أنت، ولذلك قال إبليس:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    إذاً يا إبليس فلم يظلمك ربّك حتى تحقد بغير الحق! وبما أنّك لا تستطيع أن تضر الله شيئاً ولذلك تسعى إلى صدّ عباده من الجن والإنس عن الصراط المستقيم لأنّك تريد أن يجعلهم الله معك جميعاً في نار جهنم أنت وأولياءك من شياطين الجن والإنس ولذلك تودّون جميعاً شياطين الجن والإنس لو يكفر عباد الله جميعاً من الجن والإنس ومن كُل جنسٍ حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:89]، أي سواءً في نار جهنم، إذاً الشيطان وحزبه من شياطين الجن والإنس يدعون حزبهم ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [فاطر:6]، فهل ترضون يا معشر حزب الشيطان أن تكونوا من أصحاب النار وبئس القرار وأنتم تعلمون أنّ الله حقٌّ والبعث حقّ والنار حقّ والجنة حقّ؟ ولكن مُشكلتكم هو اليأس من رحمة الله. ولكنّي أعود إلى السؤال الأول في هذا البيان فأنسخه لكم مرةً أخرى كما يلي في أول البيان كما يلي:

    وسؤال الإمام المهديّ إلى إبليس وكافة شياطين الجن والإنس هو: ألستم من عبيد الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)} صدق الله العظيم [مريم]؟ وأعلم بجوابكم أنّكم لتعلمون أنّكم عبيد لله مثلنا ولكنّكم يَئِسْتُمْ من رحمة الله فازددتم إسرافاً على أنفسكم نظراً لقنوطكم من رحمة الله، ولكن الله أرحم الراحمين ينادي عباده بشكل عام من الجن والإنس ومن كُل جنسٍ فأمرنا الله أن نقول لكم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الشياطين أو أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: "أفلا ترى أنّ الهدى هدى الله؟ ولذلك يقول الذي أسرف على نفسه يوم القيامة:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم". ومن ثمّ نردّ عليه بالفتوى الحقّ أنّ الله جعل سبباً لهدى القلب والسبب هو الإنابة إلى الربّ ليهدي القلب، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم، ومن أناب إلى الربّ ليهدي قلبه إلى الحقّ هداه الله الذي يحول بين المرءِ وقلبه. تصديقاً لوعده الحقّ: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].

    فلن يخلف وعده لمن أناب إلى ربه من عبيده جميعاً بشكل عام، فلِمِ اليأس من رحمة الله يا معشر الشياطين؟ ولربّما يودّ أن يقاطعني إبليس الشيطان الرجيم فيقول: "هيهات هيهات أيّها الإمام المهديّ أن يغفر الله لشياطين الجنّ والإنس فيهدي قلوبهم مهما أنابوا إلى ربهم بعد أن لعنهم الله كما لعن إبليس الشيطان الرجيم، فكيف يهدي الله قلوبهم من بعد أن تمّت لعنة الله عليهم ولعنة ملائكته والناس أجمعين فقد لعنهم الله وأهل الأرض وأهل السماء؟ فكيف يهدي الله قلوبهم من بعد أن جازت عليهم لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران]؛ بل يا ناصر محمد، فبما أن الله لعن إبليس وشياطين الجن والإنس من الذين كفروا بالله بعد إيمانهم ليس لهم إلا أن يصدّوا عن دين محمد وكافة النبيين حتى يكونوا جميعاً الجنّ والإنس معهم سواء في عذاب السعير".

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    فانظروا يا معشر الشياطين إلى قول الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل ‌عمران: 89]، فلا تكذِّبوا بآيات الله وأنتم تعلمون بل يقبل الله التوبة من قبل الموت لكافة عبيده جميعاً من الجنّ والإنس بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظروا لرد الله بالحجّة على عباده الذين أسرفوا على أنفسهم فقنطوا من رحمة الله:
    {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    فاتّقوا الله يا معشر شياطين الجن والإنس، وأنا الإمام المهديّ كفيلٌ على الله بالحقّ أنّ من تاب وأناب إلى ربِّه من عبيده جميعاً ليجدنّ لهُ ربّاً غفوراً رحيماً ولعنةُ الله على الكاذبين، فما كان هذا البيان خدعة لكم حتى أثنيكم عن مكركم حتى لا تحقّقوا هدفكم أن تجعلوا الناس معكم في أصحاب السعير؛ بل أقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّي أخاطبكم بالحقّ قلباً وقالباً من غير خداعٍ لكم، فلسنا مثلكم يا معشر الشياطين نقول بألسنتنا في الدين ما ليس في قلوبنا وأعوذُ بالله أن أكون من المُجرمين؛ بل ننطق لكم بالحقّ لعلكم تتّقون، ومن ثم أشهدُ الله وملائكته وحملة عرشه وجميع من في سمواته وأرضه أنّي أفتي جميع شياطين الجن والإنس بالحقّ أن ليس من جازت عليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين أن ليس لهُ الحجّة أن ييأس من رحمة الله ثم يصدّ عباد الله عن الصراط المُستقيم، ولكن تدبروا فتوى الله إليكم وإلى عبيده جميعاً في هذه المسألة. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فتدبّروا يا معشر الشياطين قول الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، فبرغم أنّها قد جازت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (87) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (88) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران]، فانظروا بالضبط لقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ}؛ أي بعد ما حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين فليس لهم الحجّة أن ييأسوا من رحمة الله، ولذلك قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (87) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (88) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    إذاً يا أيّها الناس توبوا إلى الله متاباً، فإذا كان الله سوف يغفر لشياطين الجنّ والإنس لو تابوا وأنابوا وأصلحوا من بعد أن لعنهم الله وأحلّ لملائكته والناس أجمعين أن يلعنوهم ومن ثم وعدهم الله لو تابوا من بعد أن حلّت اللعنة عليهم فتابوا وأصلحوا فسوف يجدوا لهم ربّاً غفوراً رحيماً، فما بالكم بمن هم من دونهم مهما كان إسرافهم على أنفسهم؟ فليعلموا أنّ رحمة الله وسعت كُل شيءٍ سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً فرحمته تسَعُ من تاب وأناب وسأل الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر له فيرفع لعنته ومقته وغضبه عن عبده فقد علم أن لهُ ربّاً غفوراً رحيماً وكان حقاً على الله أن يغفر له إنّ الله على كلّ شيْءٍ قديرٌ إنّ الله لا يخلف الميعاد.

    يا عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، فاعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً واعلموا أنّه هو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب فأنيبوا إلى ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تـُنـْصَرون إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحق، وتذكّروا يا معشر اليهود قول الله تعالى:
    {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)} صدق الله العظيم [البقرة].

    فتذكّروا قول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)} صدق الله العظيم [النساء].

    فلِمَ اليأس من رحمة الله يا بني إسرائيل ولِما الحقد على المؤمنين بالله؟ وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:82].

    ويا أهل الكتاب جميعاً والناس أجمعين، إنّي الإمام المهديّ أدعو المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بين العالمين وبين الإنس والجنّ وبين عباد الله جميعاً في السماوات وفي الأرض أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبدُ سواه، وما كان لنبيٍّ أن يأمر الناس بتعظيمه من دون الله فلا تفتروا على الله الكذب في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    فاتقوا الله يا عباد الله ولا تيأسوا من روح الله حتى ولو استمررتم بتكذيب الإمام المهديّ حتى تروا العذاب الأليم فاعلموا أنّ سُنة الله في الكتاب أنّه لا ينفعكم إيمانكم بالله واعترافكم بظلمكم لأنفسكم ما لم يرافقه التضرع إلى الله أن يغفر لكم ويرحمكم ويكشف عذابه عنكم واعلموا أنّ الله على كُل شيْءٍ قدير. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ}
    صدق الله العظيم [يونس: 98].


    وسبق التفصيل أنّ سُنة الله في الكتاب في الكافرين أنّه لا ينفعهم إيمانهم حين يرون العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)} صدق الله العظيم [فاطر].

    ولربّما يودّ أبو حمزة أن يقاطعني فيقول: "أفلا ترى يا ناصر محمد اليماني أنّ سنة الله في الكتاب أن لا يكشف عن الناس العذاب إذا تحقق على الواقع الحقيقي؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ للمرة المائة وأقول:
    بل تستطيع أن تُغيّر القدر المقدور في الكتاب المسطور بالإيمان والتوبة والإنابة والتضرع بالدُعاء، ولا يكفي الإيمان والاعتراف بظلمهم لأنفسهم ما لم يرافقه الدُعاء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}
    صدق الله العظيم [الدخان].


    فانظر أنّ الإيمان بالله إذا رافقه الدُعاء تمّت الإجابة ولذلك قالوا:
    {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم انظر كيف تحققت الإجابة على الواقع الحقيقي وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    فما خطبك يا أبا حمزة لا تكاد أن تفقه قولاً؟ فأنا قلت أنّه لا ينفعهم الإيمان بالله واعترافهم بظلمهم لأنفسهم ما لم يرافقه الدُعاء والتضرع إلى ربهم ليكشف عنهم العذاب ويغير سنّة عليهم في الكتاب برحمته التي كتب على نفسه إنّ الله على كُلّ شيءٍ قديرٌ، فإذا حدث ذلك تمّ تبديل سُنّة العذاب بسُنّة الرحمة في الكتاب إنّ ذلك على الله يسير، ومن استيأس من رحمة ربه فقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

    ويُبرِأ الله المصائب في الكتاب برحمته إنّ الله على كُل شيء قدير، وبالدُعاء يتم تغيير القدر المقدور في الكتاب المسطور لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].


    وتمّ الانتهاء من بيان تبديل سُنّة العذاب في الكتاب بسُنّة الرحمة بسبب الدعاء ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ ويحيي من حيَّ عن بينةٍ، فإن كذّبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} صدق الله العظيم. [الفرقان:77].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

المواضيع المتشابهه
  1. أحسن القصص - (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن...)
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم يحتوي على مختلف المواضيع والمشاركات
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 11-07-2022, 12:51 PM
  2. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Ibrahim AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-06-2015, 08:26 PM
  3. أحسن القصص
    بواسطة الذى آمن في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 05-12-2014, 09:36 PM
  4. أحسن القصص.. Sebaik-baik kisah (Nabi Nuh AS)
    بواسطة أبو عزرا في المنتدى Melayu
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-11-2013, 12:59 AM
  5. [فيديو] أحسن القصص حقيقة أصحاب الكهف.. 1
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 09:14 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •