بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
ويا أيها المجتهد الذي يزعم فيقول:
(آمن بالبيان ولا تناقش او اكفر به فهذا ليس منطقي فكيف سيجد الباحث ضالته)
ـــــــــــــــــــــ
إنتهى مقتبس قول المجتهد ولننظر في كتاب الله عن قوله هذا وهل الله أمرنا أن نجادل بآياته
لنجد ضالتنا كما يزعم ويدعي المجتهد ومن غير سلطان من الرحمن بالبرهان من محكم القرآن؟
والجواب نتركه من الرب من محكم الكتاب قال تعالى:
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}
وقال تعالى:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}
وقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
[56,35,4:غافر].
ولذلك قال تعالى:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
[121:الأنعام]
وقال تعالى:
{ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا}
[56:الكهف]
فلا تجادل في آيات الله ايها المجتهد من غير سلطان من الرحمن بالبرهان من محكم القرآن وإلا صرت منهم ولذلك نقول لك يا مجتهد إسمع وعي وأصغي وافتح أذنيك ولا أريد قلبك بل أذنيك لتُسمِع بها عقلك إن كنت من الذين يعقلون فنقول:
نقسم بالله الذين خلقنا من ماء مهين فجعله نطفة في قرار مكين إلى قدره المعلوم أن الله لم يجعل لك الحجة على خليفة الله بأن تجعل شرط إيمانك هو المزيد من البيان فيما قد سبق بيانه بل جعل الله الحجة لخليفته وأنصاره عليك يا مجتهد بأن تؤمن بما بين يديك من الحق أو تأتينا بما هو أقوم منه قيلا وأهدى منه سبيلا بالحق وأحسن تفسيرا! وأنت لم تفعل ولا واحدة فلم تصدق الحق الذين بين أيدينا ولم تأتينا بأهدى منهما سبيلا إذاً فقد صرت كاذباً ومجتهداً للباطل وليس للحق.
ويا معشر الباحثين إن الباحث المجتهد لن يستطيع أن يصدكم عن الحق حتى لو ضل على تصديته ألف ألف عام كون الهدى بيد الله يهدي من يشاء الهدى ويضل من يشاء الضلال وكذلك نحن الأنصار بقيادة خليفة الله لن نستطيع أن نهديكم لصراط العزيز الحميد ببيان القرآن المجيد بالحق وأحسن تفسيرا ما لم تستخدموا عقولكم وأبصاركم التي لن تعمى عن الحق بل ستفتيكم بالحق وتقبله عقولكم رغماً عنكم وأنتم من الصاغرين ولئن استخدمتم عقولكم لقلتم جميعاً بلسان واحد موحد يا أيها الذي يسمي نفسه بالمجتهد للحق ويزعم أنه جاء للبحث عنه وللحوار مع المهدي المنتظر لينظر بسطة علمه ثم يكفر بكل ما قد بينه الإمام ناصر محمد اليماني من محكم القرآن من غير أن يأتي بحجته وبرهانه من محكم القرآن على صدق قوله حتى نعلم بسطة علمه وصدقه فلسنا إمعات لِنُصَدِّقك يا مجتهد يا من تصف بيانات الإمام المهدي بأنها سخيفة وركيكة فهل جئت ببيان واحد في مسألة واحدة من التي تزعم أنك تنكرها ومن ثم جعلت بيانك ذلك أقوى من بيان الإمام ناصر محمد قيلا وأهدى سبيلا بالحق وأحسن تأويلا؟ وإلا فإنك من الكاذبين الذين يريدون أن يصدون الناس والباحثين عن الصراط المستقيم.
وهكذا يا أيها المجتهد سنضل وراءك ببيانات النور وبطلب البرهان على ما تنكره من البيان إن كنت من الصادقين ولن ننتظر رد خليفة الله عليك بمزيد من البيان بل سنطلب نحن منك حجتك علينا بتكذيبك لما معنا من بيان ولن نترك قولنا هذا ولن نتبع هواك وأهواء الناس جميعا ونحن معتصمون بما معنا من بيان وأما المسائل التي تحتاج إلى المزيد من البيان فلم يأمرنا الله بإرجاء إيماننا إلى حين يأذن الله ببيانها أو نرتد على أعقابنا بل قال تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
[7:الحشر]
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾}
[المائدة]
صدق الله العظيم.
وحين يشاء الله لعبده وخليفته أن يزيدنا بالمزيد من البيان فإنه بذلك سيزيدنا إيماناً إلى إيمانا سواءً كان المزيد عن طريق جواب لأحد الباحثين أو ببيان عام كون خليفة الله لن يكتب المزيد من البيان مالم يأذن الله له بذلك حين يشاء الله ووقت ما يشاء.
أما إخواننا الباحثين عن الحق الذين قد يقولون وما لنا ولكم إن إلتزمتم واعتصمتم بما لديكم من بيان بل نحن نريد المزيد من البيان الجديد سواء في مسألة جديدة أو المزيد في مسألة تم بيان ما شاء الله منها سابقاً كي نستيقن ونؤمن بالحق إن رأيناه؟
ثم نجيب الباحثين فنقول نشهد الله وجميع الباحثين أصحاب العقول المتدبرين والمتفكرين وكفى بالله شهيدا أن الله لم يجعل لكم علينا حجة في المزيد بشيء جديد أو بالمزيد في ما تم بيانه حتى تضعوا وتبينوا موقفكم من الآيات والبينات والحجج التي بين أيديكم في بيانات النور.
فإن أنتم آمنتم بها وصرتم بها مؤمنون كونكم تصدقون آيات الله عندئذٍ تصبحون ملتزمون معنا بالنهي عن السؤال في المزيد حتى يأتيكم ويأتينا المزيد متى شاء الله بذلك لعبده وخليفته ولئن سألتم للتثبيت ولم يتم الجواب عليكم فاعلموا أنه لم يأذن الله لعبده بالجواب لحكمة منه تعالى فتمسكوا بما أنتم به مؤمنون واعتصموا به فإنه الحق من ربكم.
وأما إن قلتم ما قاله المجتهد نحن ننتقص تلك البيانات السابقة ونكذب بعضها كونكم يا أنصار ناصر محمد اليماني تنكرون وتكفرون بشافعة محمد وتأمنون بأنها لله وحده وأما نحن فنؤمن بأن شفعينا هو محمد رسول الله سيشفع لنا بين يدي ربه كون محمد أرحم من الله أرحم الراحمين ولذلك ننتظر شفاعته بين يدي ربه ولذلك نحن نطلب المزيد في أشياء آخرى كقصة ذي القرنين كاملة مفصلة فأين جواب إمامكم علينا؟
ومن ثم يأتيكم الجواب أيها الباحثون إنكم لكاذبون فكيف ستأمنون بالحق في المزيد من البيان في شيئاً جديد وأنتم قد كفرتم بالحق الذي بين أيديكم دون حجة ولا برهان ولم تأتونا بأقوى منه قيلا وأهدى سبيلا وأحسن تفسيرا وحتى لو أقسمتم ألف مليون عام بأنكم إن رأيتم الحق في البيان الجديد بأنكم ستتبعونه وتصدقونه كمثل ما يقسم المجتهد كذلك فإنكم لكاذبون ولن تؤمنوا أبدا كون الهدى ليس بأيدكم بل بيد الله ولم تستثنوا حين أقسمتم بل جزمتم أنكم ستصدقون ولذلك يقول الله في عقيدة الهدى الباطلة لديكم قوله تعالى:
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّـهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾}
[الأنعام]
صدق الله العظيم.
ولا تحسب بأن عدم رد إمامنا عليك بأنه عجز منه بل عدم رده لحكمة بالغةوكذلك ما تسأل عنه قد رد عليه مسبقاً عشرات المرات وفصله تفصيلا وكذلك قد يتأخر الإمام عن الجواب حتى يتبين لجميع الباحثين عقيدة السائلين منهم ومن الذين يسألون ليتبعون الحق ومن الذين يسألون للتصدية عنه ومن ثم ستعلمونهم بلحن القول وزخرفه كون كلامهم كله وعود ومواعيد كمثل وعد الشيطان لأوليائه بإدخالهم الأرض المفروشة ولكنه لن يستطيع كونه سيتم إخراجه منها مذءوماً مدحورا بجيش من النور بقيادة الملك جبريل عليه وعلى ملائكة الله الصلاة والسلام وقال تعالى:
{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}
[120:النساء].
كذلك المجتهد يعد بالحوار وأن لديه علم يستطيع أن ينقض به جميع بيانات الإمام التي يصفها بالركيكة والسخيفة ومع ذلك فإنه كذاب كونه لم يطرح حجته على ما كذب به ولم يأتي بالبرهان على صدق قوله ولم يأتينا بأقوى من بيان إمامنا قيلا وأهدى سبيلا وأحسن تفسيرا.
وكذلك قد يتأخر الرد من الإمام على ما يشاء الله له من البيان بسبب إنشغاله بقضاء بعض شأنه كونه بشر مثلنا ومن ثم ترى الذين يصدون عن الحق لا يسأمون بكل حيلة ووسيلة وآخرون من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر يفرحون بتأخر الجواب نظراً لإنشغال الإمام ثم يعلنون الكفر بما آمنوا به ظاهر الأمر فينكرون حسرة الله في نفسه ويصفونها صفة ضعف قاتلهم الله أنى يؤفكون فكيف أنكم تعلمون أن الله يفرح ويغضب وينتقم ثم تنكرون حسرته التي تعبر عن رحمته وتجعلون الحسرة لكم أنتم يا معشر الشياطين وكأنكم أرحم من الله أرحم الراحمين فتتحسرون على أبنائكم وأعمالكم فمن هو أرحم الراحمين الذي هو أرحم من الأم على ولدها وأرحم بكم من أنفسكم إنه حبيبنا ربنا الله ولكن هدفكم هو في نفس الرحمن كما هو هدف الإمام المهدي وأنصاره ولكنكم أنتم تريدون أن تزيدون الله حسرة فيكون غير راض في نفسه لذلك تسعون لإضلال العباد بكل الحيل والوسائل الليل والنهار ما استطعتم إلى ذلك سبيلا فيكفر الناس كما كفرتم فتكونوا في العذاب مشتركون أما الإمام المهدي وأنصاره يريدون أن يذهبون الحزن والحسرة من نفس الرحمن لذلك يناضلون الليل والنهار بكل حيلة ووسيلة ما استطاعوا لذلك سبيلا من أجل هدى العباد جميعا وإنقاذهم من العذاب ومن فتنة وليكم المسيح الكذاب وسيحق الله وعده بالحق والله لا يخلف الميعاد وإن كنتم تريدون أن تفتنوا الأنصار والباحثين عن الحق فهناك سماعون لكم أولئك لن يزيدوا الأنصار إلا خبالا وقال تعالى:
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّـهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٤٨﴾}
[47:التوبة].
ولن تستطيعوا أيها المجتهدون للباطل أن تزلزلوا عقيدة الأنصار أبدا كون آية الإيمان بخليفة الرحمن وبيان القرآن في أنفسنا أعظم من آية خلق السماوات والأرض إنها آية النعيم الأعظم وليس ذلك منا ثقةً بأنفسنا أننا سنضل ثابتين على الحق لا ورب الكعبة ولو كنا كذلك لأزاغ الله قلوبنا بل نحن نسأل الله في كل وقت وحين أن يثبت قلوبنا على الحق ولم نركن على أنفسنا أبدا وقلوبنا بين يدي حبيبنا ربنا وهو أرحم الراحمين وإنما لا تستطيعوا فتنتنا بالحق الذي معنا كوننا لو كفرنا به وكذبناه فإننا بذلك نكفر بآيات الله ولن نجد لنا من دون الله ولياً ولا نصيرا وقال تعالى:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴿٢٦﴾ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّـهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴿٣١﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴿٣٢﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ﴿٣٤﴾}
[محمد]
صدق الله العظيم.
وأما أنتم أيها الباحثين فحجة الله عليكم هي عقولكم وآياته التي تتلى عليكم فإن أنتم كذبتم بيان الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد للقرآن بالقرآن بالحق وأحسن تفسيرا من غير أن تأتوا بحجتكم علينا وببيان هو أقوى من بيان إمامنا قيلا وأهدى سبيلا عندئذٍ تكونوا قد كفرتم بآيات الله وكذبتم بها وقال تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ}
[33:الأنعام].
ويا قوم ليست الحجة في ذات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ولا في ذات الأنبياء والرسل بل الحجة هي في الكتب التي بين أيديهم ويدعونكم إليها ليحكموا بينكم منها بحكم الله فيما كنتم فيه تختلفون كما يعلمهم ربهم بذلك فما عليهم إلا أن يستنبطوا لكم الأحكام من تلك الكتب لذلك فالحجة عليكم في آيات الله التي تتلى عليكم ليلاً ونهارا وقال تعالى:
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١﴾ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٢﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣﴾ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿١٠٥﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿١٠٦﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿١٠٧﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿١٠٨﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿١٠٩﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿١١٠﴾ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿١١١﴾}
[المؤمنون]
صدق الله العظيم.
ولا حجة لكم علينا وعلى خليفة ربنا يا معشر الباحثون والمجتهدون إن أنتم طلبتم المزيد من البيان من خليفة الرحمن ثم لم يشاء الله له أن يجيبكم على ذلك كونكم استكبرتم وأعرضتم عن مئات البيانات والحجج التي بين أيدينا وكذبتم بها من غير حجة ولا برهان فإن قلتم أنكم لم تكذبوها وإنما أنتم بها مؤمنون ولكنم تريدون المزيد عند ذلك نقول لكم حسبكم ما بين أيديكم من بيان والتزموا بأمر الله بعدم السؤال حتى يشاء الله لكم بالمزيد متى شاء لعبده أن يبينه لكم لذلك صار طلبك للحوار يا أيها المجتهد حجةً عليك فألزم نفسك بالجواب على الذي بين يديك فأتي بما هو أقوى منها قيلا وأهدى سبيلا بالحق وأحسن تفسيرا إن كنت من الصادقين ولا تقل تريد أن يجيب عليك الإمام من جديد ومن الذي جاء بتلك البيانات التي بين يديك غير الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فهل لديكم ما يدحضها بالحق وأحسن تفسيرا قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
وأما القصة المفصلة عن نبي الله ذي القرنين فليست حجتك في المزيد من البيان حول ذلك حتى يشاء الله لعبده وخليفته بالمزيد وأتينا ببرهانك على تكذيبك لبيانات النور وبما أنت فيه من الممترين بحجة أقوى قيلا وأهدى سبيلا ولتنظر يا أيها المجتهد للذين كفروا بالقرآن حين تنزل على محمد رسول الله ومن ثم كذبوه وأرادوا أن يأتيهم بقرآن غيره أو يبدله فقال تعالى:
{وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾}
[يونس].
وأنت يا مجتهد تنكر وتكذب بالبيان الذي بين يديك ساخراً وأن أحد عوام الناس يمكنه دحضه فما بالكم بعلماء الأمة دون أن تأتي ببينتك وبرهانك لذلك تشابهت قلوبكم يا مجتهد مع قلوب الذين كذبوا بالقرآن حين تنزل على محمد رسول الله وكذلك أنتم تكذبون بيان القرآن وتأويله في القوم الذين يعلمون فكذلك كذبتم بيانه كما كذب الذين من قبلكم قرآنه وقال تعالى:
{وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾}
[يونس].
فلما تطلب المزيد من البيان في شيء جديد وأنت للحق عنيد وهل إن لم يشاء الله لعبده وخليفته أن يبين المزيد ستكون أول الكافرين ببيان القرآن العظيم كما أنت عليه الآن فما كنتم لتؤمنوا بما كذبتم به من قبل وإنكم لا تكذبون الإمام المهدي بل تكذبون بآيات القرآن العظيم فمن يجيركم من الله الأشد بأساً والأشد تنكيلا وإن كنت مصراً على الجواب في قصة ذي القرآن المفصلة فهل تستطيع أن تثبت من يكون النبي إبراهيم الذي جعل الله الأنبياء في ذريته وذرية إسرائيل في قول الله تعالى:
{أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ}
[58:مريم].
فإن قلت بأن إبراهيم هذا هو خليل الله أبونا إبراهيم فقد افتريت على الله زوراً وبهتاناً كبيرا فكيف يخطئ الله تعالى ويجعل ذرية حفيد إبراهيم غير ذرية جده إبراهيم بل إن ذرية إسرائيل هي نفسها ذرية أبونا إبراهيم إلا إن أردت أن تفتري على الله مرة أخرى فتقول إذاً فإسرائيل ليس هو النبي يعقوب عندئذٍ تكون قد كذَّبت بآيات الله وافتريت على الله بهتاناً عظيما وإن كان لديك برهان تنفي به فتوى خليفة الرحمن بشأن أن نبي الله ذي القرنين هو إبراهيم ابن وإن كان لديك برهان تنفي به فتوى خليفة الرحمن بشأن أن نبي الله ذي القرنين هو إبراهيم ابن إسماعيل فقل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وليس لكم الحجة على الإمام المهدي بما لم يشاء الله بيانه بل الحجة قد أقيمت عليكم بما لديكم من البيان وما بلغتم حتى معشاره ولن تستطيعوا أن تثبتوا بطلانه ولا حتى مسألة واحدة فيه إلا التكذيب والتصدية وسينتقم الله من الظالمين.
وأما علمائكم الذين تزعمون بأنهم علماء وتردون الحجة عليهم وأكثرهم شرار خلق الله على وجه الأرض فما جعل الله حجتكم على الدعاة إلى عبادته وحده بعلمائكم وكتيبات أسلافكم وما كان عليه أبائكم بل الحجة عليكم هي في الآيات التي يتلوا بيانها عليكم خليفة الله وعبده وكذلك ستشهد عليكم عقولكم التي لن تغيب عن الحق لو سمعته بل تفتي صاحبها بأنه الحق رغماً عن أنفه وهو من الصاغرين وقال تعالى:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
[46:الحج].
وإنما سعيكم الدؤوب يا أيها المجتهد ما هو إلا وسيلة من وسائل تصديتكم عن الحق بكل حيلة ووسيلة واستعطاف الذين لا يعقلون بلهو الحديث من غير حجة ولا برهان ولكنك سترى الذين يعقلون من الباحثين يقولون وما لنا ولعلمائنا حتى ننتظر منهم أن يصدقوا أو يكذبوا فلو كان منهم خيراً لأفتوا الناس منذ زمن بشأن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني وأكثرهم يعلمون بها علم اليقين ومنهم من سُلمت البيانات إلى أيديهم وما سمعنا لهم حسا لذلك فإن أغلب علماء الأمة الآن كما أفتى بشأنهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علماء سوء وفتنة ويعبدون الدنانير وهم أشر خلق الله تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم ، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الايمان إلا اسمه، ومن الاسلام إلا رسمه ، ولا من القرآن إلا درسه ، مساجدهم معمورة ، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم]
صدق مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما قولك يا مجتهد بأن الإمام المهدي مطالب بأن يظهر للعلما ويناظرهم فأنت من الكاذبين فلما جعلتموه هو الذي ينتظركم يا معشر الجاهلون بل أنتم وعلماءكم من تنتظرون (المهدي المنتظر) حتى إذا حضر أقبلتم إليه لتعلموا حجته فتبايعوه فتعلنوا للناس به ليظهر لكم من بعد التصديق عند البيت العتيق وأما حواره للناس عن طريق القلم فذلك بأمر الله تعالى أن يدعي الناس عبر القلم ولن يخالف أمر ربه ليتِّبع أهواءكم ولن يقول لكم عبر التلفاز شيئاً مختلف فهذه هي دعوته حتى يتم الله بعبده نوره ولو كره الكافرون ورغم أنك علمت بالحق يا مجتهد لكننا لم نرى لك من القول والبرهان إلا المكاء والتصدية ولعنة الله على الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عجوجا لعناً كبيرا ولعنة الله علينا إن كنا من الكاذبين.
وأما النفقات التي تلمزون بها خليفة الله وأنصاره فتلك أموال الله رزق الله بها عباده وأمرهم بالإنفاق في سبيله من قبل الفتح ومن بعده ولا يستوي الذين ينفقون من قبل الفتح ومن بعده ولا على الذين لا يجدون شيء من سبيل إذا نصحوا لله ورسوله والله غفور رحيم لذلك يتسابق الأنصار لنصرة الله وخليفته بالإنفاق في سبيله مما رزقهم ربهم ولخليفة الله حرية التصرف بها كيفما يشاء صلوات ربي عليه وسلامه وعلى آل بيته وأنصاره الصادقين الثابتين وسلم تسليماً كثيرا فلا تسخر من الدعاة إلى الله على بصيرة القرآن فيسخر الله منكم ويعدكم بعذاب أليما.
ويا إخوتي الأنصار وأحباب قلبي إننا سنرى في الأيام القادمة صداً كبيراً عن دعوة الحق وأذىً كبير أكثر من ذي قبل حتى تضيق الأنفس فإذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصر الله وذلك ليمحص الله قلوبنا ويبلوا أخبارنا فيميز الله الخبيث من الطيب وليس للباحثين والسائلين حجة على إمامنا وعلينا بالمزيد من البيان إن لم يشاء الله لعبده وخليفته أن يبينه للناس بل الحجة لله ولخليفته وأنصاره على السائلين والباحثين الذين أعرضوا عن آيات الله التي تتلى عليهم ليلاً ونهارا فما زادت أكثرهم إلا عتواً ونفورا فاتخذوا بحثهم تصدية عن الحق فاصبروا يا أحباب الله وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.