الموضوع: من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون ..

النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 01 - 1433 هـ
    18 - 12 - 2011 مـ
    05:02 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=29122
    ــــــــــــــــــــــ


    من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في الأوّلين وفي الآخرين إلى يوم الدين، أما بعد..

    ويا أحبّتي الباحثين عن الحقّ، حقيقٌ لا يُفتيكم المهديّ المنتظَر إلا بالحقِّ من مُحكم الذِّكر، فأمّا تسمية الكواكب فيُطلق بشكلٍ عام على الكواكب المضيئة والمنيرة؛ فجميعها كواكب سواءً يكون الكوكب سراجاً وهّاجاً أو كوكباً منيراً كالقمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تَبَارَ‌كَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُ‌وجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَ‌اجًا وَقَمَرً‌ا مُّنِيرً‌ا ﴿٦١﴾ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ‌ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَ‌ادَ أَن يَذَّكَّرَ‌ أَوْ أَرَ‌ادَ شُكُورً‌ا ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وأجدُ في كتاب الله أنّ اسم الكواكب يطلق بشكلٍ عامٍ على الكواكب المضيئة والمنيرة، ألمْ يقل الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾}؟ صدق الله العظيم [الصافات]. فما هي الكواكب المقصودة في هذه الآية؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:5].

    وكذلك أجد في الكتاب أنّ الله يُطلِق اسمَ النجوم على الكواكب بشكلٍ عامٍ المضيئة والمنيرة، فما هي النجوم التي نظر إليها إبراهيم عليه الصلاة والسلام بنظرة المُتدبِّر والمتفكّر حين جنَّ عليه الليل؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الْقَمَرَ‌ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَ‌بِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كون نبيّ الله إبراهيم نظر إلى الكواكب المُضيئة والمُنيرة بشكلٍ عام، فشاهدَ أحد الأراضين السبع من بعد أرضنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَ‌أَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً الكوكب الذي شاهده هو أحد ملكوت الأرض، وهو كوكب أحد الأراضين السّبع من بعد أرضنا الأمّ، كون الأراضين السبع هي كواكب معلقة في الفضاء من بعد أرضنا، لذلك قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُرِ‌ي إِبْرَ‌اهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ} صدق الله العظيم.

    إذاً الكوكب الذي شاهده خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو أحد ملكوت الأرض السبعة، شاهده عند الغروب في ميقات المغرب، فلما أفَل وغابَ قال: "لا أحِبُّ الآفلين". ومن ثم نظر إلى القمر بازغاً بالشرق وكانت ليلة النصف من الشهر ليلة التفكر والتدبّر في ملكوت السماوات والأرض، ومن ثم تفكر في القمر وقال: "بل سوف اتخذه إلهي كونه أكبر من ذلك الكوكب الذي أفل قبل قليل". واستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام طيلة تلك الليلة؛ ليلة النصف من الشهر وهو ينظر إلى القمر البدر وهو كان على فراشه بالعراء المكشوف وساهر المنام من استمرار التفكر بحثاً عن الحقّ، حتى إذا غرب القمر عن ناظريه عند ميقات نداء صلاة الفجر ولم يطمئن قلبه لعبادة القمر ومن ثم أصابه السّقم النفسيّ كونه لم يطمئن قلبه لعبادة الكواكب وهو يريد أن يعبد الحقّ، وبما أنّه يريد من ربِّه أن يهديه إلى الحقّ بعد أن أصابه السّقم النفسيّ وهو يبحث عن الحقّ وكان ينظر إلى القمر البدر طيلة الليلة حتى الفجر فلما أفلَ وغربَ عن ناظريه عند صلاة الفجر وهو لم يتوصل إلى الحقيقة بعد ولذلك قال:
    {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].
    ومن ثم أشرقت الشمس فنظر إليها نظرة التدبر والتفكر فقال:
    {قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}، حتى إذا غربت جاءه الهدى بعد مضي 24 ساعة من صلاة المغرب إلى صلاة المغرب؛ يوماً كاملاً، و بعد انقضاء نهار تلك الليلة ومن ثم هدى الله قلبه إلى ربِّه الحقّ الذي فطر السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَ‌أَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَ‌بِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ‌ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِ‌يءٌ مِّمَّا تُشْرِ‌كُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ‌ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِ‌كِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ونستنبط من ذلك أحكاماً وتسمياتٍ :

    - فمِن الأحكام أنّ الله يهدي الباحث عن الحقّ إلى الحقّ تصديقاً لوعده الحقّ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    - ونستنبط بدء اليوم أنّه من المغرب إلى المغرب، كونه استمر في التفكّر والتدبّر منذ أن جنَّ عليه الليل عند صلاة المغرب إلى أن غربت شمس تلك الليلة بعد انقضاء النهار، وبما أنها مضت 24 ساعة متواصلة وخليل الله إبراهيم يبحث عن الحقّ ومصِرٌّ بين يدي ربه وهو لم ينَم الليل ولا النّهار ويريد من ربِّه أن يهديه إلى الحقّ، ومن ثم هداه الله إلى الحقّ وأنّ الأحقّ بالعبادة هو الذي فطر السماوات والأرض والشمس والقمر، ولذلك قال نبيّ الله إبراهيم: {قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:56].

    - وكذلك نستنبط أنّ اسم النجوم يُطلق على الكواكب المضيئة والكواكب المنيرة، ولذلك قال الله تعالى: {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. وما يقصد إبراهيم بقوله إنّي سقيمٌ؟ وإنما يقصد أنّه متألمٌ نفسيّاً، كونه يريد أن يعبد الحقَّ وليس الباطل، وتجدون الجواب في محكم الكتاب: {قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:77].

    ولكن بعد النظرة إلى النجوم وكيف أفَلَتْ لم يقتنع بعبادتها من دون الله، ومن ثم جاءه الهدى واصطفاه الله رسولاً لقومه فحاجّوه. وقال الله تعالى:
    {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات]. وإنّما جاء في هذه الآيات خبرٌ مختصرٌ عن قصة خليل الله إبراهيم كونه سبق تفصيل قصّته من قبل، ولذلك جاءت القصة باختصار في هذا الموضع من البداية حين كان باحثاً عن الحقّ حتى هداه الله إلى الحقّ واصطفاه رسولاً لقومه فكذبوه ودمّر أصنامهم فألقوه في نار الجحيم ونصره الله وأنجاه من مكرهم، وكل هذه الأخبار المختصرة عن قصة خليل الله إبراهيم في قول الله تعالى: {فَنَظَرَ‌ نَظْرَ‌ةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٩٠﴾ فَرَ‌اغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٩١﴾ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ ﴿٩٢﴾ فَرَ‌اغَ عَلَيْهِمْ ضَرْ‌بًا بِالْيَمِينِ ﴿٩٣﴾ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ﴿٩٤﴾ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ﴿٩٥﴾ وَاللَّـهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ ﴿٩٧﴾ فَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فكم أدهشني قول المفسرين أنّ إبراهيم قال لقومه إنّي سقيمٌ أي مريضٌ بمرض معدٍ حتى يهربوا عنه! ويا عجبي من فتواهم! وما علاقة النجوم بالمرض لو كنتم صادقين؟ ومن ثم نردّ عليهم بالحق ونقول: بل خليل الله إبراهيم توَّعد قومه أن يكيد لأصنامهم بعد أن يتولَّوا عنه فيذهبوا من المعبد الذي نصبوا فيه آلهتهم، ولم يكذب عليهم كما تزعمون أنّه كذب عليهم أنّه مريضٌ بمرضٍ مُعْدٍ ليهرب منه قومه؛ بل أعلن الحرب على آلهتهم بين أيديهم، ولكنّ قومه خوّفوه من بطش آلهتهم به لو يمسَسْها بسوء، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:80]. إذاً إبراهيم عليه الصلاة والسلام توعّد قومه أن يكيد لأصنامهم جهاراً نهاراً بعد أن يولَّوا مدبرين عنها من المعبد، ولكنهم تحدّوه ببطش آلهتهم، ولذلك قال خليل الله إبراهيم {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ} صدق الله العظيم.

    ويا معشر المفسرين من أصحاب كتب التفسير لكلام الله، لماذا تقولون على الله ما لا تعلمون أنّه الحقّ لا شكّ ولا ريب! أفلا تتقون؟ وأمّا معشر الباحثين فلهم الحقّ أن يبحثوا ويتفكّروا في كلام الله في آياته البيّنات ويتوقّعوا بيانها وما يقصده الله من كلامه، وأهم شيء أن لا يفُتوا بها من قبل أن يجدوا البرهان المبين لبيانها المفصَّل في الكتاب، ولا خوف عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار فمن ورائِكم إمامٌ مصطفى لكم من ربِّ العالمين يأتيكم بالبيان الحقّ وأحسن تفسيراً، غير أنّي أحذِّركم أن لا تأخذ أحدكم العزّة بالإثم بعدما تبيّن له الحقّ فيصرُّ على ما توصل إليه بفكره بغير سلطانٍ من الرحمن في محكم القرآن؛ بل أطيعوا واتَّبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال.

    ويا أيها "التائه" الباحث عن الحقّ، إنّ الكوكب الرّتق في الكتاب هو الكوكب الأمّ للسّماوات السّبع وزينتها والأراضين السبع وأقمارها، ذلكم هو كوكب أرضكم الأم التي خلق الله منها ملكوت السماوات والأرض وزينتها، ومنها خلقكم أنتم كون الله خلقكم منها مع أبوكم آدم عند بدء النشأة الأولى في عالم الذريّة، ومن ثم أنطقكم وأخذ منكم الميثاق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ رَ‌بُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِ‌هِمْ ذُرِّ‌يَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَ‌بِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَ‌كَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّ‌يَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وهذا العهد في الأزل القديم في عالم الذريّة من قبل أن تكونوا أجنَّة في بطون أمّهاتكم، وكان كلّ إنسانٍ في عالم الذّريّة بصيراً بربِّه الحقّ، ولذلك ردَّت -الذريّة المخلوقين من تراب- بالجواب الحقّ على سؤال ربِّهم حين خاطبهم الله تعالى فقال لهم:
    {أَلَسْتُ بِرَ‌بِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّهم شهدوا لربِّهم بالوحدانيّة والعبوديّة له وحده لا شريك له. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَ‌بُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِ‌هِمْ ذُرِّ‌يَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَ‌بِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَ‌كَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّ‌يَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وسوف يتذكّر كلُّ إنسانٍ هذا العهد الأزلي لربِّه، ولذلك قال الإنسان الذي نكث عهده القديم قال: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} صدق الله العظيم [طه:125]. والإنسان الذي نكث عهد ربه لا يقصد إنّه كان بصيراً من بعد أن ولدته أمُّه في هذه الحياة الدنيا؛ بل يقصد إنّه كان بصيراً يوم خلقه الله في عالم الذريّة عند النشأة الأولى مع أبينا آدم، وما كان الإنسان المُعْرِضُ بصيراً في هذه الحياة الدنيا؛ بل قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    ونعود لكوكب الرّتق، وهو أرضكم التي خلقكم الله منها وهي أمّكم وأمّ ملكوت السماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وأقمارها، وهي مركز الكون العظيم، وبيت الله المعظم جعله الله في مركز المركز، ونقطة مركز الكون هو المكان الذي أمر الله خليله إبراهيم أن يبني فيه بيت الله المعظم قبلة الأمم أجمعين.

    ويا أيها "التائه" الباحث عن الحقّ، إن عرش الملكوت الكوني كان رتقاً واحداً على كوكب أرضكم هذه فانفتق بانفجار عظيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]. ومن ثم أول ما تكَوَّنَ هو مركز الانفجار الكوني، فأول ما تكَوَّنّ بعد الانفجار والانشطار تكونت الأرض مركز الجاذبيّة الكونيّة بعد ألفي سنة، وهي تعدل يومين من أيام الله في الحساب في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وإنَّ يوماً عندَ ربِّكَ كَألفِ سنةٍ ممَّا تَعُدُّون} [الحج:47].

    ومن ثم استوى إلى السماء وهي دخان من بعد الانفجار الكوني، فقضاهن سبع سماوات في يومين من أيام الله في الحساب، وقضى كذلك الأراضين السبع في نفس الميقات ليومي السماوات، ومن ثم تكونت النجوم وهي زينة السماء الدنيا، وذلك التفصيل في قول الله تعالى:
    {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْ‌ضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْ‌هًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَ‌هَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ‌ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت]. ومن بعد أن رفع سَمْكَ السماوات وزينتها، ومن ثم عاد الله بقدرته سبحانه إلى الأرض بعد أن بردت، ومن ثم دحاها بالأقوات ليخرج منها ماءها ومرعاها. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ﴿٢٧﴾ رَ‌فَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ﴿٢٨﴾ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَ‌جَ ضُحَاهَا ﴿٢٩﴾ وَالْأَرْ‌ضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا ﴿٣٠﴾ أَخْرَ‌جَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْ‌عَاهَا ﴿٣١﴾ وَالْجِبَالَ أَرْ‌سَاهَا ﴿٣٢﴾ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    واستغرق خلق السماوات والأرضين السبع أَلْفَيْ سنة، واستغرق خلق الأرض الأمّ أَلْفَيْ سنة، وأقواتها ألفيْ سنة، فصار خلق الأرض في يومين وأقواتها في يومين أربعة أيام سواءً للسائلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} صدق الله العظيم [فصلت:10]، وأما الأراضين السبع فهي خلقت في زمن خلق السماوات. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْ‌ضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْ‌هًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَ‌هَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ‌ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت]. ولو لم تكن الأرض الأمّ هي مركز الجاذبيّة الكونيّة لما تكونت من قبل السماوات السبع والأراضين السبع والنجوم، وبما أنّ الأرض الأمّ هي مركز الجاذبية الكونيّة، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم[فاطر:41].

    ولربما "التائه" يود أن يقاطعني فيقول: "يا أيّها الإمام ناصر محمد اليماني، فإلى أين تزول السماوات والأراضون السبع، فإلى أي كوكبٍ تزول لولا أن قدرة الله تمسك السماوات والأرض من الزوال؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنما الزوال للسماوات السبع والأرضين السبع هو الوقوع على الأرض الأمّ مركز الجاذبيّة الكونيّة لولا الله يمنع السماوات السبع والأرضين السبع من الوقوع عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:65].

    ولكنّ النهاية حتماً سوف تعود إلى البداية، فتعود السماوات السبع وزينتها والأرضين السبع وأقمارها سوف تعود إلى بدء الخلق الأول من قبل الانفتاق فتعود رتقاً واحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً} صدق الله العظيم [الفجر:21]. يوم يطوي السّماوات والأرضين السبع كطيّ السِّجل للكتب، فتدك على الأرض الأمّيّة بشكل ملفوفٍ كما يلف أحدكم قائمة البياض الورقية. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104]، ويحدث ذلك من بعد انفجار الأرض الأمّ فتنسف الجبال من على ظهرها نسفاً وتتحول إلى قرص مستوٍ دائريٍّ ملفوفٍ يبتلع كل ذرات ملكوت السماوات والأرض، فتتحول إلى قاعٍ صفصفٍ لا عِوجَ فيها ولا نتوءً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَ‌بِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُ‌هَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَ‌ىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [طه]، ويحدث ذلك نتيجة دوران للأرض سريعاً جداً فيرى الناظرُ إلى السماء أنّ النهار والليل يمرّان أمام نظره كلمح بالبصر، فيختفي النهار وتظهر النجوم تمور أمام نظره كلمح بالبصر، بسبب سرعة الحركة الذاتية للأرض بحالها، ولذلك يرى الناظر إنّ السماء تمور موراً أمام الناظرين بسبب حركة الأرض حول نفسها بسرعة رهيبة. تصديقا لقول الله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَ‌بِّكَ لَوَاقِعٌ ﴿٧﴾ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ ﴿٨﴾ يَوْمَ تَمُورُ‌ السَّمَاءُ مَوْرً‌ا ﴿٩﴾ وَتَسِيرُ‌ الْجِبَالُ سَيْرً‌ا ﴿١٠﴾ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿١١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    ومن ثم يحدث الانفجار للأرض بسبب سرعة دوران الأرض الرهيب، وتنسف الجبال نسفاً وتتحول الأرض إلى قرص مضغوطٍ دكّاً دكّاً، فتبتلع ملكوت السماوات والأرض والشمس والقمر، غير كوكبٍ واحدٍ يقاوم البالوعة الأرضية الأم إنّه كوكب سقر! وما أدراك ما سقر؟ ذلكم ما تسمونه بالكوكب العاشر برغم أنّ كوكب سقر تستطيع البالوعة الأرضية أن تجرّه إليها أثناء التجاذب فيقترب منها حتى يلتمس بها، ومن ثم تتوقف الجاذبية الأرضية عن الابتلاع وتهدأ من الهيجان العنيف، ولربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقاطعني وهو يرتعد ويقول: "يا إمامي وهل يحدث ذلك في هذا العصر؟". ومن ثم يرد عليه المهديّ المنتظَر وأقول: بل ذلك حدث يوم الساعة الأدهى والأمر وليس الآن حين مرور الكوكب العاشر، وإنّما مرور الكوكب العاشر هو البطشة الصغرى، وأما البطشة الكبرى فهي يوم قيام الساعة. تصديقا لقول الله تعالى:
    {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    اللهمّ سَلِّمْ سَلِّمْ..

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ




  2. - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 01 - 1433 هـ
    15 - 12 - 2011 مـ
    08:23 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    إنّ اسم النّجوم في القرآن الكريم هو: الكواكب
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، وجميع أنصار الله الأخيار إلى اليوم الآخر، أما بعد..
    يا أيها (التائه)، إنّي أراك تُجادلني وأنصاري في تسمية النّجم النيتروني بالكوكب النيتروني فتقول إنّك لا تعلم بشيء اسمه الكوكب النيتروني؛ بل النجم النيتروني، ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ المنتظَر من محكم الذكر مباشرةً
    بأنّ الله سبحانه وتعالى يسمي النجوم في الكتاب بالكواكب، وتلك الفتوى في قول الله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴿١﴾ فَالزَّاجِرَ‌اتِ زَجْرً‌ا ﴿٢﴾ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرً‌ا ﴿٣﴾ إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ ﴿٤﴾ رَّ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَ‌بُّ الْمَشَارِ‌قِ ﴿٥﴾ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    فما يقصد الله تعالى بقوله
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِ‌دٍ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم؟ فما هي الكواكب المقصودة في هذه الآية؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [الملك:5].

    إذاً يا أيّها (التائه)، إنّ الإمام المهديّ لم يُسَمِّ النّجم النيتروني بالكوكب النيتروني من فراغٍ! بل حسب فتوى الله في الكتاب الذي يطلق على النجوم باسم الكواكب، وإنّما الكواكب منها مضيء كالنجوم ومنها منيرٌ يقتبس ضوءه من الكواكب المضيئة، واسم الكواكب اسمٌ عام يطلق على الكواكب المضيئة والكواكب المنيرة، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} صدق الله العظيم، والكواكب منها ما هو مضيءٌ ومنها ما هو منير.

    وعلى كل حالٍ إنّ الإمام المهديّ ليُرحِّب بشخصكم الكريم في طاولة الحوار العالميّة الحرّة
    (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة)، وأهلاً وسهلاً بأهل الحوار العرب والعجم لنهديهم بالقرآن العظيم إلى الصراط المستقيم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ




  3. - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 05 - 1430 هـ
    06 - 05 - 2009 مـ
    09:21 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    لا أعلم بحياةٍ للبَشر في غير كوكب الماء التي تعيشون عليها ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصّالحين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملإِ الأعلى إلى يوم الدين..

    أخي الكريم، قال الله تعالى:
    {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ ربّ العالمين} [الأعراف:54].

    {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} [يونس:3].

    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان:59].

    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة:4].

    {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد:4].

    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}
    [ق:38].

    {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ}
    [هود:7].
    صـــــدق الله العظيــــم.

    أخي الكريم، فهل تعلم المقصود من قول الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} [هود:7]؟ بمعنى أنّ الماءَ سرّ الحياة ولا حياةَ للبشر بدون الماء، ولم أجد الماء في الأراضين السبع جميعاً في القرآن العظيم، ولم أجد الماء إلا في الكوكب الأمّ الذي خلق الله منها الكون وخلق منها البشر وهي هذه الأرض التي تعيشون عليها هي أمّكم وأمّ السماوات والأرض جميعاً عرش الملكوت الكوني على الماء؛ أي على أرضكم هذه التي يُغطّي الماء ثلاثة أرباع سطح اليابسة، ولذلك جعل الله رمز الكوكب الرّتق الماء الذي انفتق منه السماوات السبع والارضين السبع، وهي أرض الماء وجعل الله من الماء كُل شيء حي. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30]؛ بمعنى أنّ السماوات السبع والأرضين السبع كانتا رتقاً كوكباً واحداً على كوكب الماء الذي جعل الله فيه سرّ الحياة للبشر والدواب ولا حياة لهم بدون الماء، ولذلك قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    إذاً لا توجد أرض يعيش عليها البشر في الحياة الأولى إلا على كوكب الرتق كوكب الماء الذي انفتقت منه السماوات والأرض، ثم بيّن الله أنّ الماء سرّ الحياة ولا يوجد الماء في سواها وأخرج منها ماءها ومرعاها متاعاً لكم ولأنعامكم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُون} صدق الله العظيم.

    فلا أعلم بحياة للبشر في غير كوكب الماء الذي تعيشون عليه، وهل تعلم كيف علم المهديّ المنتظَر أنّه لا يوجد الماء في الكواكب الأخرى إلا في أرض البشر؟ وذلك من خلال قول الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} صدق الله العظيم [هود:7].

    فبما أنّه جعل الرمز لكوكب الرتق في الكتاب الماء؛ إذاً لا ماء في الكواكب الأُخر، وكم تخيلوا بحوراً على أرض المريخ ولكنّهم لم يجدوا فيها شيئاً، فإيّاكم أن تصدِّقوا ما خالف لعلوم الكتاب والله أعلمُ منهم، ولا يتّبع المهديّ المنتظَر أهواءهم كما يفعل كثيرٌ من أصحاب علم الإعجاز كمثل تأويلهم للأراضين السبع أنّها أرضٌ واحدةٌ وأنّ الأراضين السّبع طبقات فيها كمثل تأويل الشيخ عبد المجيد الزنداني وزغلول النجار! أفلا يعلمون أنّ الأراضين كواكبٌ مُعلقةٌ في الفضاء الكوني؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76)} صدق الله العظيم [الأنعام:76]؛ وما هو ذلك الكوكب؟ إنّه أحدُ كواكب الأراضين السبع المُعلّقة بالفضاء، فكيف يقولون على الله بالظنّ؟ إنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ


  4. إنّما أحاجُّكم بالعلم والمنطق، وأمّا قُدرات الله فلا حدودَ لقُدرتهِ ..

    - 4 -
    الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
    12 - جُمادى الأولى - 1430 هـ
    07 - 05 - 2009 مـ
    12:55 صباحاً
    (بحسب التقويم الرّسمي لأم القرى)
    ـــــــــــــــــــ


    إنّما أحاجُّكم بالعلم والمنطق، وأمّا قُدرات الله فلا حدودَ لقُدرتهِ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخي الكريم هداك الله إنّما أُحاجُّكم بالعلم والمنطق! وأما قُدرات الله فلا حدودَ لقُدرتهِ حتى ولو يكون ما على الأرض من شجر أقلامٌ والبحرُ يَمُدّه من بعده سبعةُ أبحرٍ بعِداد الأراضين السبع ما نَفِدَت كلمات قُدرته تعالى! تصديقًا لقوله الحق:
    {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:27]. وليس من المنطق أن تُحاجّني بشيءٍ لم يفعله الله ولو فعله لوجدناه في الكتاب ونحن نحاجُّكم بما فعله الله وبيّنه في الكتاب.

    وأمّا قدرة الله فهي مطلقة، فلو تقول لي أخي الدارس أنّ لديك أربعةَ أعينٍ، ثم أرد عليك وأقول: ولكني لم أرَ أنّ الله خلق لك إلا عينين فقط. ثم ترد عليَّ فتقول: "ولكن الله على كُل شيء قدير ويزيد في الخلق ما يشاء"، ثم أرد عليك: ولكني لا أرى لك سوى عينين. ثم تقول: "يا ناصر محمد اليماني، ألم يقُل الله تعالى:
    {فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) ومَا لا تُبْصِرُونَ (39)} صدق الله العظيم [الحاقة]؟ وأنت يا ناصر لا تبصر إلا عينان لي برغم أنّهن أربع، ولكنّك لا تراها وإنّ الله على كُلّ شيء قدير"!
    فليس ذلك جدلاً بالعلم والمنطق أخي الكريم، أما قدرة الله فهي مُطلقة وما فعله الله بيَّنهُ في الكتاب، وأحاجُّكم بما علَّمنا به الله من حقائقَ للقرآن العظيم بالعلم والمنطق الذي يقبله العقل.

    وأما المخلوقات الغريبة فأنا أعترف بوجودها ولكنّهم يأتونكم من الأرض ذاتِ المشرقين باطن أرضكم وليس مخلوقاتٍ فضائيّة، فلا تُحاجّني بما ليس لك به علم فتقول أنّه يوجد هناك بشر في الأراضين السبع لو لم يكن فيهن ماء، ثم أرد عليك وأقول لك: ليس إلا في أسفل الأراضين السبع؛ يوجد عوالم جهنم (المُعذبون وخزنة جهنم من الملائكة المُكرّمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ




  5. - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 04 - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    10:28 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    الجواب من الكتاب عن حدود الملكوت للسماوات والأرض ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين وجميع التابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وبعد..

    يا معشر الباحثين عن الحقّ إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ الذي يُصدّقُهُ العلم والمنطق على الواقع الحقّ، وقد أفتيناكم من قبل بالحقّ وما بعد الحقّ إلّا الضلال عن الحقّ، وسبق وأن
    أفتيناكم بأنّ الكوكب الرتق الذي يُسميه أهل العلم (الكوكب النيتروني) هو كوكب الماء سرّ الحياة ولا حياة بدون الماء، وجعل الله من الماءِ كُل شيءٍ حيّ. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب عليكم أن تعلموا بأنّ الله لا يُخاطب بهذه الآية الكُفار بالقُرآن في عصر التنزيل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لأنهم لا يعلمون بأنّ السماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وما حولها كانتا رتقاً كوكباً واحداً؛ بل يخُاطب الله بهذه المُعجزة العلميّة الكونيّة الحقّ في حقائق آيات القُرآن العلميّة ويخاطب الله بهذه الحقيقة الكونيّة الذين أحاطهم الله بالعلم في ذلك، إذاً الخطاب القُرآني موجّه لكُفار اليوم في عصر المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر مُحمد اليماني والذي أفتاهم بالحقّ بأنّ عرش الملكوت الكونيّ جميعاً كان مدكوكاً دكاً دكاً في الكوكب المائي والذي يغُطي الماء منه ثلاثة أرباع من سطحه وليس إلّا ربعه يابسة، ولذلك أخبرنا الله بأنّ عرش الملكوت الكونيّ كان مُجتمعاً على الماء ويقصد بأنّه كان رتقاً واحداً على كوكب الأرض المائي. وقال الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7].

    ولا يقصد بأنّ عرش الملكوت الكونيّ للسماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وما حولها بأنه كان على الماء والماء يحمله كالسفينة فليس كذلك؛ بل يقصد بأنّ السماوات السبع والأراضين السبع كانتا رتقاً واحداً مدكوكةً دكاً دكاً على هذه الأرض التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتلك حُجّة الله ورسوله وحُجّة المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني على عُلماء الفيزياء الكونيّة ولذلك خاطبهم الله بقوله:
    {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم. بمعنى: أفلا يؤمنون بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم الذي يُصدّقُهُ العلم والمُنطق على الواقع الحقيقي، فلذلك قال تعالى: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم. وذلك لأنّهم وجدوا هذه الحقيقة العلميّة الكونيّة التي أخبر بها بالقُرآن العظيم حقاً على الواقع الحقيقي {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.

    وما بالكم لا تُصدّقون البيان الحقّ الذي يُصدّقُهُ العلم والمنطق على الواقع الحقّ؟ ولم يُفصّل للبشر هذه الحقيقة تفصيلاً غير المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم برغم أنه يوجد عُلماء من قبلي تبيّن لهم بعض سرّ قول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ودليل الانفجار الكونيّ هو الدُخان الذي امتلأ منه الفضاء ولم يكن بهدوء أخي الكريم. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} صدق الله العظيم [فصلت:11].

    وأمّا مراحل التكوين لخلق السماوات والأرض فتمت بهدوء من بعد الانفجار نظراً لعلمي بأيام الله للحساب في الكتاب وسبقني باحثون عن الحقّ كمثل عبد المجيد الزنداني وزغلول النجار في بيان الانفجار الكونيّ ولكنهم لا يعلمون مركز الانفجار الكونيّ ولا يعلمون أين تكون الأراضين السبع، فظنّ عبد المجيد الزنداني وكذلك زغلول النجار بأنّ الأراضين السبع توجد في طبقات الأرض الجيولوجية، وهذا قول عُلماء الإعجاز من قبلي وهو ما يلي ذكره:
    اقتباس المشاركة :
    [وكما أن الأراضين السبع مكورة ومتطابقة في أرضنا على هيئة ستة نطق تغلف كرة من الحديد والنيكل‏,‏ ويحيط بعضها ببعض ـ بمعنى أن يغلف الخارج منها الداخل فيها‏ ـ فلا بد أن تكون السماوات السبع مكورة ومتطابقة ويغلف الخارج منها الداخل فيها‏].
    انتهى الاقتباس
    انتهت فتواهم بغير الحقّ، وهذا خطأ فلا ينبغي لهم أن يقولوا على الله ما لا يعلمون علم اليقين برغم أنهم تكلموا في حقائق أُخرى هي حقاً حقائق علميّة ولكنهم أخطأوا في كثيرٍ من الحقائق العلميّة كمثل فتواهم في الأراضين السبع فجعلوهُنّ كُتلةً واحدةً وكذلك السماء كُتلةً واحدةً.

    وكذلك خطَؤهم في التمدد الكونيّ من بعد الانفجار الأعظم فيقولون أنّه لا يزال مُستمراً في التمدد. ولكن المهديّ المنتظَر يُنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً؛ بل أمر البناء السماوي مضى وانقضى وأتمّ الله خلق الكون وكل شيءٍ يسبح في فُلكه المعلوم إلى قدره المحتوم وانتهت البداية مُنذُ زمنٍ بعيدٍ
    وبدأ الكون في النهاية بالتغيرات والأحداث الكونيّة مُنذُ بداية التنزيل للقُرآن العظيم على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُعلناً اقتراب بداية النهاية للكون العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن البشر لم يلاحظوا بدء التغير في الكون الموافق لتنزيل القُرآن العظيم، ولكن الذين أدركوا ذلك التغير الكونيّ الموافق لتنزيل القُرآن العظيم هم عالَمٌ آخر غير البشر ألا إنهم عالمُ الجنّ، ومن ثُمّ علموا أنّ هذا القُرآن تلقّاهُ مُحمدٌ رسول الله من لدن عليمٍ حكيمٍ، وقالوا وما يدري هذا الإنسان من البشر بأنّ الكون بدأ في النهاية حتى يُعلن دخول الكون في عمر النهاية مُعلناً باقتراب الحساب وهم في غفلةٍ مُّعرضون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [النحل]؛ أيّ أنّها اقتربت النهاية للحياة الدُنيا وجاء يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وكما قلنا بأنّ عالَم البشر لم يلحظوا بداية النهاية للكون بأنها قد جاءت متوافقة مع تنزيل القُرآن العظيم الذي أعلن الله فيه بقرب النهاية والذي لاحظ التغير الكونيّ موافقاً لنزول القُرآن هو عالَمٌ آخر من غير البشر ألا إنهم عالَم الجنّ، ولذلك صدّقوا بهذا القُرآن العظيم لأنهم كانوا يقعدون مقاعِدَ للسمع لأهل السماء الدُنيا من عالَم الملائكة، ولكن غُزاة الفضاء من الجنّ لاحظوا تغيراً كونيّاً بتفجيرات النجوم زينة السماء الدُنيا بأنّها جاءت تصديقاً للتحدي في القُرآن العظيم لعالَم الجنّ وعالَم الإنس بغزو السماء الدُنيا والنفوذ لأقطار السماوات، وقالوا:
    {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وذلك لأنهم لاحظوا بأنّ الكون بدأ في النهاية، وقالوا:
    {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    الذي أخبرنا بقولهم هذا القُرآن، فكيف يقولون بأنّ الانفجار لا يزال مُنطلقاً في الفضاء منذ الانفجار الأعظم؟ فبهذا نفوا تكوين بناء السماوات، وذلك لأنّ الانفجار حسب زعمهم لا يزال ساري المفعول في الانطلاق نحو الفضاء! وذلك لأنهم اتّبعوا القول لبعض عُلماء الفيزياء الكونيّة حين قالوا أنّ الانفجار الكونيّ لا يزال في الانطلاق في الفضاء الكوني!
    ولكن المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر مُحمد اليماني يُفتي بالحقّ بأنّ السماوات السبع والأراضين السبع ليست كُتلةً واحدةً؛ بل طباقاً منفصلةً عن بعضها، فأمّا السماوات فقد بناها طباقاً وهُنّ سبع طباق. فهُنّ لسْنَ كُتلةً واحدةً بل مُنفصلة عن بعضها البعض، وكُلّ سماءٍ هي أوسع مما دونها، وجميعهن مليئات بالملائكة المُسبحين لربهم الليل والنهار وهم لا يسأمون، ولا أعلم بعوالمٍ في السبع الأراضين من تحتنا بل العوالم في السماوات السبع وفي الأرض الأُميّة التي نعيش عليها.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} صدق الله العظيم [الإسراء:44].

    ولكنه يوجد عوالم باطن الأرض من تحت الثرى في الأرض المفروشة، وكذلك الجنّ يعيشون مع البشر في أرضٍ واحدةٍ، ولذلك قالوا:
    {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    و أفتيناكم بالحقّ ولا أقول على الله غير الحقّ ولا أقول كمثل قول الأخ (كوراك) الباحث عن الحقيقة بأنّ ذلك الانفجار كان بهدوء فهذا غير صحيح؛ بل انفجارٌ ناريٌّ عظيمٌ بلغ أبعاداً كُبرى في الفضاء الكونيّ ولذلك كان الفضاء الكونيّ مُنتشراً فيه دُخان الغبار من جراء الانفجار الأعظم في تاريخ الكون، ولذلك قال الله تعالى:
    {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} صدق الله العظيم [فصلت:11].

    وذلك وصف السماء من بعد الانفجار الأعظم وقبل التكوين للسماء فكيف تقول تمَّ بهدوء أخي الكريم؟ ولو قلت بأنّ خلق السماوات والأرض تمَّ بهدوء من بعد الانفجار لوافقتك بالحقّ وصدقتك بسُلطان العلم من القُرآن وذلك لأنّ خَلْقَ السماوات والأرض تمَّ بهدوءٍ من بعد الانفجار فخلقَهُنّ في ستةِ أيامٍ بحساب الله في الكتاب.

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة ألم تجدوا الأراضين السبع طباقاً من بعد أرضكم وأنّ القُرآن يتنزل بين السماوات والأراضين السبع؟ فانظروا لماذا تجدون هذه الأرض خارجةً عن الرقم سبعة وأنّ السماوات تُحيط بها من جميع الجوانب وأنّ الأراضين السبع تحتها؟ فتجدون بأنّها حقاً مركز الكون كُله وتُحيط بها السماوات السبع والأراضين السبع وجميع الكواكب والنجوم من جميع الجوانب، وسوف أخبركم متى سوف توقنون؟ إنه يوم يجعل الله عالي أرضكم سافل الأراضين السبع ليمطر عليكم كوكبُ سجيلٍ بالحجارة في الدُخان المُبين، ومن ثُمّ تقولون:
    {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]، فانتظروا إني معكم من المنتظَرين..
    ـــــــــــــــــــــــ


    وإليكم البيان الافتراضي والمُطوّر بين المهدي المُنتظر وجورج W بوش الأصغر ..
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر الناصر لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر محمد اليماني خليفة الله على البشر إلى بوش الأصغر وإلى الناس أجمعين في البوادي والحضر، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، أمّا بعد..

    يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ مُعرضون وجئتكم أنا والكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسطَّر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بالنثر لمن شاء منكم أن يتذكر ويخشى الله وعذاب اليوم الآخر قد أعذر من أنذر.

    يا أيها الناس، لم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً بل إمامَ عدلٍ وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل بالبيان الحقّ للقرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الناس أجمعين لمن شاء منكم أن يستقيم فأبيّنُ لكم من حقائق آيات القرآن العظيم وليس بالبيان اللفظي في القرآن فحسب؛ بل يريكم الله حقيقة البيان الحقّ للقرآن على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي والرياضي 1 + 1 = 2 فترونهُ حقاً على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقاً لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وجعل الله هذا القُرآن العظيم كتالوجاً للصانع الذي أتقن صُنعه، فأيّ آيات الله تُنكرون يا معشر المُلحدين؟ فلنحتكم إلى كتالوج الصانع الحكيم في القرآن العظيم والذي فصَّل الله فيه كُلّ شيء تفصيلاً في مُنتهى الدقة لقوم يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:12].

    وسوف نجعل السائل افتراضياً بوش الأصغر والمُجيب اليماني المنتظَر :

    سـ 1- بوش الأصغر: يا أيها اليماني المنتظَر أخبرنا من كتالوج صانع الكون كيف كان عرش الكون قبل أن يكون وبعد ما كان بــ {كُن فَيَكُونُ} إلى ما هو عليه الآن شرط أن لا تستنبط العلم من كُتب العُلماء؛ بل من القرآن كتالوج الصانع؟
    جـ 1- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7]. الذي نبَّأكم في هذه الآية بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون رتقاً مطويةً مدكوكةً دكاً دكاً على كوكب الماء الذي تعيشون فيه ليبلوكم أيكم أحسنُ عملاً، وكان عرش السماوات والأرض مطويّاً كطي السّجل للكُتب في البداية مُجتمعاً على الكوكب الأمّ للسماوات السبع وزينتها والأراضين السبع.

    سـ 2- بوش الأصغر: وأين هو هذا الكوكب الأمّ الذي انفتقت منه السماوات السبع والأراضين السبع؟ فإذا علمتنا أي الكواكب هو فقد علمتنا مركز هذا الكون العظيم وذلك لأنّ هذا الكوكب هو مركز الانفجار الأعظم.
    جــ 2- اليماني المنتظَر: إنّ الكوكب الذي انفتق منهُ السماوات السبع والأراضين السبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سرّ الحياة، وسرّ الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كُلّ شيءٍ حي. وقال الله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7]، أي رتقٌ واحدٌ مطويٌّ كطيّ السّجل للكُتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأخرى يا بوش الأصغر؟ فإذا وُجِد الماء وُجِد المطر والشجر وحياة البشر، إذاً الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكونيّ للسماوات والأرض، وهو هذا الكوكب الأرضيّ البحري والذي ثلاثة أرباعه بحرٌ عظيمٌ. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    سـ 3- بوش الأصغر: فما دُمت تُخاطبنا من القرآن فتقول بأنّ مركز الانفجار للانفتاق الكوني للسماوات والأرض هو هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وكذلك تقول بأنّ السماوات سبعٌ والأراضين سبعٌ، فلا بُدّ أن يكون كوكبنا الأرضي بين السماوات السبع والأراضين. ونحن نعلم بأنّ السماوات فوق الأرض وتحيط بها من جميع الجوانب فلا بُدّ أن تكون الأراضين السبع من تحت كوكب الأرض الأمّ وذلك حتى تكون أرضنا الأمّ هي مركز الانفجار الكوني، فهل تستطيع أن تثبت من القرآن (كتالوج الرحمن) بأنّه يقول بأنّ من بعد أرضنا الأمّ سبعة أراضين طباقاً؟
    جــ 3- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27]، فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلم عن كلمات قُدرته تعالى {كُن فَيَكُونُ} بأن ليس لقُدرته حدود ولا نهاية حتى لو يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلاماً لتُكتب بها كلمات قُدرات الله فلنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطلقة {كُن فَيَكُونُ} حتى ولو يمدّ من بعده الأراضين السبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله. فقد علمت من خلال هذه الآية بأنّ من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحاً وجليّاً، وذلك لأنّ الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عمّا يشمل وجه الأرض: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض وذلك لأنّ الأرض ثلاثة أرباعها بحر وربع يابسة، ثم قال: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر والبشر فيمدّ من بعده أي من بعد الأرض التي تحمل البحر؛ ويقصد بذلك الأراضين السبع والتي توجد من بعد الأرض الكوكب الأمّ فيمدهنَّ بسبعة أبحرٍ كمثل بحر الأرض الأمّ فلما نفدت كلمات الله، ولأنّ الله يعلم بأنّ من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها سبعة أراضين فلذلك قال الله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} أي من بعد هذه الأرض ويقصد الأراضين السبع والتي يعلم بوجودها من بعد أرضنا، ولذلك ذكر الرقم سبعة وقال بسبعة أبحرٍ، فنفهم من خلال ذلك بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض منفصلةً عنها بالفضاء.

    سـ 4- بوش الأصغر: هل توجد في القرآن الكتالوج للصانع الحكيم آيةٌ أكثر وضوحاً تؤكد بأنّ الأراضين سبعٌ والسماوات سبعٌ وأنّ مواقع الأراضين السبع موجودةٌ من بعد أرضنا إلى الأسفل، وأنّ أرضنا والتي جعلها الله أمّ الكون توجد بين السماوات السبع والأراضين السبع؟ شرط أن تذكر هذه الآية العدد الرقمي للسماوات والأرض، ومن ثمّ تُبيّن هذه الآية بأنّ رقم أرضنا لم يكن من ضمن الرقم سبعة للأراضين السبع، وذلك لأنّها كما تقول مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع فلا بُدّ أن يكون رقمها غير رقم سبع الأراضين التي من بعدها، ومن ثمّ يذكر الله بأنّه جعل ذلك مُعجزة لإثبات حقيقة القرآن المُنزّل وكذلك تصديق البيان للإنسان الذي علَّمه الله البيان؟
    جـ 4- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12]، فهذه الآية جليةٌ وواضحةٌ ومعجزةٌ للنبي الأميّ بأنّه حقاً كان يتلقى القرآن من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ وذلك لأنّ الآية تقول بأنّ الله خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهن أي الرقم {سَبْعَ} سبعة أراضين {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ} وهو القرآن العظيم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}، يتنزّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهنّ أي في الأرض الأمّ والتي يوجد بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ويوجد في مركز المركز أي مركز الأرض التي جعلها الله مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع، ونقطة المركز الكعبة بيت الله المُعظّم وجميع الكواكب والنجوم تطوف من اليمين إلى الشمال حول البيت العتيق سابحةً ومُسبِّحةَ الخالق الحكيم سُبحانه عمّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً! فقد بيّن القرآن بأنّ هذه الأرض الأمّ تخرج عن الرقم سبعة وأنّها بين السماوات السبع والأراضين السبع، لذلك قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} صدق الله العظيم، إذاً السبع الأراضين من بعد الأرض الأمّ التي نعيش عليها والتي يتنزل الأمر القرآن العظيم بينهن في الأرض الأمّ إلى الناس كافة، فهل أنتم مؤمنون؟

    سـ 5- بوش الأصغر: بما أنّك ذكرت لنا من القرآن كيف كانت السماوات والأرض قبل الانشقاق والانفتاق، ومن ثمّ ذكرت لنا ما بعد الانفتاق، ومركز الانفتاق للكون بأنه الأرض التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا كيف سوف تكون النهاية؟ وما هي الساعة؟
    جـ 5- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة هي الأرض التي نعيش عليها وهي التي تطوي السماوات والأراضين كطي السجل للكُتب. تصديقاً لقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104].

    سـ 6- بوش الأصغر: إذا كانت النهاية سوف تعود إلى البداية فيطويها الله كما كانت رتقاً كوكباً واحداً فلا بُدّ أن تكون مركز الجاذبيّة الكونيّة في هذه الأرض الأمّ التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا من القرآن بأنّ مركز الجاذبيّة الكونيّة في أرض البشر والتي لولا أنّ الله يمنعها لوقعت علينا السماوات والأرض؟
    جـ 6- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم [فاطر:41]، ومعنى الزوال للسماوات السبع والأراضين السبع هو الوقوع على الأرض انضماماً إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة في الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، ولكن الله برحمته يمنعها من ذلك رحمةً بالعباد لعلهم يتقون، وذلك لأنّ الله يمنع السماوات السبع بزينتها والأراضين السبع وما فيها أن يزولا إلى الأرض الأمّ مركز الجاذبيّة الكونيّة، وكما قلنا بأنّ الزوال هو الوقوع على الأرض الأمّ. وقال الله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [الحج:65].

    سـ 7- بوش الأصغر: وكيف يكون ذلك وما هي الساعة في حقيقتها وليس زمن وقوعها؟
    جـ 7- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة الرئيسيّة توجد في باطن الأرض التي نعيش عليها فإذا أوحى لها الله تفجّرت في كُلّ شبرٍ على وجه الأرض فتنسف الجبال نسفاً فتكون كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)} صدق الله العظيم [طه].

    وتبدأ بزلزالٍ عظيمٍ لدرجة أنّ الناس لا يستطيعون أن يمشوا مُعتدلي القامة؛ بل يتمرجحون يساراً ويميناً كأنهم سُكارى وما هم بسكارى وإنما من شدّة الزلزال العظيم فهم يتمرجحون يساراً ويميناً وإلى الأمام وإلى الخلف. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} صدق الله العظيم [الحج].

    وذلك لأنّ الأرض هي الساعة بذاتها؛ هي التي تُزَلْزَلُ نتيجة أسبابٍ كونيّة ومُسيرة، ولكن الأرض التي نعيش عليها هي الساعة بذاتها لذلك قال تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}؛ أي الأرض التي نعيش عليها يُسميها القرآن الساعة كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها؛ أي عشية أو ضُحى الساعة التي زلزلت إذا أمرها الله تجلَّت للناس من باطن الأرض. وقال الله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} صدق الله العظيم [الزلزلة].


    سـ 8- بوش الأصغر: يا من تدّعي بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر هل ابتعثك الله نبياً ورسولاً إلى الناس أجمعين؟
    جـ 8- المهديّ المنتظَر: يا بوش الأصغر عليك أن تعلم بأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو النّبيّ الأُميّ مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله إلى الناس كافة برسالة الله القُرآن العظيم، وإنما جعلني الله خليفته الإمام الناصر لمُحمد رسول الله والقُرآن العظيم فجعل في اسمي خبري وعنوان أمري ناصر مُحمد اليماني، وحكمة التواطؤ لاسم مُحمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر (ناصر مُحمد)، ذلك بأنّ الله لم يجعلني نبياً جديداً؛ بل الإمام الناصر لما جاء به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتيكم بكتابٍ جديد بل بالبيان الحقّ للقُرآن فآتي به من نفس القُرآن وأدعو المُسلمين والناس أجمعين إلى الرجوع لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ على منهاج النّبوة في عصر تنزيل القُرآن، وأيّدني الله بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم لأفصّله تفصيلاً وأبيّن لأهل العلم منكم حقائق القُرآن العلمية لكي أُريكم حقائق آيات الله في القُرآن العظيم على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لكم أنه الحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:93]. بمعنى أنكم سوف تعرفون حقائق آيات الله في القُرآن العظيم فتعرفونها على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 9- بوش الأصغر: إنّ آخر ما اكتشفه عُلماؤنا هو كوكب ( نيبيرو Planet-X )، ويؤكد عُلماؤنا بوكالة ناسا الأمريكية بأنّ هذا الكوكب سوف يمرّ بجانب الأرض وقد يتوقعون أن تواجه البشرية خطراً عظيماً يوم مرور هذا الكوكب، فهل حذَّر منه النبيّ الأميّ الذي جاء بهذا القرآن؟ فإذا كان حقاً من عند الرحمن فأتنا بالبرهان من نفس القُرآن ولن نقبل منك برهاناً من غير القرآن الذي يؤمن به المُسلمون أنه من عند الرحمن. وكذلك لنا شرطٌ آخر أن يكون البرهان من القرآن واضحاً وجلياً ومن ثم نجده حقاً على الواقع الحقيقي، وكذلك شرطٌ آخر أن يكون هذا البرهان واضحاً وجلياً في القرآن يفهمه كُل من لديه علم باللغة العربيّة الفصحى، فأتنا بالبرهان عاجلاً غير آجل إن كنت من الصادقين بأنّ محمداً رسول الله كان يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ. وكذلك نصدقك بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين الذي أتانا بالبيان الحقّ للقرآن ليرينا حقائق من آيات الله في القرآن العظيم نراها حقاً على الواقع الحقيقي.
    جـ 9- المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني: أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تحدّوه أن يسقط عليهم كسفَ الحجارةِ من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 10- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 10- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل هذا النوع من العذاب قد أنزله الله على أحد الكافرين بِرُسل ربهم؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: نعم قد حدث من قبل عِدّة مراتٍ، وآخر حدث من قبل أنزله الله على الكُفّار الذين كفروا برسول الله إبراهيم ولوط، وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الحجر]، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].
    ولكن الله لم يرفع قُرى الكفار حتى جعل عاليها سافلها كما يقولون على الله الذين لا يعلمون! بل أمطر عليهم حجارةً من كوكب العذاب وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]. فقد تبيّن لنا بأنّ الله أمطر عليهم مطر السوء بحجارةً مُّسوَّمةً، بمعنى أنها مُجهّزة لاختراق غلاف الأرض الجويّ.

    سـ 12- بوش الأصغر: ومن أين جاءت هذه الحجارة المُسوَّمة؟ أيّ من أي كوكبٍ أُمطرت على الأرض؟
    جـ 12- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، وذلك من كوكب سِجِّيل كما يُسمِّيه القُرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم.

    سـ 13- بوش الأصغر: وأين يوجد موقع كوكب سِجِّيل هذا كما أخبركم القُرآن؟
    جـ 13- المهديّ المنتظَر: عليك يا بوش الأصغر أن تعلم عِلم اليقين بأنّ موقع كوكب سجيل هو أسفل الأراضين السبع، ولا أعلم بكوكبٍ من بعد كوكب سِجِّيل، وذلك لأنّ الله يقول في القُرآن العظيم أنه أسفل الكواكب الأرضيّة وذلك واضحٌ وجليٌّ في القُرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]، بمعنى: أنّ أمر القدر للعذاب جاء بتوقيت مرور كوكب سِجِّيل على الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ كوكب العذاب هذا كان من أسفل الأراضين ودار في فلكه المحكوم إلى ميقات القدر المحتوم للكُفار فتغير موقعه من الأسفل إلى الأعلى فمرّ فوق هذه الأرض التي نعيش عليها ليُمطر على الكُفّار بِحجارةٍ العذاب المُسوَّمة. ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، أيّ جعل عالي الأراضين السبع الذي كان بسافلها.

    سـ 14- بوش الأصغر: وأين يوجد مواقع الأراضين السبع المذكورات في القُرآن؟
    جـ 14- المهديّ المنتظَر: توجد الأراضين السبع من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها إلى الأسفل، وأقرب الأراضين السبع إلينا هو ما يُسمى بالمريخ، وأسفل الأراضين السبع هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم، وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو) وكذلك تسمونه (الكوكب العاشر إكس)، ولكنه أحد الأراضين السبع وأسفلها على الإطلاق وليس بعده أرضاً كما علّمنا الله بذلك في القُرآن العظيم، وبيّن لنا وفصّل لنا تفصيلاً بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وكما بيّنا لكم من قبل في الحوار الافتراضي من قبل بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها هي أُمّ الكون العظيم الذي انفتق منها السماوات وما فيها من الكواكب والنجوم، وبيّن الله لنا بأنّ الأراضين السبع توجد مواقعهُنّ من بعد أرضنا التي نعيش عليها. وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    فأما الأمر الذي يتنزّل هو أمر القُرآن العظيم من ربّ العالمين يتنزّل على النّبيّ الأُميّ الصادق الأمين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يعيش في هذه الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها يقع موقعها بين السماوات والأرض. بمعنى: أنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وبيّن الله لنا بأنّ أسفل الأراضين السبع هي كوكب العذاب وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو - Planet X)، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سـ 15- بوش الأصغر: ولكنّ عُلماءنا بوكالة ناسا الأمريكية قد أخبرونا بهذا الكوكب وأنه سبق وأن مرّ على الأرض وأنّ زاوية دورانه تميل عن الكواكب الأُخرى لدرجة أنه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب.
    جـ 15- المهديّ المنتظَر: صدق عُلماؤكم في هذا الشأن يا بوش الأصغر، وذلك لأنّ الله قد أخبرنا في القُرآن العظيم بأنكم سوف تعلمون بذلك ومن ثُمّ أكّد الله الواحد القهار أنه سوف يغلبكم بذلك أجمعين لأن كذّبتم وقُلتم مَنْ أشدُّ مِنَّا قوةً! وظننتم أنكم القوة التي لا تُقهر وعصيتم المهديّ المنتظَر الذي يدعو للحقّ ويهدي بالقُرآن العظيم إلى صِراطٍ مُستقيم.

    سـ 16- بوش الأصغر: إذاً فآتنا بالآية التي تُخبركم بأنّ الكفُّار سوف يرون ذلك من قبل أن يأتي وكذلك تؤكد التحدي بهذا الكوكب المدمّر لمن أبى واستكبر وظنّ أنه المنتصر على المُسلمين.
    جـ 16- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الرعد]. وكذلك الآية التالية تُخاطبكم يا بوش الأصغر وأولياءه. وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]، بمعنى أنّ كوكب العذاب يأتي من جهة الأطراف وأنتم تعلمون بأنّ أطراف الأرض هي الجهات القطبية.

    سـ 17- بوش الأصغر: ومن أي جهةٍ من الأطراف سوف يأتي؟ بمعنى هل سيأتي للأرض من جهة القُطب الجنوبيّ أم من جهة القطب الشماليّ؟
    جـ 17- المهديّ المنتظَر الإمام ناصر مُحمد اليماني: بل سوف يأتي من جهة القُطب الشمالي فيراه أهل الجزيرة العربيّة يأتي من جهة النجم القطبي أيّ من جهة الشمال الأرضي والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل ولعنة الله على الكاذبين على الله بغير الحقّ.

    سـ 18- بوش الأصغر: وهل كوكب العذاب لن يُعذّب الله به إلّا قُرى الكُفّار بهذا القُرآن العظيم في العالمين؟
    جـ 18- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: للأسف! وكذلك قُرى المُسلمين أجمعين حتى قرية مكّة غير أنّ قُرى المُسلمين لن يهلكهم كوكب العذاب؛ بل سوف يُعذّبهم عذاباً شديداً.

    سـ 19- بوش الأصغر: ولماذا سوف يُعذّب الله قُرى المُسلمين وهم مُسلمون مؤمنون بالقرآن العظيم؟
    جـ 19- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: بلى سوف يُعذب كوكب العذاب قُرى ويُهلك أُخرى، وأمّا سبب عدم نجاة قُرى المُسلمين من العذاب نظراً لأنّهم لم يُصدّقوا بخلافة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم الإمام ناصر مُحمد اليماني الذي يدعوهم إلى الاحتكام لما أنزل الله في مُحكم القُرآن العظيم لتصحيح السُّنة النبويّة الحقّ فأبوا إلّا أن يستمسكوا بما خالف لمُحكم القُرآن العظيم من الأحاديث والروايات الموضوعة من مكر المُسلمين من اليهود ظاهر الأمر من الذين اتخذوا إيمانهم جُنّةً فصدّوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون.
    وأشدّ المُسلمين عذاباً هم عُلماء المُسلمين وعُلماء الفلَك منهم نظراً لإنكار آيات التصديق في الآفاق في الشمس والقمر فتدرك الشمس القمر فيُولد الهلال من قبل الاقتران بالشمس. بمعنى: أنّ آية التصديق أن يأتي لحظة ميلاد الهلال للشهر الجديد والشمس إلى الشرق منه والهلال يجري وراء الشمس من جهة الغرب والشمس تتقدمه شرقاً فتجتمع به وقد هو هلال، وكذبوا بحدوث آية التصديق للمهديّ المنتظَر بحدوث شرطٍ مُتكررٍ من أشراط الساعة الكُبر نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر. وذلك لأنّ النظام الكوني في جريان الشمس والقمر قد بيّنه الله في القُرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    سـ 20- بوش الأصغر: وما معنى ذلك في البيان للقُرآن؟
    جـ 20- المهدي المُنتظر: وذلك لأنّ الله يقول في القُرآن العظيم بأنّ الشمس والقمر والأرض جميعهم يجرون من الغرب مُتجهين شرقاً، ويقول بأنّ أهلّة الشهور تبزغ من بعد الاقتران للقمر مع الشمس في المحاق المُظلم لوجه القمر، ومن بعد الميل عن الاقتران يبدأ فجر الأهلّة على وجه القمر ثُمّ يُقدره الله منازل حتى يعود إلى عرجونه القديم الأول، وهو الوضع السابق للقمر وهو المحاق المُظلم من قبل منازل الأهلّة. ويقول بأنّ الشمس لا ينبغي لها أن تُدرك القمر فيلد الهلال من قبل الاقتران فتتقدمه شرقاً والهلال غربي الشمس فتجتمع به وقد هو هلال في بداية الشهر، وكذلك ولا الليل سابق النهار بتغير حركة الأرض فتطلع الشمس من مغربها منذ أن خلق الله السماوات والأرض وبدء الدهر والشهر والمُتمثلة في حركة الشمس والقمر والأرض حتى يأتي عصر أشراط الساعة الكُبر ومن ثُمّ تُدرك الشمس كما يشاء الله نذيراً للبشر من قبل قدوم كوكب العذاب أسفل الأراضين السبع حتى إذا جاء فيعكس دوران الأرض ثُمّ يسبق الليل النهار وهو طلوع الشمس من مغربها، وذلك لأنّ النهار يتقدم الليل ويجري النهار شرقاً ويطلبه الليل حثيثاً من جهة الغرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} صدق الله العظيم [الأعراف:54].

    ولكن إذا جاء كوكب العذاب فسوف يعكس دوران الأرض ثُمّ يسبق الليل النهار ويتحقق شرطان معاً من شروط الساعة الكُبرى وهُنّ قدوم كوكب العذاب و طلوع الشمس من مغربها، وليس معنى ذلك أنه قد انتهت عجلة الحياة فلا نزال في عصر التصديق لشروط الساعة الكُبرى وطلوع الشمس من مغربها أحد أشراط الساعة الكُبرى، وبعده مُباشرةً ظهور المهديّ المنتظَر الإمام ناصر مُحمد اليماني عند الرُكن اليماني من بعد التصديق من كافة البشر في ليلةٍ واحدةٍ بسبب العذاب الأليم بكِسف الحجارة بالدُخان المُّبين فيؤمنون كُلّهم أجمعين في ليلةٍ واحدةٍ بشأن المهديّ المنتظَر والقُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان]. فأمّا المُرتقب للنصر والظُهور فإنه المهديّ المنتظَر الداعي إلى الحقّ الذي جاء به مُحمدٌ رسول الله إلى الناس كافةً ثُمّ تولّوا عنه وقال بعضهم إنه مُعلّم وآخرون قالوا مجنون، وما أكثرهم ولو حرصت بمؤمنين. ولم يصدق مُحمداً رسول الله إلّا قليلٌ بالنسبة للبشرية الذين في عهده ومن بعد موته حتى جاء نصره بالمهديّ المنتظَر الناصر لما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    سـ 21- بوش الأصغر: ولكنك تقول بأنّ العذاب شاملٌ لقُرى البشريّة أجمعين حتى قُرى المُسلمين! فلماذا قُرى المُسلمين سوف ينالها العذاب إن لم يهلكهم وهم بالقُرآن ليسُوا بكافرين؟
    جـ 21- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: وذلك لأنّهم بآيات القُرآن التي أُبيّنها لهم بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي لا يوقنون! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    سـ 22- بوش الأصغر: وهل لديك آية في القُرآن هي أشدُّ وضوحاً يقول الله فيها بأنه سوف يُظهر المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ بآية عذابٍ شاملٍ من قبل يوم القيامة ثُمّ يقول بأنّه سوف يُهلك المُكذّبين بالقُرآن الذي جاء به مُحمدٌ رسالةً من الله إلى الناس كافة ثُمّ يُهلك الله قُرى ويُعذب أُخرى عذاباً شديداً ليكون ذلك آية التصديق لهذا القُرآن العظيم الذي جاء به مُحمد رسول الله إلى كافة قُرى البشريّة جيلاً بعد جيلٍ فجعله الله محفوظاً من التحريف جيلاً بعد جيلٍ ليكون حُجّة الله ورسوله مُحمد والناصر له ناصر مُحمد اليماني، ولن يُصدقك الناس إذا لم يُصدقك المُسلمون الذين يؤمنون بهذا القُرآن العظيم، فإذا لم يُصدقك المُسلمون المؤمنون بالقُرآن العظيم فكيف يُصدقك الذين هم لا يؤمنون بالقُرآن على الإطلاق؟ وبما أنك تقول إنك المهديّ المنتظَر وأنّ الله ابتعثك بالبيان للقُرآن ولم تأتِ بكتابٍ جديد كما تقول بل بالبيان للقُرآن فتأتي به من نفس القُرآن؛ بل وتقول إنك تُخاطب الناس بآياتٍ مُحكماتٍ بيّناتٍ في القُرآن العظيم. ولو كنت كذلك يا ناصر اليماني لما كذّبك المُسلمون؟ فكيف يُكذبونك وأنت تُخاطبهم بآياتٍ مُحكماتٍ بيناتٍ كما تقول، وذلك لأنهم يؤمنون بالقُرآن فكيف يُكذّبونك بما يؤمنون به؟ وإذا كُنت صادقاً بأنك تُخاطبهم بآياتٍ مُحكماتٍ بيناتٍ ثُمّ يُكذّبونك فلا بُدّ أن يُعذّبهم الله مع بوش الأصغر والكُفار من البشر وما الفرق بيننا وبينهم وجميعنا مُكذّبون بأمرك؛ الكُفار والمُسلمين. فهل توعَّدنا الله بآية التصديق لخلافتك فيبعث علينا آية العذاب الشامل لقُرى الكُفار والمُسلمين فلا تنجو قريةٌ واحدةٌ على وجه الأرض بل يُهلك قُرى ويُعذّب أُخرى؟
    جـ 22- المهديّ المنتظَر الناصر لمُحمد رسول الله والقُرآن العظيم الإمام ناصر مُحمد اليماني: قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    سـ 23- بوش الأصغر: بما أنك تقول بأنها تحدث قبل مجيء كوكب العذاب آيةٌ تتكرر كإنذار للبشر وهي أن تُدرك الشمس القمر فيولد الهلال من قبل الاقتران ونظراً لاختلاف التوقيت فهل حددت توقيت الحدوث بأي توقيت دولةٍ في العالمين؟ وهل حدثت آية الإدراك فأعلنت بالهلال نفس الدولة التي حددت بتوقيتها رؤية هلال المُعجزة للتصديق؟
    جـ 23- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: نعم يا بوش الأصغر قد أعلنت توقيت آية التصديق بأنّ الله جعلها بتوقيت ساعة بيته المُحرّم في مكة المُكرمة.

    سـ 24- بوش الأصغر: وهل شهد شُهداء الرؤية لهلال المُعجزة من قبل الاقتران من المملكة العربيّة السعوديّة ثُمّ أعلنوا رؤية الهلال للعالمين؟
    جــ 24- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: نعم، وقد جعل الله هلال المُعجزة للتصديق في شهر ذي الحجّة الحرام برغم أنها سبقت إدراكات ولكنها كانت آيات أصغر، بمعنى: أنهم يرون الهلال وعمره قصيرٌ جداً ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات ولكن هلال ذي الحجّة لعام 1428 تمت رؤية الهلال من قبل الاقتران بالمرة برغم أني سبق وأن أعلنت لهم من قبل ذلك بشهور بأنّ يوم النحر لعام 1428 لا ينبغي له أن يكون بغير يوم الأربعاء برغم أني أعلم علم اليقين أنّ ذلك مُستحيل في علم الفيزياء الكونيّة لدى عُلماء الفلك أجمعين ولكني أعلم من الله ما لا يعلمون وأعلم عِلم اليقين بأني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وما دمت حكمت بينهم بأنّ يوم النحر لا ينبغي له أن يكون إلّا بيوم الأربعاء حسب تاريخ وتوقيت مكة المُكرمة فكيف لا يُصدّقني ربي في آية ليس بآية عذاب فنقول آخرها الدُعاء والاستغفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]. بل آية الإدراك ليست آية عذاب فكيف لا يُصدّقني ربي بها ما دمت حكمت وأجزمت وقلت لهم في بيانٍ سابقٍ من قبل الحدث بالحُكم الفصل بينهم من قبل أن يختلفوا في هلال شهر ذي الحجّة 1428 للهجرة اختلافاً كبيراً؟ بل جعلت الحكم بيني و بينهم يجعله الله في يوم النحر فإذا لم يكن بيوم النحر فلست المهديّ المنتظَر وأصبح اختلاف ذلك حُجّة علينا وذلك لأني جعلت يوم النحر هو الحكم بإذن الله وتركت الحُكم لربي برغم أني أعلم أن ذلك مُستحيل في علم الفيزياء الفلكية لدى جميع عُلماء الفلك في البشريّة أجمعين.

    وكان هذا نصّ حُكمي بالحقّ:
    [وأما يوم النحر فلا بُدّ له أن يكون بيوم الأربعاء وذلك لأنّ غرّة رمضان هي الأربعاء لولا حدوث الإدراك والسبق الحقيقي للشمس والحكم بيننا يوم الحجّ الأكبر بإذن الله ذلك لأنه حتماً سوف يكون يوم الأربعاء].

    وهذا ما حكمت به بينهم بالحقّ وهذا النص أستنبطه من حُكمي السابق بينهم من قبل أن يختلفوا والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل وهذا رابط حُكمي بالحقّ بتاريخه التقني بالإنترنت العالميّة:

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=109

    سـ 25- بوش الأصغر:
    وأين سدّ ذو القرنين وأين يأجوج ومأجوج وأين المسيح الدجال وأين الأرض ذات المشرقين المذكورة في القُرآن العظيم؟ أفتني بالحقّ وأفتي جميع عُلماء الأُمّة بالحقّ من الآيات المُحكمات في القُرآن شرط أن نجد ما تنطق به من القُرآن علمياً على الواقع الحقيقي بدقةٍ مُتناهيةٍ كما تنطق به بمنطق القُرآن، فإن كنت من الصادقين أفتني وأفتي جميع عُلماء الأُمّة في العالمين؟


    جـ 25- المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر الإمام ناصر مُحمد اليماني: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]. ويا معشر عُلماء البشرية والناس أجمعين، فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروف جوابكم سوف تقولون لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غرباً، ونعلم أنّ الشمس تظهر من الشرق فتغير شروقها في جهة الشروق شيئاً فشيئاً ولكنها جهة شرقيّة واحدة ومغاربها جهة غربيّة واحدة، ونقول: بلى معروف ذلك لدى عُلماء المُسلمين في قوله تعالى: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج].

    ونقول أولاً: يا معشر عُلماء الأُمّة أنكم تعلمون بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم، والدليل قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴿١٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. فقد تبيّن لنا بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق في الأرض في الجهة الشرقيّة وما يُقابلها الغربيّة، إذاً أين المشرقين والمغربين؟ إذاً يا قوم إنّ المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين.

    ويا معشر عُلماء الأُمّة إني أجد في القُرآن العظيم بأن نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما نفسهما نُقطتا المغربين، بمعنى أنه يوجد هُناك أرض لها مشرقان في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أنّ الشمس تشرق عليها من جهةٍ حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأُخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأُخرى لهذه الأرض التي لا تُحيطون بها علماً، وأنا لا أُكلّمكم من كُتيّباتكم؛ بل من كتاب الله القُرآن العظيم وأجد في القُرآن العظيم بأنّ أعظم مسافةٍ بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهُما نفسهما المغربان كما سوف يتبيّن لكم ذلك على الواقع الحقيقي.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يُقاطعني قائلاً: وكيف عرفت من القُرآن بأنّ أعظم بُعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هي المسافة بين نُقطتي المشرقين؟ فنردُّ عليه ونقول: قال الله تعالى بأنّ الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدُنيا فإن الله تعالى يُقيّض له أحدَ الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قريناً فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينه الإنسان عن الحقّ، حتى إذا تبيّن له كم أضلّه عن الصِراط المُستقيم يكره الإنسان قرينَه الشيطان كُرهاً عظيماً، ولكنهما لا يفترقان بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مُشتركان. فلا أُريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّي الإنسان من شدّة كُرهه لقرينه الشيطان عدوه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده، لذلك قال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. ومن خلال ذلك نعلمُ عِلم اليقين بأنّ أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين.

    إذاً يا قوم إن أرضنا ذات نفقٍ عظيمٍ ومفتوحةٌ من الأطراف. وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً يا قوم تبيّن لنا أنه يوجد هُناك عالَمٌ تحت الثرى. وقال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسطّحةً؛ بل مفروشة مستوية في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقية جنوباً فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالاً وذلك لأنّ هذه الأرض المفروشة تمتد في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوباً ومهدها الله تمهيداً. وقال الله تعالى:
    {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]. ومعنى قوله: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يوصف لكم الأرض المفروشة بأنّها مُمهدة تمهيداً في مُنتهى الدقة في الاستواء فليس فيها نتوء بسبب ذلك التمهيد فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبيّة وكان أحدكم واقفاً في البوابة الشماليّة فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقفٌ في منتهى طرف الأرض شمالاً في البوابة الشماليّة.

    وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وتلك هي جنة الله في الأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل. وليست جنة المأوى التي عند سدرة المُنتهى بل جنةٌ لله من تحت الثرى، ويُريد المسيح الدجال أن يقول أنّه الله! وكذب فما كان لبشرٍ أن يُكلّمه الله جهرةً، سبحانه! والمسيح الدجال يُكلّمكم جهرةً ويقول أنّ لديه جنّة ونار، و هي لله وليست له ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين بتلك الجنة فإنّ الله قد وعدكم بها في الدنيا ويرثكم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين.

    وأما سدّ ذي القرنين فيوجد في مضيق في مُنتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكنّ سدّ ذا القرنين له فتحةٌ كُبرى من الأعلى وليس مختم ولكنه أملس رفيع لا يستطيعون أن يظهروه لكي يتنزّلوا إلى عالَم دون السدّ في الجهة المُقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأُخرى ومنفذهم من البوابة الشماليّة، ولكن المسيح الدجال لا يُريد أن يُخرجهم إلّا إذا تهدّم سدّ ذو القرنين، وذلك لأنّ البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوط سرِّهُ بهدم سدّ ذي القرنين. وقال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وقال تعالى على لسان ذي القرنين في قصة ذي القرنين: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها الناس، أُقسم لكم بالله العلي العظيم ما أفتيتكم إلّا بالحقّ ويُريد المسيح الدجال أن يخرُج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغل البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا مُسلمين، ويُريد أن يقول بأنّ ذلك يوم الخلود وأن لديه جنة ونار ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم و إنه كذّاب لذلك يُسمى المسيح الكذاب وما كان لابن مريم أن يقول ذلك عليه الصلاة والسلام، بل سوف يكلّمكم كهلاً وهو من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ مُحمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمُرسلين فلا ينبغي أن يأتي من بعده نبيّ يدعو الناس لاتّباعه ولذلك سوف يدعوكم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلى اتّباع المهديّ المنتظَر ويكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فأمّا التكليم في المهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هو سرّ المُعجزة في أن يتكلّم وهو كهل؟ وذلك لأنّ الله سيبعثه حياً فيكلّمكم كهلاً ومن الصالحين في زمن إمامه المهديّ المنتظَر فلا يدعو الناس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع المهديّ المنتظَر فيكون من التابعين.

    فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق لقوم يعلمون، ولسوف نُفتيكم في الأسرار الأُخرى إن كنتم تعقلون. ونكتفي الآن بتوضيح مقر يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسدّ ذي القرنين والأراضين السبع. وما يلي صورة الأرض ذات المشرقين من تحت الثرى التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقي:



    إخواني المُسلمين، إن الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصناعية بوكالة ناسا الأمريكية ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق؛ بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمس باطن أرضنا! وإنهم لخاطئون بل تلك الأشعة التي ترونها خارجة من باطن الأرض إنّها الشمس وهي مقابلة للبوابة الجنوبيّة أو الشماليّة، وذلك الشعاع الشمسي آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم تصديقاً لقوله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر]، بمنتهى الدقة فتجدون الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..


    وإليكم سبع آيات أخرى وهنّ الأراضين السبع أين موقعهن في الكون كما حدد الله موقعهن في القرآن العظيم؟ ومن ثم تجدونه حقاً على الواقع الحقيقي. وقد أمرني الله في القُرآن العظيم أن أجادلكم بحقائق من آيات الله في القُرآن العظيم بالعلم والمنطق الحقّ الذي تجدونه على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73]، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:81].

    فأيّ آيات الله تُنكرون في القُرآن العظيم يا معشر الكافرين بالقرآن العظيم إلا بيّنتها لكم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق سواء كان سد ذي القرنين ويأجوج ومأجوج والأراضين السبع وأصحاب الكهف والرقيم وجميع آيات الله التي تنكرونها في خلق السماوات والأرض وخلق أنفسكم حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ يُصدقه العلم والمنطق على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون لئن بيّنت لكم على الواقع الحقيقي ثمّ لا تزالون في ريبكم تتردّدون فأذنوا بحربٍ من الله الواحد القهار فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟

    ويا معشر المُسلمين الذين لا يزالون في ريبهم يترددون، قاتلكم الله أنَّى تؤفكون فتصدقون الإفك على الله ورسوله واتخذتم القرآن وراء ظهوركم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله وإنما يقصد المُتشابه منه، فها هو المهديّ المنتظَر بين أيديكم يدعوكم للحوار من قبل الظهور فكيف لي أن أظهر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل التصديق فهل ترون هذا هو منطق العقل؟ إن كنتم تستخدمون عقولكم فهل يتذكر غير أولي الألباب المُتفكرون وليسوا إمّعاتٍ فيقتفون ما ليس لهم به علم، ألم ينهَكم الله عن ذلك أن تتّبعوا ما ليس لكم به علمٌ وأنّ حجّة الله عليكم سمعَكم وأبصارَكم؟ ولكنكم لا تستخدمون عقولكم إلا قليلاً فتتبعون يا معشر العلماء ما ليس لكم به علم، فكيف يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار والتصديق؟ كلا ثم كلا بل بعد الحوار والتصديق يظهر لكم عند البيت العتيق أم إنكم تحرِّمون على المهديّ المنتظَر موسوعة الخبر في شبكة الإنترنت العالميّة فجعلتموها حصرياً تكون ضدّ الله ورسوله لصالح نشر السوء والفاحشة لإرضاء الشيطان وغضب الرحمن وليست لصالح نشر الخبر للبشرى والحوار للمهدي المنتظَر، وتالله ما اخترت هذه الوسيلة عن أمري يا معشر المسلمين فاتقوا الله لعلكم تفلحون.

    وأمّا أقطار الأراضين السبع فهي جميعاً من تحت أرضكم في الفضاء طباقاً وأسفلهم كوكب سجيل المُدمّر المُسمى (نيبيرو - Planet X)، فانظروا إلى المجموعة الشمسيّة للكواكب تجدون بأنّ السبع أراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [الجاثية].




    والسلام على من اتبع الهادي إلى الصِراط المُستقيم الناصر لمُحمد رسول الله بنصرة القُرآن العظيم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ






  6. - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - 08 - 1429 هـ
    25 - 08 - 2008 مـ
    08:20 مساءً
    ــــــــــــــــــ




    الجواب المختصر من المهديّ المُنتظر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    أخي السائل، لعل سؤالك هذا من باب التعجيز! وهيهات هيهات أن يعجز المهديّ المنتظَر عن الجواب ما دام السؤال مُتعلقاً بعلم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٣٣].

    فاعلم أيُّها السائل بأنّ الله لو كان يحتاج إلى الوقت ليخلق الشيء لاستغرق خلق السماوات زمناً أطول من خلق الأرض، وحتى يثبت الله بُرهان قدرته بأنه لا يحتاج إلى الوقت جعل زمنَ خلق السماوات أقصر من خلق الأرض وأقواتها برغم أنّ الأرض لا تعدل أصغر نجم من زينة السماوات في الحجم؛ بل خلقُ السماوات أكبر وأعظم من خلق الأرض بفارقٍ كبيرٍ، ولذلك جعل زمن الخلق للسماوات زمناً أقصر من خلق الأرض، وذلك لأنّنا لو وجدنا بأنّ الله استغرق وقتاً أطول لخلق السماوات نظراً لضخامة حجمهن لعلمنا بأنّ الله يحتاج إلى الوقت وكُلما كان الخلق أكبر وأضخم لاحتاج إلى زمنٍ أطول، وحتى تعلموا بأنّ الله لا يحتاج إلى الوقت جعل خلق السماوات في زمنٍ أقصر من خلق الأرض وأقواتها برغم أنّ السماوات أكبر وأضخم وأعظم؛ بل لا يساوي حجم الأرض لحجم أصغر نجوم زينة السماء الدُنيا، وذلك لكي تعلموا بأنّ الله لا يحتاج إلى الزمن لكي يخلق الشيء؛ بل إنّما أمره إذا أراد شيء أن يقول له كُن فيكون.

    وبيَّن الله لكم بأنّه لا يحتاج للوقت لخلق السماوات والأرض، وإنّما أمرُهُ إذا أراد شيئاً إنّما يقولُ له كُنْ فيكون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨١﴾ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [يس]. وقُضي الجواب من الكتاب وليتذكر أولو الألباب.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    المُفتي بالجواب من عنده علم الكتاب؛ عبد النعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ


  7. { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } صدق الله العظيـــــــم ..

    - 7 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــــــ


    { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }
    صدق الله العظيـــــــم ..

    أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنّك تسأل عن بيان قول الله تعالى:
    {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴿٣﴾ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ﴿٤﴾ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴿٥﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وذلك يوم النهاية للكون وما فيه وتتفجّر جميع الكواكب والنّجوم وتتناثر في الفضاء، حتى الأرض التي تعيشون عليها تتفجّر في كُلّ شبرٍ ما كان يُغطّيه البحر أو اليابسة فتُنسف الجبال نسفاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].

    ذلك يوم يطوي السماوات وزينتها والأراضين السبع وأقمارها إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة وذلك يحدث من بعد أن تتفجّر كافة الكواكب المُضيءُ منها والمُنير ثم تتناثر في الفضاء ومن ثم تهوي الذرّات للسماوت السبع وجميع الأراضين السبع إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} صدق الله العظيم [الزمر:٦٧]؛ أي يمين قُدرته تعالى المُتصرّف في الكون كُلِّه بحوله وقوّتِه فيطوي السماوات السبع والأرضين السبع كوكباً واحداً على مركز الجاذبية الكونية. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤].

    فيعود الكون إلى الرّتق الأول من قبل الانشقاق والانفتاق كوكب الرتق الجامع فيندك دكّاً على كوكب الرّتق الجامع الذي تعيشون عليه؛ أمُّكم وأمُّ الكون العظيم، وخلقكم الله منها كما خلق منها جميع ذرات هذا الكون العظيم فيندكّ دكّاً على الأرض التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} صدق الله العظيم [الفجر:٢١]. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤].

    ذلك يوم القيامة والنهاية لكُلّ شيء؛ ذلك يوم الساعة البطشة الكُبرى يوم ينسف الله الأرض والسماوات نسفاً، وذلك هو التسيير المقصود للجبال في قول الله تعالى:
    {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}، أي نُسِفت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} صدق الله العظيم [طه:١٠٥]. وذلك يوم البطشة الكُبرى؛ ذلك يوم الساعة؛ ذلك يوم القيامة بحساب أيامكم الأرضية.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ





  8. - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 07 - 1429 هـ
    24 - 07 - 2008 مـ
    08:01 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    إليك الجواب من الكتاب عن حدود الملكوت للسماوات والأرض ..

    { وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
    صدق الله العظــــيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    اِعلم أيُّها السائل بأنّ القمر وكوكب الزُهرة وعطارد والشمس والنجوم فهم جميعاً يتّبعون ملكوت السماوات، وتبدأ الحدود لملكوت السماوات بدءاً من القمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]، بمعنى أنّ الشمس والقمر يتبعان الملكوت السماويّ. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴿١٥﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [نوح].

    وأمّا ملكوت الأراضين السّبع فيبدأ من أقربهنّ إلينا وهي الأرض الحمراء وهو كوكب المريخ أقرب الأراضين السبع إلينا، وذلك هو الكوكب الذي نظر إليه إبراهيم نظرة التفكّر عندما كان يبحث عن الحقيقة، فنظر أولاً في ملكوت الأرض فشاهد أكبر حجم يراه إبراهيم هو كوكب المريخ، برغم أنّه لم يكن أكبر كواكب الأرض السبعة ولكنّه من أقرب كواكب الأرض السبعة إلينا، وقد علّمنا الله بأنّ إبراهيم نظر إلى ملكوت السماوات والأرض. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الأنعام:75].

    ومن ثُمّ ننظر إلى ما نظر إليه إبراهيم، ثُمّ نجد بأنّه نظر أولاً إلى ملكوت الأرض فشاهد أحد كواكب الأراضين السبع تلك الأرض الحمراء وهو كوكب المريخ. وقال الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿٧٦﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿٧٧﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٧٨﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فأما الشمس والقمر فكما قُلنا بأنهُنّ يتّبعنَ ملكوت السماوات، فوجدهُنّ الناظر إليهِنّ إبراهيم هُنّ أكبر حجماً يراه في الملكوت السماويّ، وهُنّ الشمس والقمر. وأما ملكوت الأراضين السبع فأكبرهُنّ الكوكب الذي نظر إليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو أقرب كواكب الأرض السبعة إلينا، وليس أكبرهُنّ غير أنّه كان كبيراً في نظر إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنه يبحث بتفكّرٍ عن أكبر حجمٍ يراه في ملكوت السماوات والأرض برغم أنّ إبراهيم لا يعلم بأنه نظر في ملكوت الأرض غير أنّ الله أخبرنا بأنّ إبراهيم نظر إلى ملكوت السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الأنعام:75].

    المُفتي المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ


  9. بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب..

    - 9 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1431 هـ
    04 - 09 - 2010 مـ
    11:54 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان حقيقة الكتاب المُبين الذي فيه مفاتيح الغيب ويخصّ علّام الغيوب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي النبيّ الأميّ الأمين وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدّين..

    أحبتي في الله، إنّه يوجد كتابٌ يُسمَّى (الكتاب المبين) خلقه الله من بعد العرش العظيم؛ بل هو أوّل شيءٍ خلقه اللهُ والقلمَ من بعد عرشه العظيم، فأمر القلم أن يكتب فنطق القلم وقال: وما أكتب؟ قال: اكتب شيئاً ليس كمثله شيءٌ ولا قبله شيءٌ: ((اللَّـه النّعيم الأعظم))

    ، ثمّ كتب الذي ما هو دون ذات الله سبحانه سدرة المُنتهى العرش العظيم، ثمّ كتب ما هو دون سدرة المُنتهى وهي جنّة المأوى عرضها كعرض السماوات والأرض، ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه ثمّ كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُغرى والكُبرى إلى يوم الدّين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثمّ استنسخ فيه علم غيب؛ أعمال عبيده أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [يس].


    وذلك لأنّ أصحاب النّار جميعاً سيَرفعُ كُلُّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيدٌ فيُنكرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النحل].


    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفاهم المَلَكُ عتيدٌ ومساعده المَلَكُ رقيبٌ فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيدٌ وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} . ومن ثمّ ردّ عليهم المَلَك عتيدٌ والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيبٌ ردّوا على المُنكرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيدٌ وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.


    بمعنى أنّهم ردُّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِمَ المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].


    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدّين وهم السائق وخصمه والشاهد، فأمّا السائق فهو الملك عتيدٌ يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتب عليه ما لم يفعل ؟ وأمّا الشاهد فهو الملك رقيبٌ كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنّه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ، ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم ينكر ما كتبه عليه الملك عتيدٌ من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثمّ يُخرج الله الكتاب المُبين كتاب عِلم الغيب الذي يخصه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].


    وبما أن العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الملك عتيداً وشاهده رقيباً لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وَضع اللهُ كتابَه تنزّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملَك عتيد، وبما أنّ أصحاب أعمال السوء يعلمون أنّ الحفظة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مشفقون في أنفسهم مما فيه وقال الله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].


    وإنّما قال المُجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار بأنّهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله للهِ ظناً منهم أنّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبين إنّما هو مَلَكٌ آخرُ كمثل الملَك عتيد، فلم يعلموا أنّ الذي كتب الكتاب المُبين أنّه الله علّام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يخصّ الله فطعنوا في صحته وحلفوا لله بالله وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].


    ومن ثمّ يزداد غضب الله عليهم فيَختِم على أفواههم لتتكلَّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [يس].


    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئسوا أنّهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار، ثمّ يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].


    ومن ثمّ يَصدر الأمر من الله الواحد القهّار إلى الملَكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيبٌ وعتيدٌ، ثمّ يقول الله للملَك عتيدٍ والملَك رقيبٍ: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان فهما روحان في جسدٍ واحدٍ وهم في العذاب مشتركون، ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.


    ومن ثمّ نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاولاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    ومن ثمّ يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلَّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].


    وذلك لأنّه مسٌّ في جسده متلازمان فهما في العذاب مشتركان، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطين الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ الإيقاض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين بل نقصد مسّ إيقاض، وهو الشيطان الذي يقيّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذِكر ربّه وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].


    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان : {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.


    وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [ق].


    اللهم قد بيَّنت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________________




  10. - 10 -
    البيان الحقّ لقوله تعالى:
    { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ }
    صدق الله العظيــــم ..




    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴿١﴾ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴿٢﴾ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴿٣﴾ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴿٤﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴿٦﴾ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ﴿٧﴾ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴿٨﴾ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴿٩﴾ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴿١١﴾ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٢﴾ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴿١٣﴾ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    فانظر أخي الكريم أولاً إلى القَسَم الأول:

    { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴿١﴾ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴿٢﴾ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴿٣﴾ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴿٤﴾ }


    ثمّ انظر إلى جواب القَسَم:
    { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴿٦﴾ }

    ومن ثمّ جاء مزيدٌ من القَسَم بتوضيح جهة سماء الأطراف للأرض التي تأتي النار التي وعدهم الله ببأسٍ منها شديدٍ، فوضّح السماء التي تأتي من جهتها بقول الله تعالى:
    {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ﴿٧﴾ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴿٨﴾ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴿٩﴾ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴿١١﴾ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ﴿١٢﴾ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴿١٣﴾ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم.

    فانظر لقول الله تعالى:
    {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم، وبمَ يستعجلون؟ إنهم يستعجلون بما يوعدون. وهو ما أقسم الله على صدق حدوثه: {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم.

    ولكن بمَ يوعدون وهو الذي به يستعجلون؟ وبمَ يستعجلون؟ قال الله تعالى:
    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتأتي من جهة السماء ذات الحُبك وذلك لأنّ نجومها لا تظهر من الشرق وتغرب في الغرب؛ بل محبوكةٌ دائريّةٌ يراها الناظر. فاطّلِع على الصور كيف يشاهدون النجوم في سماء الأقطاب، وهي الأرض ذات المشرقين ذات منظرٍ جميلٍ وخلّابٍ ترى النجوم محبوكةً بشكلٍ عجيبٍ، ونظراً لأنّه ليلٌ ستة أشهرٍ فإنها لا تغيب ولكن تلفُّ محبوكةً للناظر، تلفُّ فوق رأسه بشكلٍ دائريٍّ.

    والمهم لدينا هو توضيح سماء الأقطاب ذات الحُبك وهي إشارة لجهة الدوران الفلكيّ لنار جهنم فهي تشرق على البشر وتغرب عبر الأقطاب وليس عبر الشرق والغرب، وحتى تعلم علم اليقين كيفيّة السماء ذات الحُبك وهي سماء الأقطاب عليك بالبحث بصور الفَلَك حتى تجد السماء ذات الحبك العجيبة بزينة النجوم المحبوكة، وإنما تلك إشارةٌ للجهة التي يأتي منها كوكب العذاب، وثبّتك الله على الحقّ.

    أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
    ________________


المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-02-2018, 09:21 PM
  2. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 12-12-2016, 01:16 PM
  3. [ فيديو ] من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون (صوت و كتابة) + هدية قيمة إن شاء الله للنشر
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2013, 12:44 AM
  4. السر المبين لنشأة الكون
    بواسطة المنصف في المنتدى قسم الجهاد في سبيل الله
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-01-2013, 05:50 AM
  5. الأرض مركز الكون في الكتاب المكنون، أفلا يؤمنون؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-06-2012, 07:26 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •