- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 09 - 1430 هـ
17 – 09 – 2009 مـ
01:56 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
يا أيّها المهاجر اتقِ الله الواحد القهّار فلم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليعلِّمكم حروف النصْب والجرّ؛ بَلْ ليعلمكم البيان الحقّ للذِّكر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدّي محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وآله التوّابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
يا أيّها المهاجر: اتقِ الله الواحد القهّار، فلم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليعلِّمكم حروف النصْب والجرّ؛ بَلْ ليعلمكم البيان الحقّ للذِّكر، ولم يُفتِكم المهديّ المنتظَر بأنه جاءكم بكتابٍ جديدٍ حتى تُحاجّنا بالأخطاء الإملائيّة في بياني؛ بَلْ جعل الله حُجّتي عليكم هو البيان الحقّ للقرآن ولن تجدني آتيكم بالبرهان من عندي من ذات نفسي؛ بَلْ آتيكم بسلطان البيان الحقّ للقرآن من محكم القرآن العربيّ المُبين الذي تنزّل على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو من السُّنة النّبويّة الحقّ لأني أفتيتكم أنّ الله لم يبعثني بكتابٍ جديدٍ؛ بَلْ ناصراً لما جاءكم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكيف تفتري علينا أني أقول إن الله أوحى إليَّ بكتابٍ جديدٍ ثم تحاجّني بأنّ فيه أخطاءً إملائيّةً؟ فتدبَّر لسلطان عِلمي فلن تجد فيه أخطاءً إملائيّةً لأني آتيكم به من مُحكم القرآن فكيف يكون فيه خطأٌ إملائيٌّ وهو منزَّلٌ من عند الله فكم أنت مُفتَرٍ أثيمٌ فمتى قال المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ أنّ لديه كتاباً غير كتاب الله القرآن العظيم حتى تفتري علينا بما لم نقُل؟ فأين كتابي الذي قلت لكم أنّ الله ابتعثني به أيّها المهاجر؟
بل أقول في جميع بياناتي فلنحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم وإلى سنّة البيان لنبيِّه الأمين، وأفتَينا المسلمين أنْ ليس لدى الإمام ناصر محمد اليمانيّ غير كتاب الله وسنّة نبيِّه الحقّ شيئاً أبداً، وأني لا ولن أَحيد عنها قيد شعرة.
فأين كتابي الذي تتهمني أنه من عند الله ألا تخاف الله؟ ولكني حين أقول لكم:
وتلقَّيته بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ؛ أقصد بذلك سلطان علمي البيِّن الذي أحاجّكم به فآتيكم به من مُحكم القرآن لنجعله بياناً لآيةٍ أخرى في القرآن، وأفتيتكم أني أفسِّر القرآن بالقرآن ولا آتيكم بعلمٍ جديدٍ، وإذا لم أجد فمن السُّنة النّبويّة الحقّ.
وهذه الفتوى الحقّ تجدها في كافة بيانات المهديّ المنتظَر، أم تقصد حواري معكم والجدل بيني وبينكم فتزعم أنّ الكلام الذي يدور بيني وبينكم في الموقع فتظنّ أني أقول إنه جاء من عند الله؟ بَلْ اقصد سلطان علمي الذي أحاجّكم به أنّ الله يُلهمني إياه من القرآن العظيم.
أيّها المهاجر: فلا أرى هجرتك إلى الله ولو كانت هجرتك إلى الله لهداك إلى الحقّ تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه لعباده الذين يبحثون عن الحقّ وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وأراك أيّها المهاجر وكأنك تُظهِر الإيمان وتُبطِن الكفر والمكر ضدّ البيان الحقّ للذِّكر، وتريد فتنة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وتقول إنك تعلم من هو المهديّ المنتظَر محمد بن عبد الله وزمانه ومكانه، وتريدنا أن ننتظرك حتى تصطفيه لنا من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور! سبحان الله العظيم فهل هو خليفتك المهديّ المنتظَر في الأرض حتى تصطفيه أنت وما أنت إلا من البشر؟ أم إنك أعلم من المهديّ المنتظَر؟ أم وكَّلك الله باصطفاء المهديّ المنتظَر؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً ولا يُشرك في حكمه أحداً!
ويا أيّها المهاجر: أُقسم بالله الواحد القهّار إنّ ناصر محمد اليمانيّ لو صدَّقك وقال: صدَقْتَ أيّها المهاجر؛ واتّبع افتراءك لقلت أيّها المهاجر: وكذلك صدقتَ أيّها المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ؛ ولاتَّخذت ناصر محمد اليمانيّ خليلاً لو اتَّبع افتراءك أنّ المسيح عيسى ابن مريم بعثك رسولاً منه إلى المهديّ المنتظَر عن طريق الرؤيا أو غير ذلك.
ولكني المهديّ المنتظَر لا أنتظر رسولاً من الوزير المسيح عيسى ابن مريم، وحين يبعثه الله سوف يتّبعني ويدعو الناس إلى اتّباع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ، فيزيد البشر في المهديّ المنتظَر علماً، ولا أنتظر منه رسولاً أيّها المهاجر.
وهذه هي طريقتكم ومكركم في كلّ زمانٍ ومكانٍ يا معشر شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر، وقد حاولوا أن يفتنوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليفتري على الله ما لم يأتِ من عند الله ثم يُعلِنون تصديقهم، ولو اتَّبع افتراءَهم لاتخذوه خليلاً وزادوه عِلماً مُفترىً ما أنزل الله به من سلطانٍ مُستغِلِّين قول الله تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ولكنه لا يقصد شياطين البشر أمثالك؛ بل يقصد المؤمنين من أهل الكتاب. وقال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ولستم أنتم يا معشر اليهود من أمَرَ اللهُ رسولَه أن يسألكم عن شأنه؛ بل قومٌ من أهل الكتاب من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾ أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وليس أهل الكتاب سواءً؛ بَلْ بينهم فَرْقٌ عظيمٌ فمنهم أولياء الله المعترفون بالحقّ من ربّهم ومنهم ألدّ أعداء الله يعرفون أنّ محمداً رسولٌ من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم ثم يأمرهم إيمانهم أن يصدّوا عنه صدوداً ويُظهِرون الإيمان ويبطنون الكفر فليسوا سواءً أهل الكتاب وقال الله تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويقصد علماءَ من أهل الكتاب من الذين لم يحاجّوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بالاسم؛ بَلْ آمنوا به أنه النّبيّ الموعود بِغضّ النظر عن الاسم لأنهم يعلمون أنّ للأنبياء أكثر من اسمٍ؛ بَلْ صدَّقوا بعلمه وعلموا أنه النّبيّ الذي بَشَّرَ به المسيح عيسى ابن مريم وقال الله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهل تعلم البيان الحقّ لقولهم: {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم؟ أيْ: أن الله أصدقهم ما وعدهم؛ برسولٍ يأتي من بعد عيسى اسمه أحمد فعلموا أنه هو ذاته محمد وأنّ الله قد أصدقهم ما وعدهم حين استمعوا إلى آيات القرآن العظيم ثم علموا أنه الحقّ من ربّهم وقال الله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم.
فهل تعلمون يا معشر الأنصار السابقين الأخيار البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم؟ ويقصدون وعد الله بالبشرى على لسان المسيح عيسى ابن مريم في قوله تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].
وذلك هو المقصود من قولهم: {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم، أيْ: أنه أصدقهم بالنّبيّ الذي بشّرهم به عيسى عليه وعلى محمدٍ أفضل الصلاة والتسليم، وبرغم اختلاف الاسم ولكنهم يعلمون أنّ للأنبياء أكثر منِ اسمٍ في الكتاب ولذلك لم يأبهوا للاسم بَلْ استمعوا للعلم الذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - واستمعوا إلى آيات القرآن العظيم فإذا هو الحقّ من ربّهم فيخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ﴿١٠٧﴾ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ﴿١٠٨﴾ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم.
وهم الذين استجابوا لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لليهود والنّصارى للاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فاستجاب العلماء الربانيون الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إلى دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وأما فريقٌ - أمثالك من قبل - فأعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكنّ فريقاً من أهل الكتاب - أمثالك - يكتمون الحقّ وهم يعلمون وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكنك كأمثالك يفترون على الله الكذب وهم يعلمون، وأتيت لنا بكلامٍ وتقول إنه من عند الله، قاتلك الله كما قاتل أمثالك المفترين على الله أمثالك، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فانظروا يا معشر الأنصار والزوار إلى افتراء المهاجر وما يلي اقتباس من بيانه وقال فيه ما يلي:
وليسوا سواءً أهل الكتاب، فأمّا طائفةٌ أخرى فعلِموا أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - هو النّبيّ الحقّ من ربّهم، وما كان لرجلٍ أمِّيٍّ لا يقرأ ولا يكتب أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم لأنهم يعلمون أنه ما كان يتلو من قبله من كتابٍ ولا يخطّه بيمينه ثم اعترفوا أنه الحقّ من ربّ العالمين.
وأما فريقٌ آخر فكذلك لم يرتابوا شيئاً أنه من عند الله نظراً لأنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أمِّيٌّ لم يَتْلُ قبل القرآن من كتابٍ ولم يخطّه بيمينه ولذلك لم يَرْتَبْ شياطين البشر شيئاً فأصبحت أمِّيَتُه برهاناً أَمامَهم لِنبوَّته وقال الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
فهل تعلمون البيان الحقّ لقوله تعالى: {إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم؟ ويقصد شياطين البشر من اليهود الذين عرفوا أنه حقاً نبيٌّ مُرسلٌ كما يعرفون أبناءهم ثم أعرضوا عن الحقّ من ربّهم ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، كأمثال المهاجر الذي يعلم أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه وهو للحقّ لمن الكارهين، أولئك من المغضوب عليهم الذين لن يزيدهم البيان الحقّ للقرآن إلا رجساً إلى رجسهم ويريدون أن يصدّوا البشر عن البيان الحقّ للذِّكر حجّة المهديّ المنتظَر بكل حيلةٍ ووسيلةٍ.
ويا أيّها المهاجر، إني أرى بيانك وبيان علم الجهاد يفتي بقولٍ واحدٍ أنكم أنتم من يصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر في قدَره المقدور في الكتاب المسطور، وأعلمُ بهدفك وقد تراسل أحد الأنصار وتقول له: "فهل تعلم أنك أنت المهديّ المنتظَر؟" ولكنك لا تزال في خطواتك الأولى، وها أنا أفتيتُ من سؤالك؛ ما يدريك باسمه؟ ولم تردّ عليه فلا تزال في خطواتك الأولى للفتنة، ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين سُرعان ما يُلهمني ربّي بمكركم فيُعلِّمني ما ترمون إليه ثم نُخمِد الفتنة في مهدها بإذن الله.
ألا والله لولا أني أخشى انتقاد الزوّار فيقولون ما بال ناصر محمد اليمانيّ سرعان ما يفتي في بعض الأعضاء أنه لمن شياطين البشر من الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر برغم أنهم يرونه مسلماً ويشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقول أنه لا يشرك بالله شيئاً ولكنهم يُبطِنون غير ذلك، ولذلك أَضطرُّ أن أصبر قليلاً حتى يتبيّن للأنصار وللزائر أني حقاً لم أظلم المهاجر وأمثاله شيئاً.
فها هو يفتي أنه يعلم بالمهديّ المنتظَر المُفترَى (محمد بن عبد الله) ولكني أعلم أيّها المهاجر أنّ المهديّ المنتظَر المفترَى (محمد بن عبد الله) لَمِنْ افترائكم، وأعلم أنّ مثله "مهديّ السُّنة" كمثل مهديّ الشيعة ما أنزل الله به من سلطان، وأضلَلْتموهم بافترائكم أنّ المسلمين هم الذين يصطفون المهديّ المنتظَر ويُعرِّفونه على نفسه فيقولون له إنه هو المهديّ المنتظَر كمثل قولك الآن أنك تعلم من هو المهديّ المنتظَر بين البشر وتريد أن تختار للبشر المهديّ المنتظَر وأنك تعرفه وتعلمه. ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا أيّها المهاجر، لقد دخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبَر وأنتم الآن في عصر الدعوة للحوار للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور فهاتِ بمن تزعمه ليكون ضيفاً في موقعنا فيُهيمِن علينا بعلمٍ وسلطانٍ من البيان الحقّ للقرآن فإن فعل فسوف يجدونني أول الساجدين له بالطاعة سجوداً لأمر الله لو هيمن علينا بعلم القرآن العظيم ووجدناه زاده الله بسطةً في العلم على ناصر محمد اليمانيّ، وذلك لأني أعلمُ أن المهديّ المنتظَر لم يكن نبيّاً ولا رسولاً بكتابٍ جديدٍ؛ بَلْ يأتي ناصرَ (محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيدعونا إلى الاحتكام إلى كتاب الله الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، فيُهيمِن على كافة علماء الأمّة بسلطان العلم فيزيده بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، وذلك لأنّ العلم هو برهان الخلافة والإمامة منذ خليفة الله آدم إلى خاتم خلفاء الله أجمعين المهديّ المنتظَر ناصر محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحين أقول المهديّ المنتظَر ناصر محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أيْ: الذي يبعثه ناصراً لمحمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - النّبيّ الأميّ خاتم النبيين، وسبحان من جعل في اسمي خبري وراية أمري:
( ناصر محمد )
ويا أيّها المهاجر إني أراك تُهدِّد المهديّ المنتظَر أن لا يحذف بيانك وأنه سوف يرى منك ما يرى لو يفعل! ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: بَلْ تريد المهديّ المنتظَر أو المشرف على طاولة الحوار الحسين بن عمر أن يقوم أحدهم بحظرك نظراً لتهديدك ووعيدك لأنك ترى أن ناصر محمد اليمانيّ حقاً سوف يُحرِق كَرْتك بالحقّ فيُزهِق الباطل بعلمٍ وسلطانٍ أهدى من قولك ونثرك بغير الحقّ كما يقول المثل في البوادي والحضر من كل حيد حجر لا يسمن ولا يغني من جوع، وتريد أن تلوذ بالفرار ولذلك تحاول أن تستفزّ المهديّ المنتظَر ليحظرك ولكني لن أحظرك بإذن الله حتى أُحرِق كَرْتك وأثبت لكافة الأنصار والوافدين الزوار في طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر أنك كذابٌ أشِر، ولستُ من يُعَلِّم أو يصطفي المهديَّ المنتظَر، وليس لك ولا لكافة البشر من الأمر شيئاً؛ بَلْ الأمر لله الواحد القهّار، ولن يُشرِك في حكمه المهاجرَ حتى يصطفي خليفة الله المهديّ المنتظَر من بين البشر، ولم يُرسلك المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بَلْ ابتعثك المسيح الكذاب الطاغوت وقبيلك من شياطين الجنّ فيوحي إليك زُخرف القول غروراً، فإنا فوقكم قاهرون وعليكم مُنتصرون بالحُجّة والسلطان والبرهان المُبين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم يفهمه عالِم الأمّة وجاهلها حتى وإن كان مليئاً بالأخطاء اللغويّة فوالله إنكم تعلمون وتفهمون ما أقول، ولم تَحُلْ بينكم وبين فهم بياني الأخطاءُ الإملائيّة؛ بَلْ هي حجّةٌ لي وليست علي فبرغم أنّ من العلماء من هو أعلم مني بالغنّة والقلقلة والجزم والنصب ولكنّه كالحمار يحمل الأسفار في وعاءٍ ولا يعلم ما يحمل على ظهره مع احترامي لعلماء الأمّة الذين لا يريدون غير الحقّ، ولكنه لا ولن يستطيع عالمٌ واحدٌ فقط سواء يكون من أيِّ طائفةٍ أن يأتي لموقع ناصر محمد اليمانيّ فيُهيمِن عليه بعلمٍ أهدى وأقوم سبيلاً وأصدق قيلاً ما دامت السماوات والأرض وما دام المهديّ المنتظَر بين البشر إلى أن يتوفّاه الله الواحد القهّار، فإن كان هذا القول من المهديّ المنتظَر غروراً فسوف نرى، وإن كان القول الحقّ فسوف نرى، فهات بمهديِّك أو هات بعِلمك من الكتاب إن كنت من الصادقين.
وأما بالنسبة للروح فهي من أمر ربِّي وليست من صفاته سبحانه وتعالى علواً كبيراً
تصديقاً لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].
أم إنك تريد أن تُمهِّد للمسيح الدجال الذي يَظهر للبشر كإنسانٍ ويدَّعي الربوبيّة ولذلك تقول: إنّ الروح التي تجعل الإنسان حيّاً هي من صفات ذات الله! وإنك لمن الكاذبين، ولكني أعلم ما هو المقصود من قول الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
وتعال لأُعلِّمك ما هو المقصود من قول الله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾}، ويقصد خلقه من طينٍ ثم يقول لهُ: كُن فيكون. وقال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، إذاً المقصود من قول الله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}، أيْ: كلمة من قُدرتي كُن فيكون. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكن مريم أخذتها الدهشة من قولهم وقالت: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، فانظروا لردّ الملائكة على مريم بالحقّ: {قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم.
إذاً تبين المقصود من قول الله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}، أيْ يقصد: من كلمات قدرتي المُطلقة كن فيكون، وليس أنّ الروح من ذات الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً.
ولكني أعلم ما تريد أن تصل إليه وهو اشتراك الصفات بالإنسان والرحمن تمهيداً للشيطان الذي سوف يتمثل إلى إنسانٍ فيقول إنه الرحمن، أو ابن الرحمن إن غيَّر مَكْرَهُ؛ نظراً لكشف حقيقته في بيان المهديّ المنتظَر.
وأما كلمات الله فهي قُدرات الله المُطلقة كُن فيكون. وقال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وكلمات قدرته تعالى تتكوّن من حرفين اثنين هي أسرع نطقاً في اللسان وأقرب من لمح البصر في البيان على الواقع الحقيقي، فيكون إذا شاء ما يريد بأقرب من لمح البصر، وكما قلنا إنّ كلمات الله هي قدرات الله المُطلقة كن فيكون. وقال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [التحريم]، فانظروا لقول الله تعالى: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}، أيْ: قدرات ربها كُن فيكون؛ إذاً كلمات قدرات الله هي: {كُن}.
ولا نهاية لقدرته تعالى تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27].
أيْ: أنه لا نهاية لقدرات الله، وهي روح قدرته، وليست من ذاته فاشترك الإنسان في صفات الرحمن حسب زعمك. سبحانه وتعالى علواً كبيراً فلا يشبهه الإنسان لا في الجسد ولا في الروح في شيءٍ سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
فاتقوا الله يا معشر المسلمين واتّبعوني أهدكم إلى صراط العزيز الحميد، ولا ولن أقول لكم - المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم - ما يقوله المُفترون على الله بغير الحقّ أمثال المهاجر، وليس بيني وبينكم إلا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إن كنتم بهما مؤمنين، فليس بيني وبينكم إلا قال الله وقال رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاتّبعوا ناصر محمدٍ يا أنصار محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن كنتم مسلمين، وإنما أدعوكم إلى ما دعاكم إليه محمدٌ رسول الله على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم ولم يجعلني مُبتدِعاً بَلْ مُتّبِعاً لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
فما هي البصيرة التي يحاجّ الناس بها؟ وقال الله تعالى: {حم ﴿١﴾ تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٢﴾ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣﴾ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وقال الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].
ولكن للأسف أنّ علماء الأمّة ينتظرون مهديّاً يقول على الله ما لا يعلم ويتَّبع أهواءهم كمثل المهاجر، ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقسمُ بالله الواحد القهّار لو استمرّ الحوار بيني وبينكم ما دامت السماوات والأرض أني لا ولن أتبع أهواءكم شيئاً وسوف أجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً كما فعل جدّي من قبلي تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
وعهداً لربي تكونون عليه من الشاهدين أني سوف أجاهدكم جهاد الحوار بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً حتى أقيم الحجّة عليكم إن كنت المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أو تقيموا الحجّة عليّ إن كان ناصر محمد اليمانيّ كمثل المهاجر من الذين يفترون على الله بغير الحقّ أو من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فلا ينبغي لكم أن تصدقوا ناصر محمد اليمانيّ إذا قال لكم عندي غير كتاب الله وسنّة رسوله، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو جدي النّبيّ الأميّ الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وما كان جدُّك أيّها المهاجر من شياطين البشر من اليهود الذي يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر، واقسمُ بالله الواحد القهّار قسماً مُقدَّماً لأُفحِمنّك بالحقّ وأُخرِسنّ لسانك وأُلجمك إلجاماً ولست أنت وحدك؛ بَلْ وكافة علماء الأمصار من مختلف الأقطار سواء يكونون من الجانّ المخلوقين من النّار أو من البشر المخلوقين من صلصالٍ كالفخار، وليس قول الغرور؛ بَلْ طاولة الحوار هي الحَكَم إن استجابوا لدعوة الاحتكام إلى الذِّكر الحكيم المرجعيّة للدِّين فيما كانوا فيه يختلفون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فآتيهم بحُكم الله من محكم القرآن العظيم فما جاء مخالفاً لمحكمه فهو من عند غير الله وليس عن رسل الله صلّى الله عليهم وآلهم وسلّم تسليماً، ولم أُفتِكم أنّ الروح تتعذّب في قبرها فإنك من الخاطئين؛ بَلْ تُعذَّب الروح من بعد موتها في نار جهنم، والروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________