اقتباس المشاركة :
1- عالم الجن الشياطين، وأباهم هو ملك كان من الجن وهو الملك هاروت.
2- وعالم الإنس كان أبوهم من الملائكة، وهو الملك ماروت فصار إنسان وذريته يعبدون الشياطين.
3- وعالم آخر شياطين البشر ذريات أناس منكم وأمهاتهم إناث الشياطين ولكن آباءهم منكم من شياطين البشر، وقد استكثروا إناث الشياطين من ذريات الإنس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِى أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
[الأنعام:128]
والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان أكفر فكفر، وليس المقصود به آدم بل خليفة من بعد آدم. وإنما جعله الله إنساناً ذو شهوة واتبع هواه بادء الأمر ثم أتبعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه أن الله لن يغفر له فيئس من رحمة الله وذلك هو المقصود من قول الله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿16﴾فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿17﴾}
صدق الله العظيم [الحشر]
ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وأباؤهم من البشر من هذا العالم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبوا في مؤمن إلاً ولا ذمةً .
والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصدون بقول الله تعالى:
{وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الجن:7]
وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عم قاله الجن عن أخبار عالم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن:
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿6﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿7﴾}
صدق الله العظيم [الجن]
وكان مكرهم الأول أن أحدهم يقول أنه الله، والآخر المسيح ابن الله، ولكن الجن اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن ولذلك قالوا:
{وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿3﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿4﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا﴿5﴾}
صدق الله العظيم [الجن]
ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادّعى الربوبية واتخذ صاحبة وولداً، ولكن الجن لا يعلمون مُطلقاً بنبي الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وأجري عليه تكتيم كامل من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب.
لأن الشيطان يريد أن يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم ويدعي الربوبية وأجرى تكتيم كامل عن عوالم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحق صلى الله عليه وآله وسلم لدرجة أن الجن كانوا يظنوا أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابتعثه الله من بعد نبي الله موسى فهم لا يعلمون أن الله ابتعث محمداً رسول الله من بعد عيسى ولذلك قص الله لنا ما قاله الجن لقومهم وقال الله تعالى:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿29﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿30﴾}
صدق الله العظيم [الأحقاف]
ولله حكمة من ذلك أن أخبرنا أن الجن لا يعلمون أن القرآن أنزل من بعد عيسى، ومن ثم علمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطته المُستقبلية بإذن الله وسوف أفشل مكره بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله مالا تعلمون.