الموضوع: سؤال، واللهم زدنا علما..

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي سؤال، واللهم زدنا علما..

    سؤال..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على رسول الله النبي العربي المبين محمد صلي الله عليه واله وسلم.. والصلاة والسلام على من اتابعهم بإحسان الي يوم الدين..

    السؤال للإمام المهدي حبيب انصاره و للأنصار السابقين الاخيار..

    هل الامام المبين الذي قال عنه الامام المهدي هو الكتاب المبين الذي احصي الله فيه كل شئ، هل ايضاً هذا الكتاب اسمه الزبر.. حيث وجدت في سورة القمر بعد التدبر انه الله احصي كل شئ فيه قال تعالي: {… وكل صغير وكبير مستطر } [53] من سورة القمر..
    او ان الزبر هو الزبور الذي اتاه الله لداوود..
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة مني لكل من ينتظر الفرج والفتح المبين، ومالهم الا واحدة ان يقولوا ربنا اكشف عنا العذاب اننا مؤمنون، واذلة وهم صاغرون.

  2. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20628 من موضوع ما معنى كلمة الزبور؟


    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 -09 - 1432 هـ
    22 - 08 -2011 مـ
    03:12 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=20612

    ـــــــــــــــــــ


    ما معنى كلمة الزّبــور ؟


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
    وخواتيم مباركة عليكم أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار وعلى جميع المسلمين، وأقول: اللهم نعم،
    إنّما الزبور كتابٌ أُنزل على نبيّ الله داوود، ويُطلق على الكتب بشكل عام كلمة الزُّبُر، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧} صدق الله العظيم [الشعراء].


    ويقصد الله تعالى بقوله:
    {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ} صدق الله العظيم؛ ويقصد كتب الأوّلين التي أنزلها على رسلِه، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين ..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 9990 من موضوع ذلكم هو الإمام المبين، وهو ذاته الكتاب المبين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين..


    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 12 - 1431 هـ
    21 - 11 - 2010 مـ
    11:49 مســاءً
    ــــــــــــــــــــ


    ذلكم هو الإمام المبِين، وهو ذاته الكتاب المبِين الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين
    للمقارنة بين البيان الباطل المُفترى وبين بيان المهديّ المنتظَر للذِّكر..


    وما يلي اقتباسٌ من أحد كتب الشيعة :
    اقتباس المشاركة :
    وأما قوله تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) فقد ورد فيها:
    في (معاني الأخبار32 - 33) للشيخ الصدوق:
    حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )).
    وفي كتاب (الغارات 2/894) لإبراهيم بن محمد الثقفي:
    ما رواه محمد بن العباس (ره) عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام وقد تلا هذه الآية (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
    وفي كتاب (شرح الأخبار 1/244) للقاضي النعمان:
    العلا, قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )). قال: هو أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) أوتي الحكمة وفصل الخطاب وورث علم الأولين وكان اسمه في الصحف الأولى وما أنزل الله تعالى كتابا على نبي مرسل إلا ذكر فيه اسم رسوله محمد صلى الله عليه وآله واسمه وأخذ العهد بالولاية له عليه السلام.
    وفي (المزار 218) للمشهدي:
    السلام على أمين الله في أرضه وخليفته في عباده, والحاكم بأمره، والقيم بدينه، والناطق بحكمته، والعامل بكتابه، أخي الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، السلام على صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات، المنجي من الهلكات، الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى: (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
    وفي زيارة أخرى قال (ع): أيها النبأ العظيم السلام عليك يامن انزل الله فيه (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم ))...
    وفي دعاء يوم الغدير كما في (المزار 287): وأشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فانك قلت وقولك الحقّ (( وانه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )).
    وفي (بحار الأنوار23 م2109):
    كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله سائل عن قول الله عز وجل: (( وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: هو أمير المؤمنين.
    كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد عن عيسى عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال: سمعت الرضا عليه السلام وهو يقول: قال أبي (عليه السلام) وقد تلا هذه الآية: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام).
    ودمتم في رعاية الله))
    انتهى الاقتباس
    انتهى البيان الباطل.

    وما يلي بيان الإمام المهديّ المنتظَر بالحقِّ ناصر محمد اليماني :

    بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    {إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى خليفته في ناموس الكتاب من بعده الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام وعلى حكّام المسلمين الصالحين أبي بكرٍ وعمرٍ وعثمانَ
    والصلاة والسلام على كافة الناصرين التابعين للحقِّ إلى يوم الدين..

    ويا معشر الشيعة والسُّنة، ما كان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يتّبع أهواءكم ليرضيكم؛ بل الله أحقُّ بالرضا وإني لرضوان الرحمن لمن العابدين، وجعلني الله حكماً بينكم بالحقِّ فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ من محكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10].

    {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].

    {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44].

    {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [المائدة:48].

    {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١} [النور].

    {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام:114].

    {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩} [المائدة].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} [النمل].

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وهذا أمر الله إليكم أنَّ ما اختلفتم فيه من شيءٍ في دينكم من أحاديث البيان في السُّنة النبويّة فقد أمركم الله بعرض الحديث النبويّ على آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب، فإذا جاء الحديث مخالِفاً لإحدى آيات الكتاب المحكمات فاعلموا أنه لم يقُله محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل من الأحاديث المُفتراة على رسول الله وصحابته الأبرار في سنة البيان، وما كان لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُبيِّن آيةً في كتاب الله فتأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات، وبما أنَّ قرآنه وسنة بيانه من عند الله إذاً حديث البيان في السُّنة الذي يأتي مُخالِفاً لمحكم قرآنه فهو حديثٌ مفترى على النّبيّ جاءكم من عند غير الله ورسوله ومفترى على الرواة من صحابته الأبرار، فلا بدّ لكم أن تؤمنوا أنّ أحاديث سنة البيان هي كذلك من عند الله ولا ينطق عن الهوى بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولذلك أفتاكم الله بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ فأمركم الله بأنّ الحديث النَّبويّ المُفترى على النّبيّ إذا كان من عند غير الله ورسوله فإنه حتماً يأتي مُخالِفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذا حُكم الله بينكم في محكم كتابه تجدون أنَّه أمَرَكم بعرض أحاديث البيان في السُّنة النبويّة على محكم القرآن، وأفتاكم الله أنّ الأحاديث التي جاءتكم من عند غير الله ورسوله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً لكون الحقّ والباطل نقيضين لا يتفقان أبداً حتى يجتمع النور والظلمات، وهل قطُّ اجتمع النور بالظلمات؟ بل إذا أشرق النور فتذهب الظلمات في لمح البصر. وذلك لأنّ أحاديث البيان إنما تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً لعلماء الأمّة، ولا ينبغي لأحاديث البيان أن تأتي مُخالفةً لمحكم قرآنه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [اعرضوا حديثي على القرآن فما وافق القرآن فأنا قلته وما خالف القرآن فليس مني].

    وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إنها تكون بعدي رواةٌ يروون عني الحديث، فاعرضوا حديثَهم على القرآن، فما وافق القرآنَ فخذوا به، وما لم يوافق القرآنَ فلا تأخذوا به].

    وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [سيأتيكم عني أحاديث مختلفة؛ فما جاءكم موافِقاً لكتاب الله ولسنتي فهو مني، وما جاءكم مخالِفاً لكتاب الله ولسنتي فليس مني].
    صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    كون أحاديث البيان لا ينبغي لها أن تخالِف محكم القرآن بل تأتي لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً كما تبيَّن لكم حكم الله في الكتاب والسنة أنّ القرآن هو المرجع فيما اختلفتم فيه من أحاديث البيان، والشرط أن لا يأتي الحديث مخالِفاً لآيات الكتاب المحكمات كونه إما أن يوافِق محكم كتاب الله أو لا يخالفه، وأما ما جاء مخالِفاً لمحكم كتاب الله فكما تبيَّن لكم الفتوى في سنّة البيان الحقّ عن النبي:
    [وما خالف القرآنَ فليس مني]. صدق عليه الصلاة والسلام.

    وكذلك أحاديث سنّة البيان عن أئمّة آل البيت الحقّ الذين يُبيِّنون القرآن للناس بالحقّ فما ينبغي لهم أن يأتوا بالبيان المخالِف لقرآنه ولا لسنّة بيانه عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولسوف نقوم بالتطبيق لأحد الروايات المُفتراة عن أئمّة آل البيت كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم - رحمه الله - قال: حدثنا أبي, عن جدي, عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (( اهدنا الصراط المستقيم )) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام قوله عز وجل: (( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم )) وهو أمير المؤمنين عليه السلام في أمّ الكتاب في قوله عز وجل: {اهدنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمْ}.
    انتهى الاقتباس
    انتهى.
    وأنا الإمام المهدي أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ هذا حديثٌ جاءكم من عند الشيطان الرجيم مُخالِفاً لمحكم القرآن العظيم كون محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يبعثه الله ليهدي الناس إلى صراط الإمام علي بن أبي طالب، فذلك شركٌ بالله ويريدُ الشيطان الرجيم أن يبالِغ الشيعةُ في أبتي الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام حتى يُضِلّهم عن صراط العزيز الحميد وما ابتعث الله كافة أنبيائِه ورسله إلى العالمين إلا ليهدوا الناس إلى الصراط المستقيم، وقال الله تعالى:
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى من يُتَّخَذ الصراط المستقيم سبيلاً؟ والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب لعالِمكم وجاهلكم في قول الله تعالى:
    {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣} [الشورى].

    {مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [هود:56].

    {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام:153].

    {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗوَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١} [آل عمران].

    {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥} [النساء].

    {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتبيَّن لعالِمكم وجاهلكم أنّ الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦} صدق الله العظيم [سبأ].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖفَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩} صدق الله العظيم [المزمل].

    وإنّما محمدٌ رسول الله وكافة المرسلين من قَبله وكافة الأئمة المُصطفين جميعنا ابتعثنا الله لنهدي الناس إلى صراط العزيز الحميد وحده لا شريك له تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّما الصراط المستقيم هو إلى الله وحده وليس إلى أبتي الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، أفلا تتقون؟ فاتبعوني أهدكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚوَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴿٥٣} صدق الله العظيم [الشورى].

    ومن ثم نأتي إلى البيان الباطل من وسوسة الشيطان الرجيم بقولهم في كتاب معاني الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزّ وجل:
    اقتباس المشاركة :
    {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
    قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عز وجل: ((وأنه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)
    انتهى الاقتباس
    انتهى.
    ومن ثم نترك الردّ مباشرةً من الله العزيز الحكيم لكون هذه الآية محكمةً من آيات أمّ الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم تفتيكم عن
    القرآن العظيم أنه منسوخٌ من اللوح المحفوظ عند ربّ العالمين تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فهل هذه الآية تحتاج إلى بيانٍ؛ التي تفتيكم أنَّ القرآن موجودٌ في أمّ الكتاب؟ أيْ: موجودٌ في الكتاب الأصل؛ والكتاب الأصل هو عند الله، ويُسمَّى بالكتاب المكنون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فانظروا لفتوى الله عن القرآن العظيم أنّه تنزَّل من الكتاب المكنون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨} [الواقعة].
    {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [البروج].

    واللوح المحفوظ هو الكتاب المبين الذي كتب الله فيه كُلّ شيء؛ ما كان وما سيكون إلى يوم الدين وما قاله الأنبياء لقومهم من ربهم وما سوف يكون ردّهم على أنبياء الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم [يس:12].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الإخوان الشيعة فيقول: "أفلا ترى أنه يقصد الإمام عليّ بقول الله تعالى:
    {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}؟ إذاً الإمام عليّ يعلم ما كان وما سيكون إلى يوم الدين". ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠} صدق الله العظيم [يونس].

    وكلمة
    { إِمَامٍ } في هذا الموضع من الآيات المتشابهات وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى: {إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم، ولذلك فمنكم من يظنّ أنه الإمام علي بن أبي طالب، وآخرون يقولون بل ذلك هو الإمام المهديّ يحصي كل شيءٍ ويحيط بكل شيءٍ علماً! ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: "ولكني أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أني الإمام المهديّ لا علم لي إلا بما علّمني ربي من بيان آيات الكتاب القرآن العظيم وعلّمني الله أنّ المقصود بكلمة {إِمَامٍ مُّبِينٍ} هو: الكتاب الحَكَم عند ربّ العالمين، ولذلك يُسمَّى (إمام مبين) كونه ينطق بالحقِّ من غير ظلمٍ تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَـٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴿٧١} [الإسراء].

    فما هو الإمام الذي يُدْعَون إليه الأمم؟ وتجد الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ۚكُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [الجاثية].

    أفلا تعلمون أن الكتاب كذلك يُسمَّى:
    (إمام)؟ كون الله أمر الناس باتِّباع كتابه، وقال الله تعالى: {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    وأمّا قول الله تعالى:
    {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين} صدق الله العظيم [يس]، فذلك الكتاب الحَكَم من ربّ العالمين ينطق بالحقِّ بين المختصمين ولذلك يُسمَّى إماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وذلك لأن الكتاب الذي أحصى الله فيه جميع أعمال خلقه في علم الغيب من قبل أن يخلقهم قد جعله الله الحَكَم بين المختلفين؛ فما خالفه فهو باطلٌ كون العصاة ينكرون أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقال:
    {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بالحقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو الإمام المبين وهو ذاته الكتاب المبين، الكتاب الأمّ لدى ربّ العالمين الذي أحصى الله فيه كُلّ شيءٍ؛ ما كان وما سيكون إلى يوم الدين ثم كتب ما كان وما سيكون من الأحداث الصُّغرى والكُبرى وتقدير الأرزاق لكلّ دابةٍ في الأرض سواءٌ تكون نملةً تدبّ - وكل ما يَدِبُّ على الأرض - أو إنساناً أو طائراً يطير بجناحيه؛ قدّر أرزاقهم جميعاً بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور من الحبوب وغيرها إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ثم استنسخ فيه عِلم غيب أعمال عبيده أجمعين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ ﴿١٢} صدق الله العظيم [يس].

    وذلك لأنّ أصحاب النار جميعاً سوف يرفع كلّ واحدٍ منهم قضيةً على ما كتبه عليه الملك عتيد؛ فيُنكِرون جميعاً ما عملوه من السوء ويبدأون في الإنكار من بعد موتهم مباشرةً ويوم القيامة وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [النحل].

    والإنكار منهم حدث مباشرةً من بعد موتهم حين توفّاهم الملك عتيد ومساعده الملك رقيب فأنكروا جميع أعمال السوء التي كتبها عليهم الملك عتيد وقالوا:
    {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} ومن ثم ردَّ عليهم الملك عتيد والشاهد على براءته من الإفك الملك رقيب ردّوا على المُنكِرين لأعمال السوء التي كتبها الملك عتيد وقالوا: {بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، بمعنى أنهم ردّوا الحُكم إلى علّام الغيوب الذي عَلِم المُستقدِمين من عباده وعَلِم المستأخِرين وعَلِم بما سوف يعملون في عِلْم الغيب من قبل أن يخلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ﴿٢٣وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ﴿٢٤} [الحجر].

    حتى إذا جاءوا ربَّهم يوم الدين وهم: السائق وخصمه والشاهد، فأما السائق فهو المَلَك عتيد يسوق خصمه الإنسان إلى الله ليحكم بينهما هل ظلم عتيدٌ الإنسانَ في شيءٍ وكَتَب عليه ما لم يفعل؟ وأمّا الشاهد فهو الملَك رقيب كونه كان حاضراً حين فَعَل الإنسانُ السوءَ غير أنه ليس مُكلَّفاً بكتابة أعمال السوء ولذلك أصبح دوره شاهداً بالحقّ. ولكنّ الإنسان من الذين ظلموا أنفسهم يُنكِر ما كتبه عليه الملك عتيد من السوء وكذلك يطعن في شهادة الشاهد الملك رقيب، ومن ثم يُخرِج الله الكتاب المُبين كتاب علم الغيب الذي يخصّه سبحانه وتعالى علواً كبيراً وقال الله تعالى:
    {هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الجاثية].

    وبما أنَّ العبيد أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الملَك عتيد وشاهده رقيب لم يظلموهم شيئاً حتى إذا وضع الله كتابه تنزَّل من ذات العرش لكي تتمّ المُطابقة بين ما فيه من علم الغيب للأعمال وبين ما في كتاب الملك عتيد؛ وبما أن أصحاب أعمال السوء يعلمون أنَّ الحَفَظَة لم يظلموهم شيئاً ولذلك فهم مُشفِقون في أنفسهم ممّا فيه وقال الله تعالى:
    {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنما قال المجرمون ذلك في أنفسهم ولم تنطق به ألسنتهم بل قالوا في أنفسهم:
    {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، ولكنهم لم يجدوا غير الاستمرار في الإنكار أنهم لم يعملوا شيئاً من السوء فيحلفون بالله لله ظنّاً منهم أنَّ الذي كتب ذلك الكتاب المُبِين إنما هو ملكٌ آخر كمثل الملك عتيد فلم يعلموا أنَّ الذي كتب الكتاب المُبِين أنّه الله علام الغيوب الذي علِم بما سوف يفعلون من السوء من قبل أن يفعلوه، وبما أنّهم لا يعلمون أنّ الكتاب المبين يختصّ بالله طعنوا في صحته وحلفوا لله بالله. وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٨} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم يزداد غضب الله عليهم فيختِم على أفواههم لتتكلّم أيديهم وأرجلهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقال الله تعالى:
    {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [يس].

    ومن بعد أن تشهد عليهم أطرافهم فهُنا يئِسوا من أنهم يستطيعون الاستمرار في الإنكار ثم يُطلِق الله أفواههم لكي يُخاطبوا أيديهم وأرجلهم وجلودهم وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّـهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثم خاطبهم الله تعالى وقال علّام الغيوب:
    {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّـهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [فصلت].

    ومن ثم يَصدر الأمر من الله الواحد القهار إلى الملكين الموكلين بالإنسان من البداية إلى النهاية وهم رقيب وعتيد؛ ثم يقول الله للملك عتيد والملك رقيب:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [ق].

    ولكن الشيطان لا يزال في جسد ذلك الإنسان، فهما روحان في جسدٍ واحدٍ فهم في العذاب مشتركون ففزع الشيطان قرين الإنسان حين سمع الرحمن أصدر الأمر إلى الملكين عتيد ورقيب:
    {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦} صدق الله العظيم، ومن ثم نطق الشيطان قرين ذلك الإنسان مُحاوِلاً تبرئة نفسه وقال الله تعالى: {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴿٣٤لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ ﴿٣٦إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [ق].


    ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه عن الصراط المستقيم في الحياة الدنيا:
    {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} [الزخرف:38]، وذلك لأنه مسٌّ في جسده متلازمان فهم في العذاب مشتركون، ولا نقصد مسوس المرضى الذين يُمرِضهم الشياطينُ الذين ابتلاهم الله من المؤمنين فلا نقصد هذا النوع من المسّ؛ بل يقصد الله مسّ التقييض بسبب الغفلة، ولا نقصد به مسوس المرضى على الإطلاق من المؤمنين الذين تؤذيهم مسوس الشياطين؛ بل نقصد مسَّ تقييضٍ وهو الشيطان الذي يُقيِّضه الله للإنسان الذي يُعرِض عن ذِكره فيعيش في غفلةٍ عن ذكر ربه. وقال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان:
    {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}، وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [ق]، اللهم قد بيّنت اللهم فاشهد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    مُعلِّم البيان الحقّ للقرآن بالقرآن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    كفيت ووفيت اخي حسين الفلسطيني جزاك الله خيرا

المواضيع المتشابهه
  1. إمامنا الكريم زدنا بيانا عن التسبيح معناه الحقيقي وفوائده
    بواسطة فتيحة المشيشي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-04-2022, 05:05 PM
  2. زدنا علما إمامي الحبيب
    بواسطة عبدالرزاق السوري في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 75
    آخر مشاركة: 22-02-2022, 07:18 AM
  3. امامنا الكريم زدنا علما عن اوميكرون
    بواسطة فتيحة المشيشي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 04-12-2021, 08:19 PM
  4. [ سؤال ] زدنا علماً يا إمام العالمين عن هذين السؤالين..
    بواسطة فؤاد الطشي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 14-09-2014, 04:26 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •