الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 06 - 1430 هـ
11 - 06 - 2009 مـ
02:54 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين النبيّ الأمّي الأمين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
وصدق الحسين بن عمر مُشرف طاولة الحوار في فتواه أنّ المُسلمة ذكرٌ سجّل في طاولة الحوار بثوب الأنثى؛ ذلك (علم الجهاد) من اليهود من شياطين البشر الذي يُريد أن يصدّ المُسلمين عن دعوة المهديّ المنتظَر للمُسلمين والنصارى واليهود بالاحتكام إلى كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف ويحاجّ الناس بالبيان الحقّ للذكر حجّة الله على البشر وحجّة المهديّ المنتظر وإنّي على إلجامه بالحقّ لجديرٌ بإذن الله العلي القدير حتى ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً..
ويا (علم الجهاد) الشرير من شياطين البشر من ألدِّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر ذلك لأنّك من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر والمكر فاتّخذت إيمانك جُنّة لتُصدّ عن البيان الحقّ للذكر؛ ذلك (علم الجهاد) الشرّير الذي سيمسخهُ الله الواحد القهار قريباً إلى خنزيرٍ ليجعلهُ عبرةً لمن يعتبر ومن آيات التصديق للمهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
وإنّي المهديّ المنتظَر أُدعو إلى سبيل الله الواحدُ القهار بالحكمة والموعظة الحسنة في الحوار إلا مع شياطين البشر فأولئك ستجدون المهديّ المنتظَر ناصر محمد غليظاً عليهم في الحوار فلا استخدم الحكمة في الحوار معهم كأمثال (علم الجهاد) الذي أتى إلى طاولة الحوار يرتدي ثوب الأنثى وهو ذكرٌ كما يُظهر الإيمان ويُبطن الكُفر والمكر ليصُدّ المُسلمين عن البيان الحقّ للذكر، وما يلي اقتباس من فتوى (علم الجهاد) الذي يقول: ((انتهينا من النقطه الاولى وخلاصتها ان صاحب علم الكتاب هو الله وحده))، وهدفه من هذه الفتوى يريد فتنتَكم عن الدعوة الحقّ إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنّهُ لا يعلمُ ما في كتاب الله إلا الله وحده لكي يقول الباحثون عن الحقّ: "إذاً ليس لنا إلا اتّباع السُنّة النبويّة وحسبُنا ذلك"، ثم يضلّهم (علم الجهاد) بكُل ما خالف لمحكم القرآن من الأحاديث والروايات الموضوعة في السُنّة النبويّة. أفلا ترون أنّ (علم الجهاد) من شياطين البشر يُريد أن يصدّ عن دعوة المهديّ المنتظَر بدعوة الاحتكام إلى مُحكم الذكر القرآن العظيم وعلم الجهاد من شياطين البشر من اليهود من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى مُحكم كتاب الله القرآن. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وبما إنّي المهديّ المنتظَر أدعو كافة المُسلمين والنّصارى واليهود المُختلفين في الدين إلى الاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف حجّة الله على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحجّة الله على المهديّ المنتظَر وحجّة الله على الناس أجمعين . تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿43﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴿44﴾} صدق الله العظيم [الزخرف:44].
وذلك لأنّ الله حفظ حُجّته على العالمين القُرآن ذي الذكر من تحريف شياطين البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].
والذِّكر الحكيم رسالة الله المحفوظة من التحريف إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم ليستمسِكوا بمُحكم الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم فيهديهم الله به إلى الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وما هو بقول شيطان رجيم (25) فأين تذهبون (26) إن هو إلا ذكر للعالمين (27) لمن شاء منكم أن يستقيم (28)} صدق الله العظيم [التكوير].
ولكنّ علم الشيطان الرجيم الذى أتى طاولة الحوار في ثوب الأنثى وهو ذكرٌ يُريد أن يصدّكم عن دعوة المهديّ المنتظَر بالاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف بحجّة أنهُ لا يعلمُ ما في كتاب الله إلا الله وهذه هي الحكمة الخبيثة من (علم الجهاد) في ثوب الأنثى من فتواه للمُسلمين المُتكررة في بيانه بقوله: ((اذن خلاصة هذه النقطه ان صاحب علم الكتاب من انزله هو الله تعالى الواحد الاحد الفرد الصمد))، ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظر الحقّ من ربكم وأقول: إنّ الله قد جعل الردّ عليك يا عدو الله في مُحكم الذكر الحكيم. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم [الرعد].
أفلا ترون يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ الشاهد عبدٌ من عباد الله الصالحين الذي يؤتيه الله علم الكتاب القُرآن العظيم ليُحاجّ الناس بحقائق الآيات العلميّة بكافة أسرار القرآن العظيم الذي كذّب به الكُفار في عصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وقال الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا}، ثم ردّ الله عليهم بالحق وقال لنبيِّه أن يقول لهم: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم.
والسؤال إلى (علم الجهاد) المُعاند بغير الحقّ وإلى كافة الأنصار السابقين الأخيار في قول الله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم. والسؤال هو: مَنْ الشاهد الذي عنده علم الكتاب المُعطوف على شهادة الله أنّهُ الحقّ؟ وذلك لأنّ هذه الآية مُحكمة: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} ثم قال: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم! قاتلك الله يا عدو الله وفضحك الله وقد يزعم الجاهلون أنّ (علم الجهاد) ينطق بالحقّ حين أفتاكم بقوله: ((اذن خلاصة هذه النقطه ان صاحب علم الكتاب من انزله هو الله تعالى الواحد الاحد الفرد الصمد))، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ الحقّ وأقول: يا سُبحان الله فهل لديك شكٌ أنّ الله أحاط بكُل شيءٍ علماً؟ فهذا لا جدل فيه بل نقطة الحوار في الشاهد الآخر هو الذي آتاه الله علم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم، وبما أنّ الله واحدٌ {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ}، ثم أضاف العبد الشاهد الذي يؤتيه علم الكتاب القرآن العظيم وقال: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} صدق الله العظيم.
أفلا ترونَ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ المُسلمة الذكر في ثوب الأُنثى أحدُ شياطين البشر من ألدِّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر؟ وأرجو من الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن تكون من أوّل آيات المسخ قريباً للذين يعرضون فيصدون عمَّا أنزل الله وهم يعلمون إنّهُ الحقّ من ربِّهم من الذين يقولون سمعنا وعصينا ويحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه ويريدون أن يُضِلوا الأمّة عمّا أنزل الله في القرآن العظيم ومنهم (علم الجهاد) وأفتاكم الله في شأنه إنه: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم [النساء].
فهل تعلم يا علم الشيطان الرجيم ما يقصد الله بقوله: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم، وأنت تعلم ماذا فعل الله بطائفة من اليهود من أصحاب السبت فلعنهم الله بكُفرهم وقال الله: {كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:166].
وقد مضى وانقضى مسخ طائفةٍ منكم من أصحاب السبت إلى قردة خاسئين وبقي المسخ إلى خنازير. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:60].
والمسخ إلى خنازير يكون في عصر المهديّ المنتظَر للذين يصدون البشر عمَّا أنزل الله ويقولوا سمعنا ظاهر الأمر فيظهرون الإسلام ويبطنون الكفر والمكر ضدّ دعوة المهديّ المنتظر بالاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم بحجّة إنّه لا يعلم بكتاب الله سوى الله الذي أنزله برغم أنّهم يقولون إنّهم به مؤمنون ولكنّهم لو يكفرون بالقرآن ظاهر الأمر لانكشف أمرهم ولكنّهم يدعونكم إلى ترك الاحتكام إلى القرآن العظيم كتاب الله بحجّة إنّه لا يعلم عمّا جاء في كتاب الله إلا الله الذي أنزله لذلك لا داعي للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، فذلك ما يبغيه (علم الجهاد) لأنّهم لا يستطيعون أن يصدّوا الناس عن طريق تحريف القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه في عصر تنزيله على محمدٍ رسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا من خلفه من بعد موته لتحريف القرآن وجعله الله هُدى ورحمة للمؤمنين ولكن علم الشيطان الرجيم للقرآن العظيم لمن الكارهين، ويريد أن يفتيكم إنّه لا يعلم بكتاب الله إلا الله وذلك حتى يستطيعوا أن يصدّوكم بكل ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم عن طريق الأحاديث والروايات الموضوعة في السنة النبويّة، وهيهات هيهات أقسمُ بربي الله الواحد القهار الذي أحيا عبده بالقرآن العظيم وجعله نوراً لعبده يمشي به في الناس فيكون سلاح عبده كالسيف البتار فأبتر بمحكمه ألسنتكم بالحقّ المُهيمن والمُلجم للذين يصدّون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كأمثال (علم الجهاد) الذي يُظهر الإيمان ويبطن الكُفر والذي كُل ما تمّ طرده من طاولة الحوار عاد الكرّ من بعد الحظر باسم آخر، وسبب طرده وحظره ليس عجزاً عن حوار شياطين البشر! فوالله لا قِبَل لهم بحوار المهديّ المنتظر ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، ولكنّ سبب طردهم لأنّه يوجد من بين أصحاب المهديّ المنتظر سمّاعون لهم كما كان يوجد من بين صحابة محمد رسول الله سمّاعون لهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم[التوبة:47].
ولكنّ علم الشيطان الرجيم مُستمر في الإصرار فيعاود باسم آخر ثم يكتشفه الحسين بن عُمر، وأما المهديّ المنتظَر فيكتشفه من خلال منطق الحوار ثم يتم طرده ومن ثم يعاود باسمٍ آخر ثم نكتشفه فيُزجر ثم يعاود باسمٍ آخر ثم نكتشفه فيُزجر وها هو عاد إلى طاولة الحوار مُرتدياً ثوب الأُنثى باسم (المُسلمة) وهو ذكَر مثلما يُظهر الإيمان ويُبطن الكُفر، وخلاصة الأمر أفلا تتفكرون يا معشر الأنصار السابقين الأخيار لماذا هذا الإصرار من (علم الجهاد) من شياطين البشر ألدّ اعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر على المُشاركة في طاولة الحوار بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ؟ فأقسمُ بالله فالق الحَبّ والنوى مُخرج الحي من الميت ومُخرج الميت من الحي أنّ سبب إصرار (علم الجهاد) بالمُشاركة في طاولة الحوار لأنه يؤمن أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر وإنّ درجة إيمانه بأنّي المهديّ المنتظر كدرجة إيماني بأنّي المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين وسوف يستمر بطول عصر الحوار تجدوه لا يزال مُصراً على أن يكون عضواً في طاولة الحوار يلقي البيان تلو الآخر، وإنّما ذلك من (علم الجهاد) جهاداً للصدِّ عن البيان الحقّ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بالبيان الحقّ للذكر وذلك سبب الإصرار من علم الشيطان الأشِر يُريد أن يردّ الأنصار من بعد إيمانهم بالبيان الحقّ للذكر كافرين وذلك ما يبغيه من الاستمرار بالمُشاركة في طاولة الحوار، وقد حذّركم الله من المؤمنين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر وأمركم أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} صدق الله العظيم [آل عمرآن].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثني عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)} صدق الله العظيم [المائدة].
ويا (علم الجهاد) أقسمُ بالله العلي العظيم إنّك تعلم علم اليقين إنّي المهديّ المنتظر الحقّ من ربِّك ولكنّ مُشكلتَكم أنّكم يئِستُم من رحمة الله كما يئِس الكُفار من أصحاب القبور ولذلك تريدون أن نكون معكم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء}صدق الله العظيم [النساء:89].
وإنّما سبب غِلظتنا عليهم لأنّي أعلم إنّ البيان الحقّ إنْ تبيّن لهم أنه الحقّ من ربِّهم فسوف يزيدهم رجْساً إلى رجسِهم لأنّهم لن يتّخذوه سبيلاً فهم للحقّ لمن الكارهين كما بيّن الله لكم فيما يلي من الآيات المُحكمات في شأنهم:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{الم ﴿١﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿٣﴾وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥﴾إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴿٦﴾ خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٧﴾ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَـٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿١٤﴾ اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿١٦﴾مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّـهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٧﴾ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿١٨﴾ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّـهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩﴾ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٠﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٢﴾ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّـهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٣﴾ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤﴾وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٩﴾وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأوجّه سؤالاً إلى كافة أولي الألباب المُتدبِّرين لآيات الكتاب، فمَنْ الذي سوف يهدي الله به النّاس أجمعين ويضلّ به كافة الشياطين من الجنّ والإنس؟ ذلك هو المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره، فأما الذين آمنوا منكم فسيعلمون إنه الحقّ من ربهم وأما شياطين البشر الذين يكفرون بالبيان الحقّ للذكر وهم يعلمون إنه من عند الله فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً؟ وها نحن بيّنا ماذا أراد الله بهذا مثلاً لقوم يؤمنون فتدبروا وتفكروا الحقّ من ربكم.
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَستَحْىِ أَن يَضرِب مَثَلاً مَّا بَعُوضةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ كفَرُوا فَيَقُولُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كثِيراً وَ يَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَ مَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَسِقِينَ(26) الَّذِينَ يَنقُضونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَقِهِ وَ يَقْطعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصلَ وَ يُفْسِدُونَ فى الأَرْضِ أُولَئك هُمُ الْخَسِرُونَ(27)} صدق الله العظيم [البقرة].
أولئك يعبدون الطاغوت وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم ويريد أنْ يقول إنّه الله! ولن ينجو من فتنة الدجال إلا من صدق بصفات الله الأزليّة والأبديّة في الأولى والآخرة. وفيما يلي من الآيات المُحكمات في ذكر صفات ذاته: {وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٦﴾ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴿١٠٧﴾ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٠٨﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّـهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٩﴾ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿١١٠﴾ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا أيها المُسلمين والناس أجمعين، عليكم بالاعتصام بحبل النجاة ذي العروة الوثقى لا انفصام لها، فلا تستمسكوا بخيط العنكبوت فإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت. وكمثل حزب الطاغوت الملك هاروت وقبيلهِ ماروت وأوليائِهم من شياطين البشر كمثل (علم الجهاد) ومن كان على شاكلته ملعونين أينما ثُقِفوا أخذِوا وقُتِّلوا تقتيلاً إلا أن يتوبوا من قبل أن نقدر عليهم فإن الله لغفورٌ رحيمٌ.
ويا معشر المؤمنين اعتصِموا بحبل الله القرآن العظيم البُرهان الحقّ. وقال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
فهل تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم أنْ تعتصِموا به؟ إنّه القرآن العظيم أمركم الله أن تستمسِكوا به فتكفروا لما خالف لمحكم البُرهان من ربكم إليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَـأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً (174) فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ مَّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَطاً مُّسْتَقِيماً (175)} صدق الله العظيم [النساء].
وأما درجة المهديّ المنتظر العلميّة، فقال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} صدق الله العظيم [المجادلة]. إذاً هذا شيء يختصّ بتقسيمه الله وليس علَم الشيطان الرجيم من يُقسِّم رحمة الله ولا الناس أجمعون.
وأنا أولى منك بجدّي بالحُبِّ والقُرب والاتِّباع وليس الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين فذلك شركٌ بالله وعلى الله يتنافس الصالحون المُقربون من الأنبياء والرسُل والصالحون فيبتغون إليه الوسيلة أيُّهم أحبّ وأقرب وإنّما الرُسل والأنبياء عبادٌ أمثالكم يتنافسون على ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، ولكنّكم جعلتم الله حصرياً لهم من دون الصالحين ولذلك تتّخذونهم وساطةً بين العباد وربّ العباد فأشركتم بالله. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فنافسوا المهديّ المنتظَر في الحُبّ والقُرب من الله ونافسوا جميع الأنبياء والمُرسلين في الحُبِّ والقرب من الله، فأن رأيتم أنه لا يجوز فقد أشركتم بالله والحُكم لله وهو خير الفاصلين. وإنما أدعوكم أن تعبدوا الله وحده وتكفروا بشفعائكم بين يدي الله فاتّقوا الله واتّبعوا دعوة الحقّ خيرٌ لكم يا معشر المُسلمين، ونافسوا المهديّ المنتظَر في حُّب الله وقُربه وتسابقوا على الخيرات وابتغوا إلى الله الوسيلة أيُّكم أحبّ إلى الله وأقرب، فإن قلتم إنّه لا يجوز لنا فلا يحقّ أن يتنافس على الله أيُّهم أحبّ وأقرب إلا المُرسلين فقد أشركتم بالله والإشراك بالله ظُلم عظيم، وإنّما الأنبياء والمُرسَلون عبادٌ أمثالكم خلقهم الله لعبادتهِ كما خلقكم لعبادتهِ وفضّلوا محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على أنفسكم في الدُنيا وفي الآخرة في الدّرجات الماديّة تفضيلاً طمعاً في المزيد من حُبِّ الله وقربهِ إن كنتم تعبدون الله كما ينبغي أنْ يُعبد فلا تشركوا بالله شيئاً، وأمّا (علم الجهاد) وإنّما يسعى لفتنتِكم وسوف نتركه في طاولة الحوار إلى ما يشاء الله، ومثل المهديّ المنتظر كمثل طالوت ومثل (علم الجهاد) كمثل نهر الفتنة، وأريد غربلة الأنصار. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} صدق الله العظيم [آل عمرآن:179].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)} صدق الله العظيم [آل عمران].
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٣٢﴾هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿٣٣﴾} [التوبة].
وقال الله عزَّ وجل: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)} صدق الله العظيم [الصف].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
العدو اللدود لكافة شياطين البشر اليهود؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ