الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين .
أنصار الامام ناصر محمد اليماني يفتحون حوارا مع علماء الأمة
عن معنى النعيم المذكور في سورة التكاثر وهدفنا اجماع أمر المسلمين وتوحيد كلمتهم بالحق
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم
قال تعالى :
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ
كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ
ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر أي حتى قضى عليكم الموت ولم تعتبروا حتى رأيتم الجحيم يقينا حينها
ستسألون عن النعيم
قد يقول القائل أن هذا النعيم يعني الأرزاق الحسية ، وقد يعتبر البعض غلوا أن النعيم يعني رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وقد يعتقد البعض أن النعيم يعني أهل بيته ولكن لا هذا ولا ذاك ولا حتى ما جاء في
حديث ابن حبان في ظروف معينة وخاصة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم -نعم ستسألون من هذا النعيم -
والله تعالى أكرم من أن يرزق عبده ثم يسأله عن متاع زائل وهو الذي خلقهم ورزقهم ولم يخص منهم المؤمن
دون الكافر .
لأنهم سألوا عن شيء يعرفونه تمام المعرفة ، فلقد أشهدهم الحق في مشهد عظيم وملك كبير
ألست بربكم قالوا بلى
أشهدهم الحق قبل خلقهم اذن فهو نعيم تعرفه الأرواح وهو سر خلقهم
وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون
فما دامو مستغرقين بمعرفتهم رب هذا النعيم وشهود ربهم فهم في استرواح ومحبة على من من عليهم بنعيم
الطاعات فيحبون رضوانه ، فالرضوان من العبادات العرفانية وهو مبدأ كل سعادة وابتهاج وكرامة وسرور
وهو غاية المحبين ومنتهى أمنية الراغبين فتنشرح صدورهم بأنوار التأييد .
ولازالوا معظمين صفات ربهم فهم مستغرقون في شهود ربهم وشهود عظمة ربهم الذي كشف لهم من
من غير واسطة عظيم صفة الرضوان وبشرهم برضوانه في عزيز خطابه .
واتباع الرضوان ومحبة الرضوان وابتغاؤه وطلبه بجد مركوز في طبائع العباد وهذا فيه دليل أقوى أن العبادات
العرفانية أعظم وأجل ورضوان الله أصل لجميع الخيرات باتباع ما يرضي الله وما يحقق نعيم رضوانه ولكل
العابدين وكل على شاكلته يبتغي الفضل والرضوان والهدى هدى الله فالعبد يرجو رحمة الله ويرجو أن يكون من الفائزين ويرجو أن يكون من المقربين
والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم
فكانوا السباقين الى رضوان الله وهم درجات عند الله
أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه
ونجد ما يقرب الى هذا القول
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله
قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا
فكل يعمل على شاكلته ليكون من الفائزين بفضل الله العظيم ، فسبحانه هو العدل الحكيم جعل من العبادات العرفانية تخفيفا للشرائع فيعرفوه فيتقرب اليه العابدون ليكونوا من الفائزين وهنا تتجلى عظمة الله وقدره في عزيز خطابه :
ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
أليس الاسلام رحمة الله للعالمين ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث الرحمة للعالمين ، ومهما كان عمل العباد فهو لا يكافئ ما وهب الله من نعم سبحانه فهو الغني الحميد وانما الأشياء برحمة الله ولقد خلقهم ولم يكونوا شيئا ووعد كل من
يبتغي بجد وجهه بقوله تعالى
ولسوف يرضى
وهذا وعد بالثواب الجزيل ومن جوامع الكلم التي يندرج تحتها كل ما يرغب فيه الراغبون والعابدون والمحبون العارفون .
فما ألهاهم عن هذا النعيم ، وهذا النعيم مطلقا هو نعيم الأرزاق الحسية ونعيم الطاعات والعبادات العرفانية ويحقق
أعلى الدرجات وبشر به الحق في عزيز خطابه من غير واسطة
تخفيفا للشرائع والذي فيه سر خلقهم فأرواحهم تعرفه روحا وريحانا وبه تنال أعلى الدرجات فكان حقا
أن يسألوا عنه وما هو بنعيم الأشباح الزائل بل هو نعيم الأرواح، والسؤال في مقام التوبيخ حيث غفلوا وتلهوا عن النعيم حتى قضى عليهم الموت وكان بين أعينهم تخفيفا من الله يجدوه روحا فمن ييأس من روح الله الا القوم الكافرون فلا يأس بمحبة الرضوان ، والله تعالى
ما يفعل بعذابهم ان هم آمنوا وشكروا لأنعم الله ولو شاء لهداهم أجمعين بمعرفة قدره العظيم
بصفاته الرحيمية والرضوانية .
ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
فمن يجيب من علماء أمة الاسلام الأفاضل ؟