- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 08 - 1429 هـ
03 - 08 - 2008 مـ
03:11 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يدعو جميع علماء السُّنة والشيعة للحوار ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، السلام علينا وعلى جميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..
ويا معشر جميع علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء الفرق الإسلاميّة المُختلفين في دينهم، إني أنا المهديّ المنتظر أدعوكم إلى طاولة الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور، ولم أتيكم بدينٍ جديدٍ بل أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف محكم كتاب الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وأشهد أني المهديّ المنتظَر الحقّ رحمة الله الشاملة إلا من أبى ولم يتبع الحقّ، ولا تزالون تجادلون في شأن الاسم وصدق محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النفي لتسمية المهديّ المنتظَر بغير اسم الصفة (المهدي المُنتظر) وقال عليه الصلاة والسلام: [من سماه فقد كفر] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.
وها أنتم يا معشر السُّنة والشيعة أول من كفر بشأن المهديّ المنتظَر وتجادلونني في الاسم ولم يجعل الله الحجّة في الاسم بل في العلم، فلنفرض بأنّه قد نزلت في القرآن آيةٌ تخبركم باسم المهدي المنتظر فقال الله لكم بأنّ اسم المهدي المنتظر (محمد) لقلت لكم أنا محمد في الكتاب وأنا ناصر محمد كما قال محمد رسول الله للمُنكرين من النّصارى حين قالوا بأنّ النّبي الذي يبعثه الله من بعد عيسى عليه الصلاة والسلام بأن اسمه (أحمد) وأنت اسمك محمد، ومن ثم ردّ عليهم النّبي عليه الصلاة والسلام وقال أنا أحمد في الكتاب وأنا محمد ولم يجعل الله حُجتكم علي يا معشر النّصارى في الاسم بل في العلم المصدق لما معكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولكنكم يا معشر السُّنة والشيعة إنكم لتصدُّون عن الحقّ الذي جاء به محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بتمسككم بحجّة الاسم، فهل تريدون أن تجعلوا للنصارى سلطاناً على التكذيب بالقرآن فيقولون إن اسم النّبي الذي يأتي من بعد المسيح عيسى ابن مريم اسمه (أحمد) ومن ثم يزدادون كفراً بما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ أفلا تعلمون يا معشر المسلمين والنّصارى ما هي الحكمة بأن يجعل الله لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- اسمين مُختلفين (أحمد) وكذلك (محمد)؟ وذلك لكي تعلموا بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم. ولذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}صدق الله العظيم [آل عمران].
وكذلك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أقول: بأنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم برغم أنّ الله جعل للمهديّ المنتظَر ثلاثة أسماء وليس اثنين فقط بل ثلاثة وكلّ اسمٍ يحمل في باطنه حكمةً بالغةً، وهي:
1- المهدي المنتظر : ويحمل صفة الهُدى فيهدي به الله النّاس أجمعين.
2- عبد النّعيم الأعظم : ويحمل للمهديّ المنتظَر صفة العبوديّة، فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فتمنّى الفوز بالدرجة العالية لتكون وسيلةً لتحقيق الغاية ليهدي النّاس أجمعين إلى الصراط المستقيم حتى يتحقق نعيمي الأعظم فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسِّراً على عباده الذين ظلموا أنفسهم بعدم تصديق الرُّسل فأهلكهم الله، حتى إذا أهلكهم فيقول الله في نفسه قولاً لا تسمعه ملائكته ولا جميع من في سماواته وأرضه.
أرأيتم لو عصى الولد أمَّه فلم يُطِع لها أمراً لمدة مائة عامٍ ومن ثم مات فرأته أمَّه يتعذب في نار جهنّم، فحتماً لن تشمت بولدها وسوف تقول (يا حسرةً على ولدي)، فأنتم تعلمون كم مدى العظمة في حسرة هذه الأمّ على ولدها العاق فما بالكم بعظمة الحسرة في نفس من هو أرحم بولدها منها! ذلكم الله أرحم الراحمين.
ولربّما يودّ الكاشف أو غيره أن يُقاطِعني فيقول: "مهلاً مهلاً سبحان الله أن يتحسر! وعلى أن يتحسر على الكافرين". ومن ثم يَردّ عليه الخبير بالرحمان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: بلى إنَّ الله يتحسَّر على عباده الكافرين الذين أهلكهم بسبب التكذيب لرسل ربّهم فيقول قولاً في نفسه لا يسمعه من عنده من الملائكة المقرّبين ولا يسمعه جميع من في سماواته وأرضه ولا يسمعه الخلائق أجمعين، ولكن الخبير بالرحمان المهديّ المنتظَر يعلم بهذا القول في نفس الله وأعلم بعظمة مداه في نفس أرحم الراحمين.
وإليكم السلطان لهذا القول في نفس الله وقد جعل الله هذا القول قولاً محكماً واضحاً وبيَناً في القرآن العظيم لو كنتم تتدبرون، وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ(31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
وعلِم بذلك المهديّ المنتظر وقال: قد علمتُ عظيم تُحسِّر جدّي محمد رسول الله على الأمّة حتى كاد أن يُذْهِبَ نفسه حسرات عليهم خشية أن يهلكهم الله فيدخلهم نار جهنّم، فكيف بتحسِّر من هو أرحم من محمدٍ رسول الله بعباده الله أرحم الراحمين؟ فكيف بتحسُّرِه عليهم إذا أهلكهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم بتكذيب رسل ربّهم حتى إذا كذّبوا رسل الله فيدعو الرسل على قومهم ثم يُجيبهم الله تصديقاً لوعده إن كذبّوا بالحقّ فيهلكهم ومن ثمّ يقول فور إهلاكِهم: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كلّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ومن أجل ذلك فإنّ الخبير بالرحمن المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم قد حرّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يُحقِّق له الله النّعيم الأعظم من ذلك وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولكنّه حال بيني وبين تحقيق نعيمي الأعظم جميع الأمم من البعوضة فما فوقها كلّ ما يَدِبُّ أو يطير فأهديهم بإذن الله إلى الصراط المستقيم فيدخلهم الله في رحمته أجمعين فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمنوا فَيَعْلَمُونَ أنّه الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلا الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكنتم أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ ترجعونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة].
ولذلك جعل الله اسمي في الكتاب (عبد النّعيم الأعظم)، وهذا الاسم جعل الله فيه صفة العبوديّة لله وذلك لأني أعبد رضوان نفسه تعالى حتى يكون هو راضياً في نفسه، وذلك هو النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم ولكن أكثر النّاس لا يعلمون، وذلك هو اسم الله الأعظم جعله الله صفة رضوان نفسه على عباده ورضوان نفس الله نعيماً أعظم وأكبر من نعيم الجنّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالدّين فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].
وذلك هو النّعيم الذي جعل الله فيه الحكمة من خلقكم وأكثركم عنه غافلون، فألهَتْهُمُ الحياةُ الدُّنيا ولم يخلُقْهُمْ من أجلها حتى تكون غايتهم ومنتهى أملهم وعن الحكمة من خلقهم سوف يسألهم عن تحقيقها. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم (8)} صدق الله العظيم [التكاثر].
وقد علمّناكم بأنّ: النّعيم هو حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله صفةً لرضوان نفسه، ولذلك خلقكم لتعبدون رضوان نفس ربّكم، ولكن أكثركم لا يعلمون بأنّ ذلك هو الهدف من خلقكم وعنه سوف تُسألون إنْ أَلهَتْكُم عنه الحياة الدُّنيا.
ويا معشر علماء الأمّة، لقد جعل الله الهدف من خلقكم بيِّنٌ وواضحٌ في سورة التكاثر ولكنّ الُمفسِّرين منكم الذين تدعوني لاتِّباعهم قد حرَّفوا هذه الآية السورة عن موضعها المُراد، والمقصود بتحريفهم للمعنى بغير علمٍ فمنهم من قال بأنّ معنى قول الله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعيم (8)} [التكاثر]، بأنّه الأسودان التمر والماء، وجاء بحديث مفترى مصدق لتفسيره عن محمد رسول الله! وحاشا لله أن يقول ذلك محمد رسول الله، فهل خلقكم الله من أجل التمر! والماء قاتلهم الله أنى يؤفكون؛ بل كُلٌّ أتى له بتفسير وأتى بحديث عن محمد رسول الله كذِباً من الأحاديث المفتراة مصدقاً لتفسيره الباطل! فانظر إلى كثرة تزييفهم لأنَّهم اتّبعوا الأحاديث المفتراة فانظروا لقولهم وقال أحدهم:
فسبحان الله النّعيم الأعظم عمَّا تصفون وتعالى علوَّاً كبيراً فتلك نِعمُ الله لم يخلقنا الله من أجلها حتى تكون الهدف من خلقنا بل خلقها الله من أجلنا وخلقنا من أجل نعيم رضوان نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنسَ إلا لِيَعْبُدونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} صدق الله العظيم [الذاريات].
إنّما هذه النِّعم يُحاجُّكم الله بها في الدُّنيا لعلكم تتقون فتعلمون إنّما خلقها الله من أجلكم وخلقكم من أجل أن تعبدوا رضوان نفس الله وذلك هو النّعيم الحقّ الذي عنه سوف تُسألون يوم القيامة عن الهدف الذي خلقكم من أجله وهو نعيم رضوان نفسه عليكم، فهل حقّقْتُم الهدف المقصود فعبدتُم الله كما ينبغي أن يُعبد؟ ولكنّ أكثركم يجهلون.
ولن يتّبع المهديُّ المنتظر الحقّ أهواءَكم إذاً لفسدت السماوات والأرض ولم تنقضِ الحكمة من خلق السماوات والأرض وما فيهن، بل خلق الله السماوات والأرض بالحقّ ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً فيعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فيحقِّق الهدف الذي خلقه الله من أجله وعن نعيم رضوان نفس ربِّه سوف يَسأله الله يوم القيامة لأنّه الهدف من خلق هذا العبد.
ويا معشر السُّنة والشيعة وجميع المسلمين والنّاس أجمعين، أقسم بالله ربّ العالمين بأنّ من كفر بشأن المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني بأنّه يساوي الكفر بجميع الأنبياء والمرسلين، ولن يتَّبعني إلا من شهد بالحقّ بأنّ رضوان الله هو النّعيم الأعظم ولذلك خلقكم.
ونأتي الآن لذكر الأسماء الثلاثة وكلّ اسم يحمل صفته:
1- المهديّ : ويحمل صفة الهدى للناس أجمعين فيهديهم الله بالمهديّ إلى الصراط المستقيم فيكونون أمّةً واحدةً على دينٍ واحدٍ ولذلك يُسمى بالمهديّ.
2- عبد النّعيم الأعظم : ويحمل هذا الاسم صفة العبوديّة للمهديّ المنتظَر لأنه يعبد الله كما ينبغي أن يُعبد فحقّق الهدف من الخلق.
3- ناصر محمد : ويحمل هذا الاسم صفة النّصرة لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فمن كذَّبني فقد كذَّب باسم الله الأعظم، واسم الله الأعظم جعله الله حقيقة لرضوان نفسه، فمن كذبني فقد نال غضب الله وبدّل نعيم رضوانه بسخطه.
أفلا ترون لو تدرك الشمس القمر فتكون غرّة رمضان 1429 يوم الأحد، فهل سوف توقنون بأنّها حقاً أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر أم إنّكم سوف تُنْظِرون إيمانكم بالأمر حتى تروا كوكب العذاب يُمطر عليكم بالأحجار؟ فهل من مُدَّكر؟
ويا معشر الشيعة الاثني عشر، إني أنا المهديّ المنتظَر فإن كنتم حقاً الأنصار لآل البيت المطّهر فاخرجوا من سرداب سامراء فقد ظهر البدر، وأقسم بالله الواحد القهّار بأنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامراء فهل يشاهد البدر في السماء من كان في سردابٍ مظلمٍ! وقاتل الله المفتري بأسطورة السرداب ولولاه لصدّقت الشيعة بمن آتاه الله علمَ الكتاب وكانوا من السابقين الأنصار فهم أكثر النّاس دراية بشأن المهديّ المنتظَر لولا السرداب الذي دخلوا فيه ولم يخرجوا منه بعد، ولذلك لا يزالون في ريبهم يتردّدون هل ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر أم إنّه شيطان أشِر؟ وسوف يعلمون بعد قليل حقيقة الأمر وإنّهم لفي شكٍّ من أمري مُريب! فنِعم الشك لو يتلوه اليقين، وذلك لأنّ الشيعة من الذين أظهرهم الله على أمري يخشون بأن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر وهم عنه معرضون، ولكنهم لم يوقنوا بعد.
وكذلك السُّنة من الذين أظهرهم الله على أمري في الإنترنت العالمية يخشون بأنّي لربّما أكون المهديّ المنتظَر ولربّما شيطانٌ أَشِر، وسوف يعلمون بعد قليل حقيقة الأمر يوم العذاب العقيم يعلم بشأني جميع السُّنة والشيعة، فبأي حقٍّ تُكذِّبوني؟ وما أدعوكم لعبادتي وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ بل لعبادة الله وحده كما ينبغي أن يُعبد، وأدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله لكي أبيِّن لكم جميع الأحاديث المفتراة عن محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأستنبط لكم الحكم في بُطلان الحديث المُفترى فآتيكم بما يخالفه جملةً وتفصيلاً من كتاب الله المحفوظ ليكون المرجعيّة الحقّ فيما اختلفتم فيه من السّنة، فلو كنتم تعلمون لما كذّبتم الحقّ من ربّكم.
ويا أيّها الكاشف، ليس المهديّ المنتظَر أمام أمرين أحلاهما مرّ، وليس عندي شكٌّ في كتاب ربّي وسُنّة رسوله الحقّ ولكنّي أُنكِر الباطل لأنّه مخالفٌ للحقّ في الكتاب في شأن المهدي المنتظر. وأمّا قولك:
ويا أخي الكريم الكاشف، تدبّر وتفكّر لعلك تتذكّر وجميع علماء السُّنة وجميع علماء الشيعة الاثني عشر، وقد أقسم الله بنون {ن} ناصر محمد اليماني ما أنت بنعمة ربّك بمجنون، ومن ثم جاء وعد الله لنبيه بالحقّ بأن يظهر دينه على الدّين كله ولو كره المجرمون وذلك على يد الإمام {ن} [القلم:1]، وذلك رمز لاسم المهديّ المنتظَر لو كنتم تعلمون.
فإنّ الأحرف التي في أوائل السور إنّما هي رموز الأسماء من الأنبياء والخلفاء في الأرض من الأسماء التي علّمها الله لآدم عليه الصلاة والسلام، ولا يقسم الله بالحرف (فهو حرف)، وإنما يُقسِم باسم أحد الأنبياء أو الخلفاء، ويرمز للقسم به بحرف من اسم المقسوم به، ولكن شرطٌ أن يكون الحرف من الاسم الأول للنّبي أو الإمام الخليفة فلا يتجاوز إلى اسم الأب فيقسم بحرف من اسم أبيه، غير أنّه ليس شرط أن يكون الحرف من أول الحروف في الاسم الأول بل قد يكون من أول حروف الاسم الأول أو الحرف الثاني من حروف الاسم الأول أو الثالث أو الأخير من أحرف الاسم الأول إلا إنه لا يتجاوز القَسَم إلى اسم الأب بل فقط من أحد حروف الاسم الأول سواءً من أوله أو وسطه أو آخره.
فتعالوا للنظر إلى أنبياء آل يعقوب في سورة مريم ابنة عمرآن، وقال تعالى:
{ كهيعص } وذلك قسمٌ خفيٌّ من ربّ العالمين.
- فأمّا (ك) فهو رمز اسم نبيّ الله ( زكريا ).
- وأما (هـ) فرمز لاسم نبيّ الله ( هارون ) بن عمران أخو مريم.
- وأما (ي) فيرمز ليحيا عليه السلام.
- وأما (ع) فيرمز لكلمة الله التي ألقاها إلى مريم بكن فكان ( المسيح عيسى ابن مريم ) الذي كلم النّاس في المهد صبياً عليه الصلاة والسلام.
- وأما (ص) فقد أُخذ من ( اسم الصفة لمريم ) عليها الصلاة والسلام ذلك لأنها ليست نبيّةً ولا رسولة ولا خليفة بل كما سماها الله صدّيقة فأخذ القَسَم من اسم الصفة لمريم عليها الصلاة والسلام.
وأما إذا جاء القَسَم بحرفٍ وذكر الله معه القرآن العظيم فذلك الحرف الذي رافقه القَسَم بالقرآن غالباً ما يكون من أحرف اسم المهديّ المنتظر، مثال قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} صدق الله العظيم [القلم].
وكذلك: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].
وفي هذا القَسَم وعد الله بالعزّ الأكبر للإسلام والمسلمين على يد المهديّ المنتظَر، فيأتي في عصر الذُلّ للإسلام والمسلمين والذين كفروا في عزّة وشقاق في ذلك العصر كما ترون ذلك في هذا العصر عصر زمن الحوار من قبل النّصر والظهور في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين وأعداء الله يكونون من الصاغرين وقد كانوا في عزّةٍ وشقاقٍ لدين الله بحجّة الإرهاب، ولذلك تجدون القَسَم بأحد حروف الاسم الأول للمهديّ المنتظَر الذي سوف يظهره الله في ليلةٍ واحدة بالبأس الشديد من كوكب العذاب الأليم، فتدبّروا القَسَم بحرفٍ من حروف الاسم ناصر وهو {ص}، ومن ثمّ إنّ الله يبعثه لنصرتكم في عصرٍ أنتم فيه أذلةً والعزّة لأعدائكم الذين يشاقّون الله ويحاربون المسلمين ودينهم ولكن الله أقسم بأحد حروف اسم (ناصر) وهو الحرف: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].
فإذا تدبّرتم الحقّ تجدوه واضحاً وبيّناً لأولي الألباب، فأمّا {ن} فهو حرف من حروف الاسم ناصر، وتجدون في القَسَم بنون وعداً من الله بالنّصر الكبير وذلك الوعد لنبيّه عليه الصلاة والسلام ردّاً على الذين وصفوه بالجنون فوعده الله بأنه سوف يظهره على الدّين كله ولو كره المشركون، ولكن القَسَم بالقرآن يأتي يرافقه حرف يقسم الله به كذلك من أحرف اسم المهديّ والقرآن حجّة المهديّ فيدعو النّاس إليه ليهديهم بالقرآن العظيم إلى صراط العزيز الحميد ولذلك أقسم ربّ العزة والجلال بحرفٍ آخر من حروف الاسم ناصر وكذلك القرآن ذي الذكر، وقال الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].
وهذه الآية القصيرة تحمل في طياتها أسراراً وأخباراً فلو كنتم تتدبرون القرآن لعلمتم ما لم تكونوا تعلمون ولكن أكثركم يهرفون بما لا يعرفون من غير تدبرٍ ولا تفكرٍ، فماذا يفهم أولو الألباب من هذه الآية التي جعل الله فيها القَسَم خفياً بوعده بأن ينصر عبده والقرآن العظيم والمؤمنين بالقرآن العظيم؟ وتجدون ذلك في قسم الله بالنّصر في قوله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم يخبركم بوضعكم يا معشر المسلمين في عصر الدعوة للحوار بأنّكم أذلّة يا معشر المسلمين والعزة والشقاق لأعدائكم بسبب تفرّقكم وعدم اعتصامكم بحبل الله القرآن العظيم الذي أدعوكم إليه وترك ما خالفه والتمسّك به وبالسنة المُهداة التي لا تخالفه ولا تزيده إلا بياناً وتوضيحاً للمسلمين.
ولربّما يودّ أحدكم ان يقاطعني فيقول: "وكيف علمت أنّ الله يقول في هذه الآية بأنّ الحرف المقسم به {ص} أنّ مثله كمثل الحرف {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(1)} وإنه يقصد بذلك المهديّ والقرآن العظيم ووعد الله المحقق بعزّته للمهديّ والقرآن العظيم؟ وكذلك تصِف وضع المسلمين بأنّ الله يبعث إليهم المهديّ المنتظَر في عصر الذلة والهوان، ومن ثم تخبرنا بأنّ نصرك سوف يكون من الله وحده بكوكب العذاب والهلاك لمن يشاء من العالمين فيظهر بعذابه المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين وأنّهم لن يجدوا مكاناً للهرب من بأس الله الشديد". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: هذا هو الحقّ وإذا لم تُصدِّق فعليك بالتطبيق لبيان هذه الآية على الواقع فتجد أنّه الحقّ في جميع النقاط، فأمّا المُقسَم به من باب التكريم فهو ناصر والقرآن العظيم، وذلك في قول الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1)} صدق الله العظيم [ص].
وأما وصف أخباركم في عصر المجيء بأنّكم أذلّة فيُعرف ذلك من خبر عدوكم بأنّه في عزّةٍ وشقاقٍ لكم ولدينكم، وذلك في قول الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} صدق الله العظيم [ص].
وأنتم تعلمون ذلك الآن وفي هذا العصر والزمان بأنّكم أذلة وعدوكم في عزّةٍ وشقاقٍ يشاقون الله ورسوله بحرب على الإسلام والمسلمين بحجّة الإرهاب، وذلك هو البيان الحقّ لقوله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم يأتي الخبر عن نوعية سبب النّصر للمهديّ المنتظَر فيُظهره الله في ليلةٍ بعذاب أليم فيُهلك الله المفسدين في الأرض الذين يُشاقّون الله ورسوله ودينه والمسلمين فيعد أعدائه بالهلاك المبين، وذلك البيان لقول الله تعالى: {ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)} صدق الله العظيم [ص].
ومن كان لديه تفسيراً لهذه الآية هو خيراً من تفسيري وأحسن تأويلاً فليتفضل بتفسيره الحقّ إن كان من الصادقين، وأقسم بربّ العالمين أنّه البيان الحقّ المبين يصدقه الواقع الحقّ الذي أنتم فيه لو كنتم تعلمون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
المهدي المنتظر عبد النّعيم الأعظم؛ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ