الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 9 - 1432 هــ
29 - 8 - 2011 مــ
09:06 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=20864
ـــــــــــــــــــــ
الإمام المهديّ يُبيّن أن لا تنازل عن أقرب درجةٍ لحبّ الله وحتى ولو قربةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بسم لله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله الواحد القهار في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وكل عام وأنتم طيبون وعلى الحقّ ثابتون. وقال الله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} صدق الله العظيم [المائدة:105].
أحبتي الأنصار لا تنسوا أمر الله إليكم في محكم كتابه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].
ويا أيها الضيف ضياء بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى الصراط المستقيم، ما خطبك جئت تجادلنا في موضوعٍ لا خلاف فيه وهو في محبة جدّي محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فاسمع ما أقول: أقسم بمن خلق الجانّ من مارج من نار، وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الله الواحد القهار، إنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبّ إلى نفسي في عبيد الله بملكوت الله جميعاً، فهو أحبّ إليَّ من أمّي وأبي ونفسي والناس أجمعين، فلماذا تجادلنا في شيءٍ لا خلاف عليه بين المسلمين أجمعين أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى بهم من أنفسهم؟ فهو أولى بهم من أمّهاتهم ومن آبائِهم ومن أبنائِهم ومن عشيرتهم ومن أموالهم. ألا والله أن منْ أحبّ مسلماً أكثر من حبِّه لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه لا يحب الله ولا يحبه الله، كون سرّ محبة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بسبب محبة الله حبيبنا الأعظم، ولذلك نُحبِّبُ رسول الله إلى العالمين، كونه رسول الله؛ حبيبنا الأعظم الغفور الودود.
فكيف لا نحبّ الرسول الحبيب يا لبيب؟ ولكن الخلاف بيننا وبينك هو أنّك تريد أن نجعل حبَّ الرسول عليه الصلاة والسلام مساوياً لحبّ الله! ولكن ليس لله ندٌّ في الوجود كله حتى يتساوى حبّ الله ورسوله؛ بل الفرق لعظيمٌ بين حبّ الله ورسوله كالفرق بين الله وخلقه.
ويا رجل، نحن نحب محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحبَّ الأعظم على مستوى محبتنا لبعضنا بعضاً جميعاً نحن المُسلمين المؤمنين برسالة الله التي جاء بها إلينا وكذلك كل أتباع الأنبياء يحبّون رسول ربّهم بالحبّ الأعظم على مستوى حبهم لبعضهم بعضاً كونه أخرجهم الله برسله من الظلمات إلى النور. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴿٢﴾}صدق الله العظيم [إبراهيم].
فلا خلاف بين المُسلمين في هذه المسألة، فنحن متفقون أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:6]، ولكنّك لست على هذا النهج الحقّ يا ضياء كونك تبالغ في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويا ضياء لو يخاطبك الله من وراء الحجاب فيقول: يا ضياء فهل أجعلك أحبّ عبدٍ إلى ربك وأقرب أم أجعل محمداً رسول الله أحبّ منك يا ضياء وأقرب؟ لقال ضياء: "بل اجعل محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ مني إلى نفسك وأقرب إلى ذات عرشك"، ومن ثم يقول لك الإمام المهدي: لقد تنازلت يا ضياء عن أقرب درجةٍ في حبّ الله وقربه لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والسؤال هو: قربة إلى مَن فعلت ذلك يا ضياء؟ فإن قلت: "قربة إلى ربي تنازلتُ عن أقرب درجةٍ في حبّ الله وقربة لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم يكرر لك المهديّ المنتظَر السؤال مرةً أخرى وأقول: قربة إلى من تنازلت عن التنافس في حبّ الله وقربه يا ضياء؟ فإن قلت: "قربةً إلى ربي تنازلت عن منافسة محمدٍ رسول الله في حبّ الله وقربه"، ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ وأقول: لن أتزحزح عن هذا السؤال حتى تجيبني للمرة الثالثة قُربةٌ إلى من تنازلت عن منافسة محمدٍ رسول الله في حبّ الله وقربه؟ فاتّقِ الله حبيبي في الله وما بعد الحقّ إلا الضلال! فلا يوجد هناك إلهٌ آخر حتى تتنازل عن منافسة أنبياء الله في حبّ الله وقربه قربةً إلى إلهٍ آخر، سبحان الله العظيم وما بعد الحقّ إلا الضلال! تصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].
ويا رجل، بل الحق هو أن تُنفقَ لأجل الله قربةً إلى الله، وتحبَّ من أجل الله قربة إلى الله، وتُبغض من أجل الله وكلّ صلاتك ونسكك ومحياك ومماتك من أجل الله وقربة إلى الله. ولكن حين تتنازل عن التنافس مع العبيد في حبّ الله وقربه فقد أشركت بالله، فقربةً إلى منْ؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال.
ويا رجل إنّ الإمام المهديّ لا يدعو الناس إلى تعظيمه، ولا يقول لهم أنا أولى بالله منكم كوني خليفة الله، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
بل أقول يا أيها الناس من كان يحبّ الله فليتّبعني وينافسني في حبّ الله وقربه فيحبّه الله ويغفر له ذنوبه ويجعله من عباده المقربين، وما الإمام المهديّ وكافة أنبياء الله ورسله إلا عبيدٌ لله أمثالكم، فاتقوا الله ولا تحصروا الله لأنبيائه ورسله فيعذبكم الله، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً. ألا والله الذي لا إله غيره لا يغني عنكم محمدٌ رسول الله ولا المهديّ المنتظَر ولا كافة أنبياء الله ورسله من الله شيئاً لو لم تُقدِّروا ربكم حق قَدْرِه فتعبدوا الله وحده لا شريك له.
ولربّما أحد الأنصار الجدد يودّ أن يقاطعني فيقول: "يا أيّها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لقد صدّقتك أنّك المهديّ المنتظَر وبايعتك ولكن كيف تريدني أن أطمح أن أكون العبد الأقرب إلى الربّ منك وأنت المهديّ المنتظَر الذي جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم؟". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّي أبشرك بأنك قد أشركت بالله ولم يتخذ الله الإمام المهديّ ولداً حتى يكونَ هو الأولى بربه فتُوقِفَ الأعمال والتنافس إلى الربّ، وإنّما الإمام المهديّ وكافة أنبياء الله ورسله عبادٌ أمثالكم، فما لكم لا ترجون لله وقاراً؟ وما خطبكم لا تقدِّروا ربّكم حقّ قدره؟ أم تريد يا ضياء أن تجعل حبّ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متساوياً بحبك لله؟ ومن ثمّ نقول فكم الفرق بين الله ومحمد عبده ورسوله! فكيف يتساوى قَدْرُ الله ورسوله في الحبّ؟ فهل جعلت لله ندا يا هذا ونسيت قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أشدّ حُبّاً لِّلّهِ}؟ صدق الله العظيم [البقرة:165].
بل حبنا لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون أشدّ من حبّ المؤمنين لبعضهم بعضاً، كونه رسول حبيبهم الأعظم؛ اللهَ الغفور الودود.
فحبنا لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو بسبب عظيم محبتنا لله ولذلك أحببنا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكني أعلمُ ما تريد أن تصل إليه يا ضياء، هو أنك تحاول أن تثني الأنصار عن التنافس في حبّ الله وقربه وتريد أن تفتيهم أنه قد فاز بأعلى درجةٍ في حبّ الله وقربه هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! فهذا ما يريده ضياء وإنك والله العظيم لتدعوهم إلى الشرك بالله سواء يكون بتعمدٍ منك من المغضوب عليهم أم أنّك من الجاهلين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا إلى ربّهم ويحسبون أنّهم مهتدون، فما خطبك يا رجل وماذا دهاك تصدّ عن التنافس في حبّ الله وقربه وتحصر الله لأنبيائه ورسله فمن يجيرك من عذاب الله؟ وأتحدّاك بحكم الله في محكم القرآن العظيم وفي سنة البيان الحقّ من عند الرحمن هل صدرت الفتوى من الله في القرآن أو في سنة البيان عن العبد المجهول صاحب الدرجة الأقرب إلى الربّ؟ كون الله لو أفتى عباده بهذا السرّ لتوقف التنافس في حبّ الله وقربه منذ الأزل القديم، ولكن الحكمة البالغة من ربّ العالمين أنه لم يفتِ كافة أنبيائِه ورسله عن العبد المجهول صاحب أقرب درجة إلى الربّ، ولذلك تجدهم يتنافسون إلى ربّهم أيّهم العبد الأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
فتدبر يا ضياء قول الله تعالى: {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ تعلم أنّ العبدَ الأقرب مجهول فعلاً لا شك ولا ريب، فكلٌ منهم يسعى ليكون هو ذلك العبد المجهول، ونستخلص أن العبد الأحبّ والأقرب لا يزال عبداً مجهولاً، فهل هذا العبد من الملائكة أم من الجنّ أم من الإنس؟ فالله أعلم، وإنما الحكمة أنْ جعله الله مجهولاً حتى يتمّ التنافس لكافة العبيد إلى الربّ المعبود وكلٌ عبد من عباد الله المقربين يرجو أن يكون هو ذلك العبد، ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وكذلك بيّن الله لكم هذه المسألة فسَنَّ سنة البيان الحقّ. قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.
وذلك تصديقاً لأمر الله في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
ولكنك يا ضياء حصرتها للأنبياء من دون الصالحين فوقعت في الشرك وأنت لا تعلم، ويا رجل بالله عليك كيف تريد أن يكون نهج الذين اتبعوا أنبياء الله مختلف عن نهج أنبياء الله في طريقة هداهم إلى ربهم وطريقة التنافس إلى الربّ أيهم أقرب إلى الرب؟ تجدها طريقة هدي كافة أنبياء الله ورسله برغم أن الله فضل بعضهم على بعض ولم يثنيهم ذلك عن التنافس في حبّ الله وقربه كون العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ عبد مجهول. وقال الله تعالى: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فاتقِ الله يا رجل ولا تصدّ عباد الله في التنافس في حبّ الله وقربه ولا تفتي بشيء لم يفتِ به الله ورسوله عن العبد المجهول فهو لا يزال عبداً مجهولاً ولا يزال التنافس مستمراً بين العبيد بملكوت الربّ المعبود سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً، ولم يقل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقرب درجة إلى الربّ لا تنبغي إلا أن تكون إلا لعبد من الأنبياء بل بشكل عام لعبد من عباد الله، وقال عليه الصلاة والسلام: [سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام.
فانظر لفتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ]. فلماذا تفتري على الله ورسوله أنه قد فاز بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهل تريد أن تقطع التنافس في حبّ الله وقربه وكأنه قد قضي الأمر وصار العبد المجهول معروف؟ ولكن الله ورسوله جعله مجهولاً وأنت تجعله معروفاً، فهل أنت من يقسّم رحمة الله يا هذا؟
وقد جئناك بسلطانٍ مبينٍ من كتاب الله القرآن وسنة البيان الحقّ وأثبتنا أنّ صاحب الدرجة العالية الأقرب إلى الربّ عبدٌ مجهولٌ لحكمة كبرى من ربّ العالمين، وأعلمُها؛ وذلك لكي ينقذ الله عباده من الشرك بالله. ألا والله الذي لا إله غيره لو أنّ كافة عبيد الله في الملكوت تنافسوا إلى ربهم أيهم أقرب لما وجدنا بينهم مشرك بالله ولنجوا من الشرك جميعاً، وذلك أضعف الإيمان إذا لم تفز بالدرجة العالية فحتماً تفوز بعدم الشرك بالله، ولكن أكثركم يجهلون. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
ويا أيها الضيف ضياء لا تصدّ عن سبيل الله بلهو الحديث الفارغ من البرهان المبين بل نقول لك ولأمثالك: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ