الموضوع: وحي التفهيم وتفصيل الشيخ المغامسي

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي وحي التفهيم وتفصيل الشيخ المغامسي

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    والصلاة والسلام من الله على رسله اجمعين وعلى واصحابهم السابقين الاخيار وكافة من سبقونا بالايمان وليس بربهم مشركين وعلى كافة عباد نعيم رضوان ربهم



    اللهم لا هادي إلا ماهديته انت ربنا . فأهدي من استهادك وجاهد نفسه وتألم في نفسه من اجل معرفة سبيلك الحق .. بحق وعدك الحق (({ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }صدق الله العظيم

    .

    هنا الشيخ المغامسي يبين الحقيقة التي تكلم عنها الإمام ناصر محمد اليماني وهي ان من آل البيت عليه السلام

    يختصهم الله عز وجل من يشاء منهم بوحي التفهيم .

    وبإثبات ذلك يكون برهان صدق الإمام بسطة العلم عليهم .. كونه يتلقى بيانه بتفهيم من الله عز وجل

    كماهو الان أمام اعينكم الإمام ناصر محمد اليماني آخر الائمة الاثنا عشر من آل البيت المطهر .


    ________

    ختاما ارجوا من الاخوة ان يزودونا ببيانات وحي التفهيم التي وضح الإمام حقيقته . وخطورة من يلتبس عليه ذلك فيدعيه بوسوة من الشيطان من غير سلطان من القران

  2. افتراضي



    اقتباس المشاركة 3895 من موضوع سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    27 - محرّم - 1430 هـ
    24 - 01 - 2009 مـ
    11:32 مساءً
    ـــــــــــــــــــــ



    الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيّـــة ..

    أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]. وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    إلى الباحث عن الحقّ طريد والباحث نسيم وكافة علماء المسلمين، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ لمن أراد أن يتّبع الحقّ فإني أُفتي بالحقّ أنّه لا وحي جديدٌ ولا كتاب جديدٌ ولا نبي جديدٌ من بعد خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رسول الله إلى النّاس كافة، واكتمل الوحي بالدّين على خاتم الأنبياء والمرسلين باكتمال تنزيل القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} صدق الله العظيم [المائدة:3].

    وذلك لأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو خاتم الأنبياء والمرسَلين، تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    إذاً عقيدتكم بانتظار وحيٍ جديدٍ يوحي به الله إلى الإمام المهديّ عقيدة باطلة تُخالف لمُحكم القرآن العظيم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ الحقّ إنّما سيبعثه الله ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، بمعنى أنّه لن يأتي بوحيٍ جديدٍ إلا من افترى على الله كذباً، وليس الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين من افترى على الله كذباً.

    وأما فتوانا بوحي التّفهيم فهي طريقةٌ لتعليم البيان الحقّ للقرآن العظيم ولا أقول لكم حدّثني قلبي وأريدكم أن تُصدقوني! وسبحان الله وما أنا من الجاهلين، وإنّما يوحي إليّ الله بفهم البيان الحقّ للقرآن فيُعلّمني بسلطان البيان من ذات القرآن، ولا ينبغي لكم تصديقي بأنّني حقاً أتلقّى وحي البيان من الرحمن ما لم آتِكم بُسلطان العلم من ذات القرآن حتى لا تجدوا في أنفسكم حرجاً ممّا قضيتُ بينكم بالحقّ وتُسلّموا تسليماً إن كنتم مؤمنين بالقرآن العظيم.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مُختلف فرقهم ومذاهبهم، إنّي أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله وأشهدُ أنّي الإمام المهديّ المبعوث من الله بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فإن لم أستطِع فلستُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، ولكنّكم تجهلون كيف التمييز بين الإمام المهديّ الحقّ وبين المهديّ الباطل المُفترى ولذلك أنتم في شأنه مختلفون، فتعالوا لأعلّمكم وأفتيكم بالحقّ كيف لكم أن تعلموا الإمام المهديّ المبعوث من ربّ العالمين وأضع له شروطاً بالحقّ وهي:

    أن لا يقول أنّه نبيٌّ ولا رسولٌ بل إمامٌ ناصرٌ لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحتماً لا بُدّ أن يواطئ اسمه لاسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم الإمام المهديّ لذلك جعل الله التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر مُحمد)، والحكمة من ذلك حتى يجعل الله في اسمي حقيقة على الواقع ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك لأنّكم لا تنتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن العظيم ولا سُنّةً جديدةً من بعد سُنّة نبيّه المهديّة إلى الحقّ، ولا يجوز ولا ينبغي للمهديّ الحقّ أن يأتي بشيء جديد غير الذي يوجد في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، ولا ينبغي للمهديّ الحقّ أن يتجاوز كتاب الله وسُنّة رسوله شيئاً فإن تجاوز فهذا يعني أنّه يقصد بأنّهُ يُوحى إليه ولكنّه لا ينبغي له أن يُوحى إليه شيء بعد اكتمال وحي الدّين للناس أجمعين على لسان خاتم الأنبياء والمُرسَلين، تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} صدق الله العظيم [المائدة:3].

    فلماذا تريد أخي الكريم طريد أن يأتيكم المهديّ بوحيٍ جديدٍ؟ فهذه عقيدة مخالفة لمُحكم القرآن العظيم ومخالفة لسُنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وذلك لأنّه لا كتاب جديدٌ من بعد القرآن حتى يأتي تأويله الكُلّيّ في يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    بمعنى أنّ النّاس لا ينتظرون كتاباً جديداً من بعد القرآن بل ينتظرون تأويله على الواقع الحقيقي في الدنيا وفي الآخرة، فلماذا أخي طريد تُريد أن تنتظر مهديّاً بوحيٍ جديدٍ من بعد محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ بل البيان الحقّ للقرآن المجيد من ذات القرآن وليس بوحيٍ جديدٍ.
    تالله لو كفر بشأني الإنس والجنّ وقالوا يا ناصر مُحمد اليماني إنّنا لا نُصدّقك حتى تخبرنا أنّ الله يوحي إليك لَما افتريتُ على الله كذباً، وإنّما يوحى إليّ بالتّكليم من ربّي مباشرةً إلى قلبي بوحي التّفهيم بالبيان الحقّ لما بين أيديكم من آيات الذِّكر الحكيم.

    ولا أزال أراك تُنكر أخي (طريد) وحيَ التّكليم إلى القلب برغم ما آتيناك من السلطان المبين على ذلك، ونزيدك علماً بإذن الله ربّ العالمين. وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:77].

    فإذا استمرَرْت أخي طريد في إنكار التّكليم بوحي التّفهيم إلى القلوب وأصرَرْت بأنّه لا بُدّ أن يكون التّكليم بالصوت فسوف تجعل بين القرآن تناقضاً! وسبحان الله أن يكون تناقضاً في كلامه! وذلك لأنّك سوف تجد آياتٍ أخرى تفتيك وتؤكد لك أنّ الله يُكلّم الكافرين يوم القيامة، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    إذاً أخي طريد فانظر للآيتين إذا أصررت على فتواك فسوف تجعل لأعداء الله عليك سُلطاناً فَيُكَذِّبون بالقرآن العظيم ويَصِفونه بالتناقض ومن ثمّ يقولون وجدنا آيةً تنفي تكليم الله للكافرين يوم القيامة وهي: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:77].

    ومن ثمّ وجدنا آيات أُخر عكس ذلك وهن مُحكمات وتفيد أنّه سوف يُكلمهم في الآخرة وهي: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثمّ تجعل للشيطان عليك سبيلاً فيأتيك فيوسوس لك ويقول لك: "ألا ترى أنّ هذا القرآن مُفترًى نظراً للتناقض بين آياته؟". ولكنّ الإمام المهديّ لهم لبالمرصاد يأتيهم بالبيان الحقّ للقرآن فيخرس ألسنة المُكذّبين وأقول لهم: لا يوجد تناقض في كلام الله كما يدَّعي ذلك اليهود وكتبوا بياناً بعنوان (تناقض القرآن) ومن ثمّ آتيهم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم، فأبيّن لهم الحقّ والبرهان المبين لوحي التّكليم إلى القلب بالتّفهيم؛ ولكنّ المجرمين لا يُكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي لا يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم فيتلقّون التّكليم من ربّهم بالتّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما تلقّى آدم وحواء فيقولون كمثل قولهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. وهذا هو البيان الحقّ لقوله تعالى: {أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:77].

    وأما البيان لقوله تعالى: {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} أي ولا يرحمهم من ذات نفسه وهم لم يسألوه رحمته، وسبب عدم سؤالهم رحمة ربّهم لأنّ الله لم يُكلّم قلوبهم أن يسألوه رحمته ولذلك تجد قلوبهم مُبلِسةً يائسةً من رحمة الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    ومعنى قوله يُبلس أي ييأسوا من رحمة الله، وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿٧٤﴾ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٥﴾ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ﴿٧٦﴾ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    فما سبب مكوثهم؟ وذلك لأنّهم يائسون من رحمة ربّهم، وقال الله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [ابراهيم].

    وسبب يأسهم من رحمة الله وذلك لأنّ الله لم يُكلمهم بوحي التّفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته، ولذلك لم يدعوا الله أن يرحمهم لأنّهم من رحمته يائسون، ولذلك لا يدعون ربّهم وتجدهم يلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمةً من الله. إذاً هم لا يزالون كما كانوا في الدنيا بسبب إعراضهم عن ذكر ربّهم فلم يقدّروا الله حقّ قدره في الدُنيا أي لم يعرفوه حقّ معرفته في الدنيا نظراً لإعراضهم عن ذكر ربّهم، وكذلك من أعرض عن ذِكر الرحمن في الدنيا فهو أعمى في الدنيا عن معرفة الحقّ وكذلك يأتي يوم القيامة أعمى عن معرفة الحقّ، والحقّ هو الله وما دونه باطل؛ بل الحقّ هو معرفة الله والذين لم يعرفوا الله في الدنيا فتجدونهم يدعون من دونه عباده وذلك هو الشرك بالله، وكذلك يوم القيامة أعمى أي فهم عُميان عن الحقّ، وكذلك يأتون يوم القيامة فيبحثون عن شفعائهم لِيَدعُوْهُم أن يدْعُوْا الله، أو يدْعُوْا ملائكته من دون ربّهم أن يُخفّف عنهم، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظر أخي طريد لقول الملائكة لأصحاب جهنم: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، فلم يفقه الكفار هذا القول الواضح من الملائكة، والملائكة ردّوا عليهم بالحقّ: {قَالُوا فَادْعُوا} أي ادعوا الله أن يرحمكم فهو أرحم بكم مِنّا وهو أرحم الراحمين، ولذلك كان التعليق هو قوله تعالى: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، والضلال أنّهم لا يزالون يدعون من هم أدنى رحمة من الله؛ إذاً هم لا يزالون عُمياناً عن الحقّ، فما هو الحائل بينهم وبين دعاء ربّهم؟ ولكن سبب عدم دُعائهم لربّهم هو لأنّ الله لم يُكلّمهم بالتّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته ولو سألوه رحمته لأجابهم، فانظر لأهل الأعراف حين سألوا الله رحمته أجابهم وإنّما كلّمهم الله أن يسألوه رحمته ولذلك دعوا ربّهم، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثمّ انظروا لإجابة دعائهم من ربّهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    وأولئك كلّمهم الله بوحي التّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه رحمته فأجابهم وهو أرحم الراحمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    وأصحاب الأعراف هم من الذين يموتون قبل مبعث رسُل الله إليهم ولذلك لم يجعلهم الله في ناره ولم يجعلهم في جنّته، وكذلك استنكروا على الكفار عدم الاتّباع لرسول ربّهم، وقال أهل الأعراف لأهل النّار: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]. ويقصدون أهل الجنّة الذين صَدَّقوا بالحقّ حتى إذا ذكروا رحمة الله ومن ثمّ جاءت الإجابة لدعائهم مباشرة: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49].

    أما المجرمون فهم من رحمة الله مبلسون ولذلك لا تجدهم دعوا ربّهم؛ بل يلتمسون الرحمة ممّن دونه، ومن التمس الرّحمة من محمدٍ رسول الله أن يشفع له فأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لمِن المشركين بالله ربّ العالمين ولن يُغني عنه من الله شيئاً ولا الإمام المهديّ ولا النّاس أجمعين.

    وسرّ الشفاعة أراكم لا تحيطون به وليس كما يزعم الذين لا يعلمون ولم يُقدّروا الله حقّ قدره فهم ينتظرون الشفاعة من عباده المقرّبين وذلك لأنّهم لم يعرفوا ربّهم حقّ معرفته فيجدون أنّه حقاً أرحم الراحمين، فيا عجبي للذين يلتمسون الرحمة ممّن هم أدنى رحمة من الله برغم أنّهم يؤمنون أنّ الله أرحم الراحمين ولكنّهم ما قدروا الله حقّ قدره، فكيف يدعون عبادَ الله المُقرّبين وهم عبادٌ أمثالهم يخشون الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه؟ وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].

    إذاً دعاء أحدٍ من دون الله شرك وظلم عظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾ اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٦٢﴾ كَذَٰلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٦٣﴾ اللَّـهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٤﴾ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٥﴾ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [غافر:60 إلى 66].

    ويا معشر أمّة الإسلام والنّاس أجمعين، إنّما أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بالشفعاء بين يدي الله يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٤٦﴾ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿٤٧﴾ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ أن يُقاطعنى الأخ طريد أو الأخ نسيم ويقولون: "كيف تكفر بالقرآن الذي تزعم أنك تُحاج النّاس به؟ ألم يقل الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:28].

    ومن ثمّ أردّ عليهم وأقول لهم: "يا قوم استمسكوا بالمُحكم وذروا المتشابه الذي لا تحيطون به علماً، وذلك لأنّكم إن اتّبعتم المُحكم الواضح والبيّن فقد نجيتم وهُديتم إلى صراطٍ مستقيمٍ، وإن نبذتموه وراء ظهوركم واتّبعتم آيات أخرى تعاكس المُحكم في ظاهرها ولا تزال بحاجة للتأويل من ربّ العالمين بل الشفاعة لله جميعاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} صدق الله العظيم [الزمر:43-44].

    إذاً يا قوم ما دامت لله الشفاعة جميعاً فليس لكم غير رحمة الله تشفع لكم من عذابه، أما الشُفعاء إنّما يُحاجّون ربّهم في نعيمهم الأعظم وهو أن يكون راضياً في نفسه ولم يكتفوا برضوان الله عليهم ودخولهم جنّته بل يريدون الله هو راضياً في نفسه ويرون ذلك نعيماً أعظمَ من جنّة النّعيم أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل النّاس في رحمته ومن ثمّ تأتي الشفاعة من الله فجأة، وقال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي


    اقتباس المشاركة 3896 من موضوع سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..



    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - محرّم - 1430 هـ
    25 - 01 - 2009 مـ
    08:31 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    إلى أخي الكريم الباحث عن الحقّ طريد إليك المزيد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد..
    أخي الكريم إنّ وحي التّفهيم إمّا أن يكون من الرحمن الرحيم وإمّا أن يكون وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فكيف يتبيّن لك إنّه وحيٌ من الرحمن وليس وسوسة شيطانٍ؟ إن ذلك يتبيّن لك وللآخرين من سلطان العلم الذي علّمني الله إيّاه في مُحكم القرآن العظيم، وقبل أن نخوض في المزيد من العلم أريد أن أحيطك علماً بأنّ الذي أخبرني بأنّ الله سوف يُؤتيني علم الكتاب أنّه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في رؤيا حقّ في المنام ومن بعد ذلك فإذا أنا أفهم القرآن رغم أنفي، وعلّمني ربّي سلطان العلم من ذات القرآن فأحاجّكم بكلام الله وليس بكلام من عندي، ولو أتيتك بسلطان من غير القرآن وقلت أوحى به الله إليّ فهنا يحقُّ لك أن تُحاجّني وتقول: وما يدريك أنّ هذا الكلام الذي تُحاجّنا به من عند الله؟ ولكنّي يا أخ طريد أحاجّك بكلام حقٍّ من عند الله وآتيك بسلطان العلم من مُحكم القرآن، فتبيّن لك أنّي أحاجّك بكلام من عند الله لأنّ السلطان آتيكم به من مُحكم القرآن والقرآن جاء من عند الله فلِمَ الشك والريبة بغير الحقّ في سُلطان علمي؟ ولا يجوز لك أن تشكّ فيه شيئاً لأني أحاجّكم بكلام الله وليس بكلامٍ جديدٍ حتى تبحث وتتأكد من مصدر الوحي، لأنّه ليس وحياً جديداً بل كلام الله آتيكم به من مُحكم القرآن العظيم.

    وأما وسوسة الشيطان فسوف أضرب لك على ذلك مثلاً رجلٌ يقول إنّه المهديّ المنتظر وأن روح محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عادت وسكنت فيه ليخاطب النّاس بلسانه ومن ثمّ يأتي بدليل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم [القصص:85].

    وهذا سُلطانه بالبيان بغير الحقّ من غير سلطان لبيانه من ذات القرآن بل وسوسة شيطان يوحي إليه بذلك ويعلمه بالدليل أنّه قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم، فيتبيّن لك أنّه ليس الإمام المهديّ وأنّ ذلك وسوسة شيطان رجيم ليقول على الله بغير الحقّ، ولكن لو سألتني عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم؛ فسوف آتيك بالبيان الحقّ وأقول لك: إنّ المعاد هو الرجوع إلى مكّة بعد أن خرج منها خائفاً يترقّب وأمره الله بالهجرة ووعده بالفتح المُبين ثمّ جاء المعاد إلى مكّة بالفتح المُبين ونصرٍ عزيزٍ من ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴿١﴾ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿٢﴾ وَيَنصُرَكَ اللَّـهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴿٣﴾ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وذلك هو معاد النّصر إلى مكّة فيدخلها مرفوع الرأس بنصرٍ من الله عزيزٍ بعد أن خرج منها خائفاً يترقب، وقال الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    فيتبيّن أنّ المعاد هو الرجوع إلى مكّة منتصراً ولكنّ الشيطان يوسوس لبعض الممسوسين بوحي شيطانٍ رجيمٍ أنّه روح رسول الله عادت إلى جسده، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ} صدق الله العظيم، ويتبيّن لكم أنّ التفسير الشيطاني يأتي مخالفاً للعقل والمنطق وهذا مكر من الشياطين أن يوسوسوا لكثيرٍ من المرضى أنّه المهديّ المنتظر وذلك حتى إذا جاءكم المهديّ المنتظر الحقّ فيقول المسلمون: "قد سئمنا هذا الافتراء فكل يومٍ يظهر لنا مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ".

    وللأسف ظنّ كثيرٌ من الذين لم يجعل الله لهم فرقاناً أنّ ناصر محمد اليماني الذي يقول أنّه الإمام المهديّ إنّما يتخبّطه مسّ شيطانٍ رجيمٍ نظراً لأنّهم قد عرفوا أشخاصاً يدّعون المهديّة ومن ثمّ يتبيّن لهم أنّهُ يتخبطهم مسّ شيطانٍ رجيمٍ وحكموا أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا مثلهم ولم يتدبّروا البيان الحقّ للقرآن العظيم، ولو تأنّوا في الحكم علينا ومن ثمّ يتدبرون البيان الحقّ للقرآن العظيم فسوف يجدونه الحقّ من ربّهم لو تدبّروا وتفكّروا فسوف يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني ليس به جنونٌ بل الإمام المهديّ الحقّ الذي له ينتظرون ومن ثمّ يكونون من الأنصار السابقين الأخيار صفوة البشريّة وخير البريّة الذين صدقوا بالحوار من قبل الظهور.

    وسوف آتيك ببرهان آخر على تعليم الله الحقّ لعباده بوحي التّفهيم كمثل نبيّ الله يعقوب حين عاد أولاده وأخبروه بأنّ عزيز مصر منع عنهم الكيل فلا يقربوه مرةً أخرى حتى يأتوا بأخٍ لهم من أبيهم، ولم يُصدقهم نبيّ الله يعقوب حتى إذا فتحوا رحالهم ووجدوا بضاعتهم رُدّت إليهم ومن ثمّ أوحى الله إلى قلب نبيّه يعقوب بعلم التّفهيم أنّ عزيز مصر هو ابنه يوسف، ولم يبدِ يعقوب ذلك لهم وأذِن لهم أن يأخذوا أخاهم بعد أن أعطوه ميثاقاً غليظاً وأراد يعقوب أن يُهيّئ الفرصة ليوسف أن يُكلّم أخاه على انفراد لكي يأتيه بالبشرى أنّ عزيز مصر هو ابنه يوسف، ومن ثمّ قال لأولاده أن لا يدخلوا من بابٍ واحدٍ بل من أبوابٍ متفرقةٍ وتظاهر أنّه يخشى عليهم الحسد وهو ليس كذلك وإنّما لحاجة في نفس يعقوب قضاها وهي تهيئة الفرصة ليوسف حين يدخلون عليه من أبواب متفرقة أن يُكلّم أخاه على انفراد من إخوته لعله يأتيه بالبشرى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ولكنّ وحي التّفهيم لا يستطيع أيّ شخص أن يوقن به أنّه وحيٌ من الله ما لم يجد السلطان على ذلك ليطمئنّ قلبه، وكان نبيّ الله يعقوب فرحاً مستبشراً بعودة بنيامين بالبشرى أنّ يوسف ابنه حيٌّ يرزق وأنّه عزيز مصر حتى إذا رجعوا بغير ما كان ينتظر فكانت الصدمة كُبرى! وبما أنّه كان ينتظر البشرى بأنّ عزيز مصر هو ابنه يوسف ولذلك تجدّد الحُزن على يوسف، ولذلك قال الله تعالى: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وكانت الصدمة أكبر من الصدمة الأولى يوم قالوا أكله الذئب لأنّه يعلم أنّهم لكاذبون؛ {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف:83]، ولكنّ يعقوب تحقّق من براءتهم من العير التي أقبلوا فيها وأنّ ابنه سرق كما شهدوا بإخراج صُواع الملك من رحْلِه، فعلم يعقوب أنّ ابنه لم يسرق وأَوحى الله إليه بوحي التّفهيم أنّ ذلك مكرٌ من يوسف ليأخذ أخاه منهم، ومن ثمّ صارحهم يعقوب أنّ عزيز مصر الذي أخذ منهم أخاهم أنّه هو أخوهم يوسف وأخبرهم أنّه يعلم من الله ما لا يعلمون وأنّ أخاهم يوسف هو عزيز مصر ومن ثمّ أمرهم بالعودة إلى مصر ويتحسّسوا من يوسف وأخيه، وقال الله تعالى: {وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾ قَالُوا تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴿٨٥﴾ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ولكنّهم رجعوا إلى مصر ولم يسألوا عزيز مصر هل هو أخوهم يوسف لأنّ ذلك مستحيلٌ في نظرهم حتى إذا جاءوا إليه وقالوا: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّـهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    فلما عادوا بالبشرى ليعقوب فانظروا لقول يعقوب لأولاده لأنّه كان يقول لأولاده أنّ عزيز مصر هو أخوهم يوسف ولذلك قال لهم ألم أقل لكم إنّي أعلم من الله ما لا تعلمون وأنّ عزيز مصر هو أخوكم يوسف وأنتم تفندون، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٩٦﴾ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    ومن ثمّ تتبيّن لكم الحاجّةُ التي في نفس يعقوب قضاها ويتبيّن لكم وحي التّفهيم بالتعليق من الله {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف:68]، فهل صدقت بوحي التّفهيم؟

    وحقيق لا يستطيع الذي تلقّى وحي التّفهيم أن يوقن بما جاء في قلبه من علم الشيء ما لم يكن لذلك العلم سُلطان بيّن على الواقع الحقيقي كما آتيكم بسلطان هذا الوحي من آيات القرآن العظيم، فمن الذي علّمني بذلك؟ فهل قرأه ناصر محمد اليماني في كتب التفاسير؟ ولكنّ كثيراً من تفسيري للقرآن يخالف لكافة كُتب المفسّرين! ولكنّه الحقّ من ربّ العالمين.

    إذاً يتبيّن لي ولكم أنّه وحيٌ من الله وليس من الشيطان أخي طريد، حفظك الله وهداك إلى الصراط المستقيم وأراك الحقّ حقّاً ورزقك اتّباعه، فإنّي لم أعد أُهين من قدرك شيئاً لأنّي علمت أنّك حقّاً باحث عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ فَسَلْ تُجَبْ من الكتاب بإذن الله العزيز الوهاب.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين.
    أخوك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -



    اقتباس المشاركة 4831 من موضوع تَلقِّي المهديّ البيان الحقّ للقرآنِ الكريمِ كمثلِ تَلقِّي يوسف عليه السّلام بِوَحيِ التّفهيم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    06 - رمضان - 1428 هـ
    18 - 09 - 2007 مـ
    12:54 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=1337
    ____________



    تَلقِّي المهديّ البيان الحقّ للقرآنِ الكريمِ كمثلِ تَلقِّي يوسف عليه السّلام بِوَحْيِ التّفهيم ..
    فإنْ تَوَلّوا فقُل: حَسْبي الله لا إله إلّا هو عليه توَكّلتُ وهو ربّ العرشِ العظيم..



    بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم وبه أستَعينُ ومنه التّفهيمُ للبيانِ الحقّ للقرآنِ العظيمِ بالسُّلطانِ مِن نفسِ القرآنِ وليس وَسْوَسَة شيطانٍ رجيمٍ، ثمّ أمّا بعد..

    يا مَعشرَ علماء المسلمين وشعوبهم؛ هل تَنتَظِرونَ المهديّ المنتظَر يَظهرُ لكم عند الرُّكنِ اليماني مِن قبلِ أن يَدعُوَكُم إلى الحِوارِ؟ حتى إذا صدَّقتُم بشَأنِه واعتَرفَ علماءُ الأمّة بغَزارةِ عِلمِه وأنّ الله حقًّا قد زادَهُ بسطةً في العِلمِ عليهم؛ فعَلِموا أنّ الله اصطَفاهُ إمامَ الأمّة فيَكشِف به الغُمّة حتى إذا اعتَرفُوا بالحقّ مِن ربّهم عندها يَظهَر المهديُّ المنتظَرُ عند الرُّكنِ اليمانيّ للمُبايَعة مُباشَرةً وليس للحِوار؛ ذلك لأنّ الحِوَار يتِمُّ عبرَ هذا الجِهاز العالميّ مِن قبلِ الظُّهور، أليسَ هذا هو المَنطِقُ الذي يَقبَلُه العقل؟ إنَّكم تَظنُّونَ أنّه سوفَ يَظهَرُ لكم مِن قبلِ الحِوار! ولكنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد أخبَركم أنّه يظهَرُ عند الرُّكنِ اليمانيّ للمُبايَعة وليس للحِوار، ويُدرِكُ قَولِي هذا أولوا الألباب بأنّه حقًّا لا بُدَّ أنّ المهديّ يُحاوِرُ الأمّة مِن قبل الظّهور، حتى إذا صدّقوا بأمرِهِ ظهَرَ لهم للمُبايَعَة.

    ويا مَعشَر أولي الألبابِ مِن الذين لا يكونون ساذَجِينَ إمَّعَاتٍ إن أحسَنَ الناسُ أحسنوا وإن أساءَ الناسُ أساءُوا؛ إنّي أُقسِمُ لكم بالله ربّ العالمين أنّي لا أقولُ لكم غيرَ الحقّ بأنّي أنا المهديُّ المُنتظَرُ وأتَلقَّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم وليس بالتَّكليم ولا إرسالِ جبريل، ولسوفَ أُقَدِّمُ لكم البُرهان القاطِع مِن القرآنِ بطريقَة وحيِ التّفهيمِ مِن ربّ العالَمين مُباشرةً إلى القلب؛ وإذا لم تُصدِّقوا بوَحيِ التّفهيمِ فكيف سوفَ تَستَطيعونَ أن تَعلموا بتَأويل قوله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ‎﴿٣٧﴾‏} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    فكيف تَستَطِيعونَ أن تُفسِّروا هذه الآية إذا لم تُؤمِنوا بوَحيِ التّفهيم؟ فإنّ قارِئ الآية يَرى وكأنّ المُتكَلِّم هو الله يَعتَذِرُ لآدم ثمّ تابَ آدم على الله سبحانه وتعالى عُلُوًّا كبيرًا، ومِنكم مَن جعَل لهذه الآية أساطير بأنّ آدم سألهُ بحقّ فُلانٍ وفُلانٍ ومِن هذا القَبِيل. ولكنّي لا أُفسِّرُ كلام الله مِثلكم بالظنّ؛ بل بنفسِ آياتٍ أخرى في القرآن آتي بالتّأويلِ الحقّ فأقول إنّ الله سبحانه أوحَى إلى قلبِ آدم وحوّاء ماذا يقولون حين أرادَ أن يَرحَمَهم، ولم يُكلِّمهم بما يَقولونَ بالتَّكليمِ مِن وراءِ الحجابِ تَكليمًا بالصَّوتِ ولا بإرسالِ جبريل؛ بل بوَحْيِ التّفهيم إلى القلبِ مُباشَرةً. وهذه الكلماتُ التي تلقّاها آدم إلى القلبِ هي ما نطقَ بها آدمُ مُخاطِبًا بها ربّه وهي: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ‎﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف].

    ثمّ نَزيدُكم على إثباتِ وَحيِ التّفهيم في قِصّة يوسف بعد أن تَركَه إخوَته في الجبّ في بئرٍ على طريق القوَافِل: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سورة يوسف].

    فهل تظنّون بأن الله كلَّم يوسف - عليه الصّلاة والسّلام - تَكليمًا أو أرسَلَ إليه جبريل؟ بل ألهمَه وفَهَّمَه بأنّ هذا المَكر لم يكن ليُصيبَه بسُوءٍ؛ بل ليُحقِّقَ الله له رؤياه بالحقّ وإنّه سوف يأتي يومٌ مِن الأيام فيُنَبِّئُ إخوَته ويُذكّرهم بأمرِهم هذا وما صَنَعوا به وهم لا يَشعرون بأنّ المُتكلِّم هو يوسف وذلك لأنّه قد صار في مَركزٍ كبيرٍ؛ بل عزيز مصر!

    ومِن ثمّ نُتابِعُ القِصّة فنَجِدُ فِعلًا أنّ رسول الله يوسف قد ذكَّر إخوتَه بما صنَعوا به وبأخيه وهم لا يَشعُرون بأنّ الذي أمامهم هو يوسف حتى ذَكَّرهم بأمرِهم ومَكرِهم ضِدّه بغيرِ الحقّ، وعندها تبيَّن لهم أنّ الذي يُكلِّمُهم هو يوسف بلا شكٍّ أو ريبٍ. وقال الله تعالى في قصة يوسف: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ‎﴿٨٩﴾‏ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ} [سورة يوسف:89-90].

    وهنا يتَبيَّنُ لكم التّأويلُ الحقّ لقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ‎﴿١٥﴾} صدق الله العظيم. فقد رأيتُم بأنّ يوسف ذَكّرهم بأمرِهم هذا وهم لا يَشعُرونَ أنّ الذي أمامهم هو أخوهم حتى إذا ذَكَّرهُم بما صنَعوا به، لذلك قالوا: {قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ} صدق الله العظيم.

    وهكذا بيان القرآن بالقرآن لو كنتم تَعلمون، وإنّما يُلهِمُني ربّي بالآية التي هي تأويلٌ لآيةٍ أخرى، وإذا لم يكن هناك سُلطانٌ لتأويلِ الحقّ مِن القرآن فاحذَروا؛ فليس ذلك إلهامٌ مِن الرّحمان بل وَسوَسة شيطانٍ لتَقولوا على الله ما لا تَعلمون، فأنا لا أقول لكم حدَّثنِي قلبي بغير سُلطانٍ من القرآن الذي أتَحدّاكم به.

    وكذلك بيَّن الله لكم طُرُق الوَحيِ أنّها ثلاثة وهي:

    - وَحيُ التّفهيم إلى القلب.
    - وكذلك وَحيُ التّكليمِ مِن وراءِ حجابٍ.
    - وكذلك إرسالُ جبريل.


    - وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم [سورة الشورى:51]، وذلك وَحيُ التّفهِيم كما بيّنا لكم.

    - {أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} وذلك وَحيُ التّكليم بالصّوتِ كما كلَّمَ الله موسى تكليمًا.

    - {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:51]، وذلك إرسالُ جبريلَ عليه الصّلاة والسّلام.

    ولكنّي أُنبِّه وأُكرِّرُ بأنّه إذا لم يكن للذين تُحَدِّثُهم قلوبُهم سُلطانٌ يُجادل به مِن القرآن فليس ذلك وحيًا مِن الرّحمن؛ بل وَسوَسة شيطانٍ فاحذروه إذا لم يكن الدّاعي على بَصيرةٍ مِن ربّه فلم يوحِ اللهُ له شيئًا بل أوحَى إليه الشيطان بالوَسوَسة بغير الحقّ.

    ويا مَعشَر علماء الأمّة؛ إذا كان ناصر اليماني يُوحِي له الشيطان فسوفَ تَغلِبونَه مِن القرآن وتُلجِمونَه إلجامًا، وإن ألجَمتُكم وأخرَسْتُ ألسنتَكم بالحقّ، فقد تبيّن للذين يُريدونَ الحقّ أنّه على حقٍّ، ويهدي إلى صراطٍ____________مُستقيمٍ؛ صراط العزيز الحميد.

    ويا مَعشَر عُلماء الفَلَكِ والشريعة؛ لقد أدرَكَت الشمسُ القمرَ وهو هلالٌ في أوّل الشهرِ عِدّة مرّاتٍ فلم تُحدِث لكم ذكرًا، ثمّ زادَكم الله آيةً أكبَر وهي السّبق وأنتم تعلمون؛ وجميعُ عُلماءِ الفلك يَعلمونَ بأنّه منذ أن خلقَ الله السّماواتِ والأرضَ أنّ الهلال يُولَدُ ويَنفَصِل عن الشمس شرقًا وهي تَجري وراءَه غربًا وذلك منذ أن خلقَ الله السّماواتِ والأرضَ، فلا ينبغي للشمس أنْ تُدركَ القمر أو تتقدَّمه؛ وكذلك النّهار لا يَنبغي له أن يَسبِقه الليل فيتَقدَّمه، وذلك لأنّه يُولج الليل في النهار، إذًا النهار هو الأوّل والليل يَطلبُه حثيثًا وراءه بشكلٍ مُستَمرٍ، وها هي الشمس قد أدرَكتِ القمر فسبَقته بالمَرّة وأنتم تَعلَمون بأنّ الشمس والقمر جميعهنّ يَجريانِ مِن الغرب نحو الشرق وأنّ المُتَقدِّم القمر والشمس تجري وراءَه؛ والقمر يتأخّرُ عن الشمس شرقًا حتى ترونه بدرًا يَظهرُ لكم مِن الشرق بوَقتِ المغرب ومَنازله أمام أعيُنِكم حتى عادَ كالعُرجونِ القديمِ وهو وَضعُه السّابق؛ محاقٌ مُظلمٌ لا هلال فيه شيئًا ومِن ثم يولَدُ وينفَصِلُ عن الشمس شرقًا، وهكذا الشمس لا يَنبغي لها أن تُدرِكَ القمر فتتقدَّمه وهو يَجري ورائها هلالًا حتى يأتي أحد شروط السّاعة الكبرى ومِن ثم تَسبِقُ الشمس القمر فيَجري وراءَها هلالًا؛ وذلك لأنّه وُلدَ فجرًا قُبيلَ طلوعِ الشمس فأصبَح يجري وراءَها، يا قوم ولكنّه كان يَلحَقُ بها فتَجتمِع به وقد هو هلال في رمضان 1426 وكذلك رمضان 1427 وكذلك ذي الحجة 1427 حتى إذا جاء رمضان 1428 وهو الإدراك الأكبر فتمّ التّقدُّم النِّهائي للشمس فرأيتُم بأنّ الشمس والقمر يَجرِيانِ نحو الشرق ولكنّ الشمس سابقةٌ للقمر والقمر يجري ورائِها وقد هو هلال، وقد عَلِمتُم بميلاده بسبب الكُسوف والذي لم يَرَهُ أهل الجزيرة العربيّة؛ بل في بلادٍ أُخرى، والمُهمّ أنّكم عَلِمتُم بميلاد الهلال بلا شَكٍٍّ أو رَيبٍ ولكنّكم تيقّنتُم بأنّ الهلال غابَ قبلَ مَغيبِ الشمس، ولكنّكم تَعلَمون بأنّ سببَ طلوعِ الشمس وغروبها هو حركة كوكبِ الأرضِ مِن الغرب إلى الشرق؛ وفي الحقّيقة إنّ الشمس والقمر لا يتّجِهانِ غربًا؛ بل اتِّجاهَهُما شرقًا وجريهم شرقًا.

    إذًا يا قوم؛ لقد علِمتُم بأنّ الشمس والقمر كانا يَجرِيانِ في أوّل ميلاد هلال رمضان فَلكيًّا وعلِمتُم بأنّ الهلال يجري بعد الشمس، ومِن متى الهلال يجري بعد الشمس منذ أن خلقَ الله السّماواتِ والأرضَ؟! {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ‎﴿٤٠﴾‏} [سورة يس]. ولكن يا قوم جاء شرطٌ مِن شروط السّاعة الكبرى فسَبقتِ الشمسُ القمرَ وحتمًا سوف يَسبِقُ الليلُ النهارَ وأنتم عن أمري مُعرِضون إلّا مَن رَحِم ربّي.

    ويا مَعشَر البشر؛ إنّ السَّببَ العِلميّ بأنّ الشمس أدركَتِ القمر فذلك بسبب اقتِرابِ الكوكب العاشِر وتأثُّر القمر خصوصًا بحرَكَتِه حولَ نفسِه نظرًا لضُعفِ جاذِبيَّتِه، وأنتم تعلمونَ جاذِبيَّةَ القمر، وسوف يأتي التَّأثيرُ الأكبرُ على الأرضِ يومَ اقتِرابِه أكثر فتَرَونَ الشمس تَظهرُ مِن مَغرِبها، ثمّ لا يَنفعكم الإيمان بأمرِي ويُدَمّر الله الكفار بهذا الأمر تدميرًا؛ ويُطهِّر الأرض مِنهم تطهيرًا كشجرةٍ خَبيثةٍ اجتُثَّت مِن فوقِ الأرض ما لها مِن قَرار، خُصوصًا الذين يَعلَمونَ أنّه الحقّ مِن ربّهم وهم عنه مُعرِضونَ وهم شياطين البشر.

    ويا مَعشَر البشر؛ كم أُكرِّرُ وكم أُذَكِّر:

    لقد أدركَت الشمسُ القمَرَ آيةً للمهديّ المنتظَر الإمام الثّاني عشر مِن أهلِ البيتِ المُطهر. وإنّي لا أتَغنَّى لكم بالشِّعرِ ولا مُساجِعٌ بالنَّثرِ، قد أعذَرَ مَن أنذَرَ، والله أكبر والنَّصر لله وللمهديّ المُنتظَر وسيَعلَمون غدًا مَن الكذَّابُ الأشِر، والسّلامُ على مَن اتَّبَع الهادي إلى الصِّراطِ ___________المُستَقيم..

    أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي



    اقتباس المشاركة 399 من موضوع كيف عرف الإمام ناصر محمد اليماني أنه المهدي المنتظر؟ {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}

    {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}

    -1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 09 - 2007 مـ
    12:26 صباحاً
    ــــــــــــــــ

    ردود الإمام على استفسارت العضو محبّ المهدي..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ثم أما بعد:

    أخي الكريم لقد تلقيت الحقّ من ربّي عدة مرات بأني أنا المهدي المنتظر خليفة الله عن طريق الرؤيا، والناطق بالخبر في الرؤيا من لا ينطق عن الهوى ومن لا يتمثل به الشيطان الرجيم إنه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن الرؤيا تخص صاحبها ولا يُبنى عليها حكم شرعيّ للأمّة، ولكنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال في أحد
    الرؤى:
    [كان مني حرثك وعلي بذرك وأهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته]
    صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    فإن كان ناصر اليماني هو حقّاً المهدي المنتظر فحتماً سوف يحقّ الله الرؤيا بالحقّ ثم لا يجادلني علماء الأمّة من القرآن إلا غلبتهم بالحقّ تصديق للرؤيا الحقّ، وإن رأيتم علماء الأمّة جادلوني من القرآن فألجموني فقد أثبتوا بأنّي مفترٍ على الله ورسوله وأعوذ بالله أن أكون من الذين يفترون على الله ورسوله، ولا يجتمعان النّور والظلمات.

    وها أنا ذا أصول وأجول في الميدان على جوادي ورافع القرآن العظيم على سنان رمحي وأقول هل من مُبارزٍ بالعلم والمنطق من القرآن العظيم؟ ولا يزال كثيرٌ من الذين اطّلعوا على أمري في ريبهم يتردّدون لا صدّقوا ولا كذّبوا وسوف يحقّ الله القول على النّاس تصديقاً لقول الله تعالى:

    {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تكلمهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ (82)}
    صدق الله العظيم [النمل]

    وسبق وأن بيّنا لهم من آيات الله الكبرى على الواقع الحقيقي لعلهم يوقنون، ولكن برغم كلّ ذلك لم يعترف علماء الأمّة بشأني وأن الله قد زادني بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك برهان الإمامة والقيادة لقومٍ يؤمنون، ولكن للأسف لا يزالون صامتين برغم استفزازي لهم بالحقّ لعلهم ينزلون ساحة الميدان للحوار بالعلم والمنطق الحقّ من كتاب ربّ العالمين:

    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)}
    صدق الله العظيم [المرسلات]

    أمّا الذين قالوا بأني أستاذ جامعي مدرس في الجامعة فذلك خبر غير صحيح, وأمّا كيف أتلقى تفسير القرآن بالقرآن فإن ذلك بوحي التفهيم من ربّ العالمين مباشرةً إلى القلب وذلك لأنّ طرق الوحي ثلاث والمذكورة في آيةٍ واحدةٍ جميعها الثلاث، وذلك في قوله تعالى:

    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ أنّه عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)}
    صدق الله العظيم [الشورى]

    فأما قوله الأول {إِلَّا وَحْياً} وذلك هو وحيّ التفهيم.
    وأما الثاني {وْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} وذلك وحيّ التكليم من وراء حجاب.
    وأما الطريقة الثالثة {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ أنّه عَلِيٌّ حَكِيمٌ} وذلك الرسول جبريل عليه الصلاة والسلام.

    ولكني أحذر الذين لا يعلمون بأن وحيّ التفهيم إذا لم يكن له سلطان من القرآن فذلك ليس من الرحمان بل وسوسة شيطان رجيم لتقولوا على الله ما لا تعلموا، فيقول أحدكم: "حدثني قلبي" ويريد الآخرين أن يصدقوه! فهذا ليس منطق حقٍّ ما لم يأتي بالسلطان الوضح والداحض من القرآن العظيم.

    وأما سؤالك عن مكاني والموقع الآن في دول العالم فأقول: لك لقد أخبركم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من أين يأتي المهدي المنظر إلى الركن اليماني لظهور للمبايعة وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [نفس الله يأتي من اليمن]

    ويقصد بقوله نفس الله أي فرج الله على الأمّة وللمظلومين من النّاس وإمام الأمّة وكاشف الغمة بإذن الله، ولكن لم يصدّقني المسلمون بعد ولا أدري ما الله فاعل بهم إن استمروا على صمتهم الرهيب بغير الحقّ! وإلى الله ترجع الأمور.

    وأسفل الأراضين السبع أوشكت أن تكون عالي الأرض؛ الأمّ، فتمطر عليها حجارةً من سجيلٍ منضود مسومةً عند ربّك تخترق حجارته الغلاف الجوي، فإن كذبوا فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمّى وصار وشيكاً والمسلمون والنّاس أجمعون لم يعترفوا بأمري بعد فمن سينقذهم من عذاب الله إن كذبوا المهدي المنتظر؟
    والسلام على من اتّبع الهُادي إلى الصراط ـــــــــــــــــــــــــ المستقيم، الإمام ناصر محمد اليماني.

    ......................................
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    - - - تم التحديث - - -




    اقتباس المشاركة 400 من موضوع كيف عرف الإمام ناصر محمد اليماني أنه المهدي المنتظر؟ {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم}


    - 2 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 10 - 2007 مـ
    08:37 صباحاً
    ــــــــــــــــــ

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ، ثم أمّا بعد..

    إلى حبيبي الذي يُدعي محب المهدي المنتظر الحقّ لقد جاءك من ربّك الحقّ فلا تكن من المُمترين، وأما سؤالك كيف علمتُ بمكان التابوت وما فيه ومن حوله فلن تُصدّقني لو افترضنا بأنّه قد علمني بمكانه جبريل!
    بل لن تُصدّقني حتى لو افترضنا بأن الله كلّمني تكليماً من ورائي الحجاب فأخبرني بمكان التابوت وما فيه ومن حوله!
    فلن تُصدقني لو افترضنا ذلك بل أعلم بأنك سوف تقول سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ومن ثم تذهب إن استطعت إلى اليمن ثم إلى محافظة ذمار ثم إلى قرية الأقمر غربي حورور ثم تدخل الكهف الذي فيه بناء وهو بجانب بيت شخص يُدعى محمد سعد والكهف من تحت بيته بعدة أمتار بل يجعل في الكهف بعض الأحيان القصب وداخل الكهف يوجد بناء قديم إلى جوانبه وفتحة الكهف غرب تميل إلى الشمال قليلاً لذلك تقرضهم ذات الشمال وذلك لأنهم في فجوة منه بذات الشمال يا محب المهدي، وكلبهم أحمر باسط ذراعيه بالو صيد لو اطلعت عليهم يا محب المهدي قبل أن أخبرك بعظمة طولهم وضخامة أجسادهم إذاً لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباُ عظيماً - يا محب المهدي - وذلك لأنهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يتعمرون من ألف سنة وأكثر وليست أجسادهم كأجسادنا بل زادهم الله علينا بسطةً في الخلق، فهم من أمّة وُجِدت قبلنا بثمانية عشر ألف سنة يا محب المهدي، وأظنّني بيّنت لكم هذا الرقم الحقّ من القرآن العظيم وفصّلت لكم تفصيلاً ثم لا يؤمن بأمري إلا قليلٌ، وأما محب المهدي فلا يزال سقيماً في نفسه يريد أن يعلم الحقّ فهل ناصر اليماني هو حقّاً المهدي المنتظر أم إنه من المهديين الكاذبين أو الضالين من الذين وسوست لهم الشياطين.

    وأنا المهدي المنتظر، أقسم بالله الواحد القهّار الذي يرسل السماء علينا مدراراً ويجعل لنا جنات ويجعل لنا الأنهارَ؛ الذي يولج الليل في النّهار؛ الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار؛ الذي ثوابه الجنّة وسجنه النّار، الذي يعلم الجهر وما خُفي من الأسرار؛ الذي إليه ترجع الأمور ويعلم ما تخفي الصدور وإليه النشور؛ الله لا إله إلا هو الواحد القهّار بأني أنا المهدي المنتظر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهر الحقّ من ربّكم، فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُساجع بالنثر بل الحقّ من ربّكم، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فإن أبيتم أظهرني الله عليكم في ليلةٍ واحدةٍ بالكوكب العاشر فقد أدركت الشمس القمر آية للمهدي المنتظر في أول الشهر، ولا يزال كثيرٌ من الذين اطّلعوا على أمري في ريبهم يتردّدون، وكثيرٌ منهم عن أمري معرضون واتّخذوا هذا القرآن مهجوراً، وكثيرٌ منهم قوماً بورا ولم يجعل الله لهم نوراً وكأنهم أمواتُ وليسوا أحياءً فلا حياة لمن تُنادي، أو كأنهم صُمٌّ بكمٌ تولوا عن أحدكم، فهل يسمعون الداعي من ورائهم فيلتفتون إلى ورائهم؟ بل لن يلتفتون فجربوا. تصديقاً لقول الله تعالى:

    {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدّعاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52)}
    صدق الله العظيم [ الروم ]

    ويا أسفي على المسلمين وعلمائهم كأسف يعقوب على يوسف ولكنها لن تبيض عليهم أعيني من الحزن فكيف آسى على قومٍ أخاطبهم بكتاب الله الذي هم به مؤمنون وأفصّل لهم تفصيلاً مُستنبطاً الحقائق من القرآن العظيم ثم لا يصدقوني شيئاً؟ أو أنهم لا يوقنون مُذبذبين لا كذبوا ولا صدقوا، فبأي حديث بعده تؤمنون؟

    ولكنكم بالقرآن العظيم يا معشر المسلمين تزعمون بأنكم به مؤمنون ثم لا تُصدّقون مهديكم الحقّ الذي لا يُخاطبكم إلا من القرآن العظيم ثم لا تصدقون، لبئس ما يأمركم به إيمانكم بالقرآن العظيم.

    ولم يجعل الله حُجتي عليكم القسم ولا الاسم بل العلم لقوم يعلمون أدعوا النّاس إلى الحقّ إلى صراط_________________مستقيم، على بصيرةٍ من ربّي أنا ومن اتّبعني من النّواب الدّاعين والمُبشرين للمسلمين الذين كانوا للمهدي المنتظر ينتظرون حتى إذا جاءهم بالحقّ فهم عن الحقّ صامتون ولا يزالون في ريبهم يتردّدون حتى يرون العذاب الأليم ثم يقولون: إنا بمهدينا مؤمنون. فنقول الآن بعد أن وقع القول عليكم فأهلك أعدائه وعذبكم عذاباً شديداً، يَضعْنَ من شدة الفزع الثكالى حملهن فكيف تتقون إن كفرتم يوم يجعل الولدان شيباً؟ فلماذا لا تصدقون إمامكم الحقّ الناصر لكم ولنبيّكم الذي جعل الله في اسمه حقيقة خبره وعنوان أمره:
    [ ناصر محمد اليماني ]

    فواطأ الاسم الخبر، ذلك اسم المهدي المنتظر من أهل البيت المُطهر يا معشر السنة الذين يكفرون بأمري هم وأصحاب محمد الحسن العسكري والذي جعلوا ميلاده من قبل القدر في الكتاب المُسطر، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وخبّؤني في سرداب سامراء! فليُخرجوا مهديهم من السرداب إن كانواصادقين.

    وتا الله لا يجدون غير الخفافيش معشعشة فيه فلا يزالون في سردابٍ مظلمٍ ولا أظنّ من كان في سردابٍ مظلمٍ أن يشاهد البدر ولو كان وسط السماء، أم إنهم يتّبعون ربّما محمد الحسن العسكري في سرداب سامراء! بل ضلّ عنهم ما كانوا يفترون.

    وما ينبغي للمهدي أن تلده أمّه منذ أكثر من ألف عام قبل الظهور بل تلده أمّه بقدر مقدور في الكتاب المسطور من قبل الظهور بسبعة وثلاثين عاماً ثم يظهر لكم عند المشعر الحرام للمُبايعة من بعد الحوار والتصديق يظهر لكم عند البيت العتيق الإمام [ ناصر محمد اليماني ].

    وأما سؤالك يا محب المهدي عن وحيّ التفهيم فإنه مباشرة من الحيّ القيّوم إلى القلب. كمثل قوله تعالى:
    {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}
    صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79 ]

    وذلك هو وحيّ التفهيم من ربّ العالمين ألهَمَ سليمان الحُكمَ الحقّ بين المُختصمين عند والده داوود عليهم الصلاة والسلام. فكن من الموقنيين يا محب المهدي واتّبعني أهدك سبيل الرشاد على بصيرةٍ من ربّي ولا تتبع الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بالظنّ فإن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فإن اتّبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم فسوف تعلم معهم بأي منقلب ينقلبون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم مهتدون، وما أطاعوا أمر الله بل أطاعوا أمر الشيطان الرجيم الذي حذرهم منه ربّ العالمين وقال:

    {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ أنّه لَكُمْ عَدُوٌّ مبين (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169)}
    صدق الله العظيم [ البقرة ]

    ولكن الله حرم أن نقول عليه مالم نعلم. وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سلطاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33)}
    صدق الله العظيم [ الأعراف ]

    ثم تتبعون حديث مفترى يقول:
    [ كلّ مجتهد مصيب ]

    بمعنى عليه أن يقول على الله ما لم يعلم وهو مجتهد! إن أخطأت فلي أجرٌ وإن أصبت فلي أجران!! بل أجره نار جهنّم ذلك بأن زلّة عالمٍ زلةَ عَالَمٍ بأسرة، بل الحديث الحقّ الذي يتطابق مع حديث الله في القرآن العظيم لأنه حديث رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قال:
    [ من قال لا أعلم فقد أفتى ]

    وذلك إذا كان يهمه الأجر والمغفرة فإذا اتّقى الله لأنه لا يعلم ويخشى أن يقول على الله ما لا يعلم وقال للسائل لا أعلم فقد أفتى بمعنى أنه حصل على أجر مُفتي.

    والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المستقيم الإمام ناصر محمد اليماني..
    .............................

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] ( سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم )
    بواسطة أميرة الإنصارية في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-08-2018, 04:18 PM
  2. [ فيديو ] بيان التعزير والتشهير: عند الامام ناصر محمد اليماني و عدنان ابراهيم و المغامسي و القرضاوي ...2016
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-09-2016, 05:23 PM
  3. [ فيديو ] صوتي: الامام ناصر محمد اليماني و د. عدنان ابراهيم و الشيخ صلح المغامسي حقيقة هاروت و ماروت
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-02-2015, 04:10 PM
  4. [ فيديو ] صوتي:الامام المهدي ناصر محمد اليماني و الشيخ صالح المغامسي ما هي حقيقة ما يعرف بنجمة داود؟
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-01-2015, 07:26 PM
  5. سلسلة حوارات بين الإمام المهديّ والمدعو طريد حول الإمامة وفتوى وحي التفهيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 03:13 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •