لايأذن الله لي بالشفاعة لأحد، إنما يأذن لي أن أُحاجَّ ربي في تحقيق النعيم الأعظم (رضوان ذات الله)..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
ولكنّي المهدي المنتظر أُنكر الشفاعة جميعاً بين يدي الله وأشهدُ أن الشفاعة لله جميعاً ثم آتيكم بالسُلطان الحق المُلجم من كتاب الله وسنة رسوله ونبدأ بالمُحكم من كتاب الله. وقال الله تعالى:
{ وَذَكِّر بِهِ أن تُبسَلَ نَفسُ بِمَا كَسَبَت لَيسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ وَليٌّ وَلاشَفِيعٌ وَإن تَعدِلْ كُلَّ عَدلٍ لا يُؤخَذ مِنهَآ }
صدق الله العظيم [الأنعام:70]
وقال الله تعالى:
{ يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا أنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِنْ قَبْلِ أن يأتيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ ولا خُلّةٌ ولا شَفَاعَةٌ والكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
صدق الله العظيم [البقره:254]
وقال الله تعالى :
{ هَلْ يَنْظُرُونَ إلا تَأويلَهُ يَوْمَ يَأتي تَأويلُهُ يَقُولُ الَّذين نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِنَا بالحقِ فَهَلْ لنا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أو نُرَدُّ فَنَعمَلَ غَيْرَ الَّذي كُنّا نَعْمَلُ قد خَسِرُوا أنفُسَهُم وَضَلَّ عَنْهُم ما كانُوا يَفتَرُون }
صدق الله العظيم [الأعراف:53]
وقال تعالى:
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
صدق الله العظيم [الأنعام:51]
وقال الله تعالى:
{ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54 )وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(55) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58) }
صدق الله العظيم [الإسراء]
وقال تعالى:
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (18)فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً (19) }
صدق الله العظيم [الفرقان]
وكذلك المهدي المنتظر يُكذب الذين يرجون الشفاعة منه بين يدي الله سُبحانه وتعالى علوا كبيراً، وإنما أفتيتكم أني أتجرأ على مٌحاجّات ربي في تحقيق نعيمي الأعظم وهو أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يكون الله راضٍ في نفسه؟ حتى يدخل كُل شيء في رحمته ثم تأتي الشفاعة من الله برحمته التي كتب على نفسه ولله الشفاعة جميعاً، فانظروا حين تأتي الشفاعة من الله فتشفع رحمته من غضبه بعد مُحاجّات العبد الصالح ربه بالحق في تحقيق النعيم الأعظم وليس أنه يطلب الشفاعة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين..
وقال الله تعالى:
{ قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ(22)وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(23) }
صدق الله العظيم[سبأ]
وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }
صدق الله العظيم [الزمر]
وكذلك جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينفي أن يشفع لكم بين يدي الله ولا حتى لابنته فلذة كبده لن يغني عنها من الله شيئاً، فإذا كان لن يشفع لابنته فكيف يشفع لأمته!؟ وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ يا فاطمة بنت محمد اعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئاً ]
وقال: [ يا صفية عمة رسول الله اعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئاً ]
وقال: [ يا بنى عبد مناف اعملوا فإنى لا أغنى عنكم من الله شيئاً ]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[ "يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً... يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئاً.. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً.. ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً.]
صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ويا أيها المُبايع المصري وليس أشرف بل سواه ليس ذو عقل مُكتمل بالنور اتقِ الله فقد أوشكت أن تنقلب على عقبيك وسيجزي الله الشاكرين، وأنت لم تفهم الحق كما ينبغي فأنا الإمام المهدي أنفي الشفاعة بين يدي الله من العبد فيشفع للعباد بين يدي الرب نفياً مُطلقاً بسبب عقيدتكم الباطلة حسب زعمكم أن العبد يتقدم بين يدي الرب طالباً الشفاعة فيقول: [ يا محمد ارفع رأسك واشفع تُشَفَّع ]. قاتل الله المُفترين، وها هو قول الله ورسوله من الكتاب والسنة يُنكران هذه الراوية الباطل جملة وتفصيلاً، وهل ظننت يامن يُسمي نفسه بالمُبايع المصري أني أفتيتك أني سوف أشفع لك عند الله حتى تقول إنها لا تحل إلا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهاهو محمد رسول الله قد أفتاكم أنهُ لا يشفع حتى لابنته فكيف يشفع لأمته! أفلا تتقون؟ وإنما أفتيتكم أنه يأذن الله لعبد من عباد الله الصالحين أن يحاجَّ ربَه في تحقيق النعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يكون الله راضٍ في نفسه؟ حتى يُدِخل كُلَّ شيء في رحمته، ثم تأتي الشفاعة منه تعالى فتشفع لكم رحمة الله لدى غضبه. فتأتي الشفاعة من الله وحده تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ(22)وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(23) }
صدق الله العظيم [سبأ]
ولم أقل لكم إني سوف أتجرأ للشفاعة لكم بين يدي الله إذاً قد أمرتُكم بالكفر بعد إذ كنتم مؤمنين، بل أفتيتُكم أنه يحل لعبد النعيم الأعظم أن يُحاجَّ الله في تحقيق ما يعبده في نفس ربه وهو أن يكون الله راضٍ في نفسه، وكيف يتحقق ذلك؟ حتى يدخل كُل شيء في رحمته فيرضى سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولم أقُل لكم بأني سوف أقول: يا رب شفعني في أبي أو أمي، وأعوذُ بالله أن أقول ذلك ولا ينبغي لي وذلك لأن الله أرحم بأبي وأمي من ابنهم ناصر محمد اليماني وأرحم بي من أمي وأبي، أفلا تتقون؟
وسبب فتنتك عن الحق أنك ترى أن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تحل له الشفاعة بين يدي الله. تصديقا للرواية أنه يقول:
[ أنا لها، أنا لها، فيذهب بين يدي الله طالبا الشفاعة ]
ولكننا وجدنا هذه الرواية منافية لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الحق وفصّلنا لكم الحق تفصيلاً، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ