الموضوع: اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه

النتائج 11 إلى 17 من 17
  1. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحیم

    ملاحظه
    تم نقل المشارکة الاخیرة لاخینا الزهری من موضوع جدید اخر و نرجو عدم فتح صفحات جدیدة لموضوع واحد

  2. افتراضي

    شكر الله لك أخي ابن مسعود وأثابك الله وجمعنا الله وإياك على الحق اللهم آمين

  3. افتراضي

    جزاكم الله خيراً
    زادنا الله بتبيينكم وتوضيحكم بإذنه توحيداً له فأسأله التوفيق والسداد


  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الزهري
    قُل لِلّهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لّهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
    تبين ان لله الشفاعة كلها أي بيده وحده وهذا لا ينفي حقه تعالى في ان يهبها لمن يشاء وذلك لا يتعارض مع مفهوم الحديث في اثبات الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    هذا والله اعلم
    فمن الإعتقاد ان الله قد اوحى الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بانه سوف يأذن له بالشفاعه لانه يعلم بقلب محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك بعثه الله رسولا واصطفاه وفضله على كثيرمن خلقه وانا اكرر بأن الله لم يجعله شفيعاً اي خلقه شفيعاً ولكن الله اعلمه بعلم الغيبيات وبعلم ماكان وسيكون الذي هو من علم الله العليم الذي احاط بكل شئ علما بأنه سوف يأذن له ليشفع لمن ارتضى ارجو الإيضاح في ذالك من باب التبيين للناس ولي بالتي هي احسن وجزاكم الله خيراً وأرجو من الله ان يدلني للحق المبين
    انتهى الاقتباس من الزهري

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وأخص خاتمهم محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى أله المطهرين وعلى الأمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الخبير بالرحمن صاحب علم الكتاب وعلى الانصار الاخيار السابقين منهم واللاحقين وعلى من تبع هدى الله الى يوم الدين
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الفاضل الزهري

    قال تعالى:
    وهو ارحم الراحمين
    صدق الله العظيم
    فالله أرحم بعباده من كافة خلقه ومن هنا نبدأ أخي الكريم فالشفاعة بأي فهم هي رحمة من الله بعباده لا شك ولا ريب ولا مخلوق أرحم من الله
    وحتى نفهم الشفاعة علينا بالعودة لكتاب الله

    قلت أخي الكريم:
    اقتباس المشاركة : الزهري
    قُل لِلّهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لّهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
    تبين ان لله الشفاعة كلها أي بيده وحده وهذا لا ينفي حقه تعالى في ان يهبها لمن يشاء
    انتهى الاقتباس من الزهري

    نعم أخي الفاضل إن الشفاعة لله جميعا وإن أراد الله أن يهبها لمن يشاء فالله لا يُسأل عما يفعل وهو يفعل ما يريد - ولكن هل حقاً سيهب الله الشفاعة لأحد؟
    لنرى ان كان الافتراض بوهب الشفاعة لأحد من الخلق هو حق ويوافق كلام الله ام هو باطل يخالف كتابه

    قال تعالى:
    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون
    صدق الله العظيم

    وهذه فتوى الله الحق في كتابه بأن لا شفاعة ستقبل من نفس - فهل الفرضية التي تفرضها بأن الله سيهب الشفاعة لأحد من خلقه توافق هذه الاية ام تخالفها؟
    طبعا الله يفعل ما يريد فلو فرضنا أن الله وهب الشفاعة لأحد من خلقه (مثلا رسول الله عليه الصلاة والسلام) فهل سيقبل الله شفاعة رسوله:
    الجواب:
    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة
    صدق الله العظيم

    والنتيجة أن الشفاعة لا تقبل من أي مخلوق


    اقتباس المشاركة : الزهري
    فمن الإعتقاد ان الله قد اوحى الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بانه سوف يأذن له بالشفاعه لانه يعلم بقلب محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك بعثه الله رسولا واصطفاه وفضله على كثيرمن خلقه وانا اكرر بأن الله لم يجعله شفيعاً اي خلقه شفيعاً
    انتهى الاقتباس من الزهري

    مرة أخرى نستفتي الله في كتابه
    قال تعالى:
    وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون
    صدق الله العظيم

    من الأية نرى أنه لا شفيع من دون الله - ولكن اليس رسول الله عليه الصلاة والسلام من دون الله سبحانه وتعالى؟ فهل اذا وهب الله شفاعته لرسوله عليه الصلاة والسلام حسب الفرضية التي نتدارسها افلا يجعله هذا شفيعاً؟
    تقول أن الله لم يخلقه شفيعاً - نعم لم يخلقه شفيعاً ولكن السؤال هنا أخي الفاضل هو: بعد أن يهب الله الشفاعة لرسوله حسب الفرضية الا يجعله هذا شفيعا؟ يعني لنفرض ان الله وهب الشفاعة ومن ثم شفع الرسول للناس افلا يصبح عندها شفيعاً لهم؟ ولكن الله سبحانه وتعالى قال:
    ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون
    صدق الله العظيم

    وهنا نرى أن لا شفيع من دون الله والشفاعة هي لله جميعاً - وقد رأينا ان الله لا يقبل شفاعة من أي نفس لقوله تعالى:
    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون
    صدق الله العظيم

    فالشفاعة لله جميعاً وليست لأحد من خلقه ولا يوجد شفيع من دون الله ولن يقبل الله شفاعة من أي نفس -
    قال تعالى:
    ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون
    صدق الله العظيم

    فالشفاعة لن تتحقق ولن تكون رحمة الله هي الشفيع الا من بعد أن يأذن الله - والسؤال: يأذن بماذا؟ ولمن؟
    قال تعالى:
    ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له
    صدق الله العظيم
    من الاية نرى أن الله سيأذن لعبد من عباده - ولكن يأذن بماذا؟
    قال تعالى:
    يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا
    صدق الله العظيم
    فالاذن يكون لهذا العبد أن يقول قولاً صوابا يرضى الله عنه
    قال تعالى:
    يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا
    صدق الله العظيم

    فهل طلب الشفاعة من الله لعباده هو القول الصواب؟
    الجواب:
    قال تعالى:
    واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون

    صدق الله العظيم
    اذاً فلا يمكن ان يكون القول الصواب هو طلب الشفاعة للعباد لأن الله لن يقبله من أي مخلوق كما أفتانا في كتابه من قبل

    اذاً فما هو شرط تحقيق الشفاعة؟
    قال تعالى:
    وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان ياذن الله لمن يشاء ويرضى
    صدق الله العظيم
    فهنا يوجد شرطان قبل أن تتحقق الشفاعة:
    الاول أن يأذن الله لمن يشاء
    والثاني أن يرضى سبحانه وتعالى
    اذاً فالقول الصواب هو ليس بطلب الشفاعة بل الطلب بأن يرضى الله سبحانه وتعالى

    هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الزهري
    قُل لِلّهِ الشّفَاعَةُ جَمِيعاً لّهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
    تبين ان لله الشفاعة كلها أي بيده وحده وهذا لا ينفي حقه تعالى في ان يهبها لمن يشاء وذلك لا يتعارض مع مفهوم الحديث في اثبات الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    هذا والله اعلم
    فمن الممكن ان الله قد اوحى الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بانه سوف يأذن له بالشفاعه لانه يعلم بقلب محمد صلى الله عليه ولذلك بعثه الله رسولا واصطفاه وفضله على كثيرمن خلقه وانا اكرر بأن الله لم يجعله شفيعاً ولكن الله اعلمه بأنه سوف يأذن له ليشفع ارجو الإيضاح في ذالك من باب التبيين للناس بالتي هي احسن وجزاكم الله خيراً
    انتهى الاقتباس من الزهري


    اقتباس المشاركة 5105 من موضوع رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني) العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيْــنُ ..

    - 5 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    16 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    01 - 04 - 2010 مـ
    12:20 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    _________



    {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [سورة النجم ] ..


    بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبّ العالَمين ولا اُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المُسلِمين..

    السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويا أيُّها السَّائل إني الإمام المهديّ أُصلّي وأسلّم على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وصحابته الأخيار الذين معه قلبًا وقالبًا وأُسَلِّمُ عليهم تسليمًا، وقد أفتاكم الله في صحابته الأخيار وهم الذين آمنوا ونصروا محمدًا رسول الله من قبل الفتح وشَدّوا أزره في زمن العُسرة من قبل التمكين بفتح مكة المُبِيْن؛ أولئك أُثنِي عليهم جميعًا كما أَثنى الله عليهم في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    ومنهم أبو بكر الصدِّيق بالحقّ من الأنصار السَّابقين الأخيار ومن صحابة محمدٍ رسولِ الله قلبًا وقالبًا، وذَكَر الله صُحبته في مُحكَم الكتاب في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

    ولذلك فإني الإمام المهديّ أُصَلّي على أبي بكرٍ وعُمَر وأُسلِّم عليهم من ربّهم وأقول فيهم قولًا كريمًا أنهم من الأنصار السَّابقين الأخيار في عَصْر العُسْر من قبل التمكين بالفَتح المُبيْن؛ أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الفتح].

    أليس أبو بكر وعمر قد رضي الله عنهم كونهم من المؤمنين الذين بايعوا الله بالبيعة لرسوله تحت الشَّجرة؟ ولذلك فإنهم من المؤمنين المُبَشَّرين بنعيم رضوان الله عليهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} صدق الله العظيم.

    وأما معاوية ابن أبي سفيان وابنه يزيد فقد سَبَق فيهم الحُكْم الحقّ في الحديث الحقّ أنهم هُم الفئة الباغية على المُتَّقين، ولن تجدني ألعَن أحدًا من المُسلمين حتى ولو علمتُ أنهم كانوا خاطئين؛ إلَّا المُنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأمّا غير ذلك فالحُكم لله الذي يعلم بما في أنفسهم فألتَزِمُ بقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ويا أيّها النابغة، إن كُنت نابغةً حقًّا فلْتَسعَ مع الإمام المهديّ لجَمْع المسلمين ودواء جراحهم وتطهير قلوبهم لوحدة صفّهم حتى تقوى شوكتهم فنجعلهم بإذن الله خير أُمَّةٍ أُخرِجَت للناس لا يُفَرِّقون دينهم شيعًا وأحزابًا؛ فهذا مُحرّمٌ في كتاب الله في قول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    فهل تعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}؟ وهُنّ الآيات المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء]،
    ألا وإن من الكبائر اختلافكم في الدين الذي يسبِّب تفرُّق المسلمين شيعًا وأحزابًا فيفشلوا فتذهب ريحهم كما هو حالكم فذلك من كبائر ما تنهون عنه؛ عدم التفرّق في الدين وتدمير وحدة المسلمين، ولذلك وعدكم الله لئن خالفتم أمره بعذابٍ عظيمٍ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وسبب العذاب أنّهم أعرضوا عن البَيِّنات من ربّهم في مُحكَم كُتبه تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولذلك تجد الإمام المهديّ يدعو علماء المُسلمين وأمّتهم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم. والسؤال الذي يوجِّهه المهديّ المنتظَر إلى كافة عُلماء المُسلِمين هو: لماذا لا يجيبون داعي الاحتكام إلى آيات الكتاب البيّنات في مُحكَم القُرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا يزالون يتّبعون ملّة فريقٍ من أهل الكتاب من الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟! وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران]، وذلك لأنه يوجد فيه الحُكم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [سورة المائدة:48].

    {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} [سورة النمل] صدق الله العظيم.

    ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تَتَّبِعون مِلّتهم فتُعرِضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا؟ فلماذا تنهجون نهجهم وتُعرضون عن آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل ترضون على أنفسكم أن تكونوا مِن الفاسقين المُعرِضين عن آيات الكتاب البَيِّنات لعالمكم وجاهلكم؟! فتذكَّروا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وذلك لأنها من آيات أمّ الكتاب البَيِّنات (هُنّ أمّ الكتاب) تصديقًا لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7]، ومن آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]، وقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ‎﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    ولكن للأسف ستجدون أنفسكم مُعرِضين عن آيات الكتاب البَيِّنات هُنّ أُمّ الكتاب وتتبعون آياته المُتشابِهات في الشَّفاعة، وليس بيانهُنّ كما تزعمون، فكيف؟! فهُنّ آياتٌ مُتشابهاتٌ لَهُنّ بيانٌ غير ظاهرهنّ المُتشابِه، ولم يأمركم الله بالاعتصام بظاهرهنّ لأنهُنّ من أسرار الكتاب ولا يعلم تأويلهُنّ إلّا الله ويُعَلِّم بتأويلهنّ الرَّاسخين في العِلْم من الأئمّة المُصطفين إن وُجِدوا فيكم، وإذا لم يوجَدوا فلم يأمركم الله باتّباع ظاهرهنّ، بل أمركم باتّباع آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ولكنكم تتَّبعون ظاهر المُتشابِه ابتغاء البرهان لأحاديث وروايات الفتنة الموضوعة التي منها ما يأتي يتطابق مع ظاهر المُتشابِه ولذلك اتّبعتم ظاهر المُتشابه ابتغاء إثبات رواية الفتنة الموضوعة وأنتم لا تعلمون أنَّها موضوعة؛ بل تزعمون أن ذلك الحديث أو الرواية إنما هو تأويلٌ لهذه الآية، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ويا ناصر محمد اليمانيّ، أليس البيان الحقّ يأتي مُتشابِهًا لآيات القُرآن تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مِنِّي]؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: اللهم نعم بشرط أن لا يُخالف الحديثُ إحدى آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات؛ فلا ينبغي أن يكون تناقضٌ في كلام الله سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا. وتعالوا لنزيدكم عِلمًا: فإنّ الآيات المُتشابهات لهنّ بيانٌ يختلف عن ظاهرهنّ جُملةً وتفصيلًا، ولذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولكن حديث الفتنة يأتي يتشابه مع ظاهرها تمامًا؛ إذًا لماذا يقول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ}؟ ويقصد: (المُتشابه)، إذًا لو كان الحديث تأويلًا لتلك الآية لَما تشابه مع ظاهرها تمامًا، ولكن يا قوم أفلا تعلمون أن ظاهر المُتشابه تجدونه يختلف مع آيات الكتاب البَيِّنات المُحكَمات (هُنّ أُمّ الكتاب) وذلك لأن الله وضع فيهنّ أسرارًا في الكتاب يعلمها الرَّاسخون في العِلم منكم الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولم يجعل الله الحُجّة عليكم في الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله؛ بل أمركم فقط بالإيمان بأنّهنّ كذلك من عند الله وأمركم أن تَتَّبعوا آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات ولا يُعرِض عنهنّ فيتّبع ظاهر المُتشابه إلّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحَقّ المُحكَم والبَيِّن، ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    إذًا؛ الله أمركم باتّباع آيات الكتاب المُحكَمات وأمركم بالإيمان بالآيات المُتشابِهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، أفلا تتقون؟ ولكني الإمام المهديّ آتاني الله عِلْم الكتاب (مُحكَمه ومُتشابهه) ليجعلني شاهِدًا عليكم بالحقّ إن أعرضتم عن الدعوة إلى مُحكَم كتاب الله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

    وبما أنَّ الله آتاني عِلْم الكتاب فحتمًا أعلم بمُحكمه، وعلَّمني ربّي بمتشابهه الذي لا يعلم بتأويله إلَّا الله، ولكن أكثركم يجهلون، برغم أني أدعوكم إلى الاحتكام إلى آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لا يزيغ عمَّا جاء فيهنّ إلَّا مَن كان في قلبه زيغٌ عن الحقِّ، فمن ذا الذي لا يعلم بقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ‎﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

    والسؤال للإمام المهديّ: أليس قول الله بِمُحكَمٍ بَيِّنٍ ينفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام]؟ فانظروا لقول الله تعالى: {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} صدق الله العظيم. ولكن الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مشركون سيقولون: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليمانيّ، إنَّما نفَى الشّفاعة للكُفّار، أمّا المؤمنين فلهم الشفاعة بين يدي ربّهم ولذلك يشفع لهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: سننظُر أصَدَقت أم كنت من الكاذِبين مِمَّن يقولون على الله ما لا يعلمون، وسوف نجد الحُكم بيننا من الله في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ} صدق الله العظيم [سورة البقرة:254]، وتجد الخطاب موجَّهًا للمؤمنين وينفي الله الشّفاعة لهم بين يدي ربّهم تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست كلمة (لا) هي نافية في قاموس اللغة العربيّة ولذا تقولون: "لا إله إلّا الله"؟ وكذلك جاء النفي في قول الله تعالى: {وَلَا شَفَاعَةٌ}، أيْ: ولا شفاعة لوليٍّ أو نبيٍّ بين يدي ربّه يشفع للمؤمنين. وكذلك كلمة (ليسَ) أفلا تعلمون أنها من كلمات النفي المُطلَق؟ ولذلك قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:11]، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    أفلا ترون أن الإمام المهديّ يُحاجّكم بآيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم (هُنّ أمّ الكتاب) لتصحيح العقيدة الحقّ؟ فلماذا لا تتَّبعوا آيات الكتاب البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم؟ فهل أنتم فاسقون؟! وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} [سورة البقرة].

    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٥٧﴾} [سورة الكهف].

    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7].

    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} [سورة السجدة].

    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} [سورة الأنعام].

    وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} [سورة يونس].

    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾}
    صدق الله العظيم[سورة غافر].

    ولكن الذي في قلبه زيغٌ عن الحقّ لن يستطيع أن يُنكر مُحكَم ما جاء فيهنّ؛ بل سَيُعرِض عنهنّ وكأنه لا يعلم بهنّ ويجادلني بآيات الكتاب المُتشابِهات في ذِكْر الشّفاعة كمثال قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [سورة البقرة:255].

    وقوله تعالى: {مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} [سورة يونس:3].

    وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨﴾} [سورة الأنبياء].

    وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴿١٠٥﴾ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ﴿١٠٦﴾ لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿١٠٧﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [سورة طه].

    وقال الله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [سورة الزخرف].

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾}
    صدق الله العظيم [سورة النجم].

    ويا علماء المسلمين وأمّتهم، إنَّما نتهرَّب من تأويل آيات الكتاب المُتشابِهات في سِرّ الشّفاعة حتى لا يزيدكم الحقّ فتنةً إلى فتنتكم، لأن من الناس من لا يزيدهم الحقّ إلّا رجسًا إلى رجسهم، ولكني أعظكم بواحدةٍ لعلّكم تتفكّرون في الاستثناء، وهو قول الله تعالى: {إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم [سورة النجم:26]، فانظروا لقول الله تعالى: {وَيَرْضَىٰ} صدق الله العظيم؛ إذًا الشّفاعة ليست كما تزعمون! وإنما يوجد عبدٌ من بين العبيد أذِنَ الله له أن يُخاطب ربّه في هذا الشأن من بين المُتَّقين جميعًا، ولن يسأل الله الشّفاعة سُبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛ بل خاطب ربّه أنه يرفض جنّة النّعيم ويريد تحقيق النّعيم الأكبر منها وهو أن يكون الله راضيًا في نفسه، ولكن الله لن يرضى في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم].

    إذًا إنَّ تحقيق الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه. وكيف يكون راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه في رحمته ومن ثُمّ تأتي الشّفاعة من الله وحده لا شريك له؛ وهُنا المُفاجأة الكُبرى لدى أهل النار، تصديقًا لقول الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23].

    قال الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} [سبأ]، فأما البيان لقول الله تعالى: {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} صدق الله العظيم، فلا يَقصد الله أنه أَذِن له أن يشفع لعباده، بل أَذِن له أن يُخاطب ربّه في هذه المسألة لأنه سوف يقول صوابًا، وذلك لأن الله هو أرحم بعباده من عبده فكيف يشفع لهم بين يدي ربّهم؟! ولذلك أَذِن الله له من بين المُتَّقين لأنه سوف يقول صوابًا، ولن يتجرّأ للشّفاعة بين يدي ربّه سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا، ولذلك لن تجدوا لجميع المُتَّقين من الجنّ والإنس وملائكة الرَّحمن المُقَرَّبين فلن تجدوهم يملكون من الله الخطاب في هذه المسألة نظرًا لأنهم جميعًا لا يعلمون باسم الله الأعظم الذي جعله سرًّا في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴿٣١﴾ حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ﴿٣٢﴾ وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴿٣٣﴾ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴿٣٤﴾ لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ رَّبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَـٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة النبأ]، فانظروا يا عباد الله إلى مُحكَم كتاب الله الذي يُفتيكم أن المُتَّقين من الإنس والجنّ لا يملكون من الرَّحمن خطابًا في مسألة الشّفاعة، وكذلك المَلَك جبريل وكافة ملائكة الرَّحمن المُقرَّبين، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38]، ومن ثُمّ استثنى عبدًا من عبيد الله، وقال الله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا} صدق الله العظيم [سورة النبأ:38].

    وذلك هو العبد الوحيد الذي يحقّ له أن يخاطب ربّه في هذه المسألة لأن الله يعلم أن عبده سوف يُحاجّ ربّه بالقول الصواب ولن يشفع وما ينبغي له أن يشفع بين يدي من هو أرحم بعباده من عبده سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النَّعيم الأعظم من نعيم جنّته، ويريدُ من ربّه أن يرضى.

    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    إذًا الشّفاعة هو أن يرضى الله في نفسه، ولذلك عبده سوف يُخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته..
    ((((((((((((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))))))))))))

    وقال الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [سورة النجم]، وكيف يكون الله راضيًا في نفسه؟ حتى يُدخِل عبادَه الذين أخذوا نصيبهم من العذاب جنّته، فيقول الله تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا الشّفاعة هي لله وحده لا شريك له ولن تتحقّق حتى يرضى، فإذا رضي في نفسه تحقّقت لعباده برحمته فتشفع لهم رحمته من غضبه تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

    فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله أرحم الرَّاحمين؟!

    ويا قوم، أفلا تعلمون أنه يتحسَّر على عباده الذين ظلموا أنفسهم برغم أنه لم يظلمهم شيئًا؟ ولا نزال نُذكِّركم بتحسّر الله على عباده، فيقول الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [سورة يس:30]، وأمّا الذين ظلموا أنفسهم فيقول كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56].

    فهل تجتمع الحسرة والغضب؟ بمعنى: فهل يمكن أن يغضب الله على قومٍ وفي نفس الوقت يتحسّر عليهم؟ والجواب: كلَّا إنَّما الحسرة تحدث في نَفْس الرَّبّ من بعد أن يتحسّر عبادُه على أنفسهم؛ فيقول الظالم لنفسه: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم، وإنما الحسرة تحدث في نَفْس الرَّبّ من بعد أن يُهلكهم الله بسبب دُعاء أنبيائهم عليهم فيصدقهم الله ما وعدهم فيدمّر عدوهم تدميرًا، ولكن عباده لم يَهونوا عليه ولو لم يظلمهم شيئًا، وذلك بسبب صفته التي جعلها في نفسه وهي (الرَّحمة)، وليس كرحمة الأمّ بولدها العاصي لو نظرتْ إليه يصرخ في نار جهنّم؛ بل أشدّ وأعظم تكون حسرته على عباده الذين ظلموا أنفسهم وذلك لأن الله هو أرحم الراحمين، فبعد أن يُدَمِّر عباده المُكَذِّبين برسل ربّهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الله ليغفر لهم، وقال الله تعالى: {وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم:9-10]، حتى إذا اعتقد المُرسَلون أن قومهم قد كذَّبوهم فاستيئسوا من هداهم ومن ثُمّ يقولون: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:89]، ومن ثمّ يأتيهم نصر الله ولن يُخلِف الله وعده رسله وأولياءه فينصرهم على عدوّهم فيصبحوا ظاهرين فيورثهم الأرض من بعدهم، وقال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف]، وقال الله تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف:49]. {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأعراف:160].

    ولكن يا أحباب الله، يا معشر الآباء والأمهات، فتصوَّروا لو أنّ أحد أبنائِكم عصاكم طيلة حياته فلم يُطِع لكم أمرًا ومن بعد موته اطّلعتم عليه فإذا هو يصرخ من شدّة عذاب الحريق في نار جهنّم، فتصوَّروا الآن كم سوف تكون عظيم حسرتكم على أولادكم، فما بالكم بحسرة ربّهم الذي هو الله أرحم الراحمين؟ أم إنكم لم تجدوا في مُحكَم كتابه أنه يتحسّر على عباده؟! وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]، وأما الظالمون لأنفسهم فيقول كل منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم [سورة الزمر:56]، وأما آخرون: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:170].

    وأما القوم الذين قال الله عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54]، فكيف يرضون بِجنَّة النعيم وقد علَّمهم إمامهم أن من يُحبّونه يَتحسّر في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟! ولذلك فهم يريدون تحقيق النّعيم الأعظم من جنّته، وكل عباد الله الصالحين يُحبّون ربّهم لأنه أحسَن إليهم فأنقذهم من ناره وأدخلهم جنّته، ولكن القوم الذي وعد الله بهم في مُحكَم كتابه تنزَّه حُبُّهم لربّهم عن المادة، ولذلك لم تجدوا الله ذَكَر ناره أو ذَكَر جنّته؛ بل قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

    وهنا يستوقف أولو الألباب التفكير فيقولون: "إذا كنتُ حقًّا أُحِبُّ الله بالحبّ الأعظم من النّعيم والحور العين فما الفائدة من الاستمتاع بنعيم الجنّة وحورها وقد علَّمنا الإمامُ المهديّ أن حبيبنا الأعظم مُتحسّرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟!"، أولئك لن يُرضيَهم الله بالنّعيم والحور العين؛ بل ينضمُّوا إلى جانب الإمام المهديّ فيناضلوا في تحقيق النّعيم الأعظم حتى يذهب التحسُّر من نفسه على عباده
    ((((((((((((((( وَيَرْضَىٰ )))))))))))))))

    فذلك هو أملُهم ومنتهى غايتهم وكُلّ أمنيتهم وجميع هدفهم، فهل تدرون لماذا؟ لأنهم قوم
    {{{{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }}}}

    فمن كان منهم فوالله لا يجد إلَّا أن يتّبع الإمام المهديّ فيُحرِّم على نفسه جنّة ربّه ويقول: "وكيف أرضى بجنّة النّعيم وحورها وقصورها وأحبّ شيءٍ إلى نفسي يقول:
    {{{{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ }}}}؟!"

    فلا نزال نذكركم بتحسُّر الله في نفسه حتى لا تَدْعوا على عباده فَتَصبِروا على عباده حتى يهديهم، وأقصد الصبر على الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم مُهتَدون، وذلك لأنهم لم يُبصروا بعدُ ما أبصرتموه يا معشر الأنصار، فصبرٌ جميلٌ عسى الله أن يهديهم برحمته التي كتب على نفسه وسِع ربنا كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمدُ لله ربّ العالَمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. Exclamation

    بسم الله النعيم الأعظم الرحمن الرحيم
    أخي الكريم "الزهري " فهل ذكر الله في الكتاب أن محمد شفيعآ ؟؟!!!!
    لايوجد هناك دليلآ قرآني يدل على أن الله وهب الشفاعة لمحمد صلى الله عليه وسلم !!!!!
    وكذلك لايوجد دليل قرآني على أن محمد عليه الصلاة والسلام هو صاحب الوسيله ؟؟؟
    فلذلك أخي الزهري أنت قلت : من الممكن أن الله تعالى منح الشفاعه لمحمد .) فهذا قول ظن والظن لايغني من الحق شيئآ وكذلك لايجوز التقول على الله بما لاتعلمون فقط بالظن ونعوذ بالله أن نقول على الله مالم نعلم ونفتي بذلك !!!!
    فكونوا من أولوا الألباب اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..فاتبعوا أحسن قول و تفسير لصاحب علم الكتاب والخبير بالرحمن اللذي لايقول على الله إلا الحق ...ولا يتقول على الله الأقاويل ..ولا يفتي بالظن اللذي لايغني عن الحق شيئآ ...

    اللهم صلي وسلم على محمد وعلى ناصر محمد أتم الصلوات وأتم التسليم

المواضيع المتشابهه
  1. نسأل الله تعالى أن ينصر الحق عن الباطل برحمته و قوته
    بواسطة عبد السلام المغربي في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2017, 10:01 AM
  2. [فيديو] فهل ترى في دعوة أخيك الإمام ناصر محمد اليماني باطلاً و زوراً وبُهتاناً كبيراً..!
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2013, 03:46 PM
  3. ويا قوم إنّي أرى أنّه لن يصلح هذه الأمّة إلا كوكب العذاب حتى يعلموا الحقّ من الباطل ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 03:34 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •