بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام كثيرا على محمّد بن عبدالله وعلى جميع خلفاء الله وعباده الصّالحين
السّلام عليكم إمامي وقرّة عيني وعجّل الله ظهورك وجمع بك وبنا الأمّة على التوحيد الخالص لله ربّ العالمين
السّلام على جميع الأنصار المتسابقين والمتنافسين على النّعيم الأعظم
وبعد
إلى الذين لم يؤمنوا بعد بأنّ الله هو النّعيم الأعظم ورضوان نفسه الغاية من خلقنا
قال عزّ من قائل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ"(الذاريات: 56)
إلى الذين يدّعون محبّة الله ومحبّة الجنّة وغيرها في نفوسهم أكبر
إلى الذين يعلمون بأنّ الله هو أرحم الرّاحمين ولا يصدّقون بأنّه متحصّر على عباده الضّالّين في جهنّم
قال تعالى :يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) يّـس:30
إذا كانت الأمّ رحيمة بولدها فإنّ رحمة الله أكبر من رحمتها بل رحمتها جزء صغير من رحمته
وإذا كانت لا ترضى له وخز الشّوكة فإنّ الله أولى بأن لا يرضى له عذاب النّار
يا أيّها النّاس إنّ المحبّ لا يرضيه شيئ حتّى يرضى من أحبّ
وإن كنتم تحبّون الله فإنّه غير راض وحزين عمّن في جهنّم
وإنّكم لتعلمون أنّ خلقكم ليس لعبا ولهوا وعبثا بل لطاعة من خلقكم وإرضائه
فكيف تطمحون لنعيم الجنّة وترضونها ومن تدّعون محبّته غير راض في نفسه
إنّي لأكاد أجزم أنّ دعوة إمامنا وقرّة أعيننا ناصر محمّد اليماني تتلخص في النّعيم الأعظم رضوان الله في نفسه ، ووالله لو اكتفى بهذا لكفانا حتّى نعبد الله حقّ عبادته ولا نشرك به شيئا وإنّ هذا لهو الحبّ حقّا ومن ذاقه فإنّه من قوم يحبّهم الله ويحبّونه
تدبّروا هذا الأمر عباد الله وقولوا كما يعلّمكم صاحب علم الكتاب " أعوذ بك ربي أن أرضى حتى ترضى "
وسّلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين