https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=81537
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - صفر - 1434 هـ
09 - 01 - 2013 مـ
09:36 صــباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــــ
بيان المهديّ المنتظَر إلى شقيقه عبد الجبّار ليكون من الموقنين ويكون من الشاكرين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم جدي محمد رسول الله صلّى الله عليهم وعلى من تبع نهجهم واقتدى بأثرهم إلى يوم الدين، أمّا بعد..
الآن يا عبد الجبّار تعلن بيعتك بين الأنصار السابقين الأخيار، فهل صرت من الموقنين بالبيان الحقّ للذكر؟ غير أنّي لا أريد أن أظلمك شيئاً ولذلك إنّي أشهد لله أنك ما قط كذّبت أخاك بأنّه ليس المهديّ المنتظَر؛ وإنما تقول لي: "والله إنّي أرى أنّك تستحق أن تكون المهديّ المنتظَر كون لديك صفات نادرة في الصبر والتّحمل، ولم أرَ أكرم منك يا كريم اليمان، ولا يأتي للنّاس منك إلا الخير، وما قط آذيت أحداً أو تضاربت مع أحدٍ قط، وكذلك أرى النّاس يحبونك كلّ من يعرفك سواء ذكرهم أو الأنثى، ودائماً أسمعهم يدعون لك إذا جاء ذكرك فيدهشني ذلك كثيراً وهو كثرة دعاء النّاس لك وحبّهم لك ويتمنون لك الخير، وإذا جاء ذكرك عند أحدٍ فأكاد أسمع دعوةً واحدةً موحدةً وهي قولهم الله يفتح عليك يا ناصر محمد ويعزّك ويعلي جاهك، وأستغرب الحبّ الذي ألقاه الله لك في قلوب كلّ من يعرفك وكثرة دعائهم لك فلا بدّ أن يستجيب الله دعوة أحدهم، ولكن يا أخي ناصر أنت تريد أن تجعلني من الموقنين أنّك المهديّ المنتظَر، أفلا يكفيك أني لا أعارض دعوتك كمثل بعضٍ منّا في أسرتنا؟ غير أنّ فيهم كثيرٌ يظنّ فيك خيراً كما أظنُّ أنّك أنت الإمام المهديّ المنتظَر ولكنهم لم يصلوا لدرجة اليقين". ومن ثم قلتُ لك: يا عبد الجبار إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً ولكن يكفيني منك أنك ما قط كذّبت أن أخاك هو المهديّ المنتظَر ويكفيني منك ذلك، وإنما كنت أريد أن تكون من المكرّمين في العالمين من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور صفوة البشريّة وخير هذه البريّة.
ويا عبد الجبار، والله الذي لا إله غيره لا أعلم ببيعتك في موقعنا إلا عن طريق قائد الحرس أبو نورة قال: "وجدت عبد الجبار قام بتنزيل بيعته في موقعك يا إمام الأمّة" ومن ثم جئتُ لأطّلعَ على بيعتك، وأستطيع الآن أن أقول إنّك من المؤمنين أنّ أخاك ناصر محمد هو المهديّ المنتظَر، ولا يزال ظنّك الحسن فيّ مستمرٌ ولم يتلوه اليقين بعد في قلبك، وعليه أستطيع أن أقول مقسماً بالله العظيم أنك لن توقن بشأن أخيك وشقيقك ناصر محمد بأنّه حقّاً الإمام المهديّ المنتظَر حتى تكون من عبيد النّعيم الأعظم من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، ويا عبد الجبار فبرغم أنّك أخي ابن أمي وأبي ولكنك لا تزال بعيداً أن ترقى إلى مستوى الأنصار السابقين الأخيار، ولسوف أخبرك عنهم وأنا والله العظيم ما قط رأتهم عيني إلا قليلاً في الصور المرسلة إلينا، فاسمع ما أقول بالحقّ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم:
إنّه يوجد بين أنصار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني قوم يحبّهم الله ويحبّونه ومن عظيم درجة حبّ الله لهم وحبّهم لربّهم -أقسم بالله العظيم البارئ الرحيم- لا يرضون بملكوت الله أجمعين في الدنيا والآخرة حتى يعلموا أنّ حبيبهم ربّ العالمين راضٍ في نفسه لا متحسرٌ ولا حزينٌ، ألا والله الذي لا إله غيره يا عبد الجبار لو تعلم عظيم إصرارهم على تحقيق هدفهم رضوان نفس الرحمن كونهم اتّخذوا رضوان الرحمن غاية وليس وسيلة لتحقيق جنات النّعيم فاسمع ما أقول:
والله الذي لا إله غيره لو كان يشترط الله عليهم في تحقيق النعيم الأعظم من نعيم الجنّة ليرضى حبيبهم الرحمن الرحيم أن يُلقوا بأنفسهم في سواء الجحيم لرأيتهم ينطلقون وهم يتسابقون إلى نار جهنّم أيّهم يقذف بنفسه الأول ليكون السبب الأول في تحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النعيم! وقد تكبر عليك هذه الفتوى يا عبد الجبار فتقول: "يا شقيقي ناصر محمد، أما هذه فلن أُلقي بنفسي في نار جهنّم ليتحقق رضوان نفس ربّي بل يكفيني أنّ ربّي راضٍ عني وحسبي ذلك". ومن ثم يردّ عليك شقيقك المهديّ المنتظَر وأقول: صدقت يا عبد الجبار كونك من الذين يتخذون رضوان الله وسيلة ليدخلك في جنته ويقيك من ناره واكتفيت بذلك يا عبد الجبار ولا تزال حتى هذه الساعة وأنت تعلم أني لم أفتِ فيك إلا بالحقّ، وكذلك قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه ليعلمون علم اليقين أنّي لم أفتِ في شأنهم إلا بالحقّ و أنهم حقّاً لن يرضوا بملكوت الدنيا والآخرة حتى يتحقق رضوان نفس الله أرحم الراحمين.
ويا عبد الجبار لربّما تودّ أن تقول: "ويا أخي لماذا لن يرضى الأنصار السابقين الأخيار قلباً وقالباً في عصر الحوار من قبل الظهور حتى يتحقق رضوان الرحمن! أفلا يكفيهم أن يرضى الله عنهم فيدخلهم جنته ويقيهم من ناره؟". ومن ثم يردّ عليك أخوك الإمام المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور وأقول لك: يا عبد الجبار أقسم لك بالله الواحد القهّار الذي وعد الكفار بالنّار ووعد بالجنّة الأبرار من يولج الليل في النّهار قسمَ المهديّ المنتظَر بالحقّ لا قسم كافرٍ ولا فاجرٍ إنّ بين أنصار أخيك في عصر الحوار من قبل الظهور في العالمين قوم يحبّهم الله ويحبّونه لن يرضيهم الله بالدرجة العالية الرفيعة التي تنافَسَ عليها الأنبياء والمرسلين ولن يرضيه الله حتى ولو يجعله أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ من بين الإنس والجنّ والملائكة أجمعين! وحتى لو آتاه ملكوت الجنّة التي عرضها كعرض السماوات والأرض! وحتى لو يؤيّده الله بأمر الكاف والنون فيقول للشيء كن فيكون مُلكاً لا حدود له ولا قيود! ومن ثم يقول الله له: فهل رضيت يا عبدي فلان؟ فمن كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه سوف يقول كلٌّ منهم: يا ربّ فهل خلقتنا من أجل جنّتك والحور العين؟ ومن ثم يردّ عليهم ربّهم فيقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ومن ثم يقولون: "يا رب نحن قوم اتّخذنا رضوان نفسك غايةً وليس وسيلةً بعد أن علّمنا الخبيرُ بحال الرحمن في نفسه عبدك الإنسان الذي علمته البيان للقرآن فأقنع عقولنا بالحقّ وعرَّفنا على ربنا حتى قدّرناك حقّ قدْرِك وعرفناك حقّ معرفتك بأنك أنت أرحم الراحمين، وعلمنا أنك متحسرٌ وحزينٌ على عبادك الذي يصطرخون في نار الجحيم النّادمين على ما فرطوا في جنب ربّهم، وعلمنا أنّك متحسرٌ على الأمم الذين أهلكتهم وكانوا كافرين مكذبين برسل ربّهم حتى إذا دعا عليهم رسل الله وأتباعهم أن يفتح الله بينهم بالحقّ وبين قومهم بالحقّ وهو خير الفاتحين ومن ثم تأخذهم صيحةُ عذاب الله فإذا هم خامدون متحسرون على ما فرّطوا في جنب ربّهم ونادمون على تكذيب رسله المكرمين فيقول كلٌّ منهم يا ليتني أطعت الله وأطعت الرسولَ، حتى إذا علم الله بقولهم من خالص قلوبهم وندمهم العظيم على ما فرّطوا في جنب ربّهم، وعلّمنا الإنسانُ الخبير بحال الرحمن عن قول الرحمن في نفسه بعد أن تأخذهم الصيحة. قال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾)} صدق الله العظيم [يس].
ومن ثم عَلِمْنا بحقيقة هذا البيان في أنفسنا أنه الحقّ لا شك ولا ريب بل هو أكبر آية أيّدْتَ بها المهديّ المنتظَر حقيقة رضوان نفسك يا أرحم الراحمين". ومن ثم يقولون: "يا الله وهل هناك من أصدق منك قيلا؟". فيرد عليهم ربّهم ويقول: سبحان ربكم ومن أصدق من الله قيلا! ثم يقولون: "يا الله وهل هناك من أوفى منك عهداً؟". فيرد عليهم ربهم ويقول: سبحان ربكم ومن أوفى بعهده من الله! ومن ثم يقولون: "ألم تعدنا في محكم كتاب القرآن العظيم برضوان أنفسنا من بعد رضاك في قولك الحق: {{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }} صدق الله العظيم [التوبة:100]؟ فإننا نشهدك يا الله ونشهد كافة عبيدك في ملكوتك وكفى بالله شهيداً أننا لن نرضى بجنّات النّعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن الرحيم متحسرٌ وحزينٌ في نفسه، هيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لن نرضى حتى يكون حبيبنا الرحمن الرحيم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً حتى ولو كان ثمن ذلك أن نلقي بأنفسنا في سواء نار الجحيم في سبيل تحقيق النّعيم الأعظم بالنسبة لنا من نعيم جنّات النّعيم".
وربّما عبد الجبار شقيق المهديّ المنتظَر يودّ أن يقول: "يا إمامي ناصر محمد ابن أمي وأبي، أفلا تفتيني بالضبط كيف يشعر قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه أن نعيم رضوان نفس الله هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته؟". ومن ثم يردّ المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور على أخيه عبد الجبار وأقول: إنّ السرَّ وكلّ السرِّ وظاهر السرِّ وباطن السرِّ تجده في قول الله تعالى:
{{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}} صدق الله العظيم [المائدة:54].
فكيف يا عبد الجبار يكون المرء سعيداً مسروراً في جنّات النّعيم بعد أن علم أنّ حبيبه الذي هو أحبّ شيء إلى نفسه متحسر وحزين؟ فكيف يهنأ قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه بنعيم الجنّة والحور العين بعد أن علّمهم من آتاه الله علم الكتاب الإمام المهديّ الخبير بحال الرحمن أنّ حبيبهم الرحمن الرحيم متحسرٌ وحزينٌ؟ ومن هنا بدأ إصرارهم الشديد على تحقيق هدفهم الأسمى في الكتاب على الإطلاق فاتّخذوا رضوان الله غاية وليس وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل اتّخذوا عكس هدف الشياطين.
ويا عبد الجبار إليك سؤال أخيك الإمام المهديّ الذي تجهل قدره ولا تحيط بسرّه إلا قليلاً: فهل ترى أنّ الشيطان اكتفى بأن يعصي الله ولا يهمّه رضوانه فاكتفى بذلك؟ ومعلوم الجواب لدى عبد الجبار وكافة علماء المسلمين وأمّتهم فسوف يقولون بلسانٍ واحدٍ: "كلا إنّ الشيطان لم يكتفِ بأن يغضب الله عليه وحسبه ذلك بل اتّخذ غضب نفس الله غايته ومنتهى هدفه كونه يسعى ليجعل عباد الله أجمعين أمّةً واحدةً على الكفر لكونه علم أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}} صدق الله العظيم [الزمر:7].
وبما أنّ الشيطان لم يكتفِ أن يغضب الله عليه وحده وحسبه ذلك؛ بل اتّخذ غضب نفس الله غاية ولذلك يسعى وذريته من شياطين الجنّ والإنس الليل والنهار ليضلّوا عباد الله أجمعين بكل حيلةٍ ووسيلةٍ حتى لا يكونوا عباد الله شاكرين وحتى لا يتحقق رضوان نفس الله أرحم الرحمين فيكونوا معهم سواء في نار الجحيم، ولذلك قال الشيطان في قصص القرآن: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر يا عبد الجبار هدف الشيطان في محكم القرآن فإنه قد اتّخذ عدم تحقيق رضوان الله على عباده غايته ومنتهى أمله يسعى إلى تحقيقه بكل حيلةٍ ووسيلةٍ ولذلك قال: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الشيطان علم أن رضوان نفس الرحمن أن يكون عباده شاكرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم، ولذلك أمر الشيطان أولياءه من شياطين الجنّ والإنس أن يسعوا إلى عدم تحقيق رضوان نفس الرحمن ولذلك يريدون أن يجعلوا النّاس أمّةً واحدةً على الكفر، ولكن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي اتّخذ الشيطان عدواً لدوداً قد اتخذتُ الهدف المعاكس لهدف الشيطان تماماً فاتّخذتُ رضوان نفس الرحمن غاية وأمرت أنصاري بالسعي الليل والنّهار بكل حيلة ووسيلة أن نجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ شاكرين لربّهم يعبدونه وحده لا يشركون به شيئاً، ولذلك سوف يهدي الله من في الأرض جميعاً لبدء تحقيق هدف الإمام المهديّ وأنصاره فيملأ الأرض عدلاً فيجعل الله النّاس به أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ولذلك خلقهم، ويملأ الله جهنّم من شياطين الإنس والجِنّة أجمعين كونهم أشدّ على الرحمن عتياً وأولى بنار جهنّم صلياً.
ويا عبد الجبار إنّ الفرق لعظيم بين من ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم إلى ربّهم مهتدون وبين المجرمين الذين كرهوا رضوان الله فاتّخذوا عدم رضوان نفسه تعالى غايةً وهدفاً نصب أعينهم فالليل والنّهار يسعون ليضلّوا الجنّ والإنس فيجعلونهم أمّةً واحدةً على الكفر، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون أولئك عليهم لعنة الله وملائكته والنّاس أجمعين، وإنّا فوقهم قاهرون بإذن الله ربّ العالمين، وإنّ جند الله لهم الغالبون، واقترب النّصر والظهور يا عبد الجبار فكن من الشاكرين ومن الموقنين ومن قوم يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة.
فهل تعلم يا عبد الجبّار أنّ الملائكة لن تحشرهم إلى النّار لكونهم ليسوا من أصحاب الجحيم ولن تحشرهم إلى الجنّة كونهم لن يرضوا بجنّات النّعيم! ومن ثم يتمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً مكرمين على منابرٍ من نورٍ ليسألهم ربّهم وهو بهم عليم: لماذا لم ترضوا بجنات النعيم التي وعد الله بها عباده المتقين؟ فيقولون: "هيهات هيهات بل نريد النّعيم الأعظم من جنات النّعيم".
ولربما عبد الجبار يودّ أن يقاطع أخاه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فيقول: "يا أخي وشقيقي وحبيبي في الله ناصر محمد، أفلا تأتيني بدليلٍ قطعيٍّ في الكتاب في محكم القرآن العظيم يعلمه ويعقله كافة علماء الأمّة وعامة المسلمين فيتبيّن لهم من شدة سطوع البرهان المبين أنّ نعيم رضوان الرحمن هو النّعيم الأكبر من نعيم الجنان"؟ ومن ثم يكتفي المهديّ المنتظَر بالردّ مباشرةً من الله الواحد القهّار. قال الله تعالى:
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ألدّ أعداء شياطين الجنّ والإنس؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________