الحمد لله رب العالمين ورب العرش العظيم الذي بنعمته تتم الصالحات وتحل البركات ، والصلاة والسلام على النبيين والمرسلين وعلى خاتمهم الأمين محمد لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وعلى آل الأنبياء وصحابتهم والتابعين للحق إلى يوم الدين ..
اللهم صل على عبدك وخليفتك وصفيك من خلقك المهدي الهادي الناصر لمحمد على نفس البصيرة بعثته ولأعظم الغايات أكرمته وأهدى الرايات حملته ولبيان القرآن من ذات القرآن علمته ، وأحسن القوم من أحبابك وأولياءك أحطته ، ليسعى ويسعوا في رضوانك فيقوم ويقوموا على هداية الناس ليكونوا أمة واحدة شاكرة لك ..
اللهم صل على القوم الذين تحبهم ويحبونك الأنصار الأخيار صفوة لبشرية وخير البرية ..
وبعد ،
فيا أيها المدعو بـ أحمد عمرو نظرت في مشاركاتك تحت هذا الموضوع: -البعث الأول- فرأيتها تركز على هذه النقاط والتي سأجعلها اقتباسات من مشاركاتك وأذكر جوابا مختصرا تفكر فيه بإنصاف فلا نريد إلا هدايتك وهذا ميدان لإظهار الحق والحقيقة لا للظهور على الخصوم فلا تظلم نفسك إني أراك من الخاطئين .. واعتذر من إمامي وخليفة ربي والقوم الذين يحبهم الله ويحبونه بهذا المختصر الذي يجمع كل علامات الاستفهام من المشاركات السابقة ويفندها فقد جئت متأخرا وأريد أن يكون لي من النصيحة نصيب ..
ويا أحمد عمرو أعمل عقلك ولا تستعجل نقمة الله عليك فقد جاءك في هذه الحق وموعظة للمتقين فاتق الله الواحد القهار وكن من الشاكرين إذ بعث الله المهدي في زمانك وكن من أنصار الله ولا تحكم على إمام الهدى المهدي بهدى الله الناصر لمحمد رسول الله بمذاهب القوم وآرائهم فهي عند أهلها ظنون فلا تقيمها حججا وبراهينا وهم سيتبرؤن منك ولسان حالهم لا تقلدونا وخذوا من حيث أخذنا حتى روايات السنة رووها بأسانيدها براءة للذمة ولتكونوا أنتم من يحكمون فلا تجعلوا من المتغيرات ثوابتا ومن الظن يقينا وإن الظن لا يغني من الحق شيئا
الجواب .. لو كان ما تقول هو المراد من الآية الكريمة لما جاء حرف الجر -(في)- بل على المعنى الذي أشرت يكون حرف الجر المناسب هو -(إلى)- فتكون الآية بتحريفك الذي أردت هكذا {منها خلقناكم وإليها نعيدكم} وهيهات فإن الله يرد على المبطلين من آياته التي لا يعقلها إلا الراسخون في العلم ..
فانظر إلى حرف الجر -(في)- وكيف استعماله في القرآن الكريم: - يقول تعالى على لسان فرعون {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ ﴿71﴾} [طه] فهل -(في)- تفيد داخل جذوع النخل بأن ينقرها ثم يصلبهم داخلها .. هكذا هم أنصاف المتعلمين .. إن التصليب يكون على جذوع النخل وهذا المعنى يشير إليه حرف الجر -(في)-
- ومنه قوله عليه وآله والنبيين الصلاة والسلام "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [رواه أبو داود والترمذي] فمن -(في)- الأرض هم من عليها وكذلك من -(في)- السماء وهو الله تعالى ولا تفيد -(في)- هنا داخل بتاتا وإلا اعتقدنا بخلاف القرآن فالله مستوى على عرشه وليس داخل السماء - ومنه قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴿16﴾} [الملك]
والأمر الذي غفلت عنه أيها الباحث قوله تعالى: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴿55﴾} [طه] فأين ذهبت بـ {تَارَةً أُخْرَىٰ} .. إن هناك تارة قبلها أولى .. فتارة أخرى أي تارة ثانية .. ومنه قوله تعالى في فساد اليهود الثاني من بعد {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ﴿4} [الإسراء] قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ﴿7﴾} [الإسراء] من بعد أن ذكر الإفساد الأول بقوله: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا.. ﴿5﴾} [الإسراء] أي أولى الفسادين ..
فأخرى = ثانية
وذكر الله للإعادة في القرآن جاء بمعنى البعث .. {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿49﴾} [سبأ] .. {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴿51﴾ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴿52﴾} [الإسراء] .. إلى آيات كثيرة تؤكد البعث الأول ولكني هنا أدك ما بنيت وأعجبك بناؤه ولكنه بوحي الشيطان زينه لك فرأيته حسنا ..
فقوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ﴿55﴾} [طه] أي من الأرض كان خلقكم كقوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴿32﴾} [النجم] .. {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴿7﴾} [السجدة]
وقوله تعالى: {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ .. ﴿55﴾} [طه] أي نبعثكم فيها واستعملت -(في)- في هذه الآية كما هي في قوله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ﴿205﴾ } [البقرة] .. {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴿61﴾} [هود] .. {أُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ﴿5﴾} [الرعد] .. {لَا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴿107﴾} [طه] .. ولا تدل -(في)- هنا على المعنى الذي ذهبت إليه
وقوله تعالى: {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ﴿55﴾} [طه] أي نخرجكم مرة ثانية كما أخرجناكم مرة أولى فـ (من) و (نخرجكم) تؤكد على البعث و (أخرى) تؤكد على الأولى .. فالبعث بعثان كما الحياة حياتان والموت موتتان كما قال تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴿11﴾ } [غافر]
وفي مقابل ذلك حياة المؤمن واحدة وموتته واحدة كما قال تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿56﴾} [الدخان]
الجواب .. إن الحياة في قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴿11﴾} [غافر] ليتناول الحياة الدنيا التي فيها الابتلاء في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿2﴾} [الملك] بعد قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴿2﴾} [الملك] والموت هو مفارقة هذه الدنيا بخروج الروح من الجسد .. إذا تقرر عندك هذا ذهب عنك الالتباس ..
فالموت قد رأوه مرتين بمفارقة أرواحهم لأجسادهم حين توفاهم ملك الموت الموكل بهم والحياة هي المعيشة في الدنيا دار الإبتلاء
وحياتهم الأولى كان بعد الولادة حتى وافاهم الأجل فنزعت أرواحهم وكانت النار موردهم ثم أحياهم الله حياة ثانية ببعثهم من قبورهم ليبتليهم تارة أخرى إلى أجل معدود ثم وافاهم الأجل وأخذت أرواحهم ثانية وذاقوا فيها الموت مرة ثانية فهم في النار وبئس المصير
ويريدون أن يخرجوا من النار من بعد يوم الدين فهل يحدث الله لهم سبيلا للخروج حتى يتوبوا وإنهم لكاذبون ولو ردوا لعادوا إلى ما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ..
وهيهات فقد زالت الدنيا وذهبت ..
فأي حياة ثالثة تريد بعد زوال دار الدنيا بعد أن طويت السماء كطي السجل للكتب ووقعت على الأرض وعادت والأرض رتقا
ولهذا المعنى يشير القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿17﴾ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿18﴾} [نوح] فالإنبات من الأرض إشارة إلى بدء خلق الإنسان من طين والحياة عليها كالنبات الذي خلقه الله من الأرض يسقى بماء واحد ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وهكذا الإنسان خلقه من الأرض ليحيا عليها حتى يوافيه الأجل ثم إن له عودة فيها
وانظر إلى حرف الجر -(في)- في قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ﴿5﴾} [الرعد] فهل -(في)- تعنى داخل وكذلك قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿69﴾} [النمل]
فهل قرى المجرمين داخل الأرض حتى يأمرنا الله بالسير داخلها لنأخذ العبرة من مصابهم .. قال تعالى في قرى قوم لوط: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ﴿137﴾ وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿138﴾} [الصافات] وهذا يدل على أنها ظاهرة للعيان وأن -(في)- لا تعني هنا داخل .. وتأمل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴿15﴾} [الملك]
فلا تهرف بما لا تعرف ..
الجواب .. ألا تعلم أن تفسير القرآن نشأت له مدارس وكل متناول لتفسير القرآن هم من علماء هذه المدارس فهناك مدرسة التفسير بالمأثور ومدرسة التفسير بالرأي ومدرسة التفسير بالمذهب وكل فرقة لها علماء ولها منهج في تفسير القرآن وكل مدرسة تخالف الأخرى في منهج تفسير كلام الله ..
فأهل الأثر لا يقدمون عليه شيئا وليتهم التزموا تفسير كلام الله من كلام الله .. وهم أنفسهم يعتبرون أن أعلى مقامات التفسير تفسير القرآن بالقرآن ..
ولكنه اتباع الظن وما تهوى الأنفس فذهبوا إلى الرواية التي في أغلبها مضطربة المعنى ومنقطعة الاتصال فهي تفتقر إلى الصحة وما صح منها قليل جدا لا يستوعب كتاب الله .. وكذلك فإن مما يعتمد عليه يخالف آيات الله المحكمات .. وقول فلان وفلان لم يكن أبدا حجة عند أحد من العلماء كما صرحوا بأنفسهم إلا أننا نجد أن كتب التفسير مشحونة بقول فلان وفلان وأقوال متخالفة كثيرة ..
وهذا كان السبب الرئيسي لنشأة مدرسة تفسير القرآن بالرأي وعنوا بذلك الاجتهاد ولكنهم وقعوا في القول على الله بالظن إلا ما كان يصدقه آيات من كتاب الله .. فهم لم يخطؤا في تفسير كل شيء كأهل الأثر وما أخطأوا إلا من حيث قالوا بالظن الذي لا يعني من الحق شيئا ..
وذهب آخرون إلى إغلاق باب الاجتهاد المزعوم وتقليد أئمة المذاهب سواء الفقهية أو الكلامية لأنهم وحدهم من يجوز لهم الاجتهاد حسب زعمهم وآخرون يفسرون كلام الله بما يسمونه بالتفسير الإشاري وآخرون يدعون أنهم يأخذون من أهل البيت ..
وما ذكرت من الثلاثة الأمور إنما هو مذهب طائفة ..
وحقا أن السنة بيان للقرآن فهي من عند الله ولكنهم يعتمدون للأسف على آثار موضوعة أو تعاني اضطرابا ثم إن هذه الآثار تدل على تفسيرات متخالفة كما يلاحظ ذلك من يقرأ للطبري أو لابن كثير الذي أكثر من الاسرائيليات وهذا معروف مشتهر بين العلماء ..
وهؤلاء السلف مختلفون في تفسير آيات الكتاب وأنت تريد أن تجعل من المختلف فيه حجة على العالمين .. فقال قوم بكذا وآخرون كذا وأنت اتبع هؤلاء أو هؤلاء للقرينة التي تحب وادعي كما يدعون .. .. واقرأ كتاب التفسير والمفسرون للذهبي لترى العجب ..
إن الله حرم القول عليه بغير علم فهل هذا العلم الذي أمر الله اتباعه .. لقد فصل الله الكتاب تفصيلا متشابها مثاني وتبيانا لكل شيء وهذا من عنده علم الكتاب يبين القرآن من ذات القرآن ولكنكم تبغونها عوجا ..
الجواب .. ولازلت تجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .. ألا ترى أن هذه الآيات تؤكد على البعث بدلالة قوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴿51﴾} [الإسراء] وقوله: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴿52﴾} [الإسراء]
ولكنك تلف وتغالط وتذهب إلى خلاف قول الله بالباطل لتدحض به الحق .. وإلا فما علاقة قوله تعالى: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ﴿51﴾} [الإسراء] بقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴿51﴾} [الإسراء] وقوله: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴿52﴾} [الإسراء]
الجواب .. ولا أدري أجاهل أم تتجاهل فلا تفرق بين علامات الساعة الكبرى -التي تشير إلى الزمن أو العصر الذي يسبق الساعة-
والساعة نفسها -أي وقت النفخة التي يصعق منها من في السماوات ومن في الأرض- ..
والنبي الكريم عليه وآله والنبيين الصلاة والتسليم أبان علامات للساعة ليعرف الإنسان أنه حقا في عصرها وقرب وقوعها ..
أما النفخة الأولى فلا علامة لها بل تأتيكم بغته .. ولا يعلم بوقتها إلا الله تعالى ثقلت في السماوات والأرض لا يجليها لوقتها إلا هو .. فهي موعد الفناء ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام ولكنك تخلط الأوراق على الزوار ..
ثم إنك تعرض عن آيات الله المحكمات في أن رضوان من الله أكبر .. وحتى أقربها لك فأنت تبتغي على سبيل المثال الفردوس لأنه أعلى الجنة وأوسطها ومنه تفجر أنهار الجنة كما هو مروي في السنة ولا ترضى بدونه منزله لأنه الأعظم في نظرك .. وهذا ما نفعله نحن الأنصار فرضوان الله هو الأعظم وليس في نظرنا نحن وحسب بل في نظر الله رب العالمين وهذا ما نتنافس عليه وهو غايتنا فلا تلغي آيات في كتاب الله محكمات بمغالطاتك ..
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿72﴾} [التوبة]
فرضوان من الله أكبر
ولا نرضى بأقل من النعيم الأعظم مع إيماننا أن الله خلق الجنة للمتقين وخلقنا لأجل رضوانه تعالى لأن العبادة:
-اسم جامع لكل ما يرضاه الله ويرضي الله من الأعمال الظاهرة والباطنة- ..
فأنت في هذه الحياة تسعى بعملك في رضوان الله .. ورضوان الله في هداية الناس أجمعين .. وهذا هو سعي القوم الذين يحبهم الله ويحبونه فلا تكن من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ..
والقوم الذين يحبهم الله ويحبونه أولى الناس بدخول الجنة وسكنها لأن الله ما كان ليفضل عليهم أحدا وهو يحبهم بل هم فيها من بعد الموت مباشرة لأنهم من المقربين إلى قيام الساعة حتى يحقق الله لهم ما وعدهم وكذا فإن لهم مع ربهم عهد قطعوه لذلك يحشرهم إليه ليرضيهم من بعد أن رضي عنهم .. فهم مخيرون بين يدي ربهم ليختاروه على ملكوته ويفضلونه على من سواه ولكن ميزان التفضيل عندكم غير مستقيم ..
الجواب .. اعلم يا هذا أن الجنة دار المتقين جزاء بما كانوا يعملون .. وخير الأعمال وأزكاها: حب الله والسعي في رضوانه ..
وفي ذلك تحقيق معنى العبادة التي من أجلها خلق الجن والإنس ..
لذلك فإن الجنة ليست الغاية من عبادة الله بل الغاية أسمى من ذلك بكثير إنها تحقيق رضوان الله .. وإن كان المؤمنون ينفقون الدنيا سعيا في رضوان الله فإن القوم الذين يحبهم الله ويحبونه لينفقون الدنيا والآخرة سعيا في رضوان الله ..
فما وهبك الله من زهرة الدنيا ومتاعها لا يرضيك ويغنيك عن رضوان ربك إن كنت حقا تحب الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿207﴾} [البقرة] .. فهذه النفس هي أغلى ما يملك المؤمن .. ومن الناس من يشريها ابتغاء مرضات الله وكذلك هم القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يشرون أنفسهم ابتغاء مرضات الله ولم تكن الجنة غاية عبادتهم لذلك ينفقون كل الأثمان ابتغاء مرضات الله ولو كانت هذه الأثمان هي الجنة فإنهم يشرون بها مرضات الله .. لذلك كانت أعلى درجة في الجنة تدعى الوسيلة -وليس الغاية-
فالوسيلة ثمن للغاية التي ينشدها القوم الذين يحبهم الله ويحبونه .. بمعنى لو كانت لأحدهم الوسيلة وكانت هذه الدرجة هي الثمن لرضوان الله لأنفقها ابتغاء مرضات الله ولا يضره أو يحزنه أي درجة يصيب في الجنة بعد ولو كان أدنى أهل الجنة حظا فإنه أعلاهم رضا ومسرة لرضوان نفس الله فهي نعيمه الأعظم ..
ولو كان ثمن مرضات الله الخروج من الجنة بالكلية فإنكم ستجدون القوم الذين يحبهم الله ويحبونه من الصادقين فهم على استعداد لإنفاق كل غال وثمين ابتغاء مرضات الله فكل الملكوت لا يعني لهم شيئا في مقابل رضوان الله في نفسه .. حتى أنفسهم التي هي أغلى ما لديهم .. لذلك إن خيروا بين رضوان الله ودخول النار على دخول الجنة والتنازل عن رضوان الله في نفسه لنجحوا في هذا الامتحان الصعب ولاختاروا رضوان نفس الله على أنفسهم ..
ولن تمسهم النار أبدا لأن الله لن يعذب قوما أحبهم وأحبوه وقدمو مرضاته على كل شيء في ملكوته وسعوا في الدنيا ابتغاء مرضاته ..
بل وإن لهم عند ربهم الدرجات العلى في الجنات ولكنه امتحان يظهر فيه الصادق من المدعي يا أدعياء محبة الله وأنتم عن رضوان نفس ربكم لغافلون ..
لذلك فإن القوم الذين يحبهم الله ويحبونه لا يخالفون أمر الله بالمسارعة إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السماوات والأرض لأن في سعيهم هذا ما يبلغهم أعلى الدرجات عند مليك مقتدر حتى يغبطهم النبيون عليها والشهداء فهم الأحب والأقرب مكانة من الله وأنتم شغلكم المكان عن المكانة ولن تكونوا مع ذلك أقرب منهم مكانا من الله بل هم الأحب وهم الأقرب مكانا ومكانة لذلك يحشرون إلى ربهم وفدا على منابر من نور يقربهم الله ويرضيهم لأنهم أشد عباده سعيا في مرضاته .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..
وهم المسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ولكنكم تفهمون الأمور بالمقلوب ..
وقد ضربنا لكم الأمثال حتى نقربها لكم فتعقلوها وما يعقلها إلا العالمون ..
ولو سألناكم كيف يكون امتثال أمر الله بالمسارعة إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .. لكان الجواب: بطاعة الله وامتثال أمره واجتناب محارمه والتقرب منه والسعي في رضوانه ..
وهل هذا الجواب إلا تحقيق لمعنى العبادة التي خلق الإنس والجن لأجلها فهي ابتغاء مرضات الله بكل الأعمال الظاهرة والباطنة .. ولكنكم جعلتم من الجنة غاية وما هي إلا جزاء بما كنتم تعملون .. فالغاية رضوان الله والجنة يكرم الله بها المتقين لا أن الله خلق الجن والإنس لأجل الجنة بل خلقهم ليعبدوه بالسعي في رضوانه فمن يا ترى خالف أمر الله ..
إن القوم الذين يحبهم الله ويحبونه لم يخالفوا أمره بل أنتم من يظلمهم بغير حق والفرق بيننا أنكم تجعلون من رضوان الله وسيلة للغاية التي هي الجنة ونحن نجعل من رضوان الله غاية لا وسيلة وننفق كل الوسائل لأجل تحقيق رضوان الله فرضواننا في رضوان نفس ربنا وما الجنة إلا نعيم وحسنى يجازى به الذين أحسنوا وما أحسن سعي القوم الذين يحبهم الله ويحبونه لو كنتم تعلمون .. وأولائك كان سعيهم مشكورا ..
الجواب .. لقد بلغ الجهل منك الجهد ولا تدري كيف تفهم القرآن .. فالله لم ينظر إبليس إلى يوم يبعثون مع أن الله قال: {قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿15﴾} [الأعراف] بعد قول إبليس: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿14﴾} [الأعراف]
وما كان جوابك إلا أن الله أنظر إبليس إلى يوم الوقت المعلوم لقوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿80﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿81﴾} [ص] .. فألغيت الآية السابقة في سورة الأعراف بهذه الآية مع اعترافك بأن القرآن يفسر بعضه بعضا ولكنك تحيد عن الحق ولا يجوز لك إلا أن تفسر الآية الأولى بالأخرى فيوم يبعثون له يوم وقت معلوم بدلالة قوله تعالى: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿14﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿15﴾} [الأعراف]
أي أن الله أنظره إلى يوم الوقت الذي يعلم به يوم يبعثون وهو يوم يجعل الله سد ذي القرنين دكا وكان وعد ربي حقا .. فعندها يخرج بخيله ورجله مذؤما مدحورا ليفتن من يبعثهم الله من القبور فيدعي أنه هو من أعادهم ليؤمنوا به وأنه ربهم تعالى الله عما يقول علوا كبيرا ..
فأنت يا هذا من تفتري على الله .. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿21﴾} [الأنعام] وأنت واقع في كلا الأمرين شئت أم أبيت فإن الله لا يتبع أهواءكم إذن لفسدت السماوات والأرض ولا تدخل هنا حسن النيات لأنه القول على الله وتحريف الكلم عن مواضعه ..
فقف وراجع نفسك ألف مرة قبل دعواك ..
الجواب .. وهنا لا زلت تجادل بالمتناقضات .. فنعم فلا يبقى أحد بعد الساعة لأن كل من عليها معرض للفناء لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿26﴾} [الرحمن] أي من بعد النفخة الأولى تصديقا لقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿68﴾} [الزمر]
فإذا هم قيام ينظرون من بعد النفخة الثانية ..
فهذا هو يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين يوم الجمع ويوم الحساب فهل هذا هو الوقت المعلوم كما ذكرت بقولك: [فهو منظر فقط الى يوم الوقت المعلوم اي يوم القيامة] انتهى الاقتباس .. ما أبعد هذا الكلام وما أعماه ..
هل يبقى إبليس هو ورب العالمين بعد أن قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿26﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿27﴾} [الرحمن] كيف تقرأ القرآن ياهذا .. إن الوقت المعلوم هو وقت إذا جاء يومه علم به يوم يبعثون ..
فيوم يبعثون هو الوقت الذي أراده إبليس ليضل الناس بأنه هو من بعثهم ليؤمنوا به فيعدهم بالجنة ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا والله يشاء أن يكون الناس أمة واحدة فلا يمكنه من تحقيق وعده .. والجنة التي يعد بها كذلك ليست له بل لله في نفق في الأرض أخرجه منها في هذا الوقت المعلوم فلا تحل له من بعد أن متعه الله فيها قليلا ..
فهذا التأجيل والتوقيت هو المدة التي يسمح لأبليس فيها العيش في هذه الجنة التي يورثها الله لعباده الصالحين .. ولكنكم قوم تجهلون وعن آيات الله معرضون وبالباطل تجادلون ..
الجواب .. قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾} [ص] لا يؤكد الإنظار إلى يوم الدين .. ولم يطلب إبليس التأجيل إلى يوم الدين يا من تقرأ القرآن .. {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿35﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿36﴾} [الحجر]
ويوم الدين: هو يوم الحساب ..
وهو اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين بعد النفخة الثانية قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿68﴾} [الزمر]
فهل تظن أن الله يؤخر إبليس إلى ذلك اليوم ولا يكون من الذين تصعقهم النفخة الأولى .. هل هذه هي الفرصة الكاملة التي تدندن حولها أم أنك تجعل يوم الحساب هو يوم النفخة الأولى ..
إن يوم الدين هو يوم الحساب لذلك قال إبراهيم عليه وآله والنبين الصلاة والسلام: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴿82﴾} [الشعراء]
فلا تغالط وتجادل بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
الجواب .. من تظن أنه يوافقك وأنت تقفز هذه القفزات فأين بني إسرائيل من قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿95﴾} [الأنبياء] هل القرى التي أهلكها الله من بعد أن حقت عليها كلمت العذاب هن بني إسرائيل .. فقرية هنا جاءت منونة وبدون الألف واللام لتفيد العموم .. ثم نراك تقول: [وانهم لن يعودوا اليها إلا في اخر الزمان ووقت رجوعهم مشروط بخروج ياجوج وماجوج اي انهم لن يعودوا الى الارض المقدسة الا بعد انهيار الردم و خروج ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون وهذا ما حدث فعلا حيث ان اليهود عادوا الى الارض المقدسة بعد وعد بلفور في نهاية الحرب العالمية الاولى] انتهى الاقتباس ..
وهذا ما حدث فعلا !! كيف حدث هذا فعلا ؟
أين خروج يأجوج ومأجوج وقد مرت عقود من وعد بلفور وانتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال الأرض المقدسة !! ثم تقفز إلى موضوع آخر وهو اكتشاف جثة فرعون كعلامة من علامات الساعة ولا يوجد في الكتاب أو السنة ما يؤكد ادعائك ..
ثم إن ـ(آيَةً)- في قوله تعالى: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿92﴾} [يونس] كـ ـ(آيَةً)- في قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴿13﴾} [آل عمران] ولست من أولى الأبصار بل من الذين استحبوا العمى على الهداية ..
الجواب .. ولا يزال الباطل يجد له نصيرا [فاهل القرية عاقبهم الله ان لا يرجعوا الى القرية بعد ان فسقوا فيها فجعل اقواما اخرين يخرجونهم بالقوة منها وبتدمير وهلاك من الله بايدي اقوام اخرين لانهم بغوا فيها فعاقبهم الله بان حرمهم عليها بان جعل القرية محرمة عليهم الى وقت يعلمه الله وحدد الله هذا الوقت بخروج ياجوج وماجوج] انتهى الاقتباس ..
فكيف يعود هؤلاء إلى قريتهم وقت خروج يأجوج ومأجوج وهل يمد الله بأعمارهم إلى وقت خروجهم حتى يعودوا إلى قريتهم ثم كيف يعود من هلك وأين تجد في هذه الآية أنهم أخرجوا بالقوة من القرية على يد قوم آخرين وأين خروج يأجوج ومأجوج من عودة بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة كما بينت لك جهلك سابقا ..
الجواب .. قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴿92﴾} [يونس] فمتى كان هذا اليوم .. إنه اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون في زمن موسى عليه وآله والنبيين الصلاة والسلام ..
وقولك: [وهذه العلامة تدل على عودة ابناء بني اسرئيل الذين فروا من فرعون الى الارض المقدسة] انتهى الاقتباس .. فيه لف وبعد عن النص فأين عودة بني إسرائيل في آخر الزمان كما تقول من الإبقاء على بدن فرعون عبرة للغافلين ..
الجواب .. وهنا تزعم أن يأجوج ومأجوج قد بدأوا فعلا بالشرب من بحيرة طبرية واستنزافها فمن هم يأجوج ومأجوج في نظرك !! هل هم من يحتلون الأرض المقدسة !!
[هم موجودين الان وقد بدأوا بالشرب من بحيرة طبرية لمصانعهم وبدأت بالجفاف] انتهى الاقتباس ..
ومن هم الذين يحتلون الأرض المقدسة بنظرك !!
[وقد بينت لك انهم بني اسرائيل اليهود الذي رجعوا الان الى القدس] انتهى الاقتباس ..
فهل بني إسرائيل هم يأجوج ومأجوج أم أن يأجوج ومأجوج يشاركون بني إسرائيل احتلال الأراضي المقدسة .. هل تدري أن يأجوج ومأجوج هم أكثر شعوب الأرض عددا وارجع إلى مرويات السنة وانظر هل تصدق الواقع الذي افترضت ..
فليس محتلو الأراضي المقدسة هم أكثر شعوب الأرض عددا أبدا ولا تنطبق عليهم أوصاف يأجوج ومأجوج بتاتا .. وأين يقع سد ذو القرنين برأيك يا فتى !!
لا تقل بين أذربيجان وأرمينية فهذا تعيين خاطئ يورد علامات استفهام كثيرة لا تقدر على الإجابة عليها ..
الجواب .. بلغت الذروة في الباطل بزعمك أن الدجال يحيي الموتى بعلم تعلمه !! يا الله .. ما هذا الباطل المفترى على الله فكيف يقيم الدجال نفسه إلها بالعلم ..
إن العلم يقود إلى خشية الله والعلماء أكثر الناس خشية لله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴿28﴾} [فاطر]
ثم ما علاقة الصناعات التي تغطي النظر بادعاء الألوهية وهل ادعى أعلم الناس بالبرمجة الحاسوبية المتقدمة التي حيرت الناس أنه رب العالمين أو قال للناس اعبدوني من دون الله .. فما هذا القياس وما هذا اللغو !!
ثم إن هذا العلم الذي يعطيه الله للكفار كما تقول ليس علما يختص به الكفار بل إن المسلمين لهم منه نصيب فهو علم مشترك بين أبناء البشر والجامعات تشهد على ذلك فكل العلوم متاح دراستها للجميع وليس هناك علم فيه إحياء الموتى ..
ولا تخشى على الأنصار من اتباع الدجال بل اخش على نفسك فنحن لا نعتقد أبدا أن الله كمثله شيء فلا تدركه الأبصار ..
ولكنك أمثالك تعتقدون أن الفرق بينه وبين الله العوار .. فإن الدجال أعور وإن ربكم ليس بأعور هكذا تقول روايات الباطل المفتراة على السنة
فلو ظهر سليم الخلقة لا عوار فيه فهل ستقبله ربا ومعبودا إذا كنت تجوز على يديه ما تسميها أشياء غريبة تبدو للناس معجزة ..
فعلامة الدجال عندك العوار والله ليس بأعور ..
وعلامة الدجال عند الأنصار الباطل الذي يدعو إليه وأن الله ليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار .. فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم صادقين ..
الجواب .. أما الدليل الذي تريد فظاهر من بيانات النور للناصر لمحمد المهدي المنتظر ..
وأما بعث من يشاء الله ممن أهلكهم فذلك لأن منهم ضالين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا عضوا يد الندامة وعلموا أنهم ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون فتحسروا على تفريطهم في جنب الله وأرادوا العودة للإيمان بالله والكفر بالشيطان .. ولأن هناك فريق آخر -أي ثان- ممن يبغونها عوجا وهم شهداء شاقوا الله ورسله وصدوا عن سبيل الله اتباعا لسخط الله وكرها لرضوانه وإن يروا سبيل الحق لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا لا ندامة لهم ولا حسرة على التفريط في جنب الله بل يتمنون لو أضلوا الإنس والجن فيكونوا معهم في سواء الجحيم فهؤلاء هم المغضوب عليهم وبين الفريقين فرق واضح ولا يظلم ربك أحدا ..
وهناك فريق ثالث لم يبعث الله فيهم المرسلين وما آتاهم من نذير وما كان الله ليعذبهم ولم يقم عليهم الحجة {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿15﴾} [الإسراء] فهؤلاء لم يذوقوا العذاب من بعد الموت حتى تصيبهم الحسرة على ما فرطوا في جنب الله ولا يتمنوا الرجعة ليعملوا صالحا غير الذي كانوا يعملون لأنهم ما أنذروا فهم غافلون وإلى يوم الحساب مؤجلون فلم تقم عليهم الحجج ولم تحق عليهم كلمة العذاب ..
يا رب يا ارحم الراحمين الهم الضالين من العالمين ان يسئلوك رحمتك التي كتبت على نفسك امنن عليهم كما مننت عن ال100000 و علينا كما مننت عن ( او يزيدون) حتى تجعل الناس امة واحدة باذنك حتى يكون ذلك اليوم من خير ايام الدنيا و من خير ايامنا فيها و اجعل الهم خير ايامنا يوم لقائك يوم عظيم رضوان نفسك.
و لا رضا قبلها الا عليك ربا و باسلام دينا و بمحمد عبدك و رسولك و الامام المهدي ناصر محمد اليماني عبدك و خليفتك.
فما هي الوسيلة لترضى و تفرح يا ربي سبحانك؟
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار وكافة ضيوف طاولة الحوار للمهدي المنتظر من قبل الظهور، نحيطكم علماً أنه تم فتح قسم في صفحة الموقع الرئيسية فخصصنا ذلك القسم للحوار في عقيدة البعث الأول نظراً لأهميته الكبرى ليتبين للنّاس حقيقة الأمر حتى يعصمهم الله من فتنة المسيح الكذاب، وحتى نعلمكم مالم تكونوا تعلمون أنتم وآباؤكم الأولون، فكونوا من الشاكرين يا معشر الباحثين عن الحق أجمعين، واعتصموا بعقولكم فإنها لا تعمى الأبصار في التمييز عن معرفة الحق.
وبالنسبة لهذه الصفحات فيكفي إلى هنا وسوف نقوم بإغلاق الموضوع ويستمر الحوار في القسم المخصص للحوار في عقيدة البعث الأول وشكرا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيعة لله
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين وسلام علي المرسلين
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته و سمعا وطاعة يا خليفة الله
وهذا رابط القسم الذي خصص للحوار في عقيدة البعث الأول ليتبين للنّاس حقيقة الأمر حتى يعصمهم الله من فتنة المسيح الكذاب