1- قال تعالى (قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم).
فهل هناك غير الله من يعلم بعدتهم حينما أخبر الله نبيه خاتم المرسلين بذلك ؟
الجواب : لا لا يوجد من يعلم بعدتهم إلا الله لذلك تجدون بعدها قوله تعالى (مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ). أي ما يعلم الله إلا أن عددهم قليل.
وأقل القليل بالعدد المذكور بالآيات (ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ).
والقليل في بعض الآيات يدل على عدد (3) أو ( الثلث) ففي قصة قوم صالح ثمود لقوله تعالى (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ) سورة هود، مصداقاً لقوله تعالى ((38) قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ) سورة المؤمنون. مصداقاً لقوله تعالى (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ ) الشعراء.
2- قال تعالى (وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً) أي لا تستفتي في أصحاب الكهف لمعرفة عددهم من خلال أهل الكتاب (اليهود والنصارى) فطائفة منهم قالوا (خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) وأما الطائفة الأخرى (سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ). وأقوالهم كلها رجماً بالغيب.
3- حينما يتم البحث في قصص القرآن كما أخبرنا الإمام بذلك أن هناك قصة غير معلومة وواضحة كمثل باقي قصص القرآن التي أتت واضحة جداً. وهي قصة أصحاب القرية ( أصحاب الرس)، التي أرسل الله إليهم ثلاثة. (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ) يس.
حيث أن ذو الكفل ( هو نفسه إلياس الذي نزلت عليه الرسالة ) كفل أخويه إليسع وإدريس أنبياء صدقوا أخاهم بدعوتة وهم إل ياسين.
4- وجد كما وضح لنا صاحب علم الكتاب أن العذاب المتوعد به من القوم لهؤلاء المرسلين الثلاثة بسورة يس (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) يس، هو نفس العذاب كما في حديث أهل الكهف فيما بينهم في سورة الكهف (إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) سورة الكهف.
5- لو تتبعتم عدد الرسل والأنبياء والخلفاء المذكورين في الكتاب 29 بعدد السور التي بها الحروف المقطعة ( آلم، حم، كهيعص، عسق، ق، ن، ... إلخ) كما بين لنا ذلك الإمام ناصر محمد، ومنهم لقمان وذو القرنين الذين نسفتموهم ولم تجعلوهم من المرسلين وجعلتم من ذا الكفل رسولاً غير إلياس. لذا نجد ترابط واضح وثابت بدون تناقض أبداً مع ما هم مذكورين في أهل الكهف الثلاثة. فلو كان اهل الكهف خمسة أو سبعة لصار لدينا تناقض بعدد الرسل والأنبياء ؟ مالكم كيف تحكمون.
(قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴿ 12 ﴾. صدق الله العظيم، سورة الأنعام.