الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى ولد علي؛ أن يتّقِ الله العليّ الحكيم، فلا يقُل على الله ما لا يعلم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
سلام الله عليكم أخي المحاور ولد علي، فاتّقِ الله أخي الكريم ولا تقلْ على الله ما لا تعلم ولا تُشكّك الناس في كتاب ربّ العالمين بسبب قصور فهمك لكتاب الله! وليس الإمام المهديّ كمثلكم معشر الشيعة والسُّنة تأخذون الآية فتكتفون بظاهرها من غير رسوخٍ في عِلم الكتاب كمثال قولك بالتأويل لقول الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فظننتَ أنت ومن على شاكلتك أنّه يقصد كتاب الله القرآن العظيم! كلا فإنّك لمن الخاطئين، بل يقصد ما تنزّل على أهل الكتاب وقام شياطين البشر منهم من اليهود بتحريف كتاب الله المُنزّل عليهم. وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأما كتاب الله القرآن العظيم فلا يأتيه الباطل من بين يديه لتحريفه في عصر تنزيله في عصر النبوّة ولا من خلفه من بعد وفاة رسوله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
وذلك لأنّ الله قد حفظه من التحريف والتزييف تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
فاتّقِ الله يا ولد علي! ولم يحرِّف القرآن أبو بكر ولا عمر ولا عثمان، وإنّما شياطين البشر تجدهم يحرّفون في أحاديث سنة البيان ولذلك جعل الله القرآن هو المرجع لصحة أحاديث السُّنة النّبويّة، وما كان من الأحاديث بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً فذلك حديثٌ مُفترى غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]، ويقصد الحديث المُفترى إذا عرضوه على كتاب الله؛ فتدبّروا هل يوجد بين مُحكم آياته وبين أحاديث رسوله في سنة البيان؟ وما كان منهم حديثاً مُفترى فحتماً يجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً لأنّ الحقّ والباطل نقيضان مختلفان، فهذا إثباتٌ آخر على إنّ كتاب الله القرآن العظيم محفوظٌ من التحريف ولذلك جعله الله المرجع لأحاديث البيان في السُّنة النّبويّة، وكذلك تجد القرآن هو المرجع لكتاب التوراة والإنجيل لأنّه لم يعد بحفظهم من التحريف، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].
ولكنّ الذين يقولون على الله الكذب أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لأنّه سوف يفضح كذبهم وافتراءهم على الله في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وذلك الفريق من أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون في التوراة والإنجيل هم من الفريق الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وسبب هروبهم من الاحتكام إلى القرآن العظيم وذلك لأنّه يكشف كذبهم على ربّهم.
فاتّقوا الله يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فكيف تُفتي بتحريف القرآن العظيم؟ فمن يُجيرك من ربّ العالمين؟ لقد جئت بُهتاناً ووِزراً كبيراً وتحسبه هيّناً يا رجل وهو عند الله عظيم! فاحذر من غضب الله إنّي لك ناصحٌ أمينٌ واستجب دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؛ بل تجده نسخةً واحدةً موحّدةً في العالمين ولم يختلف في كلمةٍ واحدةٍ، محفوظٌ من التحريف عبر العصور، برهانُ حقٍّ على الواقع الحقيقي على حفظه من التحريف عبر العصور، فلا تكونوا كمثل فريق الشياطين الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لأنّهم للحق كارهون! ويأبى الله إلّا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون، وإنّي أعلمُ بمكرٍ يُدبّر من شياطين البشر من اليهود ضدّ المهديّ المنتظَر وسوف ننظر من المُنتصر، أليس الله بكافٍ عبده؟ نِعْمَ المولى ونِعْمَ النّصير.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________