الموضوع: حكم المال الناتج عن تجارة محرّمة بعد التوبة

النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. افتراضي حكم المال الناتج عن تجارة محرّمة بعد التوبة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه

    سؤالي أحبّتي الكرام:
    رجل مقيم في أمريكا، كان يمتلك على مدى ثلاثين عامًا سلسلة من المحلات والسوبر ماركات، وكان من ضمن ما تُباع فيها الخمور، ومن أرباح هذه التجارة، بنى فنادق وعمارات واستثمر أمواله داخل بلده.
    واليوم، وقد بلغ الستين من عمره، قرّر التوبة وأخرج الخمور من جميع محلاته، وأعلن توبته ورغبته في تصحيح مساره أمام الله والناس.


    فما هو الحكم الشرعي في الأموال التي اكتسبها طوال تلك السنوات؟
    وما مصير العقارات والفنادق التي شُيّدت من أرباح محرّمة؟
    هل يجوز له أن يحتفظ بها بعد توبته؟
    أم أن عليه تصرّفًا معيّنًا في هذه الأموال والممتلكات حتى تُقبل توبته؟
    فقد اختلفت الآراء حوله:
    – فمن الناس من يقول: المال كله حرام ويجب التخلص منه.
    – ومنهم من يرى أن التوبة النصوح تمحو ما قبلها، وأن “عفا الله عما سلف” إذا صدقت النية وتطهرت النفس.
    فنرجو منكم البيان الحق في هذه المسألة، لننصح بها صاحب الشأن ومن كان في مثل حاله
    وجزاكم الله عنّا خير الجزاء

  2. افتراضي

    يا حبيبي في الله ان الله لا يحاسب العبد عما مضى من قبل التوبه فيما لا يمكنه تغييره او تغييره فيه ضرر

    فيا حبيبي في الله فان كان له مال منها فليخرج الزكاة يطهر ماله ولا يعود لما فات

    فهل المنطق نقول له اهدم عمائرك ؟! او محلاتك ؟! ولكنك سوف تضره بهذا من بعد التوبه وتضر معيلين انفسهم واسرهم في هذه المحلات فهل هذا استقبال الله لتوبته في هذه المسألة سبحان الله بل عفى الله عما سلف ويطهر امواله بالزكاة وينفق في سبيل الله ويحسن الى موظفيه .

    فان كان الكفر بكل ما فيه يغفره الله من بعد التوبه فما بالك بهذا وقال الله تعالى
    { قُل لِّلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِن یَنتَهُوا۟ یُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ وَإِن یَعُودُوا۟ فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِینَ }
    [سُورَةُ الأَنفَالِ: ٣٨]

    اللهم اجعلني رحمة للعالمين وقربني اليك حتى اكون العبد الاحب والاقرب لك يا ارحم الراحمين
    مكتبة نون
    https://noonlib.com

  3. افتراضي

    سلمت يمينك وبارك الله فيك حبيبي في الله نسيم

  4. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وعظيم نعيم رضوانه اخي في الله المكرم هذا اقتباس من احد البيانات للامام وخليفته على العالمين باسره صلى الله عليه وآله وسلم
    انا لا اعلم الفتوى الحق ولكن من بعد التوبة ان الله غفور رحيم
    الاقتباس من البيان عنوان البيان
    تاريخ اصداره
    مزيدٌ من التفصيل إلى السائل العالم الجليل أحد علماء المسلمين المكرمين..
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 03 - 1434 هـ
    01 - 02 - 2013 مـ
    03:57 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    اقتباس المشاركة :
    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفتني من محكم كتاب الله أنّه يقصد {مَا قَدْ سَلَفَ} بأنه قد أصبح الحرام حلالاً طيباً في مواضع محددةٍ من بعد التوبة أن يعود لمثل ذلك". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:275].

    وهنا تجدون أنّ الأموال التي اكتسبها من الربا فمن بعد التوبة وأن لا يعود لمثل ذلك فقد صارت الأموال الحرام التي اكتسبها من الربا قد صارت حلالاً طيباً من بعد التوبة، ونستنبط من هذه الآية ما المقصود بقوله تعالى: {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} أي أنّه أبقى عليه ماله كونه ليس مال سرقةٍ أو نهبٍ بل كان بتراضي الطرفين؛ غير أنّ الربا محرمٌ في كتاب الله ولكن من تاب من أكل أموال النّاس بالربا فقد أصبح ما سلف حلالاً طيباً من بعد التوبة، إن ربي غفورٌ رحيمٌ. والمهم أننا استنبطنا المقصود من قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم

    أي إلا ما قد مضى وانقضى فله وضع خاصٌ؛ أي من الخصوصيات رحمةً من الله، فما أرحم الله أرحم الراحمين! فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=84609

  5. افتراضي

    بارك الله فيكِ ونفع بك الأمّة أختاه

  6. افتراضي

    سبحان الله كان يدور في بالي هذا السؤال..لما درست في الجامعه وانه ملعون حاملها وشاربها.......لحديث.... عن رسول الله ﷺ أنه لعن الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها، عشرة في الخمر، العاشر الخمر نفسها، فهي ملعونة ملعون من باعها واشتراها، ملعون من عصرها من عنب وغيره، العاصر والمعتصر، ملعون من سقاها أو شربها، ملعون من أكل ثمنها، ولم يعلم هذا كله يبين لنا خبثها، ووجوب الحذر .وتحريمها ..... كنت استفسر الأموال ماحكم من استثمرها..وتاب واناب ماذا يفعل بتجارته خلط الحلال مع الحرام ..

  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 35427 من موضوع ردّ الإمام المهدي على الباحثين عن الحقّ: تحريم الخمر واجتنابه قلباً وقالباً ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 04 - 1433 هـ
    05 - 03 - 2012 مـ
    04:44 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=35418
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهدي على الباحثين عن الحقّ: تحريم الخمر واجتنابه قلباً وقالباً ..

    اقتباس المشاركة : عابد لله
    أولا أطالب مهديكم بأن يفسر كل آية عل حدة
    ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ))
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ))

    وأن يذكر صراحة هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟ هذا السؤال كررته أكثر من مرة وتراوغون وتلاوعون!!!!!!!!
    ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ))
    السؤال للمرة 1000
    هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟... هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟.... هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟


    ثانيا ...القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء مرة واحدة ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) واضح أن القرآن كله نزل ليلة القدر فلم يقل الله "أنزلنا بعضا منه" ........
    وتنزل على الرسول(ص) من السماء على 23 سنة ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ
    تَرْتِيلًا))
    فالحكمة من التنزيل كما توضح الآية الكريمة على دفعات هى التثبيت على الرسول(ص) ((كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)) وليس لتغيير الأحكام...
    هل هذا برهان أم لا ؟ إنى لا أتبع الهوى فالقرآن واضح ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
    وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)) فالحكمة ((كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ))
    ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا))
    -والله أعلم-
    انتهى الاقتباس من عابد لله


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار شريعة الله الحقّ في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى جميع المسلمين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وسلام الله على الباحثين عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ من العالمين، ونرحّب بكافة الوافدين لطاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة)؛ موقع كلّ البشر لحوار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأنا المهديّ المنتظَر أتوجّه إلى الباحثين عن الحقّ بالنصيحة الحقّ وهي أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وربّهم أنّهم يريدون الحقّ ولا غير الحقّ سبيلاً، وأنّهم لو يجدون الحقّ تجلّى لهم بين أيّديهم أنّهم لن تأخذهم العزة بالإثم؛ بل يتّبعون الصراط المستقيم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ من ربّهم، وماذا يُريدون بعد الحقّ؟ فمن أعرض عن الحقّ فقد اختار سبيل الضلال كونه ما بعد الحقّ إلا الضلال، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ويا عابد الله، إن كنت تريد الحقّ فاعلم أنّ الخمر لم يأتِ بشأنه حكمٌ من الله من قَبْلُ أنَّه حلالٌ للمسلمين وإنّما تدّرج في تحريمه، فأولاً وضّح للناس مضاره ونفعه وبيّن لهم أنّ ضرره على المجتمع أكبر من نفعه، وقال الله تعالى: {
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم [البقرة:219].

    ولا أعلم أنّ في الخمر أيُّ نفعٍ لمن يتعاطوه بل هو من الخبائث، وهل حرّم الله عليكم إلا الخبائث؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} صدق الله العظيم [الأعراف:157].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما هو النفع المقصود من قول الله تعالى:
    {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم؟ والجواب بالحق: ويقصد منافع أرباح التجارة للذين يتاجرون في بيع الخمر فيربحون الأموال أو الذين يربحون الأموال في الميسر وهو ذاته القمار، ولكنّ الله بيّن لكم نسبة النفع والضرر على المجتمع، فالمستفيدون قليل وهم فقط الذين يجنون الأموال بسبب التجارة في الخمر، ولكن المتضرّرون هم المستهلكون وهم الأكثر في عددهم من عدد تجار الخمر والميسر، كوني أجد النسبة في الكتاب بالضبط 1% بمعنى 99 % متضرّرون والرابحون بنسبة 1 % وهم تجار الخمر.

    ولربما يودُّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "وكيف علمت هذه النسبة بالضبط؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: علمتُ ذلك من خلال أصحاب ربح الميسر وهو القمار، فلو أنّ مائة من الناس اشتركوا بأموالهم فوضع على طاولة القمار كلّ منهم ألف دولار فأصبح إجمالي أموال أصحاب طاولة القمار هو مائة ألف دولار، ومن ثم بدأوا لعبة القمار وفاز رجلٌ واحدٌ في لعبة القمار فأخذ أموال تسعة وتسعين رجلاً، فكم نسبة المستفيدين في المائة؟ وتجدونه 1% واحد فقط وأما تسعة وتسعون فكلّ منهم سوف يذهب ليحضر عشرة آلاف دولار أخرى وهو يطمع أن يستردّ ماله وفوقه أضعافاً مضاعفةً، وقد يخسر العشرة تلو العشرة، ومن ثمّ يبيع ما تبقّى لديه من أراضٍ وسيارات لكي يحاول أن يستردّ ماله جميعاً وفوقه أضعاف مضاعفة، وقد يخسر أمواله جميعاً حتى يصبح لا يملك من بعد ملكٍ شيئاً، ومن ثم إمّا أن يموت قهراً أو يشتعل بركان العداوة بينه وبين الفائز، ثم يريد قتلَ الفائز لكي يُقتلَ بعده كونه كره الاستمرار في الحياة فقيراً من بعد أن كان غنيّاً يتفاخر بأمواله، وبما أنّ المتضرّرين في المجتمع هم الأكثر بسبب تجارة الميسر الذي هو ذاته القمار، ولذلك حرَّم الله تجارة القمار وكذلك الخمر، فحتماً سوف يكون المستهلكون المتضرّرون هم الأكثر عدداً من تجار الخمر المستفيدين ولذلك حرّم الله التجارة في الخمر أو شراءه فأصبح محرَّماً على المستفيد والمستهلك، وهذه بالنسبة لضرر الخمر والميسر على المجتمع الإنساني؛ وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم.

    ومن ثم بيَّن الله الضرر على العقل البشري بسبب تعاطي الخمر. وقال الله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} صدق الله العظيم [النساء:43].

    وبما أنّ الخمر يُذهب العقل فقد يرتكب السكران الفاحشة ليس فقط مع أحد نساء العالمين بل قد يغتصب أمّه أو أخته والعياذ بالله وهو لا يدرك الجريمة التي يفعلها حين يفعل من قبل أن يصحو فيعقل أفعاله وأقواله، والسكران قد يتعدّى فيقتل وهو لا يعقل فعله، وكذلك فالخمر يؤزّ الإنسان إلى ارتكاب الفاحشة برغم أنّه يضعف الانتصاب الجنسي ولكنه يثير الرغبة للجنس مما يسبب انتشار الفاحشة في المجتمع، وأما الميسر الذي هو القمار فهو كذلك يسبب انتشار العداوة والبغضاء في المجتمع، وذلك ما يبتغيه الشيطان من وسيلة الخمر والميسر، وقال الله تعالى: {
    إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن ثم أنزل الله تحريمه فأمركم باجتنابه قلباً وقالباً كما أمركم باجتناب عبادة الطاغوت، وقال الله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠} صدق الله العظيم [المائدة].

    فاتّقِ الله يا (عابد الله) وكن مع الصادقين..

    وإنّي أرى أحد الوافدين للحوار يفتي بأنّ القرآن لا توجد به آيةٌ بدل آيةٍ، ويقول: "إنما القرآن جاء بدلاً لكتب الله من قبل"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه وأقول: إنّك تقول على الله ما لا تعلم، فاتّقِ الله حبيبي في الله، فلم يأتِ القرآن بدلاً للكتب السماوية! إذاً لتبدّلت دعوة كافّة الأنبياء والمرسَلين، ويا سبحان الله العظيم! وقال الله تعالى: {
    شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ} [الشورى:13].

    وقال الله تعالى: {
    إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿١٦٣} [النساء].

    وأما تبديل الأحكام فتأتي في الكتاب نفسه؛ يبدّل الله آيةً مكان آيةٍ فيبقى لفظها ويأخذون بحكمها الجديد البدل، وفي ذلك حكمةٌ ورحمةٌ ولكنّ الجاهلين سوف يقولون: "إنّما أنت مفترٍ، فكيف أنّك تقول لنا من قبل أنّ الله أنزل إليك الحكم في الحدّ الفلاني أنّ حكم الله فيه كذا وكذا، واليوم تأتي لنا بحكمٍ جديدٍ وتقول إنّ الله أنزل إليك حكماً آخر بدلاً عن الحكم الأول؟". ويقول ذلك القوم الذين لا يتفكّرون في الحكمة من ذلك، ولذلك قال الله تعالى: {
    وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١} صدق الله العظيم [النحل].

    وعلى سبيل المثال كان حكم الله في حدِّ الفاحشة بشكل عام على النساء المتزوّجات والعازبات هو حبسهنّ في البيوت حبساً مؤبّداً حتى يتوفاهنّ الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلاً بتبديل حكم الحبس المؤبد، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثم جاء السبيل للخروج من الحبس المؤبد فاستبدله الله بحكم الجلْدِ، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم [النور].

    ويا أحبّتي في الله الباحثين عن الحقّ لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، واعلموا أنّ الشيطان ليأمركم بالمجازفة بالقول على الله في دينه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فاتّقوا الله يا علماء المسلمين ولا تطيعوا أمر الشيطان وأطيعوا أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنّه الحقّ من ربِّكم لا شكّ ولا ريب، فلا قولٌ بالنسبيّة في دين الله، فهل أنتم منتهون؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : أحمد يوسف
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 35427 من موضوع ردّ الإمام المهدي على الباحثين عن الحقّ: تحريم الخمر واجتنابه قلباً وقالباً ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    12 - 04 - 1433 هـ
    05 - 03 - 2012 مـ
    04:44 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=35418
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهدي على الباحثين عن الحقّ: تحريم الخمر واجتنابه قلباً وقالباً ..

    اقتباس المشاركة : عابد لله
    أولا أطالب مهديكم بأن يفسر كل آية عل حدة
    ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ))
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ))

    وأن يذكر صراحة هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟ هذا السؤال كررته أكثر من مرة وتراوغون وتلاوعون!!!!!!!!
    ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ))
    السؤال للمرة 1000
    هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟... هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟.... هل آية البقرة بها تحريم قاطع أم لا ؟


    ثانيا ...القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء مرة واحدة ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) واضح أن القرآن كله نزل ليلة القدر فلم يقل الله "أنزلنا بعضا منه" ........
    وتنزل على الرسول(ص) من السماء على 23 سنة ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ
    تَرْتِيلًا))
    فالحكمة من التنزيل كما توضح الآية الكريمة على دفعات هى التثبيت على الرسول(ص) ((كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ)) وليس لتغيير الأحكام...
    هل هذا برهان أم لا ؟ إنى لا أتبع الهوى فالقرآن واضح ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
    وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)) فالحكمة ((كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ))
    ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا))
    -والله أعلم-
    انتهى الاقتباس من عابد لله


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار شريعة الله الحقّ في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى جميع المسلمين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وسلام الله على الباحثين عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ من العالمين، ونرحّب بكافة الوافدين لطاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور؛ (موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة)؛ موقع كلّ البشر لحوار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأنا المهديّ المنتظَر أتوجّه إلى الباحثين عن الحقّ بالنصيحة الحقّ وهي أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وربّهم أنّهم يريدون الحقّ ولا غير الحقّ سبيلاً، وأنّهم لو يجدون الحقّ تجلّى لهم بين أيّديهم أنّهم لن تأخذهم العزة بالإثم؛ بل يتّبعون الصراط المستقيم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ من ربّهم، وماذا يُريدون بعد الحقّ؟ فمن أعرض عن الحقّ فقد اختار سبيل الضلال كونه ما بعد الحقّ إلا الضلال، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ويا عابد الله، إن كنت تريد الحقّ فاعلم أنّ الخمر لم يأتِ بشأنه حكمٌ من الله من قَبْلُ أنَّه حلالٌ للمسلمين وإنّما تدّرج في تحريمه، فأولاً وضّح للناس مضاره ونفعه وبيّن لهم أنّ ضرره على المجتمع أكبر من نفعه، وقال الله تعالى: {
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم [البقرة:219].

    ولا أعلم أنّ في الخمر أيُّ نفعٍ لمن يتعاطوه بل هو من الخبائث، وهل حرّم الله عليكم إلا الخبائث؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} صدق الله العظيم [الأعراف:157].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما هو النفع المقصود من قول الله تعالى:
    {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم؟ والجواب بالحق: ويقصد منافع أرباح التجارة للذين يتاجرون في بيع الخمر فيربحون الأموال أو الذين يربحون الأموال في الميسر وهو ذاته القمار، ولكنّ الله بيّن لكم نسبة النفع والضرر على المجتمع، فالمستفيدون قليل وهم فقط الذين يجنون الأموال بسبب التجارة في الخمر، ولكن المتضرّرون هم المستهلكون وهم الأكثر في عددهم من عدد تجار الخمر والميسر، كوني أجد النسبة في الكتاب بالضبط 1% بمعنى 99 % متضرّرون والرابحون بنسبة 1 % وهم تجار الخمر.

    ولربما يودُّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "وكيف علمت هذه النسبة بالضبط؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: علمتُ ذلك من خلال أصحاب ربح الميسر وهو القمار، فلو أنّ مائة من الناس اشتركوا بأموالهم فوضع على طاولة القمار كلّ منهم ألف دولار فأصبح إجمالي أموال أصحاب طاولة القمار هو مائة ألف دولار، ومن ثم بدأوا لعبة القمار وفاز رجلٌ واحدٌ في لعبة القمار فأخذ أموال تسعة وتسعين رجلاً، فكم نسبة المستفيدين في المائة؟ وتجدونه 1% واحد فقط وأما تسعة وتسعون فكلّ منهم سوف يذهب ليحضر عشرة آلاف دولار أخرى وهو يطمع أن يستردّ ماله وفوقه أضعافاً مضاعفةً، وقد يخسر العشرة تلو العشرة، ومن ثمّ يبيع ما تبقّى لديه من أراضٍ وسيارات لكي يحاول أن يستردّ ماله جميعاً وفوقه أضعاف مضاعفة، وقد يخسر أمواله جميعاً حتى يصبح لا يملك من بعد ملكٍ شيئاً، ومن ثم إمّا أن يموت قهراً أو يشتعل بركان العداوة بينه وبين الفائز، ثم يريد قتلَ الفائز لكي يُقتلَ بعده كونه كره الاستمرار في الحياة فقيراً من بعد أن كان غنيّاً يتفاخر بأمواله، وبما أنّ المتضرّرين في المجتمع هم الأكثر بسبب تجارة الميسر الذي هو ذاته القمار، ولذلك حرَّم الله تجارة القمار وكذلك الخمر، فحتماً سوف يكون المستهلكون المتضرّرون هم الأكثر عدداً من تجار الخمر المستفيدين ولذلك حرّم الله التجارة في الخمر أو شراءه فأصبح محرَّماً على المستفيد والمستهلك، وهذه بالنسبة لضرر الخمر والميسر على المجتمع الإنساني؛ وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} صدق الله العظيم.

    ومن ثم بيَّن الله الضرر على العقل البشري بسبب تعاطي الخمر. وقال الله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} صدق الله العظيم [النساء:43].

    وبما أنّ الخمر يُذهب العقل فقد يرتكب السكران الفاحشة ليس فقط مع أحد نساء العالمين بل قد يغتصب أمّه أو أخته والعياذ بالله وهو لا يدرك الجريمة التي يفعلها حين يفعل من قبل أن يصحو فيعقل أفعاله وأقواله، والسكران قد يتعدّى فيقتل وهو لا يعقل فعله، وكذلك فالخمر يؤزّ الإنسان إلى ارتكاب الفاحشة برغم أنّه يضعف الانتصاب الجنسي ولكنه يثير الرغبة للجنس مما يسبب انتشار الفاحشة في المجتمع، وأما الميسر الذي هو القمار فهو كذلك يسبب انتشار العداوة والبغضاء في المجتمع، وذلك ما يبتغيه الشيطان من وسيلة الخمر والميسر، وقال الله تعالى: {
    إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن ثم أنزل الله تحريمه فأمركم باجتنابه قلباً وقالباً كما أمركم باجتناب عبادة الطاغوت، وقال الله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠} صدق الله العظيم [المائدة].

    فاتّقِ الله يا (عابد الله) وكن مع الصادقين..

    وإنّي أرى أحد الوافدين للحوار يفتي بأنّ القرآن لا توجد به آيةٌ بدل آيةٍ، ويقول: "إنما القرآن جاء بدلاً لكتب الله من قبل"، ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّه وأقول: إنّك تقول على الله ما لا تعلم، فاتّقِ الله حبيبي في الله، فلم يأتِ القرآن بدلاً للكتب السماوية! إذاً لتبدّلت دعوة كافّة الأنبياء والمرسَلين، ويا سبحان الله العظيم! وقال الله تعالى: {
    شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ} [الشورى:13].

    وقال الله تعالى: {
    إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿١٦٣} [النساء].

    وأما تبديل الأحكام فتأتي في الكتاب نفسه؛ يبدّل الله آيةً مكان آيةٍ فيبقى لفظها ويأخذون بحكمها الجديد البدل، وفي ذلك حكمةٌ ورحمةٌ ولكنّ الجاهلين سوف يقولون: "إنّما أنت مفترٍ، فكيف أنّك تقول لنا من قبل أنّ الله أنزل إليك الحكم في الحدّ الفلاني أنّ حكم الله فيه كذا وكذا، واليوم تأتي لنا بحكمٍ جديدٍ وتقول إنّ الله أنزل إليك حكماً آخر بدلاً عن الحكم الأول؟". ويقول ذلك القوم الذين لا يتفكّرون في الحكمة من ذلك، ولذلك قال الله تعالى: {
    وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١} صدق الله العظيم [النحل].

    وعلى سبيل المثال كان حكم الله في حدِّ الفاحشة بشكل عام على النساء المتزوّجات والعازبات هو حبسهنّ في البيوت حبساً مؤبّداً حتى يتوفاهنّ الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلاً بتبديل حكم الحبس المؤبد، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].

    ومن ثم جاء السبيل للخروج من الحبس المؤبد فاستبدله الله بحكم الجلْدِ، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم [النور].

    ويا أحبّتي في الله الباحثين عن الحقّ لا تقولوا على الله ما لا تعلمون، واعلموا أنّ الشيطان ليأمركم بالمجازفة بالقول على الله في دينه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فاتّقوا الله يا علماء المسلمين ولا تطيعوا أمر الشيطان وأطيعوا أمر الرحمن الذي حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون أنّه الحقّ من ربِّكم لا شكّ ولا ريب، فلا قولٌ بالنسبيّة في دين الله، فهل أنتم منتهون؟

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=480444
    انتهى الاقتباس من أحمد يوسف
    تمام بارك الله فيك أخي الكريم

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : قمرالإسلام
    سبحان الله كان يدور في بالي هذا السؤال..لما درست في الجامعه وانه ملعون حاملها وشاربها.......لحديث.... صح عنه ﷺ أنه لعن الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها، عشرة في الخمر، العاشر الخمر نفسها، فهي ملعونة ملعون من باعها واشتراها، ملعون من عصرها من ع... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=480443
    انتهى الاقتباس من قمرالإسلام
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 84208 من موضوع بيان الفتوى في تحريم زواج الأخت من الرضاعة لكونها صارت أخته وأمّها أمّه بدءاً من الرضعة الأولى..

    -3-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=84203

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 03 - 1434 هـ
    01 - 02 - 2013 مـ
    03:57 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من التفصيل إلى السائل العالم الجليل أحد علماء المسلمين المكرمين..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وأسلم تسليماً وجميع المسلمين إلى يوم الدين..

    ويا فضيلة الشيخ العالم الجليل السائل الباحث عن الحقّ بإذن الله رضي الله عنك وأرضاك، وقبل أن أجيب على سؤالك أقول: فهل يعقل أن يتزوج الابن امرأة وهي أمّ أبيه بالنسب أو بالرضاعة؟ فهي أمّ أبيه ويناديها أبوه (يا أمي فلانة)، فهل يجوز لابنه أن يتزوج أم أبيه!؟ وتجد ذلك يرفضه العقل والمنطق. وكذلك هل يعقل أن يتزوج الابن عمّته وهي أخت أبيه في النسب أو أخت أبيه من الرضاعة؟ وحاشا لله ربّ العالمين؛ بل ذلك محرمٌ في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وصدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بقوله:
    [يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.

    ألا وإنّ إخوة الرجل من الرضاعة صاروا أعماماً لذرّية أخيهم من الرضاعة فيدخلون ضمن المحارم في كتاب الله، وإنّما يَحِلُّ لإخوة الرجل وأخواته أن يتزوّجوا بإخوة أخيهم من الرضاعة كونهم لا علاقة لهم بإخوة الرضاعة وإنّما رضع أخاهم من امرأة فأصبح هو فقط أخاً لأولاد تلك المرأة التي أرضعته ولا علاقة للإخوة بإخوة الرضاعة؛ وإنما علاقة إخوة الرضاعة والمحارم على أخيهم وذرّيته كون ذرّيته يختلف الأمر لأنّ أولاد المرأة التي أرضعت أباهم صاروا أعماماً وعماتٍ ويدخلون ضمن المحارم، كما يحرم في النسب أن يتزوج الرجل بأخت أبيه.

    وربّما يود أحد السائلين أن يقول يا إمامي: "يا للهول فإني قد نكحت امرأةً وتبيّن لي أنها أخت أبي من الرضاعة وأنجبت منها أولاداً ذكوراً وإناثا ولم أكن أعلم بحرمة ذلك، أو لم أكن أعلم أن زوجتي أخت أبي من الرضاعة إلا الآن، فما هو الحل يا إمام المسلمين؟" ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: لم يأمرك الله أن تطلِّقَها حتى لا تُيَتِّمْ أطفالك فتتزوج أمّهم برجلٍ آخر؛ بل رحم الله أطفالك ورحم أمّهم ورحمك معهم ولم يأمرك الله أن تطلقها بل يستمر زواجكما كونك لا تعلم بحرمة ذلك من قبل الزواج فينطبق عليك وعلى أمثالك قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم [النساء:23].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفتني من محكم كتاب الله أنّه يقصد {مَا قَدْ سَلَفَ} بأنه قد أصبح الحرام حلالاً طيباً في مواضع محددةٍ من بعد التوبة أن يعود لمثل ذلك". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:275].

    وهنا تجدون أنّ الأموال التي اكتسبها من الربا فمن بعد التوبة وأن لا يعود لمثل ذلك فقد صارت الأموال الحرام التي اكتسبها من الربا قد صارت حلالاً طيباً من بعد التوبة، ونستنبط من هذه الآية ما المقصود بقوله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} أي أنّه أبقى عليه ماله كونه ليس مال سرقةٍ أو نهبٍ بل كان بتراضي الطرفين؛ غير أنّ الربا محرمٌ في كتاب الله ولكن من تاب من أكل أموال النّاس بالربا فقد أصبح ما سلف حلالاً طيباً من بعد التوبة، إن ربي غفورٌ رحيمٌ. والمهم أننا استنبطنا المقصود من قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم

    أي إلا ما قد مضى وانقضى فله وضع خاصٌ؛ أي من الخصوصيات رحمةً من الله، فما أرحم الله أرحم الراحمين! فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابو يثرب
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 84208 من موضوع بيان الفتوى في تحريم زواج الأخت من الرضاعة لكونها صارت أخته وأمّها أمّه بدءاً من الرضعة الأولى..

    -3-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=84203

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 03 - 1434 هـ
    01 - 02 - 2013 مـ
    03:57 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من التفصيل إلى السائل العالم الجليل أحد علماء المسلمين المكرمين..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وأسلم تسليماً وجميع المسلمين إلى يوم الدين..

    ويا فضيلة الشيخ العالم الجليل السائل الباحث عن الحقّ بإذن الله رضي الله عنك وأرضاك، وقبل أن أجيب على سؤالك أقول: فهل يعقل أن يتزوج الابن امرأة وهي أمّ أبيه بالنسب أو بالرضاعة؟ فهي أمّ أبيه ويناديها أبوه (يا أمي فلانة)، فهل يجوز لابنه أن يتزوج أم أبيه!؟ وتجد ذلك يرفضه العقل والمنطق. وكذلك هل يعقل أن يتزوج الابن عمّته وهي أخت أبيه في النسب أو أخت أبيه من الرضاعة؟ وحاشا لله ربّ العالمين؛ بل ذلك محرمٌ في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وصدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بقوله:
    [يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.

    ألا وإنّ إخوة الرجل من الرضاعة صاروا أعماماً لذرّية أخيهم من الرضاعة فيدخلون ضمن المحارم في كتاب الله، وإنّما يَحِلُّ لإخوة الرجل وأخواته أن يتزوّجوا بإخوة أخيهم من الرضاعة كونهم لا علاقة لهم بإخوة الرضاعة وإنّما رضع أخاهم من امرأة فأصبح هو فقط أخاً لأولاد تلك المرأة التي أرضعته ولا علاقة للإخوة بإخوة الرضاعة؛ وإنما علاقة إخوة الرضاعة والمحارم على أخيهم وذرّيته كون ذرّيته يختلف الأمر لأنّ أولاد المرأة التي أرضعت أباهم صاروا أعماماً وعماتٍ ويدخلون ضمن المحارم، كما يحرم في النسب أن يتزوج الرجل بأخت أبيه.

    وربّما يود أحد السائلين أن يقول يا إمامي: "يا للهول فإني قد نكحت امرأةً وتبيّن لي أنها أخت أبي من الرضاعة وأنجبت منها أولاداً ذكوراً وإناثا ولم أكن أعلم بحرمة ذلك، أو لم أكن أعلم أن زوجتي أخت أبي من الرضاعة إلا الآن، فما هو الحل يا إمام المسلمين؟" ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: لم يأمرك الله أن تطلِّقَها حتى لا تُيَتِّمْ أطفالك فتتزوج أمّهم برجلٍ آخر؛ بل رحم الله أطفالك ورحم أمّهم ورحمك معهم ولم يأمرك الله أن تطلقها بل يستمر زواجكما كونك لا تعلم بحرمة ذلك من قبل الزواج فينطبق عليك وعلى أمثالك قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم [النساء:23].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفتني من محكم كتاب الله أنّه يقصد {مَا قَدْ سَلَفَ} بأنه قد أصبح الحرام حلالاً طيباً في مواضع محددةٍ من بعد التوبة أن يعود لمثل ذلك". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:275].

    وهنا تجدون أنّ الأموال التي اكتسبها من الربا فمن بعد التوبة وأن لا يعود لمثل ذلك فقد صارت الأموال الحرام التي اكتسبها من الربا قد صارت حلالاً طيباً من بعد التوبة، ونستنبط من هذه الآية ما المقصود بقوله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} أي أنّه أبقى عليه ماله كونه ليس مال سرقةٍ أو نهبٍ بل كان بتراضي الطرفين؛ غير أنّ الربا محرمٌ في كتاب الله ولكن من تاب من أكل أموال النّاس بالربا فقد أصبح ما سلف حلالاً طيباً من بعد التوبة، إن ربي غفورٌ رحيمٌ. والمهم أننا استنبطنا المقصود من قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم

    أي إلا ما قد مضى وانقضى فله وضع خاصٌ؛ أي من الخصوصيات رحمةً من الله، فما أرحم الله أرحم الراحمين! فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=480446
    انتهى الاقتباس من ابو يثرب
    نعم سبحان الله النعيم الأعظم معلم الإمام ناصرمحمد اليماني..بارك الله فيك أخي الكريم

المواضيع المتشابهه
  1. سورة التوبة للقارئ صالح الصاهود
    بواسطة مها في المنتدى تلاوة القرآن العظيم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-10-2023, 06:46 PM
  2. تدبر في بعض ايات من سورة التوبة ‼️
    بواسطة أمة الله الحنّان في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 13-12-2022, 09:53 AM
  3. الرنين الناتج عن الصيحة والسبل النبوية للوقاية منها..
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-06-2016, 05:31 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •