[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــة الأصليِّة للبيـــــــــــــــان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=56962
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 10 - 1433 هـ
21 - 08 - 2012 مـ
09:38 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ من المصحف غير المزيّف ولا المحرّف إلى (المحترف) ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ويا أيها المحترف، إنّ الإمام المهديّ لم يظلمك شيئاً حين ظننت أنك جئتنا لتجادلنا في عذاب القبر كونك وضعت سؤالاً واحداً متكرراً نسخٌ ولصقٌ عدة مرات عن آيات في سورة التكاثر {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾}، وبما أنّ أصحاب عقيدة عذاب القبر في حفرة السوءة قد تأسست عقيدتهم على فهمهم لهذه السورة ويستدلون بأحاديث الفتنة الموضوعة في أنّ العذاب من بعد الموت في حفرة السوءة، فانظر قولهم كما يلي:
وإلى بيان الإمام المهديّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، أمّا بعد..
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾} [التكاثر]. والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو التكاثر، وعن ماذا ألهاهم؟ ونأتي أولاً بالبيان الحقّ من محكم الكتاب عن المقصود بالتكاثر، ويقصد به السعيُ وراء تكاثر الأموال وزينة الحياة الدنيا من النساء والأولاد، فألهتهم الحياة الدنيا عن الهدف الذي خلقهم الله من أجله. وتجدون البرهان في قول الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)} صدق الله العظيم [الحديد].
والبيان الحقّ لقوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ} أي: ألهتهم زينة الحياة الدنيا عن تحقيق الحكمة من خلقهم فلم يذكروا الله فيتمتعوا بنعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم [المنافقون:9].
ولكنه قد ألهاهم التكاثر عن النّعيم الأعظم من زينة الحياة الدنيا حتى أدركهم الموت، ولا يَعي تعريف الإمام المهديّ للنّعيم الأعظم إلا قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فهم يعلمون بما في أنفسهم، وعلى كل حالٍ لا نطيل عليك حتى لا تملّ وأقلّ الناس علماً الملول الكسول، ومن ثم نأتي لسؤال المحترف عن قول الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ﴿٨﴾ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وهي الطفلة البريئة التي يدسُّونها في التراب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٥٨﴾ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9)} صدق الله العظيم [البروج].
فأمّا المؤمنون فهم أتباع أحدِ الأنبياء من الذين أُخفيت قصصهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [غافر:78].
ومن الذين لم يذكر الله قصّتَهم كمثل قصة أصحاب الكهف وقومهم بالتفصيل، وكذلك قصّة أصحاب الأخدود، غير إننا نعلمها في أسرار القرآن العظيم أنّ أصحاب الأخدود هم الملك تُبَّعٍ وقومه، وهو أحد ملوك اليمن الجبابرة بعث الله إليه نبياً فكذّبوه فكانوا أشدّ بطشاً في البلاد، وحفروا لأتباع النّبيّ أخدوداً وملأوه بالجحيم، وكانوا يقذفون بمن آمن واتَّبع نبيَّهم في نار الجحيم.
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، وهل قوم تُبَّعٍ أهلكهم الله كما أهلك فرعون وقومه؟". ومن ثمّ نردّ عليه من محكم الكتاب ونقول:{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)} صدق الله العظيم [الدخان].
فأهلكه الله وقومه وأورث ذلك النّبيّ مُلْكَ تُبَّعٍ الحِمْيَري، وكان مُلْكاً كبيراً ومالاً وفيراً، ولا أعلم أن المَلِك تُبَّعٍ اليماني أسلم كما يعتقد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؛ بل المَلِك تُبَّعٍ وقومه من الذين كذّبوا برسل ربهم فحقّ وعيد. وقال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين يتَّبعون الأحاديث المخالفة لمحكم القرآن العظيم فيقول: إليك الأحاديث عن النّبيّ في شأن تُبَّعٍ:
ومن ثم يردّ عليهم الإمام المهديّ ونقول لهم: اتقوا الله فكيف لا يعلم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل تُبَّعٍ كان مَلكاً كافراً أم مسلماً! ومرةً أخرى يقول فلا أعلم تُبَّعٍ أسلم أم لا! ما لكم تتّبعون ما يخالف للعقل والمنطق أفلا تعقلون؟ فانظروا للروايتين:
وهنا فتوى من الله عن الأمم المكذِّبة ومنهم تُبَّعٍ وقومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14]، ويعلم الله بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].
ورغم أنه قد أفتى بتكذيبهم قُبَيل ذكرهم. وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [ق].
فانظروا لقول الله تعالى: {كَذَّبَتْ}، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلماذا ذكر أنهم مكذِّبين مرتين في نفس الموضع؟ والجواب إنّما يقصد في التأكيد الأخير أي المَلك تُبَّعٍ وقومه، كون الله علم بما سوف تزعمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} صدق الله العظيم [ق:14].
وإنما تُبَّعٍ من قومه وجميعهم كافرون، ومثله كمثل فرعون. وقال الله تعالى: {وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠﴾ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
والسؤال الذي يطرح نفسه أليس فرعون كان كافراً، أم إنّ قومه فقط كافرون؟ ويا للعجب فكم زيّفوا التاريخ القديم بما لم ينزّل الله به من سلطان، وكتبوا أساطيراً عن الملك تُبَّعٍ اليماني، ولسوف نُفتيكم في شأنه بالحقّ:
إنّما هو أحد ملوك حِمْيَر وكان أبوه مَلِكاً من قبله، وكانت تأتي له ذريةَ بناتٍ، وحين جاءه مولودٌ ذكرٌ -وهو الذكر الوحيد- اجتمع بمجلسه الاستشاري مع أعيان البلاد، وقال: لقد جاءني مولودٌ لطالما انتظرته كثيراً وأريد أن أسمّيه اسماً يليق بابن الملك شرط أن يملأ الفم. فقال أحدهم: (دُبا)، فأمر بسجنه. وقال آخر: بل اسمه تُبَّعْ ونحن أتباعه وجنده، فأعطاه الملك جائزةً ثمينةً ومنصباً في الدولة، وعاش تُبَّع مدللاً ولم يربيه أبوه التربية الحسنة، وما عاقبه قط على أي خطأ يرتكبه منذ الصغر، وطلع باغٍ طاغٍ وعالٍ في الأرض ومن المفسدين في الأرض، والمَلِك تُبَّع أشدّ كفراً من بين الملوك كمثل فرعون، فأطاعه قومه وما هداهم إلى سبيل الرشاد.
وبالعقل والمنطق فلو أسلم لآتاه الله أجره وأجر قومه كونهم سوف يسلمون وراءه جميعاً سواء ظاهر الأمر خوفاً منه أو يسلمون ظاهراً وباطناً، والمهم أنّه لو أسلم الملك تُبَّعٍ الحميري اليماني لأسلم وراءه قومه جميعاً. فما لكم كيف تحكمون! أفلا تتفكرون؟ فلكم أضلّكم المؤرِّخون بأساطيرَ من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ومنهم أفَّاكين كاذبين كمثل الذي افترى الملحمة الشعرية لتُبِّعٍ اليماني وسمّاها بالملحمة الكبرى من البداية إلى النّهاية، وكأنَّ الملك تُبَّع علّام الغيوب، وأخطأ فيها اسم الإمام المهديّ ناصر محمد. وإليكم القصيدة المفتراة من بعد الأحداث كما يلي:
بل هي مُفتراةٌ من بعد الأحداث، وقد يزعم المفتري أنّه وجدها مكتوبةً في قطعة أثريّة، وتلك من الأساطير فذروها واتّبعوا المهديّ المنتظَر الذي يرشدكم بمحكم الذِّكر القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد إني لكم ناصحٌ أمينٌ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ