الموضوع: سؤال عن مواقع النجوم

النتائج 1 إلى 10 من 11
  1. افتراضي سؤال عن مواقع النجوم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    سؤال للإمام خليفة الله في الارض من لديه علم الكتاب..
    ذكر في القرآن اية عن مواقع النجوم، وقال تعالي: {... ولا اقسم بمواقع النجوم وانه قسم لو تعلمون عظيم }.. صدق الله العظيم.
    السؤال هنا:
    * هل يجوز تعلم هذا الباب من العلم؟ علم مواقع النجوم والكواكب وارتباطهم بالناس والعباد؟
    ولو يجوز تعلمه او حلال تعلم هذا العلم، فما باب الدخول اليه او باب تعلمه،، هل هنالك كتب لتعلمه او ايات من القران تزيدنا علما بهذا العلم..
    وهل الانبياء السابقين قبل الرسول محمد علي الصلاة والسلام وال بيته وصحابته ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين.. هل كان الانبياء يتعلمون هذا العلم، لأنهم كانوا ينبأون قومهم باحداث ستحصل لهم وكانت تحصل، واكيد الغرض منه هدي الناس وانذارهم لعلهم يرجعون الي الله..
    وارجوا العذر من الامام ادا كان السؤال ليس في محله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

  2. افتراضي

    تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 03 - 1430 هـ
    11 - 03 - 2009 مـ
    02:53 صباحاً

    ـــــــــــــــــــــ


    تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء ..

    ــــــ اقتباس ـــــــ
    بسم الله
    سيدي الإمام، ما المقصود بمواقع النجوم، وأنه قسم لو تعلمون عظيم؟
    ما هي مواقع النجوم تلك؟
    {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
    ــــــــــــــــــــــــــ

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    أخي عمران، إنّ مواقع النّجوم هو ما تشغله من حيزٍ من الفراغ بالفضاء الكوني، وبما أنّ مواقعها عظيمة كما أقسم الله بعظمتها ليعلمكم بضخامة حجم النّجم وليس كما نراه صغيراً حقيراً وتلك من حقائق الآيات العلميّة للقرآن العظيم، ويشهد على ذلك البيان أهل العلم أنّ النّجم الواحد حقاً يعدل ملايين حجم هذه الأرض التي نعيش عليها، إذاً تبيّن لكم إنّما ذلك إشارة لضخامة مواقع النّجوم العظماء بالفضاء، ولو سألتم الأولين قبل غزو الفضاء والمجهر المُكبر هل تعلمون أنّ النّجم الواحد من هذه النّجوم يعدل ملايين حجم أرضنا؟ لما صدق ذلك وقال: "كيف يكون ذلك ونحن نراها بلايين النّجوم فكيف يكون النّجم يعدل ملايين أرضنا الكبرى فهذا شيءٌ لا يُصدق! ولو كان ذلك صحيحاً لرأيناها كبرى". وذلك لأنّه لا يعلم كم بينه وبينها من آلاف السنين الضوئية وبصره حسير قصير لا يدرك ضخامة ما يراه بعيداً، ولذلك بيَّن لهم الله بأنّ مواقعهن عظيمة وليس كما نراهن بالبصر الحسير، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهذه إشارةٌ لعظمة ما يشغله النّجم من حيزٍ من الفراغ فيعلمكم الله إنه أقسم بشيءٍ عظيمٍ وليس كما نراهُنّ بالنّظر الحسير صغاراً، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} .. وما أقسم به هو النّجوم وإنّما مواقعها إشارة لضخامتها.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ____________
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ۞رابط مصدر البيان في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=319587

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    English
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=329407
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    فارسى
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=321194
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    русский
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=323485
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    للمزيد من فيديوهات البيان الحق للقرآن العظيم عبر الحساب الرسمي للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على اليوتيوب :
    القناة الناطقة بالعربية :
    https://youtube.com/channel/UCsxHWLIyI5w38xwN_-sTNhQ
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    #ناصر_محمد_اليماني
    #منتديات_البشرى_الاسلامية
    #الامام_المهدي_ناصر_محمد_اليماني
    #المهدي_المنتظر_ناصر_محمد_اليماني
    #منتديات_البشرى_الاسلامية_والنبأ_العظيم

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Minsf Hassan
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    سؤال للإمام خليفة الله في الارض من لديه علم الكتاب..
    ذكر في القرآن اية عن مواقع النجوم، وقال تعالي: {... ولا اقسم بمواقع النجوم وانه قسم لو تعلمون عظيم }.. صدق الله العظيم.
    السؤال هنا:
    * هل يجوز تعلم هذا الباب من العلم؟ علم مواقع النجوم والكواكب وارتباطهم ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=407209
    انتهى الاقتباس من Minsf Hassan
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم تدبر وتفكر في هذا البيان ففيه الجواب على سؤالك
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 319587 من موضوع تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني

    14 - 03 - 1430 هـ
    11 - 03 - 2009 مـ

    02:53 صباحاً

    ـــــــــــــــــــــ


    تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء ..

    اقتباس المشاركة : قومٌ آخرون
    بسم الله
    سيدي الإمام، ما المقصود بمواقع النجوم، وأنه قسم لو تعلمون عظيم؟
    ما هي مواقع النجوم تلك؟
    {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
    انتهى الاقتباس من قومٌ آخرون

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    أخي عمران، إنّ مواقع النّجوم هو ما تشغله من حيزٍ من الفراغ بالفضاء الكوني، وبما أنّ مواقعها عظيمة كما أقسم الله بعظمتها ليعلمكم بضخامة حجم النّجم وليس كما نراه صغيراً حقيراً وتلك من حقائق الآيات العلميّة للقرآن العظيم، ويشهد على ذلك البيان أهل العلم أنّ النّجم الواحد حقاً يعدل ملايين حجم هذه الأرض التي نعيش عليها، إذاً تبيّن لكم إنّما ذلك إشارة لضخامة مواقع النّجوم العظماء بالفضاء، ولو سألتم الأولين قبل غزو الفضاء والمجهر المُكبر هل تعلمون أنّ النّجم الواحد من هذه النّجوم يعدل ملايين حجم أرضنا؟ لما صدق ذلك وقال: "كيف يكون ذلك ونحن نراها بلايين النّجوم فكيف يكون النّجم يعدل ملايين أرضنا الكبرى فهذا شيءٌ لا يُصدق! ولو كان ذلك صحيحاً لرأيناها كبرى". وذلك لأنّه لا يعلم كم بينه وبينها من آلاف السنين الضوئية وبصره حسير قصير لا يدرك ضخامة ما يراه بعيداً، ولذلك بيَّن لهم الله بأنّ مواقعهن عظيمة وليس كما نراهن بالبصر الحسير، ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهذه إشارةٌ لعظمة ما يشغله النّجم من حيزٍ من الفراغ فيعلمكم الله إنه أقسم بشيءٍ عظيمٍ وليس كما نراهُنّ بالنّظر الحسير صغاراً، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} .. وما أقسم به هو النّجوم وإنّما مواقعها إشارة لضخامتها.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Minsf Hassan
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    سؤال للإمام خليفة الله في الارض من لديه علم الكتاب..
    ذكر في القرآن اية عن مواقع النجوم، وقال تعالي: {... ولا اقسم بمواقع النجوم وانه قسم لو تعلمون عظيم }.. صدق الله العظيم.
    السؤال هنا:
    * هل يجوز تعلم هذا الباب من العلم؟ علم مواقع النجوم والكواكب وارتباطهم ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=407209
    انتهى الاقتباس من Minsf Hassan
    {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم ..


    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    28 - شعبان - 1429 هـ
    29 - 08 - 2008 مـ
    09:34 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــــ


    {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
    صدق الله العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله الطيِّبين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    يا معشر الباحثين عن الحقيقة، إنّ لكلّ دعوى برهان وجعل الله برهان المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم هو البيان الحقّ الذي يستطيع فهمه عالِمُكم وجاهلُكم مِن شدّة التوضيح للحقّ البَيِّن لِمَن يريد الحقّ، ونكتفي أن نقتبس من بيان المدعو أحمد الحسن اليماني بيانه بغير الحقّ لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصلت:12].

    وقال أحمد الحسن اليماني بأن هذه الآية يَقصد بها اللهُ الأنبياءَ والأوصياءَ، فحرّف كلام الله عن مواضعه ولا يَقصد الله ذلك ولا يتكلم الله في هذا الموضع عن الأنبياء والأوصياء بل عن خلق السموات، وإليكم الآية كاملة التي لم يأتِ فيها ذكر الأنبياء والأوصياء كما يزعم أحمد الحسن اليماني، وقال الله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٩﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    وقال أحمد الحسن اليماني بأن المعنى لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم، قال بأنّ الله يقصد الأنبياء والأوصياء وبأنّ الله زيّن بهم السماء وجعلهم مصابيحاً لها؛ بل جعل الأرض التي نعيش عليها هي السماء الدنيا! وشقلب الكون وجعل عاليَه أسفله بغير الحق! وذلك هو تحريف الكلام عن مواضعه عن طريق التأويل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا.

    وإليكم التأويل الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غير الحق؛ بل لا آتيكم بالبرهان من رأسي من ذات نفسي بل من ذات القرآن العظيم، ولا آتيكم بالبرهان بآيةٍ لا تزال بحاجة للتأويل فليس ذلك برهان؛ بل البرهان لا ينبغي له إلا أن يكون من آيات القرآن المُحكَمات الواضحات البَيِّنات للعالم والجاهل ( كلّ ذي لسانٍ عربيّ مُبين )، وقارنوا بين بيانه لهذه الآية وبيان المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني، وإليكم البيان الحقّ، وأكرّر وأقول: حقيقٌ لا أقول على الله غير الحق.

    قال الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم، ويقول الله بأنّه زيّن السماء الدُّنيا - وهي أقرب السموات السبع إليكم - بمصابيحَ وهي النّجوم، وكذلك جعلها حِفظًا للسماء الدنيا من الشياطين الذين يسترقون السمع من الملإ الأعلى فَيُقْذَفُونَ من كلّ جانبٍ نظرًا لأنّ هذه المصابيح تتفَجَّر بين الحين والآخر، وبرهان الحفظ هو قول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وذلك لأنّ المصابيح تتفَجَّر فتتفرقع في جميع الاتجاهات، ولكنّ بصرَ الإنسانِ قصيرٌ حسيرٌ لا يرى في خلق الرحمن من تفاوتٍ في السماء الدنيا، وإذا أرجع بصره إليها فلا يرى أيّ اختلافٍ أو تغييرٍ بل يرى النّجوم كما يراها دائمًا وكأنّ شيئاً لم يحدث؛ برغم أنّ المصابيح زينة السماء الدنيا تتفَجَّر ليجعلها رُجومًا للشياطين لأنّها تتفرّق في كلّ الاتجاهات.

    وبيّن الله لنا تلك الأحداث في القرآن العظيم، وأخبرنا بأننا لا نشاهد تلك التفجيرات لزينة السماء الدُّنيا نظرًا لأنّ بصرنا حسيرٌ قصيرٌ حتى بصر محمدٍ رسول الله الذي نَزَلَ عليه خَبَر هذه الأحداث لو يُرجِع بصره لَما أبصَر أي اختلافٍ في نجوم السماء الدنيا نظرًا لأنّ بصره بصرُ بَشَرٍ مثلنا حسيرٌ لا يُدرك تلك التفجيرات لمصابيح السماء الدنيا، وقال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم [الملك:3-5].

    وجعل الله تلك الأحداث مُعجِزة للتصديق بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بأنّه حقًّا يتلَقّى القرآن من لدُن حكيمٍ عليم، وما يُدريه بتلك التفجيرات النجوميّة وبصره كمثل بصر البَشَر قَصير حَسير إذا أرجَع البَصَر إلى السماء فلا يرى أي اختلاف؛ بل كما يراها في كلّ الليالي سماءً مرفوعةً بغير عمدٍ ترونها وزيّنتها النجومُ، وتصديقًا للحق قال الله تعالى لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن ينظر إلى السماء فهل يرى مِن فُطُور لنجومها برغم أنّها تتفجّر بين الحين والآخر؟ وقال الله تعالى لنبيه: {مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم.

    ومن ثم أخبره بأنّ الوضع هناك ليس كما يراه بِلا تغيير بل توجد هناك تفطُّراتٍ نجميّةٍ لمصابيح السماء الدُّنيا، وذلك لكي يجعل الله ذلك الخَبَر آية للتصديق بأنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان يتلقَّى القرآن من لدُن حكيم عليم، وذلك لأنّ الله يعلم بأنّ علماء البشر في زماننا الحاضر سوف يُبصِرون ذلك التفاوت والاختلاف في نجوم السماء الدنيا بالمِجهَر المُكَبِّر في زماننا الحاضر ليجعل الله ذلك معجزة للتصديق بأنّ هذا القرآن تلقّاه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من لدُن حكيمٍ عليم.

    وإذا بحثتم في التَّصديق لهذا البيان اليماني لليماني الحقّ للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني سوف تجدونه الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بدقة متناهية عن الخطأ. حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ لِمَن يُريد الحقّ، ولا أنطق عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا كمثل الذين يُحرّفون كلام الله عن مواضعه بالبيان الذي لا يقصده الله في الموضع الذي يتكلم عنه على الإطلاق، وذلك مِن تحريف كلام الله عن مواضعه المقصودة كمثل بيان المدعو أحمد الحسن اليماني لهذه الآية كما يلي:
    ــــــ اقتباس ـــــــ
    (وَزَيَّنَّا السماء الدُّنيا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) : والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع) ، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين ، بالتعاليم والأخلاق الإلهية ، التي يعلمونها الناس .وظهورهم : في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة .فما أكثر الظلام في السماء ، وما اقل النّجوم نسبة إلى الجزء المظلم ، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء ، وما أكثر من خالفهم وحاربهم ، وتخلف عنهم ولم ينصرهم .فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم ، كـ (قلة النّجوم في السماء الجسمانية)
    ــــــــــــــــــــــــــ
    فلكم حَرَّفتَ يا أحمد الحسن اليماني كلامَ الله عن مواضعه! وأقسمُ بالله العليّ العظيم إنّك مِن الذين يقولون على الله غير الحقّ، وبعيدٌ كلّ البعد عن الحقّ؛ بل قلت يا أحمد الحسن اليماني ذلك البيان الذي لا يقصده مِن قريبٍ ولا مِن بعيدٍ، وذلك لكي تنال رضوان الشيعة لعلهم يُصَدِّقوك، ولن يُصَدِّقك إلا الذين على شاكلتك منهم، وأما أولو الألباب من الشيعة الاثني عشر فسوف يرون بأنّ الفرق عظيم بين بيان أحمد الحسن اليماني الذي ما أنزل الله به من سلطانٍ وبين بيان ناصر محمد اليماني الذي يأتي بالسلطان المُبين الحقّ من ربهم.

    وكذلك آمُرُ الأنصار الأخيار وعلى رأسهم الحسين بن عمر وأبا ريم أن يُنَزِّلوا التَّصديق العلميّ للبيان الحقّ على الواقع الحقيقي، فيأتوا بصور مصابيح النّجوم وهي تتفجر تصديقًا للبيان الحقّ على الواقع الحقيقيّ.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    المُفتي بالحقّ المهديّ الحقّ الناصر للحقّ الذي لا يقول على الله غير الحقّ، الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا للمزيد: من أسرار الكتــــــاب المكنـون لنشأة الكــــــــــون
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    ۞رابط مصدر البيان في منتديات البشرى الإسلامية۞
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=5349

    ـــــــــــــــــــــــــــ
    للمزيد من فيديوهات البيان الحق للقرآن العظيم عبر الحساب الرسمي للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على اليوتيوب :
    القناة الناطقة بالعربية :
    https://youtube.com/channel/UCsxHWLIyI5w38xwN_-sTNhQ
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    #ناصر_محمد_اليماني
    #منتديات_البشرى_الاسلامية
    #الامام_المهدي_ناصر_محمد_اليماني
    #المهدي_المنتظر_ناصر_محمد_اليماني
    #منتديات_البشرى_الاسلامية_والنبأ_العظيم

  5. افتراضي

    كذب المنجِّمون ولو صدقوا

    اقتباس المشاركة 9929 من موضوع الردّ على النجفي: بل العرافون المنجّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً..


    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    ___________


    - 1 -


    الردّ على النجفي :
    بل العرّافون المنجِّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله أجمعين من الجنّ والإنس من أولهم إلى خاتمهم رسول الله بالقرآن العظيم للإنس والجنّ أجمعين. والصلاة والسلام على من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين..

    السلام عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلام على الباحثين عن الحقّ الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، والحقُّ أحقّ أن يُتّبع، وسلامُ الله على النجفي الذي يساوي المهديّ المنتظَر بالعرّافين الكفرة الفجرة أولياء الشياطين الذين لو يذهب إليهم النجفي فيسألهم عن اسمه واسم أبيه وأمه واسم زوجته وأولاده لأخبروه عن أسماء عائلته، لكون ذلك ليس حدثاً غيبيًّا؛ بل بمُجرّد ما ينوي النجفي الذهاب إلى المنجِّمين فمن ثم تُلقي الشياطين إلى أوليائهم المنجّمين عن اسم النجفي وأسماء عائلته، حتى يُلقي المنجّم بالفتوى إلى النجفي عن اسمه واسم عائلته، ومن ثم يزداد النجفي عقيدةً بالباطل في ذلك المنجِّم فيعتقد أنه لمن المكرمين أولياء الله الصالحين وهو من ألدِّ الخصام لله ربّ العالمين؛ أولئك من شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر بالدين لفتنة المسلمين عن العقائد الحقّ في الكتاب المبين؛ بل العرافون المنجِّمون المشعوذون هم أولياء الشياطين يوحي إليهم الشياطين زخرف القول غروراً؛ بل المنجِّمون هم ألدُّ أعداء الله وأنبيائه يضلّون المسلمين من بعد هدي الأنبياء فيُخرجِهم المنجِّمون العرَّافون بمكرهم عن الصراط المستقيم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى:
    {
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذب المنجِّمون أنّهم يعلمون الغيب! ولو صدقوا في خطفةٍ حقيقيةٍ من قبل الحدث فلم يَعلموا الغيب ولم يُعلِمهم الله بالغيب ولم تُعلمهم النجوم بالغيب؛ بل استرق الخطفة الحقيقية أحد أوليائه من الشياطين ممن يسترقون السمع من حديث الملأ الأعلى بالسماء الدنيا من ملائكة الرحمن، فيتكلم ملائكة الرحمن عن أحداثٍ وأمورٍ ستجري في الناس مما علَّمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام مما علَّمه الله علام الغيوب وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن الشياطين لم يستطِع أن يسمع غير جملةٍ واحدةٍ ومن ثم يلوذُ بالفرار خشيةً من الحرس الشديد والشهب، وقد شُدِّدت الحراسة في السماء الدنيا من بعد نزول التحدي من الله للجنّ والإنس لغزو الملأ الأعلى وقال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚلَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    فإن استطاعوا الوصول إلى السماء الدنيا فسوف يرسل عليهم شواظ من نار ونحاس فلا ينتصران بسبب مخالفتهم لأمر ربّهم
    {لا تَنفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ} وإنما السلطان هو الأمر من الله إليهم أن ينفذوا. وإنما قول الله تعالى: {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السماوات وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} إنما ذلك تحدّي من الله تعالى بقوله: {إنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السماوات وَالأَرْضِ فَانفُذُوا} كونه حذَّرهم بعدم النفوذ إلا بسلطان الإذن بالأمر من الرحمن إلى ملائكته للسماح لهم بالنفوذ ولكنهم إذا خالفوا أمر ربهم وأرادوا النفوذ فلن ينتصرا تصديقاً لقول الله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} صدق الله العظيم.

    ولم يكن يعلم الجنّ بنزول هذا التحدّي في محكم القرآن وقاموا بغزو السماء الدنيا ليلتمسوا الأخبار عن علم الغيب بالاستماع إلى الملأ الأعلى كما كانوا يفعلون من قبل، ولكنهم لمسوا الوضع قد اختلف ولم يستطيعوا فولَّوا فِراراً، ولم يعلموا عن سبب التشديد بحراسة السماء الدنيا، حتى إذا جاءتهم الأخبار من البشر عن بعث نبيٍّ جديدٍ في الجزيرة العربية فمن ثم ذهبوا ليستمعوا إلى ما أُنزِل إليه، حتى إذا حضروا فأمر بعضهم بعضاً بالإنصات حتى يسمعوا هذا القرآن هل تنزَّل من عند الرحمن؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩} [الأحقاف].

    {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجنّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَـٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    {
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الأحقاف]، فقد وجدوا آية التصديق على الواقع الحقيقي لتحدّي الله للجنّ والإنس بقول الله تعالى {لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴿٣٣﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿٣٤﴾ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ ﴿٣٥﴾}، ولذلك علِموا أن هذا القرآن من عند الرحمن إلى الإنس والجانّ ولذلك قالوا: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    ومن بعد ذلك توقَّف عالَم الجنّ من أن يغزو إلى السماء الدنيا، ولكن الشياطين لا يزالون مستمرِّين في غزو السماء الدنيا برغم أنَّ في ذلك مغامرةً شديدةً وبالكاد يسترقون خطفةً جملةً واحدةً أو كلمةً واحدةً، ولكنهم يلوذون بالفرار خوفاً من الحرس والشهب يُقذفون من كل جانب.

    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا الإصرار من عالَم الشياطين لمخالفة أمر ربهم بالاستماع إلى الملأ الأعلى؟ وذلك تصديةٌ للبشر حتى لا يُصدِّقوا برسل ربّهم كون الشياطين سوف يُعلمون بعض العرافين بخطفةٍ غيبيّةٍ حقيقيةٍ ولكنهم قالوا لأوليائهم لا تخبروا الناس أن الشياطين هم الذين أعلموكم بذلك حتى لا يُكتشَف أمركم أنكم أولياؤنا؛ بل قولوا للناس أنكم عَلِمْتم تلك الجملة الغيبيّة من خلال عِلمكم بحركات النجوم، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [كذب المنجِّمون ولو صدقوا]، أيْ: كذب المنجّمون أنهم عَلِموا بتلك الكلمة الغيبيّة من خلال رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في الخطفة الغيبيّة فحدثت فلا علاقة لما علِموه بحركات النجوم؛ بل أعلمهم بتلك الخطفة أولياؤهم من شياطين الجنّ ولذلك قال الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وكثيرٌ من المسلمين يتّبعون كثيراً من أولياء الشياطين من الذين يخبرونكم عن أسمائكم وأسماء آبائكم ونسائكم وإنما ذلك هو الضلال البعيد، فلو تذهب إلى مشعوذٍ لأخبرك باسمك واسم أبيك وأمك وليس ذلك حدثاً غيبياً؛ بل أخبر العرّافَ قرينُك الذي جاء معك إن كنتَ من الذين قيَّضَ الله لهم قرناء من الشياطين، أو تلقّاه من الشياطين الموجودين في منطقتك لكون ذلك الحدث قد حدث ولم يكن في علم الغيب، وإنما يُدهشِك كيف علِم بذلك العرّافُ وهو ليس من منطقتك ولا يعرفك ولا يعرف أسرتك! وقد أفتيناك بالحقِّ أنّ العرّافين المشعوذين يخبرونهم الشياطينُ بذلك لكون الشياطين يَسعون الليل والنهار ليطفئوا نور الله وهم لا يسأمون، ويريد شياطين الجنّ والإنس أن يُضلّوا الجنَّ والإنسَ عن الصراط المستقيم، وصدَّقهم الذين لا يعلمون من الجنّ والإنس بسبب ظنهم أنهم لا يقولون على الله كذباً ولذلك قالوا:
    {
    وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦} صدق الله العظيم [الجن].

    واعترَفوا أنهم كانوا يُصدِّقون شياطين الجنّ والإنس بأنّهم صالحون لا يقولون على الله إلا الحقّ ولذلك كانوا يُصدِّقون افتراءهم على الله كذباً وهم لا يعلمون أنهم يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر والمكر ولذلك قالوا:
    {
    وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥}صدق الله العظيم [الجن].

    ويا أيها النجفي فهل تقارن الإمام المهدي بالمشعوذين العرّافين المنجِّمين أولياء الشياطين؟ وإنما تقول: "غير أنّ الإمام المهدي هو أفضل منهم"! أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألا والله الذي لا إله غيره لو يتبع المهديّ المنتظَر الحقّ أهواءكم لفسدت السماوات والأرض، وهيهات هيهات.. فلا وحيَ جديدٌ من بعد القرآن المجيد، فلا أقول لكم أني أعلمُ الغيب بل نُعلِّمكم بالبيان الحقّ للكتاب وما كان فيه من علوم الغيب فنحن نبيِّنها للناس ونأتي بالبرهان من ذات كلام الرحمن من محكم القرآن، كمثل أن أُخبِركم بنتيجة الذين يعبدون الشياطين وهم لا يعلمون أنّ أربابهم المفترين شياطينٌ لكونهم يقولون لهم أنَّهم من ملائكة الرحمن المُقرَّبين حتى إذا سألهم الله يوم القيامة عمّا كانوا يعبدون قالوا: "إننا كنا نعبدُ ملائكتك المقرَّبين قربةً إليك ربّنا لكونهم من أفتونا أن نعبدهم قربةً إليك ربّنا"، ومن ثم سأل الله ملائكته المقربين وقال الله تعالى:
    {
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولم يكونوا يعلمون أنهم الشياطين ألدّ أعداء الله ربّ العالمين، لأنهم غاوون ويقصدون أنهم ملائكة الرحمن المقرَّبين! وما كان لملائكة الرحمن أن يأمروهم بعبادتهم من دون الله ولكنّ الغاوين لا يعقلون، ثم أدرك الغاوون كيف خدعهم الشياطين فأغووهم عن عبادة ربهم الحقّ الذي خلقهم وحده لا شريك له وقال الله تعالى:
    {
    وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴿٩١وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٩٢مِن دُونِ اللَّـهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴿٩٣فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴿٩٤وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ﴿٩٥قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦تَاللَّـهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٩٧إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وهذه نتيجة الذين يعبدون العبيدَ قربةً إلى ربهم، أولئك وقعوا في مصيدة الشياطين وما كان لعبدٍ يتقي الله في السماوات والأرض أن يقول ما ليس له بحقٍّ كونه يعلمُ إنما هو عبدٌ مهما كرَّمه الله فهو ليس إلا عبداً من عبيد الله الصالحين، ولن تجدوه في الكتاب يأمر الناس أن يُعظِّموه بغير الحقّ فيدعوه من دون الله، ولن يأمر الناس أن يتخذوه إلهاً من دون الله، بل تجدونه يأمر أتباعه أن يكونوا ربانيّين فيعبدوا ربهم الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين وأن يتنافسوا في حبِّ ربهم وقربه، ويُحذِّرهم من الشرك بالله، ويأمرهم أن يبتغوا إلى ربهم الوسيلة فيأمرونهم ما أمرهم الله به؛ المؤمنين به من عباده:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    ويُعلِّمهم أن يتّبعوه في تنافس العبيد إلى الربّ المعبود أيهم أقرب من غير أن يُعظِّموا عبداً بغير الحقّ فيجعلوه بينهم وبين الربّ المعبود فيعتقدوا أنه لا يجوز لهم أن يتجاوزوه في التنافس إلى الرب. ويا سبحان ربي! إذاً لماذا ابتعث الله رسله إلى العبيد إلا ليُعلِّموهم بطريقة الهدى الحقّ إلى الربّ المعبود فيتّبعوا طريقة هَدْيهم إلى ربهم كما يفعل الأنبياء والمرسلون تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولا ينبغي لنبيٍّ ولا رسولٍ أن يقول لأتباعه: لا ينبغي لكم أن تنافسوني في حبِّ ربي وقربه ويقول أنه الأولى بالله من دونهم. إذاً لماذا ابتعث الله رُسله إلى عبيده فهل ليأمروهم أن يُعظِّموهم بغير الحقّ من دون الله؟ أم يأمرونهم أن يتبعوا طريقة هُداهم إلى ربهم أفلا تتقون؟ بل لم يبعث الله رسله إلى العبيد إلا ليخرجوهم من عبادة العبيد إلى الربّ المعبود وحده لا شريك له، وتجدون أنّ الأنبياء يُحذِّرون قومهم بما حذَّر الله به الأنبياء أنفسهم فيقول لهم ما قاله الله لمحمدٍ عبده ورسوله:
    {
    وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [الزمر].

    وللأسف فقد وجدنا في محكم علم الغيب في الكتاب أنه لا يؤمن أكثر الناس بربهم إلا وهم به مشركون بعباده من دونه وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

    وقد أخبركم الله بعلم الغيب الحقّ في محكم كتابه عن نتيجة المشركين بربهم عباده المُقرَّبين الذين يدعونهم ليشفعوا لهم عند ربهم أو يأتون لزيارة قبورهم فيسألونهم أن يشفوا أمراضهم ويتوسّلون بهم إلى ربّهم وهم غافلون لا يسمعون دعاءهم شيئاً ولو سمعوا لما استجابوا وقال الله للمشركين به عباده المُقرَّبين:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وهنا تجدون أنّ عباد الله المُقرَّبين كفروا بعبادتهم لهم من دون الله بتوسُّل الدعاء وكأنهم أولاد الله بينما هم عبادٌ مكرمون وليس لهم من الأمر شيئاً وقال الله تعالى:
    {
    وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١كَلَّا ۚسَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢} [مريم]، وسوف يكفرون بعبادتهم فيقولون: {مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩)} صدق الله العظيم [يونس].

    ويقصد المكرّمون بقولهم:
    {
    فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم. أيْ: فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم أننا لم نأمركم بذلك يوم كنا معكم في الحياة الدنيا، فإنْ نحن أمرناكم بتعظيمنا بغير الحقّ وقلنا لكم ما ليس لنا بحقٍّ فإنْ قلنا لكم ذلك فقد علِمه الله، وإنما أشركتم بنا من بعد أن توفّانا الله وكنا عن عبادتكم ودعائكم لنا من دون الله لغافلين.

    وكان ردّ جميع عباد الله المقرَّبين الدعاة إلى الصراط المستقيم هو كمثل ردّ رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم وآله وقال الله تعالى:
    {
    وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚوَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [المائدة].

    وكذلك ردّ الأئمة والأنبياء وعباد الله المقرَّبين للذين يبالغون فيهم من بعد موتهم بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله من بعد أن توفّاهم الله فهم غافلون عن عبادتهم ودعائهم لهم مع الله ولذلك قالوا:
    {
    مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم، ولو لم يزالوا فيهم إذاً فسوف ينهونهم عن ذلك ويغضبون غضباً كبيراً لكون ذلك مُنافياً لما ابتعثهم الله به لدعوة العباد إلى عبادة الربّ المعبود ويقولون لهم: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨} صدق الله العظيم [الجن].

    وذلك ممّا أعلمه من علوم الغيب عن نتائج الذين أشركوا بربهم عباده المُقرَّبين. وأما الذين يعبدون الأصنام فتمّ السؤال إليهم من ربّهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله؟ ويقصد الأصنام وكان ردّهم وردّ آبائهم وردّ أنبيائهم في علم الغيب:
    {
    رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63].

    فأما الذين عبدوا الأصنام فألقوا باللوم على آبائهم الأوّلين لكونهم كانوا يعتقدون أنّ لهم حكمةً بالغةً في عبادة الأصنام فيزعمون أن آباءهم هم أعلمُ وأحكم منهم، ولذلك أصرّوا على أن يتَّبعوا آباءهم الاتّباع الأعمى، وما كان قولهم لرسل ربّهم إلا أن قالوا:
    {
    قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴿٧٨} [يونس].

    وقال لهم أنبياء الله:
    {قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ﴿٧٢﴾ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ ﴿٧٣﴾ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴿٧٤﴾} [الشعراء]، وقال الله تعالى: {
    وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولكنكم تجدون في علم الغيب أنّهم ألقوا باللوم على آبائهم بين يدي الله وقالوا:
    {{{رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا}}}، ومن ثم اعترف آباؤهم الأوّلون بأنهم أغووا ذرياتهم بسبب أنهم صنعوا تماثيل لعباد الله المُقرَّبين من بعد موتهم فيدعون تمثاله من دون الله! ولذلك اعترف آباؤهم بإغواء ذرياتهم وقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} ومن ثم ردّ عليهم عباد الله المُقرَّبون وقالوا: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم، فذلك ممّا أعلمه من أحداث علم الغيب في الكتاب عن الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به عباده المُقرَّبين.

    وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72].

    وقال الله تعالى:
    {
    لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة:17].

    وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وكذلك أدعو المسلمين الأُمِّيِّين من أتباع جدّي النبيّ الأُمِّيّ محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى ما دعاهم إليه والناس أجمعين، وقال لهم نفس الأمر الذي تلقَّاه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    ولا ينبغي للإمام المهدي أن يُفرِّق بين دين رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلَّم تسليماً وبين دين جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله الأطهار وسلَّم تسليماً، ولا ينبغي لي أن أُفرِّق بين دين رسول الله وكليمه موسى صلّى الله عليه وآل موسى وآل هارون وأُسلِّم تسليماً، ولا ينبغي لي أن أُفرِّق بين دين محمدٍ رسول الله وخليل الله إبراهيم وجميع الأنبياء والمرسلين صلّى الله عليهم وآلهم الطيبين وجميع التابعين للحقِّ إلى يوم الدين؛ بل أنا الإمام المهديّ المنتظَر أدعو البشر إلى ما دعاهم إليه كافة الأنبياء والمرسلين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، وما ينبغي للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يخالف هَدْي الأنبياء والمرسلين تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٢ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚكَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣}
    صدق الله العظيم [الشورى].

    وجميع الرسل يدعون البشر إلى ما يدعوهم إليه المهديّ المنتظَر أنْ اعبدوا الله ربي وربكم فإنه من يشرك بالله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً، فلا فرق شيئاً بين دعوة المهديّ المنتظَر ودعوة رسل الله إلى البشر فجميعنا ندعو الجنّ والإنس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وليس إلى تعظيمنا بغير الحقّ من دون الله وقال الله تعالى:
    {
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا عجبي من قومٍ لا يعقلون أعرضوا عن اتِّباع المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم الإمام ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يقيم الإمام المهدي عليهم حُجّة العقل والكتاب بالحقِّ وأقول: فأيّ مهديٍّ تنتظرون؟ فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى صراط الشيطان الرجيم أم إلى صراط الله العزيز الحكيم؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً ليدعوكم إلى عبادته وتعظيمه بغير الحقّ من دون الله؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً يقول لكم إنّي أعلمُ الغيب ويفتري على الله بوحيٍ جديدٍ ما أنزل الله به من سُلطانٍ؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً ينبذُ كتاب الله القرآن العظيم وراء ظهره ثم يتبع أهواءكم فيعتصم بالروايات التي تخالف لآيات الكتاب المحكمات هُنَّ أمّ الكتاب؟ هيهات هيهات، وأقسم برب السماوات أني سوف أُجادلكم بآيات الكتاب المحكمات هُنَّ أمّ الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم حتى أجعلكم بين خيارين اثنين: إما أن تتبعوا الحقّ من ربّكم أو تعرضوا عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كما أعرض الذين فرّقوا دينهم شيعاً من قبلكم عن دعوة تحكيم كتاب الله القرآن العظيم كونهم معتصمين بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} [النمل].

    {
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأما حُجّة الشيطان التي يُلقيها إلى صدوركم فيقول للذين لا يعقلون منكم: "إياكم أن تتبعوا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر حتى ولو كنتم ترون في دعوته الحقّ فافرضوا لو أنّكم اتَّبعتموه ومن ثم يتبيَّن لكم بعد حينٍ أنه ليس المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين"! ومن ثم يردُّ الإمام المهديّ المنتظَر على شياطينكم وعلى أنفسكم وأقول: فلنفرض أنَّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد افترى هذا القرآن العظيم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وصدَّقناه كونه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فهل علينا من الإثم شيءٌ لَئِن أجبنا الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهو ليس نبيّ الله أحمد الذي يبعثه الله من بعد المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وآلهم وسلَّم تسليماً؟ ومن ثم أترك الجواب مباشرةً من الله ورسوله:
    {
    أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [هود].

    وكذلك لو اتَّبع بنو إسرائيل نبيَّ الله موسى عليه الصلاة والسلام كونه يقول أنّ الله كلَّمه تكليماً وبعثه إليهم رسولاً ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويحاجّهم بآيات الكتاب البينات، فلنفرض أنَّ موسى عليه الصلاة والسلام لم يُوحَ إليه شيءٌ مما يقوله لهم وهم استجابوا لدعوة نبيّ الله موسى إلى عبادة الله وحده لا شريك، فهل لو كان موسى عليه الصلاة والسلام كاذباً فهل على الذين اتَّبعوه من الوزر شيءٌ؟ ومن ثم نترك الجواب من الله على لسان مؤمن آل فرعون عليه الصلاة والسلام:
    {
    وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك يا قوم شأن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض، فإن كان من الذين يتحاجّون بالدين من أجل المُلك والتمكين في الأرض ولم يصطفِه الله خليفته فإنّ على ناصر محمد اليماني كذبه، وأما الذين اتّبعوه فقد فازوا فوزاً عظيماً كونهم استجابوا لدعوة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجميع الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّهم القرآن العظيم، فكيف يكون أتباع ناصر محمد اليماني على ضلالٍ حتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين فما ضلَّ من اتّبع ناصر محمد اليماني فعبِد الله وحده لا شريك له فلم يُشرك بالله شيئاً، فكيف يكون على ضلالٍ مبينٍ أفلا تعقلون؟ أم إنكم تنتظرون مهديّاً منتظراً يدعوكم إلى عبادته من دون الله أفلا تتقون؟ أم تنتظرون مهديّاً منتظراً يقول لكم إني من ملائكة الرحمن فاتبعوني؟ أم تنتظرون مهدياً منتظراً يقول لكم إنّي أعلمُ غيب السماوات والأرض وأعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون، سبحان ربي! وهل كنت إلا عبداً من عبيد الله الصالحين ولا أتعامل مع الشياطين حتى أخبركم عن أسمائكم وأسماء آبائكم وأمهاتكم أفلا تعقلون؟ فأيّ برهانٍ هذا الذي تستدلّون به على المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم يا إخواني المسلمين أفلا تتفكرون؟ كيف تستطيعون أن تعلموا المهديّ المنتظَر الحقّ فتستنبطون من بين المهديّين المُفترين شخصيتَه في كل عصرٍ في البوادي والحضر فبين الحين والآخر يظهر لكم مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ فانظروا حجّتهم وسلطان علمهم! وتالله لن تقبل سلطانَ علمهم عقولُكم إن كنتم تعقلون، كون سلطان علمهم يتنافى مع العقل والمنطق كون سلطان علمهم إنما يدعو للإشراك بالله فيخرجوكم من النور إلى الظلمات فيزيدوكم شركاً إلى شرككم بالله ويزيدوكم عمىً إلى عماكم ورجساً إلى رجسكم، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في بيان رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني عن بيان لقول الله تعالى:
    {
    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصّلت:12].

    وما يلي تفسير رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني:
    اقتباس المشاركة :
    ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم: (اقصد قوس النـزول).
    انتهى الاقتباس

    انتهى التفسير للإمام المزعوم أحمد الحسن اليماني رسول الشيطان الرجيم وهو من يوحي إليه هذا التفسير ليزيدكم يا معشر الشيعة شركاً بالله حتى تبالغوا في أنبياء الله ورُسله فتدعوهم من دون الله أن يحفظوكم من شرّ الأشرار فتستعيذوا بهم ثم يظهر لكم الشياطين ويقول أنه روح النبي فلان أو الإمام المهديّ المنتظَر محمد الحسن العسكري فيأمركم بما يأمركم به أحمد الحسن اليماني أن تستعيذوا به من أعدائكم فيزيدوكم رهقاً وشركاً بالله! أفلا تتقون يا معشر الشيعة الاثني عشر؟
    ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم الإمام ناصر محمد اليماني من اليمن، أُشهِدُ الله ومن ينافسني في حبِّ الله وقربه وكفى بالله شهيداً أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم من ذُرية الإمام الحسين بن علي وفاطمة بنت محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً، ولم تلدني أمي قبل قدري المقدور في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدَراً مقدوراً تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ} صدق الله العظيم [طه:40].

    وكذلك المهديّ المنتظَر لا ينبغي له أن يسبق ميلادُه قدَرَ عصره وظهوره، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما حجتكم عن تأخير المسيح عيسى ابن مريم وأصحاب الكهف عليه وعليهم الصلاة والسلام فأولئك لم يسبق ميلادُهم قدَرَ بعثهم؛ بل خلقهم الله في جيل أمّتهم وابتعثهم في ذات الأمّة التي خلقهم الله فيها وكذّبوهم ثم أخَّرهم الله لحكمةٍ ستعلمونها، وليس ذلك برهاناً لتصحيح عقيدتكم في ميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدَرِه المقدور في الكتاب المسطور لكون المسيح عيسى ابن مريم لم يؤخّره الله عن الدعوة في الأمّة التي خلقه الله فيها؛ بل دعاهم إلى الله وكلَّمهم وعرَّفهم بشأنه فيهم وقال:
    {
    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠} [مريم].

    وبدأ دعوته في ذات الأمّة التي خلقه الله فيها حتى إذا بلغ أشُدَّهُ فحاجَّهم بالحقِّ من ربّهم ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وعلَّمهم أنّ الدين عند الله الإسلام وقال الله تعالى:
    {
    وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

    وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:52].

    وكذلك أصحاب الكهف بدأوا دعوتهم في ذات الأمّة التي خلقهم الله في جيلها بقدَرٍ مقدورٍ، وتجدهم يحاجّون قومهم بالدعوة إلى الله وحده لا شريك له وترك عبادة الأوثان أنّ ذلك شركٌ ما أنزل الله به من سلطان، وقال أصحاب الكهف الأنبياء الثلاثة لقومهم:
    {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وإنما تمّ تأخيرهم من بعد أن كفرَ بهم الكفار من أمّتهم التي خلقهم الله فيها ولم يسبق ميلادُهم قَدَرَ بعثهم أفلا تتقون؟ وكذلك المهديّ المنتظَر لم يسبق ميلادُه قَدَرَ بعثه خليفةً لله على العالمين وخلقني الله في جيل هذه الأمّة ولم أختبئ في سردابٍ بادئ الأمر؛ بل آتاني الله الحكم بينكم فزادني الله بسطةً عليكم بعلم الكتاب ليجعلني قادراً على أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون حتى أُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى وأُجاهدكم بالقرآن جهاداً كبيراً حتى أُخرِج الشيعة وأهل السنة والجماعة وجميع المسلمين من الظلمات إلى النور فتجدوني أُحاجُّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم، وليس بيان الإمام المهدي كمثل تفاسيركم الظنيّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنهم مهتدون.

    ويا عجبي منكم يا معشر الشيعة الاثني عشر كيف أنكم تعلمون أنَّ الإمام اختيارٌ من الله لا من البشر ومن ثم تَصْطَفون المهديّ المنتظَر قبل قدَره المقدور في الكتاب المسطور! وكذلك لم يجعلني الله من أهل السُّنة والجماعة الذين يعلمون أنّ المهديّ المنتظَر يظهر عند البيت المعمور ويريدونه أنْ يظهر لهم من قبل الحوار أو يريدون أنْ يصطفوا المهديّ المنتظَر في قدَره المقدور فيُعرِّفونه على شأنه أنه هو المهديّ المنتظَر، فأنّى لكم أن تصطفوا المهديّ المنتظَر خليفة الله من دون الله؟ وأنّى لكم أن تختاروا من جعله الله الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلَّم تسليماً، أفلا تتقون ؟

    وأنا المهديّ المنتظَر أقول يا عجبي من البشر الذين لا يتفكّرون! فتفكّروا يا أولي الأبصار، واجعلوا مقارنةً بين بيان المهديّ المنتظَر الحقّ للذِّكر وبين المهديّين المفترين أمثال رسول الشيطان الرجيم (أحمد الحسن اليماني) الذي ابتعثه الشيطان ليزيدكم شركاً إلى شرككم، وتعلمون علم اليقين أنه يدعوكم للإشراك بالله والمبالغة في رسل الله وأئمة آل البيت من خلال بيان أحمد الحسن اليماني لقول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    ( وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ) : والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية)
    وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم.
    انتهى الاقتباس
    فانظروا لبيانه الباطل عن مصابيح النجوم بالسماء الدنيا وقال:
    اقتباس المشاركة :
    (والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين )).
    انتهى الاقتباس
    انتهى الاقتباس من بيان أحمد الحسن اليماني.

    وإنما يريد أن يزيدكم شركاً إلى شرككم بالله ورجساً إلى رجسكم فيزيدكم عمىً إلى عماكم عن الله الحقّ الذي أمركم في محكم كتابه وقال الله لكم:
    {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18].

    وقال الله تعالى:
    {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62].

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُوراً} [الإسراء:67].

    وقال الله تعالى:
    {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:65].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورً‌ا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورً‌ا ﴿٤٦﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورً‌ا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {
    فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤} صدق الله العظيم [غافر]، فاتقوا الله يا عباد الله واتبعوا الداعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

    وأما الرد على بيان عدوّ الله رسول الشيطان الرجيم أحمد الحسن اليماني ببيانه لقول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً}:والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء (ع)، يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين، بالتعاليم والأخلاق الإلهية، التي يعلمونها الناس . وظهورهم: في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة . فما أكثر الظلام في السماء، وما اقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم، كما إن في الأرض ما اقل الأنبياء، وما أكثر من خالفهم وحاربهم، وتخلف عنهم ولم ينصرهم . فقليل دائما هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم، كـ( قلة النجوم في السماء الجسمانية) وفي نهاية حركة الفـَلك الأعظم.
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول قال الله تعالى:{وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} صدق الله العظيم، فما هي المصابيح التي زيَّن الله بها السماء الدنيا؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖوَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ﴿٥} صدق الله العظيم [الملك].

    ومن ثم نأتي لقول الله تعالى
    {{{{وَحِفْظاً}}}} فما يقصد الله بقوله أن المصابيح زينةً وحفظاً؟ ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورً‌ا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} [الصافات].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    بل سوف يردُّ أيّ عالِمٍ من المسلمين على أحمد الحسن اليماني، فأمْرُ الذين يدعون المهدية بسيطٌ لو يوجِّههم علماء الأمّة ليذودوا عن حياض الدين حرصاً على عدم إضلال المسلمين، فسوف يُلجِمهم أيّ عالِمٍ من علماء المسلمين بعلمٍ أهدى من علمهم كون دعوتهم وسلطان علمهم لا يقبله العقل والمنطق، كونهم يقولون على الله من ذات أنفسهم ومن وسواس الشياطين ولن تجدوهم يأتون لكم بالبرهان من محكم القرآن لتعلموا أنهم لا يقولون على الله إلا الحقّ. ولكنهم يفتقدون البرهان المبين على دعواهم لإثبات مهديّتهم كون فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم يصطفِهم الله فمن الذي سوف يأتيهم علم الكتاب محكمه ومتشابهه حتى يجعله الله القادر على أن يُخرِس ألْسِنة من يحاجّه في الحقّ من ربّه حتى يُسلِّموا للحقِّ تسليماً أو يعرضوا عن الحقّ من ربّهم من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم فيصمتوا ويعرضوا عنه ثم يعذِّبهم مع الكفار بالذِّكر عذاباً نُكراً.

    ويا عجبي من البشر الذين لا يتفكّرون برغم أنهم يمشون على رجلين وليس على أربع، ولكنهم ينتظرون مهدياً منتظراً خِرِّيج معاهدهم دَرَسَ العلم بين أيديهم فيكونوا هم مشايخه الذين علَّموه العلم. ثم يردّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم على أصحاب تلك العقيدة فأقول: فهل يقبل العقل والمنطق أن تلميذكم الذي تتلمذ على أيديكم سوف يكون قادراً على أن يحكم بينكم وبين كافة علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم حتى يُلجِم الجميع بالحكم الحقّ من ربهم إلجاماً حتى يُسلِّموا للحكم الحقّ تسليماً أو يعرضوا عنه بعدما تبيّن لهم أنه الحكم الحقّ من ربهم قد استنبطه لهم الإمام الحقّ من محكم كتابه ثم يُعرِضون عن اتّباع الحقّ من كان من نصيب الشيطان ولن يتبع القرآن إلا من كان من نصيب الرحمن لكون من كان من نصيب الشيطان قال الله عنهم:
    {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

    برغم أنها تقبَّلته عقولهم واطمأنَّت إليه قلوبهم أنّه الحقّ من ربهم؛ أولئك قومٌ أخذتهم العزة بالإثم فلا خير فيهم لأنفسهم ولا خير فيهم لأمتهم وقال الله تعالى:
    {
    وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ويا أيها النجفي ثكلتك أمُّك في تسعة أشهر، فهل تريد البرهان للمهديّ المنتظَر أن يخبركم بأسماء آبائكم فيفضح كثيراً من المسلمين والله يستر على عباده؟ فهل تريد الله يبعث المهديّ المنتظَر بالفضيحة فيقول يا فلان ليس أباك فلانٌ بل أباك فلان؟ بل الحقّ أقول والله الذي لا إله غيره لا أعلمُ اسم النجفي ولا أعلمُ اسم أبيه ولا أعلمُ اسم أمّه وأخيه، وما لي وما لهم حتى أُعلِّم الناس بأسمائهم فلم يكونوا من الخلفاء المصطفين ولم يكونوا من الأنبياء المرسلين، فهل العلم بأسمائكم وأسماء آبائكم وأمهاتكم هو السلطان والبرهان في عقيدتكم لتعلموا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم؟ إذاً فسوف تتبعون كُلَّ أفاكٍ أثيم من الذين يُعلِّمونكم بأسمائكم وأسماء آبائكم وأسماء أمهاتكم كما علَّمهم بأسمائكم قُرناؤكم من الشياطين يا معشر المعرِضين عن ذِكر الله أفلا تتقون؟

    ولا أخصّ بذلك النجفي بل كثيرين ألقوا إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ذات السؤال الذي ألقاه إلينا النجفي ولذلك رددنا عليك بالحقِّ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة 4921 من موضوع [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    17 - رمضان - 1431 هـ
    27 - 08 - 2010 مـ
    06:45 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________


    [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ]


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، والصّلاة والسّلام على جَدّي محمدٍ رسول الله وآله الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يومِ الدينِ، وبعد..

    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ كَذِبَ المُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدقُوا ] صدق عليه الصلاة والسلام وعلى آله وسلم؛ بمعنى أنّ المُنَجِّمين كذبوا بأنّهم علموا خطفةً مِن الغيب بطريقة رَصدهم لحركاتِ النّجوم ولو صَدَقوا فليس للنّجوم أيّ علاقةٍ بما علموا؛ بل علّمتهم الشّياطين الذين يَسْتَرِقون السّمع من السّماء الدّنيا فيوحي شياطينُ الجنّ إلى أوليائهم من شياطينِ الإنسِ زُخْرُفَ القولِ غرورًا وأكثرُهم كاذبون، وقال الله تعالى: {
    هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وقال تعالى:
    {
    وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ﴿١١٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وذلك مكرُ الشّياطين ضدّ الحقّ عن طريق العرّافين الكَهَنَة المنجِّمين وكذبوا بأنّهم علموا ذلك من رصدهم للنّجوم وإن صدقوا في خطفةٍ غيبيّةٍ؛ بل تلقَّوها كما بيّن الله لنا عن طريق أوليائهم الشّياطين من الذين يسَّمَّعون للملأ الأعلى في السّماء الدنيا، وبعض منهم يَحصُل على خطفةٍ حقيقيةٍ، وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الصّافات].

    وهذه هي حقيقةُ مَن يُسمّون أنفسهم المُنَجّمين، وهم أنفسهم العرّافين، وهم أنفسهم الكَهَنَة، وهم أنفسهم المشعوذين ألدّ الخصام لله وأوليائه وأنبيائه.

    وأما بالنّسبة لنهاية العالم فلا ينتهي العالم الدنيويّ إلّا بقيامِ السّاعةِ ولم يأتِ قدرها المَقدور؛ بل جاءتْ نهايةُ أعداء الله الذين لا يزالون كافرين بهذا القرآن العظيم رسالة الله الشّاملة إلى الجنّ والإنس، ويريد اللهُ أن ينصرَ الحقّ ويُظهِر دينَه على الدّين كلّه ولو كرهَ المشركون، وذلك ليلة النصر والظهور للمهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ على العالمين بآية العذاب الأليم حتى يؤمنوا بالحقّ ويُسلِّموا تسليمًا، وجعل الله آيةَ التّصديقِ للمهديّ المنتظَر آيةَ العذاب الأليم، ولم يؤيّده اللهُ بالمعجزاتِ الخارقةِ عن المألوف لأنّه لا فائدة مهما أيّدهُ اللهُ فلنْ يؤمن حتى المسلمون ولنْ تزيدهم المعجزاتُ الكبرى للمهديّ المنتظَر من ربّه إلّا كفرًا وإنكارًا لشأنه، وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر خليفةُ اللهِ الشّامل على كلّ ما يَدِبُّ أو يطيرُ من البعوضة وما فوقها، ولو أوحى الله إلى الأمم من البعوضة فما فوقها أن يطيعوا أمر خليفته المهديّ المنتظَر فيكونون من جنوده ضدّ المسيح الدّجال الشّيطان الرّجيم ومن ثمّ يحشر الله للمهديّ المنتظَر جنوده من البعوضة فما فوقها فلن يؤمنوا بالحقّ، وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ‎﴿١١١﴾‏} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

    وقد يتساءل السّائل فيقول: "عجيبٌ عدمُ إيمان النّاس بالحقّ برغم لو حدثت جميع هذه الآيات تصديقًا للمهديّ المنتظَر!"، ومن ثمّ نردّ عليه ونقول: بأنّ أوّل مَن يكفر بالمهديّ لو حدثت هذه الآيات هم المسلمون، وذلك بسبب العقيدة في تغيير النّاموس للمعجزات في الكتاب بأنّ اللهَ يؤيّد بها ألدَّ أعدائه المسيحَ الدّجال فيقول: يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت ويعيد الرّوح لجسدها من بعد قتلها فيقطعُ رجلًا إلى نصفين ومن ثمّ يعيد إليه روحه من بعد قتله، وسبحان اللهِ عمّا يصفون! فما كان اللهُ ليرسلَ الآيات تصديقًا لدعوة الباطل؛ بل تصديقًا لدعوة الحقّ، ونظرًا لهذه العقيدة الباطل ضلّ المسلمون عن الحقّ بسبب هذه العقيدة الباطل والتي ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وبسبب تغيير النّاموس بغير الحقّ وبدّلوا عقيدةً غير التي قالها الله ورسوله، ولذلك أُبَشّر جميع المسلمين والنّاس أجمعين بآية العذاب الشّاملة على جميع قرى أهل الأرض بما فيها قرى المسلمين بسبب هذه العقيدة الباطلة بأنّ اللهَ يؤيّد بمعجزاتِه المسيحَ الدّجال، وذلك حتى إذا أيِّد الله المهديّ المنتظَر بآياته الكبرى في الكتاب فيقولون: "إنّما أنت المسيحُ الدّجال"، ولذلك امتنع الله أن يرسل بالآيات لا مع محمدٍ رسول الله ولا مع المهديّ المنتظَر بسبب كفرهم المقدم بالمعجزات من قبل أن تأتي بأنّ الله يؤيّد بها المسيحَ الدّجال، إذًا لا داعي لها الآن ولذلك تقدّم العذاب من قبل المعجزات فجعل اللهُ آيةَ التّصديق هي آية العذاب الأليم تشمل جميع قرى الكفّار والمسلمين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وآيةُ العذابِ هذه هي بسببِ كُفر المسلمين والنّاسِ بالقرآن العظيمِ والاتّباع لِما خالفه من الباطل، ويوم مجيء آية التّصديق يؤمنون بما جاء في القرآن العظيم ويُسَلِّمون تسليمًا، وآيةُ العذاب شرطٌ من شروط السّاعة الكبرى يوم يأتي كسف الدّخان المُبين بحجارة العذاب الأليم فيؤمنون جميعًا في ليلةٍ واحدةٍ فيُصَدِّق داعيَ الحقّ المسلمون والكفارُ فيُظهِر الله المهديّ المنتظَر على العالمين في ليلةٍ بآية العذاب المبين، وإنّي لمترقبٌ لذلك اليوم كما أُمرتُ في الكتاب حتى يُصَدِّقوا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {
    فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦} صدق الله العظيم [الدخان].

    وهذه الآيةُ تُخبِر عن تولّي الكفّارِ والمسلمين عن الحقّ الذي جاء به محمدٌ رسولُ اللهِ إلى النّاس كافّة فيَتَّبِعون ما خالفه ويزعمون أنّهم مهتدون، وقد أخرجهم المفترون على الله ورسوله عن الكتابِ والسُّنةِ ولم يستمسكوا بكتابِ اللهِ وسنّةِ رسوله الحقّ المُكَمِّلين لبعضهما، ولا ينبغي للسنّة أن تخالف القرآن في شيءٍ بل تزيدُهُ بيانًا وتوضيحًا دون أيّ اختلاف في شيءٍ بينهما.

    ولكنّكم يا معشر المسلمين خالفتم كتابَ اللهِ وسنّةَ رسوله باستمساككم بِما خالف القرآن من السُّنة وتركتم القرآن والسُّنة الحقّ التي تتّفق مع القرآن العظيم، وكم صرخت فيكم، وكم دعوتكم ليلًا ونهارًا عَبر الإنترنت العالميّة أنّ اللهَ جعلَ القرآن المحفوظ من التّحريف هو المَرجِع لِما اختلفتم فيه من السُّنة التي لم يعِدكم اللهُ بحفظها، وعلّمتكم القاعدة القرآنيّة لكشف الأحاديث المدسوسة بأنّكم إذا قمتم بالمقارنة بين الأحاديث التي جاءت في السُّنة النّبويّة وبين ما جاء في القرآن العظيم بأنّكم سوف تجدون بين الباطل منها وبين مُحكَم آيات القرآن اختلافًا كثيرًا جملةً وتفصيلًا، ومن ثمّ تعلمون بأنّ ذلك الحديث المخالف لمُحكَم القرآن العظيم مِن عند غير اللهِ من المنافقين من شياطين الإنس، ولكنّكم أبيتُم الاحتكام إلى القرآن العظيم، والجاهلون منكم ظنّوا بأنّ ناصر محمد اليماني ينبذ سُنّة محمدٍ رسول اللهِ وراء ظهره ويستمسك بالقرآن وحده من دون السُّنة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فإن استمسكتُ بكتاب الله وحده وتركتُ السُّنة المحمّدية فلن تُغنوا عنّي مِن الله شيئًا، وإن استمسكتُ بالسُّنة وتركتُ القرآن فلن تُغنوا عنّي من الله شيئًا؛ بل أنا المهديّ المنتظَر مُستمسكٌ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ إلّا ما خالف منها القرآن العظيم فأكفرُ بها جملةً وتفصيلًا، وسبب كُفري بها لأنّ تلك الأحاديث المخالفة لمُحكَم القرآن العظيم ليست من عند الله ورسوله بل مكرٌ ضدَّ اللهِ ورسوله، فكم أنذرتكم وكم علّمتكم وكم حذّرتكم، فاطّلع كثيرٌ من علمائكم على ما يقوله ناصر محمد اليماني فتولّى ولم يصدِّق ولم يكذِّب ولم يتّخذ أي قرار، ناظرين هل يُصدقني الله بآية العذاب الأليم عام 2012 أو تكون قبل ذلك التّاريخ؟ وأنتم لا تزالون في ريبكم تتردّدون مُذَبْذَبين لا صدّقتم ولا كذّبتم، وقد علمتُ بأنّ القول سوف يحقّ على الكفار والمسلمين بسبب عدم اليقين بما علّمناهم من الحقّ من حقائق آيات القرآن العظيم، فلم يُصدِّق ولم يُكذِّب المسلمون ولا الكفار، وذلك لأنّهم بحقائق آيات الله التي أخبرناكم عن حقائقها لا يوقنون، وذلك هو سبب عدم التّصديق وعدم التّكذيب فأصبحتم مُذَبْذَبين لا مصدّقين ولا مكذّبين وقال الله تعالى:
    {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاس كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [النمل:83].

    كما هو حالكم الآن فترون أنّكم لستم مُكذِّبين ولستم مُصدِّقين بسبب عدم اليقين بالبيان الحقّ ومنه آيات تجدونها الحقّ الآن على الواقع الحقيقيّ لو كنتم تعلمون.

    وأما بالنّسبة لَمِن يتوقّعون نهاية العالم عام 2012 فهو بحسب علمهم باقتراب الكوكب العاشر كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم آية النّصر والظّهور، ولكنّهم يتوقَّعون نهاية العالم أجمعين، ولكنّي أُفتيهم بغير ذلك بنهاية المفسدين في الأرض منكم، ويهدي الله ما دون ذلك فيكشف عنهم آية العذاب الأليم لعلهم يشكرون.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمامُ المُبين الهادي بكتاب الله وسنّة رسولُه إلى الصّراط المستقيم؛ الحَكم العدل بالقول الفصل وما هو بالهزل؛ المهديّ المنتظَر الناصر لكتاب الله والسُّنة المحمديّة ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    مواقع النجوم ليس هو التنجيم اخي الكريم
    بل الشياطين توحي لهم زخرف القول وهو
    ولا علاقة للفلك ومواقع النجوم بالإنسان والتنبأ
    وذلك مكرُ الشّياطين ضدّ الحقّ عن طريق العرّافين الكَهَنَة المنجِّمين وكذبوا بأنّهم علموا ذلك من رصدهم للنّجوم وإن صدقوا في خطفةٍ غيبيّةٍ؛ بل تلقَّوها كما بيّن الله لنا عن طريق أوليائهم الشّياطين من الذين يسَّمَّعون للملأ الأعلى في السّماء الدنيا، وبعض منهم يَحصُل على خطفةٍ حقيقيةٍ، وقال الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصّافات].

    وهذه هي حقيقةُ مَن يُسمّون أنفسهم المُنَجّمين، وهم أنفسهم العرّافين، وهم أنفسهم الكَهَنَة، وهم أنفسهم المشعوذين ألدّ الخصام لله وأوليائه وأنبيائه.


    اما الأنبياء فهو وحي من الله لهم بعلم من الكتاب
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته

  7. افتراضي

    السلام عليكم.اما بعد.
    السحرة والمنجمون الكاذبون يقولون انهم يتعاملون بعلم الابراج والنجوم وانهم لكاذبون انما يتعاملون مع شياطين .
    لا يوجد علم نجوم او مواقع النجوم كله دجل وشرك بالله.
    وقسم الله بمواقع النجوم ليس الا كون حجم النجوم كبير جدا ليس كما يظهر لنا ونحن في الارض .

  8. افتراضي

    أخي المكرم ،

    إن كنت تقصد علم الابراج وغيره من العلوم التي يتداولها بعض الجُهال وعلاقتها بالانسان ويوم ميلاده وغيره من العلوم الكاذبة ! ولايوجد هنالك علم النجوم والابراج وحركة الافلاك بأحوال الانسان ونفسيته وعلوم الغيب كما يدعي المنجمون و لا علاقة لها بالاية المذكورة، واما قسم الله فهو لبعدها عنا وضخامة حجمها مقارنة بالنظر الحسير الذي يراها في السماء كأنها نقطة صغيرة مضيئة وقال الله تعالى: { {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ}.} صدق الله العظيم [الملك:3-5]، وقد زين الله السماء الدنيا بهذه الكواكب وشبهها بالمصابيح المضيئة و قال الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم،

    وقد أقسم الله لقوماً لا يعلمون موقعها وبعدها وحجمها ولهذا قال تعالى :
    فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾، صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهذه إشارةٌ لعظمة ما يشغله النّجم من حيزٍ من الفراغ فيعلمكم الله إنه أقسم بشيءٍ عظيمٍ وليس كما نراهُنّ بالنّظر الحسير صغاراً، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} ..

    وما أقسم به هو النّجوم وإنّما مواقعها إشارة لضخامتها.


    تدبر البيان الحق ..

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=38686

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة : Minsf Hassan
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    سؤال للإمام خليفة الله في الارض من لديه علم الكتاب..
    ذكر في القرآن اية عن مواقع النجوم، وقال تعالي: {... ولا اقسم بمواقع النجوم وانه قسم لو تعلمون عظيم }.. صدق الله العظيم.
    السؤال هنا:
    * هل يجوز تعلم هذا الباب من العلم؟ علم مواقع النجوم والكواكب وارتباطهم ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=407209
    انتهى الاقتباس من Minsf Hassan
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - شوال - 1432 هـ
    16 - 09 - 2011 مـ
    03:47 صباحاً

    اقتباس المشاركة :
    وهيهات هيهات.. ولكني المهديّ المنتظَر خليفة الله الأكبر من ألدِّ أعداء الشيطان الأكبر إبليس المسيح الكذاب، وسوف أحبط مَكْركم جميعاً وأنقذ الأمم الأحياء والأموات من فتنة المسيح الكذاب، فهات ما لديك من علمٍ مهما كان ومهما يكون من افتراءاتكم وتدليسكم فسوف تعلمون كيف سوف أفضحكم وأبيِّن للناس حقيقتكم معشر المنجِّمين أولياء الشياطين، وأثبت براءة النجوم من افتراءاتكم.

    وأعلم ما تريد قوله يا هذا فإنك تريد أن تقول: "إنما نعلم عن أسرار المغيبات من نتيجة رصدنا لمواقع النجوم فلا تنكر أسرار مواقع النجوم في محكم الذِّكر يا أيّها المهديّ المنتظَر فقد أقسم الله بذلك السرّ العظيم في محكم القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة]".

    ومن ثم يتبسم الإمام المهديّ ضاحكاً هههههههه.. وأقول: لسوف أُعلِّم الناس بالمقصود بمواقع النجوم فلن تستطيعوا أن تهيمنوا من القرآن العظيم على الإمام المهديّ يا معشر شياطين الجنّ والإنس وسوف تعلمون، فهات ما لديك يا من رضي على نفسه باسم المسيح الكذاب، فلنحتكم إلى الكتاب ليذَّكَر أولو الألباب ولسوف يعلمون من ينطق بالقول الفصل وما هو بالهزل
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=22021

  10. افتراضي

    اقتباس

    وتبين لكم يا قوم كيف استطاع الشياطين أعداء الأنبياء أن يصدوا الأمم عن اتباع أنبياء الله، ولذلك لم يستطيعوا أن يجعلوا الناس أمة واحدة على صراط مستقيم وذلك بسبب مكر الشياطين على مر العصور عن طريق شياطين الإنس والذين لا يعلمون، وبسبب هاتين الطريقتين من مكر الشياطين توصى الشياطين بعضهم بعضا بهاتين الطريقتين من المكر الخبيث ضد أنبياء الله، ولذلك نجح الشياطين نجاحا كبيرا في صد كثير من الأمم عن اتباع رسل ربهم بسبب ذلك المكر الخبيث وبسبب ذلك المكر المستمر عبر العصور من الشياطين الذين نجحوا في صد البشر عن اتباع أنبياء الله. وقال الله تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    والحق أقول إن الأمم لم يوص بعضهم بعضا أن يكون ذلك هو ردهم على أنبياء الله {ساحر أو مجنون}؛ بل تواصى بالمكر المسبب لهذا القول شياطين الجن والإنس حتى نجحوا في صد الأمم، ولكنه بقي لديهم لو أن الله يؤيد أحد رسله بوحي غيبي فوجب عليهم أن يغامروا في استراق السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب، إذ يتكلم الملائكة فيما بينهم بما علمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام ويخبرهم بما علمه به الله، ولكن هذا صعب على الشياطين بسبب الحرس الشديد والشهب، ولكن لا بد لهم أن يغامروا إصرارا منهم على إطفاء نور الله كمثل إصرار أبو حمزة محمود المصري حتى ولو يصدقوا في خطفة واحدة تحدث بالحق فيوحوا بها إلى أوليائهم من شياطين الإنس ليتكلم بها عن علم الغيب فتحدث، وقالوا للكهنة العرافين المشعوذين قال لهم الشياطين لا تقولوا إن الشياطين من علمكم بتلك الخطفة؛ بل قولوا إنما علمنا ذلك بسبب رصدنا لحركات النجوم. ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [كذب المنجمون ولو صدقوا]؛ أي كذب المنجمون أنهم علموا بتلك الخطفة الغيبية نتيجة رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في تلك الخطفة؛ بل علمهم بتلك الخطفة الحق الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب. وقال الله تعالى: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ﴿٦﴾ وحفظا من كل شيطان مارد ﴿٧﴾ لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب ﴿٨﴾ دحورا ولهم عذاب واصب ﴿٩﴾ إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن الشيطان المارد حين يفر بالخطفة الغيبية عما سوف يحدث في الأرض فإنه يوحي بها إلى وليه من شياطين الإنس ليخبر بها الناس. وقال الله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ﴿٢٢١﴾ تنزل على كل أفاك أثيم ﴿٢٢٢﴾ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وأولئك هم العرافون، وكذلك منهم من يسمون بالكهنة الذين يزعمون أن لديهم من علم الغيب وهم أولياء الشياطين، وإنما الحكمة من ذلك المكر الخبيث حتى إذا أيد الله أنبياءه بما يشاء من علم الغيب ومن ثم يقول له الناس إنما هو كاهن فقد سبق وأن أخبرنا كهنة وعرافون بأحداث غيبية وحدثت بالفعل.

    ويا قوم، وتالله لقد أحاطني الله بكافة مكر الشياطين حتى أحبط جميع مكرهم فأجعل الناس أمة واحدة على صراط مستقيم، فلماذا يا المحمودي تصد الناس عن اتباع المهدي المنتظر؟ فهل أنت من شياطين البشر أم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟

    اقتباس المشاركة 36889 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

    - 50 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 03 - 1432 هـ
    25 - 02 - 2011 مـ
    02:14 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    الله هو منْ يُعلّم الإمام المهدي البيان الحق للقرآن من ذات القرآن ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار من قبل الفتح والتمكين وجميع المسلمين الى يوم الدين..

    ويا أيها المحمودي، سَلْ عن أيِّ آيةٍ تريد بيانها بالحقّ من الغلاف إلى الغلاف في كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم وأعدك بإذن الله وعداً غير مكذوب أن آتيك ببيانها بالحقّ بإذن الله وأفصِّله تفصيلاً وأحسن تفسيراًتصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وأحيطك علماً بالحقّ وجميع الباحثين عن الحقّ أنّ كثيراً من آيات الكتاب لم أكن أعلم ببيانها حتى يلقي إلينا أحد السائلين طالباً بيانها، ومن ثم أقوم بالضغط بالردّ وأنا لم أعلم بعد ببيانها الحقّ الذي لا يحتمل الشكّ، وما إنْ أبدأ بذكر اسم الله وأقول
    {بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ومن ثم أرى من ربّي العجب العُجاب فسرعان ما يعلِّمني بيانها إنْ يشأ بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم، كون الله يعلّمني بآياتٍ في الكتاب التي جعلها بياناً لهذه الآية ومن ثمّ يُفصّلها لي ربّي تفصيلاً من القرآن العظيم كون آيات الكتاب هُنَّ أصلاً مُفصّلات في ذات القرآن، فوزّع التفصيل في آيات الكتاب ولذلك تجدوني أستنبط لكم حكم الله بالحقّ من هنا وهناك من مختلف آيات الكتاب كون تفصيله فيه، ولكن أكثركم لا يعلمون. وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114]، وبما أنّ ناصر محمد اليماني يأتي بتفصيل القرآن من ذات القرآن ولذلك لا تجدون أي تناقض في البيان الحقّ للقرآن العظيم؛ بل آتيكم بتفصيله بشكلٍ موسعٍ ونفصِّله تفصيلاً بالحقّ لا شكّ ولا ريب مما علَّمني ربي بأحسن تفسيرٍ من تفاسير المفسرين منكم.

    ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في آية من قصص القرآن عن الردّ الموحد للكفرة من أمم الأنبياء جميعاً. وهي قول الله تعالى:
    {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الذاريات]. فسَّرها المفسرون بشيءٍ من الحقّ ولكنك لن تجدهم استطاعوا أن يفصِّلوها تفصيلاً كما فصَّلها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ونأتي لنتدبر تفسير المفسرين لقول الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} صدق الله العظيم، ونأتي الآن إلى ما اتفق عليه المفسرون وجاءوا بتفسيرٍ واحدٍ موحدٍ أن التفسير القول في تأويل قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣} [الذاريات]. وما يلي تفسيرهم:
    اقتباس المشاركة :
    (يقول - تعالى ذكره -: كما كذبت قريش نبيها محمدا - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: هو شاعر، أو ساحر أو مجنون، كذلك فعلت الأمم المكذبة رسلها، الذين أحل الله بهم نقمته، كقوم نوح وعاد وثمود، وفرعون وقومه، ما أتى هؤلاء القوم الذين ذكرناهم من قبلهم، يعني من قبل قريش قوم محمد - صلى الله عليه وسلم - من رسول إلا قالوا: ساحر أو مجنون، كما قالت قريش لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
    وقوله (أتواصوا به بل هم قوم طاغون) يقول - تعالى ذكره -: أأوصى هؤلاء المكذبين من قريش محمدا - صلى الله عليه وسلم - على ما جاءهم به من الحقّ أوائلهم وآباؤهم الماضون من قبلهم، بتكذيب محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقبلوا ذلك عنهم.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ذكر من قال ذلك:
    حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) قال: أوصى أولاهم أخراهم بالتكذيب. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (أتواصوا به): أي كان الأول قد أوصى الآخر بالتكذيب. [ص: 442].
    وقوله ( بل هم قوم طاغون ) يقول - تعالى ذكره -: ما أوصى هؤلاء المشركون آخرهم بذلك، ولكنهم قوم متعدون طغاة عن أمر ربهم، لا يأتمرون لأمره، ولا ينتهون عما نهاهم عنه.)
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ نأتي لبيان القرآن بالقرآن للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عن قول الله تعالى:
    {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الذاريات].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذا الردّ الموحد من كافة الأمم على أنبياء الله؟ فلا بدّ أنه يوجد سببٌ جعلهم يردّون على أنبياء الله بهذا الردّ الموحد. وإلى الجواب نأتي به لكم من محكم الكتاب ونفصّله تفصيلاً فإلى البيان الحقّ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، ونبدأ بقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ} صدق الله العظيم [الأنعام:112].

    ومن ثم نأتي لتفصيل بعضاً من مكرهم المُضاد لأنبياء الله حتى لا تتبع الأمم أنبياء الله فيجعلون بعض الذين يتخبطهم الشيطان من المسّ أن يوسوس له في صدره بأنّه نبيّ حتى يبدأ ذلك الممسوس بالتكلم فيدّعي أنه نبيّ، حتى إذا بدأ يذيع خبره فيْمَن حوله فمن ثم يبدأ الشيطان بجعل ذلك الرجل يتصرف تصرفات المجانين، ومن ثم يتفاجأ من حوله بتصرفاتٍ منه كتصرفات المجانين، ومن ثم يحكمون عليه بالجنون، ويتبيّن لهم أنه أصابه مسّ من الشياطين.

    فما هي الحكمة الشيطانيّة من هذا المكر الذي فعله مسّ الشيطان عن طريق الإنسان؟ وذلك حتى إذا ابتعث الله نبياً بالحقّ من ربّ العالمين فأول ما يحكم عليه قومُه إنّه مجنون لكونهم تعوّدوا على هذه الدعوة من المجانين، ويتبيّن لهم إنّ الذين يدّعون النبوّة أصابهم مسّ من الشياطين ولذلك يقولون لنبيّهم الحقّ من ربّ العالمين:
    {إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} [هود:54]، أي أصابك بمسٍّ من الجنّ ولم تدافع عنك الآلهة كونك تذكِّرهم بسوءٍ. فيطلقون على النَّبيّ الحقّ من ربّهم أنّه مجنون، وسبب هذا القول من أمم الأنبياء لأنبيائهم هو بسبب مكر الشياطين بالوسوسة إلى الذين يدّعون النبوّة بغير الحقّ ثم يجعلونه مجنوناً ولا يقبل قوله العقلُ والمنطقُ.

    ولكن بقيت لدى الشياطين مُعضلةٌ وهي لو أنّ الله يؤيّد نبيّه بآيةٍ يرونها رأي العين فعندئذٍ علِم الشياطينُ أنّ قومه سوف يصدقونه، فمن ثم اخترع الشياطين سحر التخييل ليعلّموه إلى بعض أوليائهم الجاهلين فيقولون له: "اسحرْ أعينَ الناس واجلب لك مالاً منهم من وراء سحر التخييل". وهؤلاء النوع من السحرة لم يكونوا يعلمون أصلاً ما هي الحكمة الشيطانيّة من اختراع سحر التخييل لأعين الناس.

    ومن ثم نبيّن لكم الحكمة الشيطانيّة من سحر التخييل هو: حتى إذا بعث الله نبيّاً ومن ثم يؤيده بآيةٍ معجزةٍ خارقةٍ من ربّ العالمين بالحقّ على الواقع الحقيقي فمن ثمّ يقول له قومه قد تبيّن لنا أنك لستَ بمجنون بل ساحرٌ عليمٌ.

    ونأتي الآن للبحث عن هذا البيان على الواقع الحقيقي ونتابع قصة نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام حين أرسله الله إلى فرعون وقومه، وقال نبيّ الله موسى:
    {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٠٤حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ} [الأعراف:104-105].

    ومن ثمّ ردّ عليه فرعون:
    {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧} [الشعراء].

    ومن ثمّ ردّ عليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام، وقال:
    {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ} [الشعراء:30].

    ومن ثمّ ردّ عليه فرعون وقال:
    {قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿١٠٦فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿١٠٧وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٠٨} [الأعراف].

    ومن ثم غيَّر فرعون فتواه الأولى عن جنون موسى عليه الصلاة والسلام، وقال فرعون:
    {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ﴿٣٨وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ ﴿٣٩لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ﴿٤٠فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴿٤١قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٢} [الشعراء].

    { قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ ﴿٤٣فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤} [الشعراء].

    وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف:116]، ويقصد بوصفه {عَظِيمٍ} أي عظيم في الإثم لكونهم يصدّون بذلك عن التصديق بالآيات الحقّ من ربّ العالمين التي يؤيّد بها رسله، ولكن نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ليس لديه خلفيّة عن السحر فخشي أن يكون سحرهم حقاً على الواقع الحقيقي كمثل آية التصديق التي أيَّده الله بها وخشي أن تكون كمثل آياتهم السحرية، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧} [طه].

    وهنا ألقى الشيطان في أمنية موسى الشكّ في الحقّ الذي جاء به. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الحج].

    ولكن الله أوحى إليه بالوحي وطَمْأن قلبه أنه سوف يدمغ الباطل بالحقّ على الواقع الحقيقي فإذا هو زاهق. وقال الله تعالى:
    {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [طه].

    ومن ثم أحكم الله لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام آياته بالحقّ على الواقع الحقيقي بعد أن ألقى الشيطان في قلبه الشكّ في الحقّ. وقال الله تعالى:
    {
    فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [طه].

    وتبيَّن لكم يا قوم كيف استطاع الشياطين أعداء الأنبياء أن يصدّوا الأمم عن اتّباع أنبياء الله، ولذلك لم يستطيعوا أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ وذلك بسبب مكر الشياطين على مرّ العصور عن طريق شياطين الإنس والذين لا يعلمون، وبسبب هاتين الطريقتين من مكر الشياطين توصّى الشياطين بعضهم بعضاً بهاتين الطريقتين من المكر الخبيث ضدّ أنبياء الله، ولذلك نجح الشياطين نجاحاً كبيراً في صدّ كثيرٍ من الأمم عن اتباع رسل ربّهم بسبب ذلك المكر الخبيث وبسبب ذلك المكر المستمر عبر العصور من الشياطين الذين نجحوا في صدّ البشر عن اتباع أنبياء الله. وقال الله تعالى:
    {
    كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    والحقّ أقول إنّ الأمم لم يوصِ بعضهم بعضاً أن يكون ذلك هو ردّهم على أنبياء الله
    {سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}؛ بل تواصى بالمكر المسبب لهذا القول شياطينُ الجنّ والإنس حتى نجَحوا في صدِّ الأمم، ولكنّه بقيَ لديهم لو أنّ الله يؤيّد أحدَ رسله بوحيٍ غيبيٍّ فوجب عليهم أن يغامروا في استراق السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب، إذ يتكلم الملائكة فيما بينهم بما علَّمهم رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام ويخبرهم بما علَّمه به الله، ولكن هذا صعبٌ على الشياطين بسبب الحرس الشديد والشهب، ولكن لا بدّ لهم أن يغامروا إصراراً منهم على إطفاء نور الله كمثل إصرار أبو حمزة محمود المصري حتى ولو يَصدُقوا في خطفةٍ واحدةٍ تحدث بالحقّ فيوحوا بها إلى أوليائهم من شياطين الإنس ليتكلم بها عن علم الغيب فتَحْدُث، وقالوا للكهنة العرافين المشعوذين قال لهم الشياطينُ لا تقولوا إنَّ الشياطين من علَّمكم بتلك الخطفة؛ بل قولوا إنما علمنا ذلك بسبب رصدنا لحركات النجوم. ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [كذب المنجمون ولو صدقوا]؛ أي كذَب المنجِّمون أنهم علموا بتلك الخطفة الغيبية نتيجة رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا في تلك الخطفة؛ بل علّمَهم بتلك الخطفة الحقّ الشياطين الذين يسترقون السمع من الملأ الأعلى عن علم الغيب. وقال الله تعالى: {
    إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكنَّ الشيطان المارد حين يفِرُّ بالخطفة الغيبية عمّا سوف يحدث في الأرض فإنه يوحي بها إلى وليِّه من شياطين الإنس ليخبر بها الناس. وقال الله تعالى:
    {
    هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وأولئك هم العرَّافون، وكذلك منهم من يسمّون بالكهنة الذين يزعمون أنّ لديهم من علم الغيب وهم أولياء الشياطين، وإنّما الحكمة من ذلك المكر الخبيث حتى إذا أيَّد الله أنبياءه بما يشاء من علم الغيب ومن ثم يقول له الناس إنما هو كاهنٌ فقد سبق وأن أخبرنا كهنةٌ وعرّافون بأحداث غيبيّةٍ وحدثت بالفعل.

    ويا قوم، وتالله لقد أحاطني الله بكافة مكر الشياطين حتى أُحبِط جميع مكرهم فأجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فلماذا يا المحمودي تصدُّ الناس عن اتباع المهديّ المنتظَر؟ فهل أنت من شياطين البشر أم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ ويا رجل والله الذي لا إله غيره إنّك لتصدّ عن اتّباع الإمام المهديّ المنتظَر فما هو موقفك بين يدي الله لو كان المحمودي يصدّ عن اتباع الإمام المهديّ المنتظَر؟ أفلا تكون من الشاكرين أن جعلك الله في أمّة المهديّ المنتظَر وجيله فتتبع الحقّ من ربك؟ ولك الحقّ أن تجادلنا من القرآن العظيم وإذا لم تجدني أهيمن عليك بالحقّ من ربّك وأفصّل الآيات التي سوف تجادلني بها فآتيك بالحقّ وأحسن تفسيراً خيراً من تفاسيركم الظنيّة فلستُ المهديّ المنتظَر، فسلني عمّا تشاء من آيات الكتاب آتيك بالحقّ بإذن الله إن يشاء الله، وإنما أتّبع ما علّمني ربي وما كان لي أن آتيكم ببيان آيةٍ إلا بإذن الله فهو من يعلّمني البيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ولذلك أفصِّله لكم تفصيلاً برغم أنّي لا أحفظ القرآن وإنما يلهمني بالآية ومن ثم أقوم بنسخها من القرآن إلى البيان ولم آتِك بالبرهان من عند نفسي، أفلا تتقون!

    وأما عن الأسئلة التي تريد أن أردّ عليك فيها فأقول سَلْني عن أي آيةٍ تريد بيانها من القرآن العظيم ثم يعلّمني الله بيانها بالحقّ بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم، ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البشرى الحقّ:
    [وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته].

    وما نرجوه منك هو أن تعلّمنا بالبيان الحقّ من القرآن العظيم فتفصل لنا علم الإنترنت من القرآن العظيم تفصيلاً، وكذلك تفصّل لنا أسلحة التدمير الشامل من القرآن العظيم تفصيلاً إن كنت من الصادقين، وإن لم تفعل ولن تفعل ومن ثمّ يتبين للمهديّ المنتظَر أنّك من شياطين البشر لو لم تفعل فأنت من أوقع نفسه في هذه الورطة بظنك أنّك سوف توقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيقول على الله ما لم يعلم، ولسوف أثبت لك أنّك غبيٌ أمام الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني مهما كنت شيطاناً ذكياً، وأما المهديّ المنتظَر فلم يبعثه الله الواحد القهار إلى البشر لكي يعلمهم أسلحة الدمار الشامل بل ابتعث الله المهديّ المنتظَر لتحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر رحمة للعالمين وأعلمهم البيان الحقّ للذكر لمن شاء منهم أن يستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    عدو شياطين البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-01-2022, 06:29 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-12-2019, 05:45 AM
  3. تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-11-2019, 03:13 PM
  4. [فيديو] نعريف بمواقع النجوم بيان الامام المهدي المنتظر
    بواسطة البصيرة في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2013, 11:45 PM
  5. هل أخبركم بحكمتكم عن حديث النجوم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-07-2010, 02:22 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •