https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=79694
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 05 - 1433 هـ
25 - 03 - 2012 مـ
04:13 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ
المهديّ المنتظَر يحاجج عمر بآياتٍ بيناتٍ من محكم الذكر لنفي عذاب القبر، ويثبت العذاب من بعد الموت في النار ..
بسم الله الواحد القهّار، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المرسلين من ربهم وآلهم وجميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد..
ياحبيبي في الله عمر، إني المهديّ المنتظَر المهيمن عليكم بمحكم الذكر أجادلكم بآياتٍ بيّناتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهب مصير أوّل أمّةٍ كذّبوا برسول ربهم؟ والجواب تجدونه من الربّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ﴿٢١﴾ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ﴿٢٢﴾ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ۖ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴿٢٤﴾ مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [نوح].
وهذه فتوى محكمةٌ بيّنةٌ أنّ الله توفاهم بالغرق فأدخلهم النار مباشرةً من بعد أن اهلكهم الله، وكذلك مصير الأمم من بعدهم أرسل الله إليهم رسله تَتْرى في كل أمّة فكذبوه، فأين مصير الذين كذبوا بآيات ربهم؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37) قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر يا عمر فتوى الله في محكم الذكر: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر فتوى الله في محكم الذكر: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم.
فانظر يا عمر لقول الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ} صدق الله العظيم، ولكنّ القبر لا يوجد فيه غير واحدٍ وليسوا أمماً يا عمر، ولكن قال الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ} صدق الله العظيم. في النار يا عمر، فاتقِ الله الواحد القهار وهذا هو عذاب آخر في النار غير عذاب يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
فكيف يكون القبر ملأ أعلى يا عمر؟ فاتقِ الله الواحد القهار حبيببي في الله، ولكن المجرمين لم يجدوا أناساً قتلوهم من قبل بسبب تصديقهم لأنبياء الله وكانوا يحسبونهم من الأشرار فقاموا بقتلهم، ولكنهم لم يجدونهم أمامهم في النار ولذلك قالوا: {مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم.
وسألتك بالله الواحد القهار من يقصد الله بقوله تعالى: {مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْم بِالْمَلإ الاَْعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} صدق الله العظيم؟ والجواب بيّنٌ في محكم الكتاب من هم المختصمون. قال الله تعالى:
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم
فانظر يا عمر لفتوى الله في محكم الذكر: {مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْم بِالْمَلإ الاَْعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ} صدق الله العظيم، فكيف يكون القبر ملأ أعلى يا عمر؟ فاتقوا الله يا أولي الأبصار فلا تجعلوا للكفار الحجّة عليكم بسبب عقيدتكم أنّ العذاب البرزخيّ في القبر أنه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ولكن الكذب حباله قصيرة يا عمر فلن يجد الكفار مما تعتقدونه شيئاً في القبر، وتالله لو تنبش كافة قبور الكفار والأبرار لما وجدتم غير خيوط العنكبوت معشعشة في القبور، فلن تجدوا لا جنةً ولا ناراً كون الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض والقبر عرضها نصف متر يا عمر، وإنما يريد الشياطين من هذا الافتراء أن يقيم الكفار عليكم الحجّة فلا يجدون مما يعتقد المسلمون شيئاً، فلا وجدوا في القبور لا جنةً ولا ناراً ثم يزدادون كفراً بالذكر برغم أن الذكر لم يفتِ أنّ العذاب البرزخي في القبر؛ بل أفتاكم الله الواحد القهار أنّ العذاب البرزخي هو في النار من بعد التوفي للأمم جميعاً، المكذبون برسل ربهم يعذبون في النار من بعد التوفي أمماً يشاهدون بعضهم بعضاً، ولم نجد أنهم يعذبون في قبورهم أشتاتاً بل قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿٣٧﴾قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} صدق الله العظيم [الأعراف:37-38].
وياعجبي منك يا عمر فكيف أنك تأتي بآياتٍ من محكم الذكر يفتيك الله فيها أنّ العذاب البرزخي هو في النار ومن ثم تقول هذا دليل على عذاب القبر؟ فاتقِ الله الواحد القهار يا عمر ولا تأخذك العزّة بالإثم فإنك تجادل المهديّ المنتظَر المهيمن عليكم بمحكم الذكر، فلم يجعلني الله من الذين ينفون العذاب البرزخي من بعد الموت ويقرّوه فقط يوم البعث فغرتهم آيات أخر تخصّ بعض الأموات، ولكني المهديّ المنتظر أضع كلّ آيةٍ في موضعها، ولن أحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة، فكيف أنك تأتي بآيات الإثبات للعذاب البرزخي أنه في النار ومن ثم تحرّفه من عند نفسك فتقول ذلكم البرهان لعذاب القبر، فتجعل الجنة والنار في القبور؟ فاتقِ من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، واتبع الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور يشرح الله صدرك فتبصر الحقّ جليّاً كما تبصر البدر في ليلة النصف من الشهر يا عمر.
فلا أتغنى لكم بالشعر ولا أبالغ بغير الحقّ بالنثر، وأقسم بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار أني المهديّ المنتظَر لم أتعلم علوم الدين عند أيٍّ من علماء البشر وأنّ معلمي هو الله الواحد القهّار.. نِعْمَ المعلم يا عمر ونِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير.
ألا والله الذي لا إله غيره لا يستطيع كافة خطباء المنابر ومفتي الديار في كافة الأقطار أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر يا عمر، كن من الأنصار تفُز فوزاً عظيماً فيرضى الله عنك فيؤيّدك بروحٍ منه تلك روح رضوان الله ريحانٌ في القلب ونعيمٌ لو يعلم البشر النعيم الذي فيه أنصار المهديّ المنتظَر لجالدوهم عليه يا عمر، وتالله لو علمت به لما رضيت بملكوت الدنيا والآخرة حتى يرضى من أحببت فكن من القوم الذين يحبهم الله ويحبونه يا عمر، فكيف يرضى الحبيب وهو يعلم أنّ حبيبه متحسرٌ وحزينٌ على كافة الكافرين الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله فأدخلهم النار؟ وقال الله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} صدق الله العظيم [فاطر:37].
فلهم صراخٌ شديدٌ من ألم الحريق، فتصوّر وأنت تنظر إليهم حالك يا عمر، فما بالك بحال من هو أرحم من فضيلة الشيخ عمر؛ الله أرحم الراحمين؟ وبما أنكم تؤمنون أنّ الله هو حق أرحم الراحمين فحتماً لا شك ولا ريب أنه متحسّر على عباده الكافرين بعد أن كذبوا رسل ربهم فأهلكهم الله بغير ظلمٍ منه بل ظلموا أنفسهم، ورغم ذلك ترى ربك يا عمر متحسراً وحزيناً عليهم. تصديقاً لفتوى الله عن حاله في محكم كتابه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [يس].
ولا يفتيكم المهديّ المنتظر بأنّ الله يتحسّر على الكفار من قبل الندم حاشا لله؛ بل هو غاضبٌ عليهم، وإنما تأتي الحسرة في نفس الله من بعد أن يأخذهم الله بذنوبهم فيصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم فيقول كلٌ منهم: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
حتى إذا علم الله بشدة حسرتهم في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم ومن ثمّ يتحسّر أرحم الراحمين على عباده، ولكن حسرتهم على ما فرّطوا في جنب ربهم جاءت متأخرة وذلك بعد أن أهلكهم الله بسبب تكذيبهم لرسل ربهم فأخذتهم الصيحة فتحسروا على أنفسهم، ومن ثم جاءت الحسرة في نفس الله على عباده. وقال الله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
إنا لله وإنا إليه لراجعون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________