لا يسعني إلا أن أنيب الى حبيبي الرحمن راجيا منه جل جلاله أن يثبتني على هذا القول والذي أشعر به الآن ونحن لانزال في تلكم الحياة الدنيا ، واعوذ بربي من أن ارضى حتى يرضى في نفسه حبيب قلبي
(((((وما الفائدة يا أرحم الراحمين؟ فلكم نحن شديدوا المحال أن نرضى حتى ترضى، فأنت الأحَبّ من ملكوت كل شيءٍ مَهما كان ومَهما يكون، فلكم نحن شديدوا المحال أن تُرضينا إلا بنعيم رضوان نفسك الأكبر من ملكوتك أجمعين، فنحن ضيفك لتحقيق النعيم الأكبر من جنتك، فأنت أعلَم بِما في أنفسنا، فقد رحبت بالوفد إليك ربّنا ترحيبًا عظيمًا، فضيافتنا هي تحقيق نعيمنا الأعظم من ضيافة نعيم جنات النعيم وكفى بالله شهيدًا على ما في أنفسنا، فلكم نحمدك يا الله على صفة علمك لِما في الصدور فلولا أنَّك لَتَعلَم الحق في أنفسنا لكانت طامةً كُبرى، فمَن يعلم بما في أنفسنا سواك؟ يا مَن علَّمت خليفتك أن يُعَبِّر عمَّا في أنفسنا وهو لا يعرفنا، فلكَم تشابهت قلوبنا بقلب خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني، فما أعظم فضلك علينا أن جعلتنا في زمرته مِن قومٍ يُحِبّهم الله بلا حدود ويُحِبّون الله بلا حدود؛ بل ذلك فضل الله الأعظم في الكتاب أن تكون مُتعتنا رضوان نفس الله أرحم الراحمين، فبعزتك وجلالك أن ملكوتك أجمعين إلى جانب النعيم الأكبر صِفْر في الميزان تمامًا، فمَن يعلم بما في نفوسنا سواك؟ فأي مَهديّ بعد ناصر محمد اليمانيّ ننتظر أن تبعثه؟ فإلى ماذا سيهدينا؛ إلى سبيل نعيم أكبَر من نعيم رضوان نفسك سبحانك ربنا وتعاليت علوًّا كبيرًا؟! فلَكَم أخذ بأيدينا بعلمه فقرَّبنا إليك شيئًا فشيئًا حتى عرفنا الحَقّ - الله أرحم الراحمين - وأمَّا آخرون فما زادتهم دعوته إلّا فرارًا وبُعدًا عن الله رب العالمين، وما ظَلَمَهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا يا مَن تحول بين المرء وقلبه، ربَّنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهَب لنا من لدنك رحمة إنَّك أنت الوهَّاب، ربَّنا إنَّك جامعُ الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يُخلِف الميعاد".)))) انتهى