الموضوع: امامنا الغالي الحبيب ماهو تبيان قول الله تعالى ((يخرجوالخبء))؟

النتائج 11 إلى 18 من 18
  1. افتراضي

    ___۩ اقتــباس ۩___
    من بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني:

    ولربما يود أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "آه آه يا إمامي لكم تخبئ علينا من العلم والحكمة، ألا تفصل لنا كيف استطاع طائر الهدهد أن يجبر ملكة سبأ على أن تتفكر بعقلها؟"

    _____ ۩ عنوان البيــــان ۩ _____
    عاجل من الإمام المهدي إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يدب أو يطير بجناحيه من الأمم ..
    ______
    https://nasser-alyamani.orgshowthread.php?p=240697

    ====== ۩ البيـــــــــان ۩ ======

    اقتباس المشاركة 240697 من موضوع قِصَة هُدَى مَلِكَة سَبَأ وقَومَها وإسلامَهم مَع نَبي الله سُلَيمان بِسَبَب حِكمَة طائر الهُدهُد ..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - محرم - 1438 هـ
    26 - 10 - 2016 مـ
    08:00 صباحاً
    (بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=240686

    ــــــــــــــــــــ



    عاجل من الإمام المهديّ إلى كافة إخوته في الدم من حواء وآدم في العالم وإلى كافة الأمم ما يَدِبّ أو يطير بجناحيه من الأمم
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين في الأمم من الإنس والجنّ ومن كل جنسٍ؛ كُلٌّ قد علم صلاته وتسبيحه ممن آمن بالله ورسله، صلوات ربي على كافة المؤمنين من جنوده في ملكوته أجمعين ما يدبُّ منهم أو يطير، فاستجيبوا للدّاعي إلى عبادة الله وحده لا شريك له باتِّباع رضوان الله الذي خلقكم بالحقّ لتعبدوه وحده لا شريك له، وما خلقكم الله عبثاً، واعلموا أنكم إليه تُحشرون. تصديقاً لقول الله تعالى في محكم القرآن العظيم عن فتوى الخالق إلى خلقه أجمعين في قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ قَالَ أَلَيْسَ هَٰذَا بالحقّ ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ۚ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا تبْلَسوا من رحمة الله مهما كانت ذنوبكم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً، إنهُ هو الغفور الرحيم. واستجيبوا لدعوة الله الرحمن في محكم القرآن إلى الرحمة والغُفران لذنوب عبيده المذنبين في الملكوت أجمعين تنفيذاً لأمر الله إليكم في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61) اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} صدق الله العظيم [الزمر].

    أيا عباد الله في الملكوت، تاالله إنّ الهدى هدى الله كونه يحول بينكم وبين قلوبكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) ۞ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وربّما يودّ أحد العبيد في ملكوت الربّ أن يقول: "ما دام الله بيده الهدى وحده لا شريك له كونه يحول بين العبيد وقلوبهم أجمعين أليس ذلك ظُلماً لمن لم يهدِ الله قلوبهم لداعي الخلائق إلى الخالق لتحقيق الهدف من خلقهم ليعبدوا الله وحده لا شريك له؟". فمن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر من محكم الذّكر وأقول قال الله تعالى:
    {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)} صدق الله العظيم [فصلت].

    فمنكم الإنابة إلى ربكم طالبين من ربّكم الذي يحول بين المرء وقلبه أن يهدي قلوبكم إلى صراط العزيز الحميد، فمنكم الإنابة ومن الله الهدى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)} صدق الله العظيم [الشورى].

    فتذكروا قول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم، فمن تاب وأناب إلى الربّ هادي القلب جعل الله في قلبه نوراً فإذا هو مبصرٌ الحقّ من ربّه، ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نورٍ، فلا ولن يبصر دعوة الحقّ من ربه الحقّ كونه كالأعمى كمثل من يقف ليلاً تحت سماءٍ ذات سحابٍ أسود في ظُلماتٍ في بحرٍ لُجيٍّ في ظلماتٍ ثلاث ظُلمة الليل وظُلمة السحاب وظلمة البحر، فهل ترونه يكاد أن يبصر كفّ يده شيئاً لو جعلها أمام وجهه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} صدق الله العظيم [النور].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن تبصروا نور البيان الحقّ للقرآن حتى تستخدموا عقولكم كما يستخدم الطير الذي هداه الله عقله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} صدق الله العظيم [الزمر].

    واعلموا أنّ الله هدى ملكة سبأ العُظمى اليمانيّة بحكمة عقلِ طيرٍ؛ ذلكم طائر الهدهد الحكيم رسول نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام إلى مملكة سبأ اليمانيّة، واعلموا أنّ الله هدى الشعب اليماني السبأيّ ذي القوة والبأس الشديد بحكمة استخدام عقل امرأةٍ؛ ملكة سبأ الحكيمة، فهدت قومها أجمعين بالعقل والحكمة فجعلتهم يُسلمون أجمعين برسالةٍ فقط، ولذلك لم يسافروا إلى نبيّ الله سليمان إلا وقد آمنوا أجمعون وكفروا بعبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين، حتى إذا عاد طائر الهدهد بالخبر أنّ اليمانيّين وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين وحده لا شريك له. ولذلك أراد نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام أن يختبر حقيقة ما رجع به من الخبر طائرُ الهدهد أنهم وملكتهم أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك أراد نبيّ الله سليمان أن يختبر إسلامهم لربهم ولذلك بعد أن جاءه طائر الهدهد بالخبر فمن ثم نادى نبيّ الله سليمان إلى اجتماع مجلس الشورى من الإنس والجنّ والطير. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    ألا وإنّ البُرهان المبين في محكم القرآن العظيم أنّ الشعب اليمانيّ السّبأيّ حقاً أنّهم أسلموا لله ربّ العالمين أجمعون من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده فتجدون البُرهان المبين في قول الله تعالى:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم.

    فذلك بُرهانٌ مبينٌ أنهم حقاً أسلموا لله ربّ العالمين من قبل أن يروا سليمان وجنوده كون طائر الهدهد ردّ على نبيّ الله سليمان الخبر بأنّ ملكة اليمن والشعب اليماني قد أسلموا جميعاً لله ربّ العالمين، ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. بسبب حكمة طائر الهدهد الذي أجبر ملكة سبأ اليمانيّة أن تستخدم عقلها فهداها الله بنورٍ من عنده وهو نور البصيرة من بعد استخدام العقل فأبصرت أنّ الذي خلق السماوات والأرض والشمس والقمر والبشر هو الأحقّ بالعبادة وأبصرت أنّها ظلمت نفسها وقومها بعبادة الشمس من دون الله، ولذلك أَقرَّ واعترف نبيّ الله سليمان بعلمها بالحقّ حين رمشت بعينها لنبيّ الله سليمان أن لا يفتن قومها من بعد إيمانهم بالله ربّ العالمين بسبب إحضار عرشها العظيم المصنوع من أغلى الحُليّ والمرصّع بالألماس الذي تركته وراءها في اليمن في مملكة اليمن بالقصر الملكي بديوان مجلس الشورى، ومن حول القصر الملكي حرسٌ شديدٌ. فهنا الفتنة إذ خشِيتْ على قومها الفتنة أن يقولوا: "كيف تمّ إحضار العرش إلى سليمان وهم تركوه وراءهم! فكيف سبقهم عرش ملكتهم إلى سليمان؟". ثم يقولوا لملكتهم التي أقنعتهم بالإسلام من قبل لاتّباع نبيّ الله سليمان ثم خشيت عليهم من الفتنة كون على أبواب القصر وأسواره حرساً شديداً، ولذلك خشيت عليهم ملكتهم العليمة أن يُفتنوا بسبب إحضار العرش وهم متأكدون أنّهم تركوه وراءهم خلف أبواب القصر الملكي، فمن ثم يقولون: "إن هذا لساحرٌ عليمٌ يُخيّل إلينا أنّ هذا عرش ملكتنا ونحن تركناه وراء الأبواب وعلى الأبواب حرسٌ شديدٌ، فكيف يسبقنا العرش إلى سليمان ونحن تركناه وراءنا!".

    ولكن ملكة اليمن أنقذت الوفد الذين معها من الفتنة في النهاية كما هدتهم في البداية حين آمنوا وأسلموا لله ربّ العالمين أجمعون بسبب حكمتها ودهائها من قبل أن يروا نبيّ الله سليمان وجنوده وملكه العظيم، فحين رأت عرشها قد تمّ إحضاره إلى نبيّ الله سليمان برغم أنها تركته وراءها فحين رأت عرشها سبقها ما زادها ذلك إلا إيماناً وتثبيتاً وعلماً وعلمت علم اليقين أنهُ هو عرشها الذي تجلس عليه بالديوان الملكي في مملكة سبأ اليمن العظمى لا شكّ ولا ريب، ولكنها لا تريد فتنة قومها فتقول أنهُ هو ولذلك رمشت بعينها للسائل أن لا يفتن قومها فوضعت يدها على العرش وقالت: "كأنهُ هو"، فهنا أقرّ السائل بعلمها من ربها، واتّقوا الله ويُعلّمكم الله، ولذلك أقرّ السائل معترفاً بعلمها في نفسه فقال: "وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين". وقال الله تعالى:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)} صدق الله العظيم [النمل].

    فهنا تجدون الدهاء بين الطرفين وعلمهم في علم الهدى، فكذلك نبيّ الله حريصٌ على عدم فتنتهم؛ ملكة سبأ وقومها، وأن لا تلمس عرشها بيديها فتقول: "إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ!" لو لم يأمر بإزالة فصوص الألماس منه إذ خشي أن لا تجرؤ أن تلمسه بيديها فتظنّهُ سحراً مبيناً هي وقومها، كون جميع الذين كفروا بآيات المعجزات من ربّهم ما كانت حجّتهم الباطلة إلا أن يقولوا عن الحقّ من ربّهم على الواقع الحقيقي إن هذا إلا سحر مبين ثم لا يهتدون كونهم لم يتأكدوا بالملمس على الواقع الحقيقي، وأولئك قومٌ لا يهتدون كونهم لم يميّزوا بين السحر والمعجزة يلمسونها بأيديهم حتى يتبيّن لهم حقائق آيات ربهم على الواقع الحقيقي، كونهم يظنونها سحراً مبيناً، كون سحر التخييل تستطيعون أن تكشفوا حقيقته بلمسه بأيديكم لتعلموا أحقٌّ هو على الواقع الحقيقي أم مجرد سحر التخييل في أعينكم. ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)} صدق الله العظيم [الأنعام]. ولذلك أمر نبيّ الله سليمان بتنكير عرشها قليلاً بإزالة شيءٍ من فصوصه الأماميّة ذات الرونق واللمعانٍ والجمالٍ. وتلك حكمة من نبيّ الله سليمان حتى تتجرّأ فتقترب من عرشها فتلمسه بيديها.

    فمن ثم جلست عليه بعد إذ رمشت للسائل بعينها اليسرى كي يفهم أنّها لا تريد فتنة قومها بالإقرار أنّه هو حتى لا يقولوا: "بل نحن قومٌ مسحورون" فينقلبوا على أعقابهم خاسرين من بعد إيمانهم، كون الذين لا يهتدون من الذين كفروا بآيات ربّهم ما كان ردهم على آيات المعجزات الحقّ من ربهم إلا أن قالوا: "إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ". وأولئك قومٌ لا يهتدون وهم الذين لا يتفكّرون بعقولهم. ولذلك قال نبيّ الله سليمان:
    {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)} صدق الله العظيم. ولكنها من المهتدين، ولذلك لم تُنكر أنهُ هو فرمشت بعينها للسائل أنهُ هو، فمن ثم استدارت نحو قومها وجلست على عرشها متبسمةً ضاحكةً مستبشرةً وقالت: "كأنّهُ هو!". برغم أنها علمت علم اليقين أنه هو ولكنها لا تريد فتنة قومها حتى إذا عادوا إلى اليمن ثم لا يجدوا العرش في القصر الملكي بديوان مجلس الشورى فمن ثم يعلموا علم اليقين أنّه هو من بعد رجوعهم من رحلة البيعة العامة، فيعلموا أن ذلك من آيات الله عجباً فيزدادوا إيماناً وتثبيتاً. وأنقذت شعبها بالإيمان بالرحمن واتّباع نبيّ الله سليمان صلّى الله عليه وعليها وعلى الذين آمنوا معها أجمعين وأسلّم تسليماً من اليمانيين الذين كانوا يستخدمون العقل فيهديهم الله برسالةٍ.

    ولربّما يودّ أحد الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "آه آه يا إمامي لكم تُخبئ علينا من العلم والحكمة، ألا تفصّل لنا كيف استطاع طائر الهدهد أن يجبر ملكة سبأ على أن تتفكر بعقلها؟". فمن ثمّ نردّ على السائلين بالحقّ الإمامَ المهديّ ناصر محمد اليماني ونقول: كان معبد ملكة سبأ عديد الفتحات المستديرات شرقيّةٍ وأخرى غربيّةٍ، وجاء رسول نبيّ الله سليمان طائر الهدهد وحضر إلى المعبد في ميقات الظلّ قُبيل شروق الشمس قبل أن تحضر ملكة سبأ إلى معبدها للسجود للشمس المشرقة أمام فتحات المعبد، وكان سبب حضور الهدهد في ميقات الظلّ باكراً عليه الصلاة والسلام حتى لا ترى الملكة الرسالة أنّه جاء حاملها معه فتظنّ أنّ مثل طائر الهدهد كمثل الحمام الزاجل الذي يحمل الرسالات، ولكنّ طائر الهدهد المؤمن أراد أن يُجبر الملكة أن تستخدم عقلها كونها لن تفهم منطِقه لو ينطق لها فينصحها أن لا تسجد للشمس ولا القمر؛ بل وتعبد الله الذي خلقهم. فانظروا الى قول الهدهد واحتقاره لكافة الكفار الذين لا يعبدون الله الواحد القهار، فتدّبروا انتقاد طائر الهدهد في محكم القرآن العظيم. قال:
    {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) ۞ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)} صدق الله العظيم [النمل].

    ولذلك حضر طائر الهدهد الغاضب باكراً في ميقات الظلّ حين أزيز العصافير قبل أن تحضر الملكة إلى المعبد للسجود للشمس من بعد شروقها فوجدت الهدهد في انتظارها واقفاً في النافذة الدائريّة التي تشرق الشمس من مقابلها تماماً في ذلك اليوم وحطّ الرسالة من منقاره فجعلها في رجليه فكمش عليها بأصابع رجليه كون فتحات المعبد مرتفعة فهي لا تشاهد الرسالة تحت رجليه، وأرادت السجود للشمس قُصاد الفتحة التي أشرقت الشمس بمقابلها تماماً في ذلك اليوم ولكنها وجدت طائر الهدهد واقفاً بتلك الفتحة، وأرادت أن تنشّ بيدها على طائر الهدهد ليطير فرسخ رسوخ الجبال ولم يخف منها فيطير، فأدهشها أمر هذا الطائر الذي لم يخف منها، فمن ثم تركت النافذة التي يقف بينها وبين الشمس المشرقة فأرادت أن تسجد من أمام الفتحة التي بجانب فتحة الهدهد، فإذا هو يغيّر موقعه فيلتوي للفتحة الأخرى فيقف بين الملكة والشمس، ثم أدهشها كذلك أمر هذا الطائر، فمن ثم حاولت أن تسجد من الفتحة التي تليها برغم أنها بشكلٍ مائلٍ قليلاً ولكنها تستطيع رؤية الشمس، ولكن طائر الهدهد كان يحول بينها وبين السجود للشمس! ثم أرادت أن تسجد من الفتحة التي تليها ثم فإذا بالهدهد يطير فيلتوي في كافة الفتحات الشرقيّة فيحول بينها وبين السجود للشمس. فمن ثمّ أدهشها الأمر كثيراً من حركات هذا الطائر فلماذا يمنعها من السجود للشمس؟ فمن ثم مكثت تتفكّر بعقلها فقالت في نفسها: "إنّ هذا الطائر لا ينبغي له أن يفعل هذه الحركات فيحول بيني وبين السجود للشمس إلا وهو يرى أنّني وقومي على ضلالٍ مبينٍ". ورأت أنّها وقومها اتّبعوا أسلافهم الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا العقل والمنطق أنّ الذي خلقهم خلق الشمس والقمر، فعلمت أنه هو الأحقّ بالعبادة سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    حتى إذا شاهد طائر الهدهد الدموع تسيل على خدّها من الخشوع لربّها بالوحدانيّة فمن ثم ألقى إليها بالرسالة من نبيّ الله سليمان، فبرغم اختصارها بكلماتٍ قليلةٍ ولكنها قد أصبحت من الموقنين كونها أبصرت الحقّ بنور من ربها بسبب استخدام العقل والإنابة إلى ربها ليهدي قلبها، ولكنها فكرت أنها لو تخبر قومها بأنّها أسلمت لله ربّ العالمين فاجتنبت عبادة الشمس فحتماً سوف يكون ذلك على قومها كالصاعقة فينقلبون عليها ثائرين، فمن ثم طبّقت مجلس الشورى كعادتها فوجدتهم مستعدين لقتال الملك سليمان وجنوده بكلّ قوةٍ وبأسٍ شديدٍ. فقالت لهم: "إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً، فلا يغتر الإنسان بقوته وهو يجهل قوة عدوّه فربما يهزمه عدوّه، فلنفرض أننا خضنا حرباً شرسةً مع الملك سليمان فلربما يهزمنا فمن ثم يكون الأعزّاء في مملكة سبأ أذلةً، فالضحية أنا وأنتم يا معشر مجلس الشورى الملكيّ". وبما أنهم قالوا :"فالأمر إليك فانظري ماذا تأمرين"، فمن ثم أردفت قائلةً: "فلنفترض أننا خضنا حرباً فانتصرنا على الملك سليمان لو غزانا فلا بدّ من تضحياتٍ بمالٍ كثير وأرواح جنودٍ مخلصين لنا في القتال، فأرى أن أفتديهم بهديةٍ مغرية جداً؛ قافلةً محمّلةً بسبائك الذهب أطناناً موزعةً على ظهور القافلة، فناظرةٌ بما يرجع المرسلون. بشرط أن نتفق من الآن إذا لم يقبل هذه الهدية المغريّة جداً فقد علمنا أنه حقاً نبيٌّ من ربّ العالمين وإن قبلها فقد علمنا أنّه ملكٌ من ملوك الأرض الطمّاعين في الملك والمال فنتخذه صديقاً لنا فنكون نحن وهو يداً واحدةً على خصمنا وحلفاً بيننا وبينه، فالمال يفديني ويفديكم فلا بدّ من الخسارة والتضحيات لو خضنا حرباً مع الملك سليمان فربما نخسر أضعاف هذه الهدية المغرية، والمهم هذا شرطٌ بيننا نتفق عليه من الآن أنّه إذا لم يقبل الهدية فقد علمنا أنّه حقاً نبيّ ولن نستطيع فتنته بجبلٍ من ذهبٍ.

    حتى إذا اتّفقت مع قومها على ذلك فمن ثم جهزت قافلةً كثيرة الجِمال تحمل سبائك الذهب أطناناً لو اجتمعت! فانطلقوا بهديتهم نحو سليمان حتى إذا وصل قائد القافلة مع حشدٍ من فرسانه لحراسة القافلة حتى وصولها فخاطب نبيّ الله سليمان فأخبره بالهدية العظمى من ملكة سبأ فوجدوا رداً لم يكونوا يحتسبه قومها إلا الملكة. وقال نبيّ الله سليمان:
    {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)} صدق الله العظيم [النمل].

    حتى إذا رجعوا بالهدية أخبرتهم بما فعل ذلك الطائر وأنها قد آمنت من قبل إرسال الهدية وإنما تريد أن يطمئن قلبها وسبق الشرط بيني وبينكم أنه إذا لم يقبل الهدية المغرية فقد تبيّن لنا أنه ليس من ملوك الدنيا طالبين المال والسلطان؛ بل نبيّ من الرحمن. ثم آمنوا كلهم أجمعون وأسلموا جميعا لله ربّ العالمين حتى إذا شاهدهم طائر الهدهد أعرضوا عن عبادتهم للشمس وأسلموا لله ربّ العالمين ومن ثم أيضاً قررت الملكة زيارة نبيّ الله سليمان وتقديم البيعة فانطلق طائر الهدهد إلى أرض الشام ليخبر نبيّ الله سليمان بالخبر السّار أنّ ملكة سبأ وقومها قادمون مسلمون لله ربّ العالمين. ولذلك أعلن نبيّ الله سليمان اجتماعاً طارئاً وقال:
    {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)} صدق الله العظيم. كون طائر الهدهد عليه الصلاة والسلام قد أخبر نبيّ الله عليه الصلاة والسلام أنّ ملكة سبأ وقومها قد أسلموا جميعاً وأخبره الهدهد أنّ الملكة قد أسلمت من قبل أن تبعث إليه بالهدية.

    أفلا تعقلون يا معشر اليمانيّون اليوم؟ فلماذا تعرضون عن داعي الحقّ من ربكم خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب يا معشر الأحزاب ذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنون، ولا تقبلوا مني كلمةً واحدةً لم تجدوها في كتاب الله القرآن العظيم، فلا وحيٌّ جديدٌ؛ بل نقيم الحجّة عليكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد، فاتقوا الله وأطيعوني وجيرانكم وكافة الناس أجمعين، ما لم فإنّي الإمام المهديّ أعلن التحدي لكافة الأحزاب المختلفون أن لن يجدوا حلاً لقضية اليمن وغيرها حتى يحكّموا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    فكذلك بلّغوا بياني هذا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور لعلّه يحدث لهم ذكراً فيكونوا من الشاكرين مسلمو هذه الأمّة في العالمين، كون الله بعث الإمام المهديّ في قدر عصرهم ذلك فضلٌ من الله عليهم عظيم، فليكونوا من الشاكرين جميع أمم هذا العصر، وإن أبوا فأبشّرهم بعذابٍ نُكرٍ ليلة يُظهر الله خليفته على كافة الأمم بعد إذ يَهلك من هَلكَ عن بيّنةٍ ويحيى من حيَّ عن بيّنةٍ، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    ويا أيها الزعيم علي عبد الله صالح، ألم ترفع القرآن العظيم عام 2011 بيمينك داعياً الأحزاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلماذا لا تدعوهم اليوم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقد صار الشعب اليماني إلى ما صار إليه من الخراب؟ من خراب الأحزاب بداخل اليمن ودمارٍ من قِبَلِ دول الجوار! فكم هلكت أنفسٌ وكم تيتّم من أطفالٍ وكم ترمّلت من نساءٍ وكم أبكيتم أعين كثيرٍ من النساء والأطفال! أفلا تتقون؟ فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تُرحمون.

    و يا صاحب السمو الملكي سلمان ومحمد بن سلمان وآل نهيان وآل مكتوم ومن معهم، اتّقوا الله الرحمن واستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن.

    ويا معشر أصحاب ثورات الخراب العربي منذ عام 2011 حسب تاريخكم، فهل رأيتم أن وضع البلاد تحسّن من أسوأ إلى أحسن أم من أسوأ إلى أسوأ إلى أسوأ، ثم إلى الأسوأ حتى تسلّموا للحقّ تسليماً أو يظهر الله الواحد القهار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ليلةٍ. واعلموا أنكم لا تعجزون الله الواحد القهار الذي اصطفى خليفته واختار المهديّ المنتظَر ناصر محمد من بين البشر أم تزعمون أنكم من يختار خليفة الله من دونه؟ فتذكروا قول الله الواحد القهار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    ويا معشر الأحزاب الذين يحاولون أن يشروا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، لقد علمتم أنكم لا تستطيعون أن تفتنوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بجبلٍ شامخٍ من ذهبٍ فلا ولن أنضمّ إلى أحزابكم ولا ولن أشارك في سفك دماء المسلمين؛ بل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض لتحقيق السلام في العالم كافةً ولإقامة العدل بين المسلمين والكافرين فلا إكراه في الدين، ولكن كونوا مسلمين لحدود الله التي ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وأما الإيمان بالرحمن فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فعلينا بلاغكم بالحقّ من ربّكم وعلى الله حسابكم، وجعل الجنة لمن شكر والنار لمن كفر، فاتقوا الله الذي إليه تحشرون يا معشر الأمم من الإنس والجنّ ومن كلّ جنسٍ وتذكروا قول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال الله تعالى:
    {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    واقترب عذاب الله من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فمن يصرفه عنكم غير الله أرحم الراحمين؟ فهل تأمنوا مكر الله الواحد القهار يا معشر البشر الكفار بدعوة الاتباع إلى الذكر القرآنَ العظيم رسالةَ الله إلى الناس كافة؟ وربّما يودّ أحد الكافرين بالقرآن العظيم أن يقول: "يا ناصر محمد، إنه لم يستجب لدعوة الاحتكام إلى القرآن دول المسلمين بالقرآن برغم أنهم به مؤمنون كما يزعمون، فلمَ تلومن علينا نحن الكافرون بالقرآن؟". فمن ثمّ يردّ على كافة السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر البشر لم يبقَ من الذكر إلا رسمه، والإسلام إلا اسمه، فلا فرق إذاً بينكم وبين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم من دول المسلمين وقاداتهم، مثلهم مثلكم؛ قومٌ مجرمون إلا من تاب إلى ربه وأناب واستجاب لدعوة الاحتكام إلى الكتاب وكان من أولي الألباب وأولئك هم خير الدواب وأمّا شر الدواب هم المعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. فأين تذهبون من بأس الله يا معشر المسلمين والكافرين المعرضين عن دعوة الاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ذلكم العروة الوثقى لا انفصام لها؟ وأما من اعتصم بما دون ذلك فمثلهم كمثل الذين اعتصموا بخيطٍ من بيوت العنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

    ويا عالَم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد لا يكتب لكم إلا كلامَ رؤوسِ أقلامٍ من سلطان العلم، ولا نوهمكم بأنّي أعلمكم بإذن الله؛ بل أتحداكم بسلطان العلم الملجم ولكن من محكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ذكركم وذكر آبائكم الأولين فيه خبركم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم، ولذلك نفصّل لكم الأحداث تفصيلاً من قبل الحدث كوني أعلم عن سنة الله على المعرضين عن دعوة الحقّ من ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ولن تجدوا لسنة الله تبديلاً، وقد مضت سنن الأولين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    عبد الله وخليفته المنتظَر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ________________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : الاواب
    قال الله تعالى
    { إِنَّمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَا لَعِبࣱ وَلَهۡوࣱۚ وَإِن تُؤۡمِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ یُؤۡتِكُمۡ أُجُورَكُمۡ وَلَا یَسۡـَٔلۡكُمۡ أَمۡوَ ٰ⁠لَكُمۡ (٣٦) إِن یَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَیُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُوا۟ وَیُخۡرِجۡ أَضۡغَـٰنَكُمۡ (٣٧) }
    [سُورَةُ مُحَمَّدٍ: ٣٦-٣٧]

    وقال الله تعالى
    { ٱلۡحَمۡدُ لِل... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=377481
    انتهى الاقتباس من الاواب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ومن باب التدبر أظن معنى الخبء هو السر أوالخفي واستنبطت الدليل على ذلك هو قول الله بعد ذلك في نفس الآيه ( ويعلم ماتخفون وماتعلنون )
    والقول الفصل لخليفة الله عليه وآله الصلاة والسلام

  3. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5066 من موضوع ردود الإمام على العضو سواح: المهدي المنتظر يقول لكم أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا هل ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحق..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 02 - 1431 هـ
    05 - 02 - 2010 مـ
    10:34 مســاءً
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ بالقول الفصيح والصريح إلى سواح..
    المهديّ المنتظَر يقول لكم أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا هل ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ..



    ويا سواح، لماذا تصدّ عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني إلى الصراط المُستقيم وتصف دعوة ناصر محمد اليماني بالضلال المُبين؟ فتعال لنبحث سوياً في أساسيات دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ونُلخصها بما يلي:

    1 - إن الإمام المهديّ يدعو كافة المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى أن نتفق على كلمةٍ سواء بيننا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فنعبده كما ينبغي أن يُعبد حتى نُحقق الهدف من خلقنا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجنّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

    2 - وكذلك تجد الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يُفتي المؤمنين أن لّله الدين الخالص وأن الّله لا يغفر أن يُشرك به، ولذلك تجد دعوة الإمام ناصر محمد اليماني مُركّزة على إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد الله ربّ العالمين الذي خلقهم ليعبدوا الله وحده لا شريك له ومن أشرك بالله فقد حبط عمله فلا يقبل الله عبادة المُشركين بربّهم الذين يدعون أولياءه من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم ويقربوهم إلى الله زُلفى فذلك شركٌ وظلمٌ عظيمٌ لأنفسهم فلا يجوز لهم أن يدعوا مع الله أحداً من عباده أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    ولذلك تجد دعوة الإمام ناصر محمد اليماني مُركّزة في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فتعال لننظر هل دعوة الإمام ناصر محمد اليماني هي ذاتها دعوة كافة الأنبياء والمُرسلين من ربّ العالمين؟ ونترك الحُكم لله وهو خير الفاصلين وإليك حكم الله في حقيقة دعوة كافة رُسله إلى العالمين، وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25].

    فهل وجدتم يا سواح أنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني قد اختلفت عن دعوة كافة المُرسلين من ربّ العالمين إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى تصدّ عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فتصف دعوتي إنّها على الضلال المُبين وتُفتي في شأن ناصر محمد اليماني أنّهُ ضلّ عن الصراط المُستقيم ومن اتّبعه؟ فهل بعد الحقّ إلا الضلال يا سواح؟ فمن يُجيرك من عذاب الله ربّ العالمين يا من تصدّ عن رجلٍ مؤمنٍ يدعو العباد إلى الخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد الله ربّ العالمين وحده لا شريك له ولا إله غيره، ولكن سواح يصدّ عن الدعوة الحقّ ويبتغيها عوجاً، وأنت تعلم والإمام المهديّ يعلم أنّك من الذين هم للحقّ كارهون، وأنك عضو في موقع المُمهِّدون الذي جعله (عَلَمُ الجهاد) وكراً للمهديين الذين اعترتهم مسوس الشياطين ويوحي إليهم علم الجهاد أنه هو المُكلف باختيار المهديّ المنتظَر من بينهم في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وكل منكم يزعم أنّه المهديّ المنتظَر كما تزعم أنت أنك أنت المهديّ المنتظَر، وهو يتخبطه مسّ شيطانٍ رجيمٍ وجميع من يدّعي أنّهُ المهديّ المنتظَر بغير علمٍ ولا هدًى من ربّ العالمين.

    ويا رجل لقد رفعنا عن عضويتك الحظر بعد أن قام أحد أعضاء مجلس الإدارة بحظرك كونك غير مؤدب وتشتم المهديّ المنتظَر وتطعن في نَسَبِهِ، ويا رجل إنّي أفتيك بالحقّ أنّه مهما أثبت لك ناصر محمد اليماني أنّهُ من آل البيت فإنّ الله لم يجعل إثبات النسب هو البُرهان للمهديّ المنتظَر الحقّ المُصطفى من ربّ العالمين وذلك لأنك لا تعلم ما هو البرهان الحقّ للاصطفاء من ربّ العالمين، وكثيرٌ من عُلماء الأمّة لا يعلمون ما هو البُرهان لخليفة الله المُصطفى وذلك بسبب اتِّخاذهم هذا القرآن مهجوراً، فهل وجدتم أنّ الله أمر ملائكته بتنفيذ السجود لآدم (سجوداً لأمر ربّهم) إلا بعد أن هيّمن عليهم خليفة الله آدم المُصطفى من الرحمن ببسطة العلم حتى إذا أثبت خليفة الله آدم أنّهُ أعلم منهم وعلموا أنّ الله زاده بسطةً في العلم فصار يعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، ومن بعد إثبات بسطة العلم من خليفة الله آدم ومن ثم صدر الأمر الرباني إلى ملائكة الرحمن أن اسجدوا لآدم. وقال الله تعالى:
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].

    ولماذا يا سواح قال الله لملائكته المُقربين
    { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }؟ والجواب: إن كنتم صادقين أنكم أعلم من ربّكم علام الغيوب الذي يعلم غيب السماوات والأرض ويعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون، فكيف تريدون أن تصطفوا خليفته من دونه وكأنّكم أعلم من الله! بل الله يصطفي من يشاء ويختار وليس لهم الخيرة من الأمر. ومن ثم أدرك ملائكة الرحمن المُقربون خطأهم بغير الحقّ في حق ربّهم بسبب قولهم: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [البقرة].

    أي لستم أعلم من الله حتى تصطفوا خليفته من دونه فتجعلوه منكم كونكم تُسبِّحون بحمد الله وتقدسون له؛ بل أنتم مجرد عبيد ممن خلق وليس لكم الخيرة في اصطفاء خليفة الله من دونه؛ بل يختص بأمر اصطفاء الخليفة الله مالك المُلك يؤتي مُلكه من يشاء والله واسع عليم. ومن ثم أراد الله أن يقيم الحُجة بالحقّ على ملائكته المُقربين بأنهم ليسوا بأعلم من ربّهم؛ بل الله الذي يصطفي خليفته ولا يُشرك في حُكمه أحداً ثم يزيد خليفته المُصطفى بسطةً في العلم على من اصطفاه الله عليهم، وأراد الله أن يُقيم عليهم الحُجّة بالحقّ ومن ثم علّم خليفته آدم الأسماء كُلها فزاده بسطةً في العلم على ملائكته المُقربين حتى يكون خليفته هو المُعلِّم لهم ما لم يكونوا يعلمون. وقال الله تعالى:
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].

    ومن ثم أدرك ملائكة الرحمن المُقربون أنهم تجاوزوا حدودهم مع ربّهم إلى ما لا يحقّ لهم وليس لهم الخيرة من الأمر وبعد أن أدركوا أن في نفس ربّهم شيئاً منهم بسبب قوله لهم:
    {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ومن ثم أدركوا خطأهم أنه لا يحقّ لهم أن يصطفوا خليفة الله من دونه وأنهم ليسوا بأعلم من ربّهم ولذلك قالوا: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:32].

    حتى إذا ثبت لهم أن ربّهم هو أعلم منهم بعباده وهو يصطفي من يشاء من عباده ثم يزيده بسطةً في العلم عليهم ليجعل ذلك برهان الإمامة والخلافة في كُل زمانٍ ومكانٍ. وقال الله تعالى:
    {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    وبعد أن أثبت خليفة الله آدم أنّ الله زاده بسطةً في العلم على ملائكة الرحمن المُقربين ومن ثمّ صدر الأمر مُباشرةً إلى ملائكة الرحمن من ربّهم أن اسجدوا لآدم. وقال الله تعالى:
    {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظر يا سواح كيف أن تنفيذ الأمر من الله بطاعة آدم لم يصدر إلا بعد أن أثبت خليفة الله آدم أنّ الله الذي اصطفاه خليفة وقد زاده بسطةً في العلم ليجعل الله بسطة العلم هو البُرهان من الرحمن، وليجعل الله ذلك هو ناموس النّبوّة والخلافة والإمامة في كُل زمانٍ ومكانٍ
    ، فانظر إلى الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    ولكن انظر لردّ نبيهم عليهم بالحقّ فلم يقل أنه هو من اصطفاه ملكاً لهم وإماماً بل الله هو من اصطفاه لهم فزاده عليهم بسطةً في العلم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

    إذاً برهان النّبوّة أو الخلافة أو الإمامة هو بسطة العلم الحقّ فيُعلمهم ما لم يكونوا يعلمون ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم.


    ولذلك يا سواح رفع الإمام ناصر محمد اليماني عن عضويتك الحظر لتثبت بالبرهان المُبين أنّك أعلم من ناصر محمد اليماني بكتاب الله القُرآن العظيم! فإن فعلت ولن تفعل فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشِراً وليس المهديّ المنتظَر وليس من أهل البيت المُطهر، فلنحتكم إلى الذكر المحفوظ من التحريف إن كنتم صادقين. ولكني أراك تأتيني بآيةٍ من القرآن خارجة عن نقطة الحوار التي تُحاجني فيها لكي يظنّ الآخرون أنّ سواح يحاجّ من الكتاب كمثل حوارنا في سرّ الزيادة على قوم يونس، فإذا أنت تُحاج بآيات لا دخل لها بالموضوع لا من بعيد ولا من قريب بل خارجة عن الموضوع؛ بل هي في مواضيع أُخرى وذلك لكي يظنّ الآخرون أنك تحاج ناصر محمد اليماني بآيات من القرآن، ولكنّي قادرٌ على أن آتيك بتأويلها بإذن الله وأُفصِّلها تفصيلاً حتى يعلم الآخرون إنك لَغويٌّ مُبينٌ ومن الذين يصدون عن الصراط المُستقيم ويبغونها عوجاً أو إنه يتخبط فيك مسّ شيطان رجيم، ولكني أتحداك وشيطانك في ذلك بسُلطان العلم المُحكم من الكتاب المُبين وليس تحدي الإمام ناصر محمد اليماني لسواح وحده بل لكافة شياطين الجنّ والإنس وكافة عُلماء المُسلمين والنّصارى واليهود، فإذا لم أُهيمن عليكم بسُلطان العلم الحقّ المُقنع للعقل والمنطق فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وذلك لأني أعلمُ أن بُرهان الإمامة والخلافة هي بسطة العلم كما أثبتنا لكم من مُحكم القرآن العظيم في قلب وذات الموضوع في ناموس الخلافة والإمامة أنهُ بسطة العلم من ربّ العالمين، وبرغم أن الله كلّم ملائكته تكليماً فأمرهم أنه إذا اصطفى خليفته أن يقعوا له ساجدين ولكنّ الله أجّل تنفيذه حتى جعل خليفته آدم وملائكته المُقربين في ساحة الاختبار في بسطة العلم، وقال الله تعالى:
    {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن للأسف إن عُلماء الشيعة والسُّنة لا يعلمون كيف يعلمون المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم إذا بعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، فأمّا الشيعة فيزعمون أنّ الإمامة بالوراثة فظنّوا أنّ الإمامة والنّبوّة بالوراثة، أفلا يرون كم مرّت من الأجيال في ذريّة نبي الله إسماعيل حتى بعث الله مُحمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ أم إنّه وُلِد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في زمن إسماعيل ومن ثم خبأه الله في غار حراء حتى جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور فسبق ميلاده قدره! أفلا يعقلون أم إنهم لا يعلمون بقول الله تعالى:
    {أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَ‌ارٍ‌ مَّكِينٍ ﴿٢١﴾ إِلَىٰ قَدَرٍ‌ مَّعْلُومٍ ﴿٢٢﴾ فَقَدَرْ‌نَا فَنِعْمَ الْقَادِرُ‌ونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    فلا ينبغي لنبيٍّ ولا لرسولٍ ولا لخليفةٍ أو إمامٍ أن يسبق خلقه وميلاده قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور، فانظروا لقول الله لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام:
    {اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٢٤﴾ قَالَ رَ‌بِّ اشْرَ‌حْ لِي صَدْرِ‌ي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ‌ لِي أَمْرِ‌ي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾ يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴿٢٨﴾ وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ وَأَشْرِ‌كْهُ فِي أَمْرِ‌ي ﴿٣٢﴾ كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرً‌ا ﴿٣٣﴾ وَنَذْكُرَ‌كَ كَثِيرً‌ا ﴿٣٤﴾ إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرً‌ا ﴿٣٥﴾ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّ‌ةً أُخْرَ‌ىٰ ﴿٣٧﴾إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ ﴿٣٨﴾ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴿٣٩﴾ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَ‌جَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ‌ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ‌ يَا مُوسَىٰ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وكذلك كافة الأنبياء والمرسلين وأئمة الكتاب لم يسبق ميلادهم قدرهم وجيلهم
    ، وأما حُجة الشيعة بأصحاب الكهف والمسيح عيسى ابن مريم فنقول: أولئك لم يسبق ميلادهم قدرهم بل كان ميلادهم في عصرهم وجيل أمّتهم الذين بعثهم الله إليهم ومضت دعوتهم لأقوامهم فكفر بهم من كفر ومن ثم أبقاهم الله ليكونوا من آياته عجباً في عصر بعث المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في جيله وجيل أمّته المعدودة في الكتاب، أفلا تعقلون؟ فلماذا تصرون على الضلال بعدما أقمنا الحُجة عليكم بسلطان العلم المُحكم من كتاب الله القرآن العظيم يا من تنتظرون مهديّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائكم؟ أفرأيتم لو أنكم لا تزالون على الهُدى فلمَ يبعث الله المهديّ المنتظَر ليهديكم إلى الصراط المستقيم؟ ولكنكم تعلمون أن قدر بعث المهديّ المنتظَر حتى إذا مُلئت قرى البشر جوراً وظُلماً ثم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليهدي المسلمين والنّاس أجمعين إلى صراطٍ مُستقيمٍ فيدعوكم إلى اتّباع ذكر العالمين القرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم، فلماذا أنتم عن الدعوة إلى الاحتكام إليه مُعرضون إن كنتم به مؤمنين؟

    ولكنّي المهديّ المنتظَر أعظكم بواحدةٍ أن تقوموا لله مثاني وفرادى ثم تتفكّروا، فهل إذا بعث الله المهديّ المنتظَر ليهدي البشر فترى بأيّ كتاب يحاجّ العالمين فيدعوهم إلى الاحتكام إليه؟ فهل سوف يدعوهم إلى الاحتكام إلى التوراة؟ ولكنكم تعلمون أن الله لم يعدكم بحفظها من التحريف والتزييف، أم إنه سوف يدعوهم إلى الاحتكام إلى الإنجيل؟ ولكنكم كذلك تعلمون أن الله لم يعدكم بحفظها من التحريف، أم سيدعوهم إلى الاحتكام إلى السُّنة النبويّة؟ ولكنكم كذلك تعلمون أنها ليست محفوظةً من التحريف، ومن ثم تخرجون بنتيجة العقل والمنطق أن الله إذا بعث المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فلا بد أنه سوف يدعو العالمين إلى الاحتكام إلى ذكرهم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ثم لا تجدون أحداً يُحاجّه من القرآن العظيم إلا هيمن عليه بعلمٍ وهدًى من الكتاب المُنير فبأي حديث بعده يؤمنون؟ وما بعد الحقّ إلا الضلال أفلا تعقلون؟ وقد جعل الله سُلطان العلم من محكم كتابه هو الحكم.

    وبما أنكم في عصر بعث المهديّ المنتظَر فمن وجدنا أنّ الله زاده على علماء الأمّة بسطةً في علم الكتاب القرآن العظيم فهو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين سواء يكون ناصر محمد اليماني أو سواح أو غيرهما من العالمين، أم تظنّون أن ناصر محمد اليماني قال لكم أنّه المهديّ المنتظَر من ذات نفسه ولم يُفتِه الله بذلك؟ ألا لعنة الله على من افترى أنّ الله اصطفاهُ مهديّاً منتظراً ولم يُفتِه الله بذلك كما لُعن إبليس إلى يوم الدين، أم أنّ شأن الإمام المهدي لديكم عادي ليس إلا رجلٌ صالحٌ يتبين لكم صلاحه أنه كان يخلع الحذاء اليمنى قبل اليسرى! أم أنه ذو لحية طويلة إلى السرة! أم مكتوب على جبينه المهديّ المنتظَر كما كتبتم على جبين المسيح الكذاب! أم كيف يتبيّن لكم المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور، أفتوني إن كنتم صادقين؟ وذلك لأنّي أجدكم تقولون إنّ أهل العلم يعرفونه من بين النّاس فيعرِّفونه على نفسه أنّه المهديّ المنتظَر المبعوث من ربّ العالمين! إذاً فعلِّموني كيف تعرفونه إن كنتم صادقين.. كيف كيف كيف؟ أفلا تعقلون؟ فما يدريكم أنهُ المهديّ المنتظَر الحقّ المبعوث من ربّ العالمين؟ فإذا كان هو لا يعلم أنه هو المهديّ المنتظَر حسب عقيدتكم فكيف لكم أن تعرفونه أنتم؟! فهل تنتظرون مهديّاً منتظراً أنتم أعلم منه وهو أقل منكم علماً؟ إذاً كيف يستطيع أن يهيمن عليكم بسلطان العلم ويحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فيجمعكم على الصراط المُستقيم، أفلا تتفكرون؟

    ويا قوم استخدموا عقولكم، ويا معشر عُلماء الأمّة استخدموا عقولكم وذروا الاتّباع الأعمى من غير تفكّرٍ بالعقل هل هو الحقّ من ربّ العالمين؟ ولسوف أعظكم بواحدةٍ وأقول لكم: والله الذي لا إله إلا هو إن سبب الذين ضلّوا من قبلكم أنهم لم يتفكروا بعقولهم هل هم على الحقّ أم على ضلالٍ مُبينٍ، واعلموا أنّ العقل والمنطق لا ولن يتناقض مع الحقّ أبداً، وما أنكره العقل فحتماً ستجدون كتاب الله مُصدقاً لما أنكره العقل والمنطق وذلك لأن ما في مُحكم كتاب الله يقبله العقل والمنطق، ولذلك تجدون عقولكم تخضع لبيان ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم وتسلِّمُ تسليماً إلا أن تأخذكم العزّة بالإثم. وهل سبب صموت علماء المُسلمين عن الفتوى في دعوة ناصر محمد اليماني إلا أنّ بيانه للقرآن يخضع له العقل والمنطق؟ ولكن مُشكلتكم هو عدم اليقين في قلوبكم أنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم هو ناصر محمد اليماني! ثم يردّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم ناصر محمد اليماني وأقول لكم: وهل بعد الحقّ إلا الضلال فلا تفتنكم الأخطاء الإملائية، وسبقت فتوانا لكم أني لم أكن يوماً عالماً بين علمائكم ولكن الله اصطفاني عليكم فزادني بسطةً في العلم عليكم جميعاً إلا أن تهيمنوا على ناصر محمد اليماني من محكم القرآن العظيم فإن فعلتم ولن تفعلوا فقد تبيّن لكم ولكافة الأنصار السابقين الأخيار وللنصارى واليهود والنّاس أجمعين أن ناصر محمد اليماني ليس هو المهديّ المنتظَر ثم تكفون المسلمين من غير العلماء أنّ يضلهم ناصر محمد اليماني عن الصراط المستقيم إن كان يدعو إلى الضلال المبين حسب فتوى سواح.

    وكيف تعلمون أنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ ما لم تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم! أفلا تعقلون؟ فكم أنصحكم في كافة البيانات أن تستخدموا عقولكم لنرفعكم من فصيلة الأنعام التي لا تتفكر إلى فصيلة البشر الذين يتفكرون ويعقلون الحقّ من الباطل، فإذا لم تُصدِّقوا بنصيحة الإمام ناصر محمد اليماني فتعالوا لننظر سبب هلاك الأمم الأولى المُكذبة بالحقّ من ربّهم فأوردوا أنفسهم نار جهنّم ثم تبيّن لهم كم كان الحقّ واضحاً وجلياً بين أيديهم فلم يتّبعوه لأنّهم لم يستخدموا عقولهم. وقال الله تعالى:
    {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ‌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ‌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ‌ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    أولئك مثلهم كمثل سواح الذي يقول احذروا اتّباع ناصر محمد اليماني فإنه على ضلالٍ كبيرٍ، وذلك لأنه لم يستخدم عقله فيتفكر في دعوة ناصر محمد اليماني هل يدعو إلى الحقّ و إلى عبادة الله وحده لا شريك له فجاءت دعوته مُطابقة لدعوة الأنبياء والمُرسلين، وهل يحاجّ بعلم وهدى من الكتاب المنير المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، وهل سُلطان علمه يقبله العقل والمنطق أم من الذين يُجادلون في آيات الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتاب منير، أم تظنون يا معشر المُسلمين العامة أنّ صحابة محمد رسول الله الحقّ قلباً وقالباً - صلّى الله عليه وعليهم وسلّم تسليماً - كانوا عُلماء ولذلك اتّبعوا كتاب الله وصدّقوا برسوله؟ كلا وربّي وإنّما استخدموا عقولهم فتفكروا في دعوته فقبلت الحقّ عقولهم فاتّبعوا الحقّ من ربّهم فاستجابوا لنصيحة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كما علّمه الله أن ينصحهم فيقول لهم:
    {قُلْ إنّما أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ} صدق الله العظيم [سبأ:46].

    وكذلك المهديّ المنتظَر يقول لكم ذات النصيحة:
    أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا هل ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ؟ فإن كان هو المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فحتماً سوف تتقبل سلطان علمه عقولكم، وإن كان مثله كمثل المهديين الذين اعترتهم مسوس الشياطين فسوف تجدونه كمثل سواح يجادلكم بأيّ آيةٍ في القرآن كمثل أن تجادلوه في موضوع ما ثم تجدونه يأخذ آية من الكتاب ليس لها صلة بموضوع الحوار ومن ثم تجدونه يحاجّكم بها ومن ثم يتبيّن لكم أنّه من المهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من الذين يحرّفون كلام الله عن مواضعه المقصودة كما ترونه يحاجّ ناصر محمد اليماني بآيات ليس لها صلة بموضوع الحوار، وهكذا تُميزون بين الحقّ والباطل إن كنتم تعقلون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو المؤمنين بالقرآن العظيم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿
    ٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾}
    صدق الله العظيم [البقرة].
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 344360 من موضوع إعلان موعد ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
    18 - رجب - 1442 هـ
    02 - 03 - 2021 مـ
    04:12 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    _____________



    إعلان موعد ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    { حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الدخان ].

    من خليفة الله على العالمين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى كافة البشر في البوادي والحضر في مشارقِ الأرض ومغاربها، كونوا شهداء على أنفسكم (جميع البشر المسلم منهم والكافر) وكفى بالله شهيدًا بيني وبينكم أنِّي أعلنتُ لكم أنَّ الشمس أدركت القمر فوُلد الهلال من قبل الاقتران المركزي للشمس والقمر واجتمعت به الشمس وقد هو هلالًا؛ نذيرًا للبشر وما تُغني النّذر عن البشر الذين لا يعقلون كالبقر مهما أدركت الشمس القمر ليلتان أو ثلاثًا، فسوف يكذّبون آية التصديق الكونيّة لخليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وتصديق شرط من أشراط الساعة الكبر وكأنّهم لا يبصرون القمر أشرقَ بدرًا قبل ليلة النصف من الشهر، بل هم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلًا من الأنعام الذين يكذّبون سمعهم وأبصارهم وعقولهم ثم يتّبعون كل متكبّر عنيد يصدّ عن حقائق آيات القرآن المجيد من علماء الفلك المستكبرين الذين أخذتهم العزة بالإثم من بعد ما تبيّن لهم أنّها الحقّ من ربّهم أو أنّهم أطاعوا قاداتهم لإخفاء آية التصديق لخليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني، برغم أنّ قادات المسلمين والعالمين لو صدّقوا خليفة الله المهدي ناصر محمد لغفر الله لهم إسرافهم في أمرهم ولَما زادهم الله إلّا عزًّا إلى عزّهم، فكيف يُنكرون آية القمر البدر قبل موعده بسبب أنّ الشمس أدركت القمر؟ ويستخفّون بعقول الضالّين من المسلمين الذين يُصدِّقون المستكبرين الصادّين ويكذّبون عقولهم وأبصارهم أولئك لا يعقلون ولا يبصرون، أم يريدون أن يترقّبوا حتى يسبق اللّيل النهار أو أمرًا من عند الله مباشرةً بكُن فيكون ثم لا يُنصَرون؟ وقال الله تعالى:
    { فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٠٠﴾ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠١﴾ فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿١٠٢﴾ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ اللَّـهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٤﴾ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٥﴾ وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [ سورة يونس ].

    وأعوذ بالله أن أكون من الظالمين، بل الله أعبد مخلصًا له ديني وأُمرت أن أكون من المسلمين التابعين لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدعو إلى الله على بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يبعثني الله مبتدِعًا بل متّبعًا خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنّما اتّباعه هو أن أُحاجّ النّاس بالبصيرة التي تنزّلت عليه من ربّه القرآن العظيم، تصديقا لقول الله تعالى:
    { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّـهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ } [ سورة يوسف ].

    وقد جعل الله في اسمي خبري (
    ناصر محمد )، فما ينبغي للإمام المهديّ ناصر محمد أن يبعثه الله ناصرًا لأحدٍ من أحزاب الشِّقاق والنّفاق حتّى يوم التّلاق، فاسمعوا وعوا واعقلوا! لقد ابتعثني الله العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد فجعله في يميني كالسيف المسلول من حديد حتى أبتر به لسان كلّ جبّارٍ عنيد، وليس بسفك الدّم بل بسلطان العلم فأجعلكم بين خيارين اثنين، إمّا الإيمان بالقرآن العظيم وإمّا الكفر بذِكر الله القرآن العظيم؛ ومن كفر فمصيره إلى الجحيم ومن اتّبع داعي الله خليفته المهديّ ناصر محمد إلى اتّباع القرآن العظيم فقد هُدي إلى صراط مستقيم، وما دعوت البشر إلى سفك دماء بعضهم بعضًا! فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما أرسل الله القرآن العظيم إلّا رحمةً للعالمين ليهديَهم إلى سُبل السلام فيما بينهم، تصديقًا لقول الله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٧﴾ } [ سورة المائدة ].

    ويا معشر المسلمين واليهودَ والنّصارى والضّالين من الناس أجمعين، فلستُم على شيء حتى تتّبعوا مُحكم ما أنزل إليكم من ربّكم في القرآن العظيم يمنع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان؛ فيمنع سفك الدّم بين البشر ويحرّم قتل الكافر بالله بحجّة كفره ويحرّم قتل المسلم بحجة إسلامه، فكلٌّ حسابه عند ربّه، فمن شاءَ فليُؤمن ومن شاءَ فليَكفُر، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۚ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٣١﴾ } [ سورة الكهف ].

    ويُحرّم القرآن العظيم الإرهاب من كافرٍ على مسلم ويحرّم الإرهاب من مسلمٍ على كافر، تصديقا لقول الله تعالى:
    { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الكافرون ].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: يا ناصر محمّد، أليست سورة (الكافرون) من المفروض أن تكفي الآيات التالية فقط وهي قول الله تعالى:
    { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ } صدق الله العظيم؟ فلماذا تكرّرت نفس الآيات في سورة واحدة؟ فانظر للتكرار في سورة (الكافرون)، قال الله تعالى:{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾ } [ سورة الكافرون ].

    فمن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ خليفة الله على العالمين وأقول: بالنسبة لأمر الله تعالى إلى رسوله حين أرادوا أن يُساومِوه ليعبد آلهتهم تارة ويعبدون الله وحده تارة أخرى فأمره الله أن يقول:
    { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿١﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿٢﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٣﴾ } صدق الله العظيم. ويقصد كلٌّ يعبد ما يشاء فمن أراد أن يعبد الله وحده فليعبده ومن أراد أن يعبُد شيئًا غير الله بَاطلًا فليعبده وحسابه على ربّه، وأمّا ما تظنّونها آياتٍ مكرّرة في قوله: { وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿٤﴾ }؛ ويقصد: ولا يحقّ لكُم أن تُكرِهوني على أن أعبد آلهتكم.

    وأمّا المقصود بقوله:
    { وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿٥﴾ } ويقصد: ولا يحقّ لِي أن أُكرِهكم على عبادةِ إلهي؛ الله وحده ربّي وربّكم؛ فلا إكراه في دين الله، وأمّا قوله: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم، ويقصد حرّية المعتقد في التّعبد بين الإنسان وأخيه الإنسان، لكم دينكم ولي دينِ، تصديقا لقول الله تعالى: { قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الزمر ].

    وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: يا ناصر محمد، ألم يقل الله تعالى:
    { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الأنفال ].

    فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: إنّما يقصد الله أن تعدّوا عدّة الاستعداد للقتال حتى يَرهَبُوا قِتالكم وإخراجكم من دياركُم فتكفّون شرّ مَن أرادَ أن يقاتلكم في دينكم حين يرونكم مستعدّين للدّفاع عن دينكم وأنفسكم وأرضكم ودياركم ثم يَرهَبُون قتالكم في دينكم وإخراجكم من دياركم والعُدوان عليكم فيرجعوا عن قتالكم؛ كونهم يرونكم مُعدّين ومستعدّين لقتال من أراد أن يعتدي عليكم، وكذلك يقصد أنّكم كذلك سوف تكفّون بالإعداد شرّ أعداء لكم آخرين لا تحيطون بهم علمًا؛ فيَرهَبُونكم فلا يعتدون عليكم بسبب إعدادكم واستعدادكم للقتال دفاعًا عن أنفسكم فيَرهَبُون الاعتداء عليكم فتكفّون شرّهم فيصرِفُون النّظر عن المكر بقتالكم فتكفّون شرّهم وعدوانهم بسبب الإعداد والاستعداد لقتال من أراد قتالكم عدوانًا وظلمًا برغم أنّ منهم من لا تحيطون بهم علمًا أنّهم أعداء لكم ولكنّكم تكفّون شرّهم بسبب الإعداد سواء الذين أظهروا العداوة لكم أو الذين يُخفون في أنفسهم العداوة لكم فيُبيّتون في السّر المكر بكم، فكذلك تكفّون شرّ أعدائكم الظاهرين والخفيّين بسبب إعداد عدّة القتال للاستعداد للدفاع عن أنفسكم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠﴾ } [ سورة الأنفال ].

    ومن قتل مسلمًا بحجّة إسلامه لله ربّ العالمين فحُكم الله قتل ذلك الكافر المعتدي، ومن قتل كافرًا بحجّة كُفره بالله ربّ العالمين فحُكم الله قتل ذلك المسلم المعتدي، فلم يأمر الله أن تعتدوا على الناس بحجّة كفرهم بل فقط من أراد قتالكم عدوانًا وظلمًا، فهنا يحقّ لكم الجهاد في سبيل الله للدّفاع عن أنفسكم تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠﴾ } صدق الله العظيم [ سورة البقرة ].

    كون الذين يكفّون أيديهم عن قتالكم فأولئك لم يجعل الله لكم عليهم سبيلًا، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾ } صدق الله العظيم [ سورة النساء ].

    ولا تَدعُوا إلى السِّلمِ من يريدُ قتالكم عدوانًا وظلمًا كون دعوة المعتدي إلى السّلام سوف يعتبره استسلامًا فيزداد عتوًّا ونفيرًا، فذلك هو المراد من قول الله تعالى:
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ﴿٣٤﴾ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّـهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٥﴾ } [ سورة محمد ].

    ويا معشر البشر، إنّ هذا القرآن العظيم أرسله الله رحمةً لكم ليهديَكم إلى سُبل السلام ويحرّم سفك دماء بعضكم بعضًا ويحرّم سرقَة أموال بعضكم بعضًا ويحرّم نهب أموال بعضكم بعضًا ويحرّم الاعتداء على أعراض بعضكم بعضًا، ولا يُكره الناس على الإيمان فلكلٍّ حريّة المعتقد بين الإنسان وأخيه الإنسان، وحرّم الله سبّ آلهةِ بعضكم بعضًا حتى لا يسُبّوا الله عَدْوًا بغير علم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٠٨﴾ } [ سورة الأنعام ].

    فكلٌّ له معتقده ودينه وإلى الله إيابه ثم إنّ عليه حسابه، فيكفي فسادًا في الأرض وسفك الدماء! ويحرّم الله الإثم في حقّ بعضكم بعضًا، ويحرّم العدوان على بعضكم بعضًا، ويأمر المسلمين أن يبرّوا الكافرين ويعاملوهم بمعاملة دين الإسلام بكل احترام بعدم البغضاء والعداوة من المسلم اتّجاه الكافر، وكذلك يحرّم العداوة والبغضاء من كافرٍ اتّجاه مسلم، بل أمر المسلمين أن يبرّوا الكافرين والمشركين والمُلحدين الذين لا يقاتلونكم في دينكم فيعيشون معكم مسالمين؛ فأمركم الله أن تبرّوهم وتُقسِطوا إليهم بالعدل وإقامة العلاقات التجاريّة والصداقة وإظهار المودّة لهم والأخوّة من باب الإنسانية كونكم أبناء رجل وامرأة إخوة في الدّم من حواء وآدم، فأطيعوا أمر الله في محكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    { عَسَى اللَّـهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّـهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٧﴾ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الممتحنة ].

    وربمّا يود الّذين يهرِفون بما لا يعرفون أن يقولوا: يا ناصر محمد اليماني، ألم يقل الله تعالى:
    { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ } صدق الله العظيم [ سورة المجادلة ]؟

    فمن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: "إنّ القرآن قرآنٌ عربيّ مبين، ويقصد الله بقوله يحادّون الله ورسوله: أي يحاربون الله ورسوله، أولئك نهانا الله عن ولايتهم وعن ولاية من يظاهرونهم على الاعتداء على المسلمين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الممتحنة ]."

    فاتّقوا الله واستجيبوا لداعي خليفته المهديّ ناصر محمد لتحقيق سُبل السلام العالمي بين الإنسان وأخيه الإنسان وتحقيق التعايش السلمي بين المسلم والكافر وتحقيق الأمن والأمان والعدل وعدم إهلاك الحرث والنسل ونسف إرهاب الكافر على المسلم بحجّة إسلامه ونسف إرهاب المسلم على الكافر بحجّة كفره فتصبحون بنعمة الله إخوانًا.

    وربَما يودّ كافّة شعوب المسلمين أن يقولوا بلسانٍ واحد: يا ناصر محمد اليماني، لقد أفرحتنا بعنوان البيان أنّك سوف تُعلمنا متى ليلة القدر في شهر رمضان لعامنا هذا 1442، فأخبرنا متى ليلة القدر في شهر رمضان القادم إن كنت من الصادقين أنّ الشمس أدركت القمر فولد الهلال من قبل موعده واجتمعت به الشمس وقد هو هلالًا، فأخبرنا كيف نعلم علم اليقين ليلة القدر خير من ألف شهر؟.. فمن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: "إنّها في عامكم هذا 1427"، ولربما يودّ كافّة شعوب المسلمين أن يقولوا: "أتتّخذنا هزوًا يا ناصر محمد؟ فأين أنت نايم؟ فقد انقضى من شهر رمضان لعام 1427 إلى شهر رمضان لعام 1442 خمسة عشر عامًا"، فمن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: "اللّهم نعم، وأعلم ذلك علم اليقين، فإنّي لا أستهزئ بكم وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، بل عام القمر ثلاثون عامًا في محكم القرآن العظيم، ونصف عام القمر خمسة عشر عامًا، وعليه فإنّي أشهد لله وكفى بالله شهيدًا أنّ ليلة النصف لشهر رمضان لعامكم هذا حتمًا سوف تكون بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين ليلة شروق القمر البدر لشهر رمضان لعامكم هذا 1442؛ ذلكم كون الشمس سوف تدرك القمر فيتولّد هلال رمضان يوم الأحد فيغرب قبل غروب شمس الأحد وقد هو هلالًا وهو في حالة إدراك فتجتمع به الشمس وقد هو هلالًا فجر يوم الإثنين تاريخ 1\ رمضان /١٤٤٢/ بحسب غرّة الإدراك التي لا ولن يراها كافة البشر كون الشمس سوف تدرك هلال شهر رمضان، فكيف ترون هلالًا سوف يغرب قبل غروب الشمس؟ وإنّا لصادقون، ذلك كوني أعلم علم اليقين أنّ الشمس أدركت القمر فوُلد الهلال من قبل الكسوف واجتمعت به الشمس وقد هو هلالًا، ولكنّ الصادّون عن آية الإدراك الكونيّة الخارقة للفيزياء الكونيّة يصدّونكم عن التصديق من بعد ما يتبيّن لكم أنّه الحق فتبدأون في جدال علماء الفلك فتقولون: كيف يُبدر القمر قبل ليلة النصف من الشهر؟ فهذا يعني أنّه فات علينا من صيام شهر رمضان! فما كان من علماء الفلك إلّا أن يستخفّوا بعقولكم فيقنعوكم بخزعبلات من عند أنفسهم أنّ هذا يعود للوضع الهندسيّ للأرض! ألا والله الذي لا إله غيره أنّهم لَيقولون لكم ذلك من عند أنفسهم وهم يعلمون أنّهم لكاذبون برغم أنّهم علماء فيزيائيّون ولكنّهم لا يريدون أن يتنازلوا عن المسلّمة العلمية الفلكية اليقينيّة الفيزيائيّة الحقّ منذ أن خلق الله السماوات والأرض؛ أنّه لا ينبغي لهلال الشهر الجديد أن يولد من قبل الاقتران المركزيّ للشمس والقمر، فتلك قاعدة فيزيائيّة كونيّة واحدة موحّدة لا يختلف عليها اثنان من البشر من علماء الفلك الفيزيائيّين سواءً المسلمين أو المشركين أو الملحدين، كون لحظة الاقتران المركزيّ للشمس والقمر تحدث في لحظة عالميّة محسوبة بالساعة والدقيقة والثانية؛ فيكون ليل القمر المُحاق باتّجاه الأرض، فهذا ما وجدوه علماء الفلك الفيزيائيّين على الواقع الحقيقي لا شكّ ولا ريب بالحسبة الفيزيائيّة في منتهى الدقة 1+1=2، فتلك قاعدة فيزيائيّة كونيّة لا يختلف عليها اثنان من علماء الفلك في البشر مسلمهم والكافر، كون هذا ما وجدوه على الواقع الحقيقي وأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على تلك القاعدة الفلكيّة الفيزيائيّة لَمِن الشاهدين، ويُسمِّي الله تلك القاعدة الفلكيّة العُرجون القديم في مُحكم القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [ سورة يس ].

    ألا وأنّ العُرجون القديم هو وجه القمر قبل منازل أهلّة نور هلال الشهر؛ كون ليل القمر باتّجاه الأرض، ويستمرّ ذلك الوضع حتى ينفصل قرص القمر عن الشمس شرقًا فمِن ثمّ يبدأ الهلال بالتكوين فيصير هلالًا بعد انقضاء اثنتي عشرة ساعة في القرآن العظيم فيصبح هلال منزلة ليلة الشهر الأولى بعد انقضاء شهر شعبان، فكلٌّ حسب أفق غروبه تصديقًا لقول الله تعالى:
    { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾ } صدق الله العظيم [ سورة البقرة ].

    فلستُ من الجاهلين يا معشر علماء الفلك الفيزيائيّين! فإنّي مصدّق بعلمكم بشرط أن لا يُخالف لفيزياء القرآن في علوم الفلك، ولكن يا معشر علماء الفلك الفيزيائيّين (ولا نقصد المُنجّمين أصحاب الحظِّ والتطيُّر الضّالين، بل أقصد علماء الفلك الفيزيائيّين) فلا تجدونهم يتكلّمون عن الحظِّ والخرابيط والإفك (حاشا عليهم) بل تجدونهم يكلّمونكم عن مواعيد الكسوف الشمسي والخسوف القمري ودوران الكواكب بناءً على حسابات فيزيائيّة؛ فليس لديهم تنجيم، وأصحاب حظوظ الأبراج تفاهات وخزعبلات وإفك ما أنزل الله به من سلطان، ومنهم أولياء الشياطين وكذبَ المنجّمون أولياء الشياطين؛ بل نقصد علماء الفلك الفيزيائيّين، فما أريد أن أقوله لهم جميعًا أنّ قاعدة العُرجون القديم للقمر والشمس وهي بما تسمّونها بالاقتران المركزي للقمر والشمس قاعدة فلكيّة فيزيائيّة منذ أن خلق الله السماوات والأرض، غير أنّها ليست إلى ما لا نهاية كون للحياة الدنيا نهاية تبدأ بحدوث أشراط الساعة الكبرى، تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾ } صدق الله العظيم [ سورة الشمس ].

    ومنها أن تدرك الشمس القمر فتَلاها بسبب حدوث المُحاق قبل ميعاده فيولد الهلال من قبل الاقتران فتجتمع به الشمس وقد هو هلالًا، فهذا ما سوف يحدث في تأريخ يوم الأحد 29 شعبان لعامكم هذا 1442، ففي يوم الأحد يحدث المُحاق لنهاية شهر شعبان ويبدأ التكوين لهلال شهر رمضان من قبل الاقتران فيغرب قبل غروب شمس الأحد ليلة الإثنين وقد هو هلالًا؛ بمعنى أنّ غُرّة شهر رمضان بحساب الإدراك هي مساء يوم الأحد ليلة الإثنين، ولن يشاهد هلال رمضان في أوائله كون الشمس أدركت القمر شرط تكرّر من أشراط الساعة الكُبَر، وبما أنّ الشمس أدركت القمر في أقصى الشرق فهذا يعني أنّه إدراك كبير من نوع إكس إكس، وأمّا بدر شهر ليلة القدر (خيرٌ من ألفِ شهر) لشهر رمضان القادم لعامكم هذا 1442 فهو مساء يوم الأحد ليلة الإثنين؛ أي بعد غروب شمس يوم الأحد ليلة الإثنين.

    وربما يودّ كافّة علماء الفلك في البشر مسلمهم والكافر أن يقولوا: "يا ناصر محمد اليماني هذا هو المستحيل، كون ليلة البدر هي نفسها غرّة الشهر القمري وهي ذاتها تأتي ليلة النصف من الشهر القمري، فيبدو أنّك تجهل الحسابات الفلكيّة الفيزيائيّة! ألا تعلم يا ناصر محمد أنّ محاق قمر شعبان سوف يكون الساعة الخامسة وواحد وثلاثين دقيقة فجر الإثنين؟ فهذا يستحيل أن تكون ليلة نصف شهر رمضان لعامنا هذا 1442 بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين؟ فهذا علم فيزيائيّ فلكيّ في منتهى الدّقة لا يختلف عليه كافّة علماء الفيزياء الفلكيّة ولو في ثانية واحدة! وهي لحظة عالميّة تسمّى الاقتران المركزيّ للشمس والقمر المُحاق، ولن يحدث مُحاق قمر شعبان إلّا فجر يوم الإثنين الساعة الخامسة وواحد وثلاثين فجر الإثنين بتوقيت مكة المكرمة، ولا يختلف عليها اثنان من البشر لحظة عالميّة؛ يعني الساعة الثانية وواحد وثلاثون بالتوقيت العالمي".

    فمن ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على كافة السائلين وأقول: " وأنا على ذلك من الشاهدين أنّ هلال الشهر الجديد لا ولن ينبغي له أن يولد من قبل الاقتران المركزيّ؛ كون اقتران الشمس بالقمر ووجهُه مظلم تمامًا من الضياء؛ لا الشمس ينبغي لها أن تُدرك القمر منذ أن خلق الله السماوات والأرض، تصديقًا لقول الله تعالى:
    { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾ }
    [ سورة يس ].

    ولكنّ هذه معجزة كونيّة خارقة للفيزياء الفلكيّة جعلها الله آية عالميّة للتّصديق بخليفة الله على العالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؛ له وحده لا يعلم بها غير خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني علم اليقين، ويشرق القمر البدر لِلَيلة النصف من شهر رمضان بعد غروب شمس يوم الأحد ليلة الإثنين؛ ذلك كون الشمس سوف تدرك القمر فيولد الهلال يوم الأحد ويغرب قبل غروب شمس يوم الأحد ليلة الإثنين بتوقيت مكّة المكرّمة وقد هو هلال أوّل الشهر (رمضان) وليس هلال آخرِ الشهر (شعبان)، فلستُ من الجاهلين وأعلم أنّه لن يُشاهِد هلال أوّل شهر رمضان بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين ليلة غرّة رمضان أحدٌ في العالمين؛ كون هلال رمضان سوف يغرب قُبيل غروب شمس يوم الأحد ليلة الإثنين وهو في حالة إدراك فتجتمع به الشمس وقد هو هلالًا في ميقات إقامة صلاة الفجر عند ميقات بداية الظّل بتوقيت مكة المكرمة، وأمّا شروق القمر البدر لشهر رمضان لعامكم هذا 1442 فبعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين يشرق القمر بدرًا للنّاظرين في كافّة مشارق العالمين بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين؛ ليلة النصف لشهر رمضان لعامكم هذا 1442 خيراً من ألف شهر شمسيّ، ألَا وأنّ طول الشهر الشمسيّ ألف شهر ويعدل ثلاثة وثمانون عامًا وأربعة أشهر مِمّا تعدّون، فأمّا ثلاثة وثمانون عامًا فتنتهي بنهاية شهر رمضان، وأمّا الأربعة أشهر فتلك الأشهر الحُرم تنتهي بنهاية شهر محرّم الرابع من الأشهر الحُرُم وهو ذاته الشهر الثاني عشر من السنة القمريّة، فهل أنتم مؤمنون قبل أن يأتي وعد الفتح بكوكب العذاب سقر؟ أو أمر من عند الله مباشرةً فتصبحوا نادمين.

    ويا أهل اليمن، إذا لم يَغْزُكم الله بعدُ بجنود الله الصغرى الأشدّ بطشًا فاعلموا علم اليقين أنّ آية طوفان سبأ -سيل العرم- على اليمن (عموم) آية حتميّة الوقوع.

    ويا معشر العالمين، نبشّركم بآيات عذاب تترى جوًّا وبرًّا وبحرًا للعالمين إضافة إلى ما سوف يملي عليهم الله ممّا يسمّونه كورونا، وما هو بكورونا! فأبشروا بجنود جديدة وشديدة البأس ممّا تسمّونها فيروسات كورونا ما لم تكونوا تحتسبون! فكما يقول المثل العربيّ: (فلم تروا بعدُ إلا شعرة من أذن البعير)، بل الكيد المتين آتٍ من ربّ العالمين في القريب العاجل وتبطل كافّة لقاحاتكم فلا تُغني عنكم من كيد الله شيئًا إلّا كما يُغني الظمآن سراب بِقِيعَةٍ في صحراء يحسبه الظمآنُ ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.

    ويا أهل اليمن، إذا لم يصبْكم الله بجنود كورونا فلن يمسح على رؤوسكم وأنتم معرِضون والإمام المهديّ بينكم! وعليه فإنّي الإمام المهديّ أؤكّد لكم مجيء آية طوفان سيل العرم ووادي إِرَم وعلى عموم اليمن، ولا تقربوا ما سوف تكشفه الفيضانات فإنّها ملكُ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني خليفة الله على اليمن والعالم بأسره، ولكلٍّ منكم منها نصيب وللأقطار المنهارة اقتصاديًّا في دول العالمين نصيب كون اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالمية، وما خبّأ الله مُلك الأمم الأولى اليمانيّة عبثًا؛ بل لخليفة الله على العالمين بقَدَر مقدور في الكتاب المسطور لبناء اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالميّة، فبعد أن تخضع أعناق الأحزاب في اليمن لخليفة الله الامام المهديّ ناصر محمد فلكلّ حادثٍ حديث.

    ويا علي عبد الله صالح، لَسوف تُخرجك الفيضانات من وَكرك الخفيّ أينما كنت! فإنّي أعلم أنّي لم أفترِ على الله أنّك آية تصديق للعالمين رغم أنفك! ولسوف تعلمون إنّا لَصادقون في كل شيءٍ بإذن الله! ولا أحدّد ميقات العذاب وإنّما نؤكّد مجيئه، والحُكمُ لله خير الفاتحين، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..

    خليفة الله على العالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=41930&p=344417#post344417
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    الله اعلم اخي العزيز الاواب

  5. افتراضي

    قال تعالى: وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍۢ فِى ظُلُمَٰتِ ٱلْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍۢ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ.
    فالخبء هو الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله و لا يطلعه إلّا لمن ارتضى من عباده ليعلم أنّهم قد أبلغوا رسالات ربّهم و أحاط بما لديهم و أحصى كل شيء عددا.

  6. افتراضي

    الهدهد يتكلم من منطق عقله فهو يتكلم عن رزقه المخبى في الاشجار وفي النباتات وتحت الارض يخرجه الله له ليرزقه طعامه فالهدهد يأكل الديدان التي تخرج من تحت الارض والخنافس المختبئه بالاشجار فاغلب غذائه خبأ اي مختبأ

    والقول الفصل للإمام المهدي المنتظر

  7. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوان نفسه. جميل تدارس الانصار لجلب الجواب من محكم الكتاب وارى اني لدي الجواب بنسبة كبيرة فتذكرت قول الامام حتى انه لو امر بنسبة ٩٩بالمئة لما تكلم به الا ونسبة اليقين ١٠٠بال١٠٠ ، وان لا يتسرع احد بالفتوى خشية منه وان قال الفتوة فاليقول تدارسا اقول انه يمكن يكون كذا ولا يجزم وان يقول فان من ورانا الامام يصحح لنا ان اخطانا فهنا القارء لن ياخذها فتاوي كونه يرى الكاتب من الانصار يقول تدارسا وليست اجزم بالجواب ولن املي ما لدي حتى اتيقن من اجوبتي وإلا ان احببت اقول تدارسا وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوان نفسه.
    سيجعل الله بعد العسر يسر

  8. افتراضي

    { فَمَكَثَ غَیۡرَ بَعِیدࣲ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإࣲ یَقِینٍ (٢٢) إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ (٢٣) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَ (٢٤) أَلَّا یَسۡجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِی یُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَیَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ (٢٥) }
    صدق الله العظيم
    [سُورَةُ النَّمۡلِ: ٢٢-٢٥]
    كيف لطائر أن يكون منطق عقله أكل الدود المخبأ باطن الارض . .. وقد أحاطه الله سبحانه وتعالي بما لم يحط به نبي الله سليمان عليه السلام !!؟
    من غير المعقول طبعا ..
    الخبء ... بواطن الأشياء وليس بالضرورة أن يكون غيبا.
    لا يعلمها إلا الله .. وهي من عالم الأمر
    كن فيكون .. من قبل أن يبرءها الله سبحانه وتعالي.

المواضيع المتشابهه
  1. أمامنا الغالي الحبيب ماهو تبيان قوله تعالى ((والسماء ذات الرجع))؟
    بواسطة الاواب في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-04-2022, 10:28 PM
  2. الى امامنا الغالي وانصاره الاحباب الكرام
    بواسطة حسين زايد في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-06-2021, 06:10 AM
  3. امامنا الحبيب احباب الله حفظكم الله و رعاكم اقدم لكم
    بواسطة قلب مؤمن في المنتدى قسم مخصص للمباهلة مع منكري إمامة المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-07-2020, 12:40 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •