الجواب الاول : نعم يجوز
الثاني
ويا معشر المؤمنين، لا ترضوا بالحياة الدُّنيا فتطمئنوا إليها فهي ليست الحياة؛ بل الدُّنيا هي الموت والآخرة هي الحياة الخالدة. ولذلك قال الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}
صدق الله العظيم [الملك:2]، وذلك لأن الحياة الدنيا تنتهي بالموت، وإنما الحياة هي الحياة الآخرة التي لا موت فيها، ولذلك قال الذين لا يؤمنون:
{يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}
صدق الله العظيم [الفجر:24]، أي يا ليتني قدمت لآخرتي، وذلك لأنّ الآخرة هي الحياة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
صدق الله العظيم [العنكبوت:64].
والآن تبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}
صدق الله العظيم [المُلك:2]،
أي خلق الدُّنيا والآخرة، وإنما ذكر الحياة الدُّنيا بالموت لأن نهايتها الموت والانتقال إلى الحياة الآخرة، فإمّا في جنّة نعيم خالدين فيها وإمّا في نار الجحيم خالدين فيها
، وبرغم أن الله يلقي بالكافرين في نار الجحيم ولكنهم لن يموتوا فيها لأن الدار الآخرة هي الحياة ولا موت فيها ومهما تعرض له الإنسان من العذاب فلن يموت. إذاً الدار الآخرة هي الحياة ولكن إما أن تكون حياة في نعيمٍ عظيمٍ وإما أن تكون في جحيمٍ عظيمٍ.
ويا قادة المسلمين ومُفتيي ديارهم وخطباء منابرهم وكافة أمّتهم؛ إني الإمام المهديّ أدعوكم إلى الحياة الطيبة أعدَّ الله لكم فيها مُلكاً عظيماً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وّلنجزينّهم أَجْرَهم بِأحْسَنِ مَا كانوا يَعْمَلون }
صدق الله العظيم [النحل:97].
ويا معشر المسلمين، والله الذي لا إله غيره أن من رضي بالحياة الدُنيا؛ إنها هي الموت وليست هي الحياة الطيبة بل إنّ مصيرها الموت؛ بل أنا الإمام المهدي أدعوكم إلى الحياة الطيبة وليس بينكم وبين الحياة الطيبة إلا موت الحياة الدُّنيا ومن ثم تنتقلون مُباشرةً إلى الحياة الطيبة، ولذلك ندعوكم إلى بوابة الدخول إلى الحياة الطيبة ألا وإن بوابة الحياة الطيبة هي الموت في سبيل الله ومن يقتل في سبيل الله فإنه لم يمت بل انتقل من الموت إلى الحياة.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)}
صدق الله العظيم [آل عمران]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4013