نعم ..عدتُ ..
نعم عُدتُ كما كنتُ من أنصار الإمامِ المهدي المنتظر , هذه رسالة إلى من فتنوني في السَّابق وأرسلوا لي الرسائل ليتأكَّدوا بأَنَّني اعتذرت للإمام وقالوا ها قد ضللت مرةً أُخرى , أقولُ لكم , عسى أن يهديكم الله إلى الحَقِّ , ولا تقولوا لي إنَّما نريدُ أن ننقذك من الهلاك, وأيُّ هلاك في إتِّباعِ الإمامِ , فيا أيُّها المنكرون والمشكِّكون والمترددون أقول لكم ,أخرجوا من الصندوق الذي وضعتم أنفسكم فيه وكونوأ نِدَّاً وخصماً للشيطانِ وليسَ شَيئاً ما يُحَرِّكُهُ الشيطانُ ويوجِّهَهُ كيفما شاء , فلتكن أيها المتردد , نفساً مقابِلَ نفسٍ , نفسٌ تريد الحَقَّ مقابلُ نفسٍ تُريدُ الصَّدَ عن الحَقِّ , وحَكِّم عقلك , فهل دعوة الإمامِ تدعو إلى الشِّركِ أم أنها على العكسِ تماماً أتت بكل ما هو صائب وعقلي ومنطقي ومقنع من أبحاثِ العلماء عبر العصورِ في كُلِّ الأمورِ العقائدية من مختلف المذاهب واجتمعت عنده , الا يلفت هذا إنتباهك أَنَّهُ يستحيل لشخصٍ عسكريٍّ أن يأتي بهذه العلوم من تلقاءِ نفسِهِ إلَّا أن تكون من ورائِهِ مؤسَّسَةٌ ضخمَةُ ومركَزٌ للأبحاث يُنفَقُ عليه بسخاءٍ ليَصِلَ إلى هذا المستوى من الإحاطَةِ بَشَتَّى القضايا كما تَدَّعون وكما أقنعتموني حينها ولكن بعد أن حاورتُ الإمامَ بنفسي في مسائِلَ لم يشرَحها في أَيٍّ من بياناته وسمعته وهو يسوقُ الدَّليلَ من القرآن تلو الدليلِ , أيقنتُ أنكم كاذبون أو خاطِئون على الأقل وعليكم أن تُعيدوا النَّظَرَ في دعوةِ الإمامِ إن كنتم صادقين في البحث عن الحقِّ , وإذا كنتم ممن يعتليهم الشَّكُّ في دعوته فتقولون ربما يكون صادِقاً وربما غير ذلك , فأنصحكم أن لا تفارقوا بيانات الإمامِ واقرؤوها يومياً وسوف يتبادر إلى أَذهانِكم العديد من التساؤلات , وسوف تجدون الجواب لها في بيانات أخرى وإن لم تجدوا فوجهوا السؤال في المنتدى وستجدون الجواب , في كلِّ القضايا , شريطَةَ أن لا تأخذكم العزَّةُ بالإثم وأن تخرجوا أنفسكم من الصندوق الذي وضعكم فيه علماؤنا سواءَ منهجاً في التفكير ِ أو طريقَةً في الإستنباط أو تكويناً للمفاهيم , وحينها سوفَ تهتدون حتماً , ولا تبحثوا في قضايا الغيبيات التي أخبر عنها الإمام مما سيحدث بعد الظهور (هذه نصيحتي ) ودعوها حتى تستنفذوا البحث في القضايا الفكرية والشرعية وحين يصلكم اليقين في أن دعوة الإمامِ لا يعتليها شائبَةٌ ولو مثقال ذرة أو أصغر (وهي كذلك فهي عقيدةٌ نقِيَّةٌ مُقنِعَةٌ مئةً بالمئةِ ) انتقلوا إلى البحث في القضايا الغيبية والتي ستحدث بعد الظهور , أمّأ ما جاءَ من أمورٍ شرعيَّةٍ وبآراءٍ لم تجدوها في كتب الفقه الإسلامي عند جميع المذاهب وهي قليلة جداً كأحكام الصلاة والزكاة , فاعتبروها رأياً جديداً من بين مئاتِ الأراءِ التي تُصبحون وتمسون عليها من علمائِكم وكلها بينها إختلافٌ كبير , افتقبلون الإختلاف من علماءٍ عقيدتهم مضروبةٌ مخدوشَةٌ بل وضالَّةٌ , وترفضونها من رجلٍ نَقَّى عقيدتكم من كل مظاهر الشِّركِ الخَفِيِّ منها والظاهر , ليوسوسَ الشَّيطانُ لكم من زوايا أخرى كزاوية إسم الله الأعظم والحزن والحسرة في نفسِ اللهِ ليَصُدَّكم عن الحَقِّ رغم أَنَّ رأيَ الإمامِ صحيحٌ وواضِحٌ وضوحَ الشَّمسِ فكيف تثبتون الغضب بحقِّ اللهِ وتنفون الحزن وكلاهما مفهومان واضِحانِ لهما معنىً واحِداً في عقول البشرِ ومختلفان قطعاً في وسعهما و أنصحكم من أعماقِ قلبي أن ترتبوا ما أنتم به مقتنعون وتأتوا بما أنتم لستم به مقتنعين مسألةً مسألةً وتبحثوا في المسألة من جميع الجوانب فإذا ما اقتنعتم بالأولى إنتقلوا إلى المسألة الأخرى وإنَّ هذا سيتطلب منكم مجاهدة ومجالدة لتهتدوا ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) الهدايةُ لا تأتيكم على طبقٍ من ذهب , فسلعةُ الله غالية وهل هناكَ أسمى من الوصول إلى الحَقِّ .
