الموضوع: الرحمن الرحيم

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. افتراضي الرحمن الرحيم

    الرحمن الرحيم ..
    بحث قصير بِقَلَم : ماهر الرَّمحي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد آخر الأنبياءِ والمرسلين ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وبعد
    جولة فكرية في التبصُّرِ في دلالات معنى إسميِّ الله سبحانهُ وتعالى الرحمن الرحيم ومعنى أرحم الرَّاحمين وكيفية فقهِ أفعالِ الله المرتبطة بهذين الإسمين ,
    الحمد لله الذي بعث للخلقِ رسولاً من أنفسهم عرباً وعَجَماً فجعلهُ الأزكى مُحتَدى ومَنمى والأرجحَ عَقلاً وأكثَرَ حِلماً وأوفَرَ عِلماً وأقوى يقيناً وعَزماً وأشَدَّ رَحمَةً ورأفَةً , زكَّى روحَهُ وآتاهُ حُكماً وحِكمَةً وفَتَحَ بِهِ أَعيُناً عُمياً وقلوباً غُلفاً وآذاناً صُمَّاً فآمَنَ بِهِ ونَصَرَهُ من جعلَ اللهُ لَهُ في قَلبِهِ من السَّعادَةِ نَصيباً وكّذَّبَهُ مَن جَعَلَ الشَّقاءَ عليهِ حَتماً .
    الرَّحمةُ في اللغَةِ الرِّقَّةُ والعَطف وهي غَريزَة فَطَرها الله عز وجل في كثير من خلقِهِ ومنهم الإنسانُ وهي بِهذا المعنى اللُّغوي تَصِحُّ بِحَقِّ المخلوقِ المُحتاج ولا تَجوزُ بِحَقِّ الخالِقِ الغَنيِّ المُستَغني ,والسُّؤال مُنذُ عَهدِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليِ وسَلَّم وحتَّى يومنا هذا كيف تُدرَكُ معانِ الصَّفاتِ للهِ والمخلوقات تشتَرِكُ معهُ بِنفسِ الصِّفاتِ فقد سأَلَ عن هذا الأَمر صحابَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وما زال يسأَلُ كثيرون عنه فعَجَّت كُتُبُ العَقيدَةِ بآلافِ الصَّفحاتِ تُحاوِلُ فَهمَ هذا الأمر مما دعى العلماءِ إلى إحداثِ عِلمٍ يُسَمَّى عِلمَ الكلامِ كي يَضبِطَ معاني ودلالات الألفاظِ والكلمات بحيث يضع العقلُ لَها تَصَوُّرا واضِحاً جَليَّاً دونَ أي لُبسٍ , فيُصبِحَ المعنى مُتَّفِقاً مع إدراكِ أَنَّ ما يُوصَفُ بهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى لا ينبغي للعَقلِ أن يدرِكَ معانيهِ حيثُ أَنَّهُ سبحانه وتعالى ما وراءَ العَقلِ ذاتاً وصِفاتاً , سبحانَهُ يُدرِكُ الأبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأبصارُ ولا تَبلُغُهُ الأفهام ليس كمثلِهِ شَيءٌ لا تعتليه الأحوالُ ولاالظُروفُ ولا يَقَعُ عليهِ زمان ولا يَحِلُّ في مكان ليسَ قبلَهُ قَبلٌ ولا بَعدَهُ بَعدٌ ، لايُكيَّفُ فَيوصَفُ فهو الذي كَيَّفَ الكَيفَ ولا يُؤَيَّنُ فيُقالُ لَهُ أين فهو ما سوى المكان والزَّمان فلا كان لَهُ ابتداءٌ سَبَقَهُ عَدَم ولاانتهاءُ أولٍ فهو أولٌ بلا آخر وآخِرٌ بلا إنتهاء وظاهِرٌ لا ظهوراً من بعدِ خفاء ولا ظُهورَ تَخيُّلٍ ولا وَهمٍ وهو باطِنٌ باطِنَ تَقَدُّسٍ عن أَيِّ نَقصٍ ولا باطِنَ تَخَيُّلٍ مَن وراءِهِ حَدٌّ أو كُنهٍ لِشَيءٍ ,فهو الرَّحمنُ لا رحمَةَ رِقَّةٍ ولا عَطفٍ بل رَحمَةَ مُستَغنٍ بِذاتِهِ عن سائِرِ خَلقِهِ فَهم مفَتقرونَ إليه بالضَّرورَةِ وبطبيعَةِ الخِلقَةِ , فلا تُفَهمُ رَحمَتُهُ هُنا رَحمَةَ لُطفٍ وحنانٍ بل رَحمَةَ قُدرَةٍ وقُوَّةٍ وسُلطانٍ وعدلٍ ,رَحمَةَ مُستَغنٍ عن جميعِ خلَقِهِ لا مُحتاجٍ ناقِصٍ ضَّعيفٍ رقيقٍ ,بل هي رَحمَةُ خالِقٍ قويٍّ مُتعالٍ ذي جلالٍ وإكرامٍ قُدُّوسٍ تنَزَّهَ عن كلِّ معنى من معاني النَّقصِ والضَّعفِ فهو المؤمِنُ بِذاتِهِ الذي يؤمِنُ أَنَّهُ هو وحدَهُ الخالِقُ بِخَلقٍ وبِدونِ خَلقٍ فهوالرَّحمنُ الذي لا يموتُ وهو الخبيرُ بالعِبادِ ولا يخفى عليهِ شَيءٌ ولا يليقُ بِأَحَدٍ سِواهُ الكبرياءُ فلا يَصِحُّ لأَحَدٍ سِواهُ الحَمدُ والتَّسبيحُ والثَّناءُ والعِبادَّة وهوَ غَنيٌّ عنها جميعاً إن سَبَّحَهُ وعَبَدَهُ كُلُّ خَلقِهِ أو لَم يُسَبِّحونَهُ ,فلا يُصِيبُهُ فَخرٌ ولا تعتليهُ الخلَجاتُ النَّفسيَّةُ ولا نشواتُها .فلا تزيدُ عبادَةِ خلقِهِ لَهُ ولا تُنقِصُ عِندَهُ شَيئاً, وهو الرَّحيمُ الذي يَرَحَمُ في ميزانِ عَدلِهِ رَحمَةَ عَدلٍ وقِسطٍ ورَحمَةَ مُستَغنٍ لارَحمَةَ مخلوقٍ تَملَؤُها الرِقَّةُ والعَطفٍ والنَقصُ والإحتياجٍ، هي رَحمَةُ قائِمٍ بالقِسطِ شاكرٍ كريمٍ يرضى لِعبادِهِ الشُّكرِ ولا يرضى لَهُمُ الكُفر , فإن ارتضَوْ لأَنفسِهِمُ الكُفرَ فلا يأبَهُ بهُم ويُعَذِّبُهُم ولا يَنالونَ رَحمَتَهُ التي وسِعَت كُلَّ شيءٍ والتي لَن تَسِعَهُم لأَنَّهُم كَفروا وسينالُها مَن يَستَحِقُّها مِن عبادِه ( وسَنكتُبُها للمُتَّقين) ,فَهوَ يُعّذِّبُ وهُوَ رحمن رحيم وعَذابُهُ شَّديدٌ فلا تَتَعَطَّلُ عِندَهُ صِفَةٌ ولا تَطغى صِفَةٌ على أُخرى, جميعُ أَسمائِهِ أسماءُ صِفاتِ ذاتٍ وأفعالٍ في اللازمانِ واللا مكانِ يَظهرُ أثَرُها على المخلوقات التي تَحِلُّ في الأماكِنِ ويجري عليها الزَّمانُ, فلا تُوصَّفُ ولا تُكيَّفُ ولا يَقَعُ في الأذهانِ لَها أَيُّ معنىً ,صِّفاتٌ لَها معانٍ في أَذهانِ البَشَرِ واضِحَةٌ مُحَدَّدَةٌ إذا نُسِبَتْ لَهُم وواسِعَةُ المعاني مُطلَقَةُ القُدسِيَّةِ المُنَزَّهَةِ عَن أيِّ معنى مِن معاني النَّقصِ و بِغيرِ تحديدٍ وتوصيفٍ في إطارِ لَيسِ كمِثلِهِ شَيءٌ إذا نُسِبَت لِلخالِقِ ,وما ذَكَرَها اللهُ ونَسَبَها لِنَفسِهِ إلاَّ لِلتّدَّبُّرِ في أَثَرِها على الخَلقِ لا تَدَبُّرَ كُنهِها الذي هو خارجِ حُدودِ أفهامِ الخَلقِ , وكَلِمَةُ صِفَة وجمعها صِفات هي الشَيءُ الَّذي لَهُ تَصَوُّرٌ ومعنىً في الذِّهنِ وحينَ يُقالُ أنَّ للهِ صِّفاتٌ فلا ينبَغي أن يُقصَدَ بِذلِكَ أَنَّ للهِ تَصَوُّرٌ في الذِّهنِ لا تَصَوُّرَ ذاتٍ ولا تَصَوُّرَ أفعالٍ , فذاتُهُ وصِفاتُهُ وأفعالُهُ في اللاَّ زمانِ واللاَّ مكانِ لا تَصَوُّرَ لَها في الأَذهانِ بِواقِعها التي هيَ عليهِ وإنَّما على سبيلِ الإستدلال بما هو معلوم ومفهوم لدى الخلق ، فالمقصودُ هُوَ أَثَرُ صِفاتِهِ , فيُقالُ لَهُ صِفاتٌ وأفعالٌ يُدرَكُ أَثَرُها على المَخلوقِ ولا يُدرَكُ كُنهِها، فكنه ذات صفاته لا يعلمه إلا هو , وهو أرحمُ الرَّاحمين أي هو ذو القوَّةِ والسُّلطانِ والقُدرةِ المُطلَقَةِ على من هُم دونَهُ من الرَّاحمين الضُّعفاءَ الرقيقينَ المُحتاجين وليسَ أرحَمَ الرَّاحمين الأَكثَرَ رِقَّةً وضَعفاً وعَطفاً وحُنُوّاً مِن خَلقِهِ الذينَ تَظهَرُ عليهِم وقَدْ فُطِروا عليها لِعِلَّةٍ لا يَعلَمُها إلا سِواهُ سُبحانَهُ وتعالى وتأكيداً لِنَقصِهِ واحتياجِهِ لله سُبحانَهُ وتعالى عَمَّا يَصِفونهُ مِن صِفاتِ المُحتاجينِ وهو الرَّحيمُ على عِبادِهِ المؤمنين المُتَّقين ولا ينالُ رَّحمَتَهُ الظالِمونَ الفاسِقون الكافِرون المجرِمون المُشرِكون أوالشياطينَ ولا يَذوقونَ رَحمَتَهُ بل هُم في النَّارِ خالِدونَ ( وما هُم بِخارجينَ مِنَ النَّارِ) فَليسَ هُناكَ مِن خَبَرٍ أو عِلمٍ عِندَ أَحَدٍ بَعد خُلودِهم والذي هُو المُكثُ الطَّويلُ ( لابِثينَ فيها أَحقابا) . لَابِثونَ في جَهَنَّمَ ولايدخلونَ الجَّنَّةِ ولا يَذوقونَ رَحمَةَ اللهِ أَبَداً إلى ماشاءَ اللهُ ولا يعلَمُ حالَهُم بَعدَ الخُلودِ أَحدٌ من عِبادِهِ أَهُوَ دخولٌ في الجَنَّةِ أَم إلى فَناءٍ مَصيرُهُم أَم إلى شيءٍ آخَر فهُوَ العَليمُ الخبيرُ بِهِم قَبلَ دُخولِهِمُ النَّارَّ ومِن ثَمَّ خُلودِهم فيها وما يَتلو خُلودَهُمْ ولا يَفتَري على الله كّذِباً أَحَدٌ فيُخبِرُ عَن حالِهِم تأويلاً وتحريفاً للكَلِمِ عَن مواضِعِه ..انتهى

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : المهندس ماهر
    الرحمن الرحيم ..
    بحث قصير بِقَلَم : ماهر الرَّمحي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد آخر الأنبياءِ والمرسلين ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدِّين وبعد
    جولة فكرية في التبصُّرِ في دلالات معنى إسميِّ الله سبحانهُ وتعالى الرحمن الرحيم ومعنى أرحم الرَّاحمين وكيفية فقهِ أفعالِ الله المرتبطة بهذين الإسمين ,
    الحمد لله الذي بعث للخلقِ رسولاً من أنفسهم عرباً وعَجَماً فجعلهُ الأزكى مُحتَدى ومَنمى والأرجحَ عَقلاً وأكثَرَ حِلماً وأوفَرَ عِلماً وأقوى يقيناً وعَزماً وأشَدَّ رَحمَةً ورأفَةً , زكَّى روحَهُ وآتاهُ حُكماً وحِكمَةً وفَتَحَ بِهِ أَعيُناً عُمياً وقلوباً غُلفاً وآذاناً صُمَّاً فآمَنَ بِهِ ونَصَرَهُ من جعلَ اللهُ لَهُ في قَلبِهِ من السَّعادَةِ نَصيباً وكّذَّبَهُ مَن جَعَلَ الشَّقاءَ عليهِ حَتماً .
    الرَّحمةُ في اللغَةِ الرِّقَّةُ والعَطف وهي غَريزَة فَطَرها الله عز وجل في كثير من خلقِهِ ومنهم الإنسانُ وهي بِهذا المعنى اللُّغوي تَصِحُّ بِحَقِّ المخلوقِ المُحتاج ولا تَجوزُ بِحَقِّ الخالِقِ الغَنيِّ المُستَغني ,والسُّؤال مُنذُ عَهدِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليِ وسَلَّم وحتَّى يومنا هذا كيف تُدرَكُ معانِ الصَّفاتِ للهِ والمخلوقات تشتَرِكُ معهُ بِنفسِ الصِّفاتِ فقد سأَلَ عن هذا الأَمر صحابَةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وما زال يسأَلُ كثيرون عنه فعَجَّت كُتُبُ العَقيدَةِ بآلافِ الصَّفحاتِ تُحاوِلُ فَهمَ هذا الأمر مما دعى العلماءِ إلى إحداثِ عِلمٍ يُسَمَّى عِلمَ الكلامِ كي يَضبِطَ معاني ودلالات الألفاظِ والكلمات بحيث يضع العقلُ لَها تَصَوُّرا واضِحاً جَليَّاً دونَ أي لُبسٍ , فيُصبِحَ المعنى مُتَّفِقاً مع إدراكِ أَنَّ ما يُوصَفُ بهِ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى لا ينبغي للعَقلِ أن يدرِكَ معانيهِ حيثُ أَنَّهُ سبحانه وتعالى ما وراءَ العَقلِ ذاتاً وصِفاتاً , سبحانَهُ يُدرِكُ الأبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأبصارُ ولا تَبلُغُهُ الأفهام ليس كمثلِهِ شَيءٌ لا تعتليه الأحوالُ ولاالظُروفُ ولا يَقَعُ عليهِ زمان ولا يَحِلُّ في مكان ليسَ قبلَهُ قَبلٌ ولا بَعدَهُ بَعدٌ ، لايُكيَّفُ فَيوصَفُ فهو الذي كَيَّفَ الكَيفَ ولا يُؤَيَّنُ فيُقالُ لَهُ أين فهو ما سوى المكان والزَّمان فلا كان لَهُ ابتداءٌ سَبَقَهُ عَدَم ولاانتهاءُ أولٍ فهو أولٌ بلا آخر وآخِرٌ بلا إنتهاء وظاهِرٌ لا ظهوراً من بعدِ خفاء ولا ظُهورَ تَخيُّلٍ ولا وَهمٍ وهو باطِنٌ باطِنَ تَقَدُّسٍ عن أَيِّ نَقصٍ ولا باطِنَ تَخَيُّلٍ مَن وراءِهِ حَدٌّ أو كُنهٍ لِشَيءٍ ,فهو الرَّحمنُ لا رحمَةَ رِقَّةٍ ولا عَطفٍ بل رَحمَةَ مُستَغنٍ بِذاتِهِ عن سائِرِ خَلقِهِ فَهم مفَتقرونَ إليه بالضَّرورَةِ وبطبيعَةِ الخِلقَةِ , فلا تُفَهمُ رَحمَتُهُ هُنا رَحمَةَ لُطفٍ وحنانٍ بل رَحمَةَ قُدرَةٍ وقُوَّةٍ وسُلطانٍ وعدلٍ ,رَحمَةَ مُستَغنٍ عن جميعِ خلَقِهِ لا مُحتاجٍ ناقِصٍ ضَّعيفٍ رقيقٍ ,بل هي رَحمَةُ خالِقٍ قويٍّ مُتعالٍ ذي جلالٍ وإكرامٍ قُدُّوسٍ تنَزَّهَ عن كلِّ معنى من معاني النَّقصِ والضَّعفِ فهو المؤمِنُ بِذاتِهِ الذي يؤمِنُ أَنَّهُ هو وحدَهُ الخالِقُ بِخَلقٍ وبِدونِ خَلقٍ فهوالرَّحمنُ الذي لا يموتُ وهو الخبيرُ بالعِبادِ ولا يخفى عليهِ شَيءٌ ولا يليقُ بِأَحَدٍ سِواهُ الكبرياءُ فلا يَصِحُّ لأَحَدٍ سِواهُ الحَمدُ والتَّسبيحُ والثَّناءُ والعِبادَّة وهوَ غَنيٌّ عنها جميعاً إن سَبَّحَهُ وعَبَدَهُ كُلُّ خَلقِهِ أو لَم يُسَبِّحونَهُ ,فلا يُصِيبُهُ فَخرٌ ولا تعتليهُ الخلَجاتُ النَّفسيَّةُ ولا نشواتُها .فلا تزيدُ عبادَةِ خلقِهِ لَهُ ولا تُنقِصُ عِندَهُ شَيئاً, وهو الرَّحيمُ الذي يَرَحَمُ في ميزانِ عَدلِهِ رَحمَةَ عَدلٍ وقِسطٍ ورَحمَةَ مُستَغنٍ لارَحمَةَ مخلوقٍ تَملَؤُها الرِقَّةُ والعَطفٍ والنَقصُ والإحتياجٍ، هي رَحمَةُ قائِمٍ بالقِسطِ شاكرٍ كريمٍ يرضى لِعبادِهِ الشُّكرِ ولا يرضى لَهُمُ الكُفر , فإن ارتضَوْ لأَنفسِهِمُ الكُفرَ فلا يأبَهُ بهُم ويُعَذِّبُهُم ولا يَنالونَ رَحمَتَهُ التي وسِعَت كُلَّ شيءٍ والتي لَن تَسِعَهُم لأَنَّهُم كَفروا وسينالُها مَن يَستَحِقُّها مِن عبادِه ( وسَنكتُبُها للمُتَّقين) ,فَهوَ يُعّذِّبُ وهُوَ رحمن رحيم وعَذابُهُ شَّديدٌ فلا تَتَعَطَّلُ عِندَهُ صِفَةٌ ولا تَطغى صِفَةٌ على أُخرى, جميعُ أَسمائِهِ أسماءُ صِفاتِ ذاتٍ وأفعالٍ في اللازمانِ واللا مكانِ يَظهرُ أثَرُها على المخلوقات التي تَحِلُّ في الأماكِنِ ويجري عليها الزَّمانُ, فلا تُوصَّفُ ولا تُكيَّفُ ولا يَقَعُ في الأذهانِ لَها أَيُّ معنىً ,صِّفاتٌ لَها معانٍ في أَذهانِ البَشَرِ واضِحَةٌ مُحَدَّدَةٌ إذا نُسِبَتْ لَهُم وواسِعَةُ المعاني مُطلَقَةُ القُدسِيَّةِ المُنَزَّهَةِ عَن أيِّ معنى مِن معاني النَّقصِ و بِغيرِ تحديدٍ وتوصيفٍ في إطارِ لَيسِ كمِثلِهِ شَيءٌ إذا نُسِبَت لِلخالِقِ ,وما ذَكَرَها اللهُ ونَسَبَها لِنَفسِهِ إلاَّ لِلتّدَّبُّرِ في أَثَرِها على الخَلقِ لا تَدَبُّرَ كُنهِها الذي هو خارجِ حُدودِ أفهامِ الخَلقِ , وكَلِمَةُ صِفَة وجمعها صِفات هي الشَيءُ الَّذي لَهُ تَصَوُّرٌ ومعنىً في الذِّهنِ وحينَ يُقالُ أنَّ للهِ صِّفاتٌ فلا ينبَغي أن يُقصَدَ بِذلِكَ أَنَّ للهِ تَصَوُّرٌ في الذِّهنِ لا تَصَوُّرَ ذاتٍ ولا تَصَوُّرَ أفعالٍ , فذاتُهُ وصِفاتُهُ وأفعالُهُ في اللاَّ زمانِ واللاَّ مكانِ لا تَصَوُّرَ لَها في الأَذهانِ بِواقِعها التي هيَ عليهِ وإنَّما على سبيلِ الإستدلال بما هو معلوم ومفهوم لدى الخلق ، فالمقصودُ هُوَ أَثَرُ صِفاتِهِ , فيُقالُ لَهُ صِفاتٌ وأفعالٌ يُدرَكُ أَثَرُها على المَخلوقِ ولا يُدرَكُ كُنهِها، فكنه ذات صفاته لا يعلمه إلا هو , وهو أرحمُ الرَّاحمين أي هو ذو القوَّةِ والسُّلطانِ والقُدرةِ المُطلَقَةِ على من هُم دونَهُ من الرَّاحمين الضُّعفاءَ الرقيقينَ المُحتاجين وليسَ أرحَمَ الرَّاحمين الأَكثَرَ رِقَّةً وضَعفاً وعَطفاً وحُنُوّاً مِن خَلقِهِ الذينَ تَظهَرُ عليهِم وقَدْ فُطِروا عليها لِعِلَّةٍ لا يَعلَمُها إلا سِواهُ سُبحانَهُ وتعالى وتأكيداً لِنَقصِهِ واحتياجِهِ لله سُبحانَهُ وتعالى عَمَّا يَصِفونهُ مِن صِفاتِ المُحتاجينِ وهو الرَّحيمُ على عِبادِهِ المؤمنين المُتَّقين ولا ينالُ رَّحمَتَهُ الظالِمونَ الفاسِقون الكافِرون المجرِمون المُشرِكون أوالشياطينَ ولا يَذوقونَ رَحمَتَهُ بل هُم في النَّارِ خالِدونَ ( وما هُم بِخارجينَ مِنَ النَّارِ) فَليسَ هُناكَ مِن خَبَرٍ أو عِلمٍ عِندَ أَحَدٍ بَعد خُلودِهم والذي هُو المُكثُ الطَّويلُ ( لابِثينَ فيها أَحقابا) . لَابِثونَ في جَهَنَّمَ ولايدخلونَ الجَّنَّةِ ولا يَذوقونَ رَحمَةَ اللهِ أَبَداً إلى ماشاءَ اللهُ ولا يعلَمُ حالَهُم بَعدَ الخُلودِ أَحدٌ من عِبادِهِ أَهُوَ دخولٌ في الجَنَّةِ أَم إلى فَناءٍ مَصيرُهُم أَم إلى شيءٍ آخَر فهُوَ العَليمُ الخبيرُ بِهِم قَبلَ دُخولِهِمُ النَّارَّ ومِن ثَمَّ خُلودِهم فيها وما يَتلو خُلودَهُمْ ولا يَفتَري على الله كّذِباً أَحَدٌ فيُخبِرُ عَن حالِهِم تأويلاً وتحريفاً للكَلِمِ عَن مواضِعِه ..انتهى
    انتهى الاقتباس من المهندس ماهر
    خير لك ان تطلب تغيير صفة الرحمة التي وضعت تحت اسمك حتى يتسنى لي مواجهة الباطل الدي تفتريه ان كنت رجلا حرا تتحلى بالشجاعة
    سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  3. افتراضي

    بسم الله النعيم الأعظم حبيبي ومعبودي
    ونعيمي وبعد
    الأخ/ المهندس ماهر
    أرى تحت إسمك صفة الأنصار السابقين الأخيار
    ورأيت منك كلاما رائعا في وصف الله في مواضع وكلام ووصف بالظن في مواضع أخرى مثل وصفك لإسم (الرحمن) بأنه دال على الرحمة فهذا قول بالظن فإسم الرحمن لا يوصف بصفة واحدة لأنه إسم ذات كإسم الله فهو لا يعلل ولا يوصف بصفة واحدة وإنما تدخل عليه كل الصفات الإلهية هذا بالنسبة للوصف الإلاهي
    ثم انتقلت إلى أهل النار وأحوالهم وهنا يكمن خلافي معك لأنك استدللت بآيتين واحدة لك وواحدة عليك
    فإن كان هناك عليك لبس بحال أهل النار أو أنك تمر بفتنة الشك فاسأل تجب من بيانات الإمام
    وإن كان لا فسأسئلك سؤال
    قال الله ربي وربك ورب الخلق أجمعين
    قال
    (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
    صدق الله العظيم
    السؤال يقول
    هل الخلق أجمعين يعبدون الله حاليا ؟!!!
    إن كان قولك نعم
    فسأقول كلامك غير صحيح
    وإن كان لا
    فسأقول لك متى ستحقق هذه الآية؟!!!
    وسأردف بسؤال
    هل كلام الله يفيد التحقيق؟
    هذا لأني وجدتك من أصحاب اللغة فأهلا ومرحبا بأهل اللغة
    أتمنى منك الرد على ما سبق ذكره...
    أخو عباد النعيم الأعظم

  4. افتراضي

    أتمنى من جميع الأنصار عدم التسرع وأن يعامل معاملة الأنصار مادام يحمل هذه الصفة
    وأن تتذكرو قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
    أتريدون أن يقال محمد يقتل أصحابه.
    فلنتعامل بحكمة حفظكم الله ورعاكم وحقق الله لنا نعيمنا برحمته فهو أرحم الراحمين.

  5. افتراضي

    هناك صفات ذاتية وصفات نفسية، صفات الله الذاتية هي التي لا تدركها العقول كاسم الله الرحمن القدوس أما الصفات النفسية فيمكن وصف حتى المخلوقات بها كمثل الرحمة والكرم ولكن الله هو أكرم الأكرمين وهو أرحم الراحمين

    اقتباس المشاركة :
    ويا رجل، ألم يقل الله أنه أرحم الراحمين؟ بمعنى أنّها نفس الصفة التي يشعر بها الرحماء من عباده ولكنّها في نفس الله أكبر والفرق يكمن في أنّ الرحمة في نفس الله أكبر برغم أنها نفس الشعور النفسيّ لدى الرحماء ولكنه أرحم الراحمين، أي أشدّ رحمةً من كافة عبيده الرحماء، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً!
    انتهى الاقتباس


    اقتباس المشاركة 213607 من موضوع ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة ..

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=213587

    الإمام ناصر محمد اليماني
    25 - 03 - 1437 هـ
    05 - 01 - 2016 مـ
    05:15 صباحــاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى العضو أمير النور الذي يجادلنا في صفات الله النفسيّة
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والملائكة والإنس من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وجميع المؤمنين في الأوّلين وفي الآخرين وفي المَلَإ الأعلى إلى يوم الدين وأسلّم تسليماً، أمّا بعد..

    سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور قوماً يحبّهم الله ويحبّونه، وبالنسبة للعضو أمير النور فلم يُتِمّ الله له نوره بعد كونه لم يعرف ربه حقّ معرفته ويجادلنا في صفات الله النفسيّة.

    ويا رجل، سبقت فتوانا بالحقّ أنّ لله صفاتاً ذاتيّة في هيئته فليس كمثله شيء من خلقه سبحانه العليّ الكبير، وتلك صفاتٌ ثابتةٌ..
    وأما صفات الله النفسيّة فهي تتغير في نفسه تجاه عبده بحسب ما يفعله عباده، فعلى سبيل المثال حين يحاربون رسله ويكفرون بما جاءُوا من الحقّ فهنا يقع عليهم غضبٌ من الله فيمهلهم إلى حينٍ لعلهم يستخدمون عقولهم وينيبون إلى ربهم ليبصّرهم بالحقّ من ربّهم، فمن أناب منهم إلى ربّه ليهدي قلبه بصّره الله بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولو شاء الله لهدى بقدرته من في الأرض جميعاً ولكنه جعل لهم عقولاً ليتفكّروا بها ويهدي إليه من أناب إلى ربه ليهدي قلبه إلى الحقّ، فبعد الإنابة والتوبة من العبد إلى ربّه فإنه يغفر ذنبه فيتبدل الغضب في نفس الله على ذلك العبد إلى رضوان الله عليه فيلين قلبه إلى ذكر ربه وتدمع عينا عبده مما عرف من الحقّ.

    وبالنسبة للمؤمنين الذين يظلمون أنفسهم بأفعالٍ لا ترضي الله فحينها يكون الله ليس براضٍ في نفسه عليهم حتى إذا ذكروا الله وتابوا إليه واستغفروا لذنوبهم غفر الله لهم، فيصبح راضياً عليهم بعد أن كان ليس راضياً عليهم في نفسه. وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ويا رجل، فانظر إلى جزائهم بعد أن كان غير راضٍ عليهم بسبب ارتكاب الفواحش والأعمال التي لا ترضي الله فبعد التوبة والإنابة تبدّل عدم الرضى عليهم في نفس الله إلى رضوانٍ ونعيم الجنان. ولذلك قال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم. فمن يقصد؟ إنه يقصد {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، فلو لم تتحول صفة الغضب إلى رضوان الله عليهم إذاً فلا قبول لتوبة من أذنب ما دام قد أغضب ربه بأفعالٍ لا ترضيه، ولكنّ الله تاب عليهم فتبدّل ما في نفس الله نحوهم بالمغفرة والرضوان برغم أنه كان سبحانه ليس راضياً عليهم بسبب ارتكاب الفاحشة ويظلمون أنفسهم بأعمالٍ لا ترضي الله. فلا تستطيع يا أمير النور أن تقول: "بل كان الله راضياً عليهم وهم يرتكبون الفاحشة ويعملون أعمالاً لا ترضي ربهم" ثم نقول: بل كان سبحانه غير راضٍ عنهم حتى إذا تابوا وأنابوا إلى ربهم فاستغفروه وعملوا عملاً صالحاً فهنا يتبدل ما في نفس الله نحوهم بالرضوان. ولو كان بقي عدم الرضا في نفس الله عليهم من بعد توبتهم بعد أن عملوا عملاً صالحاً فهذا يعني أنّ الله لن يغفر لهم أبداً كونه سوف يستمر عدم رضوان الله عليهم بسبب أعمال السوء من قبل، فلو نتبع فتوى أمير النور ومن كان على شاكلته أنّ صفات الله النفسيّة لا تتبدل إذاً فلا قبول للتوبة إلى الله.

    ويا رجل، إن مشكلة كثيرٍ من علماء الأمّة أنهم لم يعرفوا الله حقّ معرفته كونكم لا تعلمون أنّ لله صفاتاً نفسيّة وصفاتاً ذاتيّة.
    فأما الصفات الذاتيّة فهي تخصّ هيأة الله - سبحانه ليس كمثله شيء من عباده - ولا تتبدَّل، ومن الصفات الذاتيّة الحياة فهو الحيّ الذي لا يموت وعباده يموتون. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وهو العليّ الكبير فلا يتمثل إلى شيء صغيرٍ سبحانه! كونه الله أكبر من كلّ شيءٍ في الوجود..

    ومن صفاته الذاتيّة أنه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ، والسِّنة هي الغفوة لثوانٍ فيصحو، ولا ينام كونه لا تأخذه سِنَةٌ ولا نومٌ..

    ومن صفاته الذاتيّة أنه لا يسهو ولا ينسى، ومن صفاته الذاتيّة أنه الأحد فليس كمثله شيءٌ ثانٍ، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يلد ولم يولد، ومن صفاته الذاتيّة أنه لم يتخذ صاحبةً مِن خَلْقِهِ ولا ولداً وكلّ ما في الملكوت عبيدٌ له وهو الربّ المعبود وتلك من صفات الله الذاتيّة.

    [ ألا وإنّ صفات الله الذاتيّة لا تتغير ولا تتبدل لا في الدنيا ولا في الآخرة ] .

    وأما صفات الله النفسيّة فمنها الغضب وعدم الرضا وتتبدل في نفسه تجاه عباده بحسب ما يفعلون فمن أغضب ربه بارتكاب أعمالٍ يعلم أنّه حرّمها الله على عباده فهنا يغضب من عبده حتى إذا بدّل الأعمال السيئة بالحسنة فمن ثمّ يبدّل الله سيّئاتهم بالحسنات فيرضى عنهم ويغفر لهم، ويتبدّل ما في نفس الله نحوهم من عدم الرضا إلى الرضوان والمغفرة.

    ويا أمير النور، والله ثمّ والله إنّك وكثيرٌ من علماء الأمّة ما عرفتم الله حقّ معرفته ولذلك لم تعرّفوا الله لعباده حقّ معرفته فتعلِّموا الناس أنّه أرحم الراحمين، ولكنّ أمير النور يفتي أنّ رحمة الله في نفسه ليست كمثل رحمة الرحماء من عباده، ويا سبحان الله! ألم يقل الله على لسان يعقوب عليه الصلاة والسلام:
    {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ‎﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [يوسف]؟ أي أرحم بأولاده من أبيهم، فالرحمة هي الرحمة، ولكن يكمن الفرق في أنّ الله أرحم من كافة الراحمين في عبيده أجمعين، وهذه من صفات الله النفسيّة. وكذلك الكرم من صفات الله النفسيّة، ولكن الفرق يكمن أنّ الله أكرم الأكرمين من عباده أجمعين، وكذلك صفة العفو والغفران من صفات الله النفسيّة وتوجد نفس صفة العفو في بعض أنفس عباده، ولذلك علَّم الله عباده أن يقولوا: {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ‎﴿١٥٥﴾‏} صدق الله العظيم [الأعراف].


    وكذلك من صفات الله النفسيّة الغضب والحسرة والحزن والفرح والرضا، وتلك صفاتٌ تتحول في نفس الله تجاه عباده بحسب ما في أنفسهم، ولا يُغيّر الله ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فمن بدّل نعمة الله كفراً غضب الله عليه ونزع منه نعمته وأدخله نار الجحيم وحرمه جنات النعيم.

    ويا أمير النور، لن تجد كمثل الإمام المهديّ الخبير بالرحمن يعرّف لكم صفاته بالحقّ النفسيّة ومؤمناً بصفاته الذاتيّة أنْ ليس كمثله شيءٌ سبحانه! وأفتيكم بالحقّ أنّ صفات الله النفسيّة متشابهةٌ بين العبيد والربّ المعبود، فهو يحبّ ويكره ويرضى ويحزن ويتحسّر ويتأسّف! ألم يقل الله تعالى:
    {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)} صدق الله العظيم [الزخرف]؟ فمن الذين سببوا الأسف في نفس الله؟ إنهم القوم الذين ظلموا أنفسهم وما الله يريد ظلماً للعباد، فلا يحبّ الله أن يظلموا أنفسهم ولا يحبّ أن يظلمهم فلا يظلم ربك أحداً.

    ولكن، فليعلم الجميع أنّ صفات الله النفسيّة لا يحبّ أن يُسمّى بها كلها؛ بل فقط ما يحبّه الله من صفاته النفسيّة كمثل صفة الكرم ولذلك نقول عبد الكريم، وكذلك صفة الرحمة ولذلك نقول عبد الرحيم، وكذلك صفة الغفران ولذلك نقول عبد الغفور، وكذلك صفة العطاء ولذلك نقول عبد المعطي، وكذلك صفة الحلم ولذلك نقول عبد الحليم، وكذلك صفة رضوان نفس الله النعيم الأعظم من جنات النعيم ولذلك تجدنا نقول عبد النعيم. ولكن لا يحبّ الله أن يُسمّى بصفاتٍ هو لا يحبها كمثل صفة المكر فلا نقول عبد الماكر؛ برغم أنّ المكر بالحقّ من صفات الله النفسيّة، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} صدق الله العظيم [الأنفال]. ولكن الله لا يحبّ أن يُسمّى بهذه الصفة برغم أنها من صفاته النفسيّة ولكنه لا يحبّها كونه لا يريد المكر بعباده ولا يريد لهم العذاب.

    وكذلك صفة الغضب من صفات الله النفسيّة، ولكنه لا يحب الغضب على عباده فمن أغضبه ومات على ذلك عذّبه في نار الجحيم، فلا نقول عبد الغضب كون هذه الصفة النفسيّة لا يحبّها الله، وإنما يبعث الغضب في نفسه بسبب أعمال عباده وكفرهم به فيغضب على الكافرين كونه لا يرضى لعباده الكفر ويرضى على الشاكرين. وصفة الرضوان على عباده هي من أحبّ صفات الله النفسيّة إليه. وقال الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وجميع أسماء الله عظمى فمنها أسماء لذاته ومنها أسماء لصفاته النفسيّة، ومن أسماء ذات الله اسم الله والرحمن والقدوس العليّ الكبير، وعلى كل حالٍ نعود لصفات الله النفسيّة؛ المقت فهو يمقت من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر].
    والفرق أنّ مقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم أي أكبر من مقت المؤمن للكافر برغم أنه نفس المقت غير أنّ مقت الله أكبر من مقت المؤمنين للكافرين رغم أنّ مقت المؤمنين على المعرضين عن الحقّ من ربهم هو مقتٌ كبيرٌ في أنفسهم ولكنّ مقت الله أكبر من مقتهم للمعرضين.
    وقال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)} صدق الله العظيم [غافر].

    ويا أمير النور، رجوت من الله أن يتمّ لك نورك ويهديك إلى سواء السبيل، فقد تجاوزت في حقّ ربك بنفي صفة الرحمة أنها ليست الرحمة التي نشعر بها في قلوبنا.. ويا رجل، ألم يقل الله أنه أرحم الراحمين؟ بمعنى أنّها نفس الصفة التي يشعر بها الرحماء من عباده ولكنّها في نفس الله أكبر والفرق يكمن في أنّ الرحمة في نفس الله أكبر برغم أنها نفس الشعور النفسيّ لدى الرحماء ولكنه أرحم الراحمين، أي أشدّ رحمةً من كافة عبيده الرحماء، سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! وبسبب صفة الرحمة في نفسه نجده متحسراً وحزيناً على كافة الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا عليهم الرسل فاستجاب الله لهم فأهلك عدوهم وأورثهم الأرض من بعدهم، ولكن صفة الحسرة في نفس الله لن تحدث في نفسه حتى تحدث في أنفسهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولكن تحسّرهم على ما فرطوا في جنب ربهم هو بعد أن انتقم الله منهم، فحتى إذا حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم فهنا تحدث الحسرة في نفس الله عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)} صدق الله العظيم [يس]. فانظر، إنّه يتحسر على الذين كذبوا برسله فأهلكهم فأصبحوا نادمين متحسرين على ما فرّطوا في جنب ربهم، وسبب تحسّره عليهم كونها حدثت الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم. فقال كلٌّ منهم: {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمير النور، إنّ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره غايةً محصورةً في نفس الله وهي تحقيق رضوان نفس الله على عباده، ونسعى الليل والنهار لنجعلهم بإذن الله من الشاكرين لربهم فيرضى عنهم كون الله يرضى لعباده الشكر. وهدف خصمنا الشيطان الرجيم وأنصاره كذلك في نفس الله فتجدهم يسعون الليل والنهار بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ أن لا يكون عباد الله شاكرين، كون الله يرضى لعباده الشكر ولكنهم كرهوا رضوانه ويناضلون لعدم تحقيقه في نفس الله من قبل عباده، ويريد شياطين الجنّ والإنس أن يجعلوا الناس أمّةً واحدةً على الكفر حتى يغضب الله في نفسه على عباده، كونهم علموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر ولذلك يناضلون بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ بعدم تحقيق رضوان الله على عباده، ولذلك قال الشيطان في قصص القرآن:
    {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وذلك كون الله يرضى لعباده الشكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وبما أنّ الله يرضى لعباده الشكر ولذلك تجد الشيطان وحزبه من شياطين الجنّ والإنس يسعون إلى عدم تحقيق رضوان نفس الله على عباده ويريدون أن يجعلوهم أمّةً واحدةً على الكفر كون الله لا يرضى لعباده الكفر، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني نسعى الليل والنهار لتحقيق رضوان نفس الله على عباده ونريد أن نجعلهم أمّةً واحدةً على الشكر لله، كونه يرضى لعباده الشكر. فأيّ الحزبين أهدى يا أمير النور؟ فاتقِ الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وكن من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فلست أنت هو؛ بل الذي زاده الله عليكم بسطةً في علم القرآن العظيم، فلا تكن فتنتك كمثل فتنة الشيطان وهو كرسيّ الخلافة الذي أكرم الله به خليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فأغضب ذلك الشيطان كونه يرى أنه أحقّ بتكريم كرسي الخلافة. وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الدَّاعي إلى صراط العزيز الحميد بالبيان الحقّ للقرآن المجيد؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    اقتباس المشاركة :
    وأما بالنسبة لهذا الرجل المسمّى (أحمد عدلي) فهو من الجاهلين كغيره مع احترامي له، ولكنّه ينكر أنّ الله يغضب ويرضى ويفرح ويحزن وهذه الصفات من صفات الله النفسيّة ويتشارك معه في هذه الصفات عباده. وأما صفات الله الذاتيّة فليس كمثله شيء في صفاته الذاتيّة، ولكنّكم خلطتم بين صفات الله الذاتية وصفاته النفسيّة! ويارجل ألم يصف الله نفسه بأرحم الراحمين؟ وهذا يعنى أنّ صفة الرحمة صفة نفسيّة يشاركه فيها الرحماء من عباده ولكنّه أرحم الراحمين، وكذلك الكرم صفة نفسيّة لله ويشاركة فيها الكُرماء من عباده ولكن الله أكرم الأكرمين.

    وعلى كل حال إذا كنت (يا أحمد عدلي) كفواً لحوار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فعليك أن تعلم بأنّنا حاورنا كثيرين في نفس المواضيع التي أنكرتَها علينا وأقمنا الحجّة عليهم بكل المقاييس، ومنهم الدكتور أحمد عمرو، ويهدي الله من يشاء من عباده الهدى ويضلّ الذين أزاغت قلوبهم عن الحقّ. وعلى كل حال فخذ ردودنا عليهم على نفس الموضوع الذي أنكرته علينا ومن ثمّ تقوم بالردّ بالحقّ إن كان الحقّ معك، فهات ما لديك بسلطان العلم المقنع.

    ويارجل، سبقت الفتوى بالحقّ أنّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم لا تأتي حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربهم، فتدبّر (يا أحمد) البيانات المركزة في هذا الموضوع فمن ثمّ تقرع الحجّة بالحجّة، فوالله ثم والله إنّك من الذين ما قدَروا ربَّهم حقَّ قدره وما عرفتَ ربك حقّ معرفته، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    انتهى الاقتباس

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=205434

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم , ياسبحان الله كلما كنت أتحدث مع الإمام االكريم , يحدثني عن الصبر والعفو , كلللل مرة لساعات وساعت , الصبر والعفو, الصبر والعفو ,, فأقول في نفسي : هما مافيش غيرهم يعني في التنافس حتى تحدثنني بها كل مرة لساعات وساعات....؟ وبعدها أصبحت أقلب كلامه فداه نفسي في رأسي حتى علمت : بأن الصبر والعفو هما من أعلى درجات التنافس على الإطلاق والطريقة المثلى لبلوغ الحب والقرب إلى ذي العرش , وبأن الإمام الكريم حقا وصدقا إنما يريد لي الخير والمراتب العلا ولايريدني أن أكون من المتأخرين , فصرت أجااهد نفسي بعدها جهادا عظيما عليهم وبدأت فعلا بأول الطريق و بدأت بالصبر أولا فلا أشارك أو أتحدث وأنا غاضب فأسكت إلى حين يزول الغضب , وأنا والله أدعوا الجميع الآن ليتخذوا نفس المسار ويجاهدوا أنفسهم على الصبر والعفوا سواء عند المقدرة أو غير ذلك ليفوزا بأعلى الدرجات بحب الله تعالى وقربه ورضوان نفسه , ألا هل بلغت اللهم فاشهد . أما والله طريق مشيناه وعهد قطعناه وليس لنا إلا الصراط المستقيم , وأقسم بالله العلي العظيم النعيم الأعظم بأني لن أرضى بشيء حتى يرضى ربي الرحمن الرحيم العفو الودود في نفسه سبحانه وتعالى عم يصفون وأنا على ذلكم من الشاهدين . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  7. من الأنصار السابقين الأخيار

    May 2013

    ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ان

    المشاركات : 396

    افتراضي


    اقتباس المشاركة 158636 من موضوع بيان الإمام المهدي للموقع المطلق لذات الله سبحانه الأكبر من ملكوته أجمعين، ورداً على السائلين في العالمين..

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=158625

    الإمام ناصر محمد اليماني

    19 - ذو القعدة - 1435 هـ
    14 - 09 - 2014 مـ
    01:37 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    بيان الإمام المهديّ للموقع المطلق لذات الله سبحانه الأكبر من ملكوته أجمعين، ورداً على السائلين في العالمين ..

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس أجمعين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله بالقرآن العظيم رسالة الله الجامعة والشاملة إلى الثقلين وعلى من آمن منهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا أيّها السائل عن مكان الله ربّ العالمين، فإنه في سماء الملكوت الأعلى، ألا وإنّ سماء الملكوت الأعلى هي سماء ملكوت الجنّة التي عرضها السموات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ( 16 ) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ( 17 )} صدق الله العظيم [الملك].

    فنستنبط من ذلك مكان الله المطلق خارج الملكوت، ويحيط بالملكوت أكبرُ شيءٍ خلقه الله وهي سدرة المنتهى التي تحيط بالملكوت كله، فما دونها خلق الله ومن وراءها خالق الملكوت سبحانه الله ربّ العالمين.

    ألا وإنّ السدرة هي سقف ملكوت جنّات النّعيم، وهي نقطة انتهاء المعراج، وهي تحجب العبيد عن رؤية الربّ المعبود، وهي أكبر شيءٍ خلقه الله، وهي ذاتها عرش الربّ سبحانه، وهي أكبر من ملكوت الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض لكون الله جعل سدرة المنتهى علامةً لوجود الجنة عندها برغم أنّ الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض ولكن الجنة عند سدرة المنتهى لأنّ السدرة أكبر من الجنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (9) فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم [النجم].

    فأمّا قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13)} فيقصد أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- شاهد جبريل عليه الصلاة والسلام نزلةً أخرى ولكن بصورته الملائكيّة كما خلقه الله وليس كما يراه من قبل بشراً سوياً.

    وأما قول الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} وذلك حين وصلا إلى منتهى المعراج سدرة المنتهى فاستوى جبريل عليه الصلاة والسلام عائداً إلى صورته الملائكيّة فخرَّ لربه ساجداً، وفي هذا المكان شاهد محمدٌ رسول الله أخاه جبريل يستوي إلى مَلَكٍ عظيمٍ ذي أجنحةٍ يخرُّ لربه ساجداً. فمعنى قوله {نَزْلَةً أُخْرَىٰ} أي بصورته الملائكية وليس بشراً سوياً كما يراه من قبل.

    وأما قول الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ} وتلك السدرة حجاب الربّ لكونها تحجب العبيد عن رؤية الربّ المعبود جهرةً.

    وأما وصف الله للسدرة بالمنتهى لكونها منتهى المعراج للعبيد وما وراءها الربّ المعبود
    .

    وأما وصف الله لها بقوله تعالى {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} وذلك لكي تعلموا عظيم حجمها وأنّها أكبر من ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ولذلك قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} ، وذلك لأنّها أكبر من الجنّة ولذلك وصف الله موقع الجنة بالعلامة الأكبر من الجنة وهي السدرة فقال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} صدق الله العظيم. أي عند السدرة لكونها العلامة الأكبر، فهل يصحّ أن يقال الجبل الفلاني عند بيت فلان؟ بل الصحيح أن نقول بيت فلانٍ عند الجبل الفلاني لكون الجبل هو أكبر من البيت ولذلك الجبل حتماً يكون علامةً دالةً على موقع البيت، وكذلك سدرة المنتهى الشجرة الكبرى جعلها الله علامةً لموقع الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ورغم كبر حجم الجنة. قال الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} صدق الله العظيم، لأن السدرة المباركة هي أكبر من الجنة.

    وأما قول الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16)} أي ما يغشاها من نور ذات الله سبحانه نور السماوات والأرض.

    وأما قول الله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم. أي بصر محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما زاغ وما طغى بقول غير الحقّ الذي شاهد من آيات ربه الكبرى بالملكوت الأعلى، وأكبر ما شاهد بصرُه سدرةَ المنتهى من آيات ربه الكبرى، ألا وإنّ سدرة المنتهى حجاب الربّ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حينٍ بإذن ربها، ألا وإنّها لا شرقية ولا غربية لكونها تحيط بمشرق الملكوت ومغربه، وكذلك ذات الله سبحانه لا شرقيٌّ ولا غربيٌّ لكونه يحيط بالملكوت كله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا وإنّ ذات الله المستوي على عرشه العظيم هو أكبر من عرشه العظيم وإنّما العرش هو ذاته حجاب الربّ، وبما أنّ الحجاب هو أكبر من الملكوت كله ولذلك يحجب ما في الملكوت عن رؤية ربّ الملكوت سبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    ويا أيّها السائل، لا تسعى معاجزاً بالسؤال فلن تُعجِز الإمام المهديّ بإذن الله مهما سألتَ عن آيات الكتاب، ولكن لا تسعى معاجزاً بالأسئلة حتى لا تفتن نفسك وتفتن قوماً آخرين، لكون سبب ارتداد بعض أتباع الأنبياء إلى الكفر كثرة أسئلتهم لأنبياء الله فمن ثم يجيبون عليهم بالحقّ من عند الله فمن ثم يكفرون إلا من رحم ربي. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فكن من الشاكرين حبيبي في الله إذ قدّر الله وجودك في زمن بعث الإمام المهديّ صاحب علم الكتاب الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره وتحقرون من شأنه، وما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله الإمام المهديّ من دونه؛ بل الأمر لله يصطفي من يشاء ويختار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)} صدق الله العظيم [القصص].

    فلا ينبغي لكم أن تصطفوا الأنبياء وأئمة الكتاب من دون الله؛ بل الله من يصطفيهم في أممهم بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور فيزيد أئمة الكتاب عليكم بسطةً في العلم في حياتهم وبسطةً في الجسم من بعد موتهم فلا تكون أجسادهم من بعد موتهم جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً لتكون تلك آية أيضاً لكم من بعد موتهم حتى تتمسكوا بما تركوه لكم من العلم، أم تظنّ الإمام المهديّ يبعثه الله وقد تتلمذ على أيدي علمائكم؟ هيهات هيهات! إذاً فكيف يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لو كان كما تزعمون قد تتلمذ على أيدي علمائكم! أفلا تتفكرون؟ ومن ذا الذي يقول أنه تولّى تعليم الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد بعلوم الدين؟ وما عمري يوماً كنت طالب علمٍ عند أحد مشايخ المسلمين ولا رهبان النّصارى ولا أحبار اليهود؛ بل الله من اصطفاني وعلّمني البيان الحقّ للقرآن العظيم بوحي التفهيم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ؛ بل بالتفهيم من الربّ إلى القلب فيذكِّرني بسلطان العلم في محكم الكتاب القرآن العظيم، ولم يبعثني الله بوحيٍ جديدٍ؛ بل لنعلمكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد ونهدي الناس به إلى صراط العزيز الحميد.

    وها قد وصل عمر الدعوة المهديّة العالميّة إلى مشارف نهاية العام العاشر وعلماء المسلمين لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم بحكم الله بالمنطق الحقّ، فأستنبط لهم من محكم كتاب الله القرآن العظيم حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم وليس بقول الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل نلجمكم بسلطان العلم إلجاماً إن كنتم مؤمنين بكتاب الله القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً من التدبر في آياته، وما يذكر إلا أولو الألباب، فاتقوا الله وأجيبوا دعوة الاحتكام إلى الكتاب المحفوظ من التحريف رسالة الله الجامعة لكل الكتب فيه ذكركم وذكر من كان قبلكم وخبركم وخبر ما كان بعدكم رسالة الله إلى الثقلين إنسكم وجنِّكم، فاتّقوا الله وأطيعوني لعلكم ترحمون.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تهنوا ولا تستكينوا من الدعوة إلى الله ونصرة خليفته، وتذكّروا نعمة الله عليكم كيف ألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً وخصوصاً عبيد النعيم الأعظم منكم صفوة البشريّة وخير البريّة؛ قوم يحبهم الله ويحبونه. وكونوا من الشاكرين وتذكروا هدفكم الذي تسعون لتحقيقه نعيم رضوان الله على عباده النّعيم الأكبر من نعيم جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    واعلموا أنّ الله لا يرضى في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته فيرضى، ولن يرضى الله حتى يكون عباده شاكرين لكون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر، فنحن نسعى لتحقيق رضوان الله على عباده لنجعل الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ إلا من أبى رحمةَ الله من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحق؛ أولئك أشر الدواب في الكتاب حصب جهنم هم لها واردون.

    فما خطبكم يا معشر الأنصار ما إن انقضى رمضان إلا ووهنتم واستكنتم عن الدعوة إلى الله ونصرة خليفته إلا من رحم ربي من عبيد النعيم الأعظم؟ فهل تستعجلون العذاب للناس؟ إذاً فأين هدفكم، ألستم تريدون من الله أن يجعل الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ليرضى؟ إذاً فلا تستعجلوا العذاب وتمنّوا من الله أن يعطيكم الفرصة لهداية أمّتكم. ألا ترون أنّهم كل يومٍ في تناقصٍ وأنصار الإمام المهديّ كلّ يومٍ في تزايدٍ؟ حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 86814 من موضوع ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..

    - 1 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=86780

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 04 - 1434 هـ
    20 - 02 - 2013 مـ
    03:39 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    ردّ المهديّ المنتظَر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أنّ رضوان الله النّعيم الأكبر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الأطهار، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً لا نُفرِّق بين أحد من رُسله ونحن له مسلمون، أمّا بعد..

    ويا دكتور أحمد عمرو، لسوف نقتبس بادئ الأمر مضمون ما جاء في بيانك باللون الأحمر، وقال فضيلة الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    (ان غضب الله على اعداءه وهي صفة في الله ازلية قبل الخلق لم يكتسب صفة الغضب بعد ان خلقهم نؤمن بذلك لان الله ازليا ولا يتصف بصفات يكتسبها كسائر المبتدعات. صفة الرضى: الله يتصف بهذه الصفة قبل ان يخلق سبحانه فالله يرضى عن من شكره ولا يرضى عن من كفره كما هي صفة على ما هي عليه نصا نؤمن بها ونعلم انها ازلية لا تتغير ولا تتبدل ولم يكتسبها الله بعد ان شكره الخلق فرضي عليهم او كفره الكفار ولم يرضى عليهم بل هي صفة في الله سبحانه ازلية قبل ان يخلق الخلق).
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى الاقتباس من بيان أحمد عمرو.

    ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا رجل، إنك تعترف أنّ الغضب والرضى صفةٌ في نفس الله ولكنّك تنكر أن يتحول الغضب في نفس الله على عباده إلى رضوانٍ بحجّة أنّ صفات الله أزليّة لا تتغير. ومن ثمّ يقيم عليك الحجّة المهديّ المنتظَر عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الدكتور المحترم أحمد عمرو، لقد أخطأت فجعلت رضوان الله وغضبه من صفات ذات الله الأزليّة، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: بل الغضب والرضى من صفات الله النفسيّة سبحانه وتعالى.

    وتعالَ لأعلِّمك ما هي صفات الله الأزليّة، وهي: صفات ذاتِ الله سبحانه.

    ومن صفات ذات الله أنّه الأحدُ ليس كمثله شيء في الخلق، وأنه لم يلد ولم يولد ولا تدركه الأبصار، فهذه من الصّفات الأزليّة لا تتبدّل، فهو الله أكبر من كلّ شيءٍ فلا يساويه شيءٌ في حجم ذاته سبحانه؛ بل هو الله أكبر من كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين، ولذلك يصف الله ذاته بالأكبر أي أكبر كبيرٍ أي الأكبر من كلّ كبيرٍ سبحانه! وصفة الأكبر هي من صفات ذات الله.

    وأمّا الصّفات النفسيّة فهي فضلٌ من الله عظيمٌ ولو لم تتغيّر في نفس الله لكانت الطّامّة الكبرى على عباده؛ بل صفات الله النفسيّة رحمةٌ بالعباد
    .
    ومن صفات الله النفسيّة لله هو أن يرضى من بعد أن كان غاضباً فيَحِلُّ الرضوان بدل الغضب فذلك خيرٌ لعباده، ولكن لو لا تبديلَ لصفة الغضب بالرضى لكانت طامّةً كبرى على العباد، فمن غضِب الله عليه فعليه أن يستيئِسَ من رحمة الله أن يرضى الله عنه أبداً لكون الغضب من صفة ذات الله الأزليّة التي لا تتبدل بحسب فتوى الدكتور أحمد عمرو.

    ويا رجل، إنّي الإمام المهديّ المنتظر أدعو البشر إلى التفكّر في صفات الله؛ روح الله النفسيّة، مثل صفة الرحمة وصفة الكرم وصفة الغفران، وإنّ من صفات الله النفسيّة ما تشترك مع عبيده التي نفخ فيهم من روحه بكلمات قدرته
    ، مثال صفة الرحمة فيشاركه فيها من عباده الرحماء، ولذلك يُسمّي نفسه
    {أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ ﴿٨٣﴾} [الأنبياء]، بمعنى أنّ صفة الرحمة لا يتفرّد بها الله وحده من دون عباده غير أنّه أرحمُ الراحمين، وكذلك صفة الكرم لم يتفرّد بها وحده بل جعلها في بعضٍ من عباده وهم عباده الكرماء ولذلك يسمّي نفسه أكرم الأكرمين، وكذلك صفة الغفور يتّصف بها الغافرون ولم يُفتِ الله أنّه تفرّد بصفة الغفران وحده ولذلك يصف نفسه: {خَيْرُ‌ الْغَافِرِ‌ينَ ﴿١٥٥﴾} [الأعراف]؛ أي خير الغافرين من عباده، ولذلك تجد الله يُسمّي نفسه خيرَ الغافرين.

    ألا وإنّ صفة الرضى هي من أسماء الله الحسنى جعلها من أسماء صفاته النفسيّة وليست من صفات الله الأزليّة لذاته التي لا تبديل لها؛ بل صفة الغضب والرضوان من صفات الله النفسيّة قابلة للتحول فتتحول صفة الغضب في نفسه إلى رضوانٍ، ونجد في الكتاب أنّ صفات الله النفسيّة قابلة للارتفاع والانخفاض
    . مثال قول الله تعالى:
    {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    ولكن عندما يزداد كفرهم وتعنتهم فيزداد غضب الله في نفسه عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {بِئْسَمَا اشْتَرَ‌وْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُ‌وا بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وغضب الله في نفسه على عباده يرتفع بحسب ازدياد الإثم من عبده، فلا يستوي الغضب في نفس الله على العبد الذي ذنوبه قليلة مع الغضب في نفس الله على العباد المجرمين الأكثر فساداً في الأرض، وكلٌ له نصيبه من العذاب على قدر الغضب عليه في نفس الله. ألا وإنّ مقدار الغضب عليه في نفس الله هو بقدر ذنوبه من غير ظلمٍ، ولا يظلم ربّك أحداً.

    وبالنسبة لصفة رضوان الله نفس الله فإن الذين يتّخذون رضوان الله وسيلةً تجدهم لا يهتمّون إلا أن يكون الله راضياً عليهم وحسبهم ذلك! ولكنّ الإمام المهديّ يفتي بالحقّ أنّ ذلك ليس إلا جزءٌ من رضوان نفس الله أي رِضى الله على عبده فلان، وأمّا رضوان نفس الله فلن يكون الله راضياً في نفسه أبداً حتى يدخل عباده في رحمته
    (فيرضى)، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    ولكن مشكلة كثيرٍ من عباد الله أنّهم مُبلِسون من روح رحمة الله سبحانه، ألا وإنّ من أكبر ظلم النّفس هو اليأس من رحمة الله أرحم الراحمين. وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّ‌وْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    أي لا ييأس من روح رحمة الله أرحم الراحمين إلا القوم الكافرون لكون الرحمة صفة روحيّة في نفس الله ويجهل تلك الصّفة الذين لم يقدّروا ربّهم حقّ قدره فلم يعرفوه حقّ معرفته، ولو كانوا يعرفون الله حقّ معرفته لما وجدتهم يلتمسون الرحمة في أنفس الملائكة خزنة جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    أي وما دعاء الكافرين بصفة الرحمة في نفس الله أنّه هو أرحم الراحمين فيذرونه فيدعون عباده من دونه ويلتمسون الرحمة في أنفسهم بأن يشفعوا لهم عند الله أن يُخفِّف عنهم يوماً من العذاب؛ ولكنّ الله وصف دعاءهم أنّه في ضلال، وكذلك يسمّيهم بالكافرين برغم أنّ هؤلاء الكافرون لم يعودوا كافرين بذات ربّهم؛ بل أصبحوا يؤمنون بالله أنّه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ولكنّ الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين برغم أنّهم لم يعودوا كافرين بذات الله، ولا يقصد الله أنهم كافرون بذات الله؛ بل قد أدركوا حقيقة ذات الله أنّه هو الله الواحد القهّار لا إله غيره ولا معبود سواه ولكن الله لا يزال يسمّيهم بالكافرين لكونهم لا يزالون يجهلون صفات الله الروحيّة في نفسه وهي صفاته الجوهريّة سبحانه، فهم لا يزالون عميان عن معرفة ربّهم كما كانوا في الدنيا، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72]، أي أعمى عن معرفة صفات الله نفس الله سبحانه.

    ومن صفات الله في نفسه هي صفة الرحمة ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وبما أنّهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الدنيا كذلك نجدهم لم يقدروا ربّهم حقّ قدره في الآخرة، ولذلك نجدهم يدعون عبيدَه من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم! فكيف يشفعون لهم عند من هو أرحم بهم من آبائهم وأمّهاتهم وأبنائهم وعشيرتهم وأرحم بهم من ملائكته المقربين وأرحم بهم من الإنس والجنّ أجمعين ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟
    وذلك ما يدعونا الله إلى معرفته هو أن نتعرف على روح صفات نفس الله سبحانه وتعالى، وهي صفاته الباطنية كونها الجوهر لصفات الله، سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً.

    ألا وإنّ من صفات روح نفس الله الرحمة والغضب والرضى، ألا وإن رضوان الله على عباده هو النّعيم الأعظم من جنّته، ولا أرى الأنصاري الذي يسمي نفسه خادم رسول الله فلا أراه من الأنصار السابقين الأخيار كونه ينكر صفة رضوان نفس الله أنّه النّعيم الأعظم من جنّته، ولذلك أمرنا أن يتمّ نزع صفته من تحت اسمه (من الأنصار السابقين الأخيار) حتى يكون من الموقنين، وعليه أن يعود إلى باحثٍ عن الحقّ فيجادل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى يُقيم الحجّة علينا أو نقيم عليه الحجّة بالحقّ، ولو كان ينكر علينا أي شيء آخر غير النّعيم الأعظم لما أمرنا بنزع صفته. ويحقّ له أن يجادلنا ولكنّه ينكر علينا الأساس الذي بُنيَتْ عليه الدعوة المهديّة؛ نعيم رضوان نفس الله بأنّه النّعيم الأعظم من جنّته، ويُنكر علينا فتوى تحسّر الله في نفسه ويريد أن يحصر التحسّر في أنفس عباده، وكذلك يزعم أنّ الله آتاه علم الكتاب أو علمٌ من الكتاب. ولذلك يا من يسمّي نفسه خادم رسول الله فعليك أخي الكريم أن ترجع إلى الطائفة الذين يجادلون الإمام المهديّ عبد النعيم الأعظم، فمثلك كمثل الدكتور أحمد عمرو الذي يجادلنا في الدعوة إلى تحقيق رضوان الله النّعيم الأعظم من جنّته على عباده.

    ويا سبحان الله! يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، فكيف تفتي أنّ رضوان الله ليس إلا جزءٌ من النّعيم؟ ويا رجل، فلولا رضوان الله عليهم لما اشتمّوا رائحة جنّات النّعيم على مسافة ألف عامٍ؛ بل رضوان الله هو الأساس وما خلق الله الخلق إلا ليعبدوه وحده لا شريك له فيتّبعون رضوان الله، وإنّما جعل الجنّة جزاءً لمن يتّبع رضوانه والنّار جزاءً لمن يتّبع ما يسخط الله، فلا تكن من الجاهلين.

    ونحن قوم يحبّهم الله ويحبّونه اتّخذنا رضوان الله غايةً فلن نرضى حتى يرضى لكون ذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا، وليس معنى ذلك أنّنا لا نريد جنّة الله، ومن الذي يرفض جنّات النّعيم؟ ولكن يا رجل، كيف نهنأ بجنّات النّعيم والحور العين وأحبّ شيء إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ على عباده الضالين الذي يسمعهم يقولون حين تتقلب وجوههم في النّار. وقال الله تعالى:
    {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ‌ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّـهَ وَأَطَعْنَا الرَّ‌سُولَا ﴿٦٦﴾ وَقَالُوا رَ‌بَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَ‌اءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿٦٧﴾ رَ‌بَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرً‌ا ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

    ويا (خادم رسول الله)، لا تحرّف كلام الله عن مواضعه المقصودة. في قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    ويا رجل، إنّكم لتنكرون تحسّر الله في نفسه لكونكم تجهلون تعريف صفات روح الله النفسيّة ولا تميّزون بين صفات روحه النفسيّة والصّفات الذاتيّة، ألا وإنّ الصّفات الذاتيّة هي الصّفات الأزليّة لا تتبدّل ولا تتغيّر لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكنّ الإمام المهديّ يدعوكم ليُعرّفكم على صفات الربّ الروحيّة وهي صفاتٌ في نفسه تعالى، ومنها صفة رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم لدى قوم يحبّهم الله ويحبّونه، ولذلك لن يرضوا حتى يرضى وهم على ذلك من الشاهدين وأنّ الإمام المهديّ هو حقاً العبد الخبير بالرحمن. وذلكم تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ الرَّ‌حْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرً‌ا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهدي عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. من الأنصار السابقين الأخيار

    May 2013

    ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ان

    المشاركات : 396

    افتراضي


    اقتباس المشاركة 87403 من موضوع ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..


    - 4 -

    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=87397

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 04 - 1434 هـ
    24 - 02 - 2013 مـ
    06:45 صــــباحاً
    ــــــــــــــــــــــ


    وما يلي أسئلةٌ موجهةٌ من فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو إلى الإمام ناصر محمد اليماني كما يلي بالحقّ من غير تحريفٍ ولا تزييف :

    اقتباس المشاركة :
    1- ذكرت أن صفات الله منها أزلية ومنها نفسية تتغير وليست أزلية وعليه يمكن أن تزول ويمكن أن يكتسب الله صفة لم تكن فيه من قبل!! فما هو البيان الحق من الذكر الحكيم على قولك غير أزلية؟
    2- هل صفات الله يمكن أن نشتق منها اسماً لله من ذات أنفسنا ونسميه بالاسم الجديد المشتق من الصفة؟ أم إنه يجب علينا أن نلتزم بنص من القرآن وبنص من السنة الصحيحة الموافقة للقرآن عند تسميتنا لله؟
    3- هل يكمن أن تحدد لنا أيّاً من صفات الله أزلية وأيّاً منها غير أزلية؟
    4- هل تؤمن بصفات الله وأسمائه بما تحمله من معنى كما هي نصاً دون تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟ أم إنك تقول أنه يجوز أحد هذه الأشياء الخمسة في شرحنا لأسماء الله وصفاته، التأويل أو التحريف أو التعطيل أو التشبيه أو التكييف؟ أرجو تحديد من منهم أنت موافق أن تفعله مع الأسماء والصفات؟ إن كنت مجيزاً لأحدها.
    5- هل تؤمن بأن الله هو الخالق قبل أن يخلق الخلق؟ أقصد أن الله لم يكتسب اسم الخالق بعد أن خلقهم بل كان الخالق قبل أن يخلق أحداً، هل تؤمن بذلك؟ هل تؤمن بأن الله هوالسميع قبل أن يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟ هل تؤمن بأن الله هو الخبير قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ليخبره؟ هل تؤمن بأن الله هو الرحيم قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ليرحمه؟ هل تؤمن بأن الله هو المنعم قبل أن يوجد في الوجود أحد غيره ينعم عليهم؟ هل تؤمن بأن الله هو المنعم قبل أن يوجد نعيم في الكون أساساً؟
    6- هل أسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها أزلية ومنها غير أزلية؟ وركز لم نسألك الذاتية والنفسية. بل سألناك الأزلية منها وغير الأزلي منها.
    7- قلت وكررت مراراً وأمرت أنصارك أن يكرروها الآن كإثبات على قولك أنك لن ترضى حتى يرضى الله! هل تقصد أن الله ليس راضياً في نفسه الآن؟ 8- قلت وكررت مراراً أنك لن ترضى حتى يرضى، فإن كان جوابك على السؤال 7 بالإيجاب وقلت نعم الله ليس راضياً الآن في نفسه، فأرجو أن تجيب على هذا البند: لن ترضى حتى يرضى فهل تعني أنك لستَ راضياً الآن بما قسّمه لك الله في الدنيا من أي نعيم في الدنيا أعطاك الله إياه فإنك لستَ راضياً به، فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الآن وحزين؟ فكيف سيهنأ لك العيش في النعيم الدنيوي الذي أعطاك الله إياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الإمام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي أنت فيه الآن كيف تهنأ فيه وحبيب قلبك حزين؟ فهل أنت لستَ راضياً الآن بما قسّمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    9- هل تؤمن بأن الإنسان مخلوق وبأن أعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟ وعليه هل تؤمن بأن الأمور المعنوية في الإنسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن أنها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وأئمة الكتاب وجميع المسلمين في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأِ الأعلى إلى يوم الدين، أما بعد..

    ويا فضيلة الدكتور أحمد عمرو المكرم والمحترم، لقد ألقيتَ إلينا أسئلة ولكلّ سؤالٍ لدينا جوابٌ مفصّلٌ بالصفحات، ولكنّي سوف أُلقي إليك بالجواب المختصر من محكم الذكر ذكرى لأولي الأبصار لعلهم يتّقون. ونبدأ بالجواب على السؤال الأول الذي يقول فيه الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    1- ذكرت أن صفات الله منها أزلية ومنها نفسية تتغير وليست أزلية وعليه يمكن أن تزول ويمكن أن يكتسب الله صفة لم تكن فيه من قبل!! فما هو البيان الحق من الذِّكر الحكيم على قولك غير أزلية؟

    ومن ثم يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: يا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، إنّك تعلم المقصود بالأزل القديم وأنّه الأول قبل كل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الحديد:3].

    وأشهد لله أنّ صفة رضوان الله على عباده من أسماء صفاته النفسيّة وأنّه في نفسه لا راضٍ ولا غضبان من قبل أن يخلق الخلق إلا من بعد أن خلق الخلق، فالذين عبدوا الله وحده لا شريك له رضي الله عنهم والذين كفروا وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً باءوا بغضبٍ من الله.


    ويا دكتور أحمد عمرو، إنّك تصف الله أنّه غاضبٌ من قبل أن يخلق الخلق، ومن ثم أقول لك فبأيّ حقٍّ يغضب الله على عباده من قبل أن يخلقهم سبحانه؟ وحتى ولو كان يعلم بما سوف يفعلون فلا ينبغي له أن يغضب من قبل أن يعملوا ما يغضبه ويقيم الحجّة عليهم بالحقّ من غير ظلمٍ؛ بل يرسل إليهم رسله من قبل أن ينالهم غضب من ربّهم، ولا ينبغي لله أن يغضب عليهم وهم لا يعلمون ما حرّم الله عليهم؛ بل يغضب الله عليهم من بعد أن يُبيّن لهم حدود الله، فمن تعدّى حدود الله بغياً فقد ظلم نفسه وغضب الله عليه حتى يتوب إلى ربّه متاباً، ثم يرضى عليه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين. إذاً الله لا يغضب على العبيد إلا من بعد ما يبيّن لهم حدوده عن طريق رسل الله إليهم حتى لا تكون لهم الحجّة على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    حتى إذا بعث الله إليهم رسله ودعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فأبوا إلا أن يعبدوا ما وجدوا عليه آباءهم فمن ثم يقع عليهم في نفس الله الغضب بسبب شركهم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُمْ رِ‌جْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وأمّا الرضوان فيأتي في نفس الله على الذين اتّبعوا داعي الحقّ من ربّهم حين الاتّباع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:100].

    ومن نكث عهده فقد استبدل رضوان الله بغضبه ومأواه جهنّم وساءت مصيراً.

    ويا أحمد عمرو، إن صفات الله الأزليّة أنّه الأحدُ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد لكونه ذي القوة المتين، ومن صفاته الأزليّة في نفسه أنّه الكريم الرحيم. ومن أسماء صفاته ما جعله الله وصفاً لحقيقة كافة أسماء ذاته وأسماء صفاته ألا وهو الاسم (العظيم)، فهو كذلك من أسماء صفات الربّ الأزليّة ولكنّه وصفٌ لكافة أسماء الذات وأسماء الصفات لكونه هو الله العليّ العظيم في حجم ذاته سبحانه، كون الله في ذاته أكبر من كل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وكذلك الأعظم في رحمته والأعظم في كرمه والأعظم في عفوه والأعظم في قوته والأعظم في قدرته والأعظم في كافة صفاته العظمى، وكلُّ صفاته عظمى إن هذا لهو حقّ اليقين فسبح باسم ربك العظيم.

    وأما صفة الرضوان في نفسه فهذه الصفة جعل الله تحقيقها في نفسه بسبب عباده حتى لا تكن لهم الحجّة على ربّهم، فمنهم من يسعى إلى تحقيق رضوان ربّه عليه. تصديقاً لقول الله تعالى على لسان نبيّه موسى صلّى الله عليه وعلى آل موسى وآل هارون وأسلّم تسليماً، وقال الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} صدق الله العظيم [طه:84].

    ومنهم من كرهوا رضوان الله واتّبعوا ما يسخط الله فغضب الله عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:28]، فانظر لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم، فالخيار لهم من بعد أن بيّن الله لهم ما يرضى به لعباده وبيّن لهم ما لا يرضى به لعباده ويُسخط نفسه، فالذين اتّبعوا ما يحبّه الله ويرضى به لعباده أحبّهم الله ورضي عنهم وأرضاهم بما يتمنّونه من ربّهم؛ إنّه عظيمٌ كريمٌ. وأمّا الذين كرهوا رضوان الله واتّبعوا ما يسخطه غَضِبَ الله عليهم وأعدّ لهم عذاباً عظيماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} صدق الله العظيم، ولكن حبيبي في الله الدكتور أحمد عمرو يفتي أنّ غضب الله ورضوانه موجودان في نفسه منذ الأزل الأول من قبل أن يخلق الله الخلق، ولكنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أفتي بالحقّ عن حقيقة حال نفس الله سبحانه من قبل أن يخلق الخلق فرضوانه صفر وغضبه صفر لكونه على من يغضب وعلى من يرضى وهو الأول ليس قبله شيء يرضى عليه وليس قبله شيء يغضب عليه! فلم يخلق الخلق بعد ولم يفعلوا بعد ما يغضبه أو يرضيه، فكيف يغضب على عباده من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يقيم عليهم الحجّة ببعث رسل الله إليهم حتى إذا أعرضوا عن دعوة الحقّ من ربّهم! فهنا يقع عليهم غضبٌ في نفس الله بالحقّ من غير ظلمٍ، ثم يعذبهم الله ويحكم بينهم وبين أوليائه بالحقّ، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّ‌بِّكُمْ رِ‌جْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ فَانتَظِرُ‌وا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِ‌ينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن أغضب نفس الله فسوف يبوء بعذابٍ عظيمٍ إلا أن يتوب إلى ربّه من قبل موته فيغفر الله له إنّ ربّي بعباده رؤوفٌ رحيمٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم [آل عمران:30].
    أي يحذّركم أن تُغضِبوا نفس الله لكون الهدف من خلقهم يكمن في نفس الله، ولكنّه ليس بغاضبٍ في نفسه عليهم من قبل إقامة الحجّة عليهم ببعث رسله، ولذلك يرسل إليهم رسله ليبيّنوا لهم ما يغضب نفس الله وما يرضي نفسه سبحانه، ولذلك يحذّر عباده أن يتّبعوا ما يُسخط نفسَه فيعذّبهم عذاباً عظيماً ويلقيهم في نار الجّحيم.
    انتهى الجواب عن السؤال الأول.

    ومن ثم نأتي لسؤال الدكتور أحمد عمرو رقم 2 الذي يقول فيه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    2- هل صفات الله يمكن أن نشتق منها اسماً لله من ذات أنفسنا ونسميه بالاسم الجديد المشتق من الصفة؟ أم إنه يجب علينا أن نلتزم بنص من القرآن وبنص من السنة الصحيحة الموافقة للقرآن عند تسميتنا لله؟
    انتهى الاقتباس

    والجواب إلى أولي الألباب: لا ينبغي تسميّة الله بغير أسماء ذاته وأسماء صفاته الحسنى كما بيّنها الله في محكم كتاب وفي السُّنة النبويّة الحقّ، ولا ينبغي أن نأتي له باسمٍ لم يكن من أسمائه الحسنى أو من أسماء صفاته العظمى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:180].

    وكذلك من أسماء ذاته ما يوصف به صفات الربّ الظاهريّة والباطنيّة مثال الاسم (الأكبر)، فهذا من أسماء الله الحسنى، وهذا الاسم من صفات الربّ الظاهريّة، وهذا الاسم يوصف الله به بأنّه أكبر في ذاته من كافة خلقه أجمعين، فلا يوجد شيء في خلق الله يساويه في الحجم سبحانه، ولذلك أمر عباده أن يقولوا في صلواتهم: (( الله أَكبر )). أي الله أكبر من كافة خلقه أجمعين سبحانه وتعالى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وكذلك أمركم الله أن تقولوا في الصلوات (( الله أَكبر )) لكون رضوان نفس الله على عباده هو النّعيم الأكبر من جنّته التي عرضها السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72]

    فهو الأكبر في ذاته سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! وهو الأكبر في نعيم رضوان نفسه على عباده، فقدِّروا الله حقّ قدره إن كنتم إيّاه تعبدون.
    ونكتفي بهذا القدر من الإجابة عن سؤالين اثنين وإن شاء الله نستكمل إجابات الأسئلة الأخرى في فرصةٍ أخرى بإذن الله السميع العليم، ومن ثمّ نقيم الحجّة بالحقّ على فضيلة الدكتور أحمد عمرو وكافة علماء المسلمين وعداً غير مكذوب بإذن الله السميع العليم.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. من الأنصار السابقين الأخيار

    May 2013

    ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ان

    المشاركات : 396

    افتراضي


    اقتباس المشاركة 88109 من موضوع ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..

    - 7 -
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=88101

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 04 - 1434 هـ
    01 - 03 - 2013 مـ
    04:14 صـباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    من بيان الإنسان الذي علّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؛ فتاوى للسائلين
    ..


    ونبدأ بعرض الأسئلة من فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمرو كما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    3هل يمكن ان تحدد لنا ايا من صفات الله ازلية وايا منها غير ازلية ؟
    4 هل تؤمن بصفات الله واسماءه بما تحمله من معنى كما هي نصا دون تاويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تكييف؟
    ام انك تقول انه يجوز احد هذه الاشياء الخمسة في شرحنا لاسماء الله وصفاته, التاويل او التحريف او التعطيل او التشبيه او التكييف؟
    ارجوا تحديد من منهم انت موافق ان تفعله مع الاسماء والصفات؟ ان كنت مجيزا لاحدها .
    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هوالسميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    6 هل اسماء الله سبحانه وتعالى كذلك منها ازلية ومنها غير ازلية ؟
    وركز لم نسالك الذاتية والنفسية . بل سالناك الازلية منها والغير ازلي منها
    7 قلت وكررت مرارا وامرت انصارك ان يكرروها الان كاثبات على قولك انك لن ترضى حتى يرضى الله!!!
    هل تقصد ان الله ليس راضيا في نفسه الان؟
    8 قلت وكررت مرارا انك لن ترضى حتى يرضى
    فان كان جوابك على السؤال 7 بالايجاب وقلت نعم الله ليس راضيا الان في نفسه , فارجوا ان تجيب على هذا البند
    لن ترضى حتى ترضى فهل تعني انك لست راضيا الان بما قسمه لك الله في الدنيا من اي نعيم في الدنيا اعطاك الله اياه فانك لست راضيا به فكيف ترضى وحبيب قلبك الله حزين ومتحسر الان وحزين فكيف سيهنا لك العيش في النعيم الدنيوي الذي اعطاك الله اياه وجعلك شيخ قبيلة معروفة في اليمن وجعلك الامام المهدي وجعلك خليفته وكل هذا النعيم الذي انت فيه الان كيف تهنا فيه وحبيب قلبك حزين
    فهل انت لست راضيا الان بما قسمه الله لك من النعيم في الدنيا؟
    9 هل تؤمن بان الانسان مخلوق وبان اعماله مخلوقة من قبل الخالق الرحمن عز وجل؟
    وعليه هل تؤمن بان الامور المعنوية في الانسان من الحزن والفرح والغضب والرضى في نفس المرء هل تؤمن انها مخلوقة من قبل الله خلقها الله في نفس البشر؟
    ــــــــــــــــــ
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وأئمة الكتاب كلّ منهم سراجٌ لأمّته، وأصلّي عليهم جميعاً وأسلّم تسليماً وآلهم الأطهار والتّابعين لدعوة الحقّ من ربّهم في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    فتلك أسئلةٌ تعجيزيّةٌ كما تزعم أنّك سوف تُعْجِزُ بها الإمام المهديّ فلا يجد الجواب في محكم الكتاب! هيهات هيهات، بل سوف ننطِق بالحقّ ذكرى لأولي الألباب، ومن ثم نبدأ بتفصيل الإجابة عن السؤال الخامس كونه من أصعب الأسئلة في نظر أحمد عمرو وكذلك في نظر السائلين، وكذلك أحمد عمرو وكافة السائلين لا يملكون له الجواب إلا من آتاه الله علم الكتاب ولكن الإجابة على السؤال الخامس يسيرة على الإنسان الذي يعلّمه الرحمنُ البيان الحقّ للقرآن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كون الإجابة عليه سوف تكفي أن تكون إجابةً على كافة الأسئلة المتبقية كونها تصبّ في مصبٍّ واحدٍ إلا أن يصّر أحمد عمرو أن نُجِب عليها جميعاً فنحن لها بإذن الله العليم الحكيم. وإلى السؤال الخامس...

    ومن ثم نأتي للإجابة عن السؤال الخامس الذي يقول فيه الدكتور أحمد عمرو ما يلي:
    اقتباس المشاركة :

    5هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا , هل تؤمن بذلك؟
    هل تؤمن بان الله هو السميع قبل ان يوجد من يسمعهم الله في الوجود؟
    هل تؤمن بان الله هو الخبير قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليخبره؟
    هل تؤمن بان الله هو الرحيم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ليرحمه؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد في الوجود احد غيره ينعم عليهم؟
    هل تؤمن بان الله هو المنعم قبل ان يوجد نعيم في الكون اساسا؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ونقتبس شطر من السؤال كما يلي:

    اقتباس المشاركة :
    5 - هل تؤمن بان الله هو الخالق قبل ان يخلق الخلق ؟ اقصد ان الله لم يكتسب اسم الخالق بعد ان خلقهم بل كان الخالق قبل ان يخلق احدا ، هل تؤمن بذلك؟
    انتهى الاقتباس

    ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره لا حجّة لله على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن
    (يؤمن) بأنّ الله هو الخالق من قبل أن يخلق الخلق حتى أرى برهان خلقه على الواقع الحقيقي فانظرُ ماذا خلق الله، لكون الله جعل خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما هو البرهان لحقيقة اسمه أنّه الخلاّق العليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ‌ عَمَدٍ تَرَ‌وْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْ‌ضِ رَ‌وَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ‌يمٍ ﴿١٠هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    فهنا قدّم الله البرهان لحقيقة اسمه أنّه
    (الخالق) بالحقّ على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وبما أنّه لا خلّاق غير الله ولكن الله تحدّى إن كان يوجد خلّاقٌ سواه بأنّ يأتي ببرهان خلقه على الواقع الحقيقي. ولذلك قال الله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} صدق الله العظيم. وكذلك جميع أسماء صفات الربّ جعل الله لكلٍّ منهنّ برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم.

    ويا فضيلة الدكتور أحمد عمرو، إنّك تريد أن تُعجز الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات.. فما دام الأمر متعلِّقاً بكتاب الله القرآن العظيم فأنا ببيانه زعيمٌ بإذن الله السميع لمن دعاه العليم بما في أنفس عباده، فلا بدّ لله أن يُصدّق بأسمائه الحسنى بالحقّ على الواقع الحقيقي،
    فحين يَصِف الله نفسه أنّه الرّزاق الذي يرزقكم من السماء والأرض فيظلّ اسماً فقط حتى يأتي الله بالبرهان لهذا الاسم بالحقّ على الواقع الحقيقي. وإلى البرهان للاسم (الرّزاق) في محكم القرآن. وقال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} صدق الله العظيم [سبأ:24].

    فما هو البرهان على الواقع الحقيقي الذي يثبت أنّ الله هو حقّاً الرّزاق؟ وقال الله تعالى:
    {فَلْيَنظُرِ‌ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ ﴿٢٤﴾ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿٢٥﴾ ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْ‌ضَ شَقًّا ﴿٢٦﴾ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿٢٧﴾ وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿٢٨﴾ وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿٢٩﴾ وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿٣٠﴾ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١﴾ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    وكذلك لكل اسم من أسماء الله الذي يصف نفسَه بها جعل لكل اسم حقيقةً تجدونها على الواقع الحقيقي فترون حقيقة ذلك الاسم بأمِّ أعينكم وتشعر به كافّة حواسكم، فهو الخالق لأنفسكم؛ وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟ وهو البارئ لأمراضكم؛ أمْ مَنْ يشفيكم غير البارئ إن كنتم صادقين؟

    ولكل اسمٍ من أسماء الله التي يصف بها نفسه تجدون له برهاناً بالحقّ على الواقع الحقيقي ترونه بأعينكم وتشعر به كافة حواسكم إلا البرهان لحقيقة رضوان الربّ الذي يكمن فيه سرّ الحكمة من خلقكم فتبصره قلوبكم وترى أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته لا شك ولا ريب.
    ألا والله لا يزداد معيار اليقين شيئاً في قلوب قومٍ يحبّهم ويحبّونه يوم لقاء ربّهم؛ بل رؤيتهم كما هي ويقينهم لن يزداد شيئاً ولا مثقال ذرةٍ يوم لقاء الربّ، بمعنى أنّ يقين قلوبهم لن يزداد يوم لقاء الله بأنّ رضوان نفسه هو النّعيم الأعظم من نعيم جنّته كون هذه عقيدة رسخت في قلوبهم أعظم من رسوخ هذا الكون العظيم فقد يزول ولن تزول هذه العقيدة في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه في حقيقة رضوان الله أنّه النّعيم الأعظم من نعيم جنّته، ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين، وهم يعلمون علم اليقين أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ حين يجعلهم شهداء بيان النّعيم الأعظم؛
    (نعيم رضوان الرحمن على عباده) أنّه حقّاً النّعيم الأعظم من نعيم جنّته. ولا نزال نقول وهم على ذلك من الشاهدين (قوم يحبّهم الله ويحبّونه) في هذه الأمّة. وقال الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ولدينا مزيدٌ مما علّمني ربّي، ومن كان مُعلِّمُه الرحمن فلن يُهيمن عليه علماءُ الإنس والجانّ ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى من المهدي المنتظر إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكافة قادات العرب والمسلمين
    مشاركات: 73
    آخر مشاركة: 19-06-2023, 11:46 AM
  2. بسم الله الرحمن الرحيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 116
    آخر مشاركة: 07-01-2023, 04:48 PM
  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    بواسطة فإن حزب الله هم الغالبون في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-03-2021, 02:28 AM
  4. بسم الله الرحمن الرحيم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-02-2015, 05:22 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •