صلى الله وسلم عليك يا إمام العالمين وزادك الله علما ورفعة ، ولقد منّ الله علي أن أطلع على بياناتك منذ نحو ثماني سنوات فصدقتُ وآمنتُ وخضع عقلي لنور الحق الباهر فيها وانشرح صدري لها على ما كنت قد امتلأت من علوم المشايخ المخالفة لأكثر ما في البيانات، فلله الحمد والمنّة، واستوعبتُ تلك البيانات المباركة وكان سهلا علي أن أفهمها ، إلا بيانات الإدراك، فلقد كانت تتفلت كما تتفلّت الإبل من مرابضها؛ كلما قلتُ عقلْتُها عادت تتفلّت وتغمض عليّ أشياء فيها ، وكلما رتقتُها من جانب انخرقتْ من جانب آخر، مع إيماني التام بأن كل ما فيها حقّ بلا شك أو ريب، فسلمتُ أمري لله ،وقلت لهذا العلم أهله ويكفيني ما تعلمت من بيانات النور مما سواها، وفي القلب غصة أن لا أكون أحطت بهذا العلم إحاطة ترضيني، وعلمتُ أنه سيأتي يوم يتضح فيه علم الإدراك حين يزيدنا الإمام الكريم من تفصيله بالحق والبيان الظاهر الواضح التام ،وأن هذا اليوم لم يأت بعد ،وللإمام حكمة في تأخير تفصيل البيان،واليوم زاد تأكدي مما فهمته بهذا الشأن، فأصبرُ مع الأنصار إلى أن يأتي زمانُ توضيح هذا العلم، والحمد لله على كل حال ، وصلى الله على أنبيائه ورسله وأتباعهم بالحق وسلم تسليما كثيرا.