الموضوع: هل المسيح الدجال هو إبليس؟

النتائج 1 إلى 10 من 125
  1. Question هل المسيح الدجال هو إبليس؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى خليفة الله ناصر محمد اليماني وبعد:
    سؤال : هل الدجال هو الشيطان الرجيم اي أبليس الملعون نفسه؟
    وأذا كان الدجال يموت على يد عيسى بن مريم عليه السلام هذا يعني الشيطان الرجيم(أبليس) قد مات قبل موعده وهو يوم البعث
    قال تعالى "
    قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم"سورة الحجر أية 40
    هل من توضيح في هذه النقطه لانه فيها اللتباس

    قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران 52

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ما فهمته من الامام بأنه الدجال هو نفسه الشيطان الرجيم الذي نفسه اسمه ابليس وان الوعد البعث هو البعث الاول ....فهل يقتله المسيح عليه السلام بعد ذلك
    اقتباس من بيان الامام
    "المسيح الدجال والذي هو ذاته المُبلس من رحمة الله الشيطان الرجيم المُنظر إلى يوم البعث الأول ويريد ان يدعي الربوبية"
    قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران 52

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة ةالسلام على سيدنا محمد وآلة وصحبة وعلى امامنا الحق المبين الذى اخرجنا الله بة من الشك الى اليقين وعلى انصارة السابقين .

    بارك الله فى اخى الحبيب ابو ناصر فقد شملت الموضوع من جميع الجوانب فطولت فبينت واختصرت فبينت فبارك الله فيك .
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شكرا اخي ابوناصر وضحت الصورة وذاك السوال او الشبهة متداولة في بعض المنتديات كون ان ابليس قد انظره الله الي يوم البعث الاكبر فكيف يقتله المسيح عليه السلام اما الان فقد فهمنا من بيان الامام ان المهله الي البعث الاول فقط لكي يدعي الربوبية فشكرا لك على الاضاح والتبيان
    قال تعالى: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران 52

  5. Question هل المسيح الدجال هو إبليس؟

    مصير سادات و أكابر الطغيان

    يذكر لنا ربنا فى قرآنه العزيز موقف أهل النار من بعضهم البعض يوم القيامة فالضعيف يدعى أنه أطاع القوى و الفقير يدعى أنه أطاع الغنى و اللاحق يدعى أنه السابق. و لذلك فأهل النار يطالبون مضاعفة العذاب لرؤوس الفساد
    { وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)} الأحزاب 67-68.

    { قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61)} ص 60-61.

    و ما ينطبق على عالم الإنس نجد مثله تماما فى عالم الجن فطلب مضاعفة العذاب لرؤوس الفساد فى عالم الثقلين

    {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)} الأعراف 39-41.

    و لكن الله يخبرنا ببطلان هذه الحجة.

    {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)} الأعراف 172-174.

    هل هناك زعيم واحد لمملكة الشر أم زعيمين؟

    فإذا كان هذا موقف أهل النار من سادات الفساد و الطغيان. فما بالنا بموقفهم من الشخصية الأولى المؤسسة لمملكة الشر فى حياة الإبتلاء الإبتلاء الأرضية؟ قد يظن البعض أن رأس الفساد و الإضلال فى عالم الثقلين هو إبليس و لكن هذه الآيات التالية تقرر لنا حقيقة أخرى

    {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)} فصلت 25-29.

    فأهل النار لم يستكفوا بطلبهم بمضاعفة العذاب لرأس مملكة الشر كما فعلوا مع سادات الطغيان فى زمانهم بل أرادوا الإنتقام بنفسهم و لكن ممن؟ من إبليس. لا لقد طالبوا بزعيمين مؤسسين لمملكة الشر فى الحياة الأرضية فالخطاب كان بصيغة المثنى! أحدهما من الجن و لا نتخيل أحد غير إبليس ليكون زعيم الشر فى الجان. و لكن من هو الزعيم الإنسى الآخر الذى يطالب به أهل النار مع إبليس؟

    و هنا يأتى دور السنة المحمدية التى بينت لنا أمر الزعيم الإنسى لمملكة الشر ألا و هو المسيح الدجال. فمن غيره يكون المقصود؟ و لذلك يخبرنا رسولنا محمد عليه الصلاة و السلام أن ما من رسول إلا و حذر أمته فتنة الدجال و هذا ما سنعرفه لاحقاً. إذا فهو شخصية موجودة و ملازمة لكل الأنبياء فى كل العصور و لذلك فليس من المستبعد أنه من المنظرين كما هو الحال مع إبليس. و إذا قارنا قول الرسول ما من رسول إلا و حذر أمته فتنة الدجال مع قوله عز وجل

    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} النحل 36.

    و سؤالى هذه الآيات الكريمات (فصلت 25-29) تقر بوجود شخصيتن هما أصل الشر أحدهما من الجن و الآخر من الإنس. و أرى أنهما إبليس الجن و إبليس الإنس قابيل ابن سيدنا آدم أول من ضل من الإنس و لنفس أسباب ضلال إبليس الجن. و لكنى أراكم تقولون بأن المسيح الدجال هو إبليس. فمن تكون الشحصية الإنسية المذكورة فى الآيات؟

  6. افتراضي





    اقتباس المشاركة : سفينة النجاة

    تحميل كتاب حقيقة
    المسيح الدجال الأشر بصيغة PDF رابط التحميل

    http://www.gulfup.com/?glZepF


    القول المختصر في المسيح الدجال الكذاب الأشر (الجزء 1)
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1306

    القول المختصر في المسيح الدجال الكذاب الأشر (الجزء 2)

    تحميل كتاب يأجــــــــوج و مأجــــــــــــــوج بصيغة PDF رابط التحميل
    http://www.mediafire.com/download/vj80znwjmq80kkx/كتاب+يأجوج+ومأجوج.pdf

    حقيقة ياجوج وماجوج والأرض المجوفة من القرأن العظيم
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?2790

    معجزة الإمام المهدي لبيان خفايا أسرار القرآن وتفاصيل بيان نبي الله ذي القرنين ومن يكون

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=20546


    رحلة ذي القرنين كانت رحلة دعوية وجهادية في سبيل الله

    من هو ذو القرنين هل هو كورش أم الإسكندر؟
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?15498

    بيان الإمام المهدي عن فتنة الماسونية العالمية طلائع المسيح الكذاب
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1498..

    بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنِّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=6328..


    قصة نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?1308

    يامعشر البشر إن السحرة والمُفترين هم سبب هلاك الأمم ..
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=1422
    انتهى الاقتباس من سفينة النجاة




    اقتباس المشاركة 4509 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    -1-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    06 - جمادى الآخرة - 1428 هـ
    22 - 06 - 2007 مـ
    10:49 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ


    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمُرسلين من أولهم إلى خاتم مسكهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلى من والاهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ثم أمّا بعد..

    يا معشر المسلمين، حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن إلا الحقّ، ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون. تصديقاً لقوله تعالى:
    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    يا معشر المُسلمين إنما جعلني الله المُنقذ لكم من فتنة المسيح الكذاب بسبب أحاديث الفتنة التي جعلت الحقّ باطلاً والباطل حقاً، ويريد المسيح الكذّاب أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنّه الله ربّ العالمين، وإنّهُ لكذابٌ لذلك يُسمّى المسيح الكذاب، وما ينبغي لابن مريم أن يقول ذلك، وقد علّمكم الله في القُرآن بأنهُ هو الشيطان الرجيم بذاته، وعلّمكم يا معشر المُسلمين بأنّه لولا فضل الله عليكم ورحمته بالبيان الحق للقُرآن على لسان المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم الشيطان يا معشر المُسلمين إلا قليلاً منكم، وذلك هو التأويل الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وإليكم التأويل الحقّ لهذه الآية وليس بالظنّ اجتهاداً مني والظنّ لا يُغني من الحق شيئاً؛ بل بنص القرآن العظيم في نفس الموضوع، وليس قياساً ولا اجتهاداً بل بالبيان الحقّ من نفس القُرآن، ولا وحيٌ جديد. وإليكم التأويل الحقّ بإذن الله بسؤال افتراضي:

    ســـ 1: ومن هي الطائفة من المؤمنين الذين يحضرون مجلس رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - للاستماع إلى أحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ومن ثم إذا خرجوا من عنده يُبيِّتون غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام؟
    جــــ 1: إنّ تلك الطائفة هم المُنافقون من اليهود من شياطين البشر حضروا إلى محمدٍ رسول الله - صلى عليه وآله وسلم - وشهدوا بين يديه لله بالوحدانيّة ولمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة، وذلك حتى يكونوا من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ظاهر الأمر ويبطنون المكر، ويريدون أن يكونوا من رواة الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يستمع إليهم بعض المؤمنين فيرَوا لهم أحاديث غير التي قالها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك ليصدّوا المؤمنين عن سبيل الله فيفتنوهم عن طريق الحديث لأنهم علموا بأنهم لن يستطيعوا أن يفتنوهم عن طريق القرآن الذي وعد الله المؤمنين بحفظه من التحريف، وهذه الطائفة هي الطائفة التي ذكرها الله في سورةٍ أخرى فأنزل سورةً في شأنهم ومكرهم. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    وتلك هي تصديتهم عن الله ورسوله يُبيِّتون غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام وأما بين يديه فيقولون الحقّ! فيُعجب رسول الله قولهم، وكذلك ليرى صحابته الحقّ بأنه أعجب رسول الله قولهم، وذلك حتى يثقوا فيهم فيأخذوا عنهم، وذلك لأنهم سوف يُبيِّتون بعد الخروج غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام حتى يصدّوا المؤمنين عن الحقّ وخصوصاً من بعد موت محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.

    ســــ 2: ولكن الله بيّن لمحمدٍ رسول الله شأنهم في سورة المُنافقون فلماذا لم يطردهم؟
    جــــ 2: لم يقمْ رسول الله بطردهم وذلك لأنّ الله أمره أن لا يطردهم وأن يعرض عنهم وإنما ليحذرهم. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم.

    ســــ 3: ولماذا أمر الله رسوله أن يعرض عنهم فلا يطردهم؟
    جــــ 3: لقد أمر الله رسوله أن لا يطردهم ليعلم من الذي سوف يصدّق بالبيان الحق للقرآن فيستمسك بحبل الله القرآن العظيم ممن سوف يكذب بالبيان الحق للقرآن فيعرض عنه ويزعم أنه يؤمن به ثم يستمسك بأحاديث تُخالف حديث الله جملةً وتفصيلاً، وذلك لأنّ القُرآن هو المرجع لسنة محمدٍ رسول الله، وما كان من السُّنة ليس من عند الله ورسوله فإن المؤمنين سوف يجدون بين الأحاديث المُفتراة وبين القُرآن اختلافاً كثيراً، وذلك إذا تدبّروا القُرآن المُحكم والواضح والبين وليس المُتشابه. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ســــ 4: وما هو الأمر {مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} المؤمنين؟
    جــــ 4: أما {أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} فهو قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7]، وذلك لأنه من أطاع الله ورسوله فله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً. وأما قوله {أَوِ الْخَوْفِ} وذلك هو مكر شياطين البشر من اليهود ليظنّ المُسلمون بأنه أمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما المعنى لقوله {أَذَاعُوا بِهِ}، وذلك اختلاف عُلماء الأمة في شأن الأمر في هذا الحديث، فمنهم من يقول إنّه حقٌ عن رسول الله، ومنهم من يُكذب به أنّه عن رسول الله، ومنهم من يُضعفه أو يطعن في راويه، ومن ثم يذيع الخلاف بين عُلماء الأمّة، ولكنهم إذا ردّوه إلى القرآن العظيم فسوف يعلم حقيقة هذا الحديث أئمتهم أولوا الأمر منهم فيستنبطون لهم الحكم الحقّ في شأن هذا الحديث فيثبتوه أنه حقّ من عند الله ورسوله بالبرهان بنصّ القرآن أو ينفونه فيقدمون البرهان بنصّ القرآن بأنه مُفترى ولم يكن من عند الله ورسوله نظراً لأنهم وجدوا بأنّ بين هذا الحديث المُفترى وبين حديث الله اختلافاً كثيراً، ومن هُنا علم أولو الأمر والذين هم من أهل الذكر بأنّ هذا الحديث لم يكن من عند الله ورسوله نظراً لاختلافه مع حديث الله، ومن أصدق من الله حديثاً؟

    ســــ 5: وما معنى قوله في نفس الآية { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ }؟
    جـــــ 5: ويقصد به المُسلمين بأنه لولا فضل الله عليكم ورحمته لاتّبعتم الشيطان إلا قليلاً، وذلك لأنّ اليهود استطاعوا أن يدسّوا أحاديث الباطل في سُنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتكون ضدّ المهديّ المنتظَر فيكذّبه المسلمون فيتّبعون خصمه الشيطان الرجيم الذي هو نفسه المسيح الكذاب، وذلك لأنّ المهديّ المُنتظَر لم يأتِ بكتاب جديدٍ بل البيان الحقّ للقرآن، فيبيّن لهم حديث الحقّ من الحديث الباطل بمرجعية البيان الحقّ للقرآن، ولذلك أخاطب الناس بالقرآن والرجوع إليه ناظرين فيه نظرة التدبّر كما أمرهم الله بذلك، واليماني المُنتظَر الذي هو نفسه المهديّ المنتظَر هو فضل الله عليكم ورحمته والمُنقذ لكم ولولاه بإذن الله لاتّبعتم الشيطان (المسيح الكذاب) يا معشر المسلمين إلا قليلاً، ولذلك يُسمّى المهديّ المنتظَر (المنقذ) أي المُنقذ للمسلمين من فتنة الشيطان الرجيم والذي هو نفسه المسيح الكذاب، وقد بيّنّا لكم لماذا يُسمّى المسيح الكذاب، وذلك لأنه سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول إنه الله مُستغِلاً البعث الأول ومُستغِلاً عقيدة النصارى حتى يُري الناس بأن المغضوب عليهم والضالين هم على الحقّ، وأنَّ المُسلمين الذين أنكروا ألوهية ابن مريم أنهم على الباطل. ولذلك قال الله تعالى مخاطباً المُسلمين وليس غيرهم فقال: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم.

    فهل تبيّن لك يا حسين ابن عمر وللمسلمين بأنّ المسيح الكذاب هو ذاته الشيطان الرجيم إبليس؟ وذلك لأنّ هذه الآية تكلمت عن اليهود الذين تظاهروا بالإيمان ليدسّوا لكم أحاديث الفتنة فيتّبعها الذين في قلوبهم زيغٌ عن القرآن العظيم فيصدّقونها ويروونها للمسلمين جيلاً من بعد جيل، فيبيِّتون أحاديث غير التي يقولها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم نجد في نفس الآية بأنّ الله يأمر المؤمنين أن يقوموا بالمُقارنة بين الأحاديث التي ذاع الخلاف بينهم بسببها ومن ثم يقومون بالمقارنة بينها وبين القرآن، ومن ثم علّمكم الله بقاعدة المرجعية الأساسية بأن ما كان منها ليس من عند الله ولا رسوله فحتماً بلا شك أو ريب سوف يجدون بأن بينها وبين القُرآن اختلافاً كثيراً، ومن ثم جاء في نفس الآية ذكر المهديّ المُنتظَر وذكر المسيح الكذاب وذلك في قوله في نفس الآية
    {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾}.
    فاتّبعوني أهدِكم صراطاً مُستقيماً، ولا تتّبعوا الشيطان الرجيم المسيح الكذاب إبليس لعنة الله عليه في كُلّ ثانيةٍ في السنين إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، فبلغوا عني يا معشر عالم الإنترنت وكونوا من نوّابي المُبلغين عني حتى يُظهرني الله على العالمين..

    والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم..
    اليماني المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر والإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر؛ الإمام ناصرمحمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 48653 من موضوع الفهرسة الموضوعية لموسوعة بيانات الإمام المهدي

    ۩ بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم ۩
    ۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞الفهرسة الموضوعية۞۞
    الشاملة لجميع بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞



    اقتباس المشاركة 116269 من موضوع اللهم قـــد بلغت اللهم فاشـــهد ..



    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=116254

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1434 هــ
    16 - 09 - 2013 مـ
    05:05 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اللهم قـــد بلّغتُ، اللهم فاشـــهد
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، السلامُ عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    كونوا شهداء على أمّتكم أنّ عذاب الله على الأبواب وعلماء المسلمين والنّصارى واليهود لم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، وأفوّض الأمر الى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد، فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    (( آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ))
    صدق الله العظيم

  7. Exclamation زعيمين لمملكة الشر و ليس واحد

    السلام عليكم أخى إبراهيم

    إن لى سؤال كنت اود أن يرد على أحد فيه جاء فى الآيات الكريمات

    {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)} فصلت 25-29.

    فأهل النار لم يستكفوا بطلبهم بمضاعفة العذاب لرأس مملكة الشر كما فعلوا مع سادات الطغيان فى زمانهم بل أرادوا الإنتقام بنفسهم و لكن ممن؟ من إبليس. لا لقد طالبوا بزعيمين مؤسسين لمملكة الشر فى الحياة الأرضية فالخطاب كان بصيغة المثنى! أحدهما من الجن و لا نتخيل أحد غير إبليس ليكون زعيم الشر فى الجان. و لكن من هو الزعيم الإنسى الآخر الذى يطالب به أهل النار مع إبليس؟

    و سؤالى هذه الآيات الكريمات (فصلت 25-29) تقر بوجود شخصيتن هما أصل الشر أحدهما من الجن و الآخر من الإنس. و أرى أنهما إبليس الجن و إبليس الإنس قابيل ابن سيدنا آدم أول من ضل من الإنس و لنفس أسباب ضلال إبليس الجن. و لكنى أراكم تقولون بأن المسيح الدجال هو إبليس. فمن تكون الشحصية الإنسية المذكورة فى الآيات؟


    سلام الله و رحمته و بركاته

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على كل المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
    مرحباً بالأخ الكريم
    الباحث عن الحق "تائه" و ما أنت بتائه ما دمت وصلت إلى هنا، هنا بر الأمان، فاعلم أن الحكمة من ابتعاث الله للإمام المهدي هو هذا: إنقاذ الناس و العباد من فتنة المسيح الدجال و من الاتباع الأعمى لأحاديث الباطل المفتراة عن الرسول الأمين من أحبه أكثر من والدي و من أبنائي و أكثر من نفسي، لكن الحب الأعظم لله خالقي و منقذ الأمم ببعث رسله من فضله العظيم، إنقاذ الأمة من فتنة المسيح الدجال الذي هو نفسه و أولياؤه من شياطين البشر من سبب للأمة التيه و الضلال، لكن بإذن من الله رب العالمين فلا يخفى عليه شيء و لا يعجزه شيء و لو أراد لعاقب إبليسَ منذ عصا أمر ربه بالسجود مع الملائكة سجود الطاعة لآدم، لكن أنظره الله إلى يوم البعث و هنا الحكمة التي ينبغي عليك فهمها، لماذا أنظره الله كل هذه المدة و أمد في عمره أكثر من العباد؟ فلهذا السؤال بيان سوف نقتبسه حالما نجده.
    ثم يا أخي الكريم ليس لأنه ذُكر المثنى في الآية فنفهم نحن من ذلك على أن إبليس هو الشخص الأول المعني في صيغة المثنى في تلك الآية و أن المسيح الدجال هو العبد الثاني (الإنسي) الذي قصدت أنت، كلا يا أخي ثم كلا... هذا تفسير بالظن الذي لايغني من الحق شيئاً، أنا أقول و بكل تواضع أني أجهل شخصياً من يكون ذلك الشخص الثاني و لا حتى الأول... لكن أقول الله أعلم و لا أفتي، فأقول أن "الذيْــن" المقصود بهما الفرقتان من الجن و الإنس اللتان أضلتا العباد من الجن و الإنس و أعود لأؤكد لك يا أخي أني لا أفتي بل أقول الله أعلم و أترك أمر الفتوى للإمام الكريم. و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.

    -- دمج --
    اقتباس المشاركة : ابراهيم
    لو أراد الله لعاقب إبليسَ منذ عصا أمر ربه بالسجود مع الملائكة سجود الطاعة لآدم، لكن أنظره الله إلى يوم البعث و هنا الحكمة التي ينبغي عليك فهمها، لماذا أنظره الله كل هذه المدة و أمد في عمره أكثر من العباد؟
    انتهى الاقتباس من ابراهيم
    مصدر البيان من هنا.

    اقتباس المشاركة 21449 من موضوع مزيدٌ من التفصيل عن موعد خروج الشيطان من جنَّة الفتنة التي بباطن أرضكم مَذْءُومًا مدحوراً..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - ذو القعدة - 1432 هـ
    07 - 09 - 2011 مـ
    11:17 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=21440
    ــــــــــــــــ



    مزيدٌ من التفصيل عن موعد خروج الشيطان من جنَّة الفتنة التي بباطن أرضكم مَذْءُومًا مدحوراً ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين..
    قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْ‌نَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْ‌تُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ‌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ‌ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ‌ فِيهَا فَاخْرُ‌جْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِ‌ينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌اطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَ‌هُمْ شَاكِرِ‌ينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُ‌جْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورً‌ا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أليس خروجه من الجنة هو لفتنة من تَبِعهُ من ذريّة آدم بدليل قول الله تعالى:
    {قَالَ اخْرُ‌جْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورً‌ا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم؟ والسؤال هو: فكيف يخرج إليهم وآدم وذريّته في ظهره وزوجته في الجنة فكيف يخرج إليهم؟ ألم تجدوا خروجه إليهم لفتنتهم؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ اخْرُ‌جْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورً‌ا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم؟ فتدبّروا قول الله تعالى: {لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ}، ولكنّهم غير موجودين حيث أنتم حين صدور الأمر فكيف يخرج لفتنتهم؟ ومن ثم تعلمون أنّ تصديق هذا الأمر من الله بإخراجه يأتي تأويله على الواقع الحقيقي في آخر الزمان سيتمّ إخراجه مَذْءُومًا مدحوراً فيّرسل الله عليه ملائكته ليخرجوه منها مَذْءُومًا مدحوراً حين انتهاء الوقت المعلوم، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر]، فمتى هو الوقت المعلوم؟ والجواب: {قَالَ ربّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} والوقت المعلوم هو يوم البعث الأول.

    وسؤال آخر: فمتى اليوم المعلوم؟ والجواب في محكم الكتاب:
    {وَحَرَ‌امٌ عَلَىٰ قَرْ‌يَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} صدق الله العظيم [الأنبياء:95-96].

    وسؤال آخر: متى يكون فتح يأجوج ومأجوج؟ والجواب في محكم الكتاب، يوم مرور كوكب العذاب نار جهنم يوم يعرضها الله للكافرين المكذّبين ليلة مرورها على أرض البشر المرور الأقرب في تاريخ الأرض والبشر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْ‌نَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْ‌جًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَ‌بِّي خَيْرٌ‌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَ‌دْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ‌ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارً‌ا قَالَ آتُونِي أُفْرِ‌غْ عَلَيْهِ قِطْرً‌ا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُ‌وهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾ قَالَ هَـٰذَا رَ‌حْمَةٌ مِّن رَّ‌بِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَ‌بِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَ‌بِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَ‌كْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَ‌ضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ عَرْ‌ضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "فما هو سلطان علمك للمقصود من قول الله تعالى:
    {وَعَرَ‌ضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ عَرْ‌ضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم؛ أنّه يقصد مرورها أمام أعينهم وهم ينظرون إليها؟"، ومن ثمّ نردّ عليه بالحقِّ ونقول: إنّما عرض جهنم في هذا الموضع يقصد به مرورها أمام أعينهم كعرض خيول سليمان عليه الصلاة والسلام حين عرض عليه الخيول الصافنات كعرضٍ عسكريٍّ، وقال الله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٣٠﴾ إِذْ عُرِ‌ضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ‌ عَن ذِكْرِ‌ رَ‌بِّي حَتَّىٰ تَوَارَ‌تْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [ص]. ونستنبط المعنى المقصود لكلمة عرض جهنم: {وَعَرَ‌ضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ عَرْ‌ضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم، يوم تَهَدُّم سدّ ذي القرنين بسبب مرورها الأقرب في تاريخ خلق الأرض، لذلك تتأثّر الأرض التأثّر الأكبر في تاريخ مرور كوكب جهنم، ويسبب انعكاس دوران الأرض فيسبق الليل النهار فيصير الشرق غرباً والغرب شرقاً فتطلع الشمس من مغربها، تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ هَـٰذَا رَ‌حْمَةٌ مِّن رَّ‌بِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَ‌بِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَ‌بِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَ‌كْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَ‌ضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ عَرْ‌ضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وكذلك يحدث في ذلك اليوم البعث الأوّل للكافرين الأوّلين والآخرين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ هَـٰذَا رَ‌حْمَةٌ مِّن رَّ‌بِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَ‌بِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَ‌بِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَ‌كْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَ‌ضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ عَرْ‌ضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم، وخروج المسيح الكذاب - إبليس - لفتنة من تبِعه من ذريّة آدم يحدث في ذلك اليوم المعلوم كونه مُنظَر في الجنة إلى يوم البعث الأول، ولذلك قال الله تعالى: {قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وفي ذلك اليوم يرسل الله ملائكته ليُخرِجوا الشيطان وأولياءه مذءوماً مدحوراً، فعلم الشيطان أنّه جاء الوقت المعلوم للبعث الأول، وأنّه انتهى زمن انتظاره في الجنة، فيُخرِجوه منها مذءوماً مدحوراً هو وجنده فيخرج إليكم إبليس لفتنة الأحياء والأموات المبعوثين في ذلك اليوم، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قَالَ اخْرُ‌جْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورً‌ا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وليس تصديق أمر إخراجه قد حَدَثَ يوم عصى الشيطان ربّه فأبى السجود لآدم كون الله أنظره إلى يوم يبعثون في البعث الأول، ولم يتمّ إخراجه من بعد صدور الأمر كونه منظور فيها إلى يوم البعث؛ بل أبقاه الله في جنّته في الأرض إلى يوم البعث الأول ودليل بقائه في الجنة قول الله تعالى:
    {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} صدق الله العظيم [طه:117].

    فهل تبيَّن لكم البيان الحقّ لبقاء إبليس في جنة الفتنة إلى يوم يبعثون في البعث الأول؟ فيقول إنَّ لديه جنّةً وناراً قد تمّ عرضها عليكم، ويقول: "هذا يوم الخلود يوم البعث ولديّ جنة ونار كما وعدتكم، وأنا الله المسيح عيسى ابن مريم"! بل هو كذابٌ وما كان ابن مريم! ولذلك يسمّى المسيح الكذاب كونه ليس المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وسلم تسليماً، ولذلك تبيَّنت لكم الحكمة من عودة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم كون الشيطان يريد أن ينتحل شخصيّة المسيح عيسى ابن مريم فيدّعي الربوبيّة وما كان للمسيح أن يقول قوله بل هو المسيح الكذاب.

    فاتّقوا الله يا أولي الألباب، ألا والله لا يحيط أنبياءُ الله ورسلُه بتفصيل شأن المسيح الكذاب كون الله اختصّ بالبيان التفصيلي لفتنة المسيح الكذاب مَن جعله الله خصماً له؛ المهديّ المنتظَر صاحب علم الكتاب العدو اللدود للمسيح الكذاب.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 21577 من موضوع بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنِّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    12 - شوال - 1432 هـ
    10 - 09 - 2011 مـ
    10:58 صباحًا

    [ لمتابعة رابط مشاركة البيان الأصليّة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=21559
    ــــــــــــــــــــ



    بيانٌ من الإمام المهدي المنتظر عن قدرات وصفات الجنّ والملائكة، وعن فتنة المسيح الدجّال ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النبيّ الخاتم ورحمة الله وبركاته وعليه وعلى آله الأطهار وجميع أنصار الله في خلقه إلى يوم الدين..
    ويا حبيبي في الله أبو روان، لقد أفتاكم الرحمن في محكم القرآن أنّه خلق الجانّ من نار السَّموم، وقال سبحانه في محكم القرآن:
    {وَالْجَآنَّ خَلَقْناهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} صدق الله العظيم [الحجر:27]. والسَّموم هي نار جهنم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    والجانّ الذي خلق الله أباهم من نارٍ وأكرم لمن يشاء منهم بصفاتٍ ملائكيّةٍ بقدرة التحوّل في خلقهم بالتشبّه بخلقٍ آخر فتنةً لهم أيشكرون أم يكفرون ويستكبرون ويغترّون بخلقهم؟ كمثل إبليس وذريّته يحملون صفاتاً من صفات الملائكة؛ أي يحمل من صفات الملائكة بقدرة التحوّل من خَلْقِ الجنّ إلى التمثّل بخَلْقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ ۖ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [القصص].

    ويقصد الله تعالى بقوله:
    {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي أنّها تحوّلت من عصا إلى ثعبانٍ، ونستنبط من ذلك صفة تَميَّز بها الجنّ بقدرة التحوّل من خلقهم فيتشبّهون بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ}صدق الله العظيم، ونستنبط من ذلك قدرة الجنّ على التحوّل بإذن الله من خلقهم فيتمثّلون بخلقٍ آخر، وكذلك الملائكة من النور ميّزهم الله كذلك بهذه الصفة وهي قدرة التمثّل، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:17].

    وبعد أن خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا كلهم أجمعون، تصديقاً لقول لله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾ قَالَ فَاخْرُ‌جْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَ‌جِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥﴾ قَالَ ربّ فَأَنظِرْ‌نِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    وهنا سؤالٌ يطرح نفسه: فبما أنَّ إبليس استثناه الله من الملائكة أنّه لم يكن من الساجدين بدليل قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴿٦١﴾ قَالَ أَرَ‌أَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّ‌مْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْ‌تَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّ‌يَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورً‌ا ﴿٦٣﴾ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَ‌جِلِكَ وَشَارِ‌كْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُ‌ورً‌ا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾} [الإسراء].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّ‌وحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ‌ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل إبليس من الملائكة الذين خلقهم الله من نور أم من ملائكة الجان من نارٍ؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} صدق الله العظيم [الكهف:50].

    وكذلك الجنّ ينقسمون إلى صنفين اثنين بسبب التحوّل في خلقهم بالتشبه إلى خلق آخر بقدرة الله في التحوّل في الخلق بالتشبّه بخلقٍ آخر بدليل قول الله تعالى:
    {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} صدق الله العظيم، وليس أنّ الجنّ ثعابين، وإنّما يقصد الله أنّ موسى رآها تحولت من عصا إلى ثعبانٍ مبينٍ؛ بمعنى فلما رأى العصا تحولت من عصا إلى خلق آخر ثعبان حيّ مبين كأنّها جانّ تملك قدرة التحوّل بالتشبّه بخلقٍ آخر، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَ‌آهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرً‌ا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    ومن خلال ذلك نستنبط فتوى الله من صفات الجنّ في الخلق: أنّه منحهم قدرة التحوّل إلى خلقٍ آخر بمجرّد إرادتهم في أنفسهم أن يتمثّلوا بخلقٍ آخر فيتمثّلون بقدرةٍ من الله وليس من عند أنفسهم، ولكن ذلك يحدث فقط إن يشأ الله.

    والصفات الملائكيّة لقدرة التحوّل أكرم الله بها طرائق من عالم الجنّ وكذلك عالم الملائكة من نور، فأيّ ملَك يريد أن يظهر للناس فإنّه حتماً سوف يتمثّل لهم إلى رجلٍ من البشر، والله هو الذي جعل لهم قدرة الاستواء والتمثّل إلى خلقٍ آخر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَ‌جُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، كمثل جبريل عليه الصلاة والسلام حين أرسله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّ‌ةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وإنّما الاستواء هو التمثل إلى رجل سويٍّ من البشر، فكذلك حين أرسل الله الرسول جبريل ومن معه من الملائكة إلى مريم ومن ثم تمثّل لها جبريل إلى رجل لكي تراه كونه من سوف يخاطبها، وقال الله تعالى:
    {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} صدق الله العظيم [مريم:17].

    إذاً فالصفة الملائكيّة لقدرة التمثّل جعلها للملائكة الجنّ من النار وللملائكة من النور بشكل عام، والجنّ ينقسمون إلى صنفين بسبب قدرة التحوّل في خلقهم من الله الذي خلقهم.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أحبّتي الأنصار فيقول: "يا إمامي وهل من ذريّة آدم من سوف يمنحهم الله صفة التحوّل من باب التكريم إلى ملائكةٍ من النور من الذين يجعلهم الله خلفاء لخليفة ربّهم على شعوب العالمين؟". ومن ثم نترك الرد عليه من الله مباشرة:
    {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ومن ثم ننصحكم أحبّتي في الله أن تدعوا الله أن لا يجعلكم ملائكة من البشر، حتى لا تكونوا سبب عودة الناس إلى الكفر بالمغالاة فيكم من بعد موتكم فيدعونكم من دون الله، فتنازلوا عن هذا التكريم العظيم لكم من ربّكم من أجل تحقيق النعيم الأعظم من ذلك التكريم حتى لا تكونوا سبباً آخر في عودة الناس إلى الشرك بعد إذ هداهم الله جميعاً كونهم سوف يبالغون فيكم من بعد موتكم حتى يدعونكم من دون الله.

    أفلا تعلمون أنّ أبويكم آدم وحواء لَيعلما بحدث التحوّل المنتظر من بشرٍ إلى ملائكةٍ ولذلك أوهمهما إبليس أنّه قد أكل هو وزوجته من الشجرة حتى صارا ملَكين؟ وأنّه إذا أراد أن يملك هو وزوجته قدرة التحوّل من بشر إلى ملكين فيكونا خالدين لا يموتان ما دامت الحياة الدنيا فعليهما أن يأكلا من هذه الشجرة؟ وأوهمهما أنّ الجنّ الملائكة إنّما أكلوا من هذه الشجرة فصار لديهم قدرة التحوّل من جنٍّ إلى ملائكة، ولذلك قال إبليس لآدم وزوجته:
    {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:20].

    فظنّ آدم وحواء أنّه سيكون السبب في الحدث المنتظر أن يجعل الله ملائكةً من البشر في الأرض يخلفون؛ ظنّوا أنّ السرّ هو في تلك الشجرة ولذلك نهاهم الله أن يأكلوا، وظنّوا أن سرّ التحويل إلى ملائكة هو في تلك الشجرة وأنّهما لو أكلا منها لصار لديهما قدرة التحوّل إلى ملائكة فيكونا كمثل إبليس وزوجته ملكَين. ويا سبحان الله العظيم! ولكن آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام يجهلان حقيقة اسم الله الأعظم ولذلك أكلا من الشجرة حتى يكونا ملكين ويكونا من الخالدين في تلك الجنة ما دامت الحياة الدنيا فخسِرا النعيم الأعظم والنعيم الأصغر، وقال الله تعالى:
    {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَ‌بَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِ‌يَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُ‌ورٍ‌ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَ‌ةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَ‌بُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَ‌ةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿٢٢﴾ قَالَا رَ‌بَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ‌ لَنَا وَتَرْ‌حَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني حبيبي في الله إبراهيم فيقول: "فما يقصد الله بقوله:
    {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُسْتَقَرٌّ‌ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَ‌جُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم، فهل يمكن أن يكون الهبوط من الأرض إلى الأرض؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ونفتيه بالحقّ ونقول: إنّما الهبوط هو من الأرض إلى الأرض كمثل هبوط بني إسرائيل من الأرض إلى الأرض كونهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:61].

    إذاً فالهبوط إنّما يقصد الله به الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، كمثل خروج آدم من جنّة الله في جوف الأرض إلى أرض الشقاء والتعب في طلب الرزق على سطح الأرض وقد كان في أرضٍ لا يجوع فيها ولا يظمأ ولا يعرى، وإنّما الهبوط هو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴿١١٥﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴿١١٦﴾ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِ‌جَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَ‌ىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَ‌ةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَ‌قِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَ‌بَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَ‌بُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ﴿١٢٢﴾ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتبيّن إنّما الهبوط مَجاز؛ وهو الخروج من الذي هو خير إلى الذي هو أدنى، فأخرج الله آدم وزوجته وذريّتهم في ظهره، وإنّما فتنهم الشيطان بالجنّة التي كانوا فيها وأوهمهم إنّما نهاهم الله عن تلكما الشجرة كون فيها سرّ البقاء في المُلك والخلد في الحياة فيما هم فيه إلى يوم القيامة، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة فتحرصون عليها كما حرص على البقاء فيها آدم وحواء، وإنّما تلك الجنة هي فتنة المسيح الكذاب كون قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب وفيها زخرف كبير، فلا يكذب عليكم! وتالله إنّ ملائكة الرحمن سوف يخرجونه منها مذءوماً مدحوراً، وأنّه لن يُصْدِقكم بما وعدكم بها كونه سوف يتمّ إخراجه منها مذءوماً مدحوراً بجنود الله من الملائكة الذين أمرهم بطرد المسيح الكذاب من الجنة التي وعد الله بها قوماً يحبهم ويحبونه أن يستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، فيورثهم أرضاً ودياراً لم تطأها قدم أحدٍ من المسلمين قط، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا}
    صدق الله العظيم [الأحزاب:27].

    فأمّا المقصود بقوله تعالى
    {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ} صدق الله العظيم، فيقصد بذلك محمداً رسول الله والمسلمين الذين معه أنّه أورثهم أرض شياطين البشر من اليهود الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض، وأما قول الله تعالى: {وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا} صدق الله العظيم؛ فيقصد بذلك الوعد قوماً آخرين من المسلمين وهو الإمام المهدي ومن صدّق دعوته واتّبعه من المسلمين، فوعدهم الله أن يورثهم أرضاً ودياراً وأموالَ عالمِ الشياطين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ بأرض لم تطؤوها، وتسمى في الكتاب جنة بابل استولى عليها الشيطان الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج بجنة بابل، وقد عمّروا قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب ليعطوها ويصرفوا لمن يكفر بالله ويتّبع الشيطان (المسيح الكذاب) ويصدّق أنّه الرب فيعطيه قصراً من الفضة وأبوابه من الذهب وزخرفاً ومعارج في القصور عليها يظهرون إلى أعلى القصر وزخرفاً كبيراً.

    وتلك هي فتنة المسيح الكذاب جنة بابل بالأرض ذات المشرقين، فلا يفتنكم الشيطان بتلك الجنة كما فتن أبويكم آدم وحواء بها، كونه أوهمهم أن لو يأكلون من الشجرة فسوف يكونون من الخالدين فيها، ولذلك أكلوا من الشجرة حرصاً منهم على البقاء فيها.

    فلا يفتنكم الشيطان بها أنّه سوف يورثكم إيّاها فإنّه لمن الكاذبين، فسوف يهزمه الجيش الملائكي من النور بقيادة وزير المهدي المنتظَر المَلَك جبريل عليه الصلاة والسلام، كون الله أمر الملك جبريل أن يتنزّل هو وجميع جند الله من الملائكة في السموات السبع ليكونوا ضمن جيش المهدي المنتظر، وأمرهم أن يطيعوا خليفة الله وعبده الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم، ولسوف يقومون بمهمّتهم بطرد المسيح الكذاب الملك هاروت وقبيله ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج من أرض بابل جنة الله في الأرض التي وضعها للأنام والراحة للجنّ والإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    وبما أنّ الله وضعها للثّقلين من الجنّ والإنس ولذلك يخاطبهم بالمثنى:
    {وَالْأَرْ‌ضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّ‌يْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَ‌بِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم. وتلك هي جنة الفتنة، ولذلك قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَ‌جَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِ‌يَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَ‌اكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَ‌وْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وسؤالٌ يطرح نفسه: فبماذا سوف يفتنهم الشيطان حتى يكفروا بالله الحق فيصدِّقوا أنّه الله؟ والجواب عن فتنة المسيح الكذاب أنّها مُلكٌ ماديٌّ بجنة الفتنة وليس أنّ الله يمده بالمعجزات كما تزعمون، وقد أفتاكم الله في محكم الكتاب عن فتنة المسيح الكذاب في قول الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا أيّها السائل عن زوجة إبليس فإنّها خُلقت بكن فيكون، وذريّتهم والمَردَة جميعهم ذريّة إبليس أعداء لله ولكم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجنّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ‌ رَ‌بِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّ‌يَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وجعلهم ملَكين، ولذلك أوهم الشيطان آدم وزوجته أنّهما إذا أرادا أن يكونا ملَكين مثلهم خالدين طيلة الحياة الدنيا فعليهم أن يأكلا من هذه الشجرة فيكونا ملَكين خالدين في هذا الملك الذي مكّنهم الله فيه، ولذلك قال لهم:
    {مَا نَهَاكُمَا رَ‌بُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَ‌ةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿٢٠﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فظنَّ آدم وزوجته أنّ الذين يحملون الصفات الملائكيّة من الجنّ أنّ سر تقلّبهم في الخلق إلى صفات ملائكيّة في خلقهم هو أكلهم من تلك الشجرة، ولذلك سمّاها الشيطان شجرة الخلد بمعنى أنّ من أكل منها صار ملَكاً كريماً مُخلّداً؛ بل هي الشجرة الملعونة في القرآن وتم اجتثاثها وزرعها في أصل الجحيم لتكون طعام الأثيم.

    ولا يزال لدينا الكثير من بسطة العلم ونعلم من الله ما لا تعلمون، ولكنّ الأمر سوف يكون غريباً على الذين لا يوقنون، ولذلك لا نزال نرفق بهم ونبيّن الكتاب شيئاً فشيئاً لنثبِّت به أفئدة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، ونزيدهم إيماناً بالبيان الحقّ للكتاب وذكرى لأولي الألباب لعلهم يتّقون.

    وختام بياني هذا، فلماذا لن يستطيع المسيح الكذاب أن يعطيَكم قصور الفضة ذات الأبواب من الذهب؟ وذلك لأنّ الله سوف يخرجه منها إليكم مذءوماً مدحوراً، كون الله يعلم أنّه لو يتركه فيها فسوف يفتن بها الناس فيجعلهم أمّةً واحدةً على الكفر، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولكنّ الله سوف يورثها للإمام المهدي المنتظر الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الإيمان يعبدون الله لا يشركون به شيئاً، حتى إذا أَزِفَ الرحيل إليها والوصول إلى أبوابها سوف نجد بشراً من الملائكة ينتظرون لطاعة خليفة الله وعبده الإمام المهدي كما أمرهم الله بطاعته بقيادة الملك جبريل عليه وعليهم الصلاة والسلام، وكذلك الصالحين من الجنّ ومعنا الصالحون من الإنس، وإلى الله تُرجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

    ويا أحباب الله لربما نُعْرِضُ عن بيان بعض الآيات كون في بيانها كشفُ أسرارٍ للأعداء من شياطين الجنّ والإنس، ولكنّكم تجبروني على ذلك بسبب إلحاحكم على إمامكم. فما أعرضنا عن بيانه من القرآن حين نُسألُ عنها فاعلموا أنّ ذلك ليس عجزاَ منّي عن بيانها، ولكنّي أرى في تأخير بيانها حكمةً فلا تغضبوا، وإن أجبرتموني أنتم والسائلون فسوف نبيّنها بالحقّ إن يشأ الله، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن أخشى من بيانها أن يسيئكم فيعظم بيانها ويكبر في نظركم وعلى عقولكم، فيقول الذين لا يعلمون: فكيف يكون جبريل وكافّة جند الله بالسموات العُلى فكيف يكونون من جنود المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فيطيعون أمره؟ ومن ثمّ نردّ عليهم بالحقّ ونقول: ألم يأمرهم الله بسجود الطاعة من قبل لخليفته آدم عليه الصلاة والسلام، فلماذا ترَون ذلك كبيراً في حق الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الهدى والإيمان؟ وخصمي المسيح الكذاب الشيطان هدفه عكس هدف المهدي المنتظر، كون الشيطان المسيح الكذاب يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على الكفر بالله، فذلك هدف الشيطان، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أمّةً واحدةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ‌ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِ‌جَ عَلَيْهَا يَظْهَرُ‌ونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُ‌رً‌ا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُ‌فًا وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةُ عِندَ رَ‌بِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    كونه يريد أن يُغضِب الله لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر، وقال الله تعالى:
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    ولذلك يريد الشيطان أن يُذهب رضوان الله في نفسه بتحقيق هدفه أن يجعل عباده أمّةً واحدةً على الكفر بالله، ولكنّ الإمام المهدي سَعيُهُ بعكس سعيّ الشيطان، ويريد أن يحقّق هداية الأمة جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراط مستقيم يعبدون الله وحده لا شريك له فيرضى، ولن يتحقّق رضوان الله في نفسه إلا أن يشكره عباده فيؤمنون به ويعبدوه وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى :
    {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    فكم تجهلون قدر المهدي المنتظر الذي لا تحيطون بسرّه وتعرضون عن أمره! وهل دعاكم إلى الكفر بالله؟ بل يدعوكم الليل والنهار إلى الشكر لله فتعبدون الله وحده لا شريك له حتى يرضى، ولذلك خلقكم لتتّبعوا رضوانه إن كنتم إيّاه تعبدون ولذلك خلقكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ونهديكم بالبيان الحق للقرآن المجيد إلى اتَّباع رضوان الله إن كنتم إيّاه تعبدون، فاتَّبعوني أهدِكم بالقرآن المجيد إلى رضوان العزيز الحميد، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
    أخو المؤمنين الذليل عليهم، العزيز على الكافرين الذين يريدون أن يطفِئوا نور الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    (( آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ))
    صدق الله العظيم

  9. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4512 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - جمادى الأولى - 1430 هـ
    23 - 05 - 2009 مـ
    02:46 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــــ


    أخي الكريم إليك الردّ بالحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامُ على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

    وإنّما الاسم هاروت أحد أسماء الشيطان بالكتاب وهو ذاته إبليس، وأتْبَع الملك ماروت لأنّ ماروت كان الخليفة البدل من بعد آدم وسرعان ما وقع في الفتنة بسبب الشهوة التي أوجدها الله فيه بعد أن حوّله إلى إنسانٍ ولكنّه كان من الملائكة ويزعم أن لو يصطفيه الله خليفةً فإنَّه لن يفسد في الأرض أبداً؛ بل هو كان من أشدّ المستنكرين كيف يصطفي الله آدمَ خليفةً! ويرى أنّه أولى من آدم فهو من الملائكة خلقه الله من نورٍ ثم جعله الله بشراً وكان من الملائكة وسرعان ما اتَّبع هواه وللأسف يئِس من رحمة الله ثم أتْبَعه الشيطان ودعاه إلى الكفر والانضمام معه ثم كفر بالله، وقال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴿١٧٧مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٧٨وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩} صدق الله العظيم [الأعراف].


    وهؤلاء في النار الاثنان هاروت وقبيله ماروت، تصديقاً لقول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [الحشر].

    وذريّتهم يأجوج ومأجوج بالإضافة إلى ذرية بينهما هجينة، أمهاتهم من ذريّات الملك هاروت وهو الشيطان وآباؤهم من شياطين البشر لديكم، وهؤلاء الصنفان شياطين الإنس والجنّ يعملون على إضلال الإنس والجنّ بالأرض ذات المشرقين وكانوا يصدقونهم بظنّهم أن لن يجرؤوا قول الكذب على الله، ولذلك كانوا يصدّقونهم، ولم يكشف لهم حقيقتهم إلا القرآن العظيم وقبل أن يسمعوه كانوا يصدقونهم، ولذلك قالوا: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥} صدق الله العظيم [الجن]، بمعنى أنَّ الجنّ كانوا يصدّقون صنفاً آخر وهم شياطين الجنّ وشياطين الإنس وكان يصدّقهم الإنس والجنّ بظنّهم أنّهم لن يجرؤوا أن يقولوا على الله كذباً، وكذلك كان يصدقهم صنفٌ من الإنس وهم من ذريّة ماروت ويعبدون الشياطين من دون الله فزادوهم رهَقاً.

    المهم لدينا في الأرض ذات المشرقين ما يلي :
    1 - عالَم الجنّ الشياطين وأبوهم ملك كان من الجنّ وهو الملك هاروت وهو نفسه ابليس.
    2 - وعالَم الإنس كان أبوهم من الملائكة وهو الملك ماروت فصار إنساناً وذريّته يعبدون الشياطين.
    3 - وعالَم آخر شياطين البشر ذريّات أناس منكم، أمهاتهم إناث الشياطين ولكنّ آباءهم منكم من شياطين البشر، وقد استكثرت إناث الشياطين من ذريّات الإنس، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖوَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} [الأنعام].

    والملك ماروت هو الإنسان الذي قال له الشيطان اكفر فكفر، وليس المقصود به آدم؛ بل خليفة من بعد آدم وإنّما جعله الله إنساناً ذا شهوةٍ واتّبعَ هواه بادئ الأمر ثم أتْبَعه الشيطان ودعاه إلى الكفر وخدعه بأنّ الله لن يغفر له، فيئِس من رحمة الله. وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧} صدق الله العظيم [الحشر].

    ولذلك تجدون الآية بالمثنى أولئك هم الملك هاروت وماروت، وذريّتهم يأجوج ومأجوج وخليط منكم أمهاتهم من إناث الشياطين وآباؤهم من البشر من هذا العالَم لديكم الذين ترونهم كذلك يفسدون في الأرض ولا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمَّة، والملك ماروت من ذريته مأجوج بالأرض ذات المشرقين وهم بشر وهم المقصودون بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧} صدق الله العظيم [الجن].

    وللأسف يعبدون الشياطين من دون الله تصديقاً لقول الله تعالى عما قاله الجنّ عن أخبار عالَم الأرض ذات المشرقين الذين استمعوا للقرآن:
    {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧} صدق الله العظيم [الجن].

    وكان مكرهم الأول أنّ أحدهم يقول إنَّه الله والآخر المسيح ابن الله ولكنّ الجنّ اكتشفت هذه الحقيقة يوم استمعوا للقرآن، ولذلك قالوا:
    {وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥} صدق الله العظيم [الجن].

    ويقصدون بسفيههم هو الشيطان الذي ادَّعى الربوبيّة واتّخذ صاحبة وولداً، ولكنّ الجنّ لا يعلمون مُطلقاً بنبيّ الله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - و أُجريَ عليه تكتيم كامل من الشيطان وقبيله عن المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وذلك حتى لا يُكتشف أمر مكرهم في فتنة المسيح الكذاب والذي سوف يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم وهو كذّاب ولذلك يُسمّى المسيح الكذاب لأنّ الشيطان يريد أن يقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم ويدّعي الربوبيّة، وأجرى تكتيماً كاملاً عن عوالِم الأرض ذات المشرقين عن بعث المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم، لدرجة أنّ الجنّ كانوا يظنون أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعثه الله من بعد نبيّ الله موسى، فهم لا يعلمون أنّ الله بعث محمداً رسول الله من بعد عيسى، ولذلك قصَّ الله لنا ما قاله الجنّ لقومهم، وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ} صدق الله العظيم [الأحقاف:29-30].

    ولله حكمة من ذلك أنّ أخبرنا أنّ الجنّ لا يعلمون بأنّ القرآن أُنزل من بعد عيسى، ومن ثم علّمنا بمكر الشيطان الرجيم وخطّته المستقبليّة، وبإذن الله سوف أُفشلُ مكرَه بإذن الله جميعاً، وأعلمُ من الله ما لا تعلمون.

    واعلموا إنَّ عوالم الأرض ذات المشرقين صنفٌ منهم من الإنس كان أبوهم من الملائكة، وصنفٌ هجين من الإنس أمهاتهم من ذريّات الشياطين وآباؤهم من شياطين البشر لديكم وهم يعلمون ما يفعلون مع إناث الشياطين؛ أولئك الذين غيَّروا خلق الله طاعةً لأمر الشيطان ويعبدون بنات إبليس من دون الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿١١٧لَّعَنَهُ اللَّـهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿١١٨} صدق الله العظيم [النساء].

    فأولئك نصيب الشيطان منكم يعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون، وذريّاتهم يُضللون الجنّ والإنس بالأرض ذات المشرقين ويفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون. وكانت الجنّ تصدّقهم بظنٍّ منهم أنّه لن يتجرّأ أحدٌ بالكذب على الله، كما يكذب عليكم آباؤهم ها هنا الذين ضللوكم عن الصراط المستقيم وما يزالوا، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون.

    فهل فهمت الخبر وبيان المهديّ المنتظَر للذكر أيّها الباحث عن الحق المحترم؟ نوَّر الله قلبك وطهَّرك وبصَّرك بالحق وثبّتك على الصراط المستقيم.


    وأُحيطكم علماً أن لو يشاء الله لجعل منكم أنتم ملائكةً في الأرض يخلفون، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:60].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    الإمام ناصر محمد اليماني .
    _____________



    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    11 - 04 - 2009 مـ
    11:18 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــ

    بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:27].

    وقال الله تعالى:
    {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [الحشر].

    وذلك هو قبيل الشيطان الملك ماروت وذريّتهم يأجوج ومأجوج ومعهم خليطٌ من ذريّات شياطين البشر وهم من كلّ حدْب ينسلون ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي رد إلى الأخ السائل

    باسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و على رسل الله تعالى و أنبيائه و ملائكته المقربين و خلقه من الصديقين و الصالحين

    المقصود أخي الكريم ب : (الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) هو الفريقين من شياطين الجنسين : الإنس و الجن ، و هذين الفريقين كان بعضهم ظهيرا لبعض و تعاونا على الإضلال و الفساد رغم معرفتهم بالحق إلا أنهم جحدوه وعمدوا إلى الإفساد في الأرض و إضلال الجن و الإنس من كل الأمم و غوايتهم ليشتركوا معهم في مصيرهم الذي ظنوا أنهم ملاقوه بعدما تمادوا في غيهم حتى استيأسوا من رحمة الله و ما تابوا قبل أن يحضرهم الموت فاستحقوا بذلك العذاب المهين ، لذلك تجد أهل النار من الظالمين يطلبون التعرف إلى شياطين الجن و الإنس ممن فتنوهم و كانوا بعضهم أولياء بعض و استحقوا جميعا العذاب جزاءا بما ظلموا و ما كان الله تعالى بظلام للعبيد .

    قال الله تعالى عز و جل : (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) صدق الله العظيم
    و قال الله عز و جل : (وإن كثيراً ليضلون بأهوائهم بغير علم ، إن ربك هو أعلم بالمعتدين ، وذروا ظاهر الإثم وباطنه ، إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) صدق الله العظيم

    و الحمد لله رب العالمين و هو يتولى الصالحين

المواضيع المتشابهه
  1. ما هي الأسلحة التي سنستعملها في قتل جيوش المسيح الدجال..
    بواسطة طارق الهرواشي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 20-01-2022, 05:44 PM
  2. الصورة التي سيتمثل بها إبليس المسيح الكذاب عند خروجه...!
    بواسطة علاءالدين نورالدين في المنتدى قسم خاص لحوار المسيحين واليهود
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 03-10-2018, 04:16 PM
  3. ناصر محمد اليماني خصمهُ المسيح الدجال
    بواسطة درع الإمام المهدي في المنتدى مواضيع وعلامات لها علاقة بالمهدي المنتظر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-04-2012, 06:44 PM
  4. انا المسيح الدجال وحان وقت ظهوري
    بواسطة المسيح الدجال في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 16-09-2011, 04:47 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •