بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين
خاتمهم محمد وآلهم الصالحين أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعــد،
أو تنكر ياعلي وأن عملة الدرهم الفضي ، كانت متداولة في زمن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ؟
إذ قال الله تعالى:
{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) }
صدق الله العظيم ـ (سورة يوسف 19 - 21)
ومازمن يوسف ببعيد عن زمن نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الصالحين أجمعين
وأينما وجد الذهب عملة متداولة بين الناس ، كذلك وجدت الفضة عملة متداولة بين الناس ، تصديقا لقوله تعالى :
{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) }
ـ صدق الله العظيم ـ (سورة آل عمران 14)
وأهل الكتاب تعاملوا بالذهب والفضة وإلى هذا اليوم ، فانظر قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) }صدق اله العظيم - (سورة التوبة 34 - 35)
وإذا تعامل الناس بالدينار الذهبي ، تعاملوا حتما بالدرهم الفضي لكونه أبخس منه ثمنا ، فانظر وتدبر قول الله تعالى :
((( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) ))) ـ صدق الله العظيم
فالفضة أبخس ثمنا من الذهب
وأما الجنيه الذي أنت معترض على الإمام الكريم تسمية الدينار الذهي بالجنيه ...وتسخر فاكها بما عندك من علم فتقول : " جنيها استرلينيا أم جنيها....."
فلربما لا تعلم أن ذلك الدينار الذهبي ومثله معه ، لم يجنيه صاحبه إلا بعد أن زرع زرعه أولا ومن ثم كبر الزرع النبات وحان حصاده فأصبح إما رطبا جنيا أو يبسا جنيا ، فأما الرطب فهي حبات الزرع النبات كالتمر من نبات النخل أو أي فاكهة أخرى وأما الحب اليبس فهو كالقمح والحبوب اليبسة التي تمكث في الأرض لتنفع الناس ، فباع حصاده وآت حق الله فيه واتقى ربه ، فجنى حصاده من المال من الذهب والفضة بعد البيع ، فذلك جنيه
فذلك جنيه ورزقه من عند الله حلال طيب
ويرزق الله من عباده مايشاء وهو الرزاق الكريم
كقوله تعالى :
{ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) }
صدق الله العظيم
(سورة مريم 24 - 26)
فرزق الله مريم الصديقة صلوات الله عليها وعلى آل عمران وسلم تسليم ، فرزقها رزقا طيبا ، تمرا رطبا جنيا ، جنيها للنخلة التي حان قطافها وحصادها بإذن الله ، فقال كلمة الله إليها ، وليدها عيسى صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى :
((( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) ))) صدق الله العظيم
فكان التمر الرطب الجنيه طعاما حلالا مباركا لمريم الصديقة لتعوض مافقدت من دم أثناء ولادة وليدها عيسى
وسلام قولا من رب رحيم