الإمام ناصر محمد اليماني
16 - ذو الحجة - 1433 هـ
01 - 11 - 2012 مـ
08:55 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي حقق لنا ما نرجوه برحمته فكشف عنهم العذاب إلى حين، إنّ ربّي سميع الدّعاء ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله وصحبه وجميع الأنبياء من قبله ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، قد استجاب الله دعاءكم نظراً لحرصكم على تحقيق النّعيم الأعظم في نفس الله فيرضى لكونكم قد علمتم بأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر، ولكن للأسف لن يزيد الجاهلين إجابةُ دعائكم إلا استهزاءً وغروراً.
ولكن يا أحبتي في الله، أولئك قومٌ لا يعقلون من الكافرين والمسلمين ولو أنهم قالوا: "الله أعلم، فلعل الله استجاب دعاء قومٍ يحبّهم ويحبّونه إن كانوا صادقين فأصدقهم الله فلن نهزأ بمن دعا ربّه سبحانه، إنّ الله على كل شيء قدير". ومن ثم نردّ عليهم بالحقّ ونقول: الحمد لله إذ اكتفى الربّ بهلاك من يشاء من الشياطين، ولكنّه لم يهلك إلا قليلاً منهم إلى حين، وعلى كل حالٍ لقد كشف الله عذاباً كان مسطوراً في الكتاب بقدرٍ مقدورٍ في عصر الحوار من قبل الظهور بسبب دعاء قومٍ من الأنصار وآخرين من المسلمين في أمريكا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].
وكذلك سوف يستجيب حين وقوع الدخان المبين فيكشف العذاب بسبب الدّعاء، ولكن للأسف إنّ منهم لعائدون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وربّما يودّ مقاطعتي أحد الممترين من الذين لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم أن يقول: "يا ناصر محمد، أتزعم بأنّ الله استجاب وكشف العذاب عن قومٍ آخرين بسبب دعائك ودعاء أنصارك ودعاء قومٍ آخرين ممن في منطقة العذاب؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله الذي لا إله غيره لو تقوم الساعة فتدعون الله مخلصين له الدين فإنّكم سوف تجدون أنّ الله لا يخلف وعده لدعاء الدّاعي المبتهل إلى ربّه، وحتى ولو قامت الساعة الأدهى والأمر فإنّ الله سوف يكشف عنهم عذاب الساعة ويؤخرها إلى حين، فلا يصدّنكم الذين لا يوقنون بإجابة دعاء الربّ سبحانه، فلتستمروا في الدعاء إلى الربّ ليكشف العذاب عن عباده ويؤخرهم حتى يهتدوا، فحتى ولو قامت الساعة ومن ثم دعا الكافرون ربّهم أن يكشف عنهم عذاب الساعة إلى حين برحمته لوجدوا صِدْقَ قول الله تعالى: {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].
وحتى ولو كان الدّعاء أن يكشف عذاب الساعة، فما بالكم أن يكشف عذاب ما دون ذلك؟ فتذكروا قول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ(41)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وأما الذين سوف يستهزئون بأنصار الإمام المهديّ فيقولون: "إنّ أنصار الإمام ناصر محمد اليماني يزعمون أنّ الله كشف العذاب عن أمريكا بسبب دعائهم!". ومن ثم نردّ على المجرمين ونقول: نحن ندعو للمسلمين وندعو الله أن يُمهل الكافرين حتى يهديهم ثم يغفر لهم ولا نتمنى هلاك الكافرين الضالّين أبداً؛ بل نرجو الهداية وإتمام هدى الله للكافرين والمسلمين حتى يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، ولن نيأس من رحمة الله لا في الدّنيا ولا في الآخرة، فنحن نرجو من الله ما لا ترجون ونعلم من الله ما لا تعلمون، فسلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.
ويا معشر الأنصار أنيبوا إلى حبيبكم الله الواحد القهّار وادعوه الليل والنّهار أن يهدي كافة المسلمين والكفار حتى يحقق الله هدفكم الذي جعله الله في قلوبكم ولا يستخفنّكم قومٌ لا يعقلون.
وهل أخبرناكم بأحد مواعيد البحر المسجور في الكتاب لكي يتمّ تحقيقه في الكتاب؟ بل ما أخبرنا به قوماً يحبّهم ويحبّونه إلا لكي يدعوا الله مع الإمام المهديّ أن يكشف عن المعذَّبين عذابه، وكذلك طلبنا منكم أن تبلّغوا أصحاب العذاب ليدعوا ربّهم ليكشف عنهم عذابه وأن لا يستيئسوا من رحمة الله، وما أعلن المهديّ المنتظَر للبشر أنّ البحر المسجور لن يكشف الله عذابه بل أكَّدنا وقلنا ادعوا الله ليكشف عذابه المسطور في محكم كتابه. فمال هؤلاء القوم لا يكادون أن يفقهوا قولاً؟
وختام بياني هذا أقول في دعائي ما قلته من قبل:
اللهم لا تستجب دعاء عبدك على عبادك إن نفد صبري عليهم، ولكن استجب دعاء عبدك لهم بالرحمة والعفو والمغفرة والهدى، اللهم إنّا على العهد الذي قطعناه طوعاً على أنفسنا أن لا نرضى حتى ترضى، فقد علمنا أنّك لا ترضى لعبادك الكفر بل ترضى لهم الشكر.
ولذلك فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني والذين معه بقلوبهم (قوماً يحبّهم الله ويحبّونه) حريصون على تحقيق النّعيم الأعظم وما بدّلوا تبديلاً، وأمّا الذين يحزنون لو لم يهلك الله الكافرين ومن ثم نقول: هل يرضيكم أن يهلكهم الله بصيحة العذاب فإذا هم خامدون ومتحسرون على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ومن ثم يتحسر ربّهم عليهم وهو أرحم الراحمين! فلا تنسوا أبداً قول الله تعالى : {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
فلا يستخفنّكم الذين لا يوقنون بأنّ الله قد استجاب دعاءكم، واعلموا إنْ لم يستجِب الله دعاءكم وأهْلَكَ من يشاء من عباده فإنّه ما أهلك إلا من كان من شياطين البشر، فلا تحزنوا عليهم حتى يذوقوا وبال أمرهم، وإلى الله ترجع الأمور، فلا تهنوا ولا تحزنوا وجادلوا ربّكم كما جادله علاء الدين نور الدين فلا يفتنكم عن تحقيق النّعيم الأعظم قومٌ لا يعقلون. ولكم أعجبني دعاء علاء الدين نور الدين الذي قال:
[ويا أرحم الرحمين إني أبتهل إليك يا الله، وأسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك، وأجادلك كما جادلك نبي الله إبراهيم في قوم لوط، وأسألك وأنت الذي إذا دعيت أجبت أن تكشف عذابك الأدنى عن أهل أمريكا عسى أن يتوبوا إليك ويتبعوا الحقّ من ربّهم، وما تريد بعذابهم يا الله وقد أفسدوا وبغوا وطغوا ولكن رحمتك وسعت كل شيء وأنت الغفور الرحيم، وأنت لا ترضى لعبادك الكفر بل ترضى لهم الشكر، وما لذلك عبدناك ولمَ خلقتنا يا الله، اللهم فقولك الحقّ ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين].
وكذلك دعاء (نورهم يسعى بين أيديهم) وغيرهم من الأنصار السابقين الأخيار، وأقول أشهد لله أنّكم من قومٍ لا يرضيهم ربّهم بملكوته كلّه حتى يرضى أحبّ شيء إلى أنفسهم الله أرحم الراحمين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وأختم بياني هذا وأقول: يا معشر قوم يحبّهم الله ويحبّونه، اجثموا بين يديّ الله أرحم الراحمين أن يكشف عن إخوانكم السوريّين ما ابتلاهم به عاجلاً غير آجل، ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=68610
اللهم سلم سلم