https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=218967
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 05 - 1437 هـ
07 - 03 - 2016 مـ
10:47 صبـــاحاً
ــــــــــــــــــــــــ
عاجل إلى كافة الأنصار السابقين الأخيار
فاحذروا الرّوحانيّة ذلك مكرٌ من مسوس الشياطين في قليل من الأنصار ابتلاهم الله بها قبل أن يكونوا من الأنصار ..
بِسْم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
تسجيل متابعةٍ وننتظر الردّ علينا من فضيلة الشيخ عمر البكري ليقرع الحجّة بالحجّة، فليعلم جميع المسلمين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا ينكر من أحاديث وروايات السُّنة النّبويّة إلا ما جاء فيها مخالفاً لحكم الله في محكم القرآن العظيم، فمن ثمّ يعلم جميع المسلمين أنّ ذلك الحديث جاءهم من عند غير الله ورسوله، كون قرآنه وسنّة بيانه جميعهم من عند الله، وما ينطق عن الهوى في دين الله محمدٌ عبده ورسوله صلى الله عليه وآله الطيّبين وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين.
وَيَا حبيبي في الله عمر البكري، إنّما سنّة البيان النّبويّة تزيد القرآن توضيحاً للسائلين، وعلّمكم الله أنّ قرآنه وسنّة البيان في السُّنة النّبويّة الحقّ كلاهما من عند الله؛ نورٌ على نورٍ. وما جاءكم محمدٌ رسول الله بسنّة بيانه فحسب بل جاءكم بقرآنه وسنّة بيانه، ولذلك قال محمدٌ رسول الله: [ تركت فيكم ما إن تمسّكتم به فلن تضلّوا بعدي كتاب الله وسنتي ].
ولم يأمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا سُنّة بيانه وتذروا قرآنه؛ بل أمركم محمدٌ رسول الله أن تتّبعوا قرآنه وسنّة بيانه كما أَمر اللهُ محمداً رسول الله أن يتّبع قرآنه وسنّة بيانه. ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
وكذلك المؤمنون أمرهم الله باتّباع محكم قرآنه وسنّة بيانه التي لا تأتي مخالفةً لمحكم قرآنه، وعلّمكم الله إنْ جاءكم حديثٌ في سنّة بيانه مخالفٌ لمحكم قرآنه فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله، فهنا أمركم الله أن تعتصموا بمحكّم قرآنه وتنبذوا وراء ظهوركم ما جاء مخالفاً لمحكم قرآنه في أحاديث سنّة البيان، كون ذلك الحديث موضوعٌ مفترى على الله ورسوله جاءكم من عند غير الله ورسوله، فهل أنتم منتهون؟ وإن أبيتُم إلا أن تتّبعوا ما جاءكم مخالفاً لمحكم قرآنه فقد اعتصمتُم بحبل الشيطان وتركتم حبل الرحمن المحفوظ من التحريف.
وإنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، أُشهد الله وكفى بالله شهيداً أنّي متّبعٌ لقرآنه وسنّة البيان الحقّ كون الذي جاء بالقرآن وسنّة البيان هو محمدٌ رسول الله، ولم يأتِكم بالسُّنة النّبويّة فحسب بل جاءكم بالقرآن والسُّنة النّبويّة الحقّ فخذوا بهما جميعاً واتّبعوا محكم قرآنه وسنّة بيانه. أفلا تذكّرون؟ وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [الحشر:7].
وزعم أهل السُّنة إنّما ذلك أمرٌ من الله باتّباع السُّنة النّبويّة التي جاء بها النبيّ، فمن ثمّ نقيم الحجّة عليهم بالحقّ ونقول: والقرآن مَنْ الذي جاءكم به إلا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أفلا تعقلون؟ أم إنّكم تأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث السُّنة وما جاء مخالفاً لها في القرآن تتركوه! فهل تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ، أفلا تتقون؟
وكذلك الشيعة يأخذون من القرآن ما جاء موافقاً لأحاديث أئمّة آل البيت وما خالفها من القرآن تركوه! ويتعجب الإمام المهديّ من علماء السُّنة والشيعة ونقول: فهل جعلتم الأحاديث والروايات هي المرجع للقرآن العظيم ومهيمنةً عليه؟ اذاً فقد فعلتم العكس تماماً فأضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم. فكيف تزعمون أنّكم تتّبعون كتاب الله القرآن العظيم؟ بل نبذتم كتاب الله وراء ظهوركم ولم يبقَ من القرآن إلا رسمه بين أيديكم، وكذلك تفسّرون آيات القرآن من عند أنفسكم لتجعلوها موافقةً لأهوائكم، وكذلك الفِرَقُ الأخرى على شاكلتكم.
ولكنّي الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أخالفكم أجمعين بالحقّ فأتّبع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ جاعلاً محكم القرآن هو المهيّمن على السُّنة النّبويّة، وأيّما حديثٍ أو روايةٍ جاءت مخالفةً لما أنزل الله في محكم القرآن العظيم تركتُ ما يخالف لمحكم القرآن العظيم كوني علمت أنّ ما جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فإنّ ذلك الحديث في السُّنة حتماً قد جاءكم من عند غير الله ولم يقلْه محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وجميع المؤمنين وأُسلِّم تسليماً.
ويا معشر علماء الشيعة والسُّنة، كيف إنّكم لتعلمون أنّ القرآن العظيم جعله الله المهيّمن على كتاب التوراة والإنجيل، وإنّ ما جاء مخالفاً فيهما لمحكم القرآن فذلك مفترى في التوراة والإنجيل، فكذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو المهيمن على أحاديث السُّنة النّبويّة وما جاء فيها مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فذلك حديثٌ مفترى على الله ورسوله في السُّنة النّبويّة، فوالله ثمّ والله ثمّ والله لستم على شيءٍ يا معشر المسلمين حتى تقيموا ما تنزّل عليكم في محكم القرآن العظيم.
فها هو الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني جعلني الله المهيمن بالحقّ على كافة علماء المسلمين، وسرّ هيمنة الإمام المهديّ عليكم هو كوني أحاجّكم بالقرآن العظيم، ولذلك لا يجادلني عالِمٌ إلا غلبته بسلطان العلم المحكم في القرآن العظيم، كما نسفنا كثيراً مما أنتم عليه من أحكام وعقائد الضلال نسفاً فجعلنا الباطل كرمادٍ اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ، ولم تنفعكم كتيباتكم في شيءٍ حتى رأيتم ناصر محمد اليماني متسلحاً بالقرآن العظيم، وجعل الله القرآن كالسيف البتّار في قلب ويمين الإمام المهديّ ناصر محمد لينسف به الأحكام الباطلة وعقائد الضلال نسفاً.. ولا أبالي! فهل من مبارزٍ آخر من علماء المسلمين إذا تولّى فضيلة الشيخ عمر البكري؟ ولم يعقّب! كونه لا قِبَلَ له بهزيمة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي زاده الله عليكم بالبيان الحقّ لعلم الكتاب، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم الملجم حتى أجعله بين خيارين اثنين فإمّا تأخذه العزّة بالإثم ولا يتّبع الحقّ بعدما تبيّن له أنّه الحقّ، وإمّا أن يكون من المتّقين الحامدين الشاكرين إذْ قدّر الله وجوده في عصر بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، أم تظنّون ناصر محمد اليماني من الروحانيّين الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين يوسوسون لهم في صدورهم فمن ثم يقول: "حدّثني قلبي"؟ بل وسْوسَ له شيطانٌ رجيمٌ.
وأنا المهديّ المنتظَر أعلن الكفر بالروحانيّة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ في محكم القرآن؛ بل تلك مسوسُ الشياطين يكذّبون عليكم أنّهم من ملائكة الرحمن المقرّبين، فمنهم من يتمثل بين يديه ليعبدوهم من دون الله، ومنهم من يوسوس له مَسُّ الشيطان في قلبه فيقول: "حدثني قلبي"؛ بل حدّثه في قلبه مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ ليعتقد أنّ ما يشعر به هي روح الله ألقاها الله في صدره؛ بل مَسُّ شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّهم عن الصراط المستقيم ويحسبون أنّهم مهتدون.
وبالنسبة لناصر محمد اليماني فيُلهمني ربّي بسلطان علم الكتاب المنير، وإذا كان البيان إلهاماً من الشيطان فاحذروا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار، فأحذّركم تحذيراً كبيراً كون الإلهام من الربّ الى القلب إمّا أن يكون من الرحمن أو وسوسة شيطانٍ في الصدر كمثل الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر، فهو إمّا يكون روحانيّاً من أصحاب مرض التّوحد الذين يعتزلون الناس فيجلسون لوحدهم وكذلك يُسَمَّون بالانطوائيّين أو كما يسمّونه بمرض التوحد، أي يجلسون لوحدهم في كثير من أوقاتهم و يعتمدون على الوسوسة بغير سلطان علمٍ من الله.
وينقسم أصحاب مرض الوسواس الخنّاس إلى أنواعٍ كثيرةٍ، فمنهم من يوسوس له الشيطان أن يقول على الله ما لا يعلم ليجعله يفسّر القرآن من عند نفسه، وأمّا الامام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم فيلهمني ربّي بسلطان العلم في محكم القرآن وأفصّل القرآن بالقرآن تفصيلاً، ولم أقل حدّثني قلبي معتمداً على ذلك وأريد الناس أن يصدقوني وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، كون وحي التفهيم إمّا أن يكون وحي تفهيمٍ مباشرٍ من الربّ إلى القلب مبرهَناً بسلطان العلم من الكتاب فيبيّن القرآن بالقرآن، أو يكون وسوسة شيطانٍ بكلامٍ ما أنزل الله به من سلطانٍ.
ومنهم من يسمّون أنفسهم روحانيين فيقول أنّ روح المسيح عيسى ابن مريم تَنَزَّلت في جسده ليخاطب الناس عن طريقه، ومنهم من يقول تنزّلت روح محمدٍ رسول الله في جسده، فيقول: "وإنّ ذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85]"! ثم يقول: "إنّ روح محمدٍ رسول الله تنزّلت فيه ليخاطب الناس بلسانه".
بل أمراض الوسواس الخناس كثيرةٌ، فمنهم من يوسوِس له مسّ الشيطان نحو أبرياء أنّهم يكيدون له كيداً من غير برهانٍ على ذلك بل افتراء عليهم بسبب وسوسة الشيطان، فاحذروا كيد مسوس الشياطين في صدور الناس خصوصاً في الدين ثمّ يسمّون أنفسهم أنهم روحانيين وذلك للتشويه بالربّانيين والتشويه بروح رضوان الله التي تتنزّل على قلوب قومٍ مؤمنين فيشعرون بالسكينة والطمأنينة في أوقات تذكيرهم بالحقّ من ربِّهم، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
ولكن مسوس الشياطين يمكرون بالباطل حتى لا يميّز الناس بين الحقّ والباطل فيُضِلّون قوماً ويحسبون أنّهم مهتدون! أولئك الذين لا يعتمدون على سلطان العلم المفصّل من القرآن العظيم؛ بل قد يأخذ آيةً فيفسّرها من عند نفسه وهو مكرٌ من الشيطان ليقول على الله ما لا يعلم ليجعلها برهاناً لما يقوله، ويحسبون أنّهم مهتدون! ولكنّ الذين اتّبعوا أمر الشيطان الذي يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فحتماً سيجدون آياتٍ كثيرةٍ محكماتٍ بيّناتٍ تُناقِض تفاسيرهم الشيطانيّة، ولكنّ بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً فيبصره كلّ من استخدم عقله فينير الله بالبيان الحقّ قلبه، ألا وإنّ مكر الشيطان وجنوده يستخدمون طرقاً كثيرةٍ بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يصدّوا الناس عن الحقّ من ربّهم فلا يكونوا شاكرين، فإذا لم يستطيعوا صدّ الناس بالتصديق بالقرآن فيتخذوا طريقةً أخرى فيجعلوا قوماً منهم يبالغون في الأنبياء وأئمة الكتاب والمقرّبين حتى يدعونهم من دون الله ليشفعوا لهم عند ربهم، فهنا يعيدهم الشياطين إلى الشرك بالله. وسبق تفصيل ذلك في بياناتٍ كثيرةٍ للراسخين في علم البيان الذين لا يشبعون من تدبر بيانات الإمام المهديّ للقرآن بالقرآن فيزيدهم إيماناً وتثبيتاً.
ووصل عمر الدعوة المهديّة إلى بداية السّنة الثانية عشرة ولا يزال الإمام المهديّ هو المهيمن بسلطان العلم، وأفتي جميع المسلمين بالحقّ أنّه لا يدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر إلا من يتخبّطه شيطانٌ رجيمٌ إلا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، فَلَو تتلون عليهم ساعةً من القرآن العظيم لعرفتُم في وجوههم المُنكر بسبب احتراقهم بنور القرآن العظيم حتى ولو لم ينطق منه مَسُّ الشيطان، ونعم يوجد من المؤمنين من يبتليه الله بمسّ شيطانٍ وشفاؤه في البيان الحقّ للقرآن العظيم كون الله يحرقه بنور البيان ويحرقه كذلك بذكر آياتٍ مباشرة تتلى عليه من القرآن.
واحذّر الأنصار من مكر الشياطين خصوصاً من كان به من قبل أن يكون من الأنصار أن يخرجوه من النور إلى الظلمات بمكر الوسوسة في صدره وأذنيه أنّه صار عبداً روحانيّاً ربانيّاً، ويوسوسون له بأمورٍ كثيرةٍ كي يستدرجوه بطريقةٍ فيغروه بتلك الطرق حتى يخرجوه من النور إلى الظلمات. وربما يقول المسّ له: "آن الأوان أن يجعلك الله ملَكاً من البشر، ألا تذكر فتوى ناصر محمد اليماني بأنّ من أنصاره من سوف يكونون ملائكةً؟". فليستعِذ بالله من الشيطان الرجيم، فكلّ بدعةٍ لم يُفتِكم بها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني تعتبر ضلالة في الدعوة المهديّة.
وبالنسبة للتكريم القادم لقومٍ من عبيد النعيم الأعظم فقدومه من بعد الظهور بزمنٍ، وأرجو من الله أن لا يحقِّق ذلك التكريم حتى لا يدعونكم الظالمون لأنفسهم من دون الله من بعد موتكم، بل قولوا: "ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين". كونهم سوف يبالغون فيكم بغير الحقّ من بعد موتكم وموت إمامكم، فاستعيذوا بالله من الكرامات في هذه الحياة الدنيا، فوالله ما سبب شرك الأمم إلا المبالغة في عُبَّاد الله المكرمين من الأنبياء والمُرسلين وأئمّة الكتاب والصالحين، وبسبب المبالغة فيهم بغير الحقّ وفي أنصارهم الأولين فمن بعد موتهم تُبالغ فيهم الأجيال جيلاً بعد جيلٍ حتى يجعلوا لهم أصناماً تماثيلَ لصورهم، فيقولون: "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"، فما بالكم بالوفد المكرمين!
وبالنسبة للوسوسة الرّوحانية فهي من الشياطين فاحذروهم! فاستعيذوا بالله من مكرهم ووسوستهم وتكليمهم في صدوركم أو آذانكم، وعلى كل حالٍ تلك حالاتٌ نادرةٌ قد تحدث لواحدٍ في المائة من الأنصار وهم الذين كانوا مُبتلين بمسوسٍ من قبل أن يكونوا من الأنصار الحقّ، فتأذّت المسوسُ في أجسادهم وتعذّبت عذاباً عظيماً، ولكن قد يتخذوا مكراً عن طريق الوسوسة ليخرجوه من النور إلى الظلمات بوسواسٍ خنّاسٍ في الصدر أو الأذن، ويكذّبون عليهم أنّ من يكلمهم هم ملائكةٌ تُحدِّثهم، أو يقول المسُّ: "أنا روح نعيم رضوان الله أكلمك في صدرك وأذنك". فمن ثم نقول: سبحان الله العظيم! فليس أنّ الله يتنزّل في القلب، سبحان الله عمّا يشركون!
وَيَا أحبتي في الله الذين ألقى الله في قلوبهم حقيقة النعيم الأعظم من نعيم الجنة أنّه نعيم رضوان الله على عباده، إنما ذلك حبّ الله لهم فيُلقي في قلوبهم حباً عظيماً لربّهم فهنا يشعرون أنّهم لن يرضوا بنعيم ملكوت جنّات النعيم حتى يرضى ربهم في نفسه، وصار يقيناً في قلوبهم بإصرارٍ إلى ما لا نهايةٍ بأنّه لن يرضى بملكوت جنّةٍ عرضها كعرض السموات والأرض حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وذلك بسبب أنّهم قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه فيجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا بأيّ نعيمٍ ماديٍّ في الآخرة مهما كان ومهما يكون حتى يحقق الله لهم النعيم الأعظم بالنسبة لهم، فلن يرضوا حتى يرضى ربّهم أحبّ شيءٍ إلى أنفسهم.
فاحذروا مكر الشياطين بالرّوحانيّة واعتصموا بالله أنّكم لن ترضوا حتى يرضى وأغلقوا باب الشياطين، فتمنّوا عدم تحقيق الكرامات في هذه الحياة الدنيا حتى لا تكونوا سبب فتنةٍ للقوم الظالمين في الأجيال القادمة إذا أردتم تحقيق رضوان الله في نفسه، أفلا تنظرون في الكتاب أنّ سبب الشرك لكثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة في عباد الله المكرمين من قبلكم؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
اخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________