[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=215962
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 04 - 1437 هـ
03 - 02 - 2016 مـ
04:20 صباحــاً
ـــــــــــــــــــ
إنّ المسيح الكذاب فتنةُ الأحياء في عصر خروجه وفتنةُ المبعوثين من الكافرين في البعث الأول ..
إنّ المسيحَ الكذّاب فتنةٌ للحيّ والميّت المبعوث من قبره في البعث الأول، وسبق في ذلك بيانٌ مفصّلٌ أنّ المسيح الكذاب فتنةٌ للأحياء في عصره وللأموات المبعوثين من قبورهم من الكافرين.
وبالنسبة للحديث ففيه حقّ وفيه إدراجٌ لم يقله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمّا المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم الذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم مُنتحلاً شخصيّته، ولذلك يسمّى المسيح الكذاب كونه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ عليه الصلاة والسلام، ولهذا السبب تقتضي الحكمة من عودة المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وأسلّم تسليماً.
ولا بدّ لمن يريد أن يعرف الجواب الكافي والوافي أن يتدبّر البيانات المفصّلة عن فتنة المسيح الكذّاب والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من ربه أن يُنْظِرهُ إلى يوم يبعثون كونه يريد أن يفتن الأحياء في عصره من المسلمين والكافرين وكذلك المبعوثين من الكافرين، ويريد أن يظهر لكم بصورة إنسانٍ ويقول إنّه المسيح عيسى ابن مريم، فيقول إنّه الله! وما كان لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم الحقّ أن يقول ذلك، صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل يقول إنّه عبد الله ورسوله ومن الصّالحين التّابعين في عصر بعث الإمام المهديّ المنتظَر.
وخاطب الله المسيح عيسى ابن مريم لتثبيته لاتّباع الإمام المهديّ المنتظَر، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)} صدق الله العظيم [المائدة].
كونه لو يستنكف عن اتّباع الإمام المهديّ برغم أنّه رسولٌ والإمام المهديّ من الصالحين إذاً لأزاغ الله قلبه، ولكنّ الله أراد تثبيته ولذلك ذكّره بنِعم الله عليه من قبل ليكون من الشاكرين ومن الصالحين التابعين للإمام المهديّ خليفة الله في الأرض، فهل سبب فتنة الشيطان الرجيم إلا الغيرة على نفسه بسبب تكريم آدم عليه الصلاة والسلام بالخلافة؟ ولذلك قال الشيطان في قصص القرآن: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62]، ولذلك طلب من ربّه أن يُنظِره إلى يوم البعث الأول وهو لا يزال موجوداً ليفتِن الأحياء والأموات المبعوثين.
وأمّا يوم البعث الشامل فقد أهلك الله إبليس وذرّيته أجمعين وهلك كلّ شيء في الملكوت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)} صدق الله العظيم [القصص].
ونكرِّر ونقول: فلا بدّ لمن أراد معرفة كيفية خطّة فتنة المسيح الكذاب أن يعود لتدبّر البيانات التفصيليّة التي كتبناها من قبل.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________