[ لمتابعة رابط المشـــاركة الأصلية للبيـــان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=181804
الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 06 - 1436 هـ
25 - 03 - 2015 مـ
09:41 صباحاً
ـــــــــــــــــ
ويا عجبي ممن يقولون على الله ما لا يعلمون ويحسبون أنّهم مهتدون وهم لا ينطقون بالحقّ ولم يتخذوه سبيلاً! كونك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون. فهل لأنّ شجر الزيتون ينبت في طور سيناء ثمّ تريد أن تبني على ذلك علماً من عند نفسك؟ ويا رجل اتّقِ الله ولا تقُل على الله إلا الحقّ، فلا بدّ لك أن تعلم أنّ الله لا يكلم أحداً من عبيده إلا من وراء حجابٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)} صدق الله العظيم [الشورى].
وما هو ذلك الحجاب؟ فتجده في محكم الكتاب أنّه سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى إذا يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى، وشاهدَها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلةَ كلّمَه ربّه تكليماً من وراء حجابه السدرة؛ بل هي من آيات ربّه الكبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم [النجم].
وكذلك هي الشجرة ذاتها التي كلّم الله نبيَّه موسى من ورائها وإنّما قرّبه نجيّاً، ولذلك جاء ذكرها في موضعين للتكليم من وراء الحجاب؛ ليلة كلّم الله نبيَّه موسى عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)} صدق الله العظيم [القصص]. فانظر لمصدر الصوت في قول الله تعالى: {مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)} صدق الله العظيم، وتلك الشجرة هي سدرة المنتهى.
وكذلك جاء ذكرها ليلة كلَّم الله خاتمَ الأنبياء والمُرسلين محمداً رسول الله عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم [النجم]. وإنّما شاهد أخاه جبريل بصورته الملائكيّة حين وصلا إلى سدرة المنتهى فشاهده نزلةً أخرى بصورته الملائكيّة، وخرَّ جبريل لربّه ساجداً عند سدرة المنتهى.
بل هي من آيات الله الكبرى التي شاهدها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء والمعراج. تصديقاً لقول الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)} صدق الله العظيم؛ بل الشجرة حجاب الربّ؛ بل هي أكبر من الجنّة التي عرضها السماوات والأرض ولذلك فالجنة عندها. ولذلك قال الله تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15)} صدق الله العظيم.
فوالله ثمّ والله لا أحيط بكثيرٍ من ردود المُمترين ثمّ يزعمون أنّهم أقاموا الحجّة فيتولّوا وهم فرحون! وأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________