الإمام ناصر محمد اليماني
26 – 12 – 1428 هـ
05 – 01 – 2008 مـ
07:12 مساءً
ــــــــــــــــــــــ
إلى حبيب الحبيب الذي هو في شكٍّ مريبٍ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا حبيب الحبيب، إني أراك لفي شكٍّ مريبٍ بأني لربما أكون المهديّ المنتظَر، فنعم الشكّ إذا تلاه اليقين. ولسوف أنصحك بالحقّ إن كنت تريد الحقّ ولا غير الحقّ فقل: اللهم عبدك يسألك بحقّ لا إله إلا أنت، وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ الحقّ من لدُنك فاجعلني من السابقين بالتصديق والإيمان في عصر الحوار من قبل الظهور، إنك أنت السميع العليم.
وأصدِق الله يُصدقك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه، إن ربي سميع الدعاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].
والتأويل الحقّ لهذه الآية: يقول تبارك وتعالى بأنّ الذين يبحثون عن الحقّ ولا يريدون غير الحقّ فحقٌّ على الحقّ أن يهديهم إليه لأنه الحقّ وما دونه باطلٌ.
ويا حبيب الحبيب، عليك أن تعلم بأنّ آيات التصديق للمهديّ المنتظر هي كثيرةٌ وكبيرةٌ، وقد أراكم الله من آيات التصديق ما يشاء، وعليك أن تعلم بأنّ
آيات التصديق هي أن يريكم من البيان الحقّ للقرآن على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، وتلك هي معجزة التصديق الحقّ للمهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:93].
وتصديقاً لقوله عزّ وجل: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّـهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وتصديقاً لقوله الحقّ: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].
ومن ضمن آيات التصديق على صدق ناصر اليماني في الآفاق هي أن تتم رؤية الهلال من قبل الاقتران، فإن كنت باحثاً عن الحقيقة فعليك أن تتزود بالعلم في مجال البحث عن أيٍّ من آيات التصديق، فإذا لم تكن مُلماً بالعلم في مجال الآية المطلوب رؤيتها بعين العلم والمنطق فلن تفهم بعضاً من آيات التصديق، وإنما سوف يرى أهل العلم بأنّ البيان للقرآن حقٌّ يجدونه على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وعلى سبيل المثال عندما أقول إنّ من آيات التصديق لناصر اليماني هي أن يولد الهلال من قبل الاقتران ثم تثبت رؤية الهلال للشهر الجديد قبل موعد الاقتران المنتظر من قبل علماء الفلك في حساباتهم الفلكيّة الموحدة في علم جريان الشمس والقمر والذي لا يختلف على ذلك العلم اثنان في العالمين ومتفقين بأنه لا ينبغي
رؤية هلال الشهر الجديد من قبل الاقتران أبداً على الإطلاق نظراً لأنهم يعلمون بأن الهلال لا ينبغي له أن يولد من قبل موعد الاقتران؛ بل بعد الاقتران والذي هو نفسه الاجتماع للشمس والقمر المحاق، ومن ثم يولد هلال الشهر الجديد، بل وكذلك يعلمون بأنه لا تتم رؤيته إلى بعد مضي ما لا يقل عن تسعٍ إلى عشر ساعات من عمر الهلال الجديد، وتلك قوانين فلكيّة لا يختلف عليها اثنان في العالمين يا حبيب الحبيب.
فكم كررتُ وكم ذكرتُ وكم حذرتُ بأنها قد بدأت أشراط الساعة الكبرى، وأن منها أن تُدرك الشمس القمر فيتّبعها من بعد ميلاده فيتلوها والشمس تتقدم الهلال كما حدث في هلال شهر رمضان 1428، وتنقسم تلك الآية إلى قسمين مُتكررةً بعضاً منهما يكون في المشرق وآخر يكون في المغرب تصديق القسم الحقّ والنذير لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشمس]؛ بمعنى أن الهلال سوف يتلو الشمس في أوّل اليوم وفي آخره.
وإليك التأويل الحقّ للآية: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾} وذلك تبياناً لشرط من أشراط الساعة الكبرى إذا حدث، وذلك لأن القمر لا ينبغي له أن يتلو الشمس من بعد ميلاده؛ بل دائما يتقدمها من بعد ميلاده في هلال الشهر الجديد. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} صدق الله العظيم [يس:40].
ومعنى قوله {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} أي تتقدمه من بعد ميلاد هلال الشهرالجديد.
وأما قوله تعالى: {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي ولا الليل ينبغي له أن يتقدم النهار وذلك لن يحدث أن يتقدم الليل النهار فيطلبه حثيثاً حتى تطلع الشمس من مغربها لتحقيق أحد أشراط الساعة الكبرى. وأما قبل تصديق تلك الآية فهو يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاَ في النظام الفلكي الأرضي.
ويا حبيب، سوف نعود لبيان الآية السابقة: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشمس]، فأما شطر منها فقد بيَّناه في أول الخطاب: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾}، ثم نأتي لقوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} وذلك تحديد التوقيت في أنواع الإدراك فأحدهم سوف يكون بدء ميقاته {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} وأما الآخر فميقاته {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} وذلك عند الغروب فتغيب الشمس والهلال يجري وراءها كما حدث بالضبط في هلال رمضان 1428هـ.
وأما الآية الكبرى فحدثت في هلال ذي الحجّة، ومعنى قولي الكبرى أي الواضحة والجليّة وهي الآية التي أيّدني الله بها في هلال شهر ذي الحجّة إذ تمت رؤية الهلال من قبل الشهود من قبل موعد الاقتران، ولو تسأل أهل علم الفلك لقالوا إنه من المستحيل رؤية الهلال من قبل الاجتماع ولكنه حدث يا حبيب الحبيب وأعلنت المملكة العربيّة السعوديّة رؤية هلال ذي الحجّة بعد غروب شمس الأحد ليلة الإثنين ولو بحثت عن موعد الاقتران لوجدته بعد غروب شمس الأحد بعدة ساعات.
ولدي سؤال أوجهه إلى حبيب الحبيب وإلى جميع علماء الفلك والشريعة في العالمين فأقول: لماذا تمت رؤية هلال ذي الحجة 1428هـ عند غروب شمس الأحد برغم أنه لم يأتِ موعد الاقتران؟ وأقسم بالله العظيم بأنهم لن يجدوا إجابة الحقّ غير التصديق بالحقّ ولو تعمَّروا وهم يبحثون عن السبب تريليون عاماً فيوقنون بأنها حقاً أدركت الشمس القمر، فيا معشر البشر هل من مدَّكر؟
وليس البرهان في الصورة ولا في الاسم بل في بسطة العلم يا حبيب الحبيب، وإن شاء ابن عمر يريك صورتي فلا مانع لدينا.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________