بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الباحث عليك أن تتعلم حين تسأل الإمام المهدي أن تسأل بسؤال أو إثنين أو ثلاثة أو تجعل سؤالك عاما للجميع فلا يأتي بيان القرآن دفعة واحدة واعلم يا حبيبي في الله أنه حين يبين لك الإمام المهدي هذه الأسئلة فهل ستفقهها بل أقسم بالله أنك تثقل علينا كون البيان ليس أن يقول الإمام أن معنى كذا يعنى كذا كما أجابك في أسئلتك من سورة يس ورغم أنها الحق بالحق وأحسن تفسيرا إلا أن تلك الإجابات تحتاج للتفصيل الشديد وخليفة الله لا يبين المزيد إلا إذا شاء الله لذلك تبقى تلك الإجابات بحاجة للتفصيل فلا تثقل علينا بكثرة السؤال وضع سؤالك عاما أو خصصه بما لا يزيد عن ثلاثة فليس هكذا يكون السؤال والحوار ولو سألتك عن بيان أسألتك السابقة من سورة يس فقلت لك فما معنى مقمحون وما هي الأذقان ولماذا في أعناقهم أغلالا وما هي الأغلال؟
لقلت ولماذا أنا وضعت أسألتي إلا ليجيبني الإمام.
لكنكم تقطعون طريقي في كل مرة.
ثم نقول لك بل أجابك الإمام المهدي ولكني وعضتك من قبل بترابط بيانات القرآن فلن ينتهي البيان الواحد إلا إذا طاف الكتاب كله فهل تريد للإمام المهدي أن يأتيك ببيان القرآن جملة واحدة؟
ويا حبيبي تفكر هداك الله فيما هو بين يدك وخذه بقوة واسأل على قدر ولا تثقل الميزان على إخوتك فلا تحسبنا في غفلة من كتاب الله وإن شئت أن تسأل فاسأل على قدر وبالشيء المعقول أم أنك لم تسمع قول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ (102) } [المائدة].
ويا حبيبي في الله لقد كنت في موضوع أصحاب الأعراف فهل فقهته وعقلته حتى تنتقل إلى الباب المفتوح لعلم الآخرة؟ فأكمل ما بدأته وتفكر فيه واحسم أمرك بشأنه فليس بيان القرآن يلقى هكذا جزافا فإن شئت آمنت به وإن شئت فلا أو تأخذ منه ما وافقك وتترك الباقي ولا تقل إني لم أيقن بعد في قضية أصحاب الأعراف وأنهم الذين ماتوا قبل مبعث الرسل وليس لله عليهم حجة ثم تقول بل ما زلت ألقى المزيد من الأيات تريد بيانا؟
ثم نقول فهل لم تكفي أكثر من أحد عشر بيانا عن أصحاب الأعراف ليأتيك اليقين في شطر من مسألة واحدة منها وهي عدم عذاب الله للذين ماتوا من قبل مبعث الرسل؟
إذا فدعك من المزيد والشيء الجديد وأتنا بالحق فيما هو معنا إن كان لك بيانا أحسن منه فذلك هو الحق إن كنت تريد الحق والحق أحق أن يتبع وما بعد الحق إلا الضلال.
وهذا ردا كنت قد وضعته على موضوع أخي وحبيبي في الله ذا النونين كما يلي:
ويا حبيبي في حب ربي ذو النونين ما سمعنا وما قرأنا في أحد بيانات الإمام المهدي بأن النعيم الأعظم هو الآخرة في الآية التي تقصدها أو في غيرها ويا سبحان ربي يا ذا النونين وهل جزءتم أرحم الراحمين فصار نعيما أعظم في الآخرة وماذا يكون في الدنيا؟
بل الله هو النعيم الأعظم في كل زمان ومكان بل الله لم يخلق أخي ذا النونين ولا أخي الباحث أو أخي قول الحق ولا أي من العالمين إلا من أجل النعيم الأعظم!
وقد يتسائل أخي ذا النونين فيقول : وكيف يعني أن الله لم يخلق أحدا إلا من أجل النعيم الأعظم؟
ثم نجيب أخانا فنقول: فذلكم لأن الله وصف إسمه النعيم بالنعيم الأعظم كونه جعله صفة لرضوان نفسه على عباده فمن ثم يجدون في أنفسهم الطمأنينة والراحة والسكينة وهم في الحياة الدنيا فوجدوا نعيم رضوان نفس الله في قلوبهم روح وريحان فاتخذوا عند ربهم عهدا أن لا يرضوا حتى يرضى.
ويا حبيبي في الله إن جميع الأنبياء والمرسلين عبدوا النعيم الأعظم كونهم عبدوا رضوان الله فاتبعوه وتركوا ما يسخطه ولكنهم عبدوا النعيم الأعظم ليس لذاته بل عبدوه لذواتهم حتى يكون راض عنهم ويا سبحان ربي فهل رضوان ربي على عباده إلا جزء من رضوان نفسه الكبير فكيف نحب الله حبا شديدا ثم نعبده من أجل أنفسنا ليكون راض عنا فيدخلنا جنته وهل سيدخلنا جنته أصلا إلا وهو راض عنا وإلا لما شممنا ريحها.
ومع ذلك فليس الهدف في خلقنا إلا في الرضوان الأكبر النعيم الأعظم وهو أن يكون ربنا حبيبنا راض في نفسه لا متحسر ولا حزين ولا يتحقق ذلك إلا من هذه الحياة الدنيا كون الله يرضى لعباده الشكر ولا يرضى لهم الكفر فمن ثم علمنا أن الله لن يكون راض في نفسه حتى يدخل جميع عباده في رحمته فسعينا مع الإمام المهدي بكل حيلة ووسيلة لهداية العباد والصبر على أذاهم من أجل حبيبنا النعيم الأعظم حتى يجمعهم الله لنا أمة واحدة لله شاكرين فيرضى لهم الشكر ثم يبقى وعد الله برضوان نفسه بين يديه علينا كونه سيتم العرض يو الحشر الأكبر بملكوت الدنيا والآخرة فمن كان يعبد رضوان ربه غاية فسيقول ربي إجمع لي كل ما عرضت فأجعله في يميني ثم يرمي به فيقول أف لهذا الملكوت ربي وأنت حزين فلماذا خلقتني فهل من أجله حاشاك ربي حبيبي فما خلقت كل هذا إلا من أجلنا وخلقتنا من أجلك لنعبدك حتى ترضى فهل أنت فرح مسرور ربنا فهل أنت سعيد فكيف يسعد العبد ويفرح وربه حبيب قلبه حزين؟
فأف لكل نعيم حتى يرضى ربنا في نفسه ولذلك خلقنا ولا يهمنا ما سيعطينا ربنا حتى بعد أن يرضى فلا يهمنا ذلك بل ليبقينا الله في عشش بين الجنة والنار أهم شيء يحقق لنا الرضوان الأكبر ولسوف يرضى ربنا حبيبنا ولسوف يرضى ووعده الحق وهو لا يخلف الميعاد.
ويا أخي ذا النونين ما الآخرة إلا شيء خلقه الله من أجلنا فكيف تكون الآخرة هي النعيم الأعظم وحاشا لله بل الله خلقنا من أجله لنعبده حتى يرضى حتى يرضى وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوا نعيم رضوان نفسه فيرضى فمنهم من عبد رضوان الله وسيلة ففاز فوزا عظيما وأولئك هم التجار ومنهم من عبد رضوان الله غاية وأولئك هم قوم يحبهم الله ويحبونه.
وأما الذين تشمأز قلوبهم إذا ذكر الله وحده ليس لأن الآخرة هي النعيم الآخرة فيا سبحان ربي فما خلق الله الآخرة والأولى إلا من أجلنا وخلقنا من أجله بل الآخرة هي الحيوان وإنما لأن أولئك رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا إليها فكرهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم لذلك إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم كونه لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.