وسأل سائلٌ فقال: أفتني في نومة أهل الكهف بمعنى هل لهم لبث أول ولبث أخير؟ وكيف يتمّ حساب مدة هذا اللبث الأول واللبث الأخير؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
علّمني ربّي بأنّ لحساب جريان الشمس والقمر علاقة بيومنا الأرضي 24 ساعة بمنتهى الدقة، ومن ثم قلت: ربِ، كيف أستطيع الربط بين حساب ثلاثة أجرامٍ مُختلفةٍ أيامها في الطول اختلافاً بعيداً؟ فيوم الأرض لدورانها حول نفسها 24 ساعة، ويوم القمر لدورانه حول نفسه بضعف يوم الأرض ثلاثون مرة، وكذلك يوم الشمس إذا كانت سنتها ألف سنة وشهرها ألف شهر، فوجدت بأنه لا بُدّ أن يكون يوم الشمس وإتمام حركتها حول نفسها لا بُدّ أن يكون (ألف يوم)، وذلك حتى يكون شهرها ألف شهر وسنتها ألف سنة، فقلت كيف أستطيع أن أربط حساباً واحداً يكون في منتهى الدقة بيومنا الأرضي لحركة الأرض حول نفسها، فكيف لي أن أعلم بأن هذا الحساب صحيح بلا شك أو ريب؟ وإن آمنت بذلك ولكن كما قال نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}، ومن ثم تدبرت اللبث لأصحاب الكهف في قوله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} صدق الله العظيم [الكهف:٢٥].
ومن ثم تابعت آيات القرآن هل قد خرجوا من كهفهم؟ فوجدت قوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:١٨].
فعلمت أنهم لا يزالون موجودين في الزمن الذي خاطب فيه القرآن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقلت ومن ثم تابعت: هل كانت لهم نومةً واحدةً أو نومتين؛ لبثٌ أول ولبثٌ أخير؟ فوجدت القرآن يقول أنه بعثهم مرتين من نومهم، فأمّا بعثهم الأخير فجاء في قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:١٢].
ومعنى قوله لنعلم أي الحزبين أحصى أي أحاط بعلمهم وأمَدِهِم، أهمْ الذين يقولون عن قصتهم رجماً بالغيب أم الحزب الحقّ؟ والقول الحقّ في الكتاب الحقّ الذكر المحفوظ من التحريف فيعلم الناس أي ليعلم الناس أي الحزبين أحصى الحقيقةَ لأصحاب الكهف في لبثهم وعددهم وقصتهم.
ومن ثم تابعت القرآن فإذا بي أجد لهم بعثاً آخر وليس هذا البعث ليكلموا الناس بل ليتساءلوا فيما بينهم، ولكني تابعت هل خرجوا من كهفهم بعد نومتهم الأولى فوجدت فعلاً أنهم خرجوا إلى باب الكهف، وقال الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}. ومن ثم تابعت فوجدت بأنهم عادوا {وَازْدَادُوا تِسْعًا}. وذلك لأن الرسول الذي أرسلوه ليأتي لهم بطعام ليلاً؛ بل في أول الليل إلى المدينة خرج فلم يرَ المدينة ولا يعلم أين ذهبت! بمعنى أنه لم يرَ أنوار المدينة ولم يسمع نهيقَ حميرٍ أو نُباح كلاب، فاستدعى أصحابه فخرجوا إلى باب الكهف جميعاً فأدهشهم الأمر ومن ثم قرروا أن يرجعوا إلى كهفهم حتى الصباح حتى يتبين لهم الأمر فناموا تلك الليلة إلى حدّ الساعة لصدور هذا الخطاب؛ لا يزالون في سُباتهم نائمين، ومن ثم علمت الهدف من نومتهم الأولى ثم يفيقوا ثم يناموا مرة أخرى، وذلك حتى يكون لبثهم الأول بحساب السَّنة القمريّة لذات القمر، ومن ثم يكون زمن لبثهم الثاني بحساب السَّنة الشمسيّة لذات الشمس فقلت في نفسي، وتالله لقد آن الأوان ليحكّم لي ربي الآيات {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} فإذا كان الحساب كما كتبناه للعالمين فسوف أجده يتطابق مع هذه الآية والتي ذكرت الرقم العددي بأمد لبثهم الأول والأخير، ومن ثم قُمت بتطبيق الحساب ليطمئن قلبي.
وبما أني قد علمت بأن اليوم القمري لذات القمر لحركته حول نفسه يعادل ثلاثين يوماً أرضياً؛ إذاً الشهر القمري الواحد يعادل ثلاثين شهراً؛ إذاً السَّنة القمريّة الواحدة تعادل ثلاثين سنة أرضية، وبما أن الله قال لبثوا في كهفهم 300 سنة قمت بالضرب لسنة قمرية واحدة والتي تعادل بحسب سنيننا ثلاثين سنة فكان الناتج = 9000 سنة بالدقة المُتناهية بحساب يومنا الأرضي بحساب ساعاته ودقائقه وثوانيه تسعة ألاف سنة، ومن ثم انتقلت لأمد لبثهم الثاني في قوله تعالى: {وَازْدَادُوا تِسْعًا}، فبما أني قد علمت من قبل بأن اليوم الشمسي الواحد يعادل ألف يوم من أيامنا وشهرها يعادل ألف شهر بحساب أيامنا وسنتها تعادل ألف سنة بحساب أيامنا 24 ومن ثم علمت المعنى لقوله: {وَازْدَادُوا تِسْعًا} أي تسع سنوات شمسيّة وقد علمت من قبل بأن التسع سنوات شمسيّة تعادل بحسب أيامنا الأرضيّة تسعة آلاف سنة أيضاً نفس الأمد للبثهم الأول في مُنتهى الدقة بحساب أيامنا وساعاته ودقائقه وثوانيه.
وكذلك نبأناكم بمكانهم وأخبرناكم بقصتهم وعددهم وأسمائهم وزمن لبثهم الأول وزمن لبثهم الثاني ليعلم الناس أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً، وقد جعلني الله قائداً لحزبه ضد حزب الطاغوت، فانظروا أي الحزبين أحصى لعددهم وأحصى لزمن لبثهم الأول والثاني وأسمائهم وقصتهم، فانظروا أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً؟ والذي أحصى لزمن لبثهم وعددهم بالحقّ فهو قائد لحزب الله في الأرض بالحقّ لمن أراد أن يتبع الحقّ ويستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، وأما الذين سوف يتبعون هاروت إبليس اللعين وقبيله ماروت والذين يرونكم من حيث لا ترونهم فمثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.
ويا معشر المسلمين لقد جعلني الله ملكاً عليكم وقائداً حكيماً لأهديكم ومن يشاء من العالمين صراطاً_____ مستقيماً، وأما كيف أني علمت بأني أنا المهديّ المُنتظر؟ ولقد أخبرني من لا ينطق عن الهوى في رؤيا في المنام وقال:
[ كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ ]
صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4815