https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=158091
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - ذو القعدة - 1435 هـ
07 - 09 - 2014 مـ
10:09 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، ويا قرة عين الإمام المهديّ أقول لك الحقّ: لئن كان يزيد بن معاوية موجوداً فلا نجوت إن نجا، وأمّا إذا كان لا يوجد إلا ولده الذي لا ذنب له فيما صنع أبوه فوجب على الإمام المهديّ الالتزام بأمر ربّه في محكم كتابه: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ويا حبيبي في الله، فلا ينبغي محاسبة نفسٍ بسبب ذنب نفسٍ أخرى فهذا ظلم، ولن يبعث الله الإمام المهديّ ليظلم الناس؛ بل ليرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، فهل من البِرِّ أن نحاسب ذرّيات قومٍ آخرين بما فعل آباؤهم الأولون! ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين. فتلك أمّةٌ قد خلتْ في الأولين وحسابهم على الله ربّ العالمين يفصل بينهم بالحقّ فيعذّب المجرمين ففريق في النّعيم وفريق في الجحيم، ولن يحاسبنا الله عمّا كانوا يفعلون لكون للأشرار ما كسبوا وللأخيار ما كسبوا ويحاسب الله الفريقين ولم يوكّلنا بمحاسبتهم لكونهم قد خلَوا من قبلنا ولن يسألنا الله عمّا كانوا يفعلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا حبيبي في حبّ الله، لم يأذن الله لنا بقتل ابن القاتل لكون الثأر عند أبيه، فما بالك بقتل قومٍ آخرين لم يخلقهم الله بعد؛ وقت الحادث؟ أليس ذلك ظلماً مرفوضاً عند الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ} صدق الله العظيم [غافر:31].
فكن من الشاكرين حبيبي في الله إذ أعثرك الله على دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في عصر الحوار من قبل الظهور، وكن من السابقين إلى نُصرة الإمام المهديّ بالدعوة والتبليغ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، ولا تتبع الظنّ إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.
ويا أحبتي في الله معشر الشيعة الاثني عشر وأصحاب السُّنة والجماعة، والله الذي لا إله غيره إنّني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم، ولم يبعثني الله بوحيٍ جديدٍ في دين الله؛ بل لنُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى فتتّبعون كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ من عند الله، ولا ينبغي للحقّ من ربِّكم أن يتّبع أهواءكم لترضوا فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لعلكم ترحمون فتتّبعون ما أنزل إليكم من ربّكم، فلا تكونوا ممّن قالوا سمعنا وعصينا وهم لا يسمعون، فكونوا من الشاكرين يا معشر الأمّة التي بعث الله فيها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فتلك نعمة من الله عليكم أنْ ميَّزكم بين الأمم ببعث الإمام المهديّ فيكم ونقمة على المعرضين منكم، لكون من أعرض عن الاستجابة لدعوة الإمام المهدي فقد أعرض عن دعوة الاحتكام إلى الله ربّ العالمين، ولا ينبغي للإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم أن يبعثه اللهُ متشيِّعاً إلى إحدى طوائفكم فيزيدكم تفرقاً إلى تفرقكم، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165)} صدق الله العظيم [الأنعام].
بل يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم ليوحِّد به صفَّكم ويُذهب الله به تفرّقكم فيجمع به شمل أمّتكم فيوحِّدهم صفاً واحداً ضدّ المسيح الكذاب وجيوشه، فكونوا من ضمن جيوش الإمام المهديّ خيراً لكم من أن يصرف الله قلوبكم فتكونوا من ضمن جيوش المسيح الكذاب الذي يريد أن يظهر لكم من بعد مرور كوكب العذاب في ميقات البعث الأول فيقول لكم أنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّه الله ربّ العالمين! وما كان للمسيح عيسى ابن مريم الحقّ أن يقول أنّه الله؛ بل ذلكم المسيح الكذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فاحذروا فتنة المسيح الكذاب الملك هاروت وقبيله ماروت، فلا تُمسكوا بخيط العنكبوت وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، واعتصموا بحبل الله جميعاً ذي العروة الوثقى لا انفصام لها إنّي لكم لمن الناصحين يا معشر الشيعة والسّنة، فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لعلكم ترشدون.
وربّما يودّ أحد أحبتي في الله الشيعة أو السُّنة والجماعة أن يقول: "مهلاً يا ناصر محمد، فعليك أن تعلم أنّنا معشر السُّنة والشيعة لم نختلف في أنّ اسم الإمام المهديّ (محمد) فنحن متفقون سنةً وشيعةً أنّ اسم الإمام المهدّي محمدٌ تصديقاً للحديث الحقّ عن النّبي المتفق عليه سنةً وشيعةً، قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لا تَقُومُ السَّاعَةُ ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً]، فما الحكم في ذلك؟".
فمن ثم يرد على السائلين جميعاً الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: يا معشر كافة علماء الشيعة والسُّنة والجماعة وكافة علماء المذاهب الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، إنّني أشهد اللهَ عليكم جميعاً أنّي أتحداكم أن تُثبتوا لغةً واصطلاحاً أنّ التواطؤ يُقصد به التطابق، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين! ولكنّ جميع علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء الذين فرَّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً ليعلمون جميعاً أنّ التواطؤ لغةً وإصطلاحاً يُقصد به التّوافق لكونه لا يمكن أن يوافق الشيء نفسه؛ بل شيء يوافق في شيء. مثال: الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)، وجعل الله نقطة التّوافق في اسم الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد في اسم أبيه لكي يجعل الله اسم الإمام المهدي ناصر محمد هو صفةً لبعثه، لكون الله لن يبعث الإمام المهديّ المنتظَر بدينٍ جديدٍ؛ بل يبعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيدعوكم إلى اتّباع ما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
ألا وإنّ بعث الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني هو أحدُ أشراط الساعة الكبرى، وإن أبيتُم أن تعزِّروه فتنصروه فانتظروا تصديق شرط آخر من أشراط الساعة الكبرى؛ آيةً تأتيكم من السماء فتظلُّ أعناقكم من هولها خاضعةً لخليفة الله الإمام المهديّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)} صدق الله العظيم [الشعراء].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما تلك الآية التي ستجعل الناس كافةً مؤمنين بالإمام المهديّ فيأتمرون بأمره وهم صاغرون؟". فمن ثم نفتيهم بالحقّ ونقول فتلك الآية هي من أحد أشراط الساعة الكبرى ذلكم الدخان المبين. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وربّما يودّ سائلٌ آخر أن يقول: "ألم تحدث هذه الآية في عصر بعث محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؟". فمن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: إنّما بَعْثُ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو من أحد أشراط السّاعة الصُّغرى وليست الكبرى، ولكنّ الدّخان المبين هو أحد أشراط السّاعة الكبرى، ولم يحدث عذاب الدّخان المبين في حياة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)} صدق الله العظيم [الأنفال]. فاستغفروا الله وتوبوا إليه جميعاً أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين جميعاً؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________