الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 02 - 1433 هـ
05 - 01 - 2012 مـ
08:00 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=30974
ــــــــــــــــــــ
رد الإمام المهديّ على مسلم أمازيغي والفتوى الحقّ في إسلام سحرة فرعون من قبل إلقاء عصا موسى ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الاطهار، وكافة أنصار الله الواحد القهار الذين صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، أمّا بعد..
ويا أنصار المهديّ المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور إن كنتم تريدون الحقّ فالحقّ هو الأحقّ بالاتباع، وإذا أقام (مسلم أمازيقي) البرهان المبين من محكم الكتاب أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ فلا يجوز لكم من بعدها أن تتعصّبوا مع الإمام ناصر محمد اليماني التعصّب الأعمى، ألا والله أنّ من خشي أن تقام الحجّة على ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يقوم بطمس الحوار أو إخفائه عن أنظار الباحثين عن الحقّ فإنّه قد ارتكب خطأً كبيراً تلزمه التوبة والإنابة إلى ربّه ليغفر ذنبه.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أفراد طاقم إدارة طاولة الحوار العالميّة فيقول: "حاشا لله يا إمامي ما نقلت الحوار إلى القسم الخاص للأنصار خشية أن يقوم أمازيقي عليك الحجّة بل خشية الزوبعة وفرح شياطين البشر بخلع بيعة أمازيقي، ولذلك نقلته إلى قسم الأنصار الخاص". ومن ثم يردّ عليه المهديّ المنتظر وأقول: بل والله إنك سببت الضرر بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني بفعلك هذا، أفلا تعلم أنه سبق وأن اطّلع على الموضوع من الباحثين عن الحقّ المسجلين في الموقع؟ ولكنهم حين يأتون ليتابعوا الخبر عن سبب نقض بيعة أمازيقي ومن ثمّ يجدون أنه تمّ إخفاء الحوار عن أنظار الباحثين عن الحقّ، فتصوروا ردّة فعلهم، فحتماً سوف يقولون: "إذاً فقد أقيمت الحجّة على ناصر محمد اليماني ولذلك تمّ إخفاء موضوع الحوار بينه وبين مسلم أمازيقي"، ثم يقولون: "فلا بد أنّ أمازيقي قد اكتشف أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ وعجزٍ عن إقامة الحجّة عليه ومن ثم قام بحذف الحوار كلياً مع أمازيقي"، ومن ثم ينصرف الباحثون عن الحقّ من الموقع تاركين موقع الإمام ناصر محمد اليماني إلى غير رجعة، أفلا ترون أنّ ذلك سوف يحدث بسبب نقلكم الموضوع إلى القسم الخاص للأنصار؟ وهذا خطأٌ كبيرٌ! وجعلتم الحجّة على ناصر محمد اليماني ولم يقِمها خصمي في الحوار؛ بل أنتم أقمتموها بسبب تصرفكم يا معشر إدارة طاقم طاولة الحوار للمهدي المنتظر، فاتقوا الله الواحد القهار بل سوف يظنّ الآخرون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو من أمركم بذلك ولكن الذي نقل الحوار منكم ليشهد لله ما كان بأمرٍ من الإمام ناصر محمد اليماني، وكفى بالله شهيداً.
ويا أحبتي الأنصار معشر طاقم إدارة المهديّ المنتظر، أقسم بالله العظيم لا أعلم أيُّكم الذي نقل الحوار إلى قسم الأنصار الخاص، ولا أريد أن أعلم من هو حتى لا ينحرج مما فعل، وأقول غفر الله له فلا يعود لمثل ذلك وأطيعوني لعلكم تفلحون.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، إيّاكم ثم إياكم من التعصب الأعمى مع الإمام ناصر محمد اليماني، ألا والله إنّ من خشي أن تقام الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يحاول عرقلة الذي يحاور ناصر محمد اليماني حتى لا يقيم على ناصر محمد اليماني الحجّة، ومن ثم أقول له: يا أيها الأنصاري إنّه آثم قلبك حتى تتوب إلى ربك ليغفر ذنبك، كون الله فرض عليكم أن تحرصوا على اتّباع الحقّ ولا تريدون غير الحقّ، وتقولون لمعشر علماء المسلمين من كان يرى أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ في المسألة الفلانية فليأتِ ويقيم عليه الحجّة في موقعه عقر داره (طاولة الحوار العالميّة) كون ناصر محمد اليماني قد حكم على نفسه مسبقاً أنّه لو يقيم عليه الحجّة أحد علماء الأمّة من الكتاب في مسألةٍ واحدةٍ فقط فقد أصبح ليس هو المهديّ المنتظر، وعلى كافة الأنصار التراجع عن اتّباع ناصر محمد اليماني، وكذلك على الإمام ناصر محمد اليماني التراجع عن عقيدة أنه المهديّ المنتظر، فلا تنسوا يا معشر الأنصار فتوى جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [وانك أنت المهديّ المنتظر وما جادلك عالِم من القرآن إلا غلبته].
إذاً يا أحبتي في الله لا ينبغي للعضو مسلم أمازيقي المغربي ولا إفريقي أسود ولا أبيض أن يقيم الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم إن كان حقاً الإمام المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب. وإني أرى مسلم أمازيقي يقول: "يا ناصر محمد اليماني المغتر، لا تحكم أنّ مسلم أمازيقي لا يستطيع أن يقيم عليك الحجّة من القرآن فلا تحكم من قبل الحوار! ألست تستوصينا بتأخير الحكم حتى التدبّر والتفكّر برويّةٍ وهدوءٍ؟ فلو صبرت على الحكم بقولك أنّ أمازيقي لن يفعل ويقيم الحجّة على ناصر محمد اليماني فما يدريك يا ناصر محمد اليماني لعلي أحطتُ بما لم يحطْ به كافة الأنصار بنقطةٍ ما أنك على ضلالٍ في بيانك لها من القرآن". ومن ثم يردّ عليك المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: يا مسلم أمازيقي، إن وجدتَ الإمام ناصر محمد اليماني يحكم أنّه المنتصر من قبل الحوار فذلك كوني أعلم أنّي لم أفترِ على الله كذباً وأنّي المهديّ المنتظر لا شكّ ولا ريب، ولذلك تجدني أحكم بنتيجة الحوار بيني وبين خصمي في الحوار من قبل الحوار أنّ كافة الأنصار والباحثين عن الحقّ سوف يجدون أنّ المنتصر في الحوار هو حقاً المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وإنا لصادقون، ما لم؛ فلستُ الإمام المهديّ فكونوا على ذلك من الشاهدين.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا معشر كافة الباحثين عن الحقّ في طاولة الحوار تعالوا لنبيّن لكم سبب فتنة المسلم الأمازيقي، فقد كتب على الخاص رسالة توضيحية لأحد الأنصار المكرمين من الحريصين على هدى العالمين فجعلها بعنوان:
(( توضيح إلى الحبيب إبراهيم اللبيب )) وهي كما يلي :
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله يا أمازيقي إنّي أعلم من قبل أنّك لست من الذين يتّبعون رضوان الله فيجعلونه غايتهم بعد أن علموا أنّ في ذلك سرّ النعيم الأعظم من جنته فهم على ذلك من الشاهدين وأنت لذلك من الكارهين، والبرهان المبين فتواك أنّ من أكبر تجديفات ناصر محمد اليماني هو دعوته لعبادة رضوان الله في نفسه! ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا أمازيقي، والله الذي لا إله غيره إن من الأنصار الذين أيقنوا أن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر كما هم موقنون أن ربّهم الله، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فما هو السبب الذي جعلهم أنصار المهديّ المنتظر الموقنين؛ يوقنون إلى هذا الحدّ الكبير أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر لا شك ولا ريب برغم أنهم لم يروا بعد ناصر محمد اليماني أو يلتقوا به، وكأنّ الله أيّده بآيةٍ كبرى أدهشت قلوبهم فصاروا موقنين؟ ومن ثمّ يفتيك ناصر محمد اليماني بالحقّ وأقول: يا أمازيقي، أقسم بربّ العالمين رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنه لا يستطيع فتنتهم الإنسُ والجنُّ أجمعون الأولون منهم والآخرون، وإنّ الله لو يؤتي كلّ واحدٍ منهم ملكوته أجمعين فإنه لن يرضى أيّاً منهم حتى يرضى الله في نفسه ولم يعد متحسراً ولا حزيناً، فكل ما دون ذلك يهون في قلوبهم مهما كان ومهما يكون، ولذلك خلقهم الله ليتخذوا رضوان الله غايةً وليس وسيلةً لتحقيق الجنة، فهم على ذلك من الشاهدين، وأنا لا أعرف كثيراً منهم ولكنهم يعلمون هذه الحقيقة الكبرى في الكتاب أنها الحقّ قد صارت في أنفسهم ويرونها من أعظم وأكبر آيات الكتاب على الإطلاق، كونها أكبر من ملكوت السماوات والأرض وأكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض حقيقةَ رضوان الله في نفسه أكبر من نعيم جنته. تصديقا لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ويا أمازيقي، إن قوماً يحبّهم الله ويحبّونه الذين وعد الله بهم في محكم كتابه لن يرضوا بما يملكه الله حتى يكون حبيبهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً، وذلك من شدة حبّهم لربهم رفضوا نعيم الجنة حتى يُحقِّق لهم ربهم النعيم الاعظم منها (فيرضى). ألا والله يا أمازيقي لو يضاعف الله لأحدهم الملكوت كلّه ليس ضعفين فحسب؛ بل حتى ولو ضاعفه بتعداد مثاقيل ذرّات كون الله العظيم أنّه لن يرضى أحدٌ منهم بذلك كلّه حتى يتحقق رضوان ربّه حبيبه الأعظم فهم على ذلك من الشاهدين، ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، فما ظنّك بالرد من الله عليهم جزاءً لإصرارهم الشديد بلا حدود على تحقيق رضوان الله في نفسه؟ وتالله ليحقق الله لهم ذلك حتى يرضوا في أنفسهم بتحقيق النعيم الأعظم، ومن ثمّ يجعلهم أكرم خلق الله على الإطلاق يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم وقربهم من ربهم، وإنّ الذي رفعهم إلى هذا المقام الذي يغبطهم عليه الأنبياء والشهداء هو هدفهم ومنتهى أملهم وكلّ غايتهم، فما أعظم إصرارهم على ذلك، ولذلك لن يفتنهم الله بما دون ذلك من ملكوته أجمعين، فهم على ذلك من الشاهدين على ما في قلوبهم الآن. وتالله وكأنّي أرى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ برغم أنهم من المذنبين التوّابين المتطهّرين أحباب الله ربّ العالمين، فكيف يرضى الحبيب وهو يعلم أنّ حبيبه متحسرٌ وأسِفٌ حزينٌ على قوم لم يظلمهم الله شيئاً ولكنهم ظلموا أنفسهم وتحسّروا على ما فرّطوا في جنب ربهم؟ وهنا تأتي الحسرة عليهم في نفس ربهم بعد أن تحِلّ في قلوبهم الحسرة والندامة على ما فرّطوا في جنب ربهم، وتحدث الحسرة في قلوبهم مباشرةً من بعد هلاكهم بعذاب ربهم، ومن ثمّ تأتي الحسرة في أنفسهم على ما فرَّطوا في جنب ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
ومن بعد صيحة العذاب وحدوث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم ومن ثم تحدث الحسرة في نفس الله عليهم من بعد حدوث صيحة العذاب تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
بل وينتقم منهم وهو أسِفٌ عليهم وحزينٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].
ولكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يأسفون على قومهم شيئاً بعد أن دعوا الله أن يفتح بينهم وبين قومهم بالحقّ، ومن ثمّ ينتقم الله من قوم النبيّ ومن ثمّ يتولى عنهم نبيّهم، ويقول كمثل قول أحدهم: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
بمعنى أنه لا أسف ولا حزن ولا حسرة على القوم الكافرين، ولكن حال الله أرحم من أنبيائه ورسله غير حالهم فهو أرحم الراحمين، ولذلك لم يقل كمثل قول أحد الأنبياء: {فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}، بل يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
وهل تدرون لماذا يقول ذلك؟ وإنّما يحدث ذلك في نفس الله بسبب صفة الرحمة في نفس الله فهو أرحم الراحمين، ويدرك ذلك قومٌ يحبّهم ويحبونه.
ويا أمازيقي، أما بالنسبة للسحَرَة الذين تحاججني في إسلامهم من قبل أن يلقي موسى عليه الصلاة والسلام بعصاه، فقد أسلموا قبل ذلك وأسرّوا النجوى فيما بينهم وحتى يدخل الإيمان إلى قلوبهم من بعد أن يتبيّن لهم حقيقة عصا موسى، ولكنهم قد أسلموا لله من قبل ذلك وخشوا من عذابه الذي توعدهم به نبيّ الله موسى: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١﴾ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [طه].
وهل تدري لماذا تنازع السحرة أمرهم بينهم وأسروا النجوى وقال بعضهم لبعضٍ إننا نراه رسولاً من ربّ العالمين وتنازعوا فيما بينهم ؟كونهم يريدون التراجع عن تقديم السحر نصرةً لفرعون حتى لا ينصروا الباطل على الحقّ، ولكنهم تنازعوا فيما بينهم وقال بعضهم لبعضٍ: "ولكن فرعون سوف يقتلنا إن لم نفعل". ولكن الإيمان لم يدخل إلى قلوبهم، وإنما نقول أنهم أسلموا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم بعد أن تتبين لهم حقيقة عصا موسى عليه الصلاة والسلام فتطمئن قلوبهم أنه ليس بساحرٍ مثلهم، ولكن السحرة اتفقوا جميعاً حين خلصوا نجياً وأسرّوا النجوى اتفقوا على أنهم إذا تبيَّن لهم أن نبيّ الله موسى ليس بساحرٍ مثلهم على أن يؤمنوا بالله فيسجدون لنبيّ الله موسى طاعةً لأمر الله الذي اصطفاه، حتى إذا حصحص الحقّ أعلنوا إيمانهم بلسانٍ واحدٍ، وقالوا: {فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿٤٥﴾ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿٤٦﴾ قَالُوا آمَنَّا بِربّ العالمين ﴿٤٧﴾ رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
ولربّما يودّ أن يقاطعني مسلم أمازيقي فيقول: "يا ناصر محمد اليماني إن كانوا أسلموا لربّ العالمين ربّ موسى وهارون من قبل أن يلقي موسى بعصاه فلا بد أنهم لم يأتوا بالسحر نصرةً لفرعون إلا وهم كارهون، فآتنا بالبرهان من محكم القرآن إنما أكرَههُم على تقديم السحر خشية من بطش فرعون ولم يعد ذلك منهم حرباً للحقّ". ثمّ نردّ على أمازيقي بالحق ونقول: قال الله تعالى: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿٧٢﴾ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّـهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [طه].
وتبيّن لكم أنّهم لم يأتوا بسحرهم حرباً لله ولرسوله بل خشية من بطش فرعون. ولذلك قالوا: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّـهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم، فلم نُفتِ بالظنّ مثل الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ونعوذ بالله أن نكون من الجاهلين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
وأما بالنسبة لأصحاب الكهف والرقيم وكوكب العذاب، فتلك آيات تجدها بالحقّ على الواقع الحقيقي، ولا يزال لدينا المزيد من العلم والتفصيل لكتاب الله القرآن العظيم.
أخو الأنصار السابقين الأخيار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________