الإمامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمَانِيُّ
10 - 06 - 1435 هـ
10 - 04 - 2014 مـ
07:20 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
صدق عبدٌ من عباد الله الفائزين ..
صلوات الله وسلامه على أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور وأسلّم تسليماً، فلكم أعجبني اقتباسُك يا عبدَ العزيز فقد علمتُ من خلال اقتباسك أنّك من الذين اتّخذوا القرار لمنافسة كافة العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وما دام قد أيْقنَ عبدُ العزيز أنّه له الحقّ في ذات ربّه كمثل الحقّ لأنبيائه ورسله والمهديّ المنتظَر فهنا علم عبد العزيز أنّ كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً، وعلِمَ أنّ الله لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وأنه يحقّ لعبد العزيز منافسة العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، وأذهبَ اللهُ من قلبه المبالغة في الأنبياء وأئمة الكتاب والمهديّ المنتظَر، ورضي الله عنك وأرضاك يا عبد العزيز كما رضي عن أخيك من قبلك، ورضي الله عن أنصار المهديّ المنتظَر المكرمين من قومٍ يحبُّهم الله ويحبّونه، فمن بلغ من الأنصار مرتبة قومٍ يحبُّهم الله ويحبُّونَه فأقسم بالله العظيم أنّه سوف يشعر في نفسه أنّه لن يرضى بملكوت جنّات النّعيم حتى يرضى ربُّه حبيب قلبه، وذلك من شدّة حبِّه لربّه! فبعد أن علم بحزن ربِّه فقال: "هيهات هيهات أن أرضى بالحور العين وجنّات النَّعيم وأحبُّ شيء إلى نفسي في نفسِه حسرةٌ وحزنٌ! فما الفائدة من نعيم الجنّة وحورها وقصورها؟". فمن ثم يجد في نفسه إصراراً مطلقاً شديدَ المحال أن يرضى حتى يرضى ربُّه حبيب قلبه، فمن وجد في نفسه هذا الشعور من الأنصار، فأقسم بالله العظيم أنّه من القوم الذي وعد الله ببعثهم في محكم كتابه، وشرط بعثهم هو إذا ارتدّ المؤمنون عن دينهم ورضوا بالحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].
وبما أنّهم قومٌ يحبِّهم الله ويحبونه وبما أنّهم علموا بحزن ربِّهم وحسرته على عباده الضّالين ولذلك لن يرضوا حتى يرضى ربُّهم حبيب قلوبهم، وتلك آيةٌ جعلها الله في قلوب قومٍ يحبُّهم اللهُ ويحبُّونَه. وما أعظم قدرهم ومقامهم عند ربِّهم! لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، وأحبُّهم إلى الله أشدُّهم تنافساً مع الإمام المهديّ ومع كافة العبيد إلى الربّ المعبود لكون الرسل والأنبياء والمهديّ المنتظَر ليسوا إلا عبيداً من ضمن عبيد الله في الملكوت المتنافسين في حبّ الله وقربه، ولم يتّخذ الله صاحبةً ولا ولداً. وعلموا علم اليقين أنّ كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ولذلك شمَّروا لمنافسة العبيد إلى الربِّ المعبود لكون النتيجة لتنافس العبيد إلى الربِّ المعبود لم تنقطع ولا تزال ساريةَ المفعولِ.
وأرى من الأنصار من يحزن لعدم قدرته على الإنفاق في سبيل الله، ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ وأقول: يا قرّة عين إمامك، فهل تشعر في نفسك أنك لن ترضى بالجنّة وحورها وقصورها حتى يتحقق رضوان ربّك؟ فإذا كان الجواب: "اللهم نعم، وربي يعلم بما في قلبي". ومن ثم نفتيك بالحقّ ونقول: والله الذي لا إله غيره إنّ ذلك عند الله كأنك أنفقت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض فجعلتها وسيلةً لتحقيق النَّعيم الأعظم منها ليرضى، فلماذا الحزن بسبب عدم قدرتك على الإنفاق في سبيل الله؟ وأصدقِ اللهَ يصدقك، وإلى الله تُرجع الأمور.
إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين، ولا يظلم ربُّك أحداً، وليس للإنسان إلا ما سعى وإنّما يضاعف الله سعي عبده بكرمه ورحمته، فمن أكرم من ربّ العالمين؟ سبحانه عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً!
ويا معشر قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه، لا تلوموا علماء المسلمين إنْ أصابتهم الدهشة الكبرى من قولكم، وربّما يودّ أحد أحبتي في الله من قوم يحبُّهم الله ويحبُّونه أن يقول: "وأي قولٍ هو أعظم دهشةً في عقول علماء المسلمين؟". ومن ثمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ وأقول: هو أن تقولَ: "والله الذي لا إله غيره أن لو يؤتيني الله ملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض ويجعلني أحبَّ عبدٍ وأقرب إلى ذات عرش ربِّي ويجعلني أحبَّ عبدٍ إلى ذات نفسه تعالى أنّي لن أرضى بذلك كله حتى يرضى". وهذا القول هو أشدّ غرابةً وعجباً عند عقول علماء المسلمين لكونهم لا يعلمون بما عَلِمَهُ معشرُ قومٍ يحبهم الله ويحبونه في هذه الأمّة؛ بل قد يفتون في شأنكم أنّكم على ضلالٍ مبينٍ، فاثبتوا يا معشر قومٍ يحبُّهم الله ويحبونه فلا يضركم من ضلَّ إذا اهتديتم. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)} صدق الله العظيم [المائدة].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
____________