الموضوع: مسائل في البعث الأول والشامل ..

النتائج 1 إلى 4 من 4


  1. - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 10 - 1430هـ
    18 - 10 - 2009 مـ
    2:22 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    مسائل في البعث الأول والشامل ..

    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الكعبي
    بسم الله الرحمن الرحیم والحمدلله رب العالمین وسلام علی المرسلین
    والسلام علی اخرخلفاء الله علی الارض المهدی المنتظر الامام ناصر محمد الیمانی
    سیدی الإمام إن مسألة بعث الأموات هی من المسائل التی لا تزال تحتاج إلی البیان من الخبیر ببیان القرآن وكلمة "الآخرة" قد جاءت فی الكثیر من آیات القرآن ولكننا لم نكن نعلم أن المقصود منها هو دنیا باطن الأرض، والسؤال المطروح هو:
    هل توجد آیات أخری فی القرآن الكریم جاءت كلمة "الآخرة" فیها بمعنی دنیا باطن الأرض؟
    وقد عثرت فی الأمس في أحد المواقع كتابا عن رجعة الأموات وقد استدل المؤلف فی بحثه بآیات من القرآن الكریم فقط وبما أنه فسر بعض الآیات بالظن والظن لایغنی من الحق شیئاً لكننی وجدت أن الآیات التی استند الیها تحتاج إلی بیان من صاحب البیان الحق للقرآن الإمام ناصر محمد الیمانی. وقد تساءل المؤلف فی بدایه كتابه:
    هل سيرجع حقاً الأموات إلى الحياة الدنيا قبل القيامة في اليوم الآخرة؟
    هل سيرجع جميع الموتى إلى الحياة الدنيا أم من كل أمة فوجاً؟
    هل ستكون ثمار بسط عدالة السماء على الأرض من نصيب الناس في آخر الزمان فقط؟ أم أن عدالة الله سوف تشمل جميع المستحقين بما فيهم هؤلاء الذين رحلوا مع الموت قبل بلوغ اليوم الموعود؟
    قال الله تعالی: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ } صدق الله لعظيم، والسوال لماذاجاءت كلمة "سینالهم" بصیغة المضارع ولم تأتي بصیغة الماضي"نالهم"؟ وهل أن عذابهم سيكون مستقبلاً وفی حیاة الدنیا؟
    { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
    { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }
    هل العذاب الشدید الذی وعد الله الذین كفروا من قوم عیسی فی الدنیا تحقق أم مازال لم یأتیهم بعد؟
    { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } [القصص]
    { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }
    ما هو المقصود بكلمة "مرتین" هل هو الفاصل الزمني بین الواحدة والأخری؟ ولماذا لم یقل"ضعفین"
    { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل } غافر:11
    وهل فی هذه الآیة إشارة واضحة لبعثین؟
    { ويوم نحشر من كل أمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون* حتى إذا جاؤا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أم ماذا كنتم تعملون* ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون }
    ولماذ الحشر یكون لفوج من كل أمة؟ فما هو مصیر الباقین؟
    والحمد لله رب العالمین
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين جدي محمد النّبيّ الأميّ الأمين وآله التّوابين المتطهّرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..


    أخي الكريم أبو محمدٍ الكعبي من الأنصار السابقين الأخيار، ثبّتني الله وإياكم وجميع الأنصار السابقين الأخيار على الصراط المستقيم وإنّي أعظُكم بعدم الثقة من أنفسكم أنكم لا ولن ترجعوا عن اتّباع الحقّ أبداً، واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه ولذلك نهاكم الله أن تثقوا في أنفسكم مهما كنتم موقنين بالحقّ من ربّكم فقولوا ما أمركم الله أن تقولوا:
    {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران:8].

    ولذلك كان محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
    [يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك]، وكذلك الإمام المهديّ يقول اللهم ثبِّت قلبي وجميع المسلمين على الصراط المستقيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

    وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    فمن هو الخبير بإذن ربِّه الذي فصَّل لكم سرّ عبادة الأصنام؟ وكيف أشرك الناس بربِّهم؟ وكيف ستكون نتيجة المؤمنين المشركين بربهم عباده المقربين؟ وكيف كان الحوار بينهم وبين من بالغوا في شأنهم بغير الحقّ يوم يحشر الله المؤمنين المشركين والمؤمنين المخلصين في دينهم لربّهم؟ وكيف أنّهم كفروا بشركهم؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الَّلـه مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يونس:18].

    ومن ثم نأتي إلى نتيجة المنتظرين للشفاعة لهم بين يدي ربهم من أنبيائه ورسله والمقربين من عباده. قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس]

    فوجدنا أنّ الشفعاء قد كفروا بشركِكُم إذ تريدون شفاعتهم لكم بين يدي ربّكم وقالوا:
    {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    والمهديّ المنتظر الدَّاعي إلى الكفر بالشفاعة هو الخبير المقصود من قول الله تعالى، وقال الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    ذلك هو العبد الخبير بالرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59].

    وذلك هو الخبير المقصود من قول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:14].

    ذلك هو المهديّ المنتظر الذي فصّل لكم أمر الشفاعة ودعاكم إلى الكفر بكافة الشفعاء في عقيدتكم ونبّأكم أنّهم سوف يكفرون بشركِكُم وفصّلنا لكم في بياناتٍ سابقةٍ مفصّلةٍ تفصيلاً وقلنا لكم إنّ ذلك يتنافى مع صفة الرحمن الرحيم الله أرحم الراحمين، فلا ينبغي لعباد الله المقرّبين أن يتجرّأوا للشفاعة بين يدي من هو أرحم بعباده منهم الله أرحم الراحمين، وأفتيناكم إنّما الشفاعة لله وحده فتشفع رحمته في نفسه لعباده لمن كان يؤمن بأنّ ربه الرحمن هو حقا أرحم الراحمين فاستغنى برحمة الله عن من هم أدنى رحمة من دونه سبحانه فلا ينتظر شفاعتهم بين يديه، وأفتيناكم أنّ الشفاعة لله وحده فتشفع رحمته في نفسه لمن يؤمن برحمة ربه. وقال الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٣﴾ قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ومن كان يرجو شفاعة العبد بين يدي المعبود فأشهد لله أنّه لمن المشركين بالله أرحم الراحمين.

    ويا معشر علماء الأمّة لقد اختلفتم في البعث وإنّما المهديّ المنتظر حكم بينكم بالحقّ، ولو يتوجّه إليكم الإمام المهديّ بسؤالٍ ونقول إنّكم توقنون جميعاً بالبعث يوم يحشر الله عباده أجمعين وهذا البعث لا خلاف بينكم فيه، وأما سؤال الإمام المهديّ هو: إلى متى أنظر الله إبليس؟ فإن كان جوابكم أنّه إلى يوم البعث الشامل لخلق الله أجمعين ومن ثم نقول لكم فإنّكم لخاطِئُون فسبِّحوا بحمد ربكم الذي قال عن نفسه:
    {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم [القصص:88].

    وبعد أن يهلك كلّ شيء كان في أرضه أو في سمواته سبحانه ثم يطوي السماء كطي السجل للكتب فيجمع السماوات بالأرض رتقاً واحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104].

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:67].

    والبيان الحقّ لقوله:
    {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي السبع الأرضين. والبيان الحقّ لقوله: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي السماوات السبع. وينتهي جميع من في السماوات والأرض وينتهي من على السماوات والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿٢٦﴾ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].

    ويهلك كلّ شيء إلا الشيء الذي ليس كمثله شيء الله العزيز الحكيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم، ومن ثم يأتي البعث الشامل لكلّ شيءٍ من الأمم من البعوضة فما فوقها من الأمم ما يدبّ أو يطير سواءً من الإنس أو من الجنّ أو من الملائكة وكافّة الأمم الأخرى ما يدبّ أو يطير. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:38].

    وذلك يوم الحشر الشامل لكافة عبيد الله صالحهم ومشركهم . تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴿١٠١﴾ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴿١٠٢﴾ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿١٠٣﴾ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وذلك هو يوم التّلاق يوم البعث الشامل للناس أجمعين، ولكن يوجد هناك بعثٌ جزئيٌّ في يوم الآزفة للرحيل إلى الحياة الدنيا الأخرى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    ويوم الآزفة لا يوجد بين المبعوثين كافةً عبادُ الله الصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94]، ونظراً لأنّك قدمت أسئلة كثيرة فنكتفي بهذا القدر من الفتوى الحقّ في أنّ البعث بعثان اثنان.

    ونأتي لسؤالك الثاني الذي تقول فيه
    : وكلمة "الآخرة" قد جاءت فی الكثیر من آیات القرآن ولكنّنا لم نكن نعلم أنّ المقصود منها هو دنیا باطن الأرض، والسؤال المطروح هو: هل توجد آیات أخری فی القرآن الكریم جاءت كلمة "الآخرة" فیها بمعنی دنیا باطن الأرض؟
    والجواب: اِعلم أخي الكريم أنّه لا اختلاف في الحياة الدنيا والحياة الآخرة بين جميع علماء الأمّة لأنّها أكثر ما ذكرت في الكتاب، ولكن يوجد هناك حياةٌ من الحياة الدنيا باطن الأرض ولا تحيطون بها علماً وإنّما تعلمون بجزء من الحياة الدنيا. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:7].

    فلماذا قال الله تعالى:
    {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا} فلماذا قال (مِنَ)؟ وذلك لأنه توجد أرض بها حياةٌ أخرى ولا يقصد هنا الحياة والممات، كلا، بل يقصد حياة المعيشة، وأما الحياة والممات فأمّا المؤمنون فليس لهم إلا موتةٌ واحدةٌ، وأما الكفار فحياتان وموتتان، ولا نخرج عن الموضوع فنحن الآن نتكلم عن حياةٍ معيشيّةٍ وليس عن الموت والحياة، والله يتكلم في هذا الموضع عن الحياة المعيشيّة في قول الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:7].

    وذلك لأنّه توجد هناك الحياة الدنيا الآخرة باطن أرضكم فيها ملكٌ وملكوتٌ وعالَمٌ أكثر بكثير ممّا في ظاهر الحياة الدنيا الظاهرة، وتوجد هذه الحياة الدنيا الباطنة باطن أرضكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6].

    والله سبحانه يتكلم عن عوالم فعلّمكم بحياتين في هذه الأرض بقول الله تعالى:
    {وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}، وأمّا عوالِم السموات فهم جميعاً ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله سبحانه ويملأون السموات السبع وأقربهم إلينا الملأ الأعلى بالنسبة لنا، ولكنّها السماء الدنيا أسفل السماوات السبع والطابق الأول من السماوات. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، وكذلك السّتّ الأخرى مليئةٌ بعوالِم الملائكة.

    ثمّ نأتي للأرض فأجد الكوكب الأمّ توجد فيه حياتان، حياةٌ ظاهرها وحياةٌ باطنها، ولذلك قال الله تعالى:
    {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:7]، بمعنى أنّها لا تزال حياةُ دنيا أخرى لا يحيطون بها علماً وهي باطن أرضكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6]، ويحتلّها المسيح الكذّاب وربّها الله وليس المسيح الكذّاب الذي يدّعي الرّبوبيّة. وقال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].

    وذلك لأنّ الحياة الدنيا الأخرى ليس لها غير مشرقين ومغربين، لأنها باطن الأرض ونقطتا المشرقين هما ذاتهما نقطتا المغربين، وذلك لأنّ المشرقين ليسا في جهةٍ واحدةٍ بل إنّ أعظم مسافةٍ في هذه الأرض هي بين نقطتي المشرقين ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه في هذه الحياة:
    {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].

    وذلك لأنّ المشرقين هما مشرقا الأرض السّاهرة التي لا تغيب عنها الشمس وإليها يُساق المبعوثون لقضاء حياتهم الأخرى المؤقّتة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [النازعات]، وهي كرّةٌ خاسرةٌ فعلاً لولا الإمام المهديّ؛ بل لولا الإمام المهديّ بإذن ربّه لفَتَنَ المسيح الدّجال كافّة المسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء:83]، وتسمّى الكرّة لأنها الرّجعة إلى الدّنيا. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر]. وهذا القول يقوله الهالكون من بعد أن يهلكهم الله فيدخلهم نار جهنّم من غير ظلمٍ ولكن أنفسهم يظلمون ولذلك قال: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً الكرّة هي الرّجعة إلى الدّنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [النازعات]. فما هي الساهرة؟ ألا إنّها الأرض التي لا تغيب عنها الشمس كما وجدها ذو القرنين، وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا} صدق الله العظيم [الكهف:90].

    بمعنى أنّها لا تغيب عنها الشمس فإذا غربت عنها أشرقت عليها من ذات نقطة الغروب وذلك لأنّ لهذه الأرض بوّابتين متقابلتين إحداهما منتهى طرفي الأرض جنوباً والأخرى منتهى طرفي الأرض شمالاً، فإذا غربت عنها الشمس إلى جهة الشّمال أشرقت عليها في نفس الوقت من البوّابة الشماليّة، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} صدق الله العظيم [الكهف:90].

    وتلك هي السّاهرة من بعد بعث يوم الآزفة والرحيل إليها لقضاء حياةٍ طيّبةٍ إلى ما يشاء الله بعد رحمة الله للأمم ببعث الإمام المهديّ الذي بسببه:
    {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:39].

    وسبق وأن فصّلنا لكم الأرض ذات المشرقين تفصيلاً وهذه هي صورة إحدى البوابتين، وتعلمون البوّابة التي تقابلها من خلال أنّ أشعّة الشمس آتيةٌ من باطن الأرض وظنّ الذين اكتشفوها أنه توجد شمسٌ باطن الأرض ولكنّهم خاطِئُون؛ بل أشعتها آتيةٌ من البوّابة التي تقابلها كما في هذه الصّورة بالحقّ على الواقع الحقيقيّ:



    إخواني المسلمين، إنّ الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصّناعيّة بوكالة ناسا الأمريكيّة ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق؛ بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمساً باطن أرضنا وإنهم لخاطِئُون، بل تلك الأشعّة التي ترونها خارجةً من باطن الأرض هي الشمس وهي مقابلة البوابة الجنوبيّة أو الشماليّة وذلك الشّعاع الشمسيّ آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم، وهذا رابطٌ تجدون فيه فيديو الكوكب العاشر وتصويره بالآفاق وإذا هو مصدّقٌ للبيان الحقّ للذِّكر كما فصّله لكم المهديّ المنتظر تفصيلاً من محكم القرآن العظيم لعلكم توقنون.

    وأمّا بالنسبة لسؤال أخي الكريم أبو محمد الكعبي الذي جاء فيه:
    اقتباس المشاركة :
    {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} صدق الله العظيم
    انتهى الاقتباس
    والسؤال لماذا جاءت كلمة "سینالهم" بصیغة المضارع ولم تأت بصیغة الماضی"نالهم"؟ وهل أنّ عذابهم سيكون مستقبلاً وفي حیاة الدنیا؟.
    ومن ثمّ نردّ عليه ونفتي بالحقّ أنّه في هذا الموضع يقصد الجزاء بعذاب جهنم في المستقبل من بعد موتهم بسبب غضب ربّهم لمن أدركه الموت منهم وهو لم يتب، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} أي كذلك يجزيهم بالعذاب المهين. وأما الذّلّة فهي في الحياة الدنيا من قبل موتهم. وقال الله تعالى: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ.

    وأما سؤال أخي أبو محمد الكعبي الذي يقول فيه:
    اقتباس المشاركة :
    ما المقصودُ بالعذابِ في الدُنيا في الآيةِ: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} صَدَقَ اللهُ العظيمُ؟
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ نردّ عليه بالحقّ ونقول: إنّ ذلك هو العذاب من بعد الموت يتمّ إلقاؤهم في نار جهنم لقضاءالحياة البرزخيّة في نار جهنم كما سبق التفصيل في ذلك في بيان نفي عذاب القبر وإثبات العذاب من بعد الموت على الروح في نار جهنم.

    وكذلك سؤال أبو محمد الكعبي الذي يقول فيه عن:
    اقتباس المشاركة :
    بيانِ قوْلِ اللهِ تعالى: {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} صدق الله العظيم.
    انتهى الاقتباس
    وذلك العذاب كذلك كما أثبتناه من قبل أنّه في نار جهنم من بعد موتهم، وكذلك يوم البعث الشامل ولا يقصد هنا الحياة الدنيا الآخرة بل الحياة الآخرة يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

    وأما السؤال عن:
    اقتباس المشاركة :
    بيان قول الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} صدق الله العظيم.
    انتهى الاقتباس
    وتريد أن تفهم البيان لقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} صدق الله العظيم، فلا يقصد مرتين أي في الحياة الدنيا الأولى والحياة الدنيا الأخرى، وذلك لأنّ الصالحين ليس لهم إلا موتةٌ واحدةٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} صدق الله العظيم [الدخان: 56]، وأما البيان لقول الله تعالى {أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} صدق الله العظيم، أي أجر اتّباع رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلّم وكذلك أجر اتّباع محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

    وأما السؤال الهامّ الذي تريد به:
    اقتباس المشاركة :
    بيان قول الله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101].
    انتهى الاقتباس
    فذلك العذاب الأول هو من بعد موتتهم الأولى في الحياة البرزخيّة الأولى بعد أن قضوا حياتهم الأولى، وأما العذاب الثاني فهو من بعد موتهم الثاني بعد أن قضوا حياتهم الدنيا الأخرى لمن مات منهم قبل انقضاء الحياة الدنيا الأخرى. وأما قول الله تعالى: {ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} وذلك يومَ البعثِ الشاملِ فيقولون: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
    أخو الأنصار السابقين الأخيار الإمام المهديّ ناصر محمّدٍ اليمانيّ.
    _________________




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}، (ردّ الإمام المهديّ إلى السّلطان متعب)، حَقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غَير الحقّ من ذات القُرآن ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليمانيّ
    03 - شوَّال - 1429 هـ
    03 - 10 - 2008 مـ
    11:16 مســاءً
    (بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
    ________


    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}

    (ردّ الإمام المهديّ إلى السّلطان متعب)، حَقيقٌ لا أقول على الله بالبيان للقرآن غَير الحقّ من ذات القُرآن ..


    بِسْم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآلِه الطيبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..

    ويا أيُّها السائل، ألم تسأل نفسك لماذا سوف يأتي الدّجال فيدَّعي الرّبوبيّة وأنّ لديه جنّةً ونارًا؟ وذلك لأنّه استغلّ يوم البعث الأوّل للرَّجعة لِمَن يشاء الله من الكافرين، والذي لطالما أكَّدناه حصريًّا من القرآن العظيم بأنّه يوجد هناك بعثان وهما: البعث الأوّل لرجعة الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدُث في يوم الآزِفة، وهو يَومٌ قَدَريٌّ في الكتاب ويبدأ فيه الرحيل إلى الأرض المفروشة تصديقًا لوعد الله بالخلافة فيها إلى ما يشاء الله، ومن بعد ذلك بزمنٍ يأتي البعث الشامل وهو يوم التَّلاق لجميع الأوَّلين والآخِرين، وقال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿١٤﴾ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].

    فأمَّا البَعْث الشَّامل للنَّاس أجمَعين فهو البعث الشَّامل يوم يقوم النَّاس لربّ العالَمين بعد أن يُهلِك الله كُلّ شيءٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام؛ وهذا هو البعث الشامل يحدث يوم التَّلاق للأوَّلين والآخرين (للنّاس أجمعين) تصديقًا لشطرٍ من الآيات أعلاه في قول الله تعالى: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴿١٥﴾ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿١٦﴾ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم.

    ولكنْ يوجد هُناك بعثٌ جُزئيٌّ لِمَن يشاء الله من الذين أهلكهُم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة (يوم البعث الأوّل) وهو المقصود من قول الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم. وهذا البعث الأوّل يبعث الله فيه الكافرين لكي يهديهم الله بالمهديّ المُنتظَر إلى صِراط العزيز الحميد فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً بعد أن أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب في نار جهنّم ويُريد الله أن يرحمهم، وإن عُدْتُم عُدنا فيُدخلهم الله مرةً أُخرى في نار جهنّم تصديقًا لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكَذِب وهم يعلمون لهم بعثان وحياتان وموتان تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].

    ويقصد الله بأنّ نبيّه لو اتّبع اليهود وافترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يُذيقهم ضِعْف الحياة وضِعف المَمات، وذلك لأنّ المجرمين لهم حياتان وموتان. وللأسف بأنّ منهم مَن سوف يعود إلى الكفر بالحقّ كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٧﴾ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    وفعلًا سوف يعودون من بعد الرَّجعة لِما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، وإن الهُدى هُدى الله، وما يدريهم أنّهم إذا رجعوا بأنّهم لن يعودوا لما نُهوا عنه والهُدى هُدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء؟ ولكنّهم يجهلون! ونظرًا لجهلهم عن معرفة ربّهم بأنّه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نُهوا عنه وإنّهم لكاذبون، ولا يقصد الله بأنّهم نَووا الكَذِب بعد أن وُقِفوا على نار جهنّم، وإنّما يقصد الله بقوله: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} أي: كاذبون بقولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. فما يُدريهم بأنّهم سوف يكونون من المؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهُدى هُدَى الله؟ ولكنّهم لم يعلموا بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء، ونظرًا لجهلهم بهذه القُدرة حتمًا لا بد أن يُبيِّن الله لهم ذلك فيُرجِعهم في يوم الرجعة ومن بعد ذلك يعودون لِما نُهوا عنه ولم يصدقوا الله ما وعدوه في قولهم: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

    وفي يوم التَّلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتتين وبعثين فيقول الله لهم: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وتجدون جوابهم في مَوضعٍ آخرٍ؛ قال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].

    إذاً يا قوم، إنّ الكُّفار المُفتَرين على الله الكَذِب لهم حياتان وموتان وبعثان تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]. ولكن جدّي محمد رسول الله ثبَّته الله ولم يفترِ على الله بغير الحقّ، وإنّما لو اتَّبعهم وافترى على الله مِثلهم لجَعَل الله له كما لهم بعثين وحياتين ومَوتتين وذلك لأنهم يُعذَّبون بعد الموت الأوّل في النّار ومن ثمّ يُخرجِهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثمّ يعودون لما نُهوا عنه ومن ثمّ يُدخِلهم النّار مرةً أُخرى، ولكن أكثركم يجهلون البَعث الأوّل في هذه الحياة والذي سوف يستغلّه المسيح الدّجال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن يُنظِره إلى يوم البعث (وهو البعث الأوّل) فقال إنّك لِمَن المُنظرين، ويريد الشيطان أن يستغلّ البعث الأوّل فيقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، وإنه كذّابٌ وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فما كان له أن يقول ذلك؛ بل ذلك المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمَّى (المسيح الكذّاب)، فأين التناقض يا مَن وصفت بأنّ في بيان المهديّ المُنتظر تناقض؟! بل لم تفهم الخَبَر جيدًا هداك الله للحقّ وشرح صدرك ونوَّر قلبك إن ربّي غفورٌ رحيمٌ.

    وأنا أُصَدِّق عقيدة الشَّيعة الاثني عشر في الرَّجعَة، وأخالفهم في بعث أبي بكرٍ وعمرَ كما يزعمون بغير الحقّ! ولربّما يزعم الجاهلون بأنّي من الشيعة الاثني عشر ما دمتُ صدَّقتُ بالرَّجعة والبعث الأوّل، ولستُ من الشَّيعة في شيءٍ غير إنّي أُصدِّق العقائد الحقّ لديهم وأُخالفهم فيما كان باطلًا مُفترى على مُحمدٍ رسول الله والأئمة الأحد عشر من قبلي، وأتحدّى الشَّيعة بالحقّ حصريًّا من القُرآن العظيم.

    وكذلك لم يجعلني الله من أهل السنّة في شيءٍ من الذين يُصدِّقون بأحاديثَ تُخالف لِمُحكَم القُرآن العظيم وهي موضوعةٌ وهم لا يعلمون أنها أحاديث مُفتراة، غير إنّي أُصدِّق العقائد الحقّ لدى أهل السنّة وأُخالف ما كان باطلًا مُفترًى مدسوسًا في السُّنّة المُحمديّة، وأتحدّى أهل السنّة حصريًّا من القُرآن العظيم.


    وبرغم أن أهل السّنّة لديهم أحاديث مُفتراةٌ أكثر ممّا لدى الشَّيعة الاثني عشر ولكنّي أعتبر أهل السنّة أقرب إلى الحقّ مِن الشيعة، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ كثيرًا من الشَّيعة يدْعون آل بيت محمدٍ رسول الله من دون الله وذلك هو الشرك بالله، وبرغم أنّ الشَّيعة من أكثر المذاهب الإسلاميّة إحاطةً بشأن المهديّ المُنتظر ولكنّه أضلَّ كثيرًا منهم سردابُ سامراء! فكم أُكرِّر وأقول: يا معشر الشَّيعة الاثني عشر، لقد ظَهَر البَدْر، وأُقسم بالله العظيم إنّكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامرّاء المُظلِم، فلا أظنّ من كان في سردابٍ مُظلمٍ أن يُشاهد البدر ولو صار وسط السماء!

    وكذلك لا أنتمي إلى أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة، وأَكفُر بتفرُّق المُسلِمين في دينهم إلى فرقٍ وشيعٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ولستُ منهم في شيء، وكذلك محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليس منهم في شيء، فكيف يستمسكون بحديثٍ مُفترى: [اختلاف أُمتي رحمة] وهو يُخالف جميع آيات القرآن العظيم المُحكَمة في هذا الشأن؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:159]. أم لم ينهَكم الله عن التفرّق يا معشر علماء المُسلمين؟! وكذلك نهاكم الله يا معشر علماء المسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتُفَرِّقوا دينكم شيعًا، فتجدون أمر الله الصَّادر في مُحكَم كتابه في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الروم].

    وكذلك أمر الله الصَّادر في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    وكذلك أمر الله الصَّادر في مُحكَم كتابه في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    وكذلك أمر الله الصَّادر في مُحكَم كتابه في قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [سورة الأنفال:46].

    ولكنكم يا معشر علماء الأُمَّة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربِّكم المُكَرَّرة في هذه الآيات المُحكَمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن؛ مُستضعَفين فذهب عزّكم إلى أعدائكم نظرًا لمخالفتكم لأمر ربكم، وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن؛ فلا تستطيعون أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن.

    وابتعثني الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور رحمَةً بِكُم لأجمع شملكم وأجبر كسركم وأوحّد صفّكم، وابتعثني الله فضلًا من لدنه ورحمةً لَكُم لأنقذكم مِن فتنة المسيح الدّجال وأحكُم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لِجَمع شملكم ولتوحيد صفّكم فيُتِمّ بعبده نورَه ولو كره المجرمون ظُهوره لتكون كلمة الله هي العُليا فيعزّكم الله بعبده والعزّة لله جميعًا، فأيّدني بتصريح الاصطفاء للخلافة والقيادة عليكم، فأيّدني بالتصريح فزادني عليكم بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم المَرجِع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلى صِراطٍ ــــــــــــــــــ مستقيمٍ معتصمًا بكتاب الله وسُنّة رسوله وكافرًا بِما خالَف من السُّنّة لأُمّ الكتاب في آياته المُحكَمات والتي جعلهُنّ الله الأساس للعقيدة الإسلاميّة الحنيفيّة مِلّة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسَلين.

    وأما سبب كُفري بما خالف مِن السُّنَّة للقرآن المُحكَم وذلك لأني أعلم أنها سنّةٌ مدسوسةٌ من الشَّيطان الرَّجيم ليردُّكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردُّوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكَمات في القُرآن العظيم والتي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب، فصدَّكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنّها قد جاءت طائفةٌ من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدّوكم عن سبيل الله عن طريق السُّنَّة المُحمديَّة بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بل مخالفة لكتاب الله وسُنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - جُملةً وتفصيلًا؛ بل اختلافًا كثيرًا، وقد بيّن الله لكم هذا المكر اليهوديّ في القرآن العظيم في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المنافقون].

    ومن ثمّ بيَّن الله لَكُم كيفية صدِّهم عن سبيل الله بأنّه ليس بالسيف؛ بل بأحاديثَ لم يقُلها عليه الصَّلاة والسَّلام، فبيَّن الله ذلك المَكْر لكم في القرآن العظيم في مُحكَم كتابه في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    فتجدون قول الله الموجَّه إلى علماء الأمّة خاصّةً: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، وهذه الآية جاءت تأكيدًا للأمر لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ} صدق الله العظيم [سورة الشورى:10].

    بمعنى: أنّه ما اختلفتم فيه من شيءٍ في السُّنَّة بأن تردّوا حُكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمْر مِنكم من القرآن العظيم فتجدوا بين قول الله في القُرآن العظيم وبين هذا القول في سُنّة مُحمدٍ رسول الله اختلافًا كثيرًا، وذلك لأنّ السُّنَّة جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم، ولكن الله لم يعدكم بحفظ السُّنة من التحريف؛ بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون المَرجِع لما اختلفتم فيه من السُّنَّة بأن تردّوه إلى القُرآن، فتدبَّروا آياته المُحكَمات في ذلك الشأن وسوف تجدون إذا كان الحديث السُّنّي مُفترًى فحتمًا سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا، ومن ثمّ تعلمون بأن هذا الحديث السُّنّي من عند غير الله ورسوله وذلك لأن السُّنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه، وهذه الآية كذلك جعلها الله برهانًا للحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ألا وإنِّي أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    بل سُنَّة مُحمدٍ رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحًا للمُسلِمين، ألا وإنَّ البيان مِن عند الله سُبحانه وتعالى؛ تصديقًا لقول الله الحَقّ في مُحكَم كتابه: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة القيامة].

    وأنا المهديّ المُنتَظَر خليفة الله على البشَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهَّر، ولم أكُن مِن الشَّيعة الاثني عشر ولا من السُّنّة ولا أنتمي لأي فرقةٍ منكم أبدًا؛ بل جعلني الله حَكَمًا عدلًا وذا قولٍ فَصلٍ بينكم، ولربّما تجدون حُكمًا في مسألةٍ ما تتفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأُخَر فيظنّ الجاهلون لأمري منكم بأنّي أنتمي إلى هذه الطائفة! ولكن لو تدبَّر بياناتي الأُخرى لوجد أنّي أُخالفها في أحكامٍ أُخرى كثيرة، فيخرج بنتيجةٍ: (إذًا ناصر محمد اليمانيّ ليس من هذه الطائفة التي ظنّ بأني أنتمي إليها).

    ويا معشر علماء الأمّة إنّما أنا حَكَمٌ بينكم بالعدل وأقول قولًا فَصلًا مُستنبِطًا الحُكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل، ولم أرُدّ الحُكم إلى عقلي؛ بل أستنبط لكم حُكم ربّي في هذه المسألة من القرآن العظيم - ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يتّقون؟ - مستمسكًا بكتاب الله وسُنّة رسوله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافرًا بالسُّنّة اليهوديّة المَدسوسة في سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولم آتِكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظٌ من التحريف إلى يوم الدين؛ بل جئتكم للدفاع عن سُنّة مُحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فأُبيِّن لكُم السُّنّة اليهوديّة المدسوسة فيها فأُكذِّبها بقول الله مباشرةً من القرآن العظيم، وذلك لأن الله أيّدني بالبيان للقرآن لكي أُسند الحديثَ الحقّ مباشرةً إلى القرآن العظيم غير أنّي لا أشتم الذين قيل عنهم (مِن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن المُفترين قد يُسندونه إلى صحابته الحقّ وهم بُرآءٌ من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف وذلك مكرٌ من المنافقين، فإن بيَّنت لكم حديثًا كان مُفترًى على محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاستنبطت لكُم برهانَ تكذيبه من قول الله برغم أن ذلك الحديث مرويٌّ عن بعض الصحابة الأبرار فأُحذِّركم أن تسبُّوهم شيئًا فمن سبَّهم فهو آثمٌ قلبُه، فهل سمعه منهم حتى يعلم عِلم اليقين فيشتمهم؟ فما يُدريكم؟! بل المنافقون هم المُفترون على الله ورسوله وعلى صحابته الأخيار، وذلك لأن الحديث لو جاء مَرويًّا عن الصحابي اليهودي فلان وعن الصحابي اليهودي فلان عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لما استطاعوا أن يُضِلّوا الأمّة عن الصِّراط المستقيم؛ بل كانوا يسندونه إليهم كذبًا غير أن في الصحابة سمّاعين لهم ويظنّونهم لا يقولون لهم غير الحقّ، وكذلك يأخذ عنهم السمّاعون لهم من بعض المسلمين، فوَردَت إليكم يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة أحاديثُ تُخالف حديث الله في القرآن العظيم جُملةً وتفصيلًا، ولا أقول بأنّها تُخالف الآيات المتشابهات معهنّ في ظاهرهنّ؛ بل تُخالف الآيات المُحكمات التي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب لا يزيغ عنهُنّ إلّا هالكٌ في قلبه زيغٌ عن الحقّ الواضح والبَيِّن ابتغاء تأويل الآيات المُتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكرٍ خبيث، فجعلوه يتشابه مع ظاهرهنّ ليزعم الذين في قلوبهم زيغٌ عن المُحكَم بأن هذا الحديث جاء بيانًا لتلك الآية والتي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل! وقد اتّبعتم المُتشابه يا معشر علماء الأمّة وتركتم المُحكَم الواضح والبَيِّن وهُنّ أمّ الكتاب، أفلا تتقون؟

    وقد وجدتُ (طالب العِلم) يقول بأنّه سوف يدعوني للمُباهلة إن لم أتّبع المِلّة اليهوديّة المُفتراة في سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وأقول: يا (طالب العلم) ويا معشر جميع عُلماء الأمّة على مُختلف فِرقهم ومذاهبهم، إن كُنتم تؤمنون بالقُرآن العظيم فتعالوا إلى حُكم الله في القُرآن فيما خالفه من السُّنّة المُحمديّة. ولربّما يودّ أحدكم أن يقول: "إنه لا يعلم تأويل القُرآن إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا". ومن ثمّ يردّ عليه ناصر اليمانيّ فأقول: لقد قُلتَ إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله وجعلتَ القُرآن كُلّه غير مفهومٍ ولا يعلم تأويله إلّا الله، فهل عندك سلطانٌ بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكن الله يقول إنّ القرآن تنقسم آياته إلى آياتٍ مُحكَماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ للعالِم والجاهل لا يزيغ عنهنّ إلّا هالكٌ فيتّبع آياتٍ أُخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهُنّ إلّا الله، ولأنّهن لا تزَلن بحاجةٍ إلى التأويل وتوضيح المقصود فيهنّ فاستغلّ اليهود تلك الآيات المتشابهات لغويًّا فدسّوا أحاديثَ تتشابه معها، وكذلك استغلّوا الحديث الحقّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما تَشابه مع القُرآن فهو منِّي] صدق مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].

    بمعنى: إنه إذا كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافًا كثيرًا، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي].

    بمعنى: إنه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منه عليه الصَّلاة والسَّلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيِّن لم يفهمه علماء الأمّة ومنهم من يطعن فيه أنّه ليس عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذي لا ينطق عن الهوَى عليه الصَّلاة والسَّلام؛ بل يوحَى إليه القرآن العظيم والسُّنّة المُهداة. ولسوف أُبيِّن لكم يا معشر علماء الأمّة المقصود من حديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بقوله عليه الصَّلاة والسَّلام وآله: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي]، فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المُتشابهة؛ بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المُقارنة بين هذا الحديث النّبويّ وبين الآيات المُحكمات الواضحات البَيِّنات فإذا لم يُخالِف العقائد التي جاءت فيهنّ فهو عن مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وعلى سبيل المثال: الحديث المُفترى عنه عليه الصَّلاة والسَّلام وعن أبي هريرة - وأظنّهُ بريئًا من روايته - أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إنّكم سترون ربّكم يوم القيامة كما ترون البدر جلياً لا تُضامون في رؤيته].

    فإذا قمتم يا معشر علماء الأمّة بتطبيقه على المُتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأنّ هذا الحديث جاء تأكيدًا بلا شكٍّ أو ريبٍ ترونه مُطابقًا لقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة القيامة]، ولكن الله يقصد مُنتظِرة إلى رحمته تعالى الذي كتب على نفسه الرحمة؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

    ولكن يا معشر علماء الأمّة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المُحكَم من القرآن فسوف تجدون بأنّ بينه وبين هذا الحديث اختلافًا كثيرًا؛ بل سوف تجدون النّفي الذي لا يحتمل الشك، ومن ثمّ تعلمون بأن هذا الحديث موضوعٌ ليتشابه مع هذه الآية المُتشابهة معه لغويًّا وأنه ليس عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأنّه قال: [ما تَشابه مع القرآن فهو منِّي]، فكيف أنّه يتشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ ومن ثمّ يكون مُخالفًا للمُحكم والواضح والبيّن في هذا الشأن (في شأن عقيدة المسلم لرؤية ربّه)؟! ومن ثمّ تخرجون بنتيجةٍ أنّ هذا الحديث لم يكُن عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - نظراً لأنّه خالف الآيات المُحكَمات في هذا الشأن، ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القُرآن أن تأتي مخالفةً للقُرآن المُحكَم الواضح والبَيِّن والتي جعلهُنّ الله هُنّ أُمّ الكتاب.

    ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنَّما أُدافع عن سُنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ، فهي لم تختفِ؛ بل موجودةٌ بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسّوا لكم أحاديث تُخالف أحاديث السُّنّة الحقّ في هذا الشأن، وكذلك تُخالف الآيات المُحكَمات أُمّ الكتاب في القرآن العظيم وأصل العقيدة للمسلم.

    وبعد أن بَيَّنَّا لَكُم حُكْم القرآن في هذا الشأن، تعالوا لنطبق الأحاديث في السُّنّة المُحمديّة - عليه الصَّلاة والسَّلام - بشرط أن يتمّ التّطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المُحكَمات الواضحات البَيِّنات والتي جعلهُنّ الله أُمّ الكتاب في هذا الشأن، ولئِن أبيتم إلَّا تطبيقه مع المُتشابه والذي لا يزال بحاجةٍ إلى تأويلٍ فقد هلكتم لئِن فعلتم! وذلك لأنّكم تركتم الآيات المُحكمات في هذا الشأن واتّبعتم المُتشابه، وفي قلوبكم زيغٌ عن الحقّ لئِن اتّبعتم الآيات المُتشابهات في القُرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات، فتعالوا لننظر سويًّا في سُنَّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لكي ننظر هل السُّنة الحقّ تُخالف لحُكْم الإمام ناصر اليمانيّ من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه؟ وحتمًا بلا شكٍّ أو ريبٍ سوف نجد أن بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافًا كثيرًا فيما بينها، وذلك لأن الحقّ منها سوف تجدونه ينطبق مع المُحكَم، والباطل سوف نجده مُخالفًا للمُحكَم (أُمّ الكتاب) في هذا الشأن ولكنّه يتّفق مع الآيات المُتشابهات في ظاهرهنّ في هذا الشأن، فلنذهب إلى السُّنة لننظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبيّن لنا الحديث النّبويّ الحقّ (الذي مِن عند الله ورسوله) مِن الذي مِن عند غير الله ورسوله؛ فلنبدأ بالتطبيق للتصديق للسُّنة المُحمديّة الحقّ؛ قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مصدّقًا للآيات المُحكمات في شأن الرؤية؛ قال: [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام. وهذا الحديث الحقّ قد اتَّفق مع القرآن المُحكَم الواضح والبَيِّن في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العلي العظيم [سورة الأعراف]. {لَن تَرَانِي}، وصدق رسوله الكريم في قوله:[لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة].

    ولكننا نشاهد نوره سُبحانه يُشِعّ من وراء حِجاب الغمام فتُشرق الأرض بنور ربّها تصديقًا لقول الله تعالى في مُحكَم كتابه: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} صدق الله العظيم [سورة الزمر:69]، وتصديقًا لقوله عزّ وجل: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، فيأتي الحديث الحقّ عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في شأن الرؤية وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: [يَهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمدٌ رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام.

    وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

    وتصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في نفي رؤيته لربّه ليلة الإسراء والمعراج، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: [نورٌ أراه] صدق مُحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ويتفق هذا الحديث مع الآيات المُحكَمات في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الشورى].

    ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبّر حديث الإفك والافتراء والبُهتان عن الله ورسوله - غير إنّي لا أشْتُمُ راويه - فتدبّروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسُّنّة والعقل والنقل جُملةً وتفصيلًا، وقالوا أنه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    اقتباس المشاركة :
    [قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله النّاس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أأنت ربنا، فيتّبعونه، ويضرب جسر جهنّم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف النّاس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثمّ ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النّار من أراد -أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمر الملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النّار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل..]
    انتهى الاقتباس
    فانظروا إلى شر البليّة، وشر البليّة ما يُضحِك:
    اقتباس المشاركة :
    [فإنّكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله النّاس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربّكم، فيقولون: أأنت ربنا، فيتّبعونه].
    انتهى الاقتباس
    فبالله عليكم كيف يتّبعون الله؟! لعبادة مَن؟! وإلى أين يتّبعونه؟! فهل جعلتم الله فاطر السَّماوات والأرض إنسانًا يمشي وأتْباعه يمشون وراءه؟! أفلا تعقلون؟! وتالله لا يتّبعون إلّا المسيح الدّجال في الدنيا الذي يقول: "اتّبعوني لأُدخِلكم جنتي"؛ بل كيف قولهم أنّهم يرون الله يوم القيامة ثمّ يقول المُفتري أن الله يجمع النّاس ثمّ يقول:
    اقتباس المشاركة :
    [من كان يعبد شيئاً فليتّبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتّبع من كان يعبد القمر القمر، ويتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمّة فيها منافقوها. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون].
    انتهى الاقتباس
    وهل يعرفون الله من قَبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه؟ أفلا تعقلون؟! فهل إلى هذا الحَدّ لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصَدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسُنّة رسوله جملةً وتفصيلًا؟! فإن كنتم تتّبعون كتاب الله وسُنّة رسوله فها أنا ذا آتيكم بالآيات المُحكَمات من كتاب الله ومِنكم مَن يصفني بأني على ضلالٍ وأنّه على الحقّ! فهل أنت رجُلٌ رشيد؟ فإني أُخوِّفك بالقرآن فهل تخاف وعيد؟ ولن تفلت مني يا طالب العلم.

    ويا معشر جميع علماء الأمّة، فسوف نحكم في اختلافاتكم نقطةً نقطةً وأعدكم أنّي لن أستنبط حُكمي إلَّا من الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات لا يزيغ عنهُنّ إلّا الذين في قلوبهم زيغٌ، فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهِم وكأنّ ناصر محمد اليمانيّ لم يُحاجّ بهنّ شيئًا بل لا تجدون أحدهم حتى يُعلِّق عليهنّ شيئًا فيُحاجِج ناصر مُحمد اليمانيّ: لماذا أوردهنّ؟ فما علاقتهنّ بالموضوع؟ أو يأتي بتأويلٍ لهنّ فهو لا يستطيع لأنهنّ واضحاتٌ ولسن بحاجةٍ إلى التأويل نظرًا لوضوحهنّ في مُحكم كتابه، ومن هذه الآيات المُحكمات أستنبط لكم الحُكم الحقّ ذلك وعدٌ علينا غير مكذوب، فهل ترونني حاججتكم في عدم رؤية الله جهرةً بالآيات المُتشابهة؟ حاشا لله ربّ العالمين ما آتيتكم إلّا بالآيات المُحكمات التي تنفي الرؤية {لَن تَرَانِي}. وأثبتنا بأنّ الله لن يُرَى جهرةً، سبحانه! ولكنّه يُكلِّم النّاس من وراء حجاب.

    ومن ثمّ بيَّنا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود، وفصّلنا الحُكم في رؤية الله من الآيات المُحكمات، ولم أَقْرب آيةً واحدةً من المُتشابه ولكنّ كثيرًا من علماء الأمّة لا يُميِّزون بين المُحكَم والمُتشابه! وإليكم سؤالي ولجميع علماء الأُمّة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].

    وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:128].

    فأمّا في الآية الأولى فنجد نفي التَّكليم من الله للكافرين وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم.

    ولكن الآية الأُخرى المُحكَمة سوف تجد بأنّ الله يُكلّمهم وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم.

    والسؤال الموجّه هو في نقطةٍ واحدةٍ في الآيتين وهو في تكليم الله للكُفار، فالآية الأولى تنفي التَّكليم من الله للكُفار يوم القيامة ومن ثمّ تجد الآية الأُخرى تُفيد بأن الله يُكلّمهم وقال لهم: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا} صدق الله العظيم.

    وإليك الجواب من الكتاب يا (طالب العلم) فلا أُريد إحراجك ولا بيان خبرك؛ بل أُريد أن أُعلِّمك إن كنت طالب عِلمٍ بحقٍّ فأخبركم كيف يضع الشياطينُ الأحاديثَ بمكرٍ خطيرٍ، فأمّا الآية الأولى في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّـهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، وفيها يوجد آيةٌ من المُتشابهات وهو قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظنّ بأنّ الله لا يُخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه مُعرِضٌ عنهم سبحانه! وعلى سبيل المثال: إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديثًا فيقول: "[إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم] وانظروا لقوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}" ومن ثمّ يستغلّ هذه الآية المُتشابهة المُفترون فيقولون: "بل المسيح عيسى ولد الله يوكله الله بمحاسبة النّاس"

    وعلماء الحديث الذين لا يتّبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتمًا سوف يظنون أنّ الله يوكِّل بحساب الكفار أحدًا من خلقه وأمَّا هو فلا يُكلِّمهم ولا ينظر إليهم تصديقًا لهذا الحديث الحقّ في نظرهم، وأعوذ بالله أن أكون من المُفترين فيجعلوا حديثًا مُفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصرة إليهم].
    انتهى الاقتباس
    وإنّما ضربت لكم على ذلك مثلًا كيف أنّ أعداء الله يضعون الحديث بمكرٍ خطيرٍ لدرجة أنّ الجاهل عن القرآن لن يشكّ فيه شيئًا، وكيف يشكّ فيه ودليله واضحٌ وجليٌّ في القرآن كما يظنّ؟ وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وهو يظنّ أن هذه الآية مُحكَمةٌ واضحةٌ ولا تحتاج إلى تأويلٍ فهي واضحةٌ في نظره أنّ الله لا يُكلّم الكُفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أيْ: ببصره لأنّه غضبان، وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المُفترون وقالوا: "إنّما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يُحاسب النّاس لأنّه ابن الله وذلك لأن الله المُتكبِّر سبحانه لا يُكلّم الكُفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب؛ بل يوكل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليُحاسب الكفار أم لم تقرأوا قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}؟ إذًا الله لا يحضر يوم القيامة ليُحاسب الكُفار، وكيف يُحاسبهم وهو لم يُكلّمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القُرآن: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إذًا يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم".

    فأصبحت الآية موافقةً لما يعتقده النّصارى! سبحان الله وتعالى علوًّا كبيرًا، وتالله لو أفتَري على الله وآتي بهذا الحديث ثمّ الآية المُتشابهة التي توافقه إذًا لاتخذني النّصارى واليهود خليلًا، فأمّا النّصارى فأعِجبهم بذلك لأنّه وافق عقيدتهم، وأما اليهود فهم سوف يعلمون عِلم اليقين أنهُ افتراءٌ على الله ورسوله ولذلك سوف يتخذوني خليلًا لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

    ويا (طالب العلم)، ويا معشر جميع علماء الأمَّة الإسلاميّة، لقد بيَّنتُ لكم كيف تكون الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آياتٍ في القرآن تشابهًا لفظيًّا لتظنّوا أن هذا الحديث جاء بيانًا لهذه الآية، وأقسم بالله العليّ العظيم أنّهم قد أخرجوكم من آيات الله المُحكَمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهنّ إلّا هالك، وتعالوا لأعلّمكم تأويل هذه الآية المتشابهة ما دمتُ ذكرتها لكم لكي أُريكم طريقة مكر أعدائكم وأعوذ بالله أن أكون من المفترين على الله ورسوله، فأمّا التأويل الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم:

    فهو لا يقصد أنّه سبحانه أنه لا يُكلِّمهم تكليمًا؛ بل يقصد سبحانه أنه لا يُكلِّمهم بتكليم التَّفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيُكلِّمهم كما كلَّم آدم بوحي التَّفهيم فيقولوا: "ربّنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين".

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيُدخلهم جنّته ويقيهم من ناره، وليس النظر نظَر الأعين! يا قوم اتقوا المُتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهله إنّي لكم من الله نذيرٌ مُبينٌ بالمُحكَم من القُرآن العظيم.


    فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
    اقتباس المشاركة :
    [وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال "سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه قال: سأل بحقٍ محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه".] (كنز العمال-سورة البقرة ).

    [وكذلك أخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي قال "سألت النبي صلّى الله عليه وسلّم عن قول الله {فتلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إنّي أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانّك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي أنّك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنّي أسألك بحق محمد وآل محمد سبحأنّك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي أنّك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم".] (كنز العمال - سورة البقرة)
    انتهى الاقتباس
    فتعالوا لننظر تفسيرها الحقّ في القرآن: قال الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، وذلك هو التَّكليم بالتَّفهيم إلى القَلب يا أولي الألباب، فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلَّمهم بوحي التَّفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعراف]. وهذا النوع من التَّكليم إلى القلوب هو المقصود من قول الله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّـهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أيْ: لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب آدم وحواء: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم.

    وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم؛ وهو التأويل لقوله تعالى: {وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} صدق الله العظيم، أيّ لا ينظر إليهم برحمته وليس بأعينه سبحانه.

    ويا معشر علماء الأمّة، أُقسم بالله العظيم أنّ اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلمّوا إلى الحوار من قبل الظهور إلى: (موقع الإمام ناصر محمد اليماني)
    https://nasser-alyamani.org/
    فإن كان ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ مُبينٍ فأنقِذوا المُسلمين من عِلمه الباطل في نظر المُبطِلين حتى لا يَفتِن المسلمين، وإن رأيتم أن ناصر محمد هو حقًّا النَّاصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهديّ المنتظَر بأن التواطؤ لكي يحمل الاسم الخَبَر، فهلمّوا للحوار عاجلًا غير آجلٍ قبل فوات الأوان، وذلك لأنّه ما جادلني عالِمٌ إلّا وغلبته، وأما الجاهل فوالله لو أتيته بترليون ترليون دليلٍ من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المُحكَمات البَيِّنات فإنّه لن يقتنع ولن يرى الحقّ، ومن ثمّ يُحاجِجني بكُلّ ما خالف الكتاب والسُّنّة ومن ثمّ يزعم أنه مُؤمنٌ بالكتاب والسُّنة وأنه مُستمسكٌ بكتاب الله وسُنّة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سُنة رسوله؛ بل مُستمسكٌ بِما خالف كتاب الله وسُنّة رسوله فيظنّ أنه يدعو إلى الحقّ وإلى صِراطٍ مستقيمٍ وهو يدعو إلى صِراط الشيطان الرَّجيم وليس بقصدٍ منه ولكنّه من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يُحسنون صُنعًا.

    ويا قوم إن عدم رؤية الله جهرةً حُجَّةٌ لكُم على المسيح الدّجال الذي سوف يدّعي الرّبوبيّة فيكلِّمكم جهرةً وأنتم تشاهدونه رأي العين جهرةً بين أيديكم إنسانًا كمثلكم ترونه، والله ليس إنسانًا وليس كمثله شيءٌ سبحانه وتعالى علوًّا كبيرًا.

    ويا معشر عُلماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقّ، سبق وأن أنذرناكم بأنّكم دخلتم في عصر أشراط الساعة الكُبرى وأنها سوف تدرك الشمس القمر كما أكّدنا لكم تصديق هذا الشرط المُتكرِّر في عددٍ من الشهور، وكذلك أعلنت لكم بأنّها سوف تدرك الشمس القمر بلا شكٍّ أو أدنى ريبٍ ونظرًا لذلك سوف تُعلن رؤيةَ الهلالَ المملكةُ العربيَّة السّعوديَّة بأنّها ثبتت رؤية هلال شوال لعام 1429 بعد غروب شمس الإثنين (29 - رمضان - 1429)؛ بل تفاجَأ برؤيته جميعُ علماء المملكة الفلكيِّين وجميع علماء الفَلَك في العالَمين؛ بل حتى علماء وكالة ناسا الأمريكيَّة وتلك الآية التي أكّدتُ لكم وقوعَها من قبل الحدث أخبرتكم بأنّها سوف تحدث تصديقًا لأحد أشراط الساعة الكُبَر وتصديقًا للمهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليمانيّ لتعلموا أنّه الحقّ من ربّكم لعلكم تهتدون، ولكن للأسف فمن بعد التّصديق للحقّ وحصحص أمام الذين يريدون الحقّ فإذا علماء الدين والفلكيِّون يدخلون في جدلٍ شديدٍ برغم أن المهديّ المُنتظر قد حَكَم بينهم فيما سوف يختلفون فيه من قبل أن يختلفوا؛ بل وأخبرتهم بأن التي سوف تعلن به هي المملكة العربيَّة السعوديَّة، وكذلك أخبرتهم لماذا سوف تتمّ رؤية الهلال في ليلةٍ يستحيل فيها رؤية هلال شوال لعام 1429 وللأسف مرةً أُخرى وكأنّ المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليمانيّ لم يكن بينهم شيئًا مذكورًا! فهل إعراضكم عن المهديّ المنتظَر بقصد التكبُّر عليه؟! فسوف يَحكُم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين.

    فكم أُناديكم يا معشر علماء الأمّة للحوار وأنتم في منازلكم وليس المطلوب سوى فتح الجهاز للإنترنت العالميّة وكُلٌّ يدلو بدلوه بموقع الإمام ناصر محمد اليمانيّ حتى يتبيّن للمسلمين وعلمائهم هل جئتُكم بالحقّ أم كنتُ من اللاعبين؟ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحَمْد لله رَبّ الَعالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
    ________________




  3. - 3 -
    الإمامُ ناصِرُ مُحَمَّدٍ اليَمانِيُّ
    29 - 10 - 1430 هـ
    18 - 10 - 2009 مـ
    02:39 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    مزيدٌ من التّفصيل من حقائق القول الثّقيل ..


    بسم الله الرحمن الرحيم‏، من الإمام المهديّ إلى الحقّ، والحقّ أحقّ أن يتّبع، فهل وجدتم إعادة الخلق في محكم كتاب الله هو الموت أم إنّكم وجدتم أنّه البعث وعلمتم بأنّ إعادة الخلق أي البعث كما خلقه أوّل مرّةٍ؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    والسؤال الذي أريد أن أوجّهه إلى كافّة علماء الأمّة من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: أليست الإعادة هي إعادة الشيء وليس هدمه؟

    ويتّبعون التفاسير التي غيّرت بيان الكتاب من الحقّ إلى الباطل، ولكنّ الإمام المهديّ لا يقول على الله ما لم يعلم، وأفتى بالحقّ أنّ الإعادة للخلق هو إعادته من جديدٍ. ولن تجدوا في كتاب الله أبداً أنّه أفتاكم أنّ الإعادة هو الموت، أفلا تتّقون؟ وقال الله تعالى:
    {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ} صدق الله العظيم [طة:55].

    وإلى البيان الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ..

    {‏مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ}: وهذا خلقهم الأوّل للحياة الأولى فلا جدال فيه حتى نأتي ببرهانه من محكم الكتاب.

    ثم نأتي لبيان قول الله تعالى:
    {وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}: وذلك هو بعث الرّجعة بإعادة خلق الكافرين المنكرين للبعث فيعيد الله خلقهم كما خلقهم أوّل مرّةٍ باستثناء عباده الصّالحين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].

    ثمّ نأتي لقول الله تعالى:
    {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}، وذلك هو البعث الثّاني لهم والشّامل للكافرين والصالحين.

    ويا علماء أمّة الإسلام، إنّي والله لا أخشى على المسلمين فتنة المسيح الدجّال شيئاً ولكنّي أخشى على المسلمين فتنة علمائهم الذين لا يعلمون؛ مِنَ الذين يتجرّأون أن يقولوا على الله ما لا يعلمون؛ أليس القرآن كلام الله؟ فإذا علّمتم الناس بيانه بغير الحقّ المقصود فقد أضللتم أنفسكم وأمّتكم عن البيان المقصود من كلام الله إليكم، أفلا تتّقون؟ ولذلك تجدون فتوى المعاد أنّه يقصد بها البعث وليس الموت تصديقاً لما جاء في جميع محكم كتاب الله بالفتوى الحقّ أنّ الإعادة هي إعادة الخلق من جديدٍ ولكنّكم لا تفهمون قرآنكم الذي هو بلغتكم أنّ الإعادة هي إعادة الشيء من جديدٍ، وجعلتم جلّ اهتمامكم في التّغنّي بالقرآن والغنّة والقلقلة والتّجويد ومخارج الحروف، ولكنّكم لا تتدبّرون كلام الله إليكم! ألا والله لو يبعث أحدكم برسالةٍ إلى آخر كان عليه عزيزاً فإنّه سوف يتدبّر ما يريد منه صديقه في هذه الرسالة إليه من شخصٍ يعزّ عليه، وكذلك الله أرسل إليكم رسالةً على لسان نبيّه محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} صدق الله العظيم [المائدة:67].

    ولكنّكم لا تتدبّرون رسالة الله العليّ العظيم إلى الإنسان المهين فلا يكاد يُبين بين مخلوقاته؛ ومن أيّ شئٍ خلقه! وصدق ربّي بقوله:
    {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴿١٧﴾ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴿١٨﴾ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴿١٩﴾ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴿٢٠﴾ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴿٢١﴾ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴿٢٢﴾ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [عبس].

    فما خطبكم لا تتدبّرون رسالة الله إليكم يا معشر المسلمين والناس أجمعين؟ وما دعاكم الإمام المهديّ إلى شيءٍ جديدٍ بل إلى القرآن العظيم رسالة الله إليكم فاتّخذتموه مهجوراً، وأكاد أن أشكو إلى ربّي ما شكاه إليه جدّي من قبل. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ‎﴿٣٠﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان:30].

    ويا علماء الأمّة، لقد أنزل الله قرآنه وبيانه لو كنتم تتدبّرون كتاب الله حقّ تدبّره لوجدتم أنّ كتاب الله يفسّر بعضه بعضاً، ولكنّكم تأخذون الآية وتريدون تفسيرها أنتم، وما يدريكم يا قوم هل تقولون على الله الحقّ أم إنّكم علّمتم أمّتكم قولاً لم يقله الله لعباده؟ فمن ينجيكم من عذاب الله يا أهل التفسير لكتاب الله بالاجتهاد حسب نظرتكم القصيرة؟ ومن يريد أن يفسّر أيّ آيةٍ لا تزال بحاجةٍ للتفسير من ذات نفسه فإنّي أتحدّى أن يفسّرها بالحقّ بل سوف يقول على الله ما لم يعلم إذا فسّرها معتمداً على ذاتها فقط ما لم يتدبّر الكتاب حتى لا يخالف تفسيره آيةً أخرى محكمةً في كتاب الله، فالحذر الحذر، وبسبب ذلك أضللتم أمّتكم وأنفسكم عن كثيرٍ من حقائق الكتاب، وحتى لو صدق الشّيعة الاثنا عشر بعقيدة الرّجعة فإنّهم تجرّأوا على الله وفسّروا القرآن بالظّنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً حسب ما يشتهون، وكذلك أهل السّنّة، وكذلك كثيرٌ من علماء الأمّة، ولو أنّهم استمسكوا بالقرآن المحكم الواضح الذي لا يحتاج إلى تفسيرٍ وتركوا تأويل القرآن الذي لا يزال بحاجةٍ للتأويل حتى يبعث الله من يفسّره لهم خير تفسيرٍ لما ضلّوا أبداً عن الصّراط ولما اختلفوا وتفرّقوا، ولكنّهم كانوا يفسّرون الكتاب حسب هواهم، والأعجب من ذلك أنّهم أحياناً نظراً لقلّة علمهم يغيّرون الكلمة عن موضعها وليس في القرآن فقط بل حتّى في لغتهم كمثال الإعادة للشيء وهو إرجاعه إلى ما كان عليه من قبل هدمه وكذلك الإعادة في كتاب الله لم تتغيّر شيئاً ولكنّكم جعلتموها الهدم والموت! ولكن لو تدبّرتم كتاب الله لما وجدتم قطّ أنّ الإعادة هي الهدم والموت بل إعادة الشيء كما خلقه الله أوّل مرّةٍ.

    وقال الله تعالى:
    {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿٤٩﴾ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴿٥١﴾ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٥٢﴾} [الإسراء].

    وقالَ اللهُ تعالى:
    {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سباء:49].

    قال اللهُ تعالى:
    {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [يونس:4].

    قال اللهُ تعالى:
    {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} [يونس:34].

    وقال اللهُ تعالى:
    {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [النمل:64].

    وقال اللهُ تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّـهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ} [العنكبوت:19].

    وقال اللهُ تعالى:
    {اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [الروم:11].

    وقال اللهُ تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم:27].

    وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94].

    صدق الله العظيم.

    ويا علماء أمّة الإسلام، أقسم بالله العظيم أنّ البشر قد دخلوا في عصر يوم القيامة بحسب أيّام الرّبّ في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج:47]، وفي خلاله تحدث كافّة الأشراط الكبرى للسّاعة ولكنّكم لا تعلمون، وسبق وأن وجّهت إليكم سؤالاً وقلنا: إلى متى أنظر الله إبليس فأجاب الله طلبه فتنةً لطاعتكم لله؟ فأنظره إلى يوم يبعثون. فإذا كان ظنّكم أنّه يقصد يوم البعث الشامل يوم يقوم الناس لربّ العالمين فإنّكم لخاطِئُون فأصبح حسب عقيدتكم أنّ الشيطان لن يموت وذلك لأنّه منظرٌ إلى يوم البعث الشّامل، ولكنّي لا أجد في كتاب الله أنّه يوجد هناك موتٌ لأحدٍ من بعد البعث الشامل يوم يقوم الناس لربّ العالمين وتجدوا الشيطان لن يموت من بعد البعث الشامل بل موجودٌ وسوف ينطق بالحقّ، ويقول: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [ابراهيم:22].

    وها أنتم تجدونه موجوداً ولن يموت من بعد البعث الشامل؛ بل سوف يدخله الله النار هو وحزبه الذين استجابوا لدعوته من أصحاب السّعير. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [فاطر:6].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو المقصود من دعوته لربّه:
    {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فما يقصد بقوله إلى يوم يبعثون؟ ويقصد إلى يوم القيامة قال:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    والبشر الآن في يوم القيامة حسب أيّام الله وخلاله تحدث كافة أشراط السّاعة الكبرى تترى كما علّمكم الله كيف تعلمون أيّان يوم القيامة حسب أيام الله في الكتاب ذكرى لأولى الألباب.

    ويا علماء الأمّة، اتّقوا الله فالوقت صار قصيراً ولم نبيّن لكم من أسرار الكتاب إلا قليلاً، وأكرّر القول الموجّه إليكم وأقول والله إنّي لا أخشى على المسلمين فتنة المسيح الدجّال والذي هو ذاته (المُبلِس من رحمة الله) الشيطان الرجيم المُنظَر إلى يوم البعث الأوّل، ويريد أن يدّعي الرّبوبيّة ويقول أنّه مَن بعث الأموات ولكنّي أخشى على المسلمين فتنة علمائهم لأنّ المبعوثين ممّن أهلكهم الله وكانوا كافرين سوف يبعثهم الله فيعيدهم إليكم فلن تستطيعوا أن تكذّبوا الأموات لأنّ منهم من تعرفونهم ولكنّهم لن يدعوا الناس إلى الكفر لأنّهم قد أخذوا نصيبهم الأوّل من العذاب من بعد الموت وأنتم لا تعلمون؛ بل هم يريدون أن يتّبعوا الحقّ لأنّهم طلبوا من الله أن يعيدهم إلى الدّنيا ليعملوا صالحاً، وقال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ‎﴿٩٩﴾‏ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‎﴿١٠٠﴾‏} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    فما هي الكلمة التي هو قائلها سبحانه؟ والجواب من محكم الكتاب، قال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} صدق الله العظيم [الأنبياء:95-96].

    وذلك لأنّ البعث مربوطٌ سرّه بخروج يأجوج ومأجوج فتنةً للنّاس أجمعين، وقال الله تعالى:
    {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أمّة لا إله إلّا الله، يا عباد الله اتّقوا الله! فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه لئن لم تصدّقوا بالبيان الحقّ للكتاب فتتّبعوا المهديّ المنتظر أنّكم سوف تُفتنوا فتُصدّقوا أنّ المسيح الكذّاب هو حقّاً ربّ العالمين وهو يكلّمكم جهرةً ويقول لكم: ألم تروا نار جهنّم الكبرى قد عرضناها عليكم عرضاً، فمن أتى بها سوانا؟ ويقول لكم: ألم تروا أمواتكم قد بعثناهم فمن بعثهم سوانا؟ وأمّا الجنّة التي وعدتكم بها فإنّها من تحت الثّرى باطن أرضكم، ثم تفتنون لأنّكم لن تستطيعوا أن تقولوا أنّ ذلك سحرٌ أبداً لأنّكم حقّاً سوف ترون النار قد تمّ عرضها للكافرين فمرّت بجانب أرضكم وكذلك الجنّة حقاً تجدونها حقاً على الواقع الحقيقيّ من تحت أرضكم، وكذلك الأموات يكلّمونكم قد تمّ بعثهم من قبورهم، وأمّا الذين لن تجدوهم من الذين كانوا يعبدون الله فسوف يقول أولئك قد ألقيناهم في نار جهنّم، ألا لعنة الله عليه لعناً كبيراً فكم المهديّ المنتظر متشوّقٌ للقاء عدوّ الله وعدوّ المؤمنين.

    ويا أمّة الإسلام يا حجّاج بيت الله الحرام، إذا لم تصدّقوا المهديّ المنتظر الذي ابتعثه الله لينقذكم وكافّة الأمم من فتنة المسيح الكذّاب فلن تستطيعوا أن تكذّبوه فكيف سوف تكذّبون بالنار وقد تمّ عرضها أمام أعينكم فمرّت بجانب أرضكم من الأعلى من جهة القطبين وكذلك المبعوثين من كافّة الأمم الذين أهلكهم الله بسبب التّكذيب لرسل ربهم وكذلك الجنّة تجدونها باطن أرضكم، ولكنّي أشهد الله عليكم وكافّة الأنصار الموقنين بالبيان الحقّ لكتاب ربّهم أنّي قد فصّلت لكم الحقّ تفصيلاً لعلّكم تتّقون، وأفتيتكم إنّما الجنّة التي باطن أرضكم إنّما هي الجنّة التي كان فيها أبواكم آدم وحوّاء وأخرجهم منها الشيطان الرّجيم إلى حيث أنتم وبقي الشيطان وقبيله من شياطين الجنّ والإنس من كلّ جنسٍ باطن أرضكم وحذّركم الله فتنتهم. وقال الله تعالى:
    {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:27]، ألا والله إنّي لا أخشى على المسلمين والنّاس أجمعين فتنة الشّيطان الرّجيم المسيح الكذّاب ولكنّي أخشى على الأمم فتنة علماء المسلمين من الّذين اتّبعوا ما يخالف لكتاب الله ويحسبون أنّهم مهتدون.

    ويا أمّة الإسلام ويا حجّاج بيت الله الحرام إنّما البعث بعثان فلا يفتنكم عدوّ الله فليس هو من بعثهم؛ بل الله بعثهم وليس له أيّ علاقةٍ ببعثهم، وإنّما قدّر الله للشّياطين من يأجوج ومأجوج وإبليس الذين هم له عابدون الخروج من باطن الأرض في ميقات البعث الأوّل فتنةً للأحياء منكم وللأموات المبعوثين في البعث الأوّل، وذلك لأنّ المسيح الكذّاب فتنةً للأحياء والأموات. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} صدَق اللهُ العظيم [الأنبياء:95-96].

    وقال اللهُ تعالى :
    {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فاتّقوا الله فليس المسيح الكذّاب والذي سوف يقول أنّه الله ربّ العالمين مَن أتى بنار جهنّم، وليس المسيح الكذّاب من بعث أموات الأمم الذين أهلكهم الله من قبلكم وكانوا مجرمين وليس المسيح الكذّاب من خلق جنّة الله من تحت الثّرى بل الله هو من أتى بالنّار فعرضها أمام أعينكم بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، بل الله من بعث أمواتكم من الذين أهلكهم الله من قبلكم المكذّبين برسل ربّهم وليس المسيح الدجّال ربّ الأرض ذات المشرقين التي فيها جنّة الله باطن أرضكم فاتّقوا الله وصدّقوا كلام الله ربّي وربّكم وما كان لكم أن يكلّمكم الله الذي خلقكم جهرةً سبحانه بل من وراء حجاب الغمام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    بمعنى أنّه ما كان لكم أن يكلّمكم الله جهرةً، ألا تتّقون؟ بل المسيح الكذّاب يكلّمكم جهرةً وأنتم ترونه، أفلا تعقلون؟ بل هو الشّيطان الرّجيم وسبق التّحذير منه لكافّة الأمم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [النحل:36].

    اللهمّ قد بلّغت، اللهمّ فاشهد.. لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.

    ويا علماء الأمّة إنّ الإمام المهديّ يريد أن يظهر لكم بالحقّ فصدّقوا بالحقّ ليتمّ الظّهور وإن أبيتُم أظهرني الله على مسلمكم وكافركم في ليلةٍ واحدةٍ وأنتم صاغرون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمّدٍ اليمانيّ.
    ____________


  4. { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }




    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني

    14 - 10 - 1428 هـ
    26 - 10 - 2007 مـ
    11:37 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}
    صـــدق الله العظيـــــم ..


    اقتباس المشاركة :
    المَشارَكَةُ الأصْلِيَّةُ كُتِبَتْ بِواسِطَةِ فارِسِ الصَّحرَاءِ
    بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِي وحَبيبِي مُحمَّدٍ رَسُولِ اللهِ
    السلامُ عليْكُم، أرجو مِنْكُم تفسيرَ هذه الآيةِ الكريمةِ:
    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } غافر.
    انتهى الاقتباس


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..

    أخي الكريم سبق وجاء بيان هذه الآية في تفصيل البعث الأوّل وأولئك هم المفترون على الله ورسوله وهم يعلمون أنّهم يقولون على الله الكذب ويريدون أن يطفِئوا نور الله، ولو أطاعهم محمّدٌ رسول الله (وهو محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأذاقه الله ضعف الحياة وضعف الممات. وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    إذاً تلك طائفةٌ من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون ولو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنّهم لكاذبون، وقال الله تعالى لهم في البعث الثاني:
    {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدَق اللهُ العظيم [البقرة:28].

    ثُم كان جوابهم:
    {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} صدق الله العظيم [غافر:11].

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________


المواضيع المتشابهه
  1. مسائل في البعث الأول والشامل
    بواسطة عابدة لرضوان النعيم الأعظم في المنتدى بيان الإمام المهدي المفصل في البعث الأول إلى الناس أجمعين
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-10-2013, 04:44 AM
  2. [فيديو] للبيان المترجم مسائل في البعث الأول :Questions about the first resurrection and the thorough resurrection
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-01-2013, 08:50 PM
  3. بيانات سابقة منقولة / مسائل في البعث الأول والشامل ...
    بواسطة Rafat M. Said في المنتدى بيان الإمام المهدي المفصل في البعث الأول إلى الناس أجمعين
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-10-2012, 01:38 AM
  4. البعث الأول
    بواسطة آمنت بنعيم رضوان الله في المنتدى حقيقة القوم الذين يحبهم الله ويحبونه
    مشاركات: 123
    آخر مشاركة: 13-10-2012, 08:34 AM
  5. مسائل في البعث الأول والشامل ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-07-2012, 11:42 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •